جنبلاط: أسامح وأنسى ولن أورث أحقاداً .."ما صدر في غضب ضد الأسد كان لحظة تخلّ"

تاريخ الإضافة الأحد 14 آذار 2010 - 5:27 ص    عدد الزيارات 3118    التعليقات 0    القسم محلية

        


المختارة - "النهار":
توجه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بكلام مباشر الى القيادة والشعب السوريين، معتبراً ان "ما صدر في لحظة غضب من كلام غير لائق وغير منطقي في حق الرئيس بشار الاسد كان لحظة تخل". متسائلاً: "هل يمكن تجاوز تلك اللحظة وفتح صفحة جديدة؟". وجدد القول انه "لا بد من دخول المقاومة تدريجاً حيّز الشرعية".
استهل النائب جنبلاط حديثه الى قناة "الجزيرة" الفضائية رداً على سؤال عن الحقبة ما بين 16 آذار 1977، و16 آذار 2010 بالقول: "في 16 آذار 1977، بعد تغييب كمال جنبلاط ومن أجل التواصل الوطني والعربي بين جبل لبنان ولبنان وسوريا العمق الطبيعي ذهبت بعد ذكرى الاربعين وصافحت الرئيس حافظ الاسد وكانت علاقة شخصية وسياسية وطويلة جداً حتى رحيله عام 2000، وكانت بيننا نقاشات ونضالات طويلة وملاحم مشتركة نحن والقيادة السورية والشعب والجيش السوري من أجل الحفاظ على عروبة لبنان، والتواصل الموضوعي اللبناني - السوري في مواجهة اسرائيل. اليوم سنختم هذه المرحلة. آنذاك قلت اسامح ولن أنسى، اليوم أسامح وأنسى. لا أريد أن أورث احقاداً للاجيال المقبلة أو للذي سيخلفني في يوم ما في قيادة هذا البيت، وتيمور الارجح. ماذا سيكون في 16 آذار يوم الثلثاء في المختارة؟ لا شيء. سأكلف المقدم شريف فياض (امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي) مع تيمور وضع زهرة وختم هذا الجرح والدخول في النسيان. لا أريد التفكير مجدداً، انتهى الموضوع. تيمور سيختم مرحلة ويتولى في الظرف المناسب مرحلة جديدة، والحزب شأنه، وفي المناسبة، ولكون الحديث قد يشكل تواصلاً مجدداً بين لبنان وسوريا والعرب الدروز وسوريا واللبنانيين وسوريا وأهلهم وأقربائهم، أقول: صدر مني في لحظة غضب كلام غير لائق وغير منطقي بحق الرئيس بشار الاسد، في لحظة من التوتر الداخلي والمذهبي في لبنان والانقسام الهائل، وكانت لحظة تخل كما يقول العقلاء الدروز، خرجت فيها من العام الى الخاص. فمن أجل تحصين العلاقة اللبنانية - السورية وبين الشعبين والدولتين وعرب الدروز في لبنان وسوريا، هل يمكن الرئيس السوري تجاوز تلك اللحظة وفتح صفحة جديدة؟ لست أدري! لكن هذا ما قلته اليوم في مناسبة 16 آذار 1977، و16 آذار 2010".
وأي كلام يوجهه الى الرئيس الاسد، أجاب: "وضعت تلك اللحظة في خطابي في ساحة الشهداء عام 2007 بالكلام غير اللائق وغير المألوف والخارج عن أدبياتي السياسية. حتى في المخاصمة أقول للقيادة السورية من أجل المصلحة الوطنية والقومية والتواصل الموضوعي والعلاقات اللبنانية والسورية والدولتين، هل يمكن أن يتجاوز هذا الامر؟".
• وهل تريد طي صفحة بكامله؟
- نعم، هذا ما قلته، عندما أكلّف شريف فياض، وسأكون في بيروت وابني تيمور يختم الصفحة الشخصية كي يرث مستقبلاً جديداً، كيف سيكون المستقبل؟ لست أدري. لكن في النهاية أتمنى أن يكون أفضل، لأن كمال جنبلاط عبر الجسر كما يقول محمود درويش من مستنقع الشرق الى الشرق الجديد. كان يطمح الى شرق جديد. أتمنى أن يرى تيمور شرقاً جديداً كما أراده جده، عربياً، ديموقراطياً علمانياً لاطائفياً، إلا اذا كنا نذهب الى مستنقع جديد".
وسئل عن المرحلة الجديدة في العلاقة، فقال: "وفق الاطر التي وضعناها معاً من خلال التضحيات المشتركة مع الرئيس الراحل حافظ الاسد، وختمت بإتفاق الطائف الذي ينص بالتحديد على ان لا سلم ولا صلح ولا تسوية بين لبنان واسرائيل باستثناء بند الهدنة اطاراً، الى حين الحل الشامل وعودة اللاجئين الفلسطينيين من الارض اللبنانية والعلاقات المميزة مع سوريا. أمن سوريا من أمن لبنان، وأمن لبنان من أمن سوريا، لكنني لن أخوض في التفاصيل الداخلية. آنذاك كنت رئيساً للحزب التقدمي الاشتراكي وعضوا في الحركة الوطنية اللبنانية التي أنشأها كمال جنبلاط، وكان لاحقاً التواصل بين غالب الحركة الوطنية وسوريا، اليوم ويا للاسف لم يبقَ حركة وطنية. بقي الحزب بحلته الجديدة، لكن أين كان وأين أصبح اليوم؟
كانت الظروف افضل وبقي العرب الدروز في جبل لبنان، فلأجلهم ومن اجل هذا التواصل اكرر، هل يستعدون لفتح صفحة جديدة؟ لا امثل الغير بل نفسي والحزب الذي افتخر برئاسته.
ورأى جنبلاط "ان البلاد لم تكن تعيش حالة من الانقسام المذهبي والمنطقة العربية مشتتة كما اليوم العراق، وفلسطين كانت افضل. اليوم تبدّل الموضوع انما لم تتغير اسس المواجهة، فالعدوان على الارض العربية والاسلامية اسرائيلي وغربي واميركي يأخذ كل لحظة اشكالاً مختلفة. لا بد من الاستمرار في المواجهة ضمن الممكن والقدرات في هذا البلد الصغير – لبنان".
وشدد على خيار المواجهة والمقاومة لكن في الوقت نفسه يحق لي التساؤل هل سنكون وحدنا في لبنان لنواجه ونقاوم؟ انه حق مشروع. قد يكون الكلام مفهوماً للبعض انما لفئة معينة من اللبنانيين ربما لعدم استطاعتنا اقناعها تريد ان تعلم المستقبل، انني سياسي مخضرم كما يقال، اعتدت النكسات والانتصارات، والواقعية تُملي كثيراً من الامور، لكن ثمة فئة تريد ان تعلم الحد الادنى. ليس من تناقض بين الاستقلال والعلاقة المميزة مع سوريا او مع المقاومة او العروبة وفلسطين، لكن يبقى ويا للاسف في الحوار لم نستطع التوفيق بين من يريد المقاومة عن حق ومن يطلب دولة مقاومة، كيف ندمج الاثنين؟ لست ادري. انه موضوع الحوار في بعبدا. ان التواصل الموضوعي الوطني والقومي مطلوب بين جبل لبنان وجبل العرب وسوريا، وتنقية العلاقات لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة وبناء علاقات واضحة وصحية بين الدولتين".
وحول حق لبنان في المقاومة والآخرين الذين يطالبون بالشرعية، قال: "في الظروف المناسبة للمقاومة وحزب الله من الافضل ان يكون الانخراط التدريجي والمسؤول ضمن الدولة والجيش. ثمة امر واقع نقبل به ونتحاور بالحد الادنى وننتظر ونحصّن الساحة الى ان تأتي الظروف المناسبة من اجل الدولة القوية الممانعة.
ورداً على سؤال عن موقع وليد جنبلاط في حال حصول اعتداء اسرائيلي، أجاب: "قلت في الماضي وافتخر بأن والدي شهيد فلسطين والقرار والاستقلال اللبناني ولا تناقض بين فلسطين والاستقلال، وكنت في كل لحظة مع المقاومة، آنذاك كانت الحركة الوطنية واحزاب الشيوعي والاشتراكي والقومي وحركة امل، اليوم حزب الله، لكن ايضاً افضل على مدى طويل الانخراط التدريجي في الدولة".
واضاف: "وردت اخبار في جريدة الوطن (السورية) انني هاجمت الشعب السوري، هذا غير صحيح. في 28 شباط 2005 بعد اسبوعين من اغتيال الرئيس رفيق الحريري توجهت الى الشعب اللبناني والمناصرين في الجبل بعدم الدخول في اي موجة عداء او عنصرية تجاه العامل او الشعب السوري او المواطن السوري على الارض اللبنانية. طبعاً كان هناك ضحايا في الجبل وبيروت واماكن اخرى، كنت واضحاً، قلت ثمة ملاحم عسكرية وسياسية مع الشعب والقيادة ايام الراحل حافظ الاسد. اتت موجة التأزم الداخلي لكن حافظت على هدوئي الا في تلك اللحظة. اليوم اقول لكل الشعب السوري ان مصيرنا مشترك. نحن شعبان على ارض واحدة لكن في دولتين، لا بد من علاقات سياسية واقتصادية.
وهل يزور سوريا قريباً اجاب: "لا استطيع ان احدد الزيارة للقيادة السورية، اذا وجهوا دعوة فلا مانع لدي. واعتقد ان كلامي كاف.
تجاوزنا ازمات كبيرة للمصلحتين الوطنية والعربية، ونأمل التجاوز بظروف مختلفة".
وشدد على بقائه في الخط الوسطي، "خصوصاً أن الشارع كان يحتاج الى صدمة بسبب الاحتقان المذهبي الذي ساد الاجواء. والان علينا العمل مع سوريا والسعودية لتعزيز الوفاق ولا سيما الاسلامي، لانني ارى المخطط الاسرائيلي لتفتيت المنطقة العربية والاسلامية، ولبنان قد يكون ساحة، ونرى الكم من العملاء".
واكد "منع تحول لبنان ممراً الى سوريا"، وعلى "الوقوف مع المقاومة بوجه التهديدات واي اعتداء اسرائيلي"، وقال: "آن الآوان لجبهة عربية للمواجهة، ولا مجال لقيام دولة فلسطينية، ونحن مقبلون على مشهد جديد من المواجهات التي قد تكون سياسية او عسكرية". "لم اخرج من تاريخي لكن ثمة ضربات تلقيناها، ومن حقنا الحلم بالدولة القوية، و"ثورة الارز" حققت الكثير من الاحلام، ولا مفر من الحوار. طوينا الصفحة مع السيد حسن نصرالله ونختبر النيات على الارض من اجل المواجهة التي قد تأتي وقيام الدولة التي تحمي الجميع".


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,142,532

عدد الزوار: 6,756,748

المتواجدون الآن: 130