تقرير

تراجع عربي أمام ايران وإسرائيل وتوقعات بـ «مزايدات» سوريّة وليبية في سرت

تاريخ الإضافة الخميس 25 آذار 2010 - 6:44 ص    عدد الزيارات 3820    التعليقات 0    القسم عربية

        


واشنطن - من حسين عبد الحسين|
عشية القمة العربية في ليبيا، تحدث ديبلوماسيون في العاصمة الاميركية، فضلوا عدم ذكر اسمائهم، عن انكشاف «الضعف العربي» امام التوسع الايراني في منطقة الشرق الاوسط.
ويقول هؤلاء ان هذا الضعف اصبح اكثر وضوحا منذ وصول الرئيس باراك اوباما الى سدة الحكم، وقراره الانكفاء عن الشؤون الدولية، وصب اهتمامه على امور اميركا الداخلية. ويتابعون ان معظم الانظمة العربية تعيش في عالمها، بعيدا عن الواقع، فيما القوى الرئيسية في المنطقة، أي ايران واسرائيل وتركيا، تحسن من مواقعها على حساب المصالح العربية.
«معظم الحكام العرب ينتظرون اميركا لتقوم باعمالهم نيابة عنهم، فيما هم يطلقون شعارات شعبوية لتجييش شوارعهم ضد الولايات المتحدة»، حسب المصادر الديبلوماسية التي اعتبرت ان «لاوباما طريقة عمل مختلفة، فهو رفض التدخل العسكري حتى في المناطق القريبة، مثل هوندوراس عندما وقع فيها انقلاب عسكري».
وكان اوباما واجه منتقديه لعدم استخدامه القوة العسكرية في وجه الانقلاب في يناير 2009، والذي اعتبرته واشنطن غير شرعي، بالقول ان المنتقدين انفسهم كانوا سيهاجمون تدخل «اليانكيز» الاميركيين في شؤون دول العالم الداخلية، لو هو ارسل قوة عسكرية الى جارته الاميركية اللاتينية.
والعارفون بشخصية اوباما، يدركون ان الرجل يريد استعادة قوة اميركا بتركيزه على حل المشاكل العالقة في الداخل، من دون استعراض عضلات بلاده في الخارج، وهذا اسلوب يختلف كـــثــيرا عـــن الادارات الــــتي سبقته.
ويقول الديبلوماسيون: «اسرائيل تدرك الانكفاء الاميركي، وانهماك واشنطن في شؤونها الداخلية، ما يجعل الادارة ايضا بحاجة الى نفوذ اللوبي الموالي لاسرائيل في الداخل، وهو ما يدفع الحكومة الاسرائيلية الحالية نحو المزيد من التشدد، ومن موقع القوة».
ويضيف هؤلاء ان «المشكلة في الشرق الاوسط هي ليست الضعف العربي فحسب، وانما ارتباط هذا الضعف باوهام وحسابات مبنية على خيال، فيما ايران تعمل بدقة وجدية على توسيع نفوذها».
ففي لبنان، خسر المعسكر المحسوب على تحالف الدول العربية المعتدلة، التي «اعتبرت من دون اي دليل انها نجحت في ابعاد سورية عن ايران، وهذا امر مازال بعيد المنال جدا».
وتقول المصادر: «حتى السوريون يؤكدون انهم لم ولن يبتعدوا عن ايران، ويتصرفون حسب اقوالهم، وهم لا يأبهون للتحالف عربي، بل يتحدثون في السر والعلن عن تحالف سوري تركي ايراني عراقي».
وتتساءل المصادر: «في وجه من يكون هذا التحالف يا ترى»؟ لتخلص الى ان «دمشق عارضت حتى مفاوضات السلام غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية والاسرائيليين».
وسألت «الراي» الديبلوماسيين عن تقارير تحدثت عن مبادرة ستقدمها سورية لتفعيل المقاطعة ضد اسرائيل امام القمة العربية، المقررة بعد غد، فردوا: «سورية تدعو العرب الى مقاطعة اسرائيل يوميا، فيما يحافظ مسؤولوها على تواصل دائم وغير مباشر مع الاسرائيليين، ويطالبون دائما بالتوصل الى سلام مع تل ابيب علنا».
وكذلك يفعل «الليبيون الذين يزايدون على العرب في معارضتهم للدور الاميركي، فيما تنفق طرابلس اموالا طائلة لاستعادة صداقتها مع واشنطن».
اما في العراق، فاعتبرت المصادر ان الدور الاميركي صار في حده الادنى، في حين «ادارت الدول العربية المعتدلة ظهرها الى رئيس الحكومة نوري المالكي، الذي حاول تكريس حكما مستقلا باكتساح الانتخابات، لكنه بعدما فشل في ذلك، وبعدما اوصدت الابواب العربية في وجهه، سيعود الى ايران».
ولم تستبعد المصادر، قيام تحالف شيعي عريض مؤيد لايران يبقي الكتلة السنية التي يرأسها اياد علاوي خارج الحكم.
وتقول: «لو اجرينا جردة سياسية لمكاسب التحالف العربي المعتدل، لوجدنا انه لا يزال يتلقى الخسارة تلو الاخرى على الاقل منذ بدء الحرب في العراق منذ العام 2003». وتضيف: «اما ايران، فتقدمت في كل مرة وتعاظمت سطوتها، واسرائيل لا ترى اسبابا عربية، ولا اميركية، ولا ايرانية تحملها على تقديم اي تنازلات».
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,240,622

عدد الزوار: 6,941,771

المتواجدون الآن: 118