لبنان....في 14 آب... من نصرالله الى ظريف برقية تضامنية ضد العقوبات الأميركية....تهديدُ «الحرس الثوري» لإسرائيل بـ «حزب الله»... «يصل» إلى واشنطن... تهريب النفط الإيراني من لبنان إلى سورية... سامر الفوز في «الواجهة الخلفية»....اللواء..رفض شمالي تحويل جبل تربل إلى مطمر.. وطعنان «قضائي» و«عسكري» بالموازنة....محادثات «صعبة» للحريري مع هيل ورئيس البنك الدولي حول العقوبات والتهديدات....

تاريخ الإضافة الخميس 15 آب 2019 - 5:47 ص    عدد الزيارات 2344    التعليقات 0    القسم محلية

        


تهديدُ «الحرس الثوري» لإسرائيل بـ «حزب الله»... «يصل» إلى واشنطن... تهريب النفط الإيراني من لبنان إلى سورية... سامر الفوز في «الواجهة الخلفية»..

الكاتب:بيروت - «الراي» .... رغم أن لبنان ما زال «تحت تأثير» الهبّة الباردة التي شكّلها الخروجُ من «نفقِ البساتين» في 30 يونيو الماضي، فإن الأيام الفاصلة عن أوّل «أسبوع عملٍ» بعد الإفراج عن جلسات الحكومة بدأتْ تحدّد أولويات «طارئة» سواء على المستوى الداخلي بحيث تضاف إلى الاستحقاقات و«الاختبارات» المنتَظَرة، أو على صعيد ارتباط لبنان بالصراعات الكبرى في المنطقة ولا سيما بالمواجهة بين الولايات المتحدة وبين إيران وأذرعها وعلى رأسها «حزب الله». وفيما كانت الأنظار شاخصةً على اللقاءات التي سيعقدها رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم في واشنطن، نظراً لما ستتيحه من استكشاف كامل خطوط السياسة الأميركية تجاه لبنان في المرحلة المقبلة، وإذا كانت ستُبْقي على «خيوط السماح» لبيروت في مقاربتها «الواقعية» لملف «حزب الله»، لم يكن عابِراً مجاهرة القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أمس، بأن «(حزب الله) اكتسب قدرات في سورية تمكّنه من القضاء على إسرائيل وحده في أي حربٍ محتملة». وما جَعَلَ التهديدَ الإيراني لإسرائيل بـ«حزب الله» يكتسبُ أهميةً كبيرةً، بحسب أوساطٍ سياسية في بيروت، أنه جاء في توقيتٍ من شأنه أن يسبّب إرباكاً للحريري عشية لقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، نظراً إلى أن كلام سلامي «يؤكد المؤكد» للأميركيين و«بلا روتوش» لجهة تَفَلُّت «حزب الله» من حيث «الإمرة» من كل الضوابط اللبنانية، كما يظهّر مجمل الواقع اللبناني وكأنه مُجَرَّدٌ من «الكوابح الذاتية» إزاء إمكان ربْطه «الحربي» بالصراع في المنطقة بما يوجّه ضربةً شبه قاصِمة لعنوانِ «النأي بالنفس». ولم يكن ينقص لتتعزَّز صورة «الاختراقات» في الوضع اللبناني من تقارير متجددة عن «خروقٍ» للعقوبات على إيران والنظام السوري عبر شركتيْن لبنانيتيْن تملكان وتديران ناقلاتٍ يبدو أنها تنقل النفط الإيراني بصورة غير مشروعة في شرق البحر المتوسط الى سورية، وفق ما ذكرت صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية الصادرة بالإنكليزية. وما أكسب التقرير عنصر «الإثارة»، ترجيحها أن يكون من يدير العمليات عبر الشركتين اللتين جرى الارتكاز الى البيانات الواردة من TankerTrackers.com (شركة أميركية تتبع عن كثب شحنات النفط الإيرانية) لاتهامهما بهذا النشاط، هو رجل الأعمال السوري سامر الفوز الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات في يونيو الماضي لدعْمه نظام الرئيس بشار الأسد وتسهيله استيراد النفط الإيراني. وبحسب التقرير، فإن إحدى الشركتين اللبنانيتين فازتْ الشهر الماضي بعقد لمعالجة مخلفات النفط من شرق سورية، ناقلاً عن موقع the Syria report أن هناك «احتمالاً كبيرا» أن تكون الشركة تابعة لفوز، ولافتاً إلى أن هذه الشركة تحلّ بموجب العقد مكان الشركة اللبنانية «سينرجي أس إي أل» التي كانت واشنطن أدرجتها على اللائحة السوداء في يونيو كونها «شحنتْ بحراً عشرات آلاف الأطنان المترية من النفط الإيراني إلى سورية». وإذ أورد تقرير «ذا ناشيونال» أن الشركة التي رصدتْ نشاطَها TankerTrackers.com تشترك مع «سينرجي» في العنوان نفسه بوسط بيروت وأن رقم الهاتف العائد للأخيرة (والمُدرج على ترويستها) يشير بعد الاتصال به إنه يعود «إلى شركة مختلفة تظهر السجلات أن فوز شريك فيها»، لفتت إلى ان الشركة الثانية موضوع التقرير مملوكة من بشار عاصي، وهو رجل أعمال سوري بارز فرض عليه الاتحاد الأوروبي في يناير 2019 عقوبات لدوره في مشاريع فوز التجارية. وبحسب الأوساط السياسية، فإن موقف قائد الحرس الثوري كما تقرير «ذا ناشيونال»، لن يغيبا عن أجواء محادثات الحريري التي ستتناول بشكل رئيس موضوع العقوبات على «حزب الله» بعد اتساع رقعتها إلى «ذراعه السياسية» والإشارات إلى أنها ستشمل حلفاء لبنانيين له، وسط تقارير لم تستبعد أن يثير الجانبُ الأميركي مسألةَ «الفلتان» على المرافئ والحدود البرية مع سورية باعتبار أنه لا يفاقم فقط خسائر الخزينة من الإيرادات بالتهريب بل يشكّل أيضاً منافذ كبيرة لتهرُّب «حزب الله» من العقوبات وتالياً «متنفّساً» بوجه مسار واشنطن لـ«خنْقه» مالياً. وبالانتظار، خرق المشهد الداخلي أمس، انفجار أزمة النفايات في الشمال على شكل احتجاجاتٍ واعتراضات، على اعتماد مطمر في تربل (المنية) لاستقبال نفايات 4 أقضية (بشري، رغرتا الكورة والمنية الضنية)، تصاعدتْ منها «روائح طائفية وسياسية» أنذرت بتفاعلات سلبية مع تحركاتٍ كان يُعدّ لها أهالي بعض المناطق التي تغرق بالنفايات منذ نحو أربعة أشهر (منذ قفل مكب عدوة)، قبل أن تلوح بوادر انفراج مع قرارٍ سياسي بإكمال العمل لاعتماد مطمر تربل بحماية أمنيةٍ لتطويق اعتراضات الأهالي.

اللواء...محادثات «صعبة» للحريري مع هيل ورئيس البنك الدولي حول العقوبات والتهديدات

رفض شمالي تحويل جبل تربل إلى مطمر.. وطعنان «قضائي» و«عسكري» بالموازنة

يجري الرئيس سعد الحريري اليوم سلسلة لقاءات أبرزها مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، وسط ترقب لبناني رسمي واقتصادي وسياسي، لجهة الانعكاسات المتوقعة للمحادثات اللبنانية - الأميركية لا سيما مع المسؤولين المعنيين مباشرة بالوضع في لبنان، سواء لجهة السياسات العامة، أو ترسيم الحدود البحرية، أو الوضع المالي، والتزام لبنان بكل ما له علاقة بمحاربة الإرهاب.. وليلاً، أفاد المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أنه التقى عند الساعة الثالثة عصر أمس بتوقيت واشنطن، العاشرة ليلا بتوقيت بيروت في مقر إقامته بالعاصمة الأميركية، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري، وعرض معه آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ولاحقاً التقى الرئيس الحريري وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل للغاية ذاتها، على ان يلتقي اليوم أيضاً مع رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس للتداول في مرحلة ما بعد إقرار الموازنة، ونظرة البنك الدولي إلى سياسات القروض ونسب الفوائد، واطفاء الدين العام. وترتبط الترقبات الأميركية، مع حدثين غداً، من شأنهما ان يمهدا لمرحلة ما بعد استئناف جلسات مجلس الوزراء، والرهانات على تفعيل العمل الحكومي: الأوّل يتعلق بالاجواء التي سترافق انتقال الرئيس ميشال عون إلى قصر بيت الدين، والثاني بما سيعلنه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في الذكرى 13 للانتصار في حرب تموز.

مهمة صعبة

وكان لافتاً للإنتباه، عشية اللقاء المنتظر بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، قول القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي ان «حزب الله» اكتسب قدرات في سوريا تمكنه من القضاء على إسرائيل وحده في أي حرب محتملة، مبرزاً مرّة جديدة الارتباط العضوي بين الحزب وطهران التي تستثمر فيه وتراه ذراعاً قوية يمكن ان تستخدمها في معاركها الإقليمية متى اقتضت الحاجة. وفي تقدير مصادر دبلوماسية غربية ان هذا الموقف الإيراني الجديد زاد من صعوبة المهمة التي يقوم بها الرئيس الحريري في العاصمة الأميركية، ولا سيما بالنسبة لموضوع العقوبات والمساعدات الخارجية. إذ رجحت هذه المصادر ان يبلغ المسؤولون الأميركيون رئيس الحكومة اللبنانية انزعاجهم مما يصفوه تساهل الحكومة مع «حزب الله» وانه من غير المستبعد تغيير سياستهم تجاهه رأساً على عقب، أقله في الوقت الراهن. وقالت هذه المصادر ان واشنطن ماضية في استراتيجية العقوبات تجاه مؤسسات تدعم حزب الله، وتوقعت ان تصيب حلفاء للحزب قد يكونوا من خارج الثنائي الشيعي، ولفتت الى انه ما من مؤشر يدل على نجاح الرئيس الحريري في تعديل الموقف الأميركي، بل لعله سمع من مساعد وزير الخزانة الأميركية كلاماً فيه نوع من التذمر حول أداء الحكومة تجاه حزب الله. والتقى الحريري مساء أمس بتوقيت بيروت مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل، بعدما كان التقى مع ديفيد شينكر الذي خلف السفير ديفيد ساترفيلد في ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، والتي تضغط على الإدارة الأميركية لتخفيض عديد قوات «اليونيفل» في الجنوب، عشية التمديد لها من قبل مجلس الأمن سنة جديدة، أو إعطاء هذه القوات قواعد اشتباك جديدة تخالف مندرجات القرار 1701.

عون في بيت الدين غداً

في هذا الوقت، دخل لبنان الرسمي في عطلة جديدة، هي عطلة انتقال السيدة العذراء، بعد عطلة الأضحى، ولا يتوقع ان يكون هناك في يومي الجمعة والسبت، وفي نهاية الأسبوع، أي نشاط رسمي ذي طابع سياسي، سوى انتقال رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المقر الصيفي في قصر بيت الدين غداً الجمعة، حيث من المقرّر ان يمضي هناك نحو أسبوعينفيما علمت «اللواء» ان عضوي «كتلة اللقاء الديموقراطي» النيابي الوزير وائل ابو فاعور والنائب هادي ابو الحسن وامين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر وقياديين في الحزب، يتولون اجراءات ترتيب مراسم استقبال وزيارة الرئيس عون في الشوف، ولكن صادف ان رئيس الحزب وليد جنبلاط ورئيس كتلة الحزب النائب تيمور جنبلاط سيكونان خارج البلاد خلال هذين اليومين، حيث سافرا امس في زيارة خاصة مقررة سابقا. لكن مصادر الحزب اكدت انهما سيزوران الرئيس عون فور عودتهما من الخارج. وعلمت «اللواء» أيضاً ان ترتيبات الحزب تشمل تشكيل وفد كبير يقوم بزيارة ترحيبية بالرئيس عون يوم السبت، ومن ضمنه السيدة داليا وليد جنبلاط، ويضم نوابا وقياديين من الحزب الى جانب رجال دين وفعاليات المنطقة ورؤساء اتحادات بلديات وبلديات ومخاتير، فيما تولت وكالة داخلية الحزب في الشوف رفع لافتات الترحيب بالرئيس عند التقاطعات المهمة ومنها في بعقلين وبيت الدين. واستبعدت مصادر مطلعة، بسبب وجود جنبلاط خارج البلاد، احتمال قيام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بزيارة المختارة يوم الأحد المقبل، لاحياء ذكرى مصالحة الجبل، بحسب ما تردّد أمس، فضلاً عن ان هذه الزيارة يمكن ان تحدث «نقزة» لدى فريق رئيس الجمهورية، الذي يمكن ان يقرأ فيها نوعاً من رسالة مفهومة التوجهات. في وقت يريده الرئيس عون ومعه جنبلاط أيضاً ان يكون لارساء التهدئة مجدداً في الجبل وتطويق ذيول حادث قبرشمون بشكل نهائي، وبهذا المعنى كانت تغريدة جنبلاط منتصف ليل أمس الأوّل والتي دعا فيها إلى «الابتعاد عن التحدي والسجال بعد لقاء المصالحة والمصارحة»، مضيفاً «التحية لشهداء 13 آب ولكل الشهداء الذين صنعوا الطائف»، في إشارة إلى ما أوردته مقدمة نشرة اخبار محطة O.T.V، التي أعادت فيها الى الأذهان ذكرى معركة سوق الغرب في 13 آب 1989. الى ذلك اكدت مصادر الحزب التقدمي لـ«اللواء» ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيتولى من مطلع الاسبوع المقبل اتصالاته من اجل ترتيب لقاء يجمع قيادة الحزب التقدمي بقيادة «حزب الله»، من اجل تهدئة الاجواء بين الطرفين، وان الحزب التقدمي تلقى دعوة من «حزب الله» للمشاركة في مهرجان الانتصار في حرب تموز الذي سيقام يوم غد الجمعة في بنت جبيل ويتحدث فيه الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، وان الحزب سيلبي الدعوة بوفد يرأسه امين السر ظافر ناصر. ومن شأن مشاركة وفد التقدمي في الاحتفال ترطيب الاجواء اكثر بين الطرفين وكسر الجليد، ما يمهد لحوار يفضي الى «تنظيم الخلاف» بين الحزبين. وتوقعت مصادر ان يعلن نصر الله في كلمته في الاحتفال اسم مرشّح الحزب للانتخابات الفرعية التي ستجري في دائرة صور يوم الأحد في 15 أيلول المقبل، خلفاً للنائب المستقيل نواف الموسوي، والترجيحات محصورة بين شخصين: مسؤول العلاقات العربية حسن عز الدين ومسؤول الإعلام الالكتروني الدكتور حسين رحال، وربما يكون هناك مرشّح ثالث يخبئه الحزب للحظة الأخيرة.

تفاهمات بعبدا

على صعيد آخر، أوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان التفاهمات التي تمّ ارساؤها في «لقاء المصارحة والمصالحة» وفي الاجتماع المالي الاقتصادي برئاسة الرئيس عون في بعبدا، سيكونان محور متابعة دقيقة من دوائر القصر لكي لا يصيبها أي انتكاسة، ولذلك فإن الجهد سينصب على مواكبتها لتحصين الساحة السياسية بعد المصالحة والمصارحة، ووضع نقاط الاجتماع المالي على سكة التنفيذ. وقالت هذه المصادر ان المبادئ أو النقاط التي جرى الاتفاق عليها في الاجتماع المالي تستدعي تنفيذاً مثلث الاضلاع قوامه مجلس النواب ومجلس الوزراء والمنظمات الدولية المعنية، مشيرة إلى أن هذا يعني قيام تكامل مع الرئيسين برّي والحريري ووزراء الاختصاص. وكذلك مع ممثلي المنظمات الدولية أي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من خلال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والجهات المختصة. وأقرت بأن ما خلص إليه هذا الإجتماع يساهم في وضع لبنان على السكة الصحيحة على ان خطة «ماكنزي» وتوصيات مؤتمر سيدر يشكلان محط التركيز خلال المرحلة المقبلة فضلاً عن موضوع ضبط الإنفاق والمشاريع الجاهزة والتي تتطلب مراسيم تنظيمية. وكشفت ان رئيس الجمهورية أصرّ على إنجاز موازنة العام 2020 ضمن المهلة الدستورية كي يتسنى لمجلس النواب مناقشتها من دون أن يشكل عامل الوقت عنصراً ضاغطاً على هذه العملية. وفهم ان الرئيسين برّي والحريري أيداه في هذا الصدد، وأفيد ان رئيس الجمهورية يريد تطبيقاً دقيقاً لموازنة العام 2019 واجراءاتها وتوصيات لجنة المال.

أزمة نفايات الشمال

وفيما أعلنت الحركة الاعتراضية في زغرتا عن تأجيل التحرّك الذي كانت هددت بتنفيذه أمس، بعد ان تبدّلت الأمور، في إشارة إلى توافق وزارتي البيئة والداخلية، على البدء بنقل نفايات الأقضية الأربعة إلى المكب المستحدث في جبل تربل، شاكرة رئيس الحكومة على اهتمامه المباشر والوزراء المعنيين والنواب الذين واكبوا الحلول مع قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي، شهدت منطقة جبل تربل المتاخمة لحدود قضائي زغرتا والمنية - الضنية، ما يشبه بالانتفاضة الشعبية ضد تحويل تربل إلى مطمر للنفايات، حيث قطع مواطنون طريق المنية - العبدة، وكذلك طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بمدينة طرابلس في كفرشلان والبياض، فيما تجمع عدد من أهالي بلدة علما في قضاء زغرتا على الطريق العام عند مفترق البلدة، وعمد بعضهم إلى رمي الشاحنات المحملة بالنفايات بالحجارة احتجاجاً على إعادة فتح المطمر، علماً أن تجمعات شعبية توزعت بين امام سراي طرابلس، ومرياطة في قضاء الضنية، حيث ارتفعت صيحات التكبير ضد المطمر الجديد. وكانت الشاحنات بدأت منذ منتصف الليلة الماضية بنقل نفايات الأقضية الاربعة: زغرتا والكورة والضنية والمنية إلى تربل وهو المكان الذي اختاره وزير البيئة فادي جريصاتي بعد التفاهم مع نواب هذه الأقضية واتحادات البلديات، لكن هذا الخيار اصطدم برفض أهالي المنطقة حيث ارتدى هذا الرفض طابعاً طائفياً ومناطقياً في اكياس النفايات، وتحركت هذه الشاحنات بمؤازرة من الجيش وقوى الأمن، وعملت على فتح الطرقات المغلقة، ولم يخل الأمر من صدامات وردت تفاصيلها على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل ان يتضح لاحقاً ان الدركي الذي صفع امرأة في علما - زغرتا، كان شقيقها. جدير بالذكر ان مطمر تربل يقع أسفل الهضبة التي يقع فيها منزل نائب طرابلس جان عبيد الذي رفض في البداية ان يكون في طليعة المعركة ضد المطمر، لكي لا يفهم من الأمر انه شخصي، لكن المكتب الإعلامي للنائب عبيد أعلن أمس انه لا يرضى ولا يقبل بإقامة مطمر يؤدي إلى تلويث ثروة المياه الجوفية في تربل، وهو أجرى اتصالات ببلدية علما، حيث اتخذ قرار بإقفال عبور البلدة امام شاحنات النفايات، لأنه من غير المسموح ان تكون علما ممراً لما يتسبب بضرر النّاس وتهديد سلامتهم. ولفت الانتباه بيان أصدره أمين عام تيّار «المستقبل» أحمد الحريري أعلن رفضه ان يتحوّل جبل تربل إلى مطمر خبيث للنفايات على حساب ناسنا وأهلنا في الشمال، مؤكداً أن أهل المنية أدرى بشعابها وجبالها ولا كلمة تعلو فوق كلمتهم المحقة والرافضة لإقامة المطمر. وقالت مصادر متابعة ان بيان الحريري يعني ان الرئيس الحريري سحب موافقته على مطمر تربل. من جهته دعا الوزير جريصاتي في مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس إلى عدم «تسييس البيئة لأن كلنا سندفع الثمن ولا لإعطائها ديناً أو طائفة». وقال: «نحن قريبون من بداية الحلول في الشمال وعلى الجميع ان يتقبل فكرة ان الحل لن يرضي الجميع». وأعلن انه «تم التواصل مع صاحب مشروع ميرادور والأرض قدمت مجاناً وهناك أربعة بدائل بين المنية والضنية». وقال نواجه معارضة عند اللجوء إلى أي موقع نريد إنشاء مطمر فيه لكن علينا ان نلجأ إلى الحل الأقل ضرراً لأن لا حل بيئياً من دون ضرر».

الطعن بالموازنة

على صعيد آخر، وقع 11 نائباً على الطعن الذي اعده نادي قضاة لبنان ببعض المواد التي تطال القضاة في الموازنة امام المجلس الدستوري والنواب الذين وقعوا على الطعن هم: رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، نديم الجميّل، الياس حنكش، بولا يعقوبيان، ادي دمرجيان، فؤاد مخزومي، جميل السيد، جان طالوزيان، أسامة سعد، عدنان طرابلسي، شامل روكز الذي أعلن مساء أمس انه وقع ايضاً على طعن العسكريين المتقاعدين، الا ان هؤلاء لم يتمكنوا حتى مساء أمس من تأمين توقيع النواب العشرة، لكن اتصالات جرت مع المجلس الدستوري اتفق خلالها على تمديد مهلة تقديم الطعن إلى ظهر يوم الجمعة، على اعتبار ان المهلة تنتهي اليوم، وهو يوم عطلة رسمية.

الحريري يزور أميركا حاملًا هذه الملفات تتزامن مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران

إيلاف من بيروت: ريما زهار.. تتزامن زيارة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري إلى الولايات المتحدة الاميركية مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران وتراجع التشنج على الساحة الداخلية اللبنانية وغداة الرسالة الأميركية الصادرة من واشنطن أو من وزارة الخارجية تحديدًا، والتي حملت أكثر من طابع ورسالة إلى كل الأطراف المحلية، من دون أن تخلو من الإشارات إلى الاشتباك الإقليمي في الوقت الذي تتجه فيه الانظار إلى منطقة الخليج.

ملفات الحريري

تعقيبًا على زيارة الحريري إلى واشنطن، يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن أهم الملفات التي يحملها الحريري إلى واشنطن يبقى ملف معالجة أزمات المنطقة، وخصوصًا ما ينتج منه من نزوح في لبنان، وتحسس رؤيا واشنطن في المنطقة، والجزء الآخر يبقى العقوبات الأميركية تجاه حزب الله، وكذلك استمرار التعاون على المستويين الإقتصادي والعسكري بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، ومنها أيضًا تمويل الجيش اللبناني ومسألة مساعدته، وتبقى تلك الأمور أساسية، إضافة إلى موضوعات المنطقة ككل بشكل عام.

مساعدات للجيش

وردًا على سؤال هل نتوقع المزيد من المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، بعد زيارة الحريري؟، يلفت علوش إلى أن الأمور مرتبطة بقناعة أميركية بأن تلك المساعدات ستكون بيد الجيش اللبناني، حيث إن عقيدة الجيش اللبناني غير معادية للأميركيين.

النازحون السوريون

عن ملف النازحين السوريين الذي يحمله الحريري إلى واشنطن وكيفية مقاربته، يؤكد علوش أن موضوع النازحين السوريين يبقى مستعصيًا، حتى لو قرر لبنان ترحيل السوريين اللاجئين إلى بلادهم، فإلى أين وكيف، وكلها أمور غير متوافرة، فترحيل السوريين إلى سوريا قد يؤدي مجددًا إلى عودتهم، فالمناطق لا يمكن أن تكون آمنة في سوريا بوجود نظام بشار الأسد، لأن تجارب اللبنانيين وكذلك السوريين مع نظام بشار الأسد لا تطمئن، فالسجون ستفتح من جديد في وجه اللاجئين العائدين، وكذلك الإغتيالات، لذلك نحتاج اتفاقًا دوليًا قد يكون بين الولايات المتحدة الأميركية وبين روسيا، لضمان مناطق آمنة للنازحين، من خلالها يمكن على الأقل للجزء الأكبر من النازحين العودة إلى تلك المناطق.

ملف العقوبات

حول موضوع ملف العقوبات الأميركية ضد حزب الله، ما الذي يمكنه أن يفعل الحريري في هذا الموضوع تحديدًا لدى زيارته واشنطن؟. يؤكد علوش أن المتاح يبقى كيفية تجنيب الإقتصاد اللبناني والمصالح اللبنانية تداعيات العقوبات على حزب الله، من هنا القضية صعبة ومتشعبة، لكن من الممكن التوصل إلى تسويات في هذا الموضوع، لكن بكل شفافية العقوبات لن تكون خفيفة على لبنان في ظل تدخل حزب الله في سوريا.

ملف "الإرهاب"

أما هل سيتم بحث ملف "الإرهاب" بين الحريري والقيادات الأميركية؟. يلفت علوش إلى أن الأرجح نعم، وهو موضوع يبقى كلاسيكيًا، وكل الدول تؤكد محاربتها للإرهاب، وهذا الملف سيكون بالطبع موجودًا على طاولة الحوار بين الحريري والأميركيين، لكن عمليًا سيكون فقط من الناحية النظرية من دون تطبيقات. من ضمن الزيارات المرتقبة للحريري إلى الخارج... أي أهمية اليوم لزيارته واشنطن؟ يؤكد علوش أن زيارة الحريري إلى وشنطن تنطلق من مبدأ أن أميركا تبقى محطة أساسية ومهمة لإدارة الشؤون العالمية، ومن الصعوبة بمكان التوفيق بين وجود حزب الله في لبنان وبين مصالح الولايات المتحدة الأميركية فيه.

في 14 آب... من نصرالله الى ظريف برقية تضامنية ضد العقوبات الأميركية

بيروت - "الحياة" ... أرسل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله برقية الى وزير الخارجية الايرانية الدكتور محمد جواد ظريف، وزعت نصها العلاقات الاعلامية في الحزب، وفيها: "عندما أعلنت الإدارة الأمريكية فرض عقوبات عليكم شخصيا، وضمتكم الى لائحة الشرف، قررت انا واخواني أن نرسل لكم برقية نعبر فيها عن تضامننا واحترامنا، الا أنني فضلت أن أؤخر ذلك إلى اليوم، أي إلى يوم 14 آب (أغسطس)، اليوم الذي هزمت فيه المقاومة في لبنان أمريكا وإسرائيل في حرب الـ33 يوما في شهري تموز(يوليو) وآب عام 2006م، وبدعم ومساندة كاملة من الجمهورية الإسلامية في إيران". أضاف نصرالله في برقيته: "في تلك الحرب الظالمة وذلك العدوان الكبير، كان القرار أميركيا، وكان المشروع أميركيا، وكان في الإدارة جورج بوش الإبن وكوندوليزا رايس وجون بولتون الفاشل، وتم استخدام الجيش الإسرائيلي كأداة تنفيذية باعتباره أقوى جيش في المنطقة كما يقولون. في تلك الحرب قال بولتون، وكان حينها مندوب أمريكا في مجلس الأمن الدولي، لأحد المسؤولين العرب: "لا مجال للعمل الديبلوماسي، لأن الحرب لن تتوقف إلا بسحق حزب الله أو استسلامه". وتابع: "لكنه بعد أسابيع قليلة قال بولتون لهذا المسؤول العربي: "علينا أن نوقف الحرب الآن. فقال له المسؤول العربي: وهل سحقتم حزب الله؟. قال: لا. قال: وهل استسلم حزب الله؟. قال: لا. قال: إذا لماذا توقفون الحرب؟. قال بولتون: لأن إسرائيل ستتعرض لكارثة كبيرة إذا استمرت الحرب". وختم نصرالله برقيته: "حضرة الوزير العزيز والصديق، إن بولتون، الذي يهدد بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية، لم يستطع أن يحقق أي انجاز ونصر في حياته، وفي مثل هذه الأيام من عام 2006 كانت أمريكا تتراجع وتنكسر أمام مقاومة شعبية، في بلد صغير المساحة ومنقسم على نفسه، فكيف سيكون حالها أمام دولة إقليمية كبرى، وشعب موحد، ونظام متماسك، وقائد عظيم. أنتم يا معالي الوزير الصوت العالي في كل المحافل الدولية، الذي يعلن الحقيقة، وينطق بالحق ويجاهر به في وجه أعتى طواغيت العالم أمريكا وترامب، ومن هو على شاكلتهم، وهذا أعظم الجهاد. أرادوا محاصرتك وإبعادك وإرهابك، فأصبحت أقوى حضورا وأشد تأثيرا، وأعلى شأنا، وهكذا ستبقى إن شاء الله، مدافعا عن المظلومين والمستضعفين والمقاومين. حفظك الله ورعاك ونصرك وأيدك". "عقوبات اميركية على حلفاء "حزب الله" في الحكومة وخارجها" من جهة ثانية افادت الـ"ال بي سي" أن هناك توجها أميركيا للتشدد في فرض العقوبات على لبنان، لتطالَ حلفاءَ حزب الله في الحكومة وحتى خارجها، والمتعاونين مع الحزب من البرلمانيين وصولا الى القطاع الخاص، مع كل ما يحملُ ذلك من تداعيات على الاقتصاد اللبناني المُنهك اصلا وعلى القطاع المصرفي". والجدير بالذكر أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يلتقي اليوم وكيلَ الخارجية ديفيد هيل وغدا وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو.

لقاء الحريري - شينكر

والتقى الحريري عند الساعة الثالثة عصر اليوم (الأربعاء) بتوقيت واشنطن، العاشرة ليلا بتوقيت بيروت في مقر إقامته بالعاصمة الأميركية، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري، وعرض معه آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

"الحياة" تروي وقائع من الخلافات التي سبقت المصالحة والحريري يلتقي بومبيو بعدما أنقذ بري الحكومة

بيروت - وليد شقير .. يلتقي رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اليوم وزير الخارجية مايك بومبيو في واشنطن وقد جرى ترميم صورة حكومته قبل 5 أيام، بعد أن مرت في قطوع أنقذها من حالة الشلل الذي خضعت له على مدى 40 يوما وأبقت البلد معلقا على حبال حادثة قبرشمون البساتين. وإذا كان الرئيس الحريري ربح من المصالحة بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط وبين رئيس "الحزب الدموقراطي" طلال أرسلان عودة الحكومة إلى الاجتماع قبيل سفره إلى واشنطن، فإن الربح توزع في شكل متفاوت من وراء هذه الخطوة، كما تقول مصادر متقاطعة لـ"الحياة". فالحكومة كانت معرضة لاهتزاز يتخطى تجميد اجتماعاتها قبل أن ينجح رئيس البرلمان نبيه بري في لملمة الأمور متسلحا بدعم كامل من "حزب الله" الذي أعاد النظر في موقفه بعد أن ساهم في تأزيم الأمور في الأسابيع الثلاثة التي تلت الحادثة، بتبنيه مطالب رفضها رئيس "الاشتراكي"، ولاسيما إحالة الحادثة الدموية على المجلس العدلي. ويؤكد مصدر قيادي في "الاشتراكي" لـ"الحياة" أن جنبلاط كان أبلغ الرئيسين بري والحريري ليل الخميس 8 آب (أغسطس) أن وزيريه أكرم شهيب ووائل أبو فاعور سيستقيلان من الحكومة إذا تمت الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتفق مع الحريري على الدعوة إليها على أن تبت بجدول أعمال عادي، ويكتفي في نهايتها الرئيس عون بالإشارة إلى حادثة قبرشمون باعتبارها حادثة مؤسفة وقعت على أن تتم معالجتها عبر المسار القضائي وأن التحقيقات في شأنها تستكمل (ويشمل ذلك تسليم أرسلان المطلوبين لديه)، ثم يرفع الجلسة من دون التطرق إلى اقتراح المجلس العدلي، ومن دون إفساح المجال أمام أي من الوزراء بأن يدلي بدلوه حتى لا يتوسع النقاش ويتأزم مجلس الوزراء. وعلمت "الحياة" أن سبب تحفظ جنبلاط على هذه الصيغة كما أبلغه إلى الرئيس الحريري أن لا ضمانات بأن تنتهي الجلسة على هذا الشكل الذي يؤدي إلى إبقاء فكرة المجلس العدلي معلقة، فضلا عن أن وزيري الاشتراكي قد يعتبران أن عليهما الرد على كلام قد يقوله الرئيس عون، في حين أن الصيغة التي كانت مطروحة تؤدي إلى إنهاء الجلسة من دون أن يتمكنا من الإدلاء برأيهما. وتقول المصادر المتقاطعة لـ"الحياة" إنه لم يكن الموقف الجنبلاطي وحده الذي اعترض على هذه الصيغة، بل أن أرسلان رفضها خلال زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم له، وامتنع عن تسليم المطلوبين لديه وكرر مطلبه بأن يطرح اقتراح المجلس العدلي خلالها. وفيما كان يجري التداول بالأمر بين الحريري والوزير أبو فاعور ليبلغ الأول الثاني بأنه يشكل الضمانة للمخرج وبأنه لن تطرح أي فكرة تتعارض مع موقف جنبلاط، غرد أرسلان رافضا هذه الصيغة. وحين أطلع الحريري عون على الموقف الجنبلاطي المتحفظ، كان رد فعله الامتعاض من رفض أرسلان أيضا. أما جنبلاط فسأل على "تويتر" عما إذا كان من سببوا الحادثة سيبقون يسرحون ويمرحون خارج المساءلة. عندها استنجد الحريري بالرئيس بري الذي كان أطفأ محركاته إثر رفض الرئيس عون صيغته للمصالحة، قائلا إنه ليس شيخ عشيرة، فأعاد تشغيلها واتصل بـ"الاشتراكي" مستفسرا عما آلت إليه الأمور، وحاول إقناع جنبلاط بالفكرة، مشيرا إلى الحاجة القصوى لاجتماع الحكومة بسبب الوضع الاقتصادي والمخاوف من انعكاس الشلل الحكومي على مصير "سيدر"، ومن خفض تصنيف لبنان الائتماني. إلا أن جنبلاط أقفل خطوط هاتفه بعدما حاول الحريري الاتصال به، وانتقل إلى المختارة. وبعد اتصالات عدة تبلغ كل من بري والحريري من "الاشتراكي" بنيّة وزيريه الاستقالة في حال الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء يعتبرها جنبلاط ملتبسة وغير مضمونة النتائج، خلافا للأفكار السابقة التي كانت تطرح، من نوع مبادرة بري الأصلية، أي المصالحة، انعقاد مجلس الوزراء، ثم إسقاطات الحق الشخصي من قبل ذوي الضحايا كما حصل في حادثة الشويفات، هذا فضلا عن الاقتراح الجنبلاطي السابق بأن يجري ضم ملف حادثة الشويفات إلى حادثة قبرشمون البساتين، في حال استقر الرأي على إحالة القضية على المجلس العدلي. وهذا الاقتراح رفضه عون بشدة حين نقله إليه الحريري آخر شهر تموز (يوليو) الماضي.

العودة لمبادرة بري

وكشفت المصادر المتقاطعة عن أن بري استمهل جنبلاط بعض الوقت بعدما لوّح الأخير بنيّة استقالة وزيريه، ليعود بعدها إلى اقتراحه إجراء المصالحة في القصر الرئاسي برعاية الرئيس عون، مستعينا بـ"حزب الله" من أجل أن يلعب دورا في تشجيع رئيس الجمهورية، الذي سرعان ما اقتنع بأنها المخرج الأنسب، وعلى أرسلان الذي اشترط أن يعقد وزير شؤون النازحين صالح الغريب مؤتمرا صحافيا في اليوم التالي قبل اجتماع المصالحة، يرد فيه على المؤتمر الصحافي الذي عقده "الاشتراكي" قبل ثلاثة أيام. إلا أن عون وبري نصحاه بالإقلاع عن الفكرة والتوجه نحو المصالحة من دون سجالات إضافية. وكان موقف كل منهما صارما برفض فكرة المؤتمر الصحافي. وحين تبلغ جنبلاط بالعودة إلى اقتراح بري الأصلي بالمصالحة، ثم انعقاد مجلس الوزراء، ثم إسقاطات الحق الشخصي في القضية، أبدى ليونة وتجاوب مع رئيس البرلمان الذي أكد له أنه اتفق مع عون على أن يتخذا سويا موقفا ممن يعرقل المصالحة. لكن أرسلان لم يبلغ موافقته للواء ابراهيم إلا صباح الجمعة 9 آب قبل ساعات قليلة من اجتماع المصالحة. وشهد اجتماع القصر الرئاسي سجالا اضطر معه بري إلى التدخل للطلب إلى أرسلان خفض سقفه والاعتدال في كلامه كما قالت المصادر لـ"الحياة". فالمعطيات القليلة المتوفرة عما دار خلاله تشير إلى أن أرسلان أخذ يتحدث بصوت عالٍ بأن تعرض لإهانة كرامته جراء الحملات عليه من الوزيرين أكرم شهيب وأبو فاعور، ومن الوزير السابق غازي العريضي وآخرين، فيما بقي جنبلاط هادئا واكتفى ببضع عبارات منها قوله لأرسلان: "وهل وفرت أحدا أنت من حملاتك"؟ واضطر بري حسب قول المصادر إلى أن ينبّه أرسلان إلى أنه يتحدث في حضور رئيس الجمهورية مذكرا إياه بكل المبادرات التي رفضها لمعالجة المشكلة في الأسابيع الماضية. وتلفت المصادر إلى أن الاجتماع انتهى إلى اتفاق على تكريس المصالحة ووقف السجال، وإلى تفاهم ضمني بأن إسقاطات الحق الشخصي في الحادثة تعزز المصالحة، وتسمح بمعالجة المشكلة لاحقا. وتقول مصادر "الاشتراكي" لـ"الحياة" إن المخرج الذي جرى اعتماده يؤدي عمليا إلى أن صرف النظر عن فكرة المجلس العدلي، وأن الحصيلة النهائية للمخرج ستدفع جنبلاط إلى السعي نحو استعادة التقارب مع الرئيس عون، من أولى بوادره، بعد أن كان اتهمه على أنه يريد الانتقام، استقبال حاشد يجري التحضير له غداة انتقاله الجمعة إلى قصر الرئاسة الصيفي في بلدة بيت الدين.

 

 



السابق

مصر وإفريقيا.....السيسي يصادق على قانون يعزز حصانة المحامين..الرئيس الجزائري المؤقت يجري تغييرات في الجيش...غوتيريش و8 رؤساء لحضور توقيع اتفاق السودان السبت ....الجيش الليبي يسيطر على الهيرة بطرابلس.. و"الوفاق" تنسحب....المغرب: «العدالة والتنمية» يشرع في إعادة بناء فرعه...

التالي

أخبار وتقارير....الأمم المتحدة و"البنتاغون": "داعش" لم يُهزم وعودته مسألة وقت......عمران خان يهدد الهند من كشمير بتلقينها "درساً"....تقارير تكشف "مفاجأة" موسكو لواشنطن.. وإيران تقبض الثمن....الكرملين: جواسيس أجانب يراقبون العلماء الروس...حكومة جبل طارق تفرج اليوم عن ناقلة النفط الإيرانية...الهند تمهل رجل دين موالياً لإيران ساعتين لقبول شروط العلاج....

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,164,538

عدد الزوار: 6,758,293

المتواجدون الآن: 123