لبنان....بيان لقاء سيدة الجبل........اللواء....أخطر إهتزاز للسلم الأهلي خلال زيارة باسيل للجبل....حزب الله في خلدة داعياً لتسليم عناصر الاشتراكي ووأد الفتنة.. وإجتماع طارئ لمجلس الدفاع الأعلى اليوم....الراعي يرفض التوطين والتجنيس «المقنّعَين بالمساعدات المالية»...

تاريخ الإضافة الإثنين 1 تموز 2019 - 5:49 ص    عدد الزيارات 2798    التعليقات 0    القسم محلية

        


بيان لقاء سيدة الجبل...

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة إيلي الحاج، ربى كبارة، فارس سعيد، سعد كيوان، سامي شمعون، غسان مغبغب، نقولا ناصيف، طوني خواجا، بهجت سلامة، سيرج غاريوس، سوزي زيادة، توفيق كاسبار، إيلي قصيفي، ميّاد حيدر، كمال الزوقي، أنطوان قسيس، حسان قطب، أمين محمد بشير، حسين عطايا وأصدر البيان التالي :

لقد تصدّر الموارنة شرف انتفاضة الاستقلال من خلال المصالحات المتدرجة، حتى الوصول الى المصالحة الوطنيّة في 14 اذار 2005،

وكان للوزير وليد جنبلاط مساهمة رئيسية في طَي صفحة الحرب في الجبل، وفي اطلاق ثورة سلميّة أدّت الى خروج الجيش السوري من لبنان

لكن بعض الموارنة عاد الى استخدام خطاب فئوي ارتكز على " استرجاع الحقوق المسلوبة "، مرّة متهمين اتفاق الطائف، ومرّة قوانين الانتخابات، ومرّة بلطجة البعض، وسرعان ما تحوّل هؤلاء الى أدوات في يد كلّ من يريد تصفية حسابه مع الآخر، في منطقة ملتهبة وعلى وقع الصراعات الطائفية والمذهبية.

وبدلاً من تعزيز الوحدة الداخلية في وجه الفتنة، تمادى هؤلاء في مواجهة الجميع وضربوا الى غير رجعة صورة عهد الرئيس ميشال عون الذي يبدو اليوم على خلاف مع الجميع إلّا مع "حزب الله".

وأمام هذا الواقع الأليم يؤكد "لقاء سيدة الجبل" على النقاط التالية:

1- التمسك بحرية النشاط السياسي لجميع اللبنانيين على كل الأراضي اللبنانية بدون استثناء، والتذكير بأن الجبل هو جبل كل اللبنانيين كسائر المناطق اللبنانية وليس لفريق بمعزل عن الآخر.

2- يحمل اللقاء السلطة بأجهزتها المعنية، مسؤولية حماية هذه الحرية للبنانيين سواء باستباق الأحداث أو معالجتها فوراً، وذلك من خلال توفير الظروف الأمنية والسياسية التي يتطلبها أي نشاط، لا سيما إذا طرأت أجواء توتر في أي منطقة.

3 - التمسّك بمصالحة الجبل التي صنعها البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير و الوزير وليد جنبلاط والوقوف بحزم ضد كلّ من يريد التلاعب بثوابتها.

4 - إدانة الخطاب المذهبي للوزير باسيل الذي اصبح فتنة متنقلّة، والذي يتحوّل بمعرفة او بعدم معرفة الى عصا في يد النظام السوري و"حزب الله" ضد السنّة و قسم من الشيعة و الدروز وفريق من المسيحيين.

5 - مطالبة الوزير وليد جنبلاط الحريص مثلنا على أمن الجبل و على الوحدة الداخلية بضبط النفس والوقوف بحزم ضد الفتنة التي تستهدفه كما تستهدف أهلنا المسيحيين في الجبل.

6- مناشدة البطريرك الماروني، وهو المؤتمن على مجد لبنان، التحرك العاجل لحماية وحدة الجبل والمصالحة، وذلك من خلال دعوته الى قمّة روحيّة في بكركي او في بيت الدين للتأكيد على العيش المشترك والتمسك بالدستور والطائف و رفض العودة الى الوراء. كما أن كلاً من القيادات السياسية المسيحية مدعوة إلى إظهار الموقف وعدم دفن الرؤوس في الرمال.

لقد ورد في نصوص المجمع البطريركي الماروني ان الكنيسة المارونية شهدت اولادها " يُقتلون ويقتلون ويتقاتلون "،

فحذار العودة الى الوراء.

7- إن مرجعية الدولة في لبنان ترتكز على احترام اتفاق الطائف والدستور ولن نستبدلها بحزب نافذ يقدّم نفسه حكماً بين اللبنانيين وفي غياب الحكومة يصبح حزب الله هو الدولة الفعلية في لبنان.

لبنان يتعهد بإعادة الأمن إلى الجبل وتوقيف المتورطين في إطلاق النار غداة مقتل اثنين من مرافقي وزير شؤون النازحين..

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين».. تعهد المجلس الأعلى للدفاع في لبنان بإعادة الأمن لقضاء عاليه بجبل لبنان، وتوقيف جميع المطلوبين، وإحالتهم للقضاء، على خلفية تبادل لإطلاق النار خلال موكب وزير شؤون النازحين صالح الغريب، ما أسفر عن سقوط قتيلين. ووفقاً للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، عقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع برئاسة الرئيس ميشال عون اليوم (الاثنين)، حيث «اتخذ المجلس قرارات حاسمة بإعادة الأمن إلى المنطقة التي شهدت الأحداث الدامية ومن دون إبطاء أو هوادة وتوقيف جميع المطلوبين وإحالتهم إلى القضاء، على أن تتم التحقيقات بسرعة بإشراف القضاء المختص». وأضافت الوكالة: «طالب الرئيس الأجهزة القضائية والأمنية باستكمال الإجراءات اللازمة والضرورية وفقا للأصول والأنظمة المرعية والقيام بالتوقيفات اللازمة في الأحداث الأمنية التي وقعت مساء أمس في عدد من قرى قضاء عاليه». وشدد عون على أن «ركائز الجمهورية هي ثلاث؛ حرية المعتقد، وحق الاختلاف، وحرية الرأي والتعبير عن الرأي». وكانت احتجاجات رافقت زيارة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أمس، لمنطقة عاليه في جبل لبنان، تطورت إلى إطلاق النار، ما أدى لمقتل اثنين من مرافقي باسيل. والزيارة التي رافقتها احتجاجات في بعض البلدات من قبل مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي، المناهض لباسيل، تسببت في إغلاق البعض عدداً من الطرق المؤدية إلى بلدة كفرمتى، التي كان من المفترض أن يزورها باسيل قبل أن يقرر عدم إكمال جولته نتيجة التوتر الحاصل. إلا أنه أثناء مرور موكب وزير المهجرين صالح الغريب، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي اللبناني المتحالف مع باسيل، في بلدة البساتين «حصل احتكاك تبعه إطلاق نار»، بحسب الوكالة الوطنية. وأفادت الوكالة بأن «ثلاثة من مرافقي الغريب، وشخصاً من (الحزب التقدمي الاشتراكي)، أصيبوا في إطلاق نار بين قبرشمون والبساتين»، ثم قضى اثنان من المرافقين متأثرين بجروحهما. وقال الغريب للوكالة الوطنية: «كنا في طريقنا (...) وفوجئنا بوابل من الرصاص». وفي تصريح لإحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية، قال إن ما حصل هو «محاولة اغتيال شرعية». ويُعد الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة جنبلاط من أبرز خصوم باسيل، وطالما وجه مسؤولوه انتقادات لاذعة لوزير الخارجية، فيما يرأس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، خصم جنبلاط التقليدي والمقرب من حزب الله والنظام السوري. وسبق أن حصلت توترات بين مناصري جنبلاط وأرسلان في الجبل.

الجمهورية....الجبل يهتزّ أمنياً.. ومجلس الدفاع يجتمع اليوم...

عاش لبنان في الساعات الماضية، واحدة من أبشع صور الأزمة الداخلية، المتداخلة فيها المصالح والعصبيات والحسابات الخاصة لهذا الفريق وذاك. كأن هناك من بعث صورة قدّمت دليلاً موجعاً على حجم التفسّخ الذي يعانيه الطاقم السياسي الحاكم، والذي يزرع فتائل التوتير والتفجير، في هذه المنطقة او تلك بطريقة تبدو متعمّدة، تطرح علامات استفهام واتهام لكل المشاركين في جريمة العبث بلبنان وأمنه، ودفعه الى السقوط في الهاوية التي يرقص على حافتها سياسياً واقتصادياً. صورة، أعادت الى الأذهان ذكريات الماضي الكريه، باستنفار المذهبيات والعصبيات، لم تكن تحتاج سوى الى عود ثقاب يُشعلها. ولعلّ السؤال الذي يُلقى في أحضان كل المشاركين في هذا الحريق: ماذا تريدون، والى أين تأخذون البلد؟.. كلكم متهمون، وليس منكم بريء من الدم الذي أُهرق، والقلق الذي ساد.. كلكم شركاء في محاولة اغتيال الجبل وأهل الجبل، والمصالحة في الجبل، ومن خلاله كل لبنان. كلكم في الخطيئة سواء، ومن منكم بلا خطيئة، فليرجم الآخر بحجر.

إهتزّ جبل لبنان، بل لبنان كله، امس، بحادثة أمنية خطيرة سقط فيها قتيلان وجريحان، وأعادت الى الاذهان صور الحرب المشؤومة التي كان شهدها الجبل وسقط فيها عشرات الآلاف من القتلى وخلّفت دماراً هائلاً ما زال العمل جارياً حتى الآن لمحو آثاره.

وطرحت هذه الحادثة، التي وقعت في قبرشمون، لمناسبة زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل لمنطقة عاليه، اسئلة كثيرة وكبيرة منها: من يريد للبنان العودة الى الحرب من بوابة السقوط السياسي الأمني والاقتصادي والمالي، حيث يمرّ الآن في مرحلة حساسة جداً على هذا المستوى؟ ومن يريد لجبل لبنان أن يعود الى أتون الفتنة بعد كل المصالحات التي جرت وبعد عودة عشرات الآلاف من المهجرين الى مدنه وقراه؟ وماذا تريد القوى السياسية أو بعضها من جولات على هذه المنطقة او تلك في وقت لا تزال الاستحقاقات الدستورية الانتخابية النيابية والرئاسية بعيدة سنوات؟ ومَن يريد تحجيم مَن حتى يُطلق البعض كلاماً عن التحجيم، ويذهب الى مواجهة من يريد تحجيمه بالدم؟ ولمصلحة من يأخذ البعض البلد الى أجواء خوف ورعب، مع بداية الموسم السياحي الذي يأمل الجميع ان يكون واعداً وبلسماً يداوي في الحدّ الادنى مشكلات لبنان الاقتصادية والمالية؟ ولماذا يتعمّد البعض افتعال او ارتكاب مثل هذه الحوادث مع بداية كل صيف، وخصوصاً هذه السنة بالذات، بعد القرار الخليجي العربي بعودة السياح الى لبنان؟

اكثر من ذلك، هناك من يسأل: ماذا يريد جبران باسيل من جولاته وفي كل جولة يكون له فيها "قُرص"؟ ولماذا أراد وليد جنبلاط أن يمنعه من زيارة الجبل حتى تصدّى له محازبوه وكان ما حصل من إشكال هنا وآخر هناك، ولم تسلم الجرّة هذه المرة فسقط قتلى وجرحى؟ ولماذا يسكت المسؤولون الكبار عن هذا التمادي في الاشتباكات السياسية والمشاحنات، وهم يعرفون مسبقاً مدى خطورتها على البلد وسلمه الاهلي واستقراره؟ وهل يريد البعض إسقاط البلد من الداخل ليلاقي من يعمل على إسقاطه من الخارج؟ وفي موازاة هذه الاسئلة، فإنّ ألسنة الناس ترجم مفتعلي الحريق، ومن خلالهم السياسيين، قائلة: دمّروا الاقتصاد، ضربوا الاستثمارات، هجّروا السياحة، أسقطوا هيبة الدولة، وها هم يجرّون البلد الى الفتنة وتهديد السلم الاهلي والمصالحة بحساباتهم وانانياتهم وقُصر نظرهم، وفقدانهم أي شعور بالمسؤولية، ووضعهم البلد على كف عفريت، في الوقت الذي تحذّر المؤسسات المالية الدولية لبنان من الانحدار الى الهاوية اقتصادياً ومالياً.

 

الجبل حزين

وكان الجبل نام حزيناً أمس على قتلى سقطوا ضحايا مصالح سياسيين بعضهم يستعجل الفوز في استحقاق لم يحن أوانه وليس هو من يقرّر فيه. والبعض الآخر يشعر بأنّه يتعرّض لمحاولات تحجيم وينتابه الخوف على مستقبله في زمن تغيير الدول. وثالث يريد ان يُقاسم الآخر نفوذاً او يجلس مكانه، فيما لا يملك المقومات اللازمة لذلك، وقد تدخّلت الدولة بقواها العسكرية والامنية لفك الاشتباك بين هؤلاء، فكان لها نصيبها من الاعتداء قبل ان تتمكن من السيطرة على الوضع الذي ظل قلقاً ومتوتراً. ولم تمرّ جولة باسيل على منطقة عاليه أمس هادئة، إذ إستُقبلت بإشعال الإطارات وقطع الطرق احتجاجاً، وأدّت الى مقتل اثنين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب وإصابة ثالث منهم، فيما اصيب رابع ينتمي الى "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وذلك لدى مرور موكب الغريب بين بلدتي قبرشمون والبساتين، أثناء الاحتجاجات على زيارة باسيل. ودخلت قوة كبيرة من الجيش إلى بلدة كفرمتّى محاولة فتح الطرق وحصلت احتكاكات بينها وبين المحتجين واوقفت عدداً منهم.

جنبلاط

وغرّد جنبلاط مساء أمس، قائلاً: "لن ادخل في اي سجال اعلامي حول ما جرى .اطالب بالتحقيق حول ما جرى بعيداً عن الابواق الاعلامية. واتمنى على حديثي النعمة في السياسة ان يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل المنفتح على كل التيارات السياسية دون استثناء، لكن الذي يرفض لغة نبش الاحقاد وتصفية الحسابات والتحجيم".

الغريب

من جهته، قال الغريب، إنّ ما حدث في قبرشمون "كان مكمناً مسلحاً ومحاولة اغتيال واضحة، وإطلاق النار على الموكب كان موجّهاً الى الرؤوس"، منبّها إلى أنّ "شدّ العصب يوقع بالمحظور". وأكّد "حرصنا على السلم الأهلي ووحدة الدروز وتكاتفهم"، داعياً الى "ضبط النفس بعد الدماء التي سقطت"، وقال: "نحن نعتبر أنفسنا بي الصبي". وختم: "نحن لا نتفنن باستعمال الدم في السياسة".

مجلس الدفاع

في هذه الاثناء، أُعلنت حال الإستنفار على اعلى المستويات واجرى رئيس الجمهورية سلسلة من الإتصالات مع كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزيري الدفاع والداخلية وقائد الجيش، وتلقى اتصالات مماثلة من قيادات روحية حزبية وسياسية، وطلب اتخاذ الاجراءات اللازمة لضبط الوضع. وقالت مصادر مطلعة لـ "الجمهورية" انّه ونتيجة ما تلمّسه رئيس الجمهورية من مخاطر تهدّد أمن الدولة، دعا مساء امس المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع طارئ عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في بعبدا، للبحث في ما ستكون قد آلت اليه الإتصالات والتحقيقات التي بوشرت على مختلف المستويات الأمنية والقضائية والسياسية والحزبية، وعلى وقع سلسلة التدابير الإستثنائية التي نفذتها وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي في منطقة الشحار وبقية المناطق التي انعكست عليها احداث كفرمتى وبعض قرى عاليه والشحار الغربي، وصولاً الى خلدة، حيث قطع اهالي قتلى كفرمتى الطريق الساحلية امام اللبنانيين في الاتجاهين لساعات عدة، فيما شهدت محلة عين المريسة في بيروت تحرّكات شعبية لمناصري الحزب "الإشتراكي".

وللحريري اتصالاته

من جهته، رئيس الحكومة سعد الحريري أجرى اتصالات بالوزراء المعنيين والقيادات الأمنية والسياسية والحزبية، وشملت باسيل والمسؤولين في قيادتي "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"الحزب الديموقراطي اللبناني، والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني منصور، وشدّد الحريري على ضرورة تطويق الإشكال الحاصل في الجبل وبذل أقصى الجهود الممكنة لتهدئة الأوضاع وإعادة الامور الى طبيعتها.

بري

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره أمس، رداً على سؤال حول ما حصل في الجبل: "هذا أمر ما كان يجب ان يحصل، بل يجب أن يُعالَج هذا الأمر فوراً".

حمادة

بدوره الوزير السابق مروان حمادة قال لـ"الجمهورية"، انّ "وزير الخارجية يتنقل من منطقة الى اخرى عوض ان يقوم بدوره كوزير خارجية، وينقل معه الفتنة من بشري الى عكار وعاليه وزغرتا والكحالة، الى أن فلتت الامور في آخر المطاف". وأضاف: "ركب باسيل عَ ضهرنا وعَ ضهر لبنان وخلّيه يحلّ عن ضهرنا وأنا احمّله المسؤولية الكاملة لسقوط كل نقطة دم هدرت في أرض الجبل ونشكر الله ان بعلبك وبشري وزغرتا "زمطت" من سقوط الدماء والضحايا". وحذّر حمادة قائلاً: "اذا استمر باسيل على هذا النهج والمنوال من تحدّي الناس في كل منطقة يزورها استفزازاً من غير ان يأتي أحد "صوبه"، خصوصاً أنه لم يترك احداً لم يستفزه من مواطنين وانصار ومذاهب ورجال دين وسياسيين، ومتنقلاً من منطقة الى أخرى، من الطبيعي أن تكون "آخرتها" أحداث مماثلة". وأضاف: "وبصفته وزير خارجية المطلوب منه أن يكتفي بالزيارات الخارجية وليس الزيارات الفتنوية الداخلية...والأولى له "يحلّ عن ضهرنا " ويقوم بدوره كوزير خارجية".

فرنجية: "باسيل فتنة متجوّلة"

وكان رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية السبّاق إلى التغريد عبر "تويتر" تعليقاً على ما حصل في الجبل، متحدثاً عن "الفتنة المتجولة التي تحاول بناء وجودها على الخلافات في كل المناطق وتغذية مشروعها بالحقد والانقسامات. وتمنّى "على المسؤولين والعقلاء في الجبل التحلّي بالوعي والحكمة وعدم تغذية هذا المشروع التدميري بحق الوطن"، مترحّماً على الضحايا ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى.

قماطي

وأكّد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي في تصريح له بعد لقائه رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان في خلدة، أنّ "ما حصل في قبرشمون كبير وخطير جدا، وما يهمنا هو الاستقرار، وإن العودة الى الاعمال الميليشيوية تشكّل خرقاً للتوافق اللبناني، بحيث كدنا نفقد وزيراً من وزرائنا"، داعياً إلى "البدء بالتحقيقات لتوقيف الجناة فوراً، لأنّ ما حصل غير مقبول ومدان".

عطالله

وقال وزير شؤون المهجرين غسان عطالله لـ"الجمهورية"، إنّ ما حصل "شديد الخطورة"، لافتاً الى انّه "كان يوجد في الجبل أربعة وزراء وعدد من النواب، وكل واحد منا كان في استطاعته ان يفتح الطريق بقوة القانون والشرعية، لكننا تجنبنا استدراجنا الى كمين الفتنة". واعتبر "أن اطلاق النار على موكب الوزير صالح الغريب كان متعمداً ومفتعلاً من عناصر ميليشياوية بتحريض مكشوف"، مشيراً إلى انّه "لا يجوز ان تمرّ محاولة اغتيال وزير في الحكومة مرور الكرام". ودعا الى محاسبة الوزير اكرم شهيب، منتقداً بشدة قول الأخير "إنّ للجبل ابواباً بجب الدخول منها إليه". وقال: "عاليه والشوف ليسا مغلقين امام أحد ولا نقبل أن نأخذ اذناً من احد للدخول اليهما". وشدّد على "انّ الاقطاعيات المناطقية والسياسية سقطت، ولم يعد لها من مكان في مرحلة بناء الدولة والمؤسسات". واعلن عطالله مساء، انّه "لن يكون هناك دفن للشهيدين اللذين سقطا في حادثة قبرشمون قبل محاسبة المعتدين"، مؤكّداً أنّ "من ارتكب الجريمة ليس شخصاً واحداً بل هو طرف يريد إبقاء الجبل "كانتوناً" خاصاً به".

الريس

وقال المفوض الاعلامي في "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس لـ"الجمهورية": "انّ الخطاب الاستفزازي هو الذي أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم، فيما حرص رئيس الحزب وليد جنبلاط في الفترة الماضية على رأب الصدع وتهدئة الاجواء، وحاول منع وصول الامور الى الفتنة". وأضاف: "أن ليس هناك من صدام للحزب الاشتراكي مع الجيش اللبناني، ودعمنا معروف للمؤسسة العسكرية ودورها، وإننا نجري كافة الاتصالات اللازمة لتهدئة الاجواء".

لقاءات

والى معالجة ذيول ما حصل في الجبل، يُنتظر ان تُعالج هذا الاسبوع التوترات السائدة بين بعض القيادات والقوى السياسية. وفي هذا الاطار، يُنتظر ان يطلب رئيس حزب "القوات اللبنانية سمير جعجع موعداً لزيارة رئيس الجمهورية، فيما يُتوقع حصول لقاء مصالحة بين الحريري وجنبلاط بمسعى من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورعايته.

وعلى الرغم من المناخ الايجابي الذي سيسود كنتيجة لهذين اللقاءين، الّا انّ عمق الامور لا يشي بهذا التفاؤل. فالتلاقي هنا لن يعني تفاهماً حول كامل سلة التعيينات، أقله كما تبدو الصورة حتى الساعة. فثمة مشاكل كبرى، لا تتعلق فقط بالتنازع الحاصل حول بعض المواقع الاساسية، بل انها تصل الى أبعد من ذلك، الى رسم توازنات داخلية جديدة تحاكي ولو من بعيد استحقاقات منتظرة وفي طليعتها استحقاق رئاسة الجمهورية.

الموازنة

على صعيد آخر، كشفت مصادر وزارية لـ "الجمهورية"، انّ الأمانة العامة لمجلس الوزراء عممت على الوزراء سلسلة مشاريع القوانين الخاصة بقطوعات الحسابات للاعوام الممتدة من 2004 الى العام 2017 التي انهى ديوان المحاسبة التدقيق فيها تمهيداً للانتقال الى البت بموازنة 2019 وقطع الحساب الخاص بموازنة العام 2018 من دون اي قلق من قيام احد بمراجعة المجلس الدستوري لما يشكّله البت بها بلا قطع حساب من مخاطر الخروج عن الاصول الدستورية.

رفض تقرير "موديز"

وأمل رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره في ان تنجز لجنة المال النيابية مهمتها خلال الايام القليلة المقبلة، مشيراً الى انه عندما يُحال مشروع الموازنة اليه بعد إنجاز اللجنة درسه، سيوعز الى الدوائر المختصة في المجلس لتوزيعه على النواب، على ان يوجّه دعوة الى جلسة عامة لمناقشته وإقراره بعد ذلك.

ورداً على سؤال قال بري: "انّ الموازنة عندما تصدر بنسبة العجز المقدّرة فيها بأقل بكثير من العجز السابق، والذي كان 11,5 في المئة، سيعرف العالم حسناتها، بعيداً عمّا يتناولها من مساجلات ومزايدات".

ورفض بري التقرير الأخير لوكالة "موديز" للتصنيف الائتماني وتساءل: "لماذا لم يصدر هذا التصنيف حينما كان العجز كبيراً؟ ولماذا صدر الآن في وقت اصبح هذا العجز منخفضاً، حتى أنه، أي التقرير، يتعارض مع رأي البنك الدولي؟ وقال: "في الخلاصة اقل ما يقال في تقرير "موديز" هو انه غير دقيق وغير صحيح وغير واقعي، والأهم من كل ذلك أنه تقرير كاذب والردّ عليه جاء عبر المبادرة القطرية بالاكتتاب، والتي نسجل تقديرنا لها وترحيبنا بها، وهذا يعبّر عن ثقة بلبنان ودليل الى رغبة قطر في مساعدته على معالجة إقتصاده وانتظام ماليته العامة".

زيارة باسيل فجّرتْ توتُّراً في... «جبل المصالحة»..

بيروت مرتاحة لبدء قطر شراء سندات الحكومة من ضمن استثمار الـ 500 مليون دولار..

الكاتب:بيروت - «الراي» .. الغريب يتحدث عن محاولة اغتيال ومقتل اثنين من مرافقيه

طبعتْ نهايةَ الأسبوع في لبنان «محطةٌ دراماتيكية»، وذلك رداً على الجولةُ التي قام بها رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل في عددٍ من قرى عاليه، على متن تحالفه مع الوزير طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب، اللذين يشكلان ثنائيةً يرتاب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من وجود محاولة لتكبير حجمها بحيث «تأكل من رصيد» زعامته في الجبل. هذه المحطة الدراماتيكية، أسفرت عن سقوط قتيلين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب،الذي تحدث عن محاولة اغتيال، ودفعت رئيس الوزراء سعد الحريري، إلى تكثيف اتصالاته لتهدئة الوضع في منطقة عاليه، في حين دعا حزب التوحيد، إلى ملاحقة من تعرضوا لموكب الغريب ومحرضيهم. وقطع بعض المحتجين، اوتوستراد خلدة باتجاه بيروت بالقرب من الجامعة الاسلامية. وحتى قبل أن تنطلق جولة باسيل، فقد بدا مسارُها محفوفاً بحساسياتٍ سياسية ولا سيما ان جدول الزيارة اشتمل على محطة في الشحّار الغربي (افتتاح مخيم للتيار الحر في كفرمتى) التي تكتسب رمزية كبيرة في ذاكرة الحرب الأهلية، اضافة الى افتتاح مركز للتيار الحر في صوفر، وغداء في شملان وزيارة للقماطية ومائدة عشاء في خلدة عند ارسلان. ففي الكحالة، أكد باسيل «تعرفون تاريخ الرئيس ميشال عون في الكحالة وسوق الغرب وضهر الوحش، وكل هذه المنطقة التي حمت الشرعية بمعناها العميق، ونحن خلفيتنا الفكرية هي مع الشرعية والدستور وفي عز نفينا الجسدي والسياسي لم نخرج على الدستور». وفي صوفر، قال خلال افتتاح مكتب التيار: «صحيح ان اكثريتنا من المسيحيين وصحيح ان البعض يستغل مطالبتنا باستعادة الشراكة للقنص على التيار بأنه طائفي، ولكن الاصح ان التيار انطلق اساسا من بيئة وطنية هي بيئة الجيش اللبناني». في المقابل، وفيما برز كَسْرُ جنبلاط قراره بالاحتجاب عن «تويتر» عبر تغريدةٍ غمزت ضمناً من قناة باسيل ومواقفه، اذ كتب «أفضل طريقة في الجواب على التحدي الناتج من الغرور هو في التجاهل»، لم تتأخّر مَظاهر «الغضب» في صفوف الحزب التقدمي الاشتراكي بالظهور على الأرض حيث انتشر عناصره بدءاً من مداخل عاليه حاملين الاعلام والرايات «للتذكير بهوية المنطقة السياسية» وتأكيداً على «أن المختارة بوابة الجبل»، وسط معلومات عن إزالة لافتات ترحيب برئيس «التيار» وعن أن موكبه لم يدخل عاليه في طريقه إلى صوفر، وصولاً الى فيديوهات أظهرت مؤيدي «الاشتراكي» وهم يقطعون الطرق في عدد من المناطق بينها مداخل بلدتيْ كفرمتى وقبرشمون لمنْع مرور موكب باسيل وكانوا يطلقون هتافاتٍ ضدّه. وعلى وقع هذه التحرّكات التي تَخَلّلتْها بعض الإشكالات مع القوى الأمنية، ساد حبْس الأنفاس مع حدوث توتّرات في بعض مناطق «جبل المصالحة» ولا سيما كفرمتى. وعلّق وهاب بالقول: «لا يليق بك يا وليد بك ولا بتيمور كشاب واعد ومهذب ومحترم، وقطاع الطرق يسيئون لصورة قرانا». وعصراً، تنقل الوزير أكرم شهيب بين بلدات عدة لمحاولة فتح الطريق، معلناً «أهلاً وسهلاً بالوزير باسيل، ولكن بشرط الا تأخذ الزيارة هذا الطابع الحاد والعنفي في السياسة، خصوصاً ان زيارات مماثلة فتحت روائح الحرب التي نسيها أهل الجبل». لكن التوتر تصاعد مع تأكيد الوزير الغريب ان مسلحين اطلقوا النار على موكبه في محاولة اغتيال، مشيراً الى انه اصيب 3 من مرافقيه، توفي أثنان منهما لاحقاً، هما سامر أبو فراج ورامي سلمان. وقال الغريب: «كنا في طريقنا في منطقة قبر شمون وتفاجأنا بوابل من الرصاص». مالياً، ورغم إيحابيات إعلانِ مصدرٍ حكومي قطري، أن الدوحة بدأتْ بشراء سندات الحكومة اللبنانية في إطار قرارٍ لاستثمار 500 مليون دولار في الاقتصاد، فإن التلقُّفَ الكبيرَ في بيروت لهذا التطوّر المنتظَر منذ يناير الماضي عَكَس دقّةَ الواقع في «بلاد الأرز» وحاجتها الملحّة إلى خطوات تكون بمثابة «أوكسيجين» يفرْمل ملامح «استنزاف» ثقة وكالات التصنيف الائتمانية الدولية بمستقبل الوضع المالي - الاقتصادي. وبدا أن لبنان كان «متلهِّفاً» للخطوة القطرية التي جاءت ترجمةً لما كانت الدوحة تعهّدت به خلال قمة بيروت الاقتصادية الاجتماعية التي انعقدت في يناير الماضي، لجهة الاستثمار بنصف مليار دولار في السندات الدولارية. وفيما أعلن المصدرُ القطري أمس، أن بلاده «قرّرتْ استثمار 500 مليون دولار في الاقتصاد اللبناني، بما في ذلك شراء سندات حكومية لبنانية، وقد اشترينا بعض السندات وبقية الاستثمارات ستجري كما هو مخطَّط له مع الحكومة اللبنانية»، اعتبر وزير المال علي حسن خليل «أن الكلام القطري عن شراء السندات جدّي ويعبّر عن التزام الدوحة بوعدها لدعم الاستقرار المالي في لبنان»، مؤكداً «أن هذا دليل ثقة في السندات اللبنانية وسيكون له تأثير إيجابي على الأسواق». وبمعزل عن تفاصيل المبادرة القطرية وإذا كان شراء السندات يتم وفق فائدة السوق أو بفوائد مخفضة وآجال طويلة، فإنّ توقيتَ الإفراج عن استثمارات نصف المليار دولار يفترض أن يوجّه رسالة طمأنة الى الأسواق الدولية، كما الى وكالات التصنيف التي كانت تَوالت تقديراتُها السلبية حيال آفاق الواقع المالي في لبنان. واعتبرتْ أوساطٌ سياسية عبر «الراي» أن من شأن ملاقاة الخطوة القطرية بالإسراع في إقرار مشروع موازنة 2019 أن يوفّر على البلاد «ورطة» مالية لاحت في الأفق في الأيام الماضية. وفي حين يفترض أن تُنْهي لجنة المال النيابية اليوم «غرْبلة» آخر بنود الموازنة تمهيداً لتحديد موعد لجلسة عامة لإقرارها، فإن الأسئلة لم تغادر دوائر مطّلعة ترسم علامات استفهام حول مدى قدرة بيروت على الوفاء بالإشارة الأولى الرئيسية التي تنتظرها «الرقابة الدولية» وهي الالتزام بالأرقام التخفيضية للعجز في موازنة 2019 ووضع الإصلاحات الهيكلية والقطاعية على سكة التطبيق.

لبنان مصمّم على تزامن «الترسيم» و«الاشتراكي» يمنع مرور موكب باسيل في كفرمتى

كتب الخبر الجريدة – بيروت.. يستعد لبنان لاستقبال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد مجدداً غداً. الوسيط بين بيروت وتل أبيب لتسوية النزاع الحدودي البحري والبري بين الجانبين، سينقل إلى المسؤولين اللبنانيين الموقف الإسرائيلي من ورقة المطالب اللبنانية للسير قدماً في مفاوضات الترسيم. وفيما يصرّ الأميركيون على حلّ الإشكال الحدودي، لأنه يساعد في إرساء الهدوء في هذه المنطقة، بالتزامن مع «صفقة القرن» التي تستعد واشنطن لطرحها، قالت مصادر متابعة، إن «لبنان لن يرضى بالترسيم إلا بشروطه، وتالياً مسعى ساترفيلد يُفترض أن يتركّز على إقناع حليفته تل أبيب، بالموافقة على هذه الشروط، لاسيما لناحية تزامن الترسيم البري والبحري، فتنطلق المفاوضات في يوليو بين الجانبين». وأضافت: «أما إن بقيت إسرائيل تماطل وتراوغ، فإن أي تسوية لن تكون ممكنة في المدى المنظور». إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الغد في السراي، لمناقشة ما تبقى من بنود جدول أعمال الجلسة السابقة، إضافة إلى مواضيع جديدة. وفيما بدا لافتاً للانتباه إصرار أوساط رئاسة الجمهورية على التأكيد أنها تحترم صلاحيات رئاسة الحكومة ولا مانع لديها من صدور تعيينات ولو لم تكن الجلسة منعقدة في قصر بعبدا»، أشارت مصادر متابعة إلى أن استكمال الحكومة التعيينات في المجلس الدستوري، والتي بدأها مجلس النواب منذ يومين، أمر ممكن، لكنه رهن بنضوج التوافق السياسي في شأنها». في سياق منفصل، أكد وزير المال علي حسن خليل في حديث إلى وكالة «رويترز»، أمس، أن «لبنان يتابع اتصالاته مع المسؤولين القطريين بخصوص شراء السندات اللبنانية». ولفت إلى أن «الكلام القطري عن شراء سندات لبنانية جدّي ويعبر عن التزام قطر بوعدها لدعم الاستقرار المالي في لبنان وهذا دليل ثقة في السندات اللبنانية وسيكون له تأثير إيجابي على الأسواق». وأضاف: «لبنان يتابع اتصالاته مع المسؤولين القطريين بخصوص شراء السندات اللبنانية». وكان أعلن مسؤول حكومي قطري لوكالة «رويترز» أن «قطر اشترت سندات للحكومة اللبنانية في إطار خطة لاستثمار 500 مليون دولار في الاقتصاد اللبناني». وفي سياق آخر، احتج مناصرون للحزب «التقدمي الاشتراكي» في بلدة كفرمتى، أمس، على زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل للمنطقة، وقطعوا الطريق في البلدة التابعة لقضاء عاليه، بأجسادهم وبالسيارات في الاتجاهين. كما عمد شبان من منطقة قبر شمول إلى قطع الطريق باتجاه بلدتي عبيه وكفرمتى، إضافة إلى قطع طريق عبيه المؤدي إلى كفرمتى بالإطارات المشتعلة. ووصلت قوة كبيرة من الجيش إلى كفرمتى في محاولة لفتح الطرقات، وحصلت احتكاكات بين عناصرها والمحتجين، عمد على اثرها الجيش إلى توقيف عدد من الشبان. وكان باسيل متوجها إلى بلدة كفرمتى للقاء الشيخ ناصر الدين الغريب في منزله ضمن جولة لوزير الخارجية في قضاء عاليه.

عون والحريري دخلا على خط التهدئة... والمجلس الأعلى للدفاع يلتئم اليوم في قصر بعبدا

انفجار التأزم السياسي في الجبل لمناسبة زيارة الوزير باسيل: توتر وقطع طرق... ومقتل اثنين من مرافقي الغريب

بيروت - "الحياة" .. إنفجر التأزم السياسي اللبناني في الجبل أمس الأحد، لمناسبة زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل إلى منطقة عاليه، اشتباكا مسلحا بين أنصار النائب طلال أرسلان الحليف لباسيل، وأنصار رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، فسقط قتيلان نعاهما حزب أرسلان، كانا يرافقان وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الذي كان يفترض أن يزوره باسيل في بلدة كفرمتى بعيد ظهر أمس، إضافة إلى عدد من الجرحى. ورفع الاشتباك المسلح درجة الاحتقان الأمني والسياسي في منطقة الشحار الغربي، وتحول مساء إلى قطع طريق الساحل الجنوبي من أنصار أرسلان في منطقة خلدة وطريق البقاع - بيروت في منطقة صوفر، فيما دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال إلى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع قبل ظهر اليوم. ومرت أشهر على الاحتقان السياسي في منطقة الجبل، في ظل شعور أنصار جنبلاط بتلاقي أكثر من فريق سياسي داخلي وخارجي، لاسيما النظام السوري على محاصرته والسعي لإضعافه منذ الانتخابات النيابية في أيار(مايو) 2018 ، وصولا إلى حصول تجمعات من أنصار جنبلاط أمس أثناء جولة بدأها الوزير باسيل في قضاء عاليه من بلدة الكحالة حيث نسب إليه قوله أمام مناصري "التيار الحر": تعرفون تاريخ الرئيس عون في الكحالة وسوق الغرب وضهر الوحش وكل هذه المنطقة التي حمت الشرعية بمعناها العميق. وتردد أن إذاعة هذا الكلام أثار حفيظة جمهور الاشتراكيين لأنه تذكير بمرحلة الحرب الأهلية حيث كانوا في مواجهة عون في منطقة سوق الغرب. وجدد الانفجار الأمني الفرز السياسي القائم في لبنان وفي الجبل، إذ أعلن "حزب الله" تضامنه الكامل مع أرسلان، فيما تمنى جنبلاط "على حديثي النعمة في السياسة ان يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم الجبل". احتجاجاً على زيارة باسيل الى كفرمتى للقاء الشيخ ناصر الدين الغريب، شهدت مناطق عدّة في الجبل أمس تجمّعات شعبيّة لمناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي، واحتجاجا ايضا على ما قاله باسيل خلال زيارته قبل ساعات من موعد زيارته كفرمتى في بلدة الكحالة فعمد عدد من مناصري "التقدمي الاشتراكي" في بلدة قبرشمون إلى قطع الطريق باتجاه بلدتي عبيه وكفرمتى في قضاء عاليه. وكان من المقرر أن يلاقي باسيل وزير الدولة لشؤون المهجرين صالح الغريب. ولدى مرور موكب الأخير قرب صيدلية الحسام بين بلدتي قبرشمون والبساتين، حصل احتكاك تبعه إطلاق نار، فأصيب 3 من مرافقي الغريب، ورابع من "التقدمي الاشتراكي"، وما لبث أن توفي اثنين من مرافقي الغريب متأثرين باصابتهما. وهما: سامر أبي فراج ورامي سلمان. ونقل المرافق الثالث كريم الغريب إلى مستشفى الرسول الأعظم، فيما نقل احد مناصري الاشتراكي الجريح سامر غصن الى مستشفى قلب يسوع بسبب حاله الحرجة. وكان باسيل قال في الكحالة: "تعرفون تاريخ الرئيس ميشال عون في الكحالة وسوق الغرب وضهر الوحش،(خاض معارك في الثمانينات في مواجهة قوات الاشتراكي) وكل هذه المنطقة التي حمت الشرعية بمعناها العميق، ونحن خلفيتنا الفكرية هي مع الشرعية والدولة والدستور والقانون وفي عز نفينا الجسدي والسياسي لم نخرج على الدستور". اضاف: "عندما نأتي الى منطقة عاليه، نتوقف دائما في الكحالة، وكوع الكحالة مكتوب له أن تتوقف كل الناس عنده، لأن هذا الكوع له الكثير من الدلالات والأمثلة التاريخية، وفي هذه القاعة التي نحن فيها لقاؤنا اليوم يعبر عن معنى وجودنا، وعن دور الكحالة التاريخي وكيف صمدت وضحت وأعطت، وكيف كانت دائما معبرا للصمود...وكما أنتم بقيتم في بلدتكم وصمدتم، كان قراركم هنا، أنتم قررتم البقاء والصمود، وبقيتم وصمدتم، وهذا الكوع لنا فيه ذكريات كثيرة نحن في التيار، فمن هذا الكوع كانت شرارة توقيفنا في آب(أغسطس) 2001، ودائما كان هذا الكوع مركز احداث فيها نضال وتضحية ومؤشرات تاريخية مهمة. المهم اننا بقينا، بقينا نموذجا، بقينا منفتحين ومحافظين على حالنا وعلى خصوصيتنا".

اتصالات عون والحريري

وأجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالات لضبط الوضع الامني في منطقة عاليه. ودعا المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع قبل ظهر غد (الإثنين) في قصر بعبدا. كما أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سلسلة اتصالات شملت الوزير باسيل، ومسؤلين في قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ومدير المخابرات في الجيش، تركزت على ضرورة تطويق الأشكال الحاصل في الجبل وبذل أقصى الجهود الممكنة لتهدئة الأوضاع وإعادة الامور الى طبيعتها.

جنبلاط: لن ادخل في اي سجال

وغرد رئيس "التقدمي" الموجود خارج لبنان عبر تويتر فقال: "لن ادخل في اي سجال اعلامي حول ما جرى .اطالب بالتحقيق حول ما جرى بعيدا عن الابواق الاعلامية . واتمنى على حديثي النعمة في السياسة ان يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل المنفتح على كل التيارات السياسية دون استثناء لكن الذي يرفض لغة نبش الاحقاد وتصفية الحسابات والتحجيم".

... وتيمور جنبلاط: الإخلال بالتوازنات لعبة خطيرة

أما رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط فقال: "ما جرى في الجبل اليوم يؤكد أن الإخلال بالتوازنات هو لعبة خطيرة ونحن متمسكون بالعيش الواحد في الجبل وندعو القضاء لكشف كل الحقائق والملابسات".

ارسلان: لن نسكت

وأكد ارسلان، أنه لا يريد الآن أن يرد على أحد "فهناك شهيدان سقطا، ولا نعلم ما هو وضع الجريح الثالث، ونحن نجمع المعطيات، وأدعو إلى وقف المزايدات، ووقف أكل الهوا من فلان وفليتان، والمرجلة من وليد جنبلاط وأكرم شهيب وغيرهم، فالجبل لم يعد يحتمل على الإطلاق، وغدا سنعقد مؤتمرا صحافيا، سنذكر فيه كل التفاصيل من حادثة الشويفات لإلى حادثة اليوم، كلها مبرمجة والجميع يتحمل مسؤوليته". وقال: "لن نسكت، والجبل ليس ساحة مفتوحة وسائبة لكل من يريد تنفيذ مخططه، فسلم الجبل هو الأساس، وهو أكبر منا جميعا، ومن يتحدث عن البوابات، فمع احترامي لكل البوابات، لا أرى أكبر من بوابة خلدة، لا عند الدروز ولا عند غيرهم". أضاف: "صالح الغريب هو ابن هذه البيئة، وهو ابن أخ شيخ العقل، وابن كفرمتى الذي دفع أثمانا باهظة جدا في الحرب، لذلك كفى مزايدة. صالح الغريب وطلال أرسلان لم يستغلا دماء الناس لتحقيق المصالحات المشبوهة بالشكل، والمفخخة في المضمون". وأعلن تلقيه "اتصالا من الرئيس الحريري ومسؤولين آخرين"، متوجها بالشكر إليهم على "مواساتهم"، مؤكدا "سأتحدث غدا بالتفصيل عما حصل اليوم". كما تلقى أرسلان مساء اتصالاً من رئيس الجمهورية وثان من رئيس الحكومة، حيث قدّما التعازي له باستشهاد شهيدي الحزب رامي سلمان وسامر أبي فرّاج. وأعلنت مديرية الإعلام في الحزب الديموقراطي اللبناني عن "تأجيل موعد المؤتمر الصحافي لارسلان الى الساعة الواحدة على أن يكون قد انتهى الاجتماع المنعقد للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا.

قماطي معزيا في خلده: ما حصل كبير وخطير جدا

ومساء ايضا زار وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي(حزب الله) خلدة لتقديم التعازي الى ارسلان. وعقد اجتماع ضمه وارسلان والوزير غسان عطالله والنائب سيزار ابي خليل ووئام وهاب. وقال قماطي بعد الاجتماع: "ما حصل كبير جدا وخطير جدا وما يهمنا هو الاستقرار، والعودة الى الاعمال الميليشياوية تشكل خرقا للتوافق اللبناني بحيث كدنا نفقد وزيرا من وزرائنا وندعو لتوقيف الجناة فورا، ولا يجوز العودة الى خرق الامن". وأضاف: "لا نتدخل في التحقيق ولا في القضاء، ونتدخل في عدم التأجيل والمماطلة، والجبل آمانة في عروقنا". ولفت إلى "أن ما حصل غير مقبول ومدان بشكل كامل ونحن نقول انه لا يجوز ولا نقبل ان تكون هناك منطقة مغلقة على اي مواطن وحرية التعبير مصانة بالدستور". وقال: "الخطاب السياسي المعتمد من قبل الفرقاء السياسيين يجب ان يتحلى بالاخلاقية السياسية فعصر الميليشياويات ولّى ولا يجوز ان نعود اليه واستقرار الجبل اساس". أما الوزيرعطالله فقال: "لن يكون هناك دفن للشهيدين قبل محاسبة المعتدين ومن ارتكب الجريمة ليس شخصاً".

الغريب: محاولة اغتيال متعمّد

وترحم الوزير الغريب، على مرافقيه، معتبرا أنهما "سقطا في المكان الخطأ وعلى يد الناس الخطأ، لكن يبدو ان هناك قرارا بتفجير الوضع في الجبل بغية بعض الحسابات السياسية الضيقة". وروى ما حصل قائلا: "إن زيارة الوزير باسيل كانت مقررة منذ شهر، واذ فجأة بدأ موضوع قطع الطرق، ونحن كانت توجيهاتنا واضحة لشبابنا وفريقنا بأن الاستفزاز ممنوع، والامن من مهمة الجيش. ولما اشتد الوضع جرى اتصال بيني وبين الوزير باسيل والتقيته في شملان، وإنصافا للحق والحقيقة الرجل أخذ القرار بعدم المجيء الى المنطقة قبل وقوع الاشكال حرصا منه على السلم الاهلي، وهذا ما حصل قبل قطع الطرق وحرق الدواليب، وتوافقنا معه على تأجيل الزيارة الى المنطقة الى وقت لاحق حقنا للدماء". وعن اتهام موكبه باطلاق النار، قال: "لما أتينا من شملان، واستدراكا للوضع وعدم رغبتنا في استفزاز احد، اتيت لوحدي مع الشباب، نزلنا من طريق عيناب الى البساتين تجنبا للمرور في ساحة قبرشمون حيث كانت الطريق مقطوعة، ولم يسمح لنا بالمرور، وحاول الموكب فتح الطريق عندها بدأ اطلاق النار والفيديو موجود، واستشهد شاب معي جراء اصابته برصاصة في رأسه والرصاص كله كان موجها على الرؤوس ومن قطع الطريق ليسوا مدنيين بل مسلحين وعملية الاغتيال واضحة". وأكد الغريب أن "ما جرى اليوم هو محاولة اغتيال متعمّد بعد ذهابي الى شملان للقاء الوزير باسيل والطلب منه تأجيل زيارته فتفاجأت بكمين مسلّح". وقال: "الشباب الذين كانوا معي لم يطلقوا النار على أنفسهم واثنان منهم أصيبا برأسيهما، ما ينفي ادّعاء أنّنا نحن من قام بإطلاق النار". وأشار الى أنّه "يبدو أن هناك من اتخذ قرار تفجير البيت الداخلي لتحصين موقفه".

التيار: نية امنية مريبة

وأصدر "التيّار الوطني الحرّ" بيانا أوضح فيه أنه "بعدما كان رئيس التيار الوزير جبران باسيل قد ألغى الزيارة الى بلدة كفرمتى من ضمن الجولة التي يقوم بها في قضاء عاليه، وذلك تفادياً لأي اشكال أمني بدت بوادر حدوثه بين القوى الأمنية وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي الذين عمدوا الى قطع الطرق وحرق الدواليب والقيام بأعمال امنية مشبوهة منذ يومين على التوالي وهي تؤشر الى نية امنية مريبة. وقد وقع المحظور فعلاً وحصل اطلاق نار على موكب الوزير الغريب ما أدّى الى سقوط قتلى نعزّي باستشهادهم وجرى نتمنّى لهم الشفاء". اضاف: "إن رئيس التيار، وهو يزور مناصريه والمنتسبين اليه من مسيحيين ومسلمين في قضاء عاليه ويفتتح مكاتب للتيار في مناطق مختلطة، قد دعا في كلماته الى الانفتاح والتلاقي والوحدة ببن اللبنانيين وقد قوبل بهذه التحركات التي تذكر اللبنانيين بزمن حرب مضت وانتجت أحزاناً ومأسي وتهجير، تهجير لم يقفل ملفه بعد، لا بالوزارة ولا بالنفوس فيما يعمل التيار على اقفاله بالكامل واتمام المصالحة بكل ابعادها السياسية والانمائية والادارية لتكون العودة الى الجبل ناجزة بشراكة كاملة. ونؤكّد اصرارنا على استكمال مسيرة المصالحة على ما نفهمها من شراكة ومساواة في الجبل ولبنان. وموعدنا المقبل مع اهلنا لن يكون بعيداً". كما استنكرت هيئة قضاء عاليه في التيار"الغوغائية التي ظهرت قبيل زيارة وزير خارجية لبنان ورئيس اكبر تكتل نيابي واكبر تيار سياسي على امتداد الوطن الى القضاء من قبل بعض ضعفاء النفوس الذين يعمي الحقد عيونهم". ودعت "جميع مناصري التيار الى ضبط النفس والتعالي فوق التصرفات الميليشياوية وعدم الانجرار الى المستويات التي لا تليق بأي لبناني، ولاسيما ابناء قضاء عاليه".

التقدمي: محاولات مشبوهة لزرع الفتنة

وفي المقابل صدر عن وكالة داخلية الغرب في الحزب التقدمي الإشتراكي البيان الآتي: "يهمنا أن نؤكد بداية أن الحادث الذي وقع في منطقة الغرب لن يزعزع بنيان المصالحة التاريخية الراسخة التي باتت من المسلمات وفعل حياة يومي يعيشه كل أبناء الجبل. فالمصالحة الكاملة التي تمت بين كبيرين رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والبطريرك المغفور له المرحوم مار نصرالله بطرس صفير لم تهتز يوما منذ العام 2001 ولن تهتز رغم الحادث المؤلم الذي يتحمل مسؤوليته من كابر وتعالى واستفز مشاعر الناس من دون مراعاة لخصوصية الجبل وحيثيته ومرجعتيه. كما يهمنا التأكيد على الأمن والاستقرار في الجبل باعتباره خطا أحمر ممنوع المس به من أي كان، وبأن الدولة بمؤسساتها الأمنية والقضائية تبقى وحدها المرجعية والملاذ وفق الأصول والقوانين المرعية الاجراء". اضاف: "ما جرى في منطقة الشحار يؤكد أن هناك من يحاول لغايات مشبوهة زرع الفتنة وتفريق الصفوف بين أبناء الجبل، وهذا الأمر يتحمل مسؤوليته رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي نبش القبور وتطاول على حرمة الشهداء وأراد أن يدخل البيوت من شبابيكها، فكانت ردت فعل أهل الشحار برفض استقباله سلمياً وحضارياً تعبيراً عن رفضهم لخطابه الشعبوي المتعالي والفتنوي فكان الرد على الناس بالرصاص والترهيب". وتابع: "توضيحاً لملابسات الحادث الأليم الذي وقع فانه أثناء الاحتجاج الشعبي في منطقة الشحار الغربي على زيارة مع ما حملت من استفزاز لمشاعر الناس، خرج موكب الوزير صالح الغريب من منزله في كفرمتى ولدى وصوله إلى مدخل بلدة عبيه حيث كان المحتجون قد قطعوا الطريق بالإطارات المشتعلة، أقدم مرافقو الوزير الغريب على اطلاق النار على المحتجين رغم محاولات هؤلاء لفتح الطريق وإزالة العوائق عنها. وبعد وصوله إلى بلدة شملان حيث تبلغ الوزير الغريب الغاء زيارة رئيس التيار الى بلدة كفرمتى سلك طريقا فرعية وصولا الى بلدة البساتين حيث عاود مرافقوه إلى اطلاق النار باتجاه المحتجين عشوائيا، وتابع موكبه الطريق صعودا باتجاه ساحة قبرشمون حيث ترجل مرافقان للوزير الغريب وعمدا إلى اطلاق النار باتجاه المحتجين أيضا بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة شاب من بين المحتجين، فرد بعض من كان يحمل سلاحا باتجاه مصدر النار دفاعا عن النفس فسقط مرافقان للوزير الغريب، وهذا امر موثق بفيديوهات بات بحوزة المراجع الأمنية". وختم: "إننا نضع كل المعطيات الموجودة بحوزتنا بتصرف القضاء والقوى الأمنية، وأن ما جرى يتحمل مسؤوليته من وتر الأجواء واستفز الناس ونبش قبور الحرب ومن كان ينتظر زيارة فكانت ردة فعله بالاعتداء على الناس الذين عبروا سلميا عن رفضهم لزيارة الوزير باسيل إلى منطقتهم".

شيخ عقل الدروز: حذار من فتنة الدم

وصدر عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن بيان قال فيه: "أمام ما يجري من محاولات زرع الفتنة وتفريق الصفوف، الدعوة والنداء إلى أبناء طائفة الموحدين الدروز المعروفيين الأحرار الى الهدوء و عدم السماح بتحقيق أهداف المغرضين والمتربصين، يا أبناء الشحار الغربي الشجعان انتم الأمناء على الدم والتضحيات والكرامة، حذارِ من فتنة الدم، حذار من الذهاب نحو المجهول. لكم التاريخ وانتم تصنعون المستقبل، فليكن صوت العقل والحكمة والوعي هو المقياس، ولنعمل معاً على وأد الفتنة. لعن الله من يوقظها".

شهيب: زيارات مماثلة فتحت روائح الحرب

وقال وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب تعليقا على منع جبران باسيل من الدخول الى كفرمتى: "أهلاً وسهلا بالوزير باسيل ولكن بشرط الا تأخذ الزيارة هذا الطابع الحاد والعنفي في السياسة، وخصوصا أن زيارات مماثلة فتحت روائح الحرب التي نسيها أهل الجبل". وأضاف: "الزيارات حق ديموقراطي ومن حق كل الناس ممارسة السياسة لكن ضمن خريطة الوفاق الداخلي وجمع البلد وليس تفرقته، والعمل بروح المصالحة التي ارساها البطريرك الراحل صفير". وأكد ان "الخطاب العالي والعنف السياسي هو ما أوصل الأمور الى ما وصلت اليه، وما حدث كان نتيجة سوء تقدير من بعض المسؤولين"، محذرا من "مشروع فتنة في الجبل"، وداعيا الى "عدم استفزاز العواطف حرصا على المصلحة الوطنية والعيش المشترك ومصالحة الجبل". وإذ رأى أن "خطاب باسيل استفز مشاعر الناس"، شدد على "إننا من دعاة حفظ الوفاق والعيش المشترك، ولكن هناك فرق بين الممارسة السياسية الديموقراطية وخلع الأبواب". كما أكد أن "الخسارة علينا وفي بيتنا وهي خسارة بأولادنا ومن الواجب علينا أن نحمي وطننا وأولادنا وأي خسارة بالدم هي خسارة للجميع". ودعا الى "تهدئة الأمور"، وقال: "نحن تحت سقف القضاء والقانون والدولة". اضاف: "زيارات بهذا الشكل لا تخدم الوفاق أو الوحدة الوطنية أو الأمن، ونحن حريصون على الوفاق والأمن والناس ومن المبكر على الانتخابات والرئاسة".

قطع الطريق

وفي التفاصيل حول الاشكال، أنه واحتجاجا على زيارة باسيل، قطع شبان من كفرمتى طريق البلدة، بأجسادهم وبالسيارات في الاتجاهين. كما عمد شبان من منطقة قبرشمول إلى قطع الطريق باتجاه بلدتي عبيه وكفرمتى، إضافة إلى قطع طريق عبيه المؤدية الى كفرمتى بالإطارات المشتعلة. وقد وصلت قوة كبيرة من الجيش إلى كفرمتى في محاولة لفتح الطرقات، وحصلت احتكاكات بين عناصرها والمحتجين، عمد على اثرها الجيش إلى توقيف عدد من الشبان. وقام الوزير شهيب الموجود في المنطقة مع وكيل داخلية الغرب في "التقدمي" بلال جابر، بالعمل على إنهاء حال الاحتجاج ، وتنقل بين بلدات عبيه والبنّيه وقبر شمون للعمل على التهدئة وفتح الطرق.

مواقف مستنكرة

وتوالت المواقف والتغريدات المستنكرة، فغرد الرئيس ميشال سليمان عبر"تويتر" قائلا: "لعن الله الفتنة ...العقلانية فقط مطلوبة". وغرد وزير الاتصالات محمد شقير: "مؤسف ومحزن ما حصل اليوم في الجبل. إنها لحظات دقيقة تتطلب أكبر قدر من التروي والهدوء وتحكيم العقل ومنطق الدولة والتعالي عن الجراح. ثقتنا كبيرة بقياداتنا الوطنية وبحكماء الجبل لتجاوز هذه المحنة. حمى الله لبنان". وقال وزير العدل البيرت سرحان: "‏نتقدم بأحر التعازي من اهل الضحايا وندعو الجميع الى التحلي بالحكمة وضبط النفس وترك التحقيقات تأخذ مجراها وهي بالفعل قد بدأت باشراف النائب العام التمييزي. السلم الاهلي خط احمر".

فرنجية: فتنة متجوّلة

وغرد رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية قائلاً: " فتنة متجوّلة تحاول بناء وجودها على الخلافات في جميع المناطق وتغذية مشروعها بالحقد والانقسامات. نتمنّى على المسؤولين والعقلاء في الجبل التحلّي بالوعي والحكمة وعدم تغذية هذا المشروع التدميري بحق الوطن" . وقال الوزير السابق بطرس حرب: "‏بالرغم من أسفي الكبير على ضحايا احداث الجبل، إلا أن من حق المواطنين أن يسألوا عن أسباب انتشار السلاح بهذا الشكل المخجل، وكيف يمكن للسلطة الشرعية أن تبسط سلطتها وتضبط الأمن والمليشيات المسلحة منتشرة ومحمية ممن هم في السلطة بالذات. كفانا دجل على الناس، ولنقر أن الدولة سراب". وغرد وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف قائلا: "مطلب بسط سلطة الدولة لا يشمل الجنوب اللبناني المقاوم فقط، بل كامل الاراضي اللبنانية، وجبران باسيل نفوسه البترون وهويته اللبنانية تخوله التنقل في كامل الاراضي اللبنانية". وكتب الوزير السابق وئام وهاب: "ما يجري تزامنا مع جولة باسيل لا يليق بك يا وليد بك ولا بتيمور كشاب واعد ومهذب ومحترم". وأضاف: "قطاع الطرق يسيئون لصورة قرانا وعن علمي حصلت عشرات المصالحات وانتهينا فهل المصالحة موسمية ثم يكفينا عزلاً لمناطقنا فلنترك الناس تنفتح على بعضها". وقال النائب ميشال معوض: "لا يمكن أن نكتفي بإدانة ما حصل في الجبل. الاختلاف السياسي حق لكن قطع الطرقات مدان وإطلاق النار جريمة أدت إلى سقوط ضحايا". وغرد النائب فادي سعد، قائلا: "مؤسف ما حصل اليوم في الجبل بعد أن طوى صفحة أليمة من الماضي الذي آن الاوان ان نتعلم من دروسه، وما شهدناه اليوم ليس سوى نتيجة للتصرفات اللامسؤولة والاستفزازية والتعاطي بفوقية لأهداف شعبوية لن ينتج عنها إلا الفتنة التي نحذر من الانجرار اليها". وقال الوزير السابق اشرف ريفي: "‏حديثو النعمة في السياسة لم يفهموا أن الإستفزاز والتحدي والإستقواء بالسلاح غير الشرعي مردوده مدمِّر. من لا يفهم نسيج لبنان وتاريخه يورّط البلد بمشاعر الفتنة حتى الإنفجار. ليست المشكلة فقط في تهور الجهلاء بل في صمت العقلاء. حمى الله لبنان". وغرد النائب طوني فرنجيه فقال: " ما جرى في الجبل غير مقبول ولا مبرّر مهما كانت الاستفزازات التي أدّت إليه. ندعو القوى الأمنية والقضاء إلى اتخاذ أقسى التدابير بحق المرتكبين. علينا وأد الفتنة لا تأجيجها كما علينا الحفاظ على مصالحة الجبل وغيرها من المصالحات". وأملت النائب بولا يعقوبيان، ان "يتعافى وطننا من جراح الاحتكام إلى لغة السلاح، ولغات الشحن الطائفي البغيض، الذي يسير بنا من الفتن إلى الحروب المتنقلة. المطلوب تحكيم العقل والاحتكام الى القانون. لبنان حرب ما انتهت بعد". وغرد النائب السابق فارس سعيد قائلا: "عن زيارة الوزير باسيل الى عاليه كل الأسف ومن يزرع الريح معاليك يحصد العاصفة، أتمنى عليك استشارة من هم أعتق منك هذا جبل دقيق دفعنا دماء غالية في الحرب وأنجزنا مصالحة تاريخية في السلم لا تتلاعب بتوازناته".

قطع طرق واحتجاز مواطنين في سياراتهم وإطلاق نار

وانعكس الوضع على الشارع في أكثر من منطقة فشهد أوتوستراد خلدة زحمة سير خانقة، حيث احتجز السائقون في سياراتهم لساعات بسبب إشعال الاطارات واقفال الاوتوستراد بالاتجاهين من قبل بعض المحتجين، كما سمع اطلاق نار في محيط البلدة. وأفيد أن بعض المواطنين أكملوا طريقهم سيرا على الاقدام، والبعض الآخر ساروا فوق الإطارات المشتعلة بسبب الغضب. وناشد المواطنون الدولة بالعمل على فتح الطريق، فتدخلت قوى الأمن الداخلي وأزالت الإطارات المشتعلة. واستقدم الجيش تعزيزات الى المنطقة واعاد الامور الى طبيعتها. كما تم قطع الطرق الجبلية وخصوصا في مناطق صوفر وعاليه وبحمدون، اضافة الى منطقة حاصبيا في الجنوب وعملت القوى الامنية على فتحها ليلا. ومساء عادت الأمور الى طبيعتها في مناطق الجبل التي شهدت توترات، والقوى الأمنية انتشرت على الأرض. وكانت انتشرت إشاعات كثيرة عبر مواقع التواصل ومنها حصول اطلاق نار في وطى المصيطبة في بيروت ادى الى اصابة مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، فأكد مصدر في "التقدمي الاشتراكي" أن "ما يتم تداوله على بعض المواقع غير صحيح وعار من الصحة جملة وتفصيلاً". من جهته قال الريس: " كل الأخبار المتداولة عن اطلاق النار على سيارتي عارية عن الصحة ونحذر من ترويج الأخبار الكاذبة لمزيد من التوتر".

الحسن: نتمنى على ارسلان وجنبلاط العمل لتهدئة الشارع

وأكدت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن أن "قوى الأمن الداخلي تعمل على فتح كل الطرق وتسعى لتهدئة الأمور"، مشيرة الى أنها تكلمت مع اللواء عماد عثمان لفتح "كل الطرق من دون استثناء بالتعاون مع الجيش". كما أكدت "تكثيف التواجد الأمني في الجبل"، معتبرة أن "ما حدث لا يحسن صورة لبنان، وخصوصا اننا على مشارف الصيف، لكننا نعمل جميعا لكي يتحسن الوضع". واعتبرت أن "أهم ما يحصل الآن هو الاتصالات الجارية لتهدئة الأمور"، مشيرة الى أن الرئيس الحريري "يقوم بجملة من الاتصالات للتهدئة، ونحن أيضا"، وقالت: "على الجميع انتظار التحقيق الذي سيجري وعلى أساسه نبني الخطوات اللاحقة". وتمنت على رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان وعلى رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط "العمل لتهدئة الشارع لأننا إن لم نضبط الشارع ستكون العواقب خطيرة". وإذ رأت أن "من الطبيعي أن تجري التحقيقات من خلال المجلس الأعلى للدفاع ومخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي"، دعت الى "انتظار النتائج وعدم القيام باستنتاجات مسبقة".

بو صعب: إطلاق النار حصل عند تقاطع كان سيمرّ فيه باسيل

وأكد وزير الدفاع الياس بو صعب أن "ما حصل مؤسف ونأمل أن يعالج لأنّ الموضوع لم يستجدّ اليوم بل سبق زيارة الوزير باسيل". وقال: "أبلغنا الوزير صالح الغريب عندما زارنا في شملان بأننا لا نرغب بمواصلة الجولة على الرغم من أنّ الجيش كان يرافقنا وكان باستطاعتنا أن نمرّ في أيّ منطقة، ولم تمرّ دقائق على مغادرته حتى تبلّغنا نبأ إطلاق النار على موكبه". وأشار الى أنّ "التحقيقات ستظهر من أطلق النار الذي حصل عند تقاطع كان سيمرّ فيه باسيل"، مشدّداً على أنّ "العقلاء يجب أن يتدخلوا لحلّ هذا الأمر، أما لناحية الأمن فالجيش لا يحتاج الى مساعدة من أحد وهو في جاهزية تامّة لفرض الأمن في أيّ منطقة".

...والقاضي قبلان سطر استنابات لكشف مطلقي النار

ويشرف النائب العام التمييزي بالانابة القاضي عماد قبلان على التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية كافة في الحادثة الذي حصلت في قبرشمون والذي نتج عنها مقتل شخصين وإصابة عدد من الجرحى وهو سطر استنابات إلى جميع الأجهزة لإجراء التحقيقات وجمع المعلومات لتحديد هوية مطلقي النار ومن تسبب بسقوط الضحايا.

السفارة الفرنسية تدعو رعاياها لتجنب قبرشمون

وحذرت السفارة الفرنسية في لبنان الفرنسيين "بشدة تجنب منطقة قبرشمون حتى يهدأ الوضع، وذلك نظرًا للتوترات المرتفعة حاليا".

اللواء....أخطر إهتزاز للسلم الأهلي خلال زيارة باسيل للجبل...

حزب الله في خلدة داعياً لتسليم عناصر الاشتراكي ووأد الفتنة.. وإجتماع طارئ لمجلس الدفاع الأعلى اليوم..

حتى ساعات الفجر الأولى، كان التوتر في المناطق الدرزية في الجبل، من العمق، حتى الطريق الساحلي، ومن الجنوب إلى البقاع، وصولاً إلى منطقة عين المريسة، وجل البحر في العاصمة، هذا التوتر المصحوب بالاستنفار المسلح، اعاد اللبنانيين بالذاكرة إلى أيام القصف، وقطع الطرق، والاحتجاز في المنازل وفي السيّارات، في أسوأ اهتزاز للتعايش في الجبل منذ انتهاء الحرب، ودخول مرحلة السلم الأهلي وتحقيق المصالحة المسيحية عام 2001، وترافق التوتر سقوط الضحايا مع زيارة الوزير جبران باسيل إلى بعض مناطق الشحار الغربي. ثمة ملاحظات بالغة الخطورة، ترافقت مع إطلاق النار على موكب وزير، وهو وزير الدولة لشؤون النازحين السوريين صالح الغريب، ومقتل اثنين من مرافقيه، ليعلن الأمير طلال أرسلان، لاحقاً ان عدد الضحايا ثلاثة مع ارجاء المؤتمر الصحفي لارسلان من الساعة 12 ظهراً لغاية الساعة الأولى من بعد الظهر، على ان يكون انتهى مجلس الدفاع الأعلى الذي دعا إليه الرئيس ميشال عون لمعالجة الموقف، وإعادة الوضع إلى طبيعته.

1 - تقع المنطقة التي وقع فيها إطلاق النار قرب عاليه (قبر شمون)، وهي من نقاط ثقل تواجد الحزب التقدمي الاشتراكي.

2 - وصف الوزير الغريب الحادث بأنه كان كميناً، ومحاولة اغتيال، لافتا ان ما جرى ينطوي على قرار لتفجير الوضع.

3 - الثابت ان التوتر بدأ مع إعلان باسيل، وهو حليف أرسلان على زيارة منطقة الشحار، مطلقاً كلاماً استفزازاياً برأي المصادر الاشتراكية، من الكحالة، الأمر الذي دفع العناصر المتجمهرة لقطع الطريق.

4 - يأتي الحادث الناري، ليكشف عن حجم الغليان في الجبل، بعد بشري، رفضا لما يوصف بأنه لغة «تعالي واستفزاز» يطلقها باسيل في جولاته، مخلفاً في كل زيارة لمنطقة أجواء من التوتر وتبادل الاتهامات.

5 - ثمة من يبحث عن صلة لتطورات الإقليم من الخليج إلى العراق وسوريا، «والاستنفار المسلح»، حيث يظهر السلاح لأول مرّة على هذا النحو، طارحاً جملة خطيرة من المخاوف حول السلم الأهلي واستمرار الاستقرار، الذي تعرض لضربة قوية، وأزمة ثقة جعلت موسم السياحة في مهب الخطر، فضلا عن تعريض التسوية السياسية، لاصعب وضع تشهده منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

الفتنة المتنقلة

وهكذا، في 30 حزيران، لم تمر جولة رئيس «التيار الوطني الحر» باسيل في قرى قضاء عاليه، على خير، بل لعلها وضعت الجبل كلّه على خط النار، ومعها الفتنة، ما دفع رئيس تيّار «المردة» سليمان فرنجية إلى وصف باسيل من دون ان يسميه «بالفتنة المتنقلة»، وصدور دعوة في طرابلس بتأجيل زيارة باسيل إلى هذه المدينة، تبعاً لما تثيره مواقفه من استفزاز للطرف الآخر، لكنها هذه المرة، تسببت ولو بشكل غير مباشر، إلى سقوط قتيلين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، في اشتباك مسلح حصل بينهم وبين مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي، ما تزال ملابساته قيد التحقيق لدى الأجهزة الأمنية والقضاء، لكن الثابت ان مناصري الاشتراكي بدأوا بقطع طرقات الجبل، ولا سيما منطقة الشحار الغربي لمنع الوزير باسيل من متابعة جولته، خصوصاً بعد الكلمة التي ألقاها في بلدة الكحالة، وأعاد فيها إلى الأذهان معركة سوق الغرب التي قادها يومذاك الرئيس ميشال عون عندما كان قائداً للواء. وتوقعت مصادر وزارية ان يكشف اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي دعا الرئيس عون إلى عقده عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، بعض ملابسات حادث قبر شمون، خصوصاً وان الروايات كانت متناقضة حول من بدأ بإطلاق النار، بين رواية الوزير الغريب الذي اعتبر ان الحادث كان عبارة عن «كمين مسلح لاغتياله»، وبين رواية الحزب الاشتراكي التي تحدثت عن ان مرافقي الوزير هم الذين بدأوا بإطلاق النار لفتح الطريق المقطوعة امام موكب الغريب. ولم تستبعد المصادر الوزارية ان تكون للرئيس عون سلسلة مواقف تؤكد على ضرورة صون السلم الأهلي في البلاد والمحافظة على الاستقرار. وقالت المصادر ان الرئيس عون ظل يتابع الوضع ويجري ويتلقى الاتصالات الهادفة إلى التهدئة. وفي السياق، كان لافتاً للانتباه، الاجتماع الذي حصل في خلدة ليلاً، في دارة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، والذي ضم وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي ممثلاً «حزب الله» ووزير شؤون المهجرين غسّان عطاالله، والنائب سيزار أبي خليل عن «التيار الوطني الحر» والوزير السابق وئام وهّاب الذي كان حمل على رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط محملاً اياه مسؤولية ما حصل، وانضم إلى الاجتماع لاحقاً الوزير الغريب. وسيعقد أرسلان ظهر اليوم مؤتمراً صحفياً يشرح فيه كل المعطيات المتعلقة بالحادث، نافياً ان يكون يوما من أصحاب فتنة في الجبل، ومؤكداً ان الجبل ليس كانتوناً لفريق، بل هو للجميع، ولاحقاً ارجأ أرسلان مؤتمره ساعة إلى حين صدور نتائج اجتماع المجلس الأعلى للدفاع. ولم تستبعد مصادر ان يزور أرسلان اليوم أو غداً الرئيس عون في قصر بعبدا، فيما اعتبر الوزير قماطي ما حصل في الجبل بأنه كبير وخطير جداً، مشدداً على ان العودة إلى الأعمال الميليشياوية تشكّل خرقاً للتوافق اللبناني، بحيث كدنا نفقد وزيراً من وزارتنا، ودعا إلى الإسراع في توقيف الجناة فوراً لصد الفتنة. وقال قماطي بعد اجتماع خلدة «ان الخطاب السياسي المعتمد من قبل الفرقاء السياسيين يجب ان يتحلى بالاخلاقية السياسية، فعصر الميليشيات ولى ولا يجوز ان نعود إليه واستقرار الجبل اساس». وسارع عضو اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ للرد على قماطي مؤكداً ان «تهديده المبطن لا يخيفنا، وان فائض القوة الذي تشعر به في خلدة لا قيمة له».

تفاصيل الحادث

وفي تفاصيل ما حصل، ان الوزير باسيل، وفي إطار جولته التي بدأت من الكحالة إلى صوفر، أراد ان ينتقل إلى بلدة كفرمتى بدعوة من الوزير الغريب لزيارة الشيخ ناصر الدين الغريب عم الوزير الغريب، فرفض مناصرو الحزب الاشتراكي زيارته للبلدة، وقطعوا الطريق لمنع مرور موكبه، وجرت اتصالات عاجلة بين وزير الدفاع الياس بوصعب الذي كان برفقة باسيل والوزير الاشتراكي اكرم شهيب لترتيب طريق فرعية غير ساحة كمال جنبلاط في قبرشمون، وبالفعل نزل شهيب إلى الأرض متنقلاً بين كفرمتى وقبرشمون لتهدئة أنصاره لكن باسيل الذي كان يتناول الغداء في شملان إلى مائدة أبي خليل، أبلغ المعنيين عن إلغاء اكمال جولته، فغادر الوزير الغريب الذي كان إلى الغداء شملان متوجهاً إلى كفرمتى، وفي منطقة البساتين بين كفرمتى وقبرشمون، أعلن ان موكبه تعرض لاطلاق نار وإصابة ثلاثة مرافقين له، ما لبث اثنين منهما ان توفيا متأثرين بجروحهما وهما رامي سلمان وسامر أبو فراج، اما الجريح الثالث فهو كريم الغريب. وأدى الحادث إلى توتر كبير في المنطة وحصل إطلاق نار كثيف في عدد من القرى، وجرى قطع طرقات عدّة في الجبل، امتدت ليلاً إلى قطع اوتوستراد خلدة الذي يربط بيروت بالجنوب في الاتجاهين بالاطارات المشتعلة من قبل بعض المحتجين الذين كانوا مسلحين، واستمر قطع الطريق حتى التاسعة ليلاً، وأدى إلى ازدحام خانق على مسافة عشرات الكيلومترات. وفيما اعتبر الوزير الغريب ان ما حدث كان كميناً مسلحاً ومحاولة اغتيال واضحة، وان إطلاق النار على موكبه كان موجهاً إلى الرؤوس، مؤكداً «الحرص على السلم الأهلي ووحدة الدروز وتكاتفهم، داعياً إلى ضبط النفس بعد الدماء التي سقطت»، نفى بيان لوكالة داخلية الغرب في الحزب الاشتراكي هذه الرواية، واتهم مرافقي الغريب بإطلاق النار على المحتجين لدى سلوك موكبه طريقاً فرعياً وصولاً إلى بلدة البساتين، عائداً من شملان إلى كفرمتى، وان موكبه تابع طريقه صعوداً باتجاه ساحة قبرشمون، حيث ترجل مرافقان للغريب وعمدا إلى إطلاق النار باتجاه المحتجين أيضاً بشكل عشوائي، مما أدى إلى إصابة شاب من بين المحتجين، فرد بعض من كان يحمل سلاحاً باتجاه مصدر النار دفاعاً عن النفس فسقط مرافقا الغريب، وهذا أمر موثق بفيديوهات باتت بحوزة المراجع الأمنية، بحسب البيان. ولوحظ ان جنبلاط رفض الدخول في أي سجال اعلامي حول ما جرى، لكنه طالب في تغريدة له مساء أمس بالتحقيق حول ما جرى بعيداً عن الأبواق الإعلامية، متمنياً على من اسماهم «حديثي النعمة في السياسة» ان يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل المنفتح على كل التيارات السياسية من دون استثناء، ولكن الذي يرفض لغة نبش الاحقاد وتصفية الحسابات والتحجيم. وبدوره أكّد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط ان ما جرى في الجبل يُؤكّد ان الإخلال بالتوازنات هو لعبة خطيرة، ونحن متمسكون بالعيش الواحد في الجبل، وندعو القضاء لكشف الحقائق والملابسات. اما «التيار الوطني الحر»، فقد وصف الحركة الاحتجاجية في وجهه «بالغوغائية»، وتحدث عن «نية أمنية مريبة بدأت منذ يومين، من خلال قطع الطرقات وحرق الدواليب من قبل عناصر الحزب الاشتراكي، لافتا إلى ان هذه التحركات «تذكر اللبنانيين بزمن حرب مضت، وانتجت احزاناً ومآسي وتهجيراً لم يقفل ملفه بعد، لا بالوزارة ولا بالنفوس، فيما يعمل التيار على اقفاله بالكامل، واتمام المصالحة بكل ابعادها، مؤكدا اصراره على استكمال مسيرة المصالحة على ما نفهمها من شراكة ومساواة. وقال ان موعدنا المقبل مع أهلنا لن يكون بعيداً».

ردود الفعل

وفي المواقف وردود الفعل، أجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أمس، سلسلة اتصالات شملت الوزير باسيل والمسؤولين في قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي، والمدير العام لقوى لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ومدير المخابرات في الجيش تركزت على ضرورة تطويق الاشكال وبذل أقصى الجهود الممكنة لتهدئة الأوضاع لإعادة الأمور إلى طبيعتها. وأكدت وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن في تغريدة لها ان «الامن في لبنان خط احمر» مشيرة إلى ان القوى الأمنية بدأت تحقيقاتها لمعرفة ملابسات ما حصل، ودعت إلى العمل جميعاً لتغليب منطق العقل وتهدئة النفوس»، مؤكدة ان «حرية التعبير والتظاهر والتنقل في كل لبنان مصانة بحكم الدستور». والدعوة نفسها، صدرت عن «لقاء الجمهورية» الذي دعا في بيان إلى «ضرورة التزام الجميع ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتنة التي تشغلها بعض الخطابات الموترة، مشددا على «اهمية الاحتكام إلى العقل والاستماع إلى الأصوات المنادية بالعودة إلى منطق القانون، محذراً في الوقت عينه من سقوط الهيكل على رؤوس الجميع». وغرد رئيس تيّار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية عبر «تويتر» قائلاً: «فتنة متجولة تحاول بناء وجودها على الخلافات في جميع المناطق وتغذية مشروعها بالحقد والانقسامات»، وقال: «نتمنى على المسؤولين والعقلاء في الجبل التحلي بالوعي والحكمة وعدم تغذية هذا المشروع التدميري بحق الوطن».. وفي ردود الفعل أيضاً نصحت السفارة الفرنسية في بيروت رعاياها، عبر رسائل نصية هاتفية، من جرّاء احداث العنف التي حصلت في منطقة الجبل، بتوخي الحيطة والحذر، وعدم الاقتراب من هذه المنطقة إلى حين عودة الهدوء إليها.

أسبوع الاستحقاقات

إلى ذلك، طوت حادثة الجبل، الحديث عن سائر الاستحقاقات التي يفترض ان تواجهها الحكومة الأسبوع الطالع، بدءاً بانتهاء مناقشة اللجنة النيابية للمال مشروع موازنة 2019، تمهيداً لبدء رحلتها نحو الهيئة العامة للمجلس، وهو ما يفترض ان يعلن اليوم من قبل رئيس اللجنة النائب إبراهيم كنعان، ويليها جلسة مجلس الوزراء غداً، لاستكمال النقاش في جدول أعمال الجلسة السابقة، إضافة إلى مواضيع جديدة، يفترض ان تكون في مقدمتها تعيين الأعضاء الخمسة في المجلس الدستوري من حصة الحكومة، في حال تمّ الاتفاق بين القوى السياسية على أسماء هؤلاء الأعضاء. وتتزامن مع جلسة الحكومة عودة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد إلى بيروت حاملاً الردود الإسرائيلية على مقترحات لبنان بشأن مفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية الجنوبية، والتي يبدو انها تترنح بسبب الشروط والشروط المضادة، وبسبب الوضع الداخلي في الكيان الإسرائيلي الناتج عن التحضيرات للانتخابات النيابية، ما يؤشر إلى ان مهمة ساترفيلد لن تكون سهلة.

دعم قطري

اما على الصعيد المالي، فقد كان لافتا ما أعلنه مسؤول حكومي قطري لوكالة «رويترز» من ان قطر اشترت سندات للحكومة اللبنانية في إطار خطة لاستثمار 500 مليون دولار في الاقتصاد اللبناني. وقال المصدر: «أبدت قطر على الدوام التزاماً تجاه تقوية علاقاتها مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة. لذا قرّرت استثمار 500 مليون دولار في الاقتصاد اللبناني، بما في ذلك شراء سندات حكومية لبنانية. اشترينا بعض السندات. باقي الاستثمارات ستجري كما هو مخطط لها مع الحكومة اللبنانية». وكانت وزارة الخارجية القطرية أعلنت هذا العام أنّ الدوحة تخطط لاستثمار 500 مليون دولار في السندات الدولارية للحكومة اللبنانية من أجل دعم اقتصاد لبنان الذي يواجه صعوبات. من جهة ثانية، أكد وزير المال علي حسن خليل لـ«رويترز» «أن لبنان يتابع اتصالاته مع المسؤولين القطريين بخصوص شراء السندات اللبنانية». ولفت إلى «أن الكلام القطري عن شراء سندات لبنانية جدّي ويعبر عن التزام قطر بوعدها لدعم الاستقرار المالي في لبنان وهذا دليل ثقة في السندات اللبنانية وسيكون له تأثير إيجابي على الأسواق». وأضاف: «لبنان يتابع اتصالاته مع المسؤولين القطريين بخصوص شراء السندات اللبنانية».

الراعي يرفض التوطين والتجنيس «المقنّعَين بالمساعدات المالية»

بيروت: «الشرق الأوسط»... شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي على أنه «لا يمكن القبول بالتوطين والتجنيس المقنّعَين بالمساعدات المالية (للبنان)، وقد سميا (صفقة القرن) التي هي في الحقيقة أيضاً؛ وخاصة، (صفعة القرن) للقضية الفلسطينية ولرجوع النازحين السوريين إلى وطنهم من أجل إكمال كتابة تاريخهم على أرضهم والمحافظة على ثقافتهم وتعزيز حضارتهم». ورأى أن «كل هذه الأمور المصيرية لا تباع أو تشترى بالبخس من المال. فإذا كانت نية المساعدة المالية سليمة، فلتكن بالنسبة إلى الفلسطينيين مساعدة لإنشاء دولتهم وعودة اللاجئين، وبالنسبة إلى السوريين مساعدة لعودتهم إلى أرضهم ولإعادة بناء بيوتهم وكيانهم ومؤسساتهم». وقال: «معلوم أن ما يؤخذ قسراً يمكن استرجاعه يوماً، أما ما يعطى طوعاً فنخسره إلى الأبد». ودعا الراعي خلال تدشين كنيسة في منطقة جبيل، السياسيين إلى «نشر القيم المعنية بقضايا الشأن العام الذي يتحملون خدمته»، موضحاً أن «أولى هذه القيم العدالة الاجتماعية، والنمو الاقتصادي والإنمائي، وتأمين عيش كريم للمواطنين من خلال تأمين حقوقهم الأساسية، والاستقرار السياسي والأمني، واحترام القانون وتطبيقه على الجميع، وفتح المجال لمشاركة القادرين والكفوئين في إدارة شؤون البلاد، وتعزيز العيش معاً على قاعدة التنوع والمساواة». وقال إن «من أهم الواجبات المحافظة على الثقافة الوطنية التي تميز لبنان، وهي ثقافة التنوع في الوحدة... ما يقتضي توحيد الرؤية والكلمة في القضايا المصيرية الداخلية والإقليمية». وأضاف: «لا يمكن القبول بالتوطين والتجنيس المقنّعَين بالمساعدات المالية».



السابق

مصر وإفريقيا......السيسي "يجدد العهد".. ويعلن تدمير البنية التحتية للإرهاب...الرئيس التونسي قد يغادر المستشفى غداً..أنقرة: قوات حفتر تحتجز 6 أتراك..السودانيون إلى الشوارع في "مليونية" 30 يونيو..

التالي

أخبار وتقارير....ترمب أول رئيس أميركي يدخل كوريا الشمالية..ترامب يشيد بيوم «أسطوري» وكيم يستشرف «مستقبلاً جديداً» ...نتنياهو يبدأ جلسة حكومية باقتباس تصريح لوزير خارجية البحرين....النظام السوري عينه على بكين وهي عينها على أميركا...94 غارة برية وجوية أفغانية أميركية على مواقع «طالبان»...الحكومة والمعارضة في فنزويلا تستأنفان المفاوضات قريباً...واشنطن تحقق في العثور على أسلحة أميركية في غريان....

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك..

 الأحد 17 آذار 2024 - 5:24 ص

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك.. حملات خارجية «موجّهة» بتهمة إطالة أمد الحص… تتمة »

عدد الزيارات: 150,157,352

عدد الزوار: 6,679,296

المتواجدون الآن: 113