تقرير إخباري

فوارق كبيرة بين انتخابات 2005 و2010

تاريخ الإضافة الإثنين 8 آذار 2010 - 7:17 ص    عدد الزيارات 3776    التعليقات 0    القسم عربية

        


كتب زهير الدجيلي :
 
\"\"  
زهير الدجيلي
بعد تجربتين انتخابيتين سابقتين، توجّه العراقيون امس الى صناديق الاقتراع وسط وضع أمني تخللته تفجيرات عدة، فيما تبادلت الكيانات المرشحة اتهامات بالتجاوزات والتزوير.
ويسود اعتقاد بين المراقبين والمواطنين العراقيين على حد سواء، بان هذه الانتخابات تختلف كثيرا عن سابقاتها ليس فقط بروح التحدي والإصرار على ممارسة العملية الديموقراطية، انما في ايجاد الظروف المناسبة للتخلص من آثام ومساوئ المرحلة السابقة، وفي مقدمتها التعجيل بانسحاب قوات الاحتلال من البلاد وإخراج العراق من عقوبات البند السابع.
وأهم الفروقات بين انتخابات 2005 و2010 يمكن تأشيرها كالآتي سلبا أو ايجابا:

انتخابات 2005 كانت قائمة على عزل طائفي ومحاصصة واضحة، حيث تجسد ذلك في كون الكيانات المرشحة آنذاك كانت تحمل الصبغة الطائفية المميزة سياسيا وتعمل على اساس طائفي. وكمثال على ذلك الائتلاف العراقي (الشيعي) وجبهة التوافق (السنية) والتحالف الكردستاني (القومي). وتم اقتسام السلطة بينها على اساس المحاصصة الطائفية. ولكن بعد أربع سنوات تفككت هذه الكيانات الطائفية وواجهت رفضا جماهيريا متزايدا، وأسفر الرفض للطائفية عن ايجاد تيار واسع لتشكيل كيانات انتخابية ليست طائفية أو على الأقل لا تعطي أولوية طائفية في برامجها. وضمت خليطا مذهبيا من المرشحين وتبنت في برامجها خطابا يحاول الابتعاد قدر الإمكان عن الطائفية.

2 - انتخابات 2005 بالإضافة الى كونها استعانت بالشعارات الدينية وبتأثيرات دافعة من مرجعياتها المذهبية فإنها قامت على اساس التصويت للقائمة الواحدة المغلقة، التي لا يعرف عن محتواها الناخب كثيرا، ما عدا أفراد قلائل في مقدمتهم رأس القائمة وزعماؤها. اما هذا العام فإنها ألغت ذلك النظام المغلق وأعطت الحق ليختار الناخب من يعرفه ويثق به من المرشحين.

3 - انتخابات 2005 قامت على اساس العراق دائرة انتخابية واحدة مما أوجد خللا كبيرا يتمثل بحرمان العديد من المحافظات في التمثيل المتكافئ. غير أن انتخابات هذا العام قامت على قانون جديد اعتبر العراق 18 دائرة، حيث تمتعت كل محافظة بحقها كاملا وفق نفوسها وأبرزت مرشحيها وفق النسبة المقررة لكل نائب.

4 - انتخابات 2005 كان فيها 275 نائبا، وهذا العام أصبحوا 325 بزيادة 50 نائبا. وتتوافق هذه الزيادة مع زيادة السكان والحاجة الى التمثيل المتوازن للأقليات. كما ان عدد الأصوات التي يعتبر الفائز بها نائبا ارتفعت من 35 ألف صوت كمعدل وسط، الى 100 الف.

5 - انتخابات 2005 جرت في اجواء أكثر محاباة وتزلفا لما يسمى المصالحة الوطنية بعد أن اسفرت الجهود قبلها الى انهاء مقاطعة السنة لها، ما جعل أجواءها تتسم بالمودة والتقارب حتى ان برنامج الحكومة آنذاك كان يطرح مشروعا كبيرا للمصالحة الوطنية. أما 2010 فقد اتسمت أجواؤها بالتوتر والتنافر والاتهامات وصدور قرارات إبعاد المئات من المرشحين، ما اعطى انطباعا بان ساسة 2005 اداروا ظهورهم للمصالحة عام 2010 وعزا بعض المراقبين هذا التراجع الوطني الى منافسة شديدة على السلطة وتدخل ايراني للمحافظة على زخم القوى الموالية لإيران حفاظاً على نفوذها الذي تضرر في السنوات الأربع الماضية.

6 - انتخابات 2005 جرت في ظروف لم يتحقق فيها مشروع انسحاب القوات الأميركية، أما هذا العام فهي تجري في ظل وجود اتفاقية انسحاب القوات، وجدول زمني، رغم أنها تلوح بالتباطؤ في تنفيذ هذا الجدول لأسباب أمنية. كما أنه هذا العام يرتبط بمستحقات الخروج من عقوبات البند السابع.. كما يرتبط بمشاريع اقتصادية وسياسية واضحة.

7 - 2005 شابها تزوير واعترتها تجاوزات كان يمكن ان تعرضها للإخفاق والفشل، لكن ضغط واشنطن والنخبة السياسية آنذاك الساعية الى تشكيل حكومة بأي ثمن، ادى الى غض النظر عن كثير من التجاوزات لإمرار النتائج، أما 2010 فقد سبقتها أجواء متوترة واعترتها ايضا سلبيات في العلاقات السياسية. وتخللتها خروقات وتجاوزات، لكننا لغاية الآن لم نعلم مدى حجم هذه الخروقات ومدى تأثيرها.

8 - في 2005 كان من يحق لهم التصويت ما يقارب الـ14 مليون ناخب. هذا العام أصبح يقارب العشرين مليونا، ضمنهم العراقيون في الخارج.
وهناك فروقات عديدة اخرى، لكن اهم ما يميز أجواء هذا العام هو تزايد وعي المواطن بأهمية وحدة العراق والابتعاد عن المشروع الطائفي الساعي الى تقسيمه، فضلا عن إعلان المواطن رفضه لتجربة السنوات الماضية التي اتسمت بالفساد والتقصير في الخدمات والإخفاق في بناء دولة مؤسسات.
 
 


المصدر: جريدة القبس الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,058,495

عدد الزوار: 6,750,519

المتواجدون الآن: 106