حملة المعارضة على سليمان هل هي توزيع ادوار أم رسائل موضعية؟

مصادر الأكثرية تعتبرها تعبيراً عن انتقاد سوري لأداء رئيس الجمهورية

تاريخ الإضافة الجمعة 5 آذار 2010 - 5:18 ص    عدد الزيارات 3500    التعليقات 0    القسم محلية

        


كتب عمر البردان: تبدو الحملة التي تشنها بعض قوى المعارضة السابقة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان مثيرة للتساؤلات في هذا الوقت بالذات، بالتزامن مع الدعوة لعقد طاولة الحوار التي من المقرّر أن تلتئم مبدئياً الثلاثاء المقبل في القصر الجمهوري، في وقت بدا فيه ان التصويب على الرئيس سليمان قد جاء من قبل قوى سياسية معروفة بولائها المطلق لسوريا، وتعتبر من أبرز رجالاتها في لبنان، وليس أدل على ذلك استمرار رئيس تيّار التوحيد الوزير السابق وئام وهّاب، الذي لا يترك مناسبة الا ويوجه انتقادات الى رئيس الجمهورية حتى قبل أن يعلن عن انعقاد طاولة الحوار، ومن غيره من حلفاء سوريا في لبنان، الامر الذي استوقف المراقبين، لقراءة ابعاد هذه الانتقادات وخلفياتها وعلاقتها بالوضع السياسي الداخلي، وما إذا كانت رسائل غير مباشرة من خلف الحدود لرئيس الجمهورية لتقييده ومحاصرته، في اطار سيناريو يعمل عليه لوضع العصي أمام انطلاقة الحكومة، بعد ظهور مؤشرات لا تطمئن كثيراً، من خلال حملة بعض فريق 8 آذار ضد الرئيس سعد الحريري، على خلفية موضوع الموازنة وقضية الطائرة الاثيوبية المنكوبة، ومحاولة استغلال هذين الأمرين سياسياً في اكثر من اتجاه·

من هنا يبرز السؤال: هل هذه الحملة المتجددة على الرئيس سليمان من جانب المعارضة، هي عبارة عن توزيع ادوار أم يمكن وضعها في إطار رسائل موضعية الى من يهمهم الأمر؟·

برأي أوساط سياسية ونيابية في قوى 14 آذار أن الحملة على رئيس الجمهورية لم تتوقف من جانب فريق 8 آذار الذي لم يوفر مناسبة الا وبعث من خلالها بأكثر من رسالة إلى الرئيس سليمان، سواء مباشرة أو بالواسطة، في انعكاس طبيعي لموقف سوري صريح من الرئاسة الأولى، بحيث أن الجميع يعلم بأن حلفاء دمشق في لبنان لا يمكن لهم اطلاق أي موقف تجاه رئيس الجمهورية أو سواه من المسؤولين اللبنانيين، الا بتوجيه من مرجعياتهم في سوريا، وبالتالي هذا يقود إلى شيء واحد، وهو ان دمشق ليست مرتاحة كثيراً لأداء الرئيس سليمان الذي كان واضحاً بالتأكيد على انه رئيس لكل اللبنانيين وسيعمل على تطبيق الدستور واحترام عمل المؤسسات وتأمين كل الوسائل اللازمة لتفعيل العمل الحكومي من خلال حرصه علي اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، وإنجاز التعيينات، وبما يؤمن إعطاء دفع قوى تعمل الإدارات الرسمية التي تعاني شللاً كبيراً على كافة المستويات·

وتقول الأوساط أن مبادرة رئيس الجمهورية تشكيل هيئة الحوار من دون الاخذ برأي حلفاء سوريا في لبنان واستبعاده لعدد من المقربين من دمشق وحصره موضوع النقاش ببند الاستراتيجية الدفاعية دون سواه، خلافاً لما سبق وطالب به بعض قوى 8 آذار من حيث توسيع بنود الطاولة، قد يكون من العوامل التي دفعت حلفاء دمشق إلى رفع وتيرة انتقاداتهم للرئيس سليمان، خاصة وان اصواتاً معارضة ارتفعت في الآونة الأخيرة تطالب بعدم البحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، على اعتبار أن استراتيجية <حزب الله> في مقاومته لإسرائيل قد اثبتت فعاليتها وجدواها، وبالتالي ليس هناك من ضرورة للبحث في أي استراتيجيات أخرى، لانها لن تكون اشد فعالية وقوة مما تقوم به المقاومة، وقد كان واضحاً ان قمّة دمشق الأخيرة التي جمعت الرئيسين السوري بشار الاسد والإيراني احمد نجاد والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حسمت موضوع الاستراتيجية الدفاعية قبل ان تحسمها طاولة الحوار، وبعثت برسالة واضحة الى المتحاورين بأن هذه الطاولة لن تقود إلى شيء·

ويؤكد القيادي في تيّار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش لـ?<اللواء> أن الحملة على رئيس الجمهورية تحمل في طياتها أكثر من رسالة، ودعوة لتغيير في الأداء يتناسب مع مصلحة حلفاء سوريا في لبنان فلا يمكن لشخص مثل وئام وهّاب أن يستمر في التهجم على الرئيس سليمان من دون أن يكون هناك رضى سوري على ما يقوله رئيس تيّار التوحيد، وهو المعروف بعلاقته الوطيدة بدمشق، في محاولة لوضع رئاسة الجمهورية في موضع الضغط الدائم وتعريضها للابتزاز السياسي بهدف تحقيق اهداف تتلاءم مع البرنامج السياسي لفريق 8 آذار·

وفي المقابل، يُشدّد علوش على أن هذه الحملة لن تغيّر في المعادلة، ولن تدفع الرئيس سليمان إلى تقديم تنازلات للفريق الآخر، وبالتالي فانها اعجز من أن تجري أي تغيير في المعادلة القائمة، فرئيس الجمهورية لا يمكن ان يساير في موضوع الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية، وليس بوارد ان يعطي فريقاً على حساب فريق اخر، وان كان الذين يقفون وراء هذه الحملة في الداخل والخارج يريدون ان يضعوا الرئيس سليمان في موقع الدفاع لإرغامه على البقاء مشلولاً، وعدم قدرته على القيام بأي مبادرة هجومية لتعزيز دوره كحكم بين اللبنانيين، ولتنشيط الأداء الحكومي والمؤسسات، وإضافة الى كل ذلك، فان سوريا، وكما يقول علوش، ومعها حلفاءها في الداخل، لا يريدون لرئيس الجمهورية ان ينجح في ابراز دور لبنان كسيد حر مستقل وصاحب قرار سياسي ودبلوماسي مستقل، وغير مرتبط بأي ملف اقليمي او مرجعيات خارجية، ومن هنا ليس مستغرباً ان يبقى الرئيس سليمان هدفاً لسهام المعارضة ومن يدور في فلكها·

 


المصدر: جريدة اللواء

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,087,062

عدد الزوار: 6,934,231

المتواجدون الآن: 98