لبنان..غيوم سياسيِّة وماليّة تُسابِق قمّة العرب الإقتصادية.....«الثنائي الشيعي» يطلق 7 مايو سياسيا بوجه الرئيس اللبناني و«لغم ليبيا» ينفجر في بيروت وشظاياه تصيب القمة التنموية العربية....لبنان يستنفر ديبلوماسيا وعسكريا ضد اعتداءات اسرائيل...الاحتلال الإسرائيلي يستكمل أعمالا إنشائية على حدود لبنان.. واستنفار للجيش..

تاريخ الإضافة الجمعة 11 كانون الثاني 2019 - 6:56 م    عدد الزيارات 2554    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان يطالب بعودة سوريا الى الجامعة العربية..

الجريدة.. أكد وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل اليوم الجمعة ان لبنان في طليعة المطالبين بعودة سوريا إلى الجامعة العربية وان العلاقة مع سوريا هي لمصلحة لبنان بكل مكوناته. وقال باسيل في تصريح اثناء جولة في منطقة البقاع ان "الحرب في سوريا خنقت لبنان وأقفلت الأسواق العربية في وجهه ومن غير المقبول ان نخنق أنفسنا في زمن السلم". واعتبر انه "لا يمكن أن تكون العلاقات مع سوريا موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرف ما يريد أن يحسن علاقته الخاصة بسوريا فيزايد على حساب لبنان". تجدر الاشارة الى ان قضية دعوة سوريا الى القمة العربية الاقتصادية التنموية التي يستضيفها لبنان ابتداء من 18 يناير الجاري أثارت جدلا سياسيا ودعوات بعدم استضافة القمة من دون حضور سوريا مقابل رفض لحضورها من قبل أطراف أخرى.

غيوم سياسيِّة وماليّة تُسابِق قمّة العرب الإقتصادية... تكذيبات متبادلة بين اللجنة المنظِّمة وعين التينة.. وهبوط سندات الدولار بعد تقرير إعادة جدولة الديون..

اللواء.... فصلت الجامعة العربية بين عقد القمة العربية الاقتصادية التنموية والخلافات السياسية اللبنانية، لا سيما بين الرئاستين الأولى والثانية، والسجال الذي اندلع بين اللجنة الإعلامية المنظمة للقمة والمكتب الإعلامي للرئيس نبيه برّي، الذي نفى ما نسب إليه من انه وافق على دعوة ليبيا بعدما أبلغ بالنية على دعوتها. وبصرف النظر عن مجرى التحضيرات لعقد القمة بعد أسبوع، فإن الإنسداد السياسي، آخذ بالترسخ، بعدما غابت المبادرات، وكادت تتجمد، بصورة شبه كلية، نظرا لتباعد الخيارات الراهنة والبعيدة. ويبدأ الموفد الأميركي ديفيد هيل على رأس وفد الذي يصل غداً إلى بيروت، سلسلة لقاءات سياسية، وعسكرية، ودبلوماسية، بدءاً من وزارة الخارجية، حيث يلتقي وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ثم يزور «بيت الوسط»، ويلتقي الرئيس المكلف سعد الحريري، فضلا عن قيادات عسكرية وأمنية.

تصعيد ينذر بمضاعفات

في هذا الوقت، ارتدى التصعيد السياسي والإعلامي بين رئيس المجلس نبيه برّي واللجنة المنظمة للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية، وجهاً بالغ الخطورة، ينذر بمضاعفات واسعة، ليس على مستوى القمة فحسب، والتي تؤكد كل المؤشرات انها ستعقد في موعدها، بحسب ما أكدت الجامعة العربية، بل لناحية تدهور العلاقات بين عين التينة وبعبدا، ولو ان رئاسة الجمهورية ما زالت حتى الساعة تحيد نفسها عن «الكباش» الحاصل، فيما «حزب الله» يراقب عن بُعد، وان كان معظم نوابه شارك في مداولات المجلس الشيعي أمس، ما ينذر بتداعيات واسعة، لن تكون الملفات الخلافية بمنأى عن شظاياها، وفي مقدمها تشكيل الحكومة، الذي بات أمر ارتباطها بالتجاذب الحاصل حول قمّة بيروت مكشوفاً، أو «فالج لا تعالج» على حدّ تعبير الرئيس برّي، فضلا عن الوضعين الاجتماعي والاقتصادي- المالي، في ضوء الكلام عن إعادة جدولة الديون، من ضمن خطة وزير المال علي حسن خليل لإعادة هيكلة الوضع المالي للدولة، الأمر الذي انعكس سلباً على قيمة السندات الدولية بالدولار، إضافة إلى ما يُمكن ان يتطور إليه الوضع في الشارع، على خلفية التحرّك الموعود من قبل الحراك المدني غداً الأحد. وزاد من خطورة مضاعفات ما يجري على صعيد القمة، ولا سيما ما يتصل بدعوة سوريا والاحتجاج على دعوة ليبيا، دخول إسرائيل على خط توتير الأجواء، من خلال استئناف أعمال إنشاء الجدار الاسمنتي في النقاط المتحفظ عليها لبنانياً على الخط الأزرق في خراج بلدة العديسة، من دون اعلام قوات «اليونيفل» بذلك، ما اثار قلقاً لبنانياً رسمياً عبّر عن نفسه الاجتماع الطارئ للمجلس الأعلى للدفاع، من ان تكون التحركات الإسرائيلية في الجنوب بمثابة تمهيد لشن عدوان على لبنان، بذريعة انفاق «حزب الله»، في ضوء أخضر أميركي عبر عنه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في القاهرة، أمس الأوّل، عندما أعلن بأنه لن يقبل بوجود «حزب الله» في لبنان كأمر واقع. ولم يستبعد مسؤول حزبي رفيع مقرّب جداً من «حزب الله» بأن تكون زيارة معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل إلى بيروت الأحد المقبل تندرج في إطار مواكبة ما تحضر له إسرائيل من عدوان على لبنان، يتوقع ان يكون في الربيع المقبل، مشيرا إلى ان الحزب بدأ التحضير من جهته لوجستياً وعسكرياً لمواجهة هذا العدوان، جازماً بأن الحزب يراقب بدقة وعن كثب التحركات الإسرائيلية، وهو بات جاهزاً لمواجهة أي عدوان، مؤكدا ان الحزب هو اليوم في حالة جهوزية تامة، أو بمعنى أوضح في حالة حرب، ووضع الخطط اللازمة للمواجهة وجهز المقاومين نفسياً وعسكرياً لما تحضره إسرائيل. وذكرت مصادر ديبلوماسية لـ«اللواء» ان زيارة هيل إلى بيروت تأتي من ضمن جولة لمسؤولي الخارجية الأميركية للدول الحليفة والصديقة لاميركا في الشرق الأوسط وأوروبا، والتي يقوم بها الوزير بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، مشيرة إلى ان هيل الذي زار من ضمن هذه الجولة المانيا وبولونيا يهدف إلى «طمأنة الحلفاء والاصدقاء» إلى ان أميركا لن تترك منطقة الشرق الأوسط للفراغ أو لإيران وحلفائها. ومن المفروض ان يلتقي هيل في بيروت يوم الاثنين المسؤولين اللبنانيين، وبينهم وزير الخارجية جبران باسيل.

توضيحات اللجنة المنظمة

إلا ان زيارة الموفد الأميركي هيل، على الرغم من جدية وخطورة الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب، لن تحجب مضاعفات التصعيد السياسي الداخلي، خاصة وانه لم تظهر بعد أية ملامح جدية لاحتوائه، باستثناء توضيح مصادر مطلعة لــ «اللواء»، بأن البيان الذي صدر عن اللجنة المنظمة للقمة التنموية كان واضحاً في النقاط التي فندها، وان إظهار بعض الحقائق هدف إلى وضع الأمور في نصابها، وليس المقصود الدخول في سجالات وإنما تبيان ما يجب تبيانه، خصوصا في موضوع مشاركة ليبيا، وكذلك في دعوة سوريا إلى القمة. ولفتت المصادر ذاتها إلى ان سوريا لا يُمكن لها ان تُلبّي أي دعوة للمشاركة في أي قمّة، سواء في بيروت أو في تونس، ما لم يُصرّ إلى إصدار قرار من الجامعة العربية حول دعوتها إلى الكنف العربي. ورأت هذه المصادر انه مع تأكيد اللجنة المنظمة انعقاد القمة في موعدها، بالتزامن مع إعلان الأمين العام المساعد للجامعة ورئيس مكتب الأمين العام السفير حسام زكي الذي وصل إلى بيروت أمس، آتيا من القاهرة لمتابعة الإجراءات اللوجستية الخاصة بالقمة، بأن القمة ستعقد في موعدها، وان التجاذبات السياسية اللبنانية لا تخص الجامعة بشيء، فإن الأنظار تتجه إلى احتمال انعقاد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب لبحث عودة سوريا إلى الجامعة، على ان يكون هذا الموضوع البند الوحيد على جدول الأعمال، الا ان المصادر لفتت إلى ان لا معطيات قاطعة بعد بهذا الشأن، علماً ان الدعوة قد تحصل إذا كان هناك توافق داخلي لتكليف الوزير باسيل بتوجيه الدعوة إلى هذا الاجتماع، لا سيما ان لم تكن هناك إمكانية لانعقاد مجلس الوزراء واتخاذ قرار بهذا الصدد. وكانت اللجنة المنظمة للقمة قد أصدرت أمس بياناً كشفت فيه ان التحضيرات للقمة بدأت منذ شهر آب الماضي بالتنسيق بين مختلف الإدارات الرسمية، موضحة ان رئيس اللجنة العليا المنظمة للقمة انطوان شقير ورئيس اللجنة التنفيذية نبيل شوير زارا كلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري والوزراء المختصين واطلعوهم على كل الترتيبات المتعلقة بالقمة والدول المشاركة فيها والمواضيع المقترحة لوضعها على جدول الاعمال». واضافت «في ما خص دعوة ليبيا الى حضور القمة، فقد ابلغ الرئيس بري عضوي اللجنة العليا موافقته على دعوة ليبيا على ان توجه الدعوة عبر القنوات الديبلوماسية، فتم ذلك بواسطة مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية. اما في ما يتعلق بدعوة سوريا، فقد اوضح عضوا اللجنة للرئيس بري ان هذه المسألة مرتبطة بقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وليس قراراً لبنانياً»، مشيرة «الى انه خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت في العام 2002، شاركت ليبيا في القمة بوفد رفيع المستوى». وهذه الإشارة وحدها كانت كافية للتلميح إلى ان الرئيس برّي يزن الأمور بميزانين، فسارع إلى الرد على اللجنة، عبر مكتبه الإعلامي، مؤكداً على ان كل هذه المعلومات «مختلقة وعارية من الصحة»، مبدياً «استغرابه الشديد بأن يصل هذا الاسلوب من الاختلاقات والتلفيقات إلى هذا المستوى من القضايا والمقام»، كاشفاً «ان وزير المال زار الرئيس عون بناء لطلب برّي محتجاً على توجيه دعوات إلى الليبيين». ولاحقاً، ردّ الوزير باسيل، من زحلة، على برّي من دون ان يسميه متهماً اياه بالمزايدة، معتبراً ان «العلاقة مع سوريا تصب في مصلحة لبنان بكل مكوناته، وهي لا يُمكن ان تكون موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرف يريد ان يحسن علاقته الخاصة بسوريا فيزايد على حساب لبنان».

المجلس الشيعي يحذر

تزامناً، تفاعلت المواقف الرافضة لدعوة ليبيا إلى القمة على الصعيد الشيعي، في وقت تواصلت فيه عاصفة السجالات بين حركة «امل» و«التيار الوطني الحر» على خلفية ما أثير حول قضية هنيبعل القذافي من ملابسات أثارها وزير العدل سليم جريصاتي، وحذر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من «تجاهل ردّات الفعل الشعبية التي يُمكن ان تنتج عن الإصرار على دعوة الوفد الليبي»، ما يُؤكّد المعلومات التي تحدثت عن احتمال قطع طريق المطار من قبل مناصري «امل» لمنع وصول الوفد الليبي. ودعا المجلس الذي التأم في اجتماع طارئ بهيئته التنفيذية والشرعية، وغاب عنه النائب جميل السيّد، «جميع المسؤولين اللبنانيين والحكومة الالتزام بما نصت عليه البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة لجهة قضية اختطاف الامام موسى الصدر واخويه الشيخ محمّد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين، ودعم لجنة المتابعة الرسمية، مذكراً الجميع ان السلطة الليبية الحالية ترفض التعاون وترفض ايضا تنفيذ مذكرة التفاهم الموقّعة بين البلدين، بخصوص هذه القضية، معتبرا ان «موقف السلطات الليبية يستدعي اتخاذ الموقف المناسب وعدم دعوتها إلى مؤتمر القمة في بيروت ورفض حضورهم لها، لا سيما وان بعض مسؤولي هذه السلطة الذين يعتبرون من ألد أعداء هذه القضية ويمثلون مصالح آل القذافي». واللافت ان البيان لم يتطرق إلى مسألة حضور سوريا القمة.

هبوط السندات

على صعيد مالي، اشارت وكالة «رويترز» إلى ان «السندات الدولارية اللبنانية تهبط بما يصل إلى 3.7 سنت بعد أحدث تقرير عن إعادة هيكلة الديون». لكن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل قال رداً على ما جاء في تقرير لبلوغ نسب إليه بأن خطة يجري اعدادها لإصلاح مالية الدولة تتضمن إعادة جدولة للدين. وسئل خليل عمّا إذا كان خفض للدين قيد الدراسة فأجاب قائلاً: «لا نية على الإطلاق للمس بقيمة السندات اللبنانية أو اقتطاع نسبة منها أو أي عملية تخل عن التزامات لبنان». وأضاف قائلاً: «المقترحات هي عملية تنظيم وإدارة الدين والسير بالاجراءات الإصلاحية التي تخفف من اعبائه».

ديفيد هيل يجري «محادثات» في بيروت مطلع الأسبوع المقبل وجدار إسرائيل وأنفاق «حزب الله» وجولة بومبيو على الطاولة..

بيروت - «الراي» ... لم يكن ينقص الواقع اللبناني «المشدود» الى عناوين ساخنة داخلية وأخى ذات صلة بالقمة التنموية الاقتصادية العربية التي تتهيأ بيروت لاستضافتها نهاية الاسبوع المقبل إلا دخول العامل الاسرائيلي عبر الحدود الجنوبية من بوابة استكمال بناء الجدار العازل و«مساسه» بنقاط متحفّظ عليها ضمن الخط التقني. وفيما يستعدّ لبنان لتقديم شكوى ضدّ اسرائيل الى مجلس الأمن الدولي انسجاماً مع مقرّرات المجلس الأعلى للدفاع الذي التأم، مساء أمس الخميس، فإن هذا الملف سيكون على جدول مباحثات مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل في بيروت مطلع الاسبوع المقبل، الى جانب وضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء محادثات وزير الخارجية مايك بومبيو في المنطقة. وتكتسب زيارة هيل أهمية كبيرة ولا سيما في ظلّ تأكيد واشنطن مضيّها في سياسة التصدي لنفوذ إيران في المنطقة و«قطْع أذرعها» وفي مقدّمها «حزب الله»، وصولاً لإعلانها بلسان بومبيو عن قمة دولية الشهر المقبل في بولندا «تركّز على الشرق الأوسط، وتحديدا إيران وضمان ألا يكون لها تأثير مزعزع للاستقرار». وتثير الوتيرة المتصاعدة للحركة الأميركية بوجه إيران مخاوف حيال الأثمان التي قد يدفعها لبنان ولا سيما في ظلّ «العين الحمراء» على «حزب الله» وجعله الـ most wanted على لائحة «الأهداف» من واشنطن وغيرها، وسط خشيةٍ من إمكان استغلال اسرائيل هذا المناخ الأميركي لمحاولة «تقليم الأظافر الصاروخية» للحزب بعدما راكمت تل أبيب «ملفاً» ضدّه وأطلقت حرباً دعائية استفادت من «الأنفاق العابرة للحدود» التي أعلنت اكتشافها في الأسابيع الماضية. ولم تحجب الحركة الأميركية المرتقبة تجاه لبنان الأنظار عما شهدته الحدود الجنوبية مع اسرائيل في الساعات الماضية من استكمال الجيش الاسرائيلي الأعمال لبناء جدار الفصل، حيث قام بتركيب 6 بلوكات اسمنتية بمحاذاة السياج التقني في محلة مسكافعام عند نقطة المحافر، خراج بلدة العديسة (قضاء مرجعيون) في المنطقة المحتفظ عليها لبنانياً باعتبارها محتلة، وذلك وسط استنفار للجيش اللبناني وقوة «اليونيفيل». وفيما أكد الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» اندريا تيننتي أن «قيادة القوة الدولية على تواصل تام مع الأفرقاء لتفادي أي سوء فهم وإيجاد حل مشترك لهذه القضية، كما أن جنودنا متواجدون على الأرض لمراقبة الوضع والحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق»، دانت وزارة الخارجية اللبنانية «قيام إسرائيل ببناء حائط وإنشاءات داخل الأراضي اللبنانية في نقاط متحفظ عنها على الحدود»، واصفة ذلك بأنه اعتداء إسرائيلي جديد على السيادة اللبنانية. وقالت الخارجية في بيان إن «من الأجدر أن يلتئم مجلس الأمن الدولي ويتعامل المجتمع الدولي مع هذا الخرق الواضح والصريح للقرار رقم 1701 كما فعل مع الشكوى المقدمة من قبل العدو الإسرائيلي». وكان المجلس الاعلى للدفاع اللبناني اجتمع الخميس برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعرض الوضع على الحدود الجنوبية في ضوء الانشاءات والأعمال التي تقوم بها القوات الاسرائيلية لبناء جدار فاصل في نقاط التحفظ على الخط الأزرق. واعتبر المجلس ما يحصل «بمثابة اعتداء على الاراضي اللبنانية وخرقاً واضحاً للقرار الدولي الرقم 1701»، معلناً عن سلسلة مقررات اتخذها: «تقديم شكوى الى مجلس الأمن، وتكثيف الاتصالات الدولية لشرح موقف لبنان من هذا التعدّي الاسرائيلي، وطلب اجتماع طارىء للجنة الثلاثية للبحث في المستجدات، وإعطاء التوجيهات اللازمة لقيادة الجيش لكيفية التصدي لهذا التعدّي، وتأكيد لبنان تمسكه بكل شبر من أرضه ومياهه واستعداده الدائم لاستكمال مسار التفاوض لحل النزاعات الحدودية القائمة، والطلب من مجلس الأمن وقوات الطوارئ الدولية»اليونيفيل«تحمل مسؤولياتها كاملة في تنفيذ القرار 1701 وحفظ الامن على الحدود». وفيما أعلن وزير الخارجية جبران باسيل بعد اجتماع المجلس الأعلى أنه أعطى تعليمات الى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى أمام مجلس الأمن بشأن الخروق الإسرائيلية البرية التي تهدّد جنوب لبنان، نقلت تقارير في بيروت عن مصادر المجتمعين ان قيادة الجيش اللبناني قدّمتْ تقريراً مفصّلاً مع خرائط وعرْض مرئي لصورة الخرق على الحدود حيث يتبين ان اسرائيل لم تجتز الخط الأزرق ولكنها بدأت البناء على نقطة متحفّظ عنها ضمن الخط التقني، وهي عبارة عن تسعة أساسات للجدار.

«الثنائي الشيعي» يطلق 7 مايو سياسيا بوجه الرئيس اللبناني و«لغم ليبيا» ينفجر في بيروت وشظاياه تصيب القمة التنموية العربية..

بيروت - «الراي» .. المجلس الشيعي الأعلى يطالب بمنْع حضور ليبيا ويحذّر من «تجاهُل ردات الفعل الشعبية».. اللجنة المنظّمة للقمة تذّكر بأن ليبيا شاركتْ بقمة بيروت 2002 ... باسيل لـ بري ضمناً: علاقتنا مع سورية لا يمكن أن تكون موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرفٌ يريد أن يحسّن علاقته الخاصة بها مع بدء العدّ التنازلي للقمة التنموية الاقتصادية العربية التي تنعقد في بيروت في 19 و20 الجاري، انزلق الوضعُ اللبناني وعلى نحو دراماتيكي الى مواجهة «بلا قفازات» يخوضها المكوّن الشيعي بوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحت عنوان معلَن هو رفْض دعوة ليبيا وحضورها القمة ربْطاً بدور نظامها السابق (معمر القذافي) في قضية تغييب الإمام موسى الصدر وعدم تعاون السلطات الحالية في كشف مصيره. وتَشابكتْ مجموعة تطورات يوم أمس مكرّسةً رسْم الطائفة الشيعية، يبمرجعيّتيْها الدينية والسياسية، «خطاً أحمر» حول مشاركة ليبيا في القمة، بدءاً من الاجتماع الاستثنائي الطارىء الذي عقده المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بهيئتيه الشرعية والتنفيذية ووصل الى حدّ تأكيد «خيار الشارع» لفرْض منْع حضور الوفد الليبي عبر التحذير «من تَجاهُل ردات الفعل الشعبية التي يمكن أن تنتج عن الإصرار على دعوته»، وصولاً الى التراشق بالبيانات بين رئيس البرلمان نبيه بري ومنظّمي القمة التي يتم الإعداد لها بإشراف مباشر من رئيس الجمهورية على خلفية ملابسات توجيه الدعوة. وقد طغى «لغم» دعوة ليبيا على العنوان الإشكالي الموازي الذي كان أثاره بري ودعا على أساسه الى إرجاء القمة (الى جانب عدم وجود حكومة لبنانية كاملة المواصفات) والمتمثّل في غياب سورية عنها بفعل التزام لبنان بعدم وجود قرار عربي رسمي يعيدها الى مقعدها في الجامعة العربية، وسط علامات استفهام كبرى حول تداعيات هذه «الهبّة» الساخنة على القمة في ذاتها ومستوى المشاركة فيها كما على الوضع اللبناني برمّته الذي بدا أنه يتّجه نحو نفق أشدّ قتامةً في ظل انسداد أفق مسار تأليف الحكومة بالكامل، والخشية من رغبةٍ باسترهان الواقع الحكومي لملفات إقليمية قد لا تنجلي قبل مجموعة استحقاقات بينها مصير سورية ضمن الحاضنة العربية وآفاق الصراع المتعاظم بين الولايات المتحدة وبين إيران وأذرعها في المنطقة وعلى رأسها «حزب الله». وفيما لاحظت أوساطٌ سياسية أن الاندفاعة على خطّ الإصرار على دعوة سورية من خارج الإجماع العربي والمطالبة بتأجيل القمة بما تنطوي عليه من تأكيد المظلة العربية للواقع اللبناني، تزامنتْ مع «التوتر» المتنامي على خط علاقة «حزب الله» بحليفه «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس عون) بفعل رفْض الحزب حصول فريق عون على «الثلث المعطّل» في الحكومة، لم تتوانَ عن اعتبار ما يشهده لبنان أشبه بـ 7 مايو سياسي في استعارةٍ من أحداث 7 مايو 2008 التي «انقضّ» فيها الحزب على خصومه في قوى 14 مارس بعملية عسكرية في بيروت وبعض الجبل انتهت الى كسْر قواعد اللعبة وانتزاع الثلث المعطّل عبر تفاهماتٍ «اضطرارية» كرّسها «اتفاق الدوحة». وترى هذه الأوساط ان هذه «الانتفاضة» من الثنائي الشيعي، بري و«حزب الله»، التي تستمدّ زخمها من رمزية قضية الإمام الصدر، تأتي هذه المرة بوجه الرئيس عون، الذي كان قبل 11 عاماً «في الخنْدق نفسه» مع الحزب وشريكاً له، معتبرةً أن مآل هذه المواجهة بات يرتّب أثماناً مكلفة باعتبار أنه صار محصوراً بين إما أن ينكسر رئيس الجمهورية، سواء بتطيير القمة او تسجيل حضور هزيل فيها أو إفشالها بتحرُّكٍ في الشارع، وإما أن تنهزم طائفة ضربت بيدها على الطاولة. ولم يكن ممكناً بحسب الأوساط نفسها الفصْل بين المشهد اللبناني المستجدّ والذي انتقل فيها «حزب الله»، ولو عبر «القيادة من الخلف»، للقول «الأمر لي» في «بلاد الأرز»، وبين ملامح الاستراتيجية الأميركية للمرحلة المقبلة في المنطقة التي يعبّر عنها وزير الخارجية مايك بومبيو في جولته بالمنطقة وتحديداً لجهة التصدي لإيران «التي تعتقد انها تملك لبنان، لكنها مخطئة» ولـ «حزب الله» «الذي لا يزال له وجود كبير في لبنان لكننا لن نقبل بهذا الوضع الراهن». وعلى وهج هذه الأبعاد الـ «ما فوق عادياً»، لم يكن عابراً اجتماع المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى على نحو طارىء بهيئتيه الشرعية والتنفيذية (ومشاركة نواب أمل و«حزب الله») برئاسة رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان الذي استنكر افتتاحاً «دعوة السلطات الليبية للمشاركة في مؤتمر القمة الاقتصادية، فيما كان المطلوب من الدولة اللبنانية أن تسخر كل امكاناتها للضغط على السلطات الليبية لكشف مصير الإمام وأخويه»، قبل ان يعتبر المجتمعون ان دعوة ليبيا «تشكل تحدياً لمشاعر اللبنانيين وإساءة لقضية اختطاف الإمام الصدر وأخويه»، مشددين على «طلب عدم دعوة الوفد الليبي ومنْع حضوره لأن المجلس يحمل السلطات الليبية مسؤولية التقاعس عن القيام بمسؤولياتها في التعاون مع لجنة المتابعة الرسمية لهذه القضية». أما البيان الختامي للاجتماع، فذكّر الجميع «بأن موقف السلطات الليبية يستدعي اتخاذ الموقف المناسب وعدم دعوتها إلى مؤتمر القمة ورفض حضورهم لها، لا سيما أن بعض مسؤولي هذه السلطة يُعتبرون من ألد أعداء القضية ويمثلون مصالح آل القذافي ويسيئون في تصريحاتهم إلى لبنان وشعبه بشكل لا يفترض أن تسمح الكرامة الوطنية بدعوتهم أصلاً»، ومحذراً «من تجاهل ردات الفعل الشعبية التي يمكن أن تنتج عن الإصرار على دعوة الوفد الليبي»، ومعلناً إبقاء «اجتماعاته مفتوحة لمتابعة التطورات واتخاذ الموقف المناسب». وتَرافق ذلك، مع موقفٍ لنائب رئيس المجلس الشيعي الشيخ على الخطيب (عبر صحيفة «النهار») توجّه فيه الى عون «الشيعة لم يقصروا معك، وأيدوك وانتخبوك. وكان من الاجدر الاصغاء الى رموزنا والتوقف عن مسألة توجيه الدعوة الى ليبيا وضرورة مقاربتها بطريقة عاقلة، وإذا لم تسوّ الامور في شكل مدروس فإن النزول الى الشارع والتظاهر خيار وارد، وعلى الجميع أن يعقلوا». وفي موازاة ذلك، عكش السجال الذي اندلع بين بري واللجنة الإعلامية المنظّمة للقمة، تَحوّل التظاهرة العربية المنتظَرة مادة خلافية لم يتأخر في الدخول على خطها رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل من زاوية خلفيات عدم دعوة سورية الى القمة. فاللجنة الإعلامية التي حرصت على التذكير بأنه «خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت العام 2002 شاركت ليبيا من خلال وفد رفيع المستوى»، أعلنت ان «التحضيرات للقمة التنموية بدأت منذ شهر اغسطس الماضي بالتنسيق بين مختلف الادارات الرسمية»، موضحة أن «رئيس اللجنة العليا المنظمة للقمة الدكتور انطوان شقير ورئيس اللجنة التنفيذية الدكتور نبيل شديد زارا كلاً من دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ودولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء المختصين، وأطلعوهم على كل الترتيبات المتعلقة بالقمة والدول المشاركة»، مشيرة الى أنه «في ما خص دعوة ليبيا الى حضور القمة، فقد أَبلغ دولة الرئيس بري عضوي اللجنة العليا موافقته على دعوة ليبيا على ان توجه الدعوة عبر القنوات الديبلوماسية، فتم ذلك بواسطة مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية»، ولافتة الى انه «في ما يتعلق بدعوة سورية أوضح عضوا اللجنة لدولة الرئيس بري انّ»هذه المسألة مرتبطة بقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية وليس قراراً لبنانياً». ولم يتأخّر بري في الردّ عبر مكتبه الاعلامي،وتحديداً حول موضوع دعوة ليبيا الى القمة وعدم دعوة سورية اليها، مؤكداً «ان هذه المعلومات تحديداً هي مختلقة وعارية من الصحة تماماً«، مبدياً»استغرابه الشديد ان يصل هذا الاسلوب من الاختلاقات والتلفيقات لهذا المستوى من القضايا والمقام. بل على العكس فقد زار وزير المال فخامة الرئيس بناء لطلب الرئيس بري محتجاً على توجيه دعوات الى الليبيين». ومن زحلة، كان الوزير باسيل يعلن في ردّ ضمني على بري أن «علاقتنا مع سورية هي لمصلحة لبنان بكل مكوناته ولا يمكن أن تكون موضع مزايدة داخلية يستخدمها طرف ما يريد أن يحسن علاقته الخاصة بسورية فيزايد على حساب لبنان»، معتبراً «اننا انتهينا من السياسة الخارجية المستلحقة والتابعة، نحن أصحاب سياسة مستقلة تقوم على المعاملة بالمثل لمصلحة لبنان، ونحن طليعة المطالبين بعودة سورية إلى الجامعة العربية ولن نكون مجرد تابع لغيرنا نلحق به الى سورية عندما يقرر هو ذلك». وعلى وقع هذه «السخونة» الداخلية على «جبهة القمة»، أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس مكتب الأمين العام السفير حسام زكي بعيد وصوله الى بيروت من القاهرة على رأس وفد لمتابعة الاجراءات اللوجستية الخاصة بالقمة ان هذه التظاهرة ستُعقد «في موعدها»، مؤكداً رداً على سؤال حول التجاذبات في لبنان بشأن انعقادها «ان التجاذبات سياسية داخلية ولا تخص الجامعة العربية، فالجامعة معنية بانعقاد القمة ونحن هنا لوضع الترتيبات مع السلطات اللبنانية لانعقادها، والقمة في موعدها إن شاء الله». بدوره، لفت الناطق باسم القمة المستشار الاعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية رفيق شلالا الى ان «الجهوزية اكتملت وكل التحضيرات للقمة تمت لوجستيا وأمنياً والاجراءات اتخذت وستُعتمد إجراءات أمنية مشددة بحيث تكون المنطقة التي تضم الفنادق التي ستحل بها الوفود منطقة أمنية مغلقة وكذلك منطقة المؤتمر اي الواجهة البحرية لبيروت»، مشدداً على ان «القمة أعدتها الجامعة العربية ولبنان يستضيفها ويطبق الأنظمة المرعية في الجامعة، ما يعني ان مشاركة الدول ليست من مسؤولية البلد المنظّم للقمة». وكانت تقارير في بيروت أشارت إلى ان القادة العرب الذين أكدوا حضورهم هم: سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر، ورؤساء تونس ومصر وفلسطين وموريتانيا والسودان، في حين أكّد الباقون حضورهم من دون ان يحددوا مستوى مشاركتهم، ولم تبلغ أي دولة عدم مشاركتها.

بوصلة "حزب الله" تتجه به مجددا للداخل اللبناني

بولا أسطيح - خاص النشرة... يحاول ​حزب الله​ في الآونة الأخيرة بالتزامن مع انكبابه على دعم مطالب حلفائه في طوائف ومذاهب أخرى في عملية تشكيل الحكومة سعيا وراء توسيع القاعدة السياسيّة الداعمة للمقاومة، وفرض سياسات معيّنة تضمن استثمار "الانتصار" الذي حققه المحور الذي ينتمي اليه في المنطقة، ايلاء اهتمام كبير للملفات الاجتماعية والاقتصادية خاصة بعد تفاقم النقمة الشعبية التي تجلت بوضوح عبر التحركات الأخيرة في الشارع تحت عناوين شتّى. وقد بدأ الحزب استدارته باتجاه الداخل اللبناني، (وان كان الملف الاقليمي لا يزال يستحوذ على الجزء الاكبر من اهتماماته)، قبيل ​الانتخابات النيابية​ التي جرت في ايار الماضي، لاستيعاب خروج أصوات كثيرة من بيئته الحاضنة تنتقد آداء وزراء ونواب الحزب والأوضاع المعيشيّة الصعبة التي ترزح تحتها هذه البيئة. وتمكن الحزب الذي خرج أمينه العام بوقتها ليعلن ان الاولوية المطلقة للحزب في المرحلة المقبلة هي مكافحة الفساد، من امتصاص جزء كبير من هذه النقمة، وهو ما تجلى في نتائج الانتخابات التي صبّت لصالحه. وبعد مرور نحو 8 أشهر على الاستحقاق النيابي وتعثر ولادة الحكومة ما انعكس بشكل مباشر على الملفّات الحياتيّة للبنانيين، عاد الحزب بمحاولة لاحتواء الغضب الشعبي المتصاعد. ففيما صوّر البعض التظاهرة الحاشدة التي شهدها ​وسط بيروت​ نهاية الشهر الماضي على انها انتفاضة بوجه كل الاحزاب ومن بينهم "حزب الله"، أكد آخرون أن الحزب وحركة "أمل" كانا يؤمّنان التغطية للتظاهرة وهو ما أدى لارتفاع عدد المشاركين فيها، في ما بدا انها رسالة أرادا توجيهها لرئيسي الجمهوريّة العماد ​ميشال عون​ والحكومة المكلّف ​سعد الحريري​. وفي سياق الخطوات الجديدة التي يلجأ اليها حزب الله في سياسته الحديثة المرتبطة بالملفات الاقتصادية والاجتماعية، لفت الاعلان عن زيارة قام بها وفد من حزب الله مؤخرا الى منطقة تعمير ​"عين الحلوة"​، وهي منطقة يسكن فيها لبنانيون ولاجئون فلسطينيون، لـ"الاطلاع على أحوال المواطنين ومشاكلهم وزيارة عدد من المرضى داخل منازلهم". وخلال الزيارة قام رئيس الوفد مسؤول منطقة صيدا في الحزب ​الشيخ زيد ضاهر​ بالتوسط لدى مدير عام ورئيس مجلس إدارة ​مؤسسة مياه لبنان الجنوبي​ لاعادة المياه الى منطقة البركسات، وقد تمت الاستجابة سريعا لطلبه. وتضع مصادر في ​قوى 8 آذار​ مقربة من "حزب الله" كل خطواته في هذا المجال باطار سياسته المستجدّة التي خاض على اساسها الانتخابات الماضية تحت شعار "محاربة الفساد" بعدما كان الشعار المعتمد طوال السنوات السابقة "حماية المقاومة، لافتة الى انه "بات على يقين انه يمتلك من القوة ما يلزم لحماية سلاحه، لذلك انتقل لمعالجة شؤون الناس". وتضيف المصادر: "لكن وبخلاف ما قد يعتقد البعض، فان محاربة الفساد لا تعني الاقتصاص من الفاسدين واقتيادهم الى محاكم التفتيش ومجالس التأديب، انما انشاء نظام عدالة اجتماعية يعيد الحقوق لأصحابها". ولا يخفي الكاتب والمحلل السياسي، المتخصص في شؤون «حزب الله»، ​قاسم قصير​ أن الحزب يسعى للعب دور أكثر فعاليّة في الداخل اللبناني وبوجود توجه جدي لديه للاهتمام بالملفّات الداخلية، خاصة وأن الفرصة اليوم باتت متاحة بالنسبة له مع الاستراحة المستمرة التي يستفيد منها في سوريا. ويشير قصير الى أن الملف الفلسطيني لطالما كان جزءا من اهتمامات الحزب، وهو يتابعه بكل تفاصيله وقد نجح بنسج علاقات جيّدة مع معظم الفصائل، وقد تجلى ذلك في الدور الذي لعبه لحلّ أزمة مخيم "الميّة وميّة"، موضحا أن التحرك في "عين الحلوة" مؤخّرا يصب في هذا الاطار. وهو ما تحدّثت عنه مصادر فلسطينيّة لافتة الى ان "بعض الجمعيات واللجان الشعبية طرقت أبواب الحزب ليحل أزمة المياه والكهرباء المتفاقمة في المخيّم، لأنها تعلم تماما حجم نفوذه". من جهته، يضع ​علي الأمين​ المعارض الشيعي البارز لحزب الله "كل الخطوات التي قام ويقوم بها الحزب لتقوية دويلته في اطار سعيه لاضعاف الدولة"، مشيرا الى انه "يقوم بالشيء ونقيضه، باعتبار انه لو كان يريد فعلا محاربة الفساد وبناء الدولة لأعاد أولا تحديد أولوياته التي لا تزال اقليميّة بشكل كامل". ويضيف الأمين: "حزب الله يتعاطى مع الدولة اللبنانية كمورد اضافي الى الموارد الماليّة الأخرى التي يعتمد عليها، ما ينسجم مع مفهوم المحاصصة المسيطر حاليا في حكم البلد".

الاحتلال الإسرائيلي يستكمل أعمالا إنشائية على حدود لبنان.. واستنفار للجيش

الراي..الخارجية اللبنانية: على مجلس الأمن الدولي أن يلتئم للتعامل مع هذا الخرق كما فعل مع الشكوى الإسرائيلية بشأن الأنفاق ..استكملت قوات العدو الإسرائيلي الأعمال الإنشائية على حدود لبنان اليوم، وفق ما افادت الوكالة الوطنية للإعلام. وذكرت الوكالة إن قوات العدو الإسرائيلي قامت حتى الساعة بتركيب 6 بلوكات اسمنتية بمحاذاة السياج التقني في مستوطنة مسكافعام عند نقطة المحافر، خراج بلدة العديسة - قضاء مرجعيون، على الرغم من اعتراض الدولة اللبنانية على ذلك أمس، يقابلها استنفار للجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» في الجانب اللبناني. من جهة ثانية، دانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية اليوم قيام إسرائيل ببناء حائط وإنشاءات داخل الأراضي اللبنانية في نقاط متحفظ عليها على الحدود، واصفة ذلك بأنه اعتداء إسرائيلي جديد على السيادة اللبنانية. وقالت الخارجية اللبنانية في بيان إنه "من الأجدر أن يلتئم مجلس الأمن الدولي ويتعامل المجتمع الدولي مع هذا الخرق الواضح والصريح للقرار رقم 1701 كما فعل مع الشكوى المقدمة من قبل العدو الإسرائيلي". وكان وزير الخارجية جبران باسيل أعلن بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي عقد أمس لبحث الخرق إنه أعطى تعليمات الى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى أمام مجلس الأمن بشأن الخروقات الإسرائيلية البرية التي تهدد جنوب لبنان. وكان مجلس الأمن عقد مؤخرا جلسة طارئة لمناقشة الوضع بجنوب لبنان بعدما أعلنت قوة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) الكشف عن أنفاق بالقرب من الخط الأزرق (الحدود) بين لبنان وإسرائيل.

لبنان يستنفر ديبلوماسيا وعسكريا ضد اعتداءات اسرائيل وقائد "يونيفيل" يتواصل مع الأطراف لحل "القضية العالقة"

بيروت - "الحياة" ... عزز الجيش اللبناني من تمركزه وانتشاره جنوب الليطاني بعد مقررات المجلس الأعلى للدفاع التي اناطت به التصدي للاعتداءات الاسرائيلية ضد السيادة اللبنانية وإرغام القوات الاسرائيلية على وقف أعمال بناء الجدار الاسمنتي في العديسة اللبنانية المقابلة لمستعمرة مسكافعام، كما طلب الجانب اللبناني في اللقاء الثلاثي في الناقورة، من اسرائيل إزالة البلوكات التسعة في نقطة العديسة المتنازع عليها. وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطورات الميدانية على الحدود الجنوبية، في ضوء التعديات الاسرائيلية المتمثلة بتشييد الجدار العازل في النقاط المتنازع عليها، والتي كانت محور درس ومتابعة في الاجتماع الذي عقده المجلس الأعلى للدفاع برئاسته. واطلع على المعلومات المتوافرة حول التحركات الاسرائيلية على الحدود الجنوبية، والاتصالات التي بدأها لبنان لمواجهة هذه التحديات . وكانت القوات الاسرائيلية استكملت الاعمال على الحدود أمس، بتركيب بلوكات اسمنتية اضافية بمحاذاة السياج التقني في محلة مسكافعام عند نقطة المحافر، خراج بلدة العديسة، على رغم اعتراض الدولة اللبنانية على ذلك أول من أمس، قابلها استنفار للجيش اللبناني ومراقبة من قوات "يونيفيل" في الجانب اللبناني. وباشرت القوات الاسرائيلية بعد ذلك أعمال صب الاسمنت في مجرى بنى تحتية بمحاذاة السياج التقني خراج العديسة في المنطقة المتحفظ عليها لبنانيا باعتبارها محتلة، فيما توقفت أعمال تركيب البلوكات الاسمنتية. وافادت المعلومات الواردة من المنطقة الحدودية أن الجيش الاسرائيلي أنهى الأشغال بعد وضع 26 بلوكا اسمنتيا في منطقة التحفظ على الخط الأزرق في العديسة وسحب جرافاته، في ظل استنفارات متبادلة. وأطلق الجيش الاسرائيلي طائرة صغيرة من نوع phantom فوق أجواء محلة المحافر، سبقها تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية خصوصا في الجنوب ولا سيما فوق القطاع الغربي وصولا لأجواء صور. ونفذت الطائرات الاسرائيلية غارات وهمية وخرقت جدار الصوت فوق منطقتي مرجعيون والزهراني، ووصل في طلعاته الى منطقة الشمال

تيننتي... والخارجية

وتعليقا عما يجري على الحدود قال الناطق الرسمي باسم "يونيفيل" أندريا تيننتي: "إن قيادة يونيفيل على تواصل تام مع الأطراف لتفادي أي سوء فهم وإيجاد حل مشترك لهذه القضية. كما أن جنودنا متواجدون على الأرض لمراقبة الوضع والحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق". ولاحقا أعلن تيننتي، في بيان، ان "الوضع على الحدود مستقر وتحت السيطرة، وان جنود يونيفيل على الأرض للمحافظة على الهدوء". وأضاف: "إن القائد العام لـ "يونيفيل" اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال دائم بالأطراف للتوصل إلى حل للقضية العالقة". ودانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، "الاعتداء الإسرائيلي الجديد على السيادة اللبنانية عبر القيام ببناء حائط وإنشاءات داخل الأراضي اللبنانية في نقاط التحفظ على الخط الأزرق بالقرب من المستعمرة المسماة مسكافعام". واعتبرت أن "من الاجدر أن يلتئم مجلس الأمن، وأن يتعامل المجتمع الدولي مع هذا الخرق الواضح والصريح للقرار 1701، كما فعل مع الشكوى المقدمة من قبل العدو الاسرائيلي، وقد أعطى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تعليماته، بعيد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، إلى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة (أمال مدللي) لتقديم شكوى أمام مجلس الامن بالخروق الإسرائيلية البرية، والتي تشكل انتهاكا فاضحا للقرار 1701، وتهدد الاستقرار في الجنوب والمنطقة. كما دعا كل البعثات الديبلوماسية اللبنانية في الخارج لشرح الموقف اللبناني من هذا التعدي الإسرائيلي الجديد".

هيل في لبنان الاثنين

وفي هذا السياق يجول مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية السفير دايفيد هيل على المسؤولين اللبنانيين بعد غد الاثنين ويلتقي الوزير باسيل في قصر بسترس.

هل تسعى إسرائيل لإشعال الجبهة العسكرية مع لبنان؟

النشرة.. على ضوء التطورات على الحدود الجنوبية، في منطقة ​العديسة​ مقابل مستعمرة مسكافعام الاسرائيلية، وفي ظل إستمرار تل أبيب في بناء ​الجدار الاسمنتي​ ووضعها بلوكات في تلك النقطة المتنازع عليها، بدأت تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول ما إذا كانت إسرائيل في طور دفع الأمور نحو إشعال حرب جديدة مع لبنان. ورغم اعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ انتهاء ما أسماها عملية "درع الشمال"، المتعلقة بالانفاق المزعومة، فان جيشه واصل بناء الجدار غير آبه بتمني "اليونيفل" وقفه، في وقت ظهر الاجماع اللبناني السياسي والعسكري والدبلوماسي على رفض الاعتداء الاسرائيلي، الذي تُرجم من خلال قرارات المجلس الاعلى للدفاع، في حين سارع القائد العام لـ"اليونيفل" ستيفانو دي كول، عقب انتهاء الاجتماع الثلاثي اللبناني–الدولي–الاسرائيلي في ​الناقورة​، إلى تفقد منطقة العديسة، وباشر اتصالاته مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي للحفاظ على الهدوء على جانبي الحدود ومنع التوتر. في هذا السياق، كشفت مصادر أمنية، عبر "النشرة"، أن اللقاء الثلاثي في الناقورة انعقد قبل موعده المحدد، مرة في الشهر، وان الوفد العسكري اللبناني حمل ملفاً مدعّماً بالصور والوثائق للخروقات الاسرائيليّة، منها بناء الجدار على أراضٍ لبنانية في العديسة، لكن الوفد الاسرائيلي لم يقر بذلك، ما استدعى اتخاذ مجلس الدفاع الأعلى قرارات حاسمة، والطلب من ​الجيش اللبناني​ التصدي للجيش الاسرائيلي في حال استمر في بناء الجدار في العديسة، بالإضافة إلى اصرار الجيش على الطلب من "اليونيفل" ازالة ​الجيش الاسرائيلي​ للمكعبات الاسمنتيّة التسعة التي رفعها في العديسة وكل الانشاءات المتصلة بها. وتشير المصادر نفسها إلى أن الوفد اللبناني عرض، في اللقاء، جملة خروقات اسرائيلية للقرار 1701، ومنها التنصت الاسرائيلي على شبكة الهاتف اللبنانية واختراقها بتهديدات اسرائيلية موجهة لأهالي كفركلا وعيتا الشعب بالابتعاد عن الحدود، لأن الجيش الاسرائيلي سيفجر الانفاق المزعومة، مع العلم أن الوفد اللبناني كشف أن ما فجرته تل أبيب مقابل عيتا الشعب هي عبّارة مياه ومقابل بليدا مغاور وكهوف لأعمال الزراعة اللبنانية، معتبراً أن تلك التهديدات هدفها التأثير النفسي على سكان الجنوب. ولفتت هذه المصادر إلى أن الوفد اللبناني عاد وطلب من "اليونيفل" الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من بلدة الغجر، ووقفها التشويش والتنصت على الهاتف اللبناني ومنع زرع أجهزة التجسس في الأراضي اللبنانية، لأنها أعمال عدائية تصعيديّ وتدفع بالأمور إلى التوتر. وعلى الرغم من الاعتراض اللبناني على اقامة البلوكات في العديسة، فإن استئناف الأعمال اليوم في ظل استنفار للجيش اللبناني، الذي عزز تمركزه في تلك النقطة وفي جنوب الليطاني، ووضع قواته بحال تأهّب دائم للرد على الاعتداءات الاسرائيلية، تبقى الأمور مرهونة بمدى ما قطعته "اليونيفل" من وعود، بأنها ستطلب من تل أبيب وقف عمليات بناء الجدار.

خضر خارج مكتبه ثانيةً والسبب تهديد من مطلوبي آل جعفر !..

النشرة... منذ الثامن عشر من كانون الأول الفائت، لم يقصد محافظ ​بعلبك الهرمل​ ​بشير خضر​ مكتبه في مدينة الشمس، أما السبب فتهديد جديد تلقاه، مصدره عدد من مطلوبي عشيرة ​آل جعفر​. تهديد دفع قائد ​منطقة البقاع​ في ​قوى الأمن الداخلي​ الى إرسال برقية مفصّلة عنه الى المدير العام لقوى الأمن الداخلي ​اللواء عماد عثمان​ والى شعبتي الخدمة والعمليات والمعلومات، وفي البرقية عينها التي حصلت الـ"النشرة" على صورتها، تحدّث قائد منطقة البقاع عن "معلومات حول وجود نيّات مبيّتة لدى عدد من المطلوبين من آل جعفر بإستهداف المحافظ خضر، إنتقاماً لمقتل ثلاثة أشخاص من آل جعفر أثناء ال​مداهمة​ التي قام بها ​الجيش اللبناني​ بتاريخ ٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٨، كونهم يعتبرون المحافظ المحرّض على توقيف المطلوبين". هو ليس التهديد الأول الذي يتلقّاه خضر وسبق له أن إنقطع عن التواجد بمكتبه لفترة طويلة بعد مداهمة الحمّودية التي قتل فيها المطلوب علي زيد إسماعيل، حتى أنه اضطرّ في تلك المرحلة الى الإنتقال أحياناً الى مكتبه لتوقيع معاملات المواطنين بمؤازرة قوّة مواكبة من الجيش اللبناني وتؤمن له الحماية المطلوبة. ولأنّ مطلوبين من آل جعفر نفّذوا بعد عمليّة الشراونة الأمنيّة التي قتل فيها ثلاثة منهم كميناً أدّى الى إستشهاد العسكري في الجيش اللبناني رؤوف يزبك، يطرح السؤال، لماذا الإصرار على الإنتقام من المحافظ خضر؟ الجواب، بحسب المصادر المتابعة هو أن مطلوبي آل جعفر يعتبرون خضر صيداً ثميناً وموجعاً للدولة اللبنانيّة وأجهزتها، ويرون أنّ المشكلة ليست مع أيّ عسكري من الجيش اللبناني يمكن أن يسقط برصاصة أطلقت من قبلهم. مشكلتهم الأساسيّة مع خضر، هي أنه لطالما كان من أكثر المطالبين بخطة أمنية في بعلبك-الهرمل، ولطالما تمنّى على المطلوبين الإستسلام. أضف الى ذلك فإصرارهم على قتله، ينبع من منطلق كسر هيبة الدولة الذي باتوا يعتبرونه أكثر من ضروري بعد الخسارات القويّة التي لحقت بهم وبالمطلوبين من عشائر أخرى، بسبب العمليّات النوعية التي ينفّذها الجيش اللبناني، وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي. مشكلتهم مع خضر أيضاً أنه لا يطالب ب​العفو العام​ الذي حكي فيه قبل الإنتخابات النيابيّة الأخيرة بأشهر قليلة، وطويت صفحته ويبدو الى غير رجعة بعد الإنتخابات. بناء على ما تقدم سلسلة أسئلة تطرح، أولّها، هل نحن في جمهورية أم لا؟ وهل بعلبك–الهرمل تنمتي الى اليها أم أنها خارجة عنها بسبب المطلوبين؟ من بإمكانه حماية خضر ووضع حدّ لهذه المسألة الفضيحة؟ ولماذا لم يتمّ اللجوء الى هذه الحماية منذ البداية كي يبقى المحافظ في مكتبه؟ أسئلة من الصعب جداً الحصول على إجابات عنها في زمن العواصف السياسيّة والحكوميّة والثلجيّة، وفي زمن يتخبط فيه المسؤولون بفضائح هشاشة ​البنى التحتية​ وفيضاناتها!.

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,012,944

عدد الزوار: 6,929,963

المتواجدون الآن: 77