إطلاق «الهيئة الوطنية الفلسطينية للدفاع عن الحقوق الثابتة»: ضد «أوسلو».. ومع إحياء ثقافة المقاومة وتفعيل منظمة التحرير

تاريخ الإضافة الخميس 25 شباط 2010 - 5:47 ص    عدد الزيارات 2970    التعليقات 0    القسم محلية

        


ايلي الفرزلي
لم يعد مقبولاً بالنسبة لـ«الهيئة الوطنية الفلسطينية للدفاع عن الحقوق الثابتة» أن تتحول «القضية الفلسطينية» إلى عبارة لا تستخدم إلا للدلالة عما مضى من أيام النضالات. فالهيئة التي أعلن عنها أمس في مؤتمر صحافي في فندق البريستول، دقت ناقوس الخطر ضد لغة اليوم التي يكثر فيها ترداد عبارات مثل: «المفاوضات، الخلاف الفلسطيني، المصالحات، خارطة الطريق، الاستيطان...، والتي باتت تشكل تهديداً جدياً للهوية ولثقافة الشباب الفلسطيني الذي نشأ وكبر في أحضان أوسلو، بغياب أي مشروع نهضوي بديل».
تضم هذه الهيئة شخصيات فلسطينية ذات خلفيات ثقافية وسياسية مختلفة، اجتمع أعضاؤها على ضرورة مواجهة الخطر الذي يتهدد الحقوق الفلسطينية. وهو خطر، يرى هؤلاء، أن السلطة في رام الله تتحمل مسؤوليته بشكل رئيسي، جراء ممارساتها ومنهجها التفاوضي الذي لا يؤدي إلا إلى تنازلات متتالية باتت تهدد القضية الفلسطينية برمتها.
ولمواجهة هذا الخطر، تعتمد الهيئة بشكل رئيسي على «حالة الغليان الشعبي الفلسطيني التي بدأت تدرك أنه لا بد من أن تعبر عن نفسها لتحافظ على حقوقها ومطالبها، ولتصد محاولات التراجع والتفريط»، حيث يتركز عملها على «بناء سياسة ثقافية جديدة تتمسك بالثوابت، ثوابت الارض والوطن، وحقي العودة وتقرير المصير، مع التأكيد على خطر الحركة الصهيونية، ليس على الفلسطينيين فقط، بل على العرب جميعاً».
وفي هذا السياق، يؤكد الكاتب الفلسطيني بلال الحسن، الذي تلا بيان الإعلان عن الهيئة وسط حضور سياسي وثقافي لبناني وفلسطيني، أن هذا الحراك سيتمتع بصفة الديمومة عبر نضال يومي متواصل يهدف لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، والحفاظ على مؤسساتها التي جرى إلغاؤها أو تفريغها من مضمونها، وذلك استناداً إلى الميثاق الوطني الفلسطيني الذي يبقى أساساًَ موجهاً للعمل والنضال بكل أشكاله.
واعتبر الحسن أنه لم يعد مقبولاً الاستمرار بحالة المراوحة الحالية، مؤكداً أن الهيئة ستكون إحدى حالات التعبير العديدة المطلوبة من أجل بلورة حالة النهوض ووضعها في سياق حراك شعبي جماهيري مستقبل.
كما انتقد طريقة التفاوض المتبعة من قبل المفاوض الفلسطيني الذي يكتفي بإبداء الرأي وغض الطرف عن الثوابت، بدلاً من تحضير جدول أعمال وهدف واضح، بالاعتماد على المرجعية القانونية للتفاوض التي يقرها القانون الدولي، لا سيما منها إدارة المستوطنات وآثار العدوان.
والخلاف مع السلطة الفلسطينية لا ينتهي عند طريقتها في إدارة المفاوضات، بحسب الحسن، بل يتعداها إلى طريقة إدارتها لمنظمة التحرير والتي ستؤدي حكماً إذا ما استمرت إلى تذويبها. وأكد حاجة المنظمة إلى هيئة تأسيس جديدة لإعادة بناء مؤسساتها، وإعادة ميثاقها الذي ألغي.
واعتبر أن التعاون الأمني مع إسرائيل خطير، كما أن اعتقال الفدائيين الذين يرفضون تقديم صك البراءة لاسرائيل، بما يخدم مخطط القضاء على المقاومة، فيما المطلوب اليوم إعادة إحياء ثقافة المقاومة لدى الشباب، وكذلك دعم الحركات المقاومة.
لكن، هل هذا يعني أننا نعيش عصر غياب هذه الثقافة؟ ترفض الاستاذة الجامعية المشاركة في الهيئة بيان نويهض الحوت في حديث لـ«السفير» هذه المقولة تماماً، معتبرة أن المقاومة وثقافتها لا يمكن أن تخبوا أو تزولا إلا أنهما تمران حالياً بفترات هدوء نتيجة عوامل عدة أهمها الحصار الرسمي لهما. وتضيف: «إن دورنا هنا هو إعادة تحفيز هذه الثقافة، من دون أن ننسى أن الشعب الفلسطيني كان دائماً ولا يزال متقدماً على قياداته في الدفاع عن نفسه أمام الاحتلال الاسرائيلي».
وحول طبيعة الخلاف مع السلطة الفلسطينية، قال مدير مركز العودة ماجد الزير إن الهيئة تهدف إلى الحفاظ على الثوابت، وبالتالي هي تتقاطع سلباً مع كل من يفرط بها.
وفي رسالة عبر الهاتف، توجه المفكر الفلسطيني عزمي بشارة إلى المشاركين، مؤكداً دعمه التام للهيئة وعملها.
وكان الحسن قد أوضح خلال المؤتمر أن الإعلان عن الهيئة لن يكون إلا بداية الطريق نحو إنجاز مهماتها الأساسية وأبرزها:
ـ الإعداد، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لعقد مؤتمر موسع ينظم الموضوع القيادي والتنظيمي للهيئة الوطنية بشكل ديموقراطي.
ـ الإعداد لعقد لقاء إعلامي فلسطيني عربي لبلورة أسس ثقافة فلسطينية ـ عربية تقف بوجه إسرائيل ومخططاتها.
ـ إنشاء لجنة لمتابعة الأوضاع الفلسطينية الداخلية ومتابعة نشاطات إسرائيل العدوانية والسياسات الغربية المعادية والوضع العربي المتراخي، لإنتاج مادة تثقيفية تسهم في بلورة وعي الشباب الفلسطيني والعربي.
ـ التوجه نحو الحكومات العربية والأجنبية من أجل أن تدرك وجود تيار شعبي فلسطيني واسع يرفض السياسات القائمة على قاعدة أوسلو ونتائجه.
ـ التوجه نحو إعداد مذكرات قانونية وسياسية تكشف للامم المتحدة عن المطالب الحقيقية للشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه وتؤكد لهم أن هذه المطالب هي مطالب الشعب وأن ما يسمعونه من بعض المفاوضين لا يمت للرأي العام الفلسطيني بصلة.
 

 


المصدر: جريدة السفير

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,802,582

عدد الزوار: 6,915,764

المتواجدون الآن: 82