سوريا..ترامب يتحدث عن "الرمل والموت" في سوريا.. لم نحدد موعدا للإنسحاب..تقرير: بريطانيا تمنح زوجة عم الأسد حق الإقامة "سرًا" ..واشنطن: انسحاب أميركا من سورية لن يؤثر في دعمها إسرائيل..صالح إلى أنقرة لحماية أكراد سورية... وإيران تُخرّج «قادة» بتدمر..

تاريخ الإضافة الخميس 3 كانون الثاني 2019 - 5:53 ص    عدد الزيارات 1996    التعليقات 0    القسم عربية

        


ترامب يتحدث عن "الرمل والموت" في سوريا.. لم نحدد موعدا للإنسحاب..

"سكاي نيوز عربية".. كرّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأربعاء، عزمه على سحب قواته من سوريا، التي وصفها بأنها عبارة عن "رمل وموت"، إلا أنه تجنب تحديد موعد لهذا الانسحاب. وقال ترامب خلال اجتماع مع فريقه الحكومي: "لقد قضي الأمر في سوريا منذ زمن طويل. وإضافة الى ذلك نحن نتكلم عن رمل وموت. هذا ما نتكلم عنه. نحن لا نتكلم عن ثروات كبيرة". أضاف: "أنا لا أريد البقاء في سوريا إلى الأبد. إنها رمل وموت"، وذلك ردا على أسئلة عدة بشأن موعد سحب القوات الأميركية، تجنب الحديث عن موعد محدد. وتابع في هذا الصدد: "سننسحب. سيحدث ذلك خلال بعض الوقت، أنا لم أقل أبدا أننا سننسحب بين ليلة وضحايا". وكان ترامب أعلن، الاثنين، أن انسحاب القوات الأميركية سيتم "ببطء"، خلافا لما قاله في التاسع عشر من ديسمبر الماضي، وقال يومها: "حان وقت العودة (...) إن شبابنا وشاباتنا ورجالنا سيعودون جميعا، وسيعودون جميعا الآن". ويتمركز نحو ألفي جندي أميركي في شمال سوريا غالبيتهم من القوات الخاصة، التي تدرب قوات محلية من الأكراد بشكل خاص على قتال تنظيم داعش. وكان العديد من المسؤولين الأميركيين حذروا من مغبة الانسحاب بشكل سريع من سوريا، ما سيتيح خاصة لروسيا وإيران التفرد في هذا البلد. واحتجاجا على قرار الانسحاب هذا قدم وزير الدفاع، جيمس ماتيس، استقالته، قائلا إن وجهات نظره بشأن قضايا العالم لم تعد تتوافق مع ما يفكر به ترامب. وبالتوازي مع قرار الانسحاب من سوريا، طالب ترامب البنتاغون بوضع خطط لانسحاب نحو 7000 جندي من القوات المتمركزة في أفغانستان. ويعتبر قرارا ترامب بشأن سوريا وأفغانستان نقطة تحول في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وقد يفتحان الباب أمام سلسلة من الأحداث المتتابعة غير المتوقعة في الشرق الأوسط وأفغانستان.

تقرير: بريطانيا تمنح زوجة عم الأسد حق الإقامة "سرًا" على أراضيها مقابل ضخها استثمارات ضخمة داخل المملكة

صحافيو إيلاف.. قالت صحيفة "دايلي مايل" إن السلطات البريطانية سمحت سرًا لزوجة عم بشار الأسد بحق العيش في بريطانيا، بعد موافقتها على شرط أساسي لذلك.

إيلاف: في تقرير نشرته صحيفة "دايلي مايل" نقلًا عمّا ذكرته صحيفة "دايلي تليغراف"، من أن زوجة عمّ بشار الأسد، وابنيها البالغين، قد منحوا حق الإقامة في المملكة المتحدة في الوقت نفسه تقريبًا، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية اشترطت إنفاق زوجة عم بشار الأسد مئات الملايين من الدولارات داخل المملكة المتحدة.

تهم بالفساد في فرنسا

أوضحت الصحيفة أن المرأة، في إشارة إلى زوجة عم بشار الأسد البالغة من العمر 63 عامًا، هي الزوجة الرابعة لرفعت الأسد، المعروف بأنه «جزّار حماه» بعدما ترأس قوات النخبة التي قتلت ما يصل إلى 40 ألف سوري في عام 1982. كما يذكر أن رفعت الأسد البالغ من العمر 80 عامًا هو عم بشار الأسد، هرب من سوريا إلى أوروبا بعد عامين من انقلاب فاشل ضد شقيقه حافظ الأسد، والد بشار. حسب الصحيفة، فقد نجح رفعت الأسد في الفرار من سوريا، وقام بشراء مئات العقارات في فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة، لكن تم الاستيلاء على تلك الممتلكات بعد تحقيق دام أربع سنوات، ويواجه الآن تهمًا بالفساد في فرنسا، حسب تقارير إعلامية. قبل عامين، تم التحقيق مع رفعت بتهمة الفساد وغسل الأموال، حيث شككت السلطات الفرنسية في أن إمبراطوريته العقارية الضخمة بنيت بأموال غير مشروعة؛ حيث إنه وحده المسؤول عن 80 في المائة من الأصول التي استولت عليها سلطات الجمارك الفرنسية في عام 2017. حيث يمتلك قصرًا بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني بالقرب من بارك لين في وسط لندن، إضافة إلى منازل في فرنسا وإسبانيا.

استئناف مرفوض

وكانت الحكومة البريطانية رفضت في أكتوبر من العام الماضي منح الجنسية لزوجة عمّ بشار الأسد من دون أن يتم التطرق إلى اسمها، بحسب وسائل إعلام بريطانية. ورفضت حكومة المملكة المتحدة، أيضًا، منح الجنسية البريطانية لثلاثة من أبناء رفعت الأسد، الذي غادر سوريا في منتصف ثمانينات القرن الماضي، إثر صراع مع شقيقه حافظ، على السلطة في سوريا. لفتت الصحيفة إلى أن الأسرة تقدمت باستئناف بعد حرمانها من الجنسية البريطانية. لكن المحكمة رفضت ادّعاءها، مشيرة إلى أنها «سيكون لها تأثير سلبي على العلاقات الدولية للمملكة المتحدة». يذكر الحكم أن المرأة، الملقبة بـ L A في الوثيقة، جاءت أولًا إلى المملكة المتحدة في عام 2006، وأعطيت «تصريح دخول كمستثمر». وادّعت أنها «تستثمر في السندات، وتلقى أحد أبنائها تعليمه في إحدى المدارس الحكومية الرائدة في لندن». أخبرت وزارة الداخلية الزوجة عند رفض طلب الحصول على الجنسية أن المملكة المتحدة لها دور حيوي في الأمم المتحدة في «تأمين القرارات التي تدين نشاط النظام ضد المدنيين». وينص الحكم على ما يلي: "أنت زوجة رفعت الأسد عم الرئيس بشار الأسد في سوريا». وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن رفعت كان مسؤولًا عن قتل أكثر من 1000 سجين في سجن تدمر في عام 1980.

واشنطن: انسحاب أميركا من سورية لن يؤثر في دعمها إسرائيل

الحياة....برازيليا، بيروت - أ ف ب .. أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سورية «لن يغير شيئاً» بالنسبة للدعم والحماية الأميركيين لإسرائيل. فيما قتل نحو 20 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين، أول من أمس في اشتباكات عنيفة بين الفصائل السورية المقاتلة و«هيئة تحرير الشام» غرب محافظة حلب شمال البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وجاء تصريح بومبيو أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في برازيليا أول من أمس، على هامش تنصيب الرئيس البرازيلي الجديد جاير بولسونارو. وقال بومبيو إن «قرار الرئيس في شأن سورية لا يغير شيئاً تعمل عليه هذه الإدارة مع إسرائيل». وأضاف إن «الحملة ضد داعش مستمرة، وجهودنا لمواجهة العدوان الإيراني مستمرة، والتزامنا باستقرار الشرق الأوسط وحماية إسرائيل مستمر بالطريقة نفسها التي كان عليها قبل القرار». وتشير حقيقة أن هذه هي المسألة الرئيسة في المحادثات بين بومبيو ونتانياهو. وقال نتانياهو: «هناك الكثير من القضايا التي علينا مناقشتها. سنناقش التعاون المكثف بين إسرائيل والولايات المتحدة، والاسئلة التي ترتبت على القرار الأميركي في شأن سورية». وأضاف أن المحادثات ستبحث «كيفية تكثيف تعاوننا الاستخباراتي والعملياتي بشكل أكبر في سورية وغيرها من المناطق لوقف العدوان الإيراني في الشرق الأوسط». وذكر مسؤول أميركي يرافق بومبيو أن الرجلين «ناقشا التهديد غير المقبول الذي يمثله العدوان والاستفزاز الاقليمي لإيران وعملائها على إسرائيل وأمن المنطقة». وقال إن بومبيو «أكد التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وحقها غير المشروط بالدفاع عن النفس». وفاجأ قرار ترامب بالانسحاب من سورية السياسيين والقادة العسكريين الأميركيين الذين أعربوا عن دهشتهم من الإعلان عن مثل هذا القرار المهم بعد مشاورات مسبقة قليلة رغم نصيحة مستشاري ترامب الأمنيين. وأدى القرار إلى استقالة وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس من منصبه... على صعد آخر، قتل نحو 20 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين، أول من أمس في اشتباكات عنيفة بين الفصائل المقاتلة و«هيئة تحرير الشام» غرب محافظة حلب في شمال البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتسيطر «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة منضوية في «الجبهة الوطنية للتحرير» على محافظة إدلب (شمال غرب) وأجزاء من محافظات محاذية لها، بينها ريف حلب الغربي. وطالما شهدت المنطقة اقتتالاً داخلياً بين الفصائل المتنافسة في ما بينها. واتهمت هيئة تحرير الشام الاثنين حركة «نور الدين زنكي»، أحد أبرز مكونات «الجبهة الوطنية» والمدعومة من أنقرة، بقتل خمسة من عناصرها، لتشن مباشرة هجوماً ضد مواقعها في ريف حلب الغربي المحاذي لإدلب. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «أسفرت الاشتباكات أول من أمس عن مقتل 17 مقاتلاً، بينهم 12 من هيئة تحرير الشام وخمسة من زنكي، فضلاً عن مدنيين اثنين بينهم ممرض. كما أسفرت الاشتباكات المستمرة أيضاً عن إصابة نحو 35 عنصراً بجروح». وسيطرت «الهيئة» خلال هجومها على حركة «نور الدين زنكي»، الناشطة بشكل أساسي غرب حلب، على قريتين ثم اقتحمت بلدة دارة عزة التي تتواصل فيها المعارك، وفق المرصد. وانضمت فصائل أخرى ضمن «الجبهة الوطنية للتحرير» إلى القتال إلى جانب «نور الدين زنكي»، وفق المرصد الذي أشار إلى إرسال فصائل موالية لأنقرة في شمال شرقي حلب أيضاً تعزيزات عسكرية لمواجهة «هيئة تحرير الشام». وتشهد إدلب والمناطق المحاذية لها منذ عامين توتراً بين «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى على رأسها حركتا «أحرار الشام» و«نور الدين زنكي». وعلى وقع اقتتال داخلي تكرر في العامين 2017 و2018، تمكنت «الهيئة» كونها الأكثر قوة وتنظيماً من طرد الفصائل من مناطق واسعة، وبسطت سيطرتها على المساحة الأكبر من المنطقة، فيما باتت الفصائل الأخرى تنتشر في مناطق محدودة. وتعد محافظة إدلب ومحيطها منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية. وتوصلت روسيا وتركيا في 17 أيلول (سبتمبر) الى اتفاق بإقامة منطقة منزوعة السلاح فيها بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً. وأعلنت أنقرة بعد أسابيع عن اتمام سحب السلاح الثقيل منها، إلا أن المرحلة الثانية من الاتفاق لم تطبق بعد إذ كان يفترض أن ينسحب المقاتلون وعلى رأسهم «هيئة تحرير الشام» من المنطقة.

ترامب ينحني أمام الضغط الداخلي... عاصفة تتجمّع في سورية

الراي..ايليا ج. مغناير ... استجابةً للضغوط الداخلية، وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تمديد الموعد النهائي للانسحاب من سورية (مقاطعة الحسكة الشمالية الشرقية) من 30 يوماً إلى أربعة أشهر. وقد جَبَهَ المحللون والصقور في المؤسسات الأميركية القرار بحجج واهنة لوقف الانسحاب تحت عنوان «حماية الوحدات الكردية من الإبادة على يد تركيا»، أو أن «داعش يملك بين 20000 الى 30000 مسلّح في العراق وسورية»، أو ان الانسحاب «سيعطي سورية إلى إيران وروسيا» وحتى ان الطريق ستكون مفتوحة للهلال الممتدّ من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق. وأياً تكن الأسباب، فإن مصير محافظة الحسكة قد حُسم: سنة 2019 ستمثّل عودة الإقليم إلى كنف الدولة السورية... ستختار تركيا معسكرَها الرابح، وسيعود العرب لعلاقة جيّدة مع سورية كي يكون لهم حضن خارج أحضان ترامب الذي يستطيع التخلي عنهم كما سيفعل بالأكراد. عرَضَ أكراد سورية على أميركا أن يكونوا «دروعاً بشرية»، حتى يوم إعلان ترامب انسحابه، وعندها فهِموا أنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة كحليف. ولم يتشاور الرئيس الأميركي مع الأكراد ولا مع حلفائه الأوروبيين ولا العرب في شأن قرار انسحابه. كما ان بعض دول المنطقة بدأت بالعودة إلى دمشق. وقد أرسلتْ العديد من الدول إشارات إيجابية إلى دمشق... ومن المتوقّع أن تلعب دوراً إيجابياً خلال القمة العربية - الأوروبية المتوقع عقدها في 24 فبراير في القاهرة. وفي هذا الاطار، ابلغ علي مملوك المبعوث الأمني للرئيس بشار الأسد، نظراءه المصريين خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، ان «سورية لم تنفصل يوماً عن الجامعة العربية بل الجامعة ابتعدتْ وسَلَخَتْ نفسها عن سورية العام 2012»، مضيفاً عن لسان الأسد «إن الذي أخْرج سورية يعيدها إلى الجامعة». وتجد دمشق نفسها أقوى اليوم من أي وقت. فتركيا تعتمد على إيران وروسيا لتُقُرِّباها من الحكومة السورية. ويعلم الرئيس رجب طيب اردوغان، أن أميركا شريك غير موثوق، إذ قامت بتسليح أعداء بلاده أي «وحدات حماية الشعب» الفرع السوري لـ «حزب العمال الكردستاني»، تحت عذر محاربة «داعش». ويعلم أردوغان أن العديد من الدول لا تخفي نياتها تجاه أنقرة. وهذا يُجْبِر الرئيس التركي على تحديد إستراتيجية أكثر صداقة تجاه سورية، من دون الوقوف ضدّ أميركا، من خلال الحفاظ على علاقة جيدة مع إيران وروسيا. وقد ترجم ذلك من خلال مؤتمر موسكو الأسبوع الماضي حيث وافقت أنقرة على التنسيق في منبج لتفادي التصادم مع الجيش السوري وترْك أميركا تسحب قواتها شرْط نزع سلاح الأكراد لاحقاً. ومن الطبيعي ان يرغب أردوغان في عدم رؤية الأسد ضمن الجبهة العربية المعادية له. إلا أن إدلب تبقى مشكلة تركيا المستقبلية: ففي أرياف حلب وإدلب، سيطر الجهاديون («النصرة» سابقاً) على المناطق المجابهة للجيش السوري بعد تغلّبهم على القوات الموالية لتركيا من نور الدين زنكي، وهؤلاء لا يريدون احترام وقف إطلاق النار، حسب مقررات أستانة، ما سيفرض على دمشق وموسكو ضربهم في القريب العاجل لاستعادة كامل الأراضي السورية. لكن هؤلاء ليسوا الوحيدين المتبقين في سورية، فتنظيم «داعش» يحتل خمس قرى على طول نهر الفرات، حيث وضعتْه القوات الأميركية قبل أشهر عدة. وبالتالي فإن من السذاجة قول البنتاغون ان هناك بين 20 و30 ألف داعشي في سورية والعراق. وفيما تقدّر سورية أن هناك نحو 1500 داعشي، فإن البنتاغون لا تستطيع معرفة عدد مؤيدي التنظيم في العراق الذي يقدَّر عدد «الدواعش» بما بين 1500 و2000 لا غير. وقد انخفض عدد السيارات المفخَّخة والهجمات بشكل كبير جداً، من دون نفي إن «داعش» يستطيع مهاجمة أهداف صغيرة أو معزولة أو القيام باغتيالات، هنا أو هناك، إلا أنه لا شك في أن «دولته» قد ذهبت إلى «مزبلة التاريخ». بغض النظر عن نيات ترامب بالانسحاب المبكر أو المتأخّر، فإن أكراد سورية اختاروا معسكرهم إلى جانب دمشق. وبالتالي من الأفضل لترامب سحب قواته لتفادي وقوع خسائر بشرية. وكذلك اختار العرب العودة إلى دمشق مهما كان الموقف الأميركي. أما تركيا فهي أيضاً ستقترب من الأسد القوي اليوم أكثر من أي وقت. لقد أصبح في عهدة سورية، صواريخ إيرانية دقيقة الإصابة تستطيع ضرب أي هدف نفطي في إسرائيل. ولديها طائرات من دون طيار مسلّحة، وصواريخ دفاع جوي دقيقة روسيّة بفضل استمرار إسرائيل بانتهاك السيادة السورية وتحديها لموسكو. وسارع «حزب الله» إلى بناء قواعد لصواريخه على الحدود وأقام علاقات إستراتيجية مع سورية لم يكن ليحلم بها، وكذلك فعلتْ إيران. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن حزب البعث ولا التضامن العربي ليعطي العراق «حرية» ضرب أي هدف في سورية إلا بموافقة دمشق... وأخيراً لم يكن المحور المعادي لإسرائيل والرافِض للهيمنة الأميركية أقوى مما هو عليه اليوم... هذه هي نتائج الحرب السورية 2011 - 2018.

صالح إلى أنقرة لحماية أكراد سورية... وإيران تُخرّج «قادة» بتدمر

•بومبيو لنتنياهو: مواجهة طهران مستمرة

• لجنة لتوحيد الأكراد

• «النصرة» تتوغل بحلب ومقتل العشرات

الجريدة...مع قيام الرئيس ​العراقي بزيارة مفاجئة ونادرة لتركيا لبحث الوضع في سورية، بعد قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ، في محاولة لحماية أكراد سورية، واصل الحرس الثوري خطواته الرامية للتغلغل في سورية بتخريج دفعة من قادة ميليشياته قرب مدينة تدمر الأثرية شرق حمص. يبدأ الرئيس ​العراقي ​برهم صالح​، اليوم، زيارة مفاجئة للعاصمة التركية ​أنقرة​، لمناقشة التطورات الأخيرة في ​سورية​، إلى جانب العلاقات الثنائية. وقال مصدر في المكتب الاعلامي للرئاسة العراقية لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إن صالح سيلتقي نظيره التركي رجب طيب اردوغان. وتأتي زيارة صالح الى انقرة بعد أيام من تقرير يفيد بأن الرئيس العراقي قدم مقترحاً يتضمن إعادة العلاقات إلى مجاريها بين حزب العمال الكردستاني والنظام السوري عبر السليمانية، بعد الانسحاب الأميركي من سورية، الذي سيكشف القوى الكردية المتحالفة مع واشنطن. ونفى مكتب صالح وجود مقترح كهذا، لكنه أكد أن الرئيس العراقي سيواصل حراكه لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة. وبينما لا يزال الجيش التركي يرسل تعزيزات عسكرية الى الحدود مع سورية الى مقابل مناطق يسيطر عليها الأكراد، قالت مصادر مقربة من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي إن زيارة صالح الى تركيا تهدف إلى حماية اكراد سورية، والحيلولة دون تعرضهم لخسائر كبيرة نتيجة تغير المشهد الإقليمي. جاء ذلك غداة اجتماع كردي موسع عقد أمس الأول بمدينة القامشلي. وعقب انتهاء الاجتماع، أوضح الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي، غريب حسو، أنه جرى تشكيل لجنة من ممثلي عدد من الأحزاب، مهمتها "توحيد الصف الكردي وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الكردية وعقد مؤتمر وطني على مستوى كردستان سورية، خلال الفترة المقبلة". وهناك انقسام كردي حاد في سورية بين الإدارة الذاتية المنبثقة عن حزب "الاتحاد الديمقراطي" وذراعه العسكرية "لجان حماية الشعب"، وبين المجلس الوطني الكردي الذي يضم تحت جناحه عدداً من الأحزاب الكردية.

إيران

الى ذلك، وفي إطار تكثيف إيران نشاطاتها الرامية إلى توسيع انتشارها وزيادة عدد المنتسبين إلى ميليشياتها في سورية، خرَّج الحرس الثوري دفعة جديدة من معسكر إعداد القادة، بعد إخضاعهم لدورات عسكرية وعقائدية قرب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي. وأفادت مصادر محلية بأن الحرس الثوري أنهى السبت الماضي دورة تدريبية استمرت 25 يوماً، هدفها تأهيل 200 شخص من القادة العسكريين والعناصر البارزين المنضوين ضِمن صفوفها في سورية، مشيرة إلى مشاركة عدة ميليشيات في الدورة، أبرزها "لواء الباقر" و"قوات الإمام الرضا" وغيرها من المجموعات الصغيرة. وأشارت المصادر إلى أنه تم إخضاع المشاركين في الدورة لدروس دينية ومحاضرات يومية مكثفة، ألقاها رجال دين شيعة من العراق ولبنان، في حين تولى ضباط إيرانيون وقادة من "حزب الله" إعطاء الدروس العسكرية، لافتةً إلى أنهم أطلقوا على هذه الدورة من المتخرجين اسم "دورة الإمام الخميني لصُنع القادة". وفي وقت سابق، افتتحت إيران أخيراً مركزاً لتجنيد الشباب في بلدة "الجلاء" بريف دير الزور الشرقي، وفتحت باب الانتساب إلى صفوفها مقابل مبالغ مالية أعلى بكثير من رواتب النظام، كما فرضت على العناصر المنضمين لها دورة شرعية شيعية يقوم بها رجال دين قادمون من طهران.

مواجهة إيران

في المقابل، طمأن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، بأن قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات من سورية "لن يغير شيئاً" بالنسبة لمواجهة إيران ودعم وحماية إسرائيل. وشدد بومبيو، خلال لقائه نتنياهو في حفل تنصيب الرئيس البرازيلي الجديد حاير بولسونارو، على أن "جهود مواجهة العدوان الإيراني والحملة ضد داعش والالتزام باستقرار الشرق الأوسط وحماية إسرائيل مستمرة بنفس الطريقة التي كان عليها قبل القرار". من جهته، قال نتنياهو: "هناك الكثير من القضايا التي علينا مناقشتها. ومنها التعاون المكثف والأسئلة المترتبة على الانسحاب الأميركي"، مبيناً أن المحادثات ستبحث "كيفية تكثيف تعاوننا الاستخباراتي والعملياتي بشكل أكبر في سورية وغيرها من المناطق لوقف العدوان الإيراني في الشرق الأوسط". وذكر مسؤول أميركي أن بومبيو ونتنياهو "ناقشا التهديد غير المقبول الذي يمثله العدوان والاستفزاز الإقليمي لإيران وعملائها على إسرائيل وأمن المنطقة"، موضحاً أن بومبيو "أكد على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وحقها غير المشروط بالدفاع عن النفس".

اقتتال داخلي

إلى ذلك، قتل نحو 40 شخصاً، أمس الأول، في الاقتتال الدائر بين فصائل المعارضة المنضوية في الجبهة الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في غرب محافظة حلب. ووفق المرصد السوري، فإن "النصرة"، التي تسيطر مع الجبهة الوطنية على محافظة إدلب وأجزاء من محافظات محاذية لها، اتهمت حركة نور الدين زنكي، المدعومة من أنقرة، بقتل خمسة من عناصرها، وشنت مباشرة هجوماً ضد مواقعها في ريف حلب الغربي وسيطرة على بلدات تقاد وزرزريتا والقاطورة ودير سمعان وبسرطون وعاجل، قبل أن تقتحم بلدة دارة عزة أكبر وأبرز المناطق وتسيطر عليها، أمس، بالكامل بعد جبل الشيخ بركات الاستراتيجي، المطل على الريفين الشمالي والغربي لحلب. وانضمت فصائل أخرى ضمن الجبهة الوطنية إلى جانب "نور الدين"، بحسب المرصد، الذي أشار إلى إرسال فصائل موالية لأنقرة، في شمال شرق حلب أيضاً، تعزيزات من "الفرقة التاسعة" و"الفرقة 23" لمواجهة "النصرة" ووقف تقدمها.

دمشق تعلن انسحاب 400 مقاتل كردي من منطقة منبج.. المرصد قال إن عددهم 250 عنصراً... ومصدر من الوحدات {وجهتهم كوباني}

دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»... أعلنت وزارة الدفاع السورية، أمس الأربعاء، انسحاب نحو 400 عنصر من «الوحدات القتالية الكردية» من منطقة منبج في شمال البلاد، بعد أيام على انتشار قوات النظام فيها، تلبية لدعوة الأكراد في مواجهة تهديدات تركيا بشن هجوم ضدهم. وكانت وحدات حماية الشعب الكردية أعلنت الصيف الماضي انسحابها من منطقة منبج بموجب اتفاق أميركي تركي، لكن أنقرة التي طالما هددت بشن هجوم ضد هذه المنطقة تصر على أنهم لم يغادروها. ويسيطر حالياً مجلس منبج العسكري، المنضوي كما الوحدات الكردية في قوات سوريا الديمقراطية، على هذه المنطقة. وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان على موقعها الإلكتروني: «تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه لعودة الحياة الطبيعية إلى المناطق في شمال الجمهورية العربية السورية، بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) لعام 2019 قامت قافلة من الوحدات القتالية الكردية تضم أكثر من 30 سيارة بالانسحاب من منطقة منبج متجهة إلى الشاطئ الشرقي لنهر الفرات». وأضاف البيان: «المعلومات أن ما يقارب 400 مقاتل كردي قد غادروا منبج حتى الآن». ونشرت الوزارة شريط فيديو أظهرت سيارات تقل مقاتلين وترفع رايات قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية. وحتى نشر الخبر، لم تحصل وكالة الصحافة الفرنسية أو «رويترز» على تعليق فوري من الوحدات الكردية أو قوات سوريا الديمقراطية، بشأن الانسحاب أو عدد المقاتلين الذين قد يبقون في منبج. غير أن مصدر أمني كردي أكد لقناة «الحرة»، انسحاب قسم من قوات سوريا الديمقراطية من منطقة منبج باتجاه كوباني. من جهته، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «250 عنصراً من فصائل منضوية في قوات سوريا الديمقراطية انسحبوا من منطقة منبج»، نافيا لـ«الشرق الأوسط» صحة الرقم الذي أعلنته وزارة الدفاع السورية. وأثارت تهديدات تركية سابقة بالهجوم على منبج توتراً بين واشنطن الداعمة للأكراد وأنقرة إلى أن تم التوصل إلى خريطة طريق أعلنت بموجبها الوحدات الكردية انسحابها من منبج في الصيف الماضي. وبدأ التحالف الدولي بقيادة واشنطن بدوره تسيير دوريات في المدينة. وفي 19 ديسمبر (كانون الأول)، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره بسحب قواته الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية من سوريا بعدما أنجزت مهمتها على حد قوله بإلحاق «الهزيمة» بتنظيم داعش. وأثار القرار خشية الأكراد من أن يفسح المجال أمام أنقرة لتنفيذ تهديداتها. وللحؤول دون ذلك، دعت الوحدات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، في 28 من ديسمبر، الجيش السوري للانتشار في المنطقة. وفي اليوم نفسه، انتشر مئات العناصر من الجيش السوري على خطوط التماس الفاصلة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، والفصائل السورية الموالية لأنقرة من جهة ثانية. ووحدات حماية الشعب هي العضو الأقوى في تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي دعمته الولايات المتحدة في حملة على تنظيم داعش، وساعدته على السيطرة على مساحات كبيرة من شمال وشرق سوريا. وكانت تركيا والفصائل الموالية لها أرسلت الشهر الماضي تعزيزات عسكرية إلى محيط منبج. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بأنه جرى سحب هذه التعزيزات كافة. ولا تزال القوات الأميركية ضمن قوات التحالف الدولي تسير دوريات في مدينة منبج ومحيطها، وفق ما شاهد مراسل الفرنسية، قبل يومين. وأعلن ترمب الاثنين أن عملية سحب القوات الأميركية ستتطلب وقتاً. وقال: «نحن نعيد جنودنا ببطء إلى بلادهم ليكونوا مع عائلاتهم، وفي الوقت نفسه نحارب فلول (داعش)». وتشغل البلدة الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود التركية موقعا حساسا على خريطة الصراع السوري، إذ إنها قريبة من ملتقى مناطق نفوذ كل من روسيا وتركيا - وحتى الآن - الولايات المتحدة.

تركيا تواصل الحشد العسكري على حدود سوريا.. الفصائل الموالية لتركيا تسحب القوات المؤازرة إلى محيط ريف منبج

الشرق الاوسط..أنقرة - لندن: سعيد عبد الرازق.. واصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إلى مناطق الحدود مع سوريا في ولايتي كليس وشانلي أورفا جنوب البلاد، أمس (الأربعاء)، في إطار تدعيم الوحدات المتمركزة على طول الحدود واستعداداً لعملية عسكرية محتملة في شرق الفرات. وتضمنت التعزيزات، ناقلات جند مدرعة، وشاحنات محمَّلة بالعتاد وخزانات وقود، مستقدَمة من وحدات عسكرية مختلفة في أنحاء تركيا وسط تدابير أمنية مشددة. وتوجهت التعزيزات بعد ذلك من كليس إلى غازي عنتاب ومن شانلي أورفا إلى ولاية ماردين. وتتوالى تعزيزات الجيش التركي للوحدات الحدودية، وسط ترقب لإطلاق عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شرق الفرات. ودفع الجيش التركي بمزيد من التعزيزات بطول القطاع الممتد بموازاة منبج غرباً حتى الحسكة شرقاً في شمال سوريا، في سياق عمليات تجهز لها تركيا قد تمتد إلى داخل مدينة منبج وشرق الفرات. وتم تكثيف التعزيزات بالتزامن مع تهديدات تركية بدخول منبج إذا لم تقم الولايات المتحدة قبل انسحابها من سوريا بإخلاء المدينة من عناصر الوحدات الكردية، بموجب اتفاق خريطة الطريق في منبج الموقَّع بين الجانبين التركي والأميركي في 4 يونيو (حزيران) الماضي، رغم إعلان قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية غالبية قوامها، تسليم المدينة لقوات النظام السوري التي لم تدخل بعد إلى مركز المدينة رغم الإعلان عن ذلك، وأيضاً بعد اجتماعات تركية روسية شهدتها موسكو، السبت الماضي، وتركزت حول الوضع في سوريا في ضوء الانسحاب الأميركي المرتقب في غضون 3 أشهر، حيث تم الاتفاق على استمرار التنسيق والتعاون في مكافحة التنظيمات التي تشكل تهديداً لأمن تركيا. في سياق متصل، أكد المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري، في بيان أمس، أن فصائل درع الفرات الموالية لتركيا مستمرة في القصف المتقطع على خط الساجور شمال وغرب منبج. وذكر البيان أن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا تقوم، منذ ليل الاثنين - الثلاثاء، بـ«انتهاكات على خط الساجور ولفترات متفاوتة، وذلك باستهداف نقاط تمركز قواتنا على خط الساجور، بحيث قامت باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة التي بحوزتها. ومن القرى التي تم الاستهداف منها، توخار كبير شمال شرقي مدينة منبج، والمحسنلي غرب منبج ولمرتين على التوالي. كما قامت تلك الفصائل باستهداف نقاط مقاتلينا بالأسلحة الثقيلة من قرى البرازية غرب العريمة، وكذلك الكريدية». من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلاً عن عدد من المصادر الموثوقة، إن الفصائل المقاتلة والإسلامية الموالية لتركيا سحبت كل العناصر التي جاءت من مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون» إلى محيط منطقة منبج في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب. وأضاف أن عملية السحب تمت عبر نقل المقاتلين إلى ثكنات في محيط ريف منبج، هي عبارة عن مدارس جرى تحويلها لمقرات عسكرية تابعة للجيش الوطني المدعوم من تركيا، فيما أكدت المصادر للمرصد، أن الأوضاع على خطوط التماسّ بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة، وقوات مجلس منبج العسكري وجيش الثوار، عادت لما كانت عليه قبيل إعلان الاستنفار من قبل تركيا لشن عملية عسكرية في منطقة منبج. وكانت مصادر مصرية موثوقة ومصادر من قوات سوريا الديمقراطية، قد نفت للمرصد، مساء أول من أمس الثلاثاء، صحة المعلومات التي نُشرت في وسائل إعلام عربية وإقليمية حول دور مصري – خليجي في أزمة شرق الفرات، نقلاً عن وسائل إعلام إسرائيلية.

باريس تسعى لاستيعاب تداعيات الانسحاب الأميركي من سوريا>>تتواصل مع واشنطن وموسكو لحث أنقرة على عدم اجتياح المناطق الكردية

الشرق الاوسط..باريس: ميشال أبو نجم.. منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، رغبته بسحب القوات الأميركية الموجودة في شمال شرقي سوريا، التزمت باريس بموقف لم تَحِد عنه حتى اليوم ويمكن تلخيصه في نقطتين: الأولى، الإعراب عن «الأسف» للقرار الأميركي المتسرع الذي اتُّخذ «من غير تشاور» مع الحلفاء. والثاني، تأكيد أن مهمة قوات التحالف في القضاء على تنظيم داعش لم تنتهِ، وبالتالي التزام باريس بالاستمرار فيها حتى إنجازها. هذا الموقف أعادت وزيرة الدفاع فلورانس بارلي، تأكيده في الزيارة التي قامت بها للقوة الفرنسية المرابطة في أحد المطارات الأردنية عشية رأس السنة. وقالت بارلي، في رسالة واضحة موجهة إلى الإدارة الأميركية، إن «مهمة القضاء على (داعش) لم تتغير ويتعين علينا إنجازها»، مضيفةً أن فرنسا «مستمرة في حربها على الجهاديين وستقوم بكل ما تستطيعه بالاشتراك مع حلفائها، من أجل تدمير آخر جيوب (داعش)». تقول مصادر فرنسية رسمية إن التواصل بين باريس وواشنطن «قائم» منذ أن فاجأ ترمب حلفاءه بقرار الانسحاب من سوريا وإنّ همّ فرنسا مزدوج: إبطاء الانسحاب قدر الإمكان باعتبار أن تراجع ترمب عنه لم يعد ممكناً، والسعي للحصول على أكبر قدر من التفاصيل حول جدولته. ومن جهة ثانية، دفع واشنطن لكي تبقى منخرطة في الملف السوري خصوصاً لحث تركيا على الامتناع عن اجتياح المناطق الكردية بعد أن فُهم من قرار ترمب، للوهلة الأولى، أنه أعطى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، «شيكاً على بياض» للقيام بما يريده في سوريا. كذلك، فإن الدبلوماسية الفرنسية تنشط باتجاه العواصم المؤثرة وعلى رأسها موسكو. وأمس، أصدر قصر الإليزيه بياناً جاء فيه أن الرئيس ماكرون بحث، في اتصال هاتفي، الملف السوري مع نظيره الروسي بوتين، وأنه دعاه إلى التحرك من أجل «تلافي أي عمل من شأنه التسبب باهتزاز جديد للاستقرار، الأمر الذي سيخدم الإرهابيين». كذلك، فإن ماكرون شدد على «ضرورة الاعتراف بحقوق السكان المحللين»، و«المحافظة على القوى الحليفة للتحالف (الدولي) وتحديداً الأكراد، بالنظر إلى التزامهم الثابت بمحاربة الإرهاب». واضح أن باريس «قلقة» إزاء تطور الأحداث في شمال شرقي سوريا. وتَعتبر المصادر المشار إليها أن الوضع في هذه المنطقة ما زال «مائعاً»، بمعنى أن ما ستشهده في الأسابيع والأشهر القادمة ما زال غامضاً بالنظر إلى التعقيد الكبير للعبة التحالفات وخطط الأطراف المعنية بها أكانت تركيا أو النظام أو روسيا، ناهيك بالولايات المتحدة الأميركية التي يُنظر إليها من باريس على أنها وإن لم تتراجع عن قرار الانسحاب، إلا أنها «عدّلت» رؤيتها له وبرنامجه الزمني حسب ما يُفهم من تصريحات ترمب الأخيرة وتغريدته يوم الاثنين الماضي، حيث أكد أن الانسحاب سوف يتم «ببطء». وما تسعى إليه باريس التي لم تتردد في تأكيد دعمها لقوات سوريا الديمقرطية ولمجلسها المدني، هو ألا تجد نفسها «وحيدة» في شمال شرقي سوريا وبمواجهة النظام السوري أو تركيا. وما زال الموقف الذي ستلتزم به السلطات الفرنسية في حال انسحاب القوات الأميركية، غامضاً، لا بل إن السلطات السياسية والعسكرية ترفض الخوض فيه. وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط»، إنه «إذا انسحبت القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا فمن الواضح أن الوحدات الفرنسية» التي يُقدَّر عددها بمائتي عنصر «لن تبقى هناك». ونقلت صحيفة «لو فيغارو» في عددها الصادر أمس عن أوساط عسكرية في القاعدة الجوية التي تستخدمها الطائرات الفرنسية المرابطة في الأردن، أنه إذا سحبت واشنطن قواتها من التحالف فستكون القوات المتبقية بما فيها القوات الفرنسية في وضع صعب. من هنا، فإن وزيرة الدفاع الفرنسية دعت «للإسراع» في العمليات العسكرية من أجل الاستفادة من الوقت المتبقي لبقاء الأميركيين للقضاء على «داعش». وحتى اليوم، فإن القوات الأميركية تقوم بما لا يقل عن 90% من العمليات الجوية، كما أن الوسائل الجوية والإلكترونية الأميركية ضرورية، لتمكين الأطراف الحليفة الأخرى من القيام بمهماتها. وكان وفد مجلس سوريا الديمقراطية قد رفع سقف مطالبه من فرنسا التي دعاها لتوفير الدعم الدبلوماسي والعسكري على السواء، وحماية المناطق التي تسيطر عليها من عملية عسكرية تركية. وبعكس التسريبات التي سرت في الأسابيع الأخيرة، لم تتوافر معلومات مؤكدة حول تعزيز باريس لقواتها في المناطق المشار إليها. لكن بارلي، وفق ما نقلت عنها صحيفة «لو فيغارو»، لم تستبعد إرسال حاملة الطائرات «شارل ديغول» إلى المنطقة، أي إلى مياه المتوسط، علماً بأنه مخططٌ لها أن تُبحر في المحيط الهندي بدءاً من شهر يونيو (حزيران) القادم. وحسب المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، فإن الانسحاب الأميركي يعني أن «المساهمة الفرنسية ستكون دبلوماسية وليست عسكرية». وكان وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، قد حذر باريس في 26 الشهر الماضي بشكل مباشر، من العمل على توفير الحماية للقوات الكردية التي تعتبرها إرهابية لأن ذلك «لن يكون مفيداً لأي طرف»...

معارضون سوريون يشكون تخلي العالم عنهم>> مؤشرات أخيرة على بدء موجة انفتاح عربي على النظام في دمشق

لندن - بيروت: «الشرق الأوسط». .. بعد نحو ثماني سنوات من نزاع دامٍ، تسيطر خيبة الأمل على معارضين سوريين يرون الدول التي كانت يوماً داعمة لهم تتخلّى عنهم، وينظرون بمرارة إلى عودة نظام يطالبون بسقوطه إلى إحكام قبضته على البلاد. وبات وجود الناشطين والمقاتلين المعارضين يقتصر إجمالاً على منطقة محدودة في شمال سوريا، بعدما استعاد النظام بدعم روسي وإيراني، السيطرة على معظم الأراضي التي خسرها في أول الحرب، بينما فرّ آخرون إلى بلاد وقارات أخرى. ويقول شادي مطر (27 عاماً)، الناشط المعارض من مدينة داريا قرب دمشق: «أنا أبحث اليوم عن وطن». في عام 2011، شارك شادي في أولى المظاهرات ضد النظام في داريا، التي كانت في طليعة المناطق التي شهدت احتجاجات ضد النظام، ثم أصبحت من أولى البلدات التي فرضت عليها قوات النظام حصاراً خانقاً. في صيف عام 2016، خرج شادي مجبراً من مدينته ضمن عملية إجلاء مهدت لسيطرة الجيش السوري عليها، قبل أن ينتقل في بداية 2017 إلى تركيا. ويقول الشاب لوكالة الصحافة الفرنسية، عبر الهاتف: «كنا نرى في وقوف بعض الدول ومنها العربية إلى جانب مطالبنا، عاملاً إيجابياً مشجعاً. كنت أتخيل أن هذه الدول ستمنع النظام من ارتكاب مزيد من العنف». ويضيف: «اليوم، لا أستطيع العودة إلى سوريا ما دام النظام باقيا (...) ولا يمكنني اللجوء إلى معظم الدول التي كانت حكوماتها تقول إنها تساند الشعب السوري المظلوم، فجميع حدودها مغلقة في وجه السوريين». في عام 2011، وبعد قمع الاحتجاجات الشعبية التي تحولت نزاعاً مدمراً متعدد الأطراف، سارعت دول كثيرة غربية وعربية إلى مقاطعة الرئيس بشار الأسد ودعم معارضيه. ونظمت مؤتمرات لما سمي «مجموعة أصدقاء سوريا»، وتمّ تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وفرضت عقوبات غربية على الحكومة السورية. لكن الدول الغربية توقفت منذ زمن عن المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، ولم يعد لها أي دور حتى في المفاوضات السياسية الجارية حول النزاع، التي ترعاها روسيا وإيران، حليفتا النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة، والتي تتجه لحلول عملية تؤمن حدودها فحسب. ويجد السوريون صعوبات جمة في الاستحصال على تأشيرة دخول إلى أي بلد، لا سيما في ظل السياسات المتشددة التي باتت تعتمدها معظم الدول الغربية في موضوع الهجرة. وسُجّلت مؤخراً مؤشرات عدة على بدء موجة انفتاح عربي على دمشق، تجلت في زيارة مفاجئة للرئيس السوداني عمر البشير، هي الأولى لرئيس عربي إلى دمشق منذ اندلاع النزاع، تلتها إعادة فتح الإمارات والبحرين سفارتيهما في سوريا. ولم يتفاجأ بلال بيوش (26 عاماً)، الناشط من مدينة كفرنبل في شمال غربي البلاد؛ لكن الناشط من بلدة استقطبت أنظار العالم عبر شعاراتها الجريئة والساخرة ضد النظام، لا يتخلى عن إيمانه بـ«ثورة تعني لي كل شيء». ويضيف: «هي فكرة، والفكرة لا تموت». على حسابه على موقع «تويتر»، انتقد نصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض السورية الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة، التوجه الجديد للدول العربية. وقال: «يسجل التاريخ اليوم أنه في الوقت الذي يموت فيه شعبنا في سوريا تحت وطأة الألم والبرد والمعاناة، في مخيمات اللجوء الغارقة في مياه الشتاء الباردة، فإن بعضاً من إخوتنا في الدين والعروبة والثقافة والتاريخ، يتسابقون في الانفتاح على المجرم المسؤول عن كل هذه الجرائم والانتهاكات». وأضاف: «نعم يمكن لبشار المجرم أن ينتصر، يمكن أن ينتصر على المجتمع الدولي المتواطئ، على الأمم المتحدة ومجلسها (...)؛ لكنه لم ولن ينتصر على إرادة الشعب السوري الحر»، داعياً السوريين إلى التحرك ورفع الصوت في الداخل والخارج، للمطالبة بانتقال سياسي. وفشلت كل مبادرات الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع، بعد أن اصطدمت بتمسك المعارضة بانتقال سياسي من دون الأسد، مقابل رفض الحكومة بحث مستقبله أساساً. ويقول الباحث في مركز «عمران» للدراسات، نوار أوليفر: «تمر المعارضة السياسية والعسكرية حالياً بأسوأ فتراتها». ويوضح: «المعارضة السياسية فشلت، والمعارضة العسكرية لم تعد لديها خيارات سوى اللحاق بخطى السياق الدولي، لتحافظ على ما لديها». في مدينة أعزاز في شمال حلب، يقول المحامي والناشط الحقوقي مثنى ناصر: «سأخبر أطفالي عن أعظم ثورة في التاريخ المعاصر (...) وكيف وقفت حكومات المجتمع الدولي متفرجة على دماء الأبرياء، مكتفية بالتنديد والاستنكار، من دون أن تتدخل لوقف المجازر». وتسيطر قوات النظام اليوم على أكثر من 60 في المائة من مساحة البلاد، وانتشرت مؤخراً في منطقة منبج بناء على دعوة المقاتلين الأكراد، ما يمهد لتعاون مقبل بين الطرفين يمكن أن ينسحب على مناطق أخرى. في المقابل، توجد الفصائل المقاتلة والمتشددة في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتحالف فصائل «الجبهة الوطنية للتحرير»، وشمال محافظة حلب؛ حيث تنتشر قوات تركية وفصائل سورية موالية لها. ويقول ناجي مصطفى، المتحدث باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» والمنشق منذ 2012 عن الجيش السوري: «هذه ثورة يتيمة تخلى عنها العالم بأكمله»؛ لكنه يضيف: «هذه الثورة صمدت لمدة ثماني سنوات أمام دول تقاتلها على الأرض، من روسيا إلى إيران (...) ولم أشعر بلحظة ندم واحدة لخروجي فيها».

 

 



السابق

أخبار وتقارير...أميرال صيني يدعو إلى إغراق حاملتي طائرات أميركيتين...تركيا تعتقل 3 سوريين وتواصل الحملات على «داعش»..البرازيل تترقب تغييرات جذرية مع تنصيب بولسونارو رئيساً...كيم مستعد للقاء ترمب... ويحذّر من تداعيات استمرار العقوبات الأميركية..«طالبان» تبدأ العام الجديد بهجمات واسعة في أفغانستان..{طالبان}: بحثنا في طهران ما بعد الانسحاب الأميركي..

التالي

اليمن ودول الخليج العربي..الحوثي يجمع توقيعات ضد رئيس لجنة إعادة الانتشار بالحديدة..الجيش اليمني يحرر مواقع من الحوثي شمال غرب صعدة..الميليشيات تعاقب 24 معلّماً بالاعتقال بعد عودتهم من عدن..لغمان حوثيان يقتلان 5 أطفال في الحديدة ولحج..الهجمات الإعلامية الحوثية... انتقامٌ إثر الفضيحة «الأممية» أم تنصلٌّ من الاتفاقيات؟..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,102,112

عدد الزوار: 6,752,798

المتواجدون الآن: 109