جريمة جديدة للنظام السوري ضد الشعب العربي في الأحواز

تاريخ الإضافة الإثنين 15 آذار 2010 - 6:47 ص    عدد الزيارات 3810    التعليقات 0    القسم عربية

        


المخابرات السورية احتجزت أخوين من حركة المقاومة الأحوازية وأرغمتهما على السفر الى ايران بدلاً من السويد
 
حجم التحالف غير المقدس و المشبوه بين نظامي المخابرات السورية و الإيرانية عبر عن نفسه بأكثر من صيغة عدوانية مشبوهة في إدارة ملفات الصراع الإقليمي خلال العقود الثلاث المنصرمة , و إصرار النظام السوري على تبعيته المخجلة للنظام الإيراني المتخلف المتغطرس العدواني من خلال هجمته المركزة و المشبوهة على العالم العربي سواء في الخليج العربي أو في مواقع أخرى قد جعله تابعا لذلك النظام خصوصا عندما يتعلق الأمر بإهانة الهوية الأيديولوجية للنظام السوري البعثي القومي ظاهريا و الباطني و الشعوبي داخليا , فحزب البعث السوري الذي هو الواجهة الأساسية و الهوية الفكرية للنظام في دمشق قد ارتضى لنفسه أن يكون مجرد خرقة بالية لا قيمة لها في سلوكيات النظام السياسي الذي يتحكم باسمه وحيث تتصدر الشعارات البعثية المعروفة الواجهة السياسية و الدعائية و الإعلامية للنظام , فالوحدة و الحرية و الاشتراكية لم تزل في الظاهر هي التي تسود في لغة الشارع السياسي , و خريطة حزب البعث للعالم العربي ما زالت كما هي تضم في إطارها العقائدي المعروف إقليم الأحواز العربي السليب و المحتل من الأنظمة الإيرانية المختلفة منذ العام 1925 باعتباره جزءا أساسيا و رئيسيا و فاعلا من العالم العربي , كما أن حكاية حركات التحرر القومي العربية و منظماتها ظلت و ما زالت تعتبر دمشق حاضنتها الأساسية!! رغم أن تبدلات السياسة السورية و تغيير ولاءاتها قد فرض متغيراته الميدانية على الأوضاع العامة , فدمشق التي احتضنت و لسنوات طويلة حركات المقاومة الفلسطينية و المعارضات العراقية المختلفة و المتباينة و الحركات السياسية المعروفة في المغرب العربي هي غير دمشق اليوم التي تحولت لمعسكر من معسكرات الحرس الثوري الإيراني الإرهابي بعد أن تطور التحالف الستراتيجي بين النظامين لتآمر ستراتيجي على العالم العربي و على القضية القومية , و تطور العلاقات المشبوهة بين النظامين لا يهدف أبدا بطبيعة الحال لإشعال الحرب مع إسرائيل و لا لتسخين جبهة الجولان الأبرد من القطب الشمالي في هدوئها و استرخائها , و الهدف المقدس للنظام الإيراني اليوم هو قمع حركات التحرر القومي و خصوصا حركة المقاومة العربية الأحوازية التي دخلت معركتها مع النظام الثيوقراطي الإيراني المتخلف مرحلة الحسم بعد 85 عاما من الاحتلال الاستيطاني التدميري لذلك الجزء الحساس و الحيوي من العالم العربي و الذي يعاني بصمت و ألم سنوات الاحتلال و العذاب و القهر و النهب المنظم للثروات , و القضية الأحوازية المهملة و المنسية من العالم العربي أقدم من القضية الفلسطينية و لم يقدم العرب و لو جزءا قليلا مما قدموه لحركات المقاومة الفلسطينية و مع ذلك لم يفتر عزم الشعب العربي الأحوازي أو يفقد إيمانه بعروبته بل ظل مدافعا عن وجوده القومي و ثقافته و كيانه الحضاري و الإنساني في أصعب الظروف النضالية و لم يطلب أكثر من المساندة المعنوية و الاحتضان القومي الدافىء و الشعور العربي بالمسؤولية القومية التي تحتم التضامن مع إخوة و أشقاء متمسكين بعروبتهم رغم المشانق و التعذيب و صنوف الإرهاب , و للأسف فإن النظام القومي البعثي السوري قد ارتكب خلال الفترات الأخيرة جنايات و جرائم مريعة بحق الشعب العربي الأحوازي و لمصلحة نظام الإرهاب الحرسي الإيراني , و ذلك من خلال تسليم المناضلين الأحوازيين و عوائلهم لمخابرات النظام الإيراني و التي كان أبرزها و أشهرها تسليم السيدة معصومة الكعبي و أبنائها للنظام الإيراني وهي في طريقها للالتحاق بزوجها في الخارج رغم حصولها على وثائق السفر الأصولية المعروفة , و القائمة الانتهاكية تطول و تشمل ملفات عدة , و لكن ما حصل أخيراً من انتهاك فظيع ضد الحركة القومية العربية التحررية في الأحواز يضع النظام السوري في قفص الاتهام و الإدانة المباشرة مع ضرورة تسليط الأضواء الإعلامية على حجم و درجة التعاون الاستخباري الستراتيجي بين نظامي دمشق و طهران.              
جريمة قومية جديدة ضد النضال الأحوازي              
قبل عام كامل قامت المخابرات السورية باعتقال واحتجاز أخوين من حركة المقاومة الأحوازبة و تم اعتقالهما منذ ذلك التاريخ من دون أن يعرف عن مصيرهما شيء رغم أنهما يمتلكان وثائق الحصول على اللجوء السياسي من الأمم المتحدة التي حصلوا عليها من المفوضية الدولية للاجئين بل وصدرت لهما جوازات سفر و بطاقات لمملكة السويد و تم نقلهما قبل ستة أشهر لسجن (الهجرة و الجوازات ) بالقرب من مطار دمشق إلا أنهم قبل أيام قليلة فوجئا بطلب السلطات السورية بضرورة ملئ استمارة العودة لإيران! كما زارهما مندوب من السفارة الإيرانية في دمشق بهدف إجبارهما على العودة لإيران مع معرفة المصير الأسود الذي ينتظرهم هناك , و أعتقد أن النظام السوري سيتحمل المسؤولية الأخلاقية و الجنائية الكاملة عن مصير الشابين العربيين الأحوازيين وعلى منظمة العفو الدولية التحرك لإنقاذ أولئك الشباب من براثن المخالب الأمنية الإيرانية و السورية , لقد وصل التحالف و التواطؤ الأمني المشبوه بين نظامي دمشق و طهران لدرجة كبيرة في التآمر ضد الأمن القومي العربي و ضد قوى الحرية و التقدم و الاستقلال , طبعا حزب البعث العربي الاشتراكي ( الطبعة السورية ) لا خير فيه و لا أمل يرتجى منه فهو جثة هامدة و منديل و خرقة بالية في جيب الولي الإيراني الفقيه , أما الضمير العربي و الدولي فهو مدعو لإجهاض ذلك التحالف غير المقدس في دعم الإرهاب و التآمر على حرية الشعوب , كما أن احتضان حركات المقاومة الوطنية و القومية الأحوازية من قبل العالم العربي باتت من أهم الأوراق الستراتيجية في ملف إدارة الصراع مع النظام الإيراني و مخططاته التدميرية الخبيثة.. إنها الورقة الأهم التي لا ينبغي للعالم العربي التفريط بها... و لكن من يسمع أو يقرأ أو يكتب في العالم العربي المليء بالثقوب الستراتيجية الرهيبة و بفقدان الإرادة.. لقد آن أوان العمل الحقيقي قبل أن يتحول العالم العربي برمته لدول طوائف سيبكي كثيرا كما بكى "أبو عبد الله الصغير" قبل قرون عندضياع الأندلس... من ينجد الأحرار..?                
كاتب عراقي
[email protected]


المصدر: جريدة السياسة الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,119,255

عدد الزوار: 6,754,310

المتواجدون الآن: 102