استجواب ضباط أتراك....الجيش: الوضع خطير

بلغ التوتر السياسي في تركيا أمس مرحلة متقدمة مع بدء استجواب 51 ضابطاً سابقاً بتهمة التخطيط عام 2003 لانقلاب عسكري يطيح الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية. وأدت هذه الخطوة الى اهتزاز اسواق المال في البلاد ودفعت قادة الجيش الى الاجتماع وإصدار بيان مقتضب وصفوا فيه الوضع بانه "خطير".
 ومعلوم ان قائدي القوات الجوية والبحرية السابقين والمتقاعدين حالياً والنائب السابق لرئيس أركان القوات المسلحة ضمن 51 شخصا اعتقلوا الاثنين في عملية كبيرة استهدفت هذه القوات.
 وقالت هيئة الاركان العامة في بيان في موقعها على الانترنت ان قيادة الجيش برمتها بمن في ذلك قادة فروع القوات المسلحة اجتمعت "لتقويم الوضع الخطير الناشئ".  
 وكشفت شبكة "إن تي في"  التركية للتلفزيون عن زيارة قام بها نائب رئيس الوزراء وزير الدولة  الناطق باسم الحكومة جميل شيشيك لمقر رئاسة هيئة أركان الجيش عقب حملة الاعتقالات. وأوضحت أن شيشيك زار مقر رئاسة الأركان بناء على دعوة من رئيس الأركان الجنرال ايلكر باشبوغ، وأن العسكريين المشاركين في اجتماع التقويم، أكدوا له أن   جنرالات الجيش سيقدمون استقالة جماعية إذا استمرت الضغوط التي تتعرض لها القوات المسلحة على هذه الصورة.
 وأضافت أن شيشيك عقد لهذا السبب اجتماعا مع قادة حزب العدالة والتنمية عقب لقائه القادة العسكريين لتقويم التهديدات بالاستقالة الجماعية للجنرالات. وأشارت الى أنه عقب تسرب المعلومات عن الاجتماعين أكد شيشيك صحة نبأ زيارته لمقر رئاسة الاركان، لكنه نفى  كل المعلومات التي ترددت عن تهديد الجنرالات بالاستقالة.
 الى ذلك، بثت "ان تي في" ان معظم المعتقلين يخضعون للاستجواب في المقر الرئيسي للشرطة في اسطنبول، في حين نقل عشرة ضباط الى محكمة في المدينة.
وتحدثت شبكة "سي إن إن  تورك" الاخبارية، عن التحقيق مع المشتبه فيهم في ما اذا كانوا قد شكلوا جماعة تهدف الى اطاحة الحكومة التي يرأسها رجب طيب اردوغان. ويشتبه في ان المعتقلين على صلة بما يسمى خطة "المطرقة" التي يقال انها وضعت عام 2003 ونشرتها صحيفة "طرف" التركية هذه السنة، وتتضمن نسخاً من وثائق قالت انها تظهر ان ضباطا تآمروا لاستفزاز طائرات مقاتلة يونانية وحملها على اسقاط مقاتلة عسكرية تركية وزرع قنابل في مساجد باسطنبول.
 وهبطت الليرة الى ادنى مستوى في سبعة اشهر، وزادت خسائر السندات وسط مخاوف من احتمال ان تضعف المواجهة بين الحكومة والجيش حزب العدالة والتنمية المؤيد لاقتصاد السوق.
 ووجهت الى ضباط عسكريين متقاعدين اتهامات اخرى تتعلق بالتخطيط لمؤامرات منفصلة نظمتها جماعة "ارغنيكون" اليمينية المتطرفة. واتهم اكثر من 200 شخص في هذه المحاكمة التي لا تزال مستمرة.

 

 وفي مسعى لنزع فتيل التوتر بين القضاة والحكومة على خلفية اعتقال أحد المدعين العامين بتهمة التورط في نشاطات "أرغنيكون"،   التقى الرئيس التركي عبد الله غول في قصر الرئاسة بأنقرة رئيس محكمة الاستئناف العليا حسن جيرشيكر ورئيس مجلس الدولة مصطفى بردان.
 وأفادت مصادر في رئاسة الجمهورية، أن غول دعا مختلف الأطراف الى العمل معاً من أجل إجراء اصلاحات فى النظام القضائي. وأضافت أن غول دعا رئيس المحكمة الدستورية هاشم كليتش الى عقد لقاء مع وزير العدل سعد الله أرجين، مشيرة الى أن غول سيستقبل أرجين اليوم في إطار المساعي عينها.
 وفي تصريحات للصحافيين عقب اللقاء، قال جيرشيكر، إنه عرض على غول وجهة نظر القضاة في الإصلاحات المطلوبة في النظام القضائي، مشيراً إلى أن الرئيس سيقوّم الأمر جيداً من طريق الاستماع الى وجهات نظر مختلف المؤسسات.
 

رويترز، و ص ف، أ ش أ