عشرات الجرحى دفاعا عن الاقصى و6 شهداء اشقاء في الضفة

وهذا تحولت باحات الحرم القدسي الشريف وشوارع المدينة المقدسة الى ساحات قتال حقيقية اعادت الى الاذهان مشاهد انتقاضة الاقصى حيث اصيب اكثر من ستين مواطنا فلسطينيا برصاص الاحتلال وقنابله المسيلة للدموع وذلك في الوقت الذي كانت قوات اخرى ترتكب جريمة نكراء راح ضحيتها عائلة فلسطينية من ستة اشخاص قضوا تحت عجلات شاحنة للاحتلال سحقت سيارتهم في الضفة·

وفي باحة المسجد الاقصى وفي البلدة القديمة للقدس ادت مواجهات عنيفة بين الشرطة الاسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين الى اصابة العشرات، في ما اعتبرته السلطة الفلسطينية <تصعيدا خطيرا> يهدد الجهود الرامية لاستئناف مفاوضات السلام· واندلعت الاشتباكات بعد صلاة الجمعة عندما انطلقت مسيرة فلسطينية في باحة الاقصى تدخلت الشرطة الاسرائيلية لتفريقها مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية· وهتف المشاركون في المسيرة <بالروح بالدم نفديك يا اقصى، في سبيل الله قمنا> وحمل بعضهم صورة لجرافة عند باب الاقصى كتب عليها <الاقصى يهدم>· كما رفع المتظاهرون اعلاما خضراء كتب عليها <الله اكبر>، ورفعت النسوة المصاحف وهن يهتفن <نفديك يا اقصى>·

كما اندلعت مواجهات بين الشرطة الاسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين داخل البلدة القديمة في الشوارع المؤدية الى المسجد الاقصى وفي حيي راس العامود وسلوان وبلدة العيسوية خارج اسوار المدينة· واصيب نحو ستين فلسطينيا باصابات طفيفة في المواجهات بينهم 15 بالرصاص المطاطي و15 اخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بحسب مصادر طبية فلسطينية· كمااصيب 15 شرطيا بجروح نقل تسعة منهم الى المستشفى وعولج ستة اخرون في المكان بحسب الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد· واعتقلت الشرطة الاسرائيلية ثمانية فلسطينيين· وبحسب روزنفلد فان الشرطة <تدخلت في الباحة بعد رشق المصلين اليهود عند حائط المبكى بالحجارة>·

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المواجهات التي اندلعت في ساحات المسجد المبارك انتقلت إلى منطقة باب العامود في القدس القديمة حيث زعمت قوات الاحتلال أن نحو 20 شابا قاموا بإلقاء الحجارة على أفراد الشرطة وقواتها·وأشارت الى أن رقعة المواجهات انتقلت إلى منطقة القدس القديمة ومدخل قرية العيسوية حيث ألقى عشرات الشبان الفلسطينيين الحجارة على الشرطة الإسرائيلية ردا على اقتحام واستباحة قوات الشرطة ساحات المسجد الأقصى عقب الانتهاء من صلاة الجمعة·

وأعرب مدير الاوقاف الشيخ عزام الخطيب عن استيائه وقلقه من تدخل الشرطة وقال ان <هذا التصعيد من قبل الشرطة يعتبر مؤشرا خطيرا، ففي كل احتجاج او ضرب حجر تدخل قوة معززة من الشرطة ووحدات خاصة وحرس الحدود> الباحة· وتابع <هذه مصيبة· بات الاقصى مستباحا للشرطة الاسرائيلية>·

واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس القوات الاسرائيلية بارتكاب <استفزاز> وتجاوزها <كل الخطوط الحمراء> للحيلولة دون استئناف مقرر قريبا لمفاوضات السلام· وناشد عباس واشنطن ان تجبر اسرائيل على وقف تلك الممارسات لمنع <حرب دينية> في الشرق الاوسط·

كمادانت الرئاسة الفلسطينية <التصعيد الاسرائيلي> في المسجد الاقصى معتبرة انه يهدف الى افشال مهمة المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل· وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة ان <التصعيد الاسرائيلي في الاقصى والقدس الشرقية والاماكن الدينية وعموم الاراضي الفلسطينية هدفه تدمير افاق عملية السلام>· واضاف <واضح ان هذا التصعيد الاسرائيلي هدفه افشال مهمة ميتشل قبل وصوله الى المنطقة>· واعتبر ابو ردينة ان السياسة الاسرائيلية <تهدف ايضا الى اشعال حروب دينية في المنطقة>· وطالبت الرئاسة الفلسطينية في بيان <الادارة الاميركية بوقف هذه المغامرة الاسرائيلية، التي قد تشعل حربا دينية في المنطقة>·

وفي غزة، دانت حكومة حماس ما سمته <مجزرة> ترتكبها اسرائيل بحق المقدسات، داعية العرب الى التحرك <العاجل> لانقاذ المسجد الاقصى· وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة ان <ما يقوم به الاحتلال في الاقصى مجزرة بحق المقدسات>، داعيا <الجماهير الى النفير لحماية المقدسات والامة العربية الى التحرك العاجل لانقاذ الاقصى>·

جريمة رام الله

من جهة ثانية قتل ستة فلسطينيين وجرح اثنان في اصطدام سيارتهم بآلية للجيش الاسرائيلي قرب مستوطنة عوفرا قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بحسب متحدثة عسكرية اسرائيلية· واصيب اربعة جنود اسرائيليين بجروح ونقلوا الى المستشفيات، بحسب الناطقة·

وقالت المتحدثة <ستفتح الشرطتان العسكرية والمدنية الاسرائيليتان تحقيقا لتحديد المسؤوليات في الحادث>· وفي رام الله، افادت مصادر فلسطينية ان الضحايا الستة ينتمون الى عائلة واحدة وبينهم اربعة اطفال، لافتة الى ان الحادث وقع قرب مستوطنة عوفرا القريبة من رام الله، على الطريق السريع الذي يصل بين رام الله ومدينة نابلس· واضافت المصادر ان اعمار الاطفال الاربعة، وهم من عائلة بسام ابو عواد، تراوح بين عشرة اعوام وشهرين·

انتفاضة الضفة

وقد استمرت التظاهرات المنددة بقراراغتصاب المقدسات في الخليل وبيت لحم وخرج المصلون في مدينة الخليل بعد صلاة الظهر حاملين علما فلسطينيا كبيرا وهتفوا <الله اكبر>، و>الابراهيمي مسجدنا>، واشتبكوا مع حرس الحدود وافراد من الجيش الاسرائيلي الذين قاموا بتفريقهم بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية· وقال أحد المتظاهرين ان صبيا فلسطينيا يبلغ من العمر 14 عاما اصيب بطلق مطاطي في الرأس خلال مظاهرة ضد اسرائيليين يقومون ببناء حاجز عند منطقة النبي صالح بالقرب من رام الله· وقال مصدر طبي فلسطيني أن الصبي في حالة حرجة·وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان ثلاثة أشخاص اصيبوا في مواجهات بمنطقة النبي صالح

· كماأصيب قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي خلال المواجهات محيط الحرم الابراهيمي كما اصيب النائب مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية بالإختناق· وكان التميمي أكد فى خطبة الجمعة أن قرار حكومة الاحتلال بضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح إلى قائمة التراث اليهودي لا تنشئ لليهود حقا في هذه المقدسات الإسلامية ولا يمكن أن تلغي هويتها التاريخية الراسخة عبر آلاف السنين·

من جهة اخرى أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب إثر قمع قوات الاحتلال للمسيرات الإسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان في عدد من قرى الضفة الغربية· وقالت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في قرية بلعين غرب رام الله إن قوات الاحتلال فتحت النار وأطلقت وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع صوب مئات المشاركين في المسيرة الاسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان التي انطلقت عقب صلاة الجمعة ما أسفر عن إصابة العشرات بحالات اختناق·

وفي نعلين، أصيب طفل بعيار مطاطي، وشابان آخران برضوض في قدميهما إلى جانب عشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة الإسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان·

الى ذلك أدانت سوريا جريمة اقتحام اسرائيل لساحات المسجد الاقصى المبارك والعدوان على المصلين واعتبرته جزءا من سلسلة اجراءات اسرائيل الهادفة الى تهويد القدس · واعتبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السورية أن هذه الجريمة تمثل انتهاكا لقواعد القانون الدولي واستفزازا صارخا لمشاعر مئات الملايين من المسلمين وتأكيد على السياسة الاسرائيلية الرافضة لعملية السلام والرامية الى تصفية القضية الفلسطينية ·

( أ·ش·أ· - ا·ف·ب - رويترز)