نصائح غربية لبيروت بتجنب تقديم «ذرائع» لتل ابيب

لبنان عاين بـ «توجّس» حماوة «حرب الرسائل» بعد الكلام «الحربي» لأحمدي نجاد وحركة الطيران الإسرائيلي

تاريخ الإضافة السبت 27 شباط 2010 - 6:02 ص    عدد الزيارات 3678    التعليقات 0    القسم عربية

        


 
 
 
 
 
 
 
|بيروت - «الراي»|

بدا الاهتمام بزيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لدمشق والمواقف التي أطلقها مع الرئيس السوري بشار الاسد، أشدّ وقعاً في لبنان منه في اي بلد معني آخر بترصد فحوى هذه المواقف ودلالاتها فضلاً عن مسار العلاقة السورية الايرانية.
ذلك ان هذه الزيارة جاءت، حسب دوائر مراقبة في بيروت، لتُكمل مظاهر السخونة الاقليمية وتكرّس لبنان إحدى «حلقاتها الأبرز» وسط ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية له، وعلى وقع «تعمُّد» الطيران الحربي الاسرائيلي منذ ليل الاربعاء تكثيف طلعاته الجوية «المتواصلة» واختراقاته للأجواء اللبنانية على نحو لافت ومثير للاهتمام في ما بدا احدى الرسائل العسكرية السياسية الاسرائيلية المتزامنة مع زيارة نجاد لدمشق واللقاءات التي أجراها فيها ومن ضمنها اللقاء البارز مع الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ليل الخميس.
وقد توقّفت الدوائر المراقبة نفسها، وهي قريبة من فريق «14 مارس» امام السقف العالي لمواقف كل من نجاد والأسد وتوجيههما رسائل «متوازية» الى كل من الولايات المتحدة واسرائيل اكدت «عمق» تحالفهما الاستراتيجي في وجه مساعي فكّ الارتباط بينهما، ودقّت «نفير» التأهّب السياسي في ملاقاة التهديدات الاسرائيلية على وقع تصاُعد «سخونة» الملف النووي الايراني، وهو ما عبّر عنه الرئيس الايراني بتكراره ان «الكيان الصهيوني في طريقه الى الزوال» وإعلانه صراحة «هذه المرة سيقف بوجه الصهاينة كل شعوب المنطقة وفي مقدمتهم سورية ولبنان وإيران والعراق وسيقتلعونهم من جذورهم (...) والمقاومة اللبنانية والفلسطينية والشعب الإيراني والسوري واقفون وصامدون حتى النهاية». من دون إغفال تشديد الرئيس السوري على «وجوب الاستعداد لأي «عدوان» إسرائيلي، واعتباره أن دعم قوى المقاومة واجب وطني «وشرعي»، وقراءته في التهديدات الإسرائيلية «رسالة لسورية وللتيار المقاوم في المنطقة كي تدفعه باتجاه الخضوع والخنوع».
وقرأت هذه الدوائر في كلام نجاد والأسد اكتمال نصاب «منظومة الردع» السياسي التي كانت اولى ملامحها ظهرت مع خطاب «الرعب بالرعب» الذي أطلقه السيد نصر الله قبل ايام وأرسى فيه معادلة جديدة لأي حرب اسرائيلية مقبلة على لبنان على قاعدة «المطار بالمطار والمرفاً بالمرفأ ومحطة الكهرباء بمحكة الكهرباء...».
واستوقف الدوائر عيْنها ان «خطّة المواجهة» وإن من «الباب الدفاعي» التي أعلنها السيّد نصر الله أخيراً بمعزل عن الدولة اللبنانية، أكملها الرئيس الايراني الذي حدد وجهة اي مواجهة جديدة في المنطقة وموقع لبنان فيها، مشيرة الى «مفارقة» عدم تحدث نجاد في كلامه عن «المقاومة السورية».
كما لفتت الدوائر القريبة من «14 مارس» الى ان زيارة الأمين العام لـ «حزب الله» لدمشق ومشاركته في العشاء الذي أقامه الرئيس السوري على شرف نظيره الايراني، تشكّل مؤشراً إضافياً الى ان ما يحكم الوضع اللبناني في بُعده الاستراتيجي ويتحكّم به هو «خط سير» الواقع الاقليمي الذي لا يملك حتى «طرف الخيط فيه» ولكنه يشكّل في الوقت نفسه احد أبرز «خطوط النار» والمواجهة فيه، طارحة علامات استفهام حول جدوى طاولة الحوار اللبنانية التي يفترض ان تبحث في عنوان «الاستراتيجية الدفاعيّة» (سلاح «حزب الله») ما دامت «استراتيجيات المواجهة» في المنطقة تُرسم «للبنان» خارجه ومن دون ان يكون له اي قرار فيها.
وكان نصرالله التقى على رأس وفد قيادي من «حزب الله» الرئيس الايراني في العاصمة السورية حيث جرى البحث في آخر التطورات في المنطقة لا سيما التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان وسورية.
وقد حضر اللقاء كل من رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك ورئيس المجلس السياسي في الحزب السيد ابراهيم أمين السيد والمعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين الخليل. كما شارك في اللقاء عن الجانب الايراني وزير الخارجية منوشهر متكي والسفير الايراني في سورية أحمد الموسوي.
من جهة ثانية، أقام الرئيس السوري مأدبة عشاء على شرف الرئيس نجاد بحضور السيد نصر الله. وقد حضر المأدبة أعضاء الوفدين الرسميين السوري والايراني وعدد من المسؤولين السوريين والوفد المرافق للسيد نصرالله.
وفي موازاة ذلك، لا تزال الاوساط اللبنانية السياسية على اختلافها تبدي اقتناعاً بأن المواجهة العسكرية على الحدود اللبنانية الاسرائيلية مستبعدة حتى الآن على الاقل. واذا كان هذا الانطباع يلتقي مع معظم المؤشرات والمعطيات التي يحملها زوار اجانب لبيروت، فان ذلك لا يخفي في المقابل مؤشرات شديدة الخطورة حيال بقاء احتمال انفلات زمام الامور في الاشهر المقبلة في ضوء السخونة المتصاعدة حيال الملف النووي الايراني وامكانات تنفسها على الساحة اللبنانية.
وتبعاً لذلك تلاحظ الاوساط السياسية نفسها لغة واحدة لدى الدوائر الغربية حيال لبنان وهي التشديد بقوة على نصح المسؤولين اللبنانيين بتجنب اعطاء اسرائيل اي ذريعة للقيام بعدوان جديد على لبنان ما يوحي ضمناً ان هذه التحذيرات ترتكز الى ما يشبه حالة ترقب لكل الاحتمالات وفي مقدمها المواجهة العسكرية.
وتخشى الاوساط عينها انه في حال استبعاد نشوب حرب جديدة فان ثمة آثاراً وانعكاسات سلبية جداً بدأت تظهر على الواقع اللبناني في اللحظة الراهنة نتيجة الحرب الكلامية الاقليمية وتبادل التهديدات، وهذه الانعكاسات قد تتبلور لاحقاً في صلب المشهد الداخلي اللبناني مع ارتفاع التوتر حيال الجدل المتصل بسلاح «حزب الله» ومسألة الحرب والسلم كما حصل اخيراً في السجالات الحادة التي فجّرها الخطاب الأخير للامين العام لـ «حزب الله» والهجمات الحادة التي شنّها حلفاؤه على رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع عقب رد الاخير على نصرالله.
وكان لافتاً ان رئيس الحكومة سعد الحريري اعلن رداً على سؤال عمّا نسب إلى أحد المسؤولين العسكريين الإيرانيين بشأن النفوذ الإيراني في لبنان «أن لبنان دولة حرة سيدة ومستقلة»، وقال: «نحن ندفع الدماء في سبيل استقلال بلدنا فليس لأحد نفوذ في لبنان إلا للبنانيين»، مضيفاً «نحن نريد أن نتعامل مع إيران كدولة سيدة وحرة كما نحب أن تتعامل هي معنا(...)».
الى هذا، تخشى الاوساط نفسها ان يكون مناخ التهديدات والتوتر الاقليمي بمثابة ذريعة خفية اخرى لتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية وما يحمله من آثار سلبية على صدقية الحكومة محلياً وخارجياً. كما ان المضاعفات الاقتصادية لمناخ كهذا لا بد من ان تزيد الركود وتهدد موسم الاصطياف. وكلها عوامل بدأت تتفاعل بصمت داخل الكواليس الداخلية، رغم عامل استبعاد الحرب حتى الآن.
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,198,038

عدد الزوار: 6,940,102

المتواجدون الآن: 120