الأسد: فهمنا طلب كلينتون خطأ فألغينا تأشيرات الدخول مع إيران

تاريخ الإضافة الجمعة 26 شباط 2010 - 5:19 ص    عدد الزيارات 3047    التعليقات 0    القسم عربية

        


استغرب الرئيس السوري بشار الاسد، الذي استقبل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في دمشق، مطالبة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لسوريا بالابتعاد عن ايران، معلناً ان الدولتين وقعتا أمس اتفاقا لالغاء تأشيرات الدخول بين البلدين، وأكد استعداد بلاده "لأي عدوان" اسرائيلي، في حين حذر احمدي نجاد الدولة العبرية من "تكرار الاخطاء" لأن ذلك سيعني "اقتلاعها من الجذور". وقد سارعت واشنطن الى الرد على الاسد بالقول انه يتعين على سوريا تغيير موقفها من طهران وإلا تعرضت للتهميش.
وصرح الأسد  في مؤتمر صحافي مشترك مع احمدي نجاد بعد اللقاء وبعد حضورهما الصلاة في مسجد حافظ الاسد بدمشق في مناسبة ذكرى المولد النبوي: "بما أننا فهمنا الأمور خطأ ربما بسبب الترجمة أو محدودية الفهم فقد وقعنا اتفاقية إلغاء التأشيرات". وأضاف: "أستغرب كيف يتحدثون عن الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام وكل المبادئ الأخرى الجميلة ويدعون للابتعاد بين دولتين... أتمنى من الآخرين ألا يعطوننا دروساً عن منطقتنا وعن تاريخنا. نحن نحدد كيف تذهب الأمور ونحن نعرف مصلحتنا ونشكرهم على نصائحهم ولا نقول أكثر من ذلك".
ورداً على سؤال عن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، قال: "نحن نقوم دائماً بتحضير أنفسنا لعدوان إسرائيلي سواء كان صغيرا أو كبيرا". واعتبر أن في التصريحات الاسرائيلية "رسالتين، رسالة لسوريا وللتيار المقاوم في المنطقة كي تدفعه في اتجاه الخضوع والخنوع، وفيها ربما رسالة للداخل الإسرائيلي من أجل رفع معنوياته بعد سلسلة من الإحباطات والهزائم التي منيت بها إسرائيل، لذلك فإن ردة فعلنا لن تكون مبنية على التصريحات بمقدار ما هي مبنية على رؤيتنا ونظرتنا لإسرائيل... علينا أن نكون مستعدين في كل وقت وفي كل لحظة لأي عدوان إسرائيلي قد يتم لأي سبب وتحت أي مبرر".
وأوضح أن المحادثات مع احمدي نجاد "تطرقت إلى العلاقات الثنائية والقضايا الأخرى الموجودة على ساحتنا السياسية، بالاضافة إلى العراق والانتخابات المقبلة فيه وتأثيرها على العملية السياسية وعلى الاستقرار وعلى انسحاب قوات الاحتلال لاحقا وعلى مستقبل المنطقة بشكل عام". وأضاف أنه جرى حديث عن "جرائم إسرائيل وعن إرهابها وكيفية مواجهة هذا الإرهاب، وتحدثنا عن وضع المقاومة في المنطقة وكيفية دعم هذه القوى المقاومة، ومن البديهي أن نقول إن هذا الدعم هو واجب أخلاقي ووطني في كل وطن وواجب شرعي بما أننا اليوم في مناسبة دينية".
وفي ما يتعلق بالملف النووي الايراني، دافع الاسد عن حق ايران في الطاقة النووية المدنية، معتبرا ان "ما يحصل هو عملية استعمار جديد في المنطقة وهيمنة من خلال منع دولة مستقلة وعضو في الامم المتحدة وموقعة على اتفاقية منع انتشار اسلحة الدمار الشامل وتسعى لامتلاك الطاقة النووية السلمية بناء على هذه الاتفاقية، من ان تمتلك حق التخصيب... وما سيطبق على ايران سيطبق على كل الدول الاخرى لاحقاً، وبالتالي موقفنا في سوريا ينطلق من فهمنا لهذا الموضوع ومبادئنا، ولكن ايضاً من مصالحنا كدولة نعتقد انها ستسعى ككل الدول الاخرى في المستقبل في يوم من الأيام  الى امتلاك الطاقة السلمية، واعتقد أن كل الدول الاخرى من مصلحتها أن تسعى في هذا الاتجاه".

 

أحمدي نجاد

وقال احمدي نجاد إن كلام كلينتون مثل "كلام ام العروس" كونه ليس في محله. وأكد أنه  "ليس هناك من مسافة تفصل بين سوريا وايران... ولم يطلب احد من كلينتون ان تبدي وجهة نظرها".
وفي معرض كلامه عن اسرائيل، قال ان "الكيان الصهيوني في طريقه الى الزوال، ان فلسفة وجوده انتهت والوقت يمر لغير مصلحة المحتلين والصهاينة. لقد وصلوا الى طريق مسدود تماما". واضاف: "هذه المرة سيقف في وجههم كل شعوب المنطقة وفي مقدمهم سوريا ولبنان وايران والعراق وسيقتلعونهم من جذورهم وعلى العالم ان يعرف ان الشعب الايراني يقف الى جانب الشعب والحكومة في سوريا والمقاومة الفلسطينية... إن المقاومة اللبنانية والفلسطينية والشعب الايراني والسوري واقفون وصامدون حتى النهاية، نحن نؤمن ان التطورات ستكون لمصلحة سوريا وايران والشعوب الحرة، ولن يكون في وسعهم فعل اي شيء".
 وردا على سؤال عن أدائه الصلاة في دمشق خلف أمام سُني، قال إن "شعوب المنطقة شعوب واحدة وموحدة... رسولنا كان يدعو الى الوحدة بين الأمة الإسلامية واليوم اعداؤنا متحدون، من الطبيعي علينا أن نأخذ الدروس من سيرة رسولنا الكريم الذي كان يدعو إلى الوحدة الإسلامية". وخلص الى أنه "لا فرق بالنسبة الينا من حيث المسجد،  خصوصاً ان الشعب السوري والحكومة السورية وإيران جسد واحد".  
                          
 

لقاء قادة الفصائل

ولاحقاً، التقى احمدي نجاد في العاصمة السورية قادة الفصائل الفلسطينية المقيمة فيها وهم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" خالد مشعل والامين العام لحركة "الجهاد الاسلامي" رمضان عبد الله شلح، والامين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" أحمد جبريل، والأمين العام لـ"الجبهة الشعبية" في الخارج ماهر الطاهر، والامين العام لـ"جبهة النضال الشعبي" خالد عبد المجيد، وفرحان ابو اليهجاء من "الصاعقة"، وفهد سليمان من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين". واليوم، يلتقي عدداً من القيادات اللبنانية وقيادات "حزب الله" .

 

واشنطن

• في واشنطن،  كرر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان على سوريا تغيير موقفها من حليفتها ايران تحت طائلة التعرض للتهميش. وقال: "في تقويمه لمصالح سوريا على المدى الطويل، ما على الرئيس (بشار الاسد) سوى القاء نظرة حوله في المنطقة ليدرك ان سوريا تزداد تهميشا... نريد رؤية سوريا تلعب دورا بناء اكبر في المنطقة". واشار الى انه "ستكون مرحلة (بالنسبة الى سوريا) لتقول فيها بوضوح إن على ايران تغيير تصرفها"، مضيفا "ولكن  ويا للأسف، لم يحصل ذلك" أمس.
 

رويترز، و ص ف، ي ب أ، أ ش أ    


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,138,554

عدد الزوار: 6,756,346

المتواجدون الآن: 117