أبو العينين «لم يعد مرغوباً فيه» لبنانياً والخلافات داخل «فتح» تسرّع مغادرته

تاريخ الإضافة الخميس 25 شباط 2010 - 5:21 ص    عدد الزيارات 3280    التعليقات 0    القسم محلية

        


بيروت - «الحياة»

لم يتأخر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ومسؤول ساحتها في لبنان اللواء سلطان أبو العينين في التقاط الرسالة «الأمنية - السياسية» التي وصلته الأسبوع الماضي من قيادة الجيش اللبناني من خلال اعتراض حاجز للجيش عند مدخل مخيم الرشيدية (قضاء صور) لموكبه وتجريد مرافقيه من أسلحتهم الفردية والرشاشة، والتعامل معها على أنه من الأفضل له مغادرة لبنان باعتباره غير مرغوب فيه وفسح المجال أمام تعيين المسؤول في «فتح» فتحي أبو العردات خلفاً له.

وعلمت «الحياة» أن أبو العينين حاول التدخل لاسترجاع السلاح الذي صودر من مرافقيه لكنه لم يلق أي تجاوب على رغم أنه لم يوفر مسؤولاً لبنانياً أكان سياسياً أو أمنياً إلا وأتصل به، من دون أن يتمكن من التواصل مع الجهة الأمنية اللبنانية الرسمية التي كانت وراء مصادرة سلاح عناصر موكبه، خصوصاً أنهم لا يملكون تراخيص من السلطات المعنية تجيز لهم التجول بسلاحهم.

وبحسب المعلومات فإن الرسالة اللبنانية التي وجهت لأبو العينين لم تقتصر على مصادرة سلاح مرافقيه وإنما تمددت الاجراءات باتجاه مرافقه الشخصي المدعو ابراهيم الخطيب الذي صدرت أخيراً في حقه مذكرة توقيف على خلفية الاخلال بالأمن واطلاق النار بصورة عشوائية في أكثر من مناسبة.

وتردد أن أبو العينين اتصل منذ أيام برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) لوضعه في صورة ما حصل مع مرافقيه اضافة الى المضايقات التي أخذ يتعرض لها في الأسابيع الماضية مبلغاً اياه رغبته في مغادرة لبنان للالتحاق بمقر السلطة في رام الله وبالتالي اعفائه من مهماته كمسؤول للساحة الفتحاوية في لبنان وأميناً للسر في منظمة التحرير الفلسطينية.

كما تردد أن عباس أبدى تجاوباً مع رغبة أبو العينين وهذا ما يفسر مبادرته أول من أمس الى رعاية لقاء فلسطيني عقد في مخيم مار الياس خصصه لمصارحة الحضور بخلفية قراره بالتخلي عن المهمات الموكلة اليه في لبنان.

أما لماذا قرر أبو العينين ترك لبنان والتوجه الى رام الله؟

في الاجابة على السؤال قالت مصادر فلسطينية مواكبة للتداعيات الجارية داخل تنظيم «فتح» في لبنان إن أكثر من سببب كان وراء طلب أبو العينين اعفاءه مع أنه ظهر في الأسبوع الماضي في «عين الحلوة» برفقة مسؤول «فتح» محمود عيسى الملقب بـ «اللينو» لكنه فضل أن يبقى تحركه بعيداً من الأضواء.

وأكدت المصادر نفسها أن وجود أبو العينين في عين الحلوة جاء بعد ساعات من الاشتباك الذي حصل فيه بين مجموعة من «فتح» تنتمي الى «اللينو» وأخرى مشتركة من «عصبة الأنصار» بقيادة أبو طارق السعدي شقيق مؤسسها أحمد عبدالكريم السعدي الملقب بـ «أبو محجن» المتواري عن الأنظار والمطلوب للقضاء اللبناني في جرائم عدة أبرزها اتهامه باغتيال الرئيس السابق لجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية «الأحباش» الشيخ نزار الحلبي، اضافة الى مجموعات فلسطينية متشددة من «جند الشام» و «فتح الاسلام». ولفتت الى أن «عصبة الأنصار» التي كانت خاضت في السابق معركة ضد «جند الشام» اضطرت الى التدخل من باب الاشتباه بأن هناك من يستهدفها في عين الحلوة، ثم سرعان ما لعبت دوراً في التهدئة بعد أن أيقنت أن الاشتباكات محصورة بين مجموعة «اللينو» وأخرى من «جند الشام» بزعامة اللبناني أبو رامز السحمراني، الملقب بـ «غاندي» والذي لجأ الى المخيم بعد صدور مذكرة توقيف في حقه بتهمة الاعتداء على الجيش في جرود الضنية (شمال لبنان).

وأوضحت المصادر عينها أن تعيين أبو العينين عضواً في اللجنة المركزية لحركة «فتح» يمكن أن يوفر له ذريعة لتبرير مغادرته لبنان، لكن الأسباب الحقيقية تكمن في استمرار التأزم داخل «فتح» وتصاعد خلافه مع قائد ميليشيا «فتح» منير المقدح الذي يعتبر الأقوى في عين الحلوة وهو يشكل حالياً قوة التوازن في وجه «عصبة الأنصار» كبرى المجموعات المتشددة في المخيم.

واعتبرت المصادر أن إبعاد أبو العينين يمكن أن يشكل المدخل لاعادة تصحيح العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية في عين الحلوة. فيما أكدت جهات أخرى صعوبة ضبط الوضع الفلسطيني، لا سيما أن هناك مخاوف من أن يشهد مخيم الرشيدية الذي يدين بالولاء لأبو العينين «مناوشات» داخل «فتح».

ولم تستبعد المصادر احتمال عودة الوئام بين المقدح و«اللينو» الذي كان يعتبر من أقرب المقربين لأبو العينين وصولاً الى تشكيل ثنائية تلعب دوراً مباشراً في التأثير على فتحي أبو العردات الذي لا يتمتع بالنفوذ الذي كان يتمتع به أبو العينين.

ولاحظت المصادر أيضاً أن المصالحة التي تمت بين «اللينو» من جهة والسعدي من جهة ثانية برعاية من «الحركة الاسلامية المجاهدة» بقيادة الشيخ جمال خطاب مدعوماً من حركة المقاومة الاسلامية «حماس» والتي شهدت تبادلاً للزيارات تخللها قيام جميع الذين شاركوا فيها بجولة ميدانية في المخيم للايحاء بأن لا نية لعودة التوتر وأن الوضع فيه سيستعيد عافيته بما يمكن سكانه من التحرك من دون أي حذر.

وأكدت المصادر أن مصالحة «اللينو» - السعدي جاءت بعد انتشار خبر عزوف أبو العينين عن متابعة المهمات الموكلة اليه واستعداده للمغادرة الى رام الله، مشيرة الى احتمال بدء مرحلة تقارب بين المقدح و«اللينو» فيما تستعد اطراف فلسطينية للقيام بحملة سياسية ضد التوطين يمكن أن تدفع باتجاه اعادة خلط الأوراق في الساحة الفلسطينية، بما يهدد الجهود الرامية الى ضبط ايقاع الشارع الفلسطيني باتجاه التهدئة من دون التخلي عن أوراق القوة بعد نجاح «حماس» في تحقيق تقدم على طريق تعزيز دورها ووجودها في المخيمات.

  • مصالحة في عين الحلوة بين «فتح» و «عصبة الأنصار»
    الخميس, 25 فبراير 2010
     
    بيروت - «الحياة»
     

    رعت لجنة المتابعة المنبثقة من القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في مخيم عين الحلوة لقاء مصالحة بين قيادتي حركة «فتح» و«عصبة الأنصار» ليل أول من أمس، لمعالجة ذيول الاشتباكات الأخيرة وما تلاها من تصريحات متبادلة بين الطرفين، ولتعزيز التفاهم بينهما وإرساء الاستقرار في المخيم.

    وعقدت اللجنة بمشاركة وفد من «مجلس علماء فلسطين» لقاءً أول في منزل مسؤول «عصبة الأنصار» أبو طارق السعدي شارك فيه مسؤولو حركة «فتح» العقيد محمود عبد الحميد عيسى المعروف باسم «اللينو»، والعميد صبحي أبو عرب وسعيد الغزي، وتصافح «اللينو ومسؤولي العصبة السعدي وأبو الشريف عقل ثم جالوا برفقة مسؤولي العصبة في الشارع الرئيس للمخيم لإشاعة جو من الاطمئنان وتوجهوا الى منزل «اللينو» حيث عقد لقاء ثان.

    واتفق المجتمعون على «عدم اللجوء الى لغة السلاح والعودة الى ميثاق الشرف الموقع بين جميع القوى الفلسطينية في المخيم، ووقف كل اشكال المظاهر المسلحة والتصريحات الاستفزازية بين الطرفين وكل ما من شأنه توتير الأوضاع». واتفق على تسليم مفتعليَ الاشتباكات الى لجنة المتابعة الفلسطينية للتحقيق معهما تمهيداً لاتخاذ الإجراء المناسب بحقهما.

    ودعا أمين سر لجنة المتابعة عبد مقدح الى «تكريس وإشاعة أجواء الوحدة والحوار والطمأنينة في المخيم وتحصين ساحته لأنه أمانة في اعناقنا حتى العودة الى فلسطين».

    وشدد الناطق باسم القوى الإسلامية في المخيم الشيخ جمال خطاب على «ضرورة وضع مبادىء لعلاج المشاكل التي تحدث في المخيم، من خلال ضبط العناصر الموتورة أوالمدسوسة، ومعالجة كل الثغرات الموجودة لدى هذا الطرف أو ذاك .. لأننا نعيش في مركب واحد اذا غرق نغرق جميعاً».

    ودعا مسؤول حركة «حماس» في منطقة صيدا أبو احمد فضل الى «العودة الى وثيقة التفاهم الموقعة سابقاً بين القوى الفلسطينية لتنظيم شؤون المخيم وللعمل على إيجاد مرجعية أمنية مشتركة لكل القوى والفصائل من أجل ضبط الوضع الأمني فيه».


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,790,524

عدد الزوار: 6,915,140

المتواجدون الآن: 108