سوريا..دمشق تفقد سيطرتها على الاقتصاد... والموارد تتوزع في مناطق النفوذ...روسيا تسيطر على فوسفات سوريا... والنفط لحلفاء أميركا وزيت الزيتون لتركيا..«عرض سري» حمله وفد كردي إلى موسكو: الحدود لدمشق وتعاون ضد أنقرة.."تحرير الشام" تسيطر على 20 قرية شمال سوريا..واشنطن تعيّن موفدا جديدا لدى التحالف الدولي..

تاريخ الإضافة السبت 5 كانون الثاني 2019 - 6:25 ص    عدد الزيارات 2260    التعليقات 0    القسم عربية

        


واشنطن تعيّن موفدا جديدا لدى التحالف الدولي ضد داعش خلفًا لبريت مكغورك الذي استقال اثر قرار الانسحاب من سوريا..

ايلاف....أ. ف. ب... واشنطن: بعد استقالة بريت مكغورك من مهماته كموفد خاصّ للولايات المتّحدة لدى التحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة، فإنّ هذا المنصب سيتولاه الآن جيمس جيفري الذي يشغل أيضًا منصب المبعوث الأميركي إلى سوريا. وكان مكغورك الذي عيّنه الرئيس السابق باراك أوباما وثبّته ترمب في منصبه لتمثيل واشنطن لدى التحالف الدولي، قد أعلن استقالته في 21 كانون الأوّل/ديسمبر بعد قرار ترمب المفاجئ سحب القوات الأميركيّة من سوريا. واستقالة مكغورك التي أصبحت سارية في 31 كانون الأوّل/ديسمبر، جاءت بعد استقالة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس. وكان ترمب أعلن الإثنين الفائت أنّ انسحاب القوات الأميركيّة من سوريا سيتمّ "ببطء"، خلافًا لما كان قاله في التاسع عشر من كانون الأوّل/ديسمبر الماضي. وكان يومها صرّح "حان وقت العودة (...) إنّ شبابنا وشابّاتنا ورجالنا سيعودون جميعًا، وسيعودون جميعًا الآن". وبهدف طمأنة الحلفاء المنخرطين في التحالف الدولي، قالت وزارة الخارجيّة الأميركيّة إنّه "ليس هناك من جدول زمني" للانسحاب العسكري الذي سيكون "منسّقًا جدًا" وذلك من أجل "عدم ترك فجوات يمكن أن يستغلّها الإرهابيّون". وأشارت وزارة الخارجيّة إلى أنّ جيفري سيتولّى منصبَي الموفد الأميركي الخاصّ لدى التحالف الدولي والمبعوث الأميركي إلى سوريا. وقال المتحدّث باسم الوزارة روبرت بالادينو في بيان إنّ جيفري سيقوم بالتالي بـ"قيادة وتنسيق جهود وزارة الخارجيّة لتنفيذ إعلان الرئيس ترمب عن انسحاب مسؤول للقوّات الأميركيّة من سوريا، بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا، من دون الإضرار بأهداف الولايات المتحدة في سوريا والعراق بما في ذلك الهزيمة الدائمة لداعش". ويتمركز نحو ألفي جندي أميركي في شمال سوريا غالبيّتهم قوّات خاصّة تُدرّب قوّات محلّية من الأكراد على قتال تنظيم الدولة الإسلاميّة. وكان مسؤولون أميركيّون قد حذّروا من مغبّة الانسحاب السريع من سوريا، خشية أن يتيح ذلك خصوصًا لروسيا وإيران التفرّد في هذا البلد.

توضيح أميركي جديد حول "الجدول الزمني" للانسحاب من سوريا

أبوظبي - سكاي نيوز عربية... أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن الولايات المتحدة ليس لديها جدول زمني لسحب قواتها من سوريا لكنها لا تخطط للبقاء إلى أجل غير مسمى، في رسالة قوية مفادها أن القوات الأميركية قد تبقى إلى أن تنتهي المعركة ضد تنظيم داعش. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة، إن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة ما زالت تستعيد أراضي من تنظيم داعش في سوريا، بعد قرابة أسبوعين من إعلان واشنطن أنها ستسحب قواتها البالغ قوامها نحو 2000 جندي من سوريا. وقال ترامب في ذلك الحين، إن القوات نجحت في مهمتها ولم تعد هناك حاجة لوجودها هناك. وفاجأ قرار الإدارة الأميركية المسؤولين في واشنطن والحلفاء، وكان سببا في قرار وزير الدفاع جيم ماتيس بالاستقالة. كما أثار مخاوف من أن يعيد تنظيم داعش تجميع صفوفه.

مساع كردية للتوصل إلى اتفاق مع النظام السوري

أبوظبي - سكاي نيوز عربية ... قال مسؤول كردي بارز، الجمعة، إن زعماء أكراد سوريا يسعون إلى التوصل لاتفاق سياسي مع حكومة الرئيس بشار الأسد بوساطة روسية، "بغض النظر عن خطط واشنطن للانسحاب" من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمالي سوريا. وقال بدران جيا كرد لـ"رويترز" إن "الإدارة التي يقودها الأكراد، التي تسيطر على معظم شمال سوريا، عرضت خريطة طريق لاتفاق مع الأسد في اجتماعات في الآونة الأخيرة في روسيا، وتنتظر رد موسكو". وتكشف دعوة الأكراد لعودة قوات الحكومة السورية إلى الحدود، التي خضعت لإدارة الأكراد لسنوات، عن عمق أزمتهم في أعقاب قرار ترامب المفاجئ بـسحب القوات الأميركية. وكانت قوات سوريا الديمقراطية الشريك السوري الرئيسي لواشنطن في القتال ضد تنظيم داعش، لكن تركيا تنظر إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب، التي تشكل العمود الفقري لها، كتهديد وتعهدت بسحقهم. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال السياسي الكردي البارز ألدار خليل إن مسؤولين من شمال سوريا توجهوا إلى موسكو، وسيقومون قريبا بزيارة أخرى، على أمل أن تضغط روسيا على دمشق "للقيام بواجبها السيادي". وأضاف خليل الذي وضع "خطط الحكم الذاتي في شمال سوريا": "اتصالاتنا مع روسيا ومع النظام هي للبحث عن آليات واضحة لحماية الحدود الشمالية للقيام بواجبه السيادي. نريد أن تلعب روسيا دورا مهما في التطورات الحاصلة لما يحقق الأمن والاستقرار". من جانبه، قال جيا كرد، الذي ذهب إلى موسكو قبل نحو أسبوعين لإجراء محادثات مع موسكو:"نناقش خيارات مختلفة لدرء الهجوم التركي على مناطق شمال وشرق سوريا.. حيث لنا تواصل مع روسيا وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي لمساعدة الإدارة الذاتية الديمقراطية". وتابع: "مناطق شمال وشرقي سوريا هي جزء من سوريا وحماية حدود هذه المناطق هي من مسؤولية الدولة السورية ويتم مناقشة هذا الخيار أيضا". من جانبه، تعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وتعتبر المنطقة الغنية بالنفط والماء والأراضي الزراعية مهمة بالنسبة لإعادة إعمار سوريا.

سجال تركي أميركي بشأن "قتل أكراد سوريا"

أبوظبي - سكاي نيوز عربية ... نددت تركيا، الجمعة، بتصريحات وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي حذر في وقت سابق الخميس، من أن يتعرض الأكراد في سوريا "للقتل" على أيدي القوات التركية، معتبرة أنها تنم عن "نقص مقلق في المعلومات". وقال الناطق باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي إن "قيام الوزير بومبيو بمساواة منظمة وحدات حماية الشعب الكردي الإرهابية مع الأكراد، حتى لو لم يكن ذلك متعمدا، ينم عن نقص مقلق في المعلومات". وتعد وحدات حماية الشعب الكردية فصيل متحالف مع واشنطن في سوريا، لكن أنقرة تعتبره "تنظيما إرهابيا". ونقلت "فرانس برس" عن أقصوي أن تركيا "لا يمكنها أن تقبل اعتبار هذه المنظمة الإرهابية شريكاً في مكافحة" تنظيم داعش، مشددا على أن تركيا "ستواصل تأمين حماية أكراد سوريا"، على حد قوله. وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب أثار مفاجأة عندما أعلن في ديسمبر 2018 سحب نحو ألفي جندي أميركي نشروا في سوريا لمكافحة المتطرفين. فيما هددت تركيا بشن هجوم على وحدات حماية الشعب الكردي. وأثار قرار ترامب قلقا لدى حلفاء واشنطن كما أدى إلى استقالة وزير دفاعه جيم ماتيس والمبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي لمكافحة داعش، بريت ماكغورك. وكان بومبيو صرح مساء الخميس أن "الأهمية هي لضمان ألّا يقتل الأتراك الأكراد، ولحماية الأقليّات الدينية في سوريا. كلّ هذه الأمور لا تزال جزءاً من المهمّة الأميركية". ورفض الوزير الأميركي كذلك الإعلان عن الجدول الزمني المقرّر لـسحب الجنود الأميركيين من شمال سوريا، وذلك كي "لا يعرف خصوم" الولايات المتحدة "متى بالتحديد" سينسحب الجنود الأميركيون من الأراضي السورية.

"تحرير الشام" تسيطر على 20 قرية شمال سوريا

دبي ـ العربية.نت.. أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، سيطرت على مناطق كانت خاضعة لحركة نور الدين الزنكي في شمال سوريا بعد معارك استمرت أربعة أيام وأدت إلى مقتل أكثر من مئة مقاتل. وسيطرت هيئة تحرير الشام على أكثر من 20 بلدة وقرية كانت خاضعة لسيطرة فصائل أخرى، بحسب المرصد. والجمعة، أعلن المرصد في بيان، أن هيئة تحرير الشام تمكّنت من "فرض سيطرتها على مناطق سيطرة حركة نور الدين الزنكي في القطاع الغربي من ريف حلب". وتقع المناطق في محافظة إدلب، آخر معقل لمسلحي المعارضة والمتطرفين الذين يقاتلون النظام السوري، وفي محافظتي حماة وحلب المجاورتين، في شمال شرق سوريا. وكانت المعارك اندلعت، الثلاثاء، بعد أن اتّهمت هيئة تحرير الشام حركة نور الدين الزنكي بقتل خمسة من عناصرها. والمعارك التي كانت محصورة في بادئ الأمر في مناطق فصائل المعارضة في محافظة حلب، توسعت إلى محافظتي حماة وإدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأعلن المرصد مقتل اثنين من عناصر الهيئة، و14 مقاتلا في صفوف الفصائل في المعارك التي وقعت الجمعة، والتي رفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ الثلاثاء إلى 61 في صفوف الهيئة، و58 في صفوف الفصائل، بالإضافة إلى ثمانية مدنيين. وتمكنت هيئة تحرير الشام إثر اقتتال داخلي تكرر خلال العامين 2017 و2018، من طرد الفصائل من مناطق واسعة، وبسطت سيطرتها على المساحة الأكبر من المنطقة، فيما باتت الفصائل الأخرى تنتشر في مناطق محدودة. وتعد محافظة إدلب ومحيطها منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية. وتوصلت روسيا وتركيا في 17 أيلول/سبتمبر إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح فيها بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً.

فرار أكثر من 12 ألف شخص من جيب داعش الأخير بدير الزور

المصدر: العربية.نت.. أفاد المرصد السوري بعمليات فرار جماعي من جيب داعش الأخير شرق الفرات في ريف دير الزور الشرقي وصلت إلى حد هروب نحو 12 ألفا وخمسمئة شخص من مناطق داعش. ونقل المرصد السوري عن سكان فروا من مناطق داعش نحو مناطق قوات سوريا الديمقراطية أن التنظيم بات في حال انهيار متسارعة نتيجة الصراعات الداخلية وانفلات قبضته الأمنية على ما تبقى من مناطق سيطرته. وتنحصر مناطق سيطرة داعش في السوسة والشعفة والباغوز فوقاني وقرى البوبدران والشجلة والكشمة والسفافية والمراشدة. الفارون تحدثوا عن اتجاهين في التنظيم أحدهما يتمسك بالقتال والآخر يدعم الانسحاب.. وبين الطرفين عمليات إعدام واستهداف وأصبح التنظيم عاجزا عن منع المدنيين من مغادرة مناطق سيطرته إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية. المرصد قدر عدد الفارين من جيوب سيطرة داعش بقرابة اثني عشر ألفا وخمسمئة شخص بينهم أعداد من مقاتلي داعش من جنسيات سورية وعراقية وأجانب من دول آسيوية مختلفة. المرصد أشار إلى أن معظم عمليات الفرار جاءت بعد قرار الرئيس الأميركي سحب قوات بلاده من سوريا فيما نجحت الوحدات الكردية من اعتقال المئات من عناصر داعش حاولوا التسلل في صفوف المدنيين. وفيما تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى إنهاء وجود داعش شرق الفرات في وقت مبكر هذا العام، تترقب القوات التركية المشهد لتنفيذ عملية عسكرية للسيطرة على المناطق التي تم انتزاعها من داعش عند الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا.

روسيا تسيطر على فوسفات سوريا... والنفط لحلفاء أميركا وزيت الزيتون لتركيا

دمشق تفقد سيطرتها على الاقتصاد... والموارد تتوزع في مناطق النفوذ

الحسكة (شمال سوريا): «الشرق الأوسط»... أدى طول أمد الحرب في سوريا إلى تشظي اقتصاد البلاد، خصوصاً منه الثروات الباطنية والزراعية، بسبب سيطرة كل طرف من أطراف النزاع المحلية والدولية على المصادر المتوفرة في منطقة نفوذه. ومنذ السنة الأولى للحرب، ونظراً لما تشكِّله من مصدر تمويل وضغط على النظام، كانت آبار النفط والغاز الواقعة في معظمها بالمناطق الشمالية الشرقية والشرقية والوسطى من البلاد، هدفاً مباشراً لفصائل المعارضة، ومن ثم لتنظيمي «داعش» و«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، والقوات الكردية. وبعدما كان النظام المسيطر والمتحكم الوحيد بالثروات الباطنية والزراعية، تظهر الخريطة الاقتصادية للبلاد، مع دخول الحرب عامها الثامن، فقدانه السيطرة على الغالبية العظمى من آبار النفط والغاز ومناجم الفوسفات، وكذلك الثروات الزراعية من قمح وقطن وزيتون وغيرها لصالح فصائل مسلحة معارضة والأطراف الدولية الداعمة لها. في ظل هذه الحال والعقوبات الاقتصادية العربية والغربية التي فرضت على سوريا، اضطر النظام إلى استيراد احتياجاته من النفط والغاز والكثير من المواد الغذائية عبر خطوط ائتمانية منحته إياها إيران.
النفط
يُقدِّر تقرير للطاقة العالمية احتياطات سوريا من النفط بمليارين ونصف المليار برميل، بينما تؤكد تقارير صحافية توقّف إنتاج النظام من النفط الخفيف منذ النصف الثاني لعام 2012، فيما توقّف إنتاج النفط الثقيل اعتباراً من الشهر الثالث من عام 2013. وفي حين كان إنتاج النظام من النفط في فترة ما قبل الحرب نحو 385 ألف برميل يومياً، ذكر وزير النفط والثروة المعدنية علي غانم في حكومة النظام أخيراً، أن إنتاج النفط بلغ 20 ألف برميل يومياً، علماً بأن تقرير الطاقة العالمية، ذكر أن استهلاك سوريا من النفط قبل الحرب كان بين 240 و250 ألف برميل يومياً. ومع التطورات الميدانية المتسارعة، استعاد النظام السيطرة على حقول نفط وغاز صغيرة في المنطقة الوسطى، وأبرزها «شاعر» و«الهيل» و«آراك» و«حيان» و«جحار» و«المهر» و«أبو رباح» في منطقة تدمر، بينما واصلت «قوات سوريا الديمقراطية» وهي عبارة عن تحالف كردي - عربي مدعوم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، السيطرة على حقول النفط والغاز في المنطقتين الشرقية والشمالية الشرقية، ومن أبرزها «الرميلان» و«الجبيسة» في الحسكة، و«العمر» و«التنك» و«كونيكو» شرق محافظة دير الزور. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط»، مصدر قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» التي تسيطر على مناطق في شمال وشمال شرقي البلاد تُقدّر مساحتها بنحو 30 في المائة من مساحة سوريا الإجمالية، أن القوات تسيطر على نحو 1000 بئر، منها ما بحالة جيدة وتجري بسهولة عملية الإنتاج منها، ومنها ما هو متوقف، وأخرى يصعب الإنتاج منها بسبب عدم توفر آليات متطورة. ويوضح المصدر أن عملية الإنتاج تشرف عليها الإدارة الذاتية الكردية التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» ذراعها العسكرية، حيث تشكل الأخيرة المكون الأبرز في «قوات سوريا الديمقراطية»، إضافة إلى مشاركة القطاع الخاص بعملية الإنتاج، بناء على رخصة رسمية من «الإدارة الذاتية». ويُذكر أن عملية تكرير النفط تمت في البداية عبر مصافٍ محلية تمت صناعتها من «حراقات بدائية»، لكن «اليوم بدأت تظهر في (الرميلان) و(الجبيسة) حراقات كهربائية متطورة». وبينما لم يفصح المصدر عن كميات الإنتاج، يلفت إلى أن عمليات التكرير تهدف إلى «توفير احتياجات السوق المحلية والمناطق المجاورة في سوريا»، من دون أن يذكر إن كان من بين المناطق المجاورة، مناطق سيطرة النظام. وسبق لمندوب «الشرق الأوسط»، أن شاهد عند مفرق بلدة أثريا المؤدي إلى بلدة خناصر على الطريق البرية البديلة التي افتتحها النظام في عام 2014 إلى مدينة حلب بعد قطع فصائل المعارضة في 2012 طريق حلب - دمشق الدولية، وجودَ مئات الصهاريج الناقلة للنفط مركونة في المنطقة والمقبلة من مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، الأمر الذي فسره اقتصاديون، بأن النظام يشتري النفط من الأكراد كون سعره أقل بكثير مما هو عليه في السوق العالمية. ويؤكد المصدر أنه تم تأمين مستلزمات السوق المحلية من مادة «المازوت»، بأسعار تدرجت من 35 ليرة إلى 50 ليرة وصولاً إلى 60 ليرة للتر الواحد، على حين يبلغ سعره في مناطق سيطرة النظام 180 ليرة بعد أن كان قبل الحرب بنحو 7 ليرات.
الغاز
ورغم إعلان النظام استعادة السيطرة على كثير من حقول الغاز في المنطقة الوسطى، بعد طرد تنظيم «داعش» من المنطقة، فإن أكبر الحقول هو حقل «كونوكو» في ريف دير الزور الشرقي، ويقع ضمن مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، ويقدر إنتاجه بنحو 10 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً. وبينما تشير بيانات لـ«وزارة النفط والثروة المعدنية» التابعة للنظام، نشرت منتصف 2017 إلى أن «إنتاج سوريا من الغاز الطبيعي قبل الحرب كان نحو 21 مليون متر مكعب يومياً، وأصبح حاليا (2017) غير قادر سوى على إنتاج 8.7 مليون متر مكعب»، زعم غانم أخيراً، أن «الإنتاج اليوم ارتفع إلى 16.5 مليون متر مكعب من الغاز يومياً». ويدحض مزاعم غائم، تكرار أزمات الغاز المنزلي الخانقة التي تحصل في معظم مناطق سيطرته على فترات متقاربة، حيث يشاهد حالياً في شوارع العاصمة طوابير طويلة من المواطنين ينتظرون لساعات للحصول على أسطوانة غاز منزلي، وكذلك في محافظات الساحل الغربية وحلب في شمال البلاد. وأخيراً ذكر رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية فارس الشهابي في صفحته على «فيسبوك»، أن «سوريا لديها احتياطي من الغاز يقدر بأكثر من 240 مليار متر مكعب». وبحسب تقارير صحافية محلية، بلغ استهلاك سوريا اليومي من الغاز المنزلي قبل الحرب ما بين 3 آلاف و3500 طن، على حين وصل إجمالي الاستهلاك السنوي إلى 900 ألف طن استوردت سوريا منها 500 ألف طن، بعد توفير 400 ألف طن من المصادر المحلية. وعلى حين كان سعر أسطوانة الغاز المنزلي سعة 9 كلغ قبل الحرب 250 ليرة، يبلغ اليوم 2700 ليرة ويصل خلال الأزمات إلى أكثر من 7500 ليرة.
الفوسفات
يُعتبر الفوسفات ثروة مهمة في سوريا التي تحتل المرتبة الخامسة عالمياً على قائمة الدول المصدِّرة له حتى عام 2011، ويقدر الاحتياطي الموثوق به بملياري طن، إلا أن كميات الإنتاج حتى سنوات ما قبل الحرب لم تتجاوز 3.5 مليون طن سنوياً، ويتوزع في السلسلة التدمرية (خنيفيس والشرقية والرخيم)، ومنطقة الحماد (الجفيفة والثليثاوات والسيجري والحباري)، والمنطقة الساحلية (عين ليلون وعين التينة وقلعة المهالبة وحمام القراحلة). وتصدر الفوسفات قائمة الموارد التي يُمكن أن تشكِّل تعويضاً لحليفي النظام (روسيا وإيران) عن تكاليف دعمهما له، وعزز التنافس بينهما للاستحواذ على احتياطياته، بحسب دراسة صدرت أخيراً. وبعد تناوب تنظيم «داعش» من جهة، والنظام وحلفائه من ميليشيات أجنبية لبنانية وعراقية يُشرف عليها ضباط في «الحرس الثوري» الإيراني، منذ مايو (أيار) 2015، على السيطرة على مدينة تدمر ومناجم الفوسفات في خنيفيس والشرقية، انتهى الأمر بسيطرة النظام وحلفائه بعد التدخل الروسي في (مايو) 2017، على المدينة ومناجم الفوسفات التي حولها. وشكلت تلك السيطرة مقدمة لتسليم إيران تلك المناجم تبعاً للاتفاق الذي عقده رئيس الحكومة عماد خميس، خلال زيارته طهران في مطلع عام 2017، القاضي بتسديد الديون الإيرانية الناجمة عن خطوط الائتمان الأربعة التي منحتها إيران للنظام، والتي تتجاوز قيمتها 5 مليارات دولار، عبر منح إيران جملة مشروعات وعلى رأسها استثمار الفوسفات السوري في منطقة خنيفيس، بعد تأسيس شركة مشتركة لهذا الغرض. لكن النظام لم يلبث أن بدأ بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقات مع طهران، وسرَّع من وتيرة التعاون الاقتصادي وتوقيع العقود مع موسكو في المجالات ذاتها التي تطمح إيران للاستحواذ عليها، ففي أبريل (نيسان) من عام 2017، أي قبل شهر من استعادة السيطرة على مناجم الفوسفات (خنيفيس والشرقية)، وقَّع النظام عقداً مع شركة روسية، بهدف تنفيذ أعمال الصيانة اللازمة للمناجم وتقديم خدمات الحماية والإنتاج والنقل إلى مرفأ التصدير «سلعاتا» بلبنان، حيث باشرت تلك الشركة عملها فعلياً في يونيو (حزيران) بعد أيام من استعادة السيطرة على المناجم. وبحسب مصادر مطلعة على النشاط الاستثماري الروسي في سوريا تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن «روسيا بدأت بالفعل أخيراً باستثمار مناجم الفوسفات في سوريا لمصلحتها حصرياً».
زيت الزيتون
وبعد أن كانت سوريا قبل الحرب تحتل المرتبة الأولى عربياً والثالثة عالمياً بإنتاج الزيتون وزيت الزيتون، وفقاً لأرقام صندوق النقد الدولي، حيث قُدّر عدد أشجار الزيتون في سوريا بنحو 100 مليون شجرة، ومتوسط الإنتاج 1.2 مليون طن، تراجع الإنتاج تدريجياً إلى مستويات قياسية مع استمرار الحرب وسط تصريحات رسمية بانخفاضه بنسبة 300 في المائة. وتتركز زراعة الزيتون في محافظة إدلب شمال غربي البلاد التي تسيطر على جزء كبير منها «هيئة تحرير الشام» بينما تسيطر فصائل مسلحة وإسلامية موالية لتركيا على أجزاء أخرى، وكذلك في محافظة حلب حيث تتقاسم السيطرة في شمالها «قوات سوريا الديمقراطية» وفصائل مسلحة موالية لتركيا. مع تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي من نحو 50 ليرة قبل الحرب إلى أكثر من 500 ليرة حالياً، ارتفعت أسعار اللتر من زيت الزيتون تدريجياً من 190 ليرة قبل الحرب إلى نحو 2500 ليرة حالياً. وبحسب مصادر أهلية تنحدر من إدلب تعيش في ريف دمشق، تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فإن سعر «صفيحة» زيت الزيتون (16 كلغ) في إدلب يصل اليوم إلى 20 ألف ليرة، ويكلف نقلها إلى دمشق 5 آلاف ليرة، بينما يصل سعرها في العاصمة إلى نحو 35 ألف ليرة. وتكشف المصادر أن بعض أهالي إدلب الذين يعيشون في العاصمة يقدمون على جلب محصولهم بعد أن تم جنيه وإنتاجه من قبل أقارب لهم هناك، على حين يفضل آخرون بيعه تفادياً لمشقة جلبه. وفي أواخر الشهر الماضي، ذكرت صحيفة «الوطن» الموالية لدمشق، أن السلطات التركية سهّلت على الفصائل المسلحة الموالية لها في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي عمليات تهريب زيت الزيتون إلى داخل الأراضي التركية، وبسعر لا يتجاوز 10 آلاف ليرة سوريا لـ«الصفيحة» الواحدة، التي يصل سعرها في الأسواق المحلية إلى نحو 25 ألف ليرة.
القمح والقطن
وعلى حين كانت سوريا قبل 2011 تنتج أربعة ملايين طن من القمح في العام، وكان بإمكانها تصدير 1.5 مليون طن، قدر تقرير أممي، إنتاج القمح في سوريا لهذا العام بنحو 1.2 مليون طن، وهو أدنى مستوى منذ 29 عاما. وكانت محافظات الجزيرة (الحسكة، ودير الزور، والرقة) التي تسيطر على معظمها «قوات سوريا الديمقراطية»، إضافة إلى حلب، تشكل الخزّان الاستراتيجي للقمح لأكثر من 23 مليون سوري. ووفق بيانات وزارة الزراعة التابعة للنظام، فإن الرقة التي كانت الثالثة في إنتاج القمح، بعد الحسكة وحلب، تعرضت لتراجع كبير في زراعته، حتى في الأراضي المعتمدة على قنوات الري، بسبب غلاء الوقود اللازم لتشغيل المحركات والارتفاع المرعب في أسعار الأسمدة. وتراجعت المساحة المزروعة بالقمح في المحافظة من 161303 هكتارات في 2011، وبكمية إنتاج بلغت 607 آلاف طن، إلى 376 ألف طن في 2014، متأتية من مساحة 186 ألف هكتار، وفق أرقام المجموعة الإحصائية. وبحسب ما نقلت تقارير عن مصدر من حكومة النظام، فإن الحكومة ستشتري كل القمح الذي سيقدم لها عبر مراكز الشراء والتجميع، وستكون الكمية التي سيتم شراؤها أقل من كمية الإنتاج لهذا العام. وبينما يقوم عدد من المزارعين في المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» ببيع محاصيل القمح لـ«الإدارة الذاتية»، يقوم مزارعون في مناطق الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا ببيع القمح لمراكز تابعة للحكومة المؤقتة المدعومة من تركيا. وتحتاج المناطق الخاضعة لسيطرة النظام ما بين مليون ومليون ونصف طن سنوياً لسد احتياجاتها من مادة الطحين، ولذلك ستقوم «المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب» التابعة للنظام بطرح مناقصات عالمية للشراء. وأعلنت الأمم المتحدة أخيرا أن هناك 13 مليون شخص من السكان في سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. وخلال فترة سيطرة تنظيم «داعش» على محافظة الرقة، تضررت بنية الري، وتراجع الإنتاج والمساحات المزروعة بالقطن، ويوضح المصدر القيادي في «قوات سوريا الديمقراطية»، أن المساحات التي زُرِعت بالقطن في مناطق سيطرة القوات هذا العام لا تساوي نسبة 25 في المائة من المساحة في فترة ما قبل الحرب، بسبب جفاف نهر الخابور وقلة الهطولات المطرية وندرة الأسمدة اللازمة». ووفق أرقام المجموعة الإحصائية الزراعية الصادرة عن «وزارة الزراعة» التابعة للنظام، فإن المساحة المزروعة بالقطن في الرقة تراجعت من نحو 50 ألف هكتار أنتجت 187.5 ألف طن في 2011، إلى 20 ألف هكتار أنتجت 50 ألف طن قطن في 2014. وقد بلغ، في عام 2011، إجمالي المساحة المزروعة بالقطن في جميع الأراضي السورية 175 ألف هكتار ووصل الإنتاج إلى 672 ألف طن، وفقاً لأرقام المجموعة.

«عرض سري» حمله وفد كردي إلى موسكو: الحدود لدمشق وتعاون ضد أنقرة

تكشف تفاصيل زيارتي قائد «الوحدات» إلى العاصمتين السورية والروسية... واتصالات لترتيب جولة لبولتون في شرق الفرات

الشرثق الاوسط..لندن: إبراهيم حميدي.. بمجرد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عزمه «الانسحاب الكامل والسريع» من سوريا، كثف القادة الأكراد السوريون اتصالاتهم في أكثر من اتجاه، كان بينها قيام قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سيبان حمو على رأس وفد رفيع المستوى بزيارات سرية إلى قاعدة حميميم ودمشق وموسكو للحصول على «ضمانات روسية» لترتيبات عسكرية وإدارية بينها تسليم الحدود السورية إلى دمشق لـ«قطع الطريق على تركيا». على الضفة الأخرى، تستعجل الإدارة الأميركية اتصالاتها العسكرية والسياسية لضبط إيقاع ترتيبات الخروج من سوريا، إذ انه بالتزامن مع جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الشرق الاوسط، تجري اتصالات لترتيب زيارة غير معلنة لمستشار الأمن القومي جون بولتون ورئيس الأركان جون دونفور ومسؤول الملف السوري جيمس جيفري إلى شرق سوريا بعد محادثات الوفد في أنقرة يوم الاثنين وقبل توجهه إلى تل أبيب. وفي حال حصول هذه الزيارة، ستكون الأرفع من نوعها لمسؤول أميركي إلى سوريا منذ بدء التحالف الدولي عملياته في 2014.
- من حمييم الى دمشق
في التفاصيل، بعد أيام من تغريدة ترمب على موقع «تويتر» وإعلانه أنه أبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 14 الشهر الماضي نيته القيام بـ«انسحاب سريع وكامل» من سوريا، طار وفد من «الوحدات» الكردية بقيادة حمو إلى حميميم ثم جرى لقاء سري في دمشق ضم مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك ووزير الدفاع العماد علي أيوب ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بحضور وفد عسكري روسي رفيع المستوى. رسالة «الوحدات» إلى دمشق، بحسب المعلومات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، كانت ضرورة «عدم تكرار خطيئة عفرين: تشدد الطرفين في دمشق وقامشلو (القامشلي) أدى إلى خسارة عفرين لصالح حلفاء أنقرة» عندما بدأ الجيش التركي بضوء أخضر روسي في بداية العام عملية «غضن الزيتون» وأدت إلى السيطرة الكاملة عليها بعد رفض دمشق عرض كردي بمحاصصة في المدينة الواقعة في ريف حلب. وقال القيادي: «الآن عفرين ليست معنا وليست معكم».
كما أبلغ وفد «الوحدات» المسؤولين في دمشق، أن عدم تكرار الخطأ يتطلب «المرونة وتحديد الأولويات»، حيث قال أحدهم: «نحن مختلفون حول مستقبل سوريا لكن ليس على سوريا وحدودها ووحدتها». وأبلغهم بعرض مفاده استعداد «الوحدات» لتسليم جميع النقاط الحدودية لـ«بسط سيادة الدولة السورية» ثم يجري ترك موضوع الدستور والحل السياسي للمستقبل، شرط أن يكون «الضامن روسيا لهذه الترتيبات». منبج كانت المختبر للتعاون المتجدد بين دمشق و«الوحدات». إذ جرى التفاهم على إصدار مواقف علنية منسقة تسمح بأن تدخل قوات الحكومة إلى منبج. وفي 28 ديسمبر (كانون الأول)، أي بعد يومين من الاجتماع السري، صدر بيان من قيادة «الوحدات» رحب بدخل الجيش السوري إلى منبج وآخر من وزارة الدفاع السورية تضمن المسؤولية عن «استعادة السيادة الكاملة للدولة». تزامن البيانان مع إعلان الحكومة الروسية أن الجيش السوري سيتسلم المناطق التي يخرج منها الأميركيون، بموجب تفاهمات دمشق - «الوحدات». للعلم، فإن منبج هي نقطة تعاون أميركي - تركي بموجب خريطة طريق أبرمت منتصف العام الماضي، تضمنت انسحاب «الوحدات» منها وتسيير دوريات مشتركة بين حلفاء أنقرة وحلفاء واشنطن في ريف منبج، إضافة إلى تشكيل مجلس مدني جديد وإعادة صوغ المجلس العسكري الحالي. بعد تغريدة ترمب، برز سباق بين أنقرة وحلفائها ودمشق و«الوحدات» إلى منبج. بموجب تفاهمات دمشق - «الوحدات»، تقدمت قوات الحكومة السورية نحو منبج، بالتزامن مع رفع العلم الرسمي السوري في المدينة، في وقت كانت فصائل تدعمها تركيا تتقدم من شمال منبج. المفاجأة كانت هي الموقف الأميركي. وقتذاك، بدأ الرئيس ترمب يخفف من وطأة تغريدته المفاجئة وسط حديث عن برنامج زمني للانسحاب وبطء في تنفيذه وعدم استعجال عودة دمشق. وإذ استمر الطيران الأميركي في التحليق فوق منبج، فإن الجانب الروسي تدخل بعد اتصالات رفيعة عبر خط «منع الصدام» مع الجانب الأميركي ومع تركيا، جرى إنجاز تفاهم جديد: عودة قوات الحكومة 30 كيلومترا بعيدا من منبج وفي عريما حيث يقع مركز روسي بعدما أخذت دمشق بعض المواقع. وبقاء فصائل حليفة لأنقرة من «درع الفرات» بعيدا عن منبج. عليه، تغيرت خريطة الانتشار الجديدة في منبج وما حولها: قوات الحكومة تنتشر جنوب المدينة وشمالها، فيما تقع القوات الأميركية في المدينة وغربها، بحيث باتت لأول مرة القوات الأميركية وقوات دمشق وجها لوجه. وروى قيادي كردي أن ضابطا من قوات الحكومة تحدث مع ضابط أميركي قائلا له: «نحن لسنا ضدكم، بل ضد تركيا». واستمر تسيير الدوريات الأميركية قرب الجيش السوري من دون أي صدام. لكن جهود «سد الذرائع» بقيت مستمرة. إذ أعلنت دمشق وموسكو قبل يومين أن «الوحدات» سحبت 400 من عناصر من منبج ردا على قول تركيا بأن تريد تطهير المدينة من «الوحدات». هناك من شكك بدقة هذه الانسحابات كونها كانت «إعلامية فقط لأن الوحدات لم تكن موجود أصلا». ورهان دمشق و«الوحدات» ألا يتكرر «خطأ عفرين»: وقتذاك منع الروس تطبيق تفاهمات الطرفين وسمح الروس لتركيا باستخدام الطيران لأن ما بين موسكو وأنقرة أكبر من عفرين ومما بين دمشق والقامشلي.
- شطرنج روسي
بالتزامن مع لعبة الشطرنج العسكري في رقعة منبج، كانت موسكو تستضيف وفدين في ذات اليوم في 29 الشهر الماضي: الأول، علني ضم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الدفاع خلوصي أكار ومدير المخابرات هاكان فيدان. الثاني، سري ضم قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سيبان حمو. حمو التقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف ورئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان سيرغي رودسكوي، حيث جرت اللقاءات قبل المحادثات الروسية - التركية وبعدها.
بحسب المعلومات، فإن موسكو تسعى إلى لعب دور الحكم للوصول إلى ترتيبات مقبولة تركيا وكرديا وبتفاهم مع دمشق وصفقة مع واشنطن. جدد الوفد الكردي تأكيده الاستعداد لتسليم جميع الحدود السورية إلى دمشق لقطع الطريق على توغل تركي. هنا طرحت فكرة قيام شريط أمني داخل الحدود السورية مع تركيا. إذ أن الوفد التركي تحدث عن شريط بعمق 20 - 30 كيلومترا، مقابل قبول روسي لعمق بين 5 و10 كيلومترات. لكن الوفد الكردي أعلن رفض مقترح كهذا، إذ قال أحدهم: «بإمكان تركيا أن تقيم شريطا أمنيا في أراضيها كما أن هناك قرى ومدنا كثيرة على الحدود ذات أغلبية كردية»، في وقت بدا موقف أنقرة «حاسما في رفض أي وجود للوحدات على الحدود أو عودة دمشق للسيطرة عليها كي لا تتكرر تجربة الثمانينات والتسعينات»، بحسب مصدر دبلوماسي. وقال: «أنقرة لا تريد عودة التعاون بين دمشق وحزب العمال كما كان قبل توقيع اتفاق أضنا في منتصف 1998». سياسيا، جدد حمو للجانب الروسي «رفض التقسيم والتمسك بسوريا واحدة موحدة... لكن لا بد من إجراء تغييرات في سوريا إذ أنه لا يمكن العودة إلى الماضي». لذلك، فهو اقترح معادلة: الحدود للدولة المركزية والإدارات محلية. كما طالب روسيا بأن تكون «ضامنة للحل السوري والترتيبات المستقبلية». وتراهن شخصيات كردية على قيام الجانب الروسي بإخراج مسودة الدستور الروسي لسوريا من أدراج خزائن وزارة الدفاع، خصوصا أنه ينص على اعتراف بحقوق الأكراد ومشاركتهم السياسية في الإدارة وفق سلسلة إجراءات بينها تأسيس «جمعية المناطق» الموازية للبرلمان. هذا الهجوم الدبلوماسي الكردي نحو موسكو يأتي بعد فتور بين الطرفين منذ عملية «غصن الزيتون» في عفرين عندما شعر قياديون أكراد بـ«طعنة في الظهر» كما أنه يأتي بعد حديث عن «خيانة أميركية» في وقت لا يريد الأكراد العودة إلى الجبال بعدما ألفوا سهول الجزيرة السورية لسنوات، بحسب مصدر. ويجري التواصل مع موسكو في وقت لم تلاحظ قيادة «الوحدات» تغييرات عسكرية كبرى لجهة تنفيذ الانسحاب الأميركي من شرق الفرات ومنبج وقاعدة التنف. إذ تجري استعدادات لاستقبال بولتون كما أن الحضور الدبلوماسي الأميركي والفرنسي لا يزال قائما، إضافة إلى القواعد العسكرية والوحدات الخاصة. الهدف الأميركي هو الوصول إلى ترتيبات عسكرية وإدارية خلال 120 يوما تخفف من أعباء السباق على ملء الفراغ. لذلك، فإن بولتون يزور أنقرة وشرق سوريا وإسرائيل وروسيا للوصول إلى ترتيبات. وهناك اعتقاد أن مآلات الترتيبات الأميركية - الروسية - التركية (بعلم دمشق) ستتضمن حصول تركيا على شريط أمني يحدد عمقه وإمكانية التوغل أو توجيه ضربات جوية ضد إرهابيين وتفاهمات حول مصير السلاح الثقيل والقواعد العسكرية مقابل وجود رمزي للدولة السورية على الحدود وترتيبات تتعلق بالتوازن بين المكونات العربية والكردية ونوع من أنواع الإدارة الذاتية والمحاصصة على الثروات الطبيعية (نفط وغاز وسدود وزراعة) بالتزامن مع قبول أميركي لتصور روسيا لتركيبة اللجنة الدستورية وعملها ومرجعيتها لتنفيذ القرار 2254. وتربط موسكو مصير شرق الفرات بمصير إدلب لدفع أنقرة لاستعجال تنفيذ تعهداتها في اتفاق سوتشي خصوصاً ما يتعلق بإقامة المنطقة الآمنة بعمق 15 - 20 كيلومترا و«تحييد الإرهابيين» وإعادة طريقي حلب - اللاذقية وحلب - حماة إلى دمشق. وهناك من يربط بين المفاوضات للوصول إلى ترتيبات والاقتتال بين فصائل معارضة و«هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقا) ذلك أن الأخيرة باتت تقترب لتكون وجها لوجه مع قوات الحكومة شمال البلاد بعدما كانت منعت الفصائل من القتال مع حلفاء انقرة شرق نهر الفرات.

غارات على جنوب إدلب... واقتتال الفصائل يحتدم غرب حلب

بيروت - عمان - لندن: «الشرق الأوسط».. هزت انفجارات الريف الجنوبي لإدلب وسط استمرار الاقتتال بين فصائل معارضة و«هيئة تحرير الشام» التي تضم «فتح الشام» (النصرة سابقا) في أرياف إدلب وحماة وحلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «هزت عدة انفجارات فجر الجمعة القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، ناجمة عن ضربات جوية نفذتها طائرات حربية، حيث استهدفت بغارة مناطق في بلدة التمانعة، وبغارتين اثنتين مزرعة المنظار بأطراف مدينة خان شيخون، الأمر الذي تسبب بسقوط جرحى، فيما تأتي الضربات هذه بعد أيام قليلة على ضربات جوية أخرى استهدفت القطاع الغربي من محافظة إدلب»، إذ كان «المرصد» أشار إلى انفجارات عدة بالقطاع الغربي من ريف إدلب بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، ناجمة عن استهداف طائرات حربية أماكن في بلدتي مرعند والزعينية بريف مدينة جسر الشغور الغربي غرب محافظة إدلب، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات استهدفت مقرات سابقة للفصائل في المنطقة، وسط معلومات أولية عن خسائر بشرية. وكانت الغارات هي الأولى التي يستهدف فيها الطيران محافظة إدلب منذ اتفاق المنطقة منزوعة السلاح، المطبق منذ الـ17 من سبتمبر (أيلول) باتفاق ثنائي بين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، كما تعد هذه الضربات اليوم على ريف إدلب الجنوبي، هي الثالثة من نوعها ضمن مناطق اتفاق بوتين - إردوغان، بعد الاستهداف الجوي على ضواحي حلب الغربية في الـ25 من نوفمبر (تشرين الثاني). وسيطرت «هيئة تحرير الشام»، الجمعة، على أبرز معاقل حركة «نور الدين الزنكي» في ريف حلب الغربي، وهي بلدة «عنجارة». وقالت «شبكة إباء» التابعة لـ«الهيئة»: إن «(تحرير الشام) دخلت بلدة (عين جارة) بريف حلب الغربي المعقل الرئيسي لحركة (الزنكي)، بعد اتفاق مع أهالي البلدة». وفي ذات السياق، ذكر قادة في «الهيئة»، أن «تحرير الشام» سيطرت بالكامل على البلدة، وبالتالي فتحت الطريق الواصل من ريف حلب الغربي إلى ريف حلب الشمالي عندان وما حولها، بحسب «الدرر الشامية». من جانبها، لم تعلق «الزنكي» حتى الآن على ما أعلنته «تحرير الشام» من السيطرة على بلدة «عنجارة» أبرز معاقل الحركة. يشار إلى أن بلدة عنجارة تعتبر أبرز المناطق التي كانت تحت سيطرة حركة «الزنكي». وقال مسلحون من المعارضة السورية وسكان إن اشتباكات بين فصائل معارضة متناحرة احتدمت في شمال غربي سوريا في أحدث مواجهات بين خصوم الرئيس السوري بشار الأسد. وطالما عصف الاقتتال بالمعارضة المسلحة في سوريا منذ بدء الانتفاضة على الأسد في عام 2011. وساعدت المعارك بين الفصائل المتناحرة الرئيس السوري، مع حلفائه الإيرانيين والروس، على استعادة الكثير من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وقال مقاتلون من المعارضة المسلحة وسكان لـ«رويترز» عبر الهاتف إن هيئة تحرير الشام، التي كانت تنتمي لتنظيم القاعدة في السابق، شنت هجوما يوم الثلاثاء على بلدات خاضعة لسيطرة حركة نور الدين زنكي المنضوية تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير. وقالت الجماعة الإسلامية، التي انتزعت السيطرة الأربعاء على مدينة دارة عزة في محافظة حلب، إن الهجوم رد على كمين أدى إلى مقتل خمسة من مقاتليها. وألقت باللوم على حركة نور الدين زنكي. وتفصل الخلافات الأيديولوجية المقاتلين الإسلاميين المتشددين عن جماعات وطنية في الجيش السوري الحر تجمعت تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير التي حصلت على دعم تركيا. وقال مصدر بالمعارضة إن انتزاع السيطرة على مدينة دارة عزة سيعزز موقف الجماعة الإسلامية في محادثات سرية مع تركيا التي لها وجود عسكري قوي في المنطقة الشمالية وتريد تشديد قبضتها على المنطقة لتأمين حدودها. وذكر دبلوماسي غربي كبير يتابع الشأن السوري عن كثب وطلب عدم نشر اسمه أن هدف المتشددين الإسلاميين هو خلق ممر من الأراضي في المناطق التي يسيطرون عليها شمالي إدلب قرب الحدود التركية إلى معاقل في ريف حلب. وفي تصاعد للاقتتال، قال سكان ومقاتلون من المعارضة إن قوات الجبهة الوطنية للتحرير هاجمت معاقل ونقاط تفتيش لهيئة تحرير الشام في محافظة إدلب. وقالت الجبهة الوطنية للتحرير في بيان «نحمل هيئة تحرير الشام مسؤولية كافة التبعات الخطيرة والكارثية التي سوف تترتب على تصعيدها الأخير في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد وندعو عقلاءهم إلى إيقاف القتال والحفاظ على ما تبقى من الثورة». وأفاد سكان بأن الجبهة الوطنية للتحرير لم تحقق تقدما يذكر في طرد الإسلاميين من سراقب وهي إحدى المدن الرئيسية الخاضعة لسيطرتهم في محافظة إدلب. لكن المخاوف زادت من أن القتال، الذي كان بعيدا عن المناطق المدنية بشكل كبير حتى الآن، قد يمتد إلى مناطق مكتظة بالسكان. وقال مقاتلو معارضة إن عشرات سقطوا قتلى وأو جرحى حتى الآن. ورغم أن الإسلاميين أقل عددا من الجبهة الوطنية للتحرير فإنهم أكبر جماعة في إدلب ويسيطرون فعليا على معظم المحافظة وهي آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة. ونظم عشرات المدنيين في مدينة معرة النعمان، الخاضعة لسيطرة الجبهة الوطنية للتحرير، مسيرة ضد تحرير الشام يوم الأربعاء واتهموا الجماعة وزعيمها أبو محمد الجولاني بخدمة الأسد بالهجوم الأخير. وامتدت الاشتباكات بين فصائل المعارضة إلى أطمة وهي بلدة على حدود محافظة إدلب مع تركيا. وتضم البلدة الآن عشرات آلاف السوريين الذين نزحوا خلال سنوات الحرب والذين يعيشون في خيام مؤقتة. وقال أحد السكان في المخيم ويدعى عبد العزيز يونس لـ«رويترز» إن عدة مدنيين قتلوا عندما تبادل مسلحو المعارضة القصف.

 



السابق

أخبار وتقارير..مسؤولون أميركيون يتهمون وسائل إعلام قطرية بتمويل الإرهاب......تقرير أميركي: إرهاب 2019 من روسيا وجنوب آسيا..واشنطن لطهران: لن «نتفرج» على أنشطة صواريخكم الباليستية..مسؤول إيراني: نواجه كارثة مقبلة في شح المياه..معارك بين «طالبان» والقوات الحكومية..استقالات في حلقة المستشارين المقربين من ماكرون..توقيف إريك درويه أحد قادة «السترات الصفر» في فرنسا..

التالي

اليمن ودول الخليج العربي..التحالف: 14 خرقاً حوثياً لوقف النار بالحديدة.. في 24 ساعة.. مقتل قيادي بـ"القاعدة" في غارة أميركية وغريفيث في صنعاء للضغط باتجاه تنفيذ اتفاق السويد... والجيش اليمني يواصل التقدم في صعدة..قرقاش: عجز قطر عن استضافة المونديال يؤكد حاجتها إلى محيطها..بومبيو يزور الرياض خلال جولة شرق أوسطية..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,787,260

عدد الزوار: 6,914,963

المتواجدون الآن: 102