17 مليون دولار تضخها طهران شهرياً لمؤيديها

حملة إيرانية سرية محمومة للتأثير في انتخابات العراق

تاريخ الإضافة السبت 27 شباط 2010 - 6:09 ص    عدد الزيارات 3857    التعليقات 0    القسم دولية

        


بقلم: ديفيد اغناطيوس

تقوم ايران الآن بما يقول المسؤولون الامريكيون انه حملة سرية واسعة للتأثير في انتخابات العراق الشهر المقبل، وذلك عن طريق ضخ المال وتقديم المساعدات لحلفائها. ويبدو ان افضل وسيلة للتصدي لهذه الحملة برأي الامريكيين هي العمل لكشفها.
لذا، جاء اول انتقاد مباشر لتدخل ايران في هذه المسألة على لسان الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق، عندما ركز خلال لقاءاته مع الصحافة في واشنطن الاسبوع الماضي على الدور الذي يلعبه احمد الجلبي، العراقي الذي كان قد ألح على ادارة بوش لغزو العراق في 2003، والذي يعمل الآن على نحو وثيق مع الحرس الثوري الايراني.
كما اطلع اوديرنو كبار الزعماء العراقيين في بغداد على تقارير الاستخبارات الامريكية التي تتحدث حول الحملة الايرانية وهي تتضمن ما يلي: تقديم اموال ومستلزمات الحملة للمرشحين والاحزاب السياسية في العراق.
تتدخل بالعملية السياسية بالعمل على تشكيل تحالفات لا يحبذها كل العراقيين، وذلك في جهد منها لتعزيز قوة الاحزاب التي تؤيدها. وفي هذا السياق اجتمع احمد الجلبي مع قائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ومع وزير خارجية ايران منوشهر متكي في اواخر نوفمبر من اجل دمج قائمتي مرشحين شيعيين تدعمهما ايران.
تساند ايران جهود اجتثاث البعث التي بدأها احمد الجلبي، وذلك بهدف ازالة العقبات المحتملة امام النفوذ الايراني. كما يهتم الجلبي بمساعدة ايران له لكي يصبح رئيسا للحكومة.
تشير كل مصادر الاستخبارات الى ان الجلبي زار ايران ثلاث مرات على الاقل منذ العام الماضي، كما اجتمع مع قادة ايرانيين رئيسيين في العراق في خمس مناسبات على الاقل.
ولا شك ان قرار الكشف عن مثل هذه المعلومات الاستخبارية هو شيء غير عادي يعكس مدى قلق الحكومة الامريكية من اندفاع ايران لتشكيل عملية الانتخابات بطريقة مفيدة لها.
بالطبع لدى الولايات المتحدة الكثير من المعلومات والنشاطات في العراق لكن من الواضح انها لا تريد القيام بحملة مماثلة تستخدم فيها نفس الاساليب الايرانية لأنها لا تريد استغلال الديموقراطية التي ساعدت هي (امريكا) في انشائها بالعراق. لذا، قررت واشنطن فقط كشف الحملة الايرانية التي تستفيد من الاجواء الديموقراطية في البلاد.
بيد ان الجلبي انكر من خلال بريده الالكتروني انه يعمل كعميل ايراني وقال: مثل هذه الاتهامات تظهر في كل مرة نقوم بعمل مناقض لأجندة الولايات المتحدة السياسية. لكننا نغفر للجنرال اوديرنو لأنه هو من ألقى القبض على صدام حسين.
الحقيقة ان من يوجه عمليات ايران في العراق هو قاسم سليماني، ويدعمه نائبه لشؤون العراق المعروف بـ «أبو مهدي المهندس»، الذي يقول المسؤولون الامريكيون انه كان من المتورطين في تفجير السفارة الامريكية في الكويت عام 1983.
ويقال ان الايرانيين يضخون 9 ملايين دولار شهريا على شكل مساعدة سرية للمجلس الاسلامي الاعلى في العراق، وهو حزب شيعي يمتلك معظم مقاعد البرلمان العراقي، كما يقدم الايرانيون 8 ملايين دولار بالشهر لحركة مقتدى الصدر الشيعية المسلحة.

لعبة توازن

ويبدو ان رئيس الحكومة العراقية الراهن نوري المالكي يلعب لعبة توازن حرجة مع ايران فهو يعارض بعض تحركاتها ويتغاضى عن اخرى. وتشير تقارير الاستخبارات الامريكية ان احد اعضاء هيئة موظفي المالكي ينقل الوثائق الحساسة باليد من طهران من اجل تجنب اعتراضها اذا ما تم نقلها عن طريق الاتصالات الالكترونية.
بالطبع ان وجود حكومة طيعة في بغداد هو مسألة في غاية الاهمية للامن الايراني، ولا سيما بالنسبة للجيل الذي جاء بعد الحرب العراقية - الايرانية التي دارت رحاها في الثمانينيات. اذ لا تزال طهران تسوي حسابات ذلك الصراع. فقد وزع الايرانيون قبل شهرين، وفقا لتقارير الاستخبارات الامريكية، قائمة بأسماء 600 ضابط عراقي يتعين اغتيالهم لدورهم في تلك الحرب.
ولدى سؤال ضابط امريكي كبير ما الذي يمكن ان تفعله الولايات المتحدة في التصدي لعمليات القتل هذه قال: سوف نبلغ الاشخاص الذين لهم اسماء على هذه القائمة كي يتخذوا الاحتياطات الضرورية.
على أي حال، يعتقد المسؤولون الامريكيون ان افضل وسيلة في التصدي للمكائد الايرانية هي ببساطة اثارة الروح الوطنية لدى الشعب العراقي، فقد اظهرت عمليات استطلاع الرأي ان عدم ثقة العراقيين بإيران اكبر من عدم ثقتهم بأمريكا. ولما كان التدخل الايراني بشؤون العراق قد اسفر عن انعكاسات سلبية في الماضي، يأمل الامريكيون ان يحدث هذا ثانية عندما يتوجه العراقيون الى صناديق الاقتراع في السابع من مارس المقبل.
 


المصدر: جريدة الوطن الكويتية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,714,660

عدد الزوار: 6,909,973

المتواجدون الآن: 87