لبنان...اختبار قوّة في الجاهلية يُعيد الهيبة إلى الدولة...تحذير من انتقال المواجهة إلى القضاء.. وحزب الله يدعم التهدئة... الراعي: لماذا لا تشكل حكومة حيادية مصغرة؟....«حزب الله» المُرتاب من ابتعاد باسيل مرتاحٌ لمصالحة فرنجية – جعجع..أحداث «الجاهلية» تعيد لبنان... إلى أين؟.. «حزب الله» تَدَخّل لـ «حفظ التوازن»...محامو «المستقبل»: ما أدلى به وهاب إضافة لملفه القضائي...إسرائيل و«حزب الله» يتبادلان التهديدات والاتهامات الساخرة...

تاريخ الإضافة الإثنين 3 كانون الأول 2018 - 6:30 ص    عدد الزيارات 3034    التعليقات 0    القسم محلية

        


اختبار قوّة في الجاهلية يُعيد الهيبة إلى الدولة... تحذير من انتقال المواجهة إلى القضاء.. وحزب الله يدعم التهدئة...

اللواء.. السؤال المحوري، الذي يشغل اللبنانيين هو: هل تفتح حادثة الجاهلية، التي ذهب ضحيتها أحد مرافقي الوزير السابق وئام وهّاب، محمّد أبو دياب الطريق مجدداً إلى تأليف الحكومة، لاحتواء فصول متوقعة من التجاذب، أم تفتح الطريق لتوترات إضافية، تتسع أو تضيق، وفقاً لساعة «التوترات الاقليمية»؟... الساعات 36 الماضية فعلت بمروحة واسعة من الاتصالات، بالاتجاهات كافة، وعنوانها الرئيسي سحب فتائل التفجير، والامتثال لمنطق التهدئة، والاحتكام إلى الإجراءات القضائية، بمعزل عن أية تأثيرات سياسية.. على ان الأهم هو ان اختبار القوة في الجاهلية أعاد الهيبة إلى الدولة، بصرف النظر عما احاط بالوضع من تداخلات وتدخلات.. وحذرت مصادر مطلعة من انتقال المواجهة إلى القضاء على خلفية ارهاقه بدعاوى ودعاوى مضادة ولدى أكثر من محكمة.

مساران قضائي وحكومي

وإذا كان من الصعب تقدير حجم ونتائج انعكاس حادث بلدة الجاهلية على المسار السياسي في البلاد وعلى مفاوضات تشكيل الحكومة، وان كان البعض يعتقد انها قد تؤخّر هذا الأمر نظراً لتبعاتها السياسية وارتباطها بقوى سياسية على خلاف كبير، فإن الأنظار ستتجه اليوم إلى مسارين، بعد ان نجحت الاتصالات في لملمة ما أمكن من تداعيات ما حصل، وتوفير ظروف أمنية آمنة لغاية الآن في مناطق الجبل، بخلاف الوضع الذي ساد العاصمة بيروت ليلاً حيث قطعت طرقات في البربير والمدينة الرياضية وبشارة الخوري بالاطارات المشتعلة سارع تيّار المستقبل إلى نفي علاقته بها. المسار الاول: كيفية معالجة القضاء لاحداث الشوف والجاهلية، في ضوء التعقيد الذي نتج عن مقتل مرافق الوزير السابق وئام وهّاب في ظروف غامضة، وما سيتركه عدم مثول وهّاب امام القضاء للتحقيق معه في قضية الإساءة لعائلة الرئيس الحريري؟.... المعلومات، ضمن هذا المسار، تؤكد ان وهّاب خلافاً للتوقعات، سيمثل اليوم امام مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود أو من ينتدبه وليس أمام شعبة المعلومات، في مقابل ضمان عدم توقيفه، في حال العكس، بمعنى ان عدم حضور وهاب شخصياً، أو الاكتفاء بارسال محاميه، لا يكفي، وهذا الأمر سيترتب على القضاء إصدار مذكرة توقيف غيابية بحقه، بكل ما يعنيه هذا الأمر من تداعيات سياسية وأمنية. الا ان ما يزيد الموقف ضبابية، هو تضارب التصريحات الصادرة عن مرجعيتي القضاء والأمن، ففي حين شدّد وزير العدل سليم جريصاتي على ان المسألة القضائية لن تستثني أحداً في دولة القانون، دافع وزير الداخلية نهاد المشنوق عن القادة الامنيين والقضائيين المسؤولين عن واقعة الجاهلية، ووصفهم «بالأبطال»، وان كان قد أكّد ان التحقيق القضائي سيحدد المسؤولية عن وفاة أبو دياب، ولا يترك الأمر لاجتهادات سياسية فتنوية، فأي كلام من الوزيرين سيأخذ مجراه اليوم؟.... لكن وهّاب كشف ليلاً، في حوار مع قناة «الجديد» عن مفاجأة قضائية من العيار الثقيل، مؤكداً انه لن يغادر منزله في الجاهلية لأي سبب، على خلفية تقبل التعازي حتى الأحد المقبل. اما المسار الثاني، فهو كيف ستنعكس هذه الأحداث على مسار تأليف الحكومة، وهل تخرج حوادث اليومين الماضيين عملية التأليف من جمودها درءاً للمزيد من الاخطار، أم انها على ما يرى البعض، أدخلت مسار التأليف في نفق إضافي؟ خاصة وأنه بات من الصعب التكهن بكيفية الخروج من تداعيات الحادثة التي سقط فيها الدم في الجبل، مع ما يعنيه بالنسبة لأهل الجبل والطائفة الدرزية بصورة خاصة؟.... ومهما كان من أمر، فإن مصادر رسمية أكدت لـ«اللواء» ان الرئيس ميشال عون لم يكن على علم مسبق بالمداهمة لمنزل وهّاب، وعلم بها متأخراً وتابع الوضع من خلال القيادات الأمنية ووزيرالعدل، الذي قرّر التحرّك القضائي فوراً لتبيان حقيقة ما جرى خلال المداهمة وأدى إلى وفاة أبو دياب ووضع الرئيس عون في نتائج التحقيق. ومهما يكن من أمر النتائج السياسية، فإن عملية التأليف دخلت في «البراد» بانتظار ظروف أو معطيات أفضل، فيما يتوجه الرئيس المكلف إلى باريس في العاشر من الشهر الجاري لإلقاء محاضرة في غرفة الصناعة والتجارة الفرنسية، ويمكن ليومين أو ثلاثة قبل ان يتوجه إلى لندن للمشاركة في مؤتمر اقتصادي يعقد في العاصمة البريطانية. وسط هذه الأجواء تتجه الأنظار إلى المخاوف من مواجهة جديدة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في ضوء التهديدات المتبادلة بين الطرفين.

تشييع غاضب وهادئ

وساهمت الاتصالات التي أجراها الرئيس عون وكذلك الرئيس نبيه برّي، والأمين العام «لحزب الله» السيّد حسن نصر الله، شخصياً في تهدئة الموقف في الجاهلية، مما سمح باجراء تشييع جثمان المغدور أبو دياب في أجواء هادئة نسبياً وان كانت مفعمة بالغضب والحزن، فيما جاء نعي وهّاب لمرافقه امام جثمانه الذي سجي في «بيت الضيعة» هادئاً أيضاً، إذ أكّد ان الجبل خط أحمر وسلامة لبنان خط أحمر، وطلب من جميع أنصاره عدم إطلاق أي رصاصة أثناء التشييع، وقال: «كلنا تحت سقف الدولة التي تحمينا، وكلنا ثقة بالجيش اللبناني الذي تلافى فتنة كبيرة، واني أؤكد بأني افعل كل شيء ضمن القانون، ولكن ليس القانون المنحاز». ولوحظ ان وهّاب وجه نداء للنائب طلال أرسلان «لنكون صفاً واحداً مع فيصل الداوود والنائب السابق فادي الأعور والحزب السوري القومي الاجتماعي وكل القوى المؤمنة بعروبة لبنان كي لا يتم استفرادنا كل يوم».

الحزب الاشتراكي

اما الحزب التقدمي الاشتراكي، فقد توجه بالتعزية الى عائلة أبو دياب وعموم أهالي الجاهلية، مؤكداً «اننا كنا بغنى عن هذه الخسارة الأليمة، وعن كل ما جرى نتيجة الحالة الأمنية الشاذة التي يمثلها البعض، والتي استهدفت استباحة الجبل في امنه وسلمه وبسبب منطق الخروج عن القانون والعبث بالأمن». وإذ أكّد الحزب في بيانه على مسؤولية القضاء في متابعة التحقيقات بكل عدالة وشجاعة، لاحظ ان ما حصل في الأيام الماضية كان بسبب التهاون القضائي الذي يسعى إليه البعض اليوم والذي قادنا إلى ما وصلنا إليه من مآسٍ وخسائر. وكان رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط واكب من «بيت الوسط» مع الرئيس الحريري العملية الأمنية في الجاهلية عصر السبت، معلناً تأييده لها، ورافضاً استمرار ما وصفه «بالحالة الشاذة» في الجبل، مشدداً على ان ليس هناك من شيء يُهدّد كرامة الدروز.

كيف قتل أبو دياب

وفي انتظار مثول وهّاب امام القضاء أو امتناعه عن هذه الخطوة، تضاربت الروايات حول ظروف مقتل مرافقه محمّد أبو دياب، فبينما أكدت قوى الأمن الداخلي في بيان، ان أبو دياب قتل خلال إطلاق نار كثيف مصدره المباني المجاورة لمنزل وهّاب من قبل مجهولين، وان عناصر فرع المعلومات لم يطلقوا رصاصة واحدة، قال وهاب ان أبو دياب قتل برصاص قناص من سلاح أم-4، الذي يستخدمه فرع المعلومات، وانه يملك تقرير الطبيب الشرعي الذي كشف على الجثمان في مستشفى الرسول الأعظم، مع الرصاصة القاتلة وهي من بندقية أم - 4. غير ان مصادر أمنية، كشفت ان تقرير الطبيب الشرعي افاد ان أبو دياب توفي في المستشفى ليل السبت - الأحد، متأثراً بجروحه، نتيجة اصابته بطلق ناري من مسافة غير قريبة، دخل خاصرته بشكل مائل، مما تسبب له بنزيف دموي كثيف أدى إلى وفاته لاحقاً. وأشارت إلى ان الرصاصة أصابت أبو دياب من الأعلى إلى الأسفل، ولو كان من العناصر الأمنية لكانت الرصاصة اصابته بشكل مختلف، مشددة على ان هذه العناصر لم تطلق رصاصة واحدة. ولاحقاً، اورد موقع تلفزيون «المستقبل» صورة لشخص قال انه من عناصر وهّاب ويدعى سماح حسام الدين يحمل بندقية أم -4 مجهزة بمنظار قناصة التي قال الوزير السابق انه لا يملك مثيلها، أو أن عناصره لا يستخدمونها، وانه لا يملك سوى سلاح الكلاشينكوف. وكان التقرير الذي اذاعته المديرية العامة لقوى الامن، اورد رواية لمختار الجاهلية اجود بودياب الذي تواجد في المكان قبل واثناء وبعد وصول القوة إلى منزل وهّاب، صرّح ان القوة لم تقم بإطلاق أي عيار ناري، وبأن وهّاب أعلمه بأن قوة من شعبة المعلومات ستحضر إلى منزله بهدف احضاره، وطلب منه إبلاغ الضابط المسؤول عن القوة بأنه سيتوجه إلى التحقيق في شعبة المعلومات يوم الاثنين برفقة محاميه، كونه، بحسب افادة المختار، ان وهّاب كان على علم مسبق بحضور القوة الى منزله للعمل على احضاره. لكن المختار أبو دياب نفى لاحقاً انه صرّح بأن القوة لم تطلق النار، موضحاً بأنه قال بأنه لم يشاهد القوة تطلق النار. تجدر الإشارة إلى قرار بمنع سفر وهّاب من قبل النيابة العامة التمييزية.

«حزب الله»

إلى ذلك، كان لافتاً للانتباه، موقف «حزب الله» من عملية الجاهلية، والذي عبر عنه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد، حينما أعلن ان إرسال قوة عسكرية مؤللة إلى الجاهلية بحجة تبليغ دعوة قضائية هو تجاوز للقانون، معتبراً ان هذه الأساليب والتصرفات تنأى بالناس عن احترام قدرة من يقدمون أوراق اعتمادهم على حكم البلد وخصوصاً في هذه المرحلة. ولاحقاً، نقلت محطة O.T.V الناطقة بلسان «التيار الوطني الحر»، عن الحزب الموقف الآتي: «كان الأجدى والاحرى بمن أعطى التعليمات للتوجه إلى الجاهلية ان يترجم مبدأ الدولة العاقلة وليس الدولة الغاشمة، فما حصل هو عملية أمنية وليس تنفيذاً لقرار قضائي، ووئام وهّاب - مع رفض حزب الله للكلام المسيء للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولجميع الشهداء والمسؤولين والناس - ليس ارهابياً أو فاراً من وجه العدالة ليتم تكليف قوة متخصصة بمكافحة الارهاب بجلبه من عقر داره وتبليغه بشكل مغاير للأصول والأعراف والمعايير».

لبنان يحترق والمنح والقروض ستطير!

على ان الأخطر، في هذا الخضم المضطرب، ما نشرته مجلة «دي هيل» الأميركية، وتناولت فيه مصير 11 مليار دولار التي اقرها مؤتمر سيدر في باريس في نيسان الماضي. وجاء في المقال الذي كتبه رئيس مجلس إدارة «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان» السفير الأميركي السابق في المغرب أدوارد غابريال انه: من 6 أشهر على انتخاب مجلس نواب جديد فيما يواجه الرئيس الحريري تحديات متعددة في محاولة تشكيله للحكومة الجديدة. وشبه غابريال ما يجري في لبنان بالمنزل الذي يحترق فيما خمس شاحنات تعمل لاخماد الحريق، وبدلاً من العمل معاً لإطفاء الحريق، تشاجر رجال الإطفاء في أي جزء من المنزل يجب إطفاء النيران أولاً، ومن يتحكم بأول خرطوم مياه، مضيفاً: «الحريق ينتشر من دون السيطرة عليه، ويمكن ان يصل إلى نقطة اللاعودة!».

الراعي: لماذا لا تشكل حكومة حيادية مصغرة؟

بيروت - "الحياة" .. رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أن "الجماعة السياسية في لبنان تعود بالبلاد إلى الوراء، وبمكوناتها إلى التفكك، من دون أي وخز ضمير إنساني ووطني وأخلاقي"، لافتاً إلى أنه "يكفي أن نفكر بفشل الأفرقاء السياسيين وعجزهم عن الاتفاق على تأليف الحكومة الجديدة منذ ما يزيد على الستة أشهر، وليس في الأفق بصيص أمل، طالما أن كل فريق ما زال أسير مطلبه وموقفه على حساب هذه المؤسسة الدستورية، وعلى حساب الاقتصاد الذي يتراجع، والشعب الحائر والقلق والفقير، والوحدة الداخلية التي تتفكك". وقال الراعي خلال ترؤسه قداساً في بكركي: "لسنا نفهم لماذا لا يصار إلى تشكيل حكومة حيادية مصغرة قوامها شخصيات معروفة ومحترمة وقادرة، تعمل على توطيد الإستقرار السياسي الذي هو أساس كل استقرار اقتصادي واجتماعي وأمني. هذا الاستقرار يقتضي قيام دولة القانون والعدالة والمساواة". وأضاف: " نشعر نحن في لبنان بغصة خانقة، فيما ينطلق العراق بعملية إعادة إعمار ما تهدم من مؤسسات دستورية واقتصاد وأمن، وإعادة بناء ثقة المواطنين بوطنهم، ولاسيما الشبيبة والمهجرين والنازحين، بعد الخراب الشامل الذي بدأ منذ الحرب المفروضة على العراق في سنة 2003". وأسف لـ"ظاهرة الفلتان الأخلاقي الخطير، وفقدان الإنضباطية والمناقبية والسرية لدى معظم المواطنين، ولدى الكثير من الموظفين الرسميين، المدنيين والأمنيين المؤتمنين على حقوق الناس وحرياتهم، وخصوصياتهم وكراماتهم، وأمنهم وحرماتهم، وخصوصاً على حرمة الموت وقدسيته، كما حصل إثر الجريمة الوحشية التي ارتكبت خلال هذا الأسبوع في بلدة برمانا (مقتل المذيع البريطاني)". ونبّه من "استعمال وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام للتجني، والتشهير، والتحقير، وقلب الحقائق، وانتهاك الكرامات". وطالب "الأجهزة الأمنية، والسلطة القضائية، وأجهزة الرقابة والمحاسبة بالاضطلاع بدورها، وبالتالي معاقبة المخالفين والمرتكبين والمحرضين ومحاكمتهم". وقال: "ليس من المقبول أن نشاهد عودة فلتان السلاح الذي يحصد هنا وهناك ضحايا وجرحى، ويؤجج نار الفتن الطائفية والمذهبية والعائلية". ودعا إلى "التعقل وضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف والثأر. وحدها دولة القانون والعدالة والمؤسسات تحمي الجميع في حقوقهم وكراماتهم وصون حياتهم". وكان الراعي توجه خلال مشاركته في العشاء السنوي الثاني عشر لمؤسسة البطريرك نصرالله صفير إلى المسؤولين في لبنان وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء قائلاً إن "شبابنا وأجيالنا الطالعة أول ما يفكرون، يفكرون بأن يطلبوا منكم فيزا. إن البلد لم يعد يحمل، شبابنا وأطفالنا وطلابنا لم يعودوا يتحملون هذا الواقع الذي نعيشه".

«حزب الله» المُرتاب من ابتعاد باسيل مرتاحٌ لمصالحة فرنجية – جعجع..

أميركا تتّجه نحو حلفائه في لبنان والتيار العوني يتناغَم ويتمايز (2 من 2)..

الراي...ايليا ج. مغناير .. بعد انتهاء الخطَر التكفيري على مسيحيي لبنان ووصول الجنرال ميشال عون إلى سدّة الرئاسة، أصبحتْ للوزير جبران باسيل مقاربة جديدة حيث اتّجه التيار العوني لاعتبار نفسه جزءاً لا يتجزأ من الغرب مع الحفاظ على تَناغُم مع المقاومة (ليس «حزب الله»). وتقول مصادر مطلعة، إن باسيل لا يريد التناغم مع «حزب الله» إلا بالخط الإستراتيجي لأنّه يريد مصلحته التي يَعتبرها مهمّة لوصوله إلى سدة الرئاسة إذا ثبت للغرب (وللعرب الذين يملكون نفوذاً في لبنان) أنه بعيدٌ عن اندماج حزبه بحزبٍ تعتبره أميركا وبعض البلدان العربية، «إرهابياً». ولم يَعتبر باسيل الاندماج كلياً بـ«حزب الله» وأهدافه وحركته العسكرية والسياسية (قبل وصول التيار العوني إلى أهدافه) مشكلةَ رغم وجود الحزب على لائحة الإرهاب منذ سنوات طويلة. وانخرَط باسيل في صراعٍ حقيقي مع «حزب الله» أثناء الانتخابات النيابية، ظناً منه أنه سيقود المسيحيين، كل المسيحيين، وأنه يستطيع جذْب أولئك الرماديين الذين يقفون على الحياد بين التيار العوني و«القوات اللبنانية» التي يترأسها سمير جعجع. ودَخَل باسيل في وعود وتحالُفٍ مع جعجع ما لبث ان نقضه بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية كي لا يعطي حليفه المسيحي (جعجع) الجزء الذي يستحقّه بحسب نتائج الانتخابات. وذَهَب باسيل إلى كسْر «حزب الله» في جبيل وتَسبّب بخسارة مرشّحه حسين زعيتر، ولم يكترث لخسارة مرشح التيار ربيع عواد ليعطي الغلَبة لمرشح لائحة أخرى هو مصطفى الحسيني. ودَخَل في صراع في البقاع رداً على لائحة رئيس البرلمان نبيه بري في جزين والجنوب. وكانت النتيجة ان سياسة باسيل أنتجت بتحالفه ضد «حزب الله» كتلة من 29 نائباً مع بقية حلفائه الانتخابيين (بينهم 19 لـ«التيار») من أصل نحو 65 ترشّحوا (بين حزبيين وحلفاء). وتَعتبر المصادر ان باسيل يحاول أخْذ المجتمع المسيحي إلى التعصّب الطائفي ليتبنّى لغة بشير الجميل - الحليف الأول لإسرائيل في لبنان قبل اغتياله في سبتمبر 1982 - فها هو يتكلم عن الفيديرالية وعن العلاقة مع اسرائيل وعن إقامة نصب تذكاري للانسحاب السوري من لبنان بعدما دخل الجيش السوري بموافقة بيار الجميل وكميل شمعون وسليمان فرنجية (الجد) لحماية المسيحيين العام 1976 قبل ان ينقلب عليهم بعدها. ومن المُتوقَّع أن تشهد المرحلة المقبلة تَمايُز باسيل عن «حزب الله» وسياسته وعن مواقف التيار السابقة تحت عنوان «الخوف من العقوبات الأميركية - العربية». ويختبئ باسيل تحت عنوان آخَر، وهو العداء لبري، مُحاوِلاً الضغط على «حزب الله» رغم علْمه تماماً بأن رئيس مجلس النواب «خط أحمر» وأن الحزب وبري يشكلان جسداً واحداً، خصوصاً أن الحزب غير مستعد أبداً لخوض حرب شيعية - شيعية كتلك التي خاضها الشيخ صبحي الطفيلي العام 1988 والتي اعتُبرت وصمة سوداء في تاريخ شيعة لبنان. إن كل محاولات باسيل للوصول إلى رئاسة الجمهورية على حساب «حزب الله» ستعود عليه سلباً. وقد بدأ الكباش على توزير سنّي من «8 مارس» لأن التيار العوني وأباه الروحي ومؤسِّسه الرئيس ميشال عون يملكون 11 وزيراً، وهذا يعني القدرة على تعطيل مجلس الوزراء وهي هواية أجادها باسيل سابقاً، بحسب المصادر المطلعة. ويتمسك «حزب الله» بالوزير السني، كما تَمَسّك بالعماد عون لإيصاله إلى كرسي الرئاسة. والهدف ليس الرئيس سعد الحريري بل إن على مَن يملك أكبر عدد من الوزراء التخلي عن وزير سنّي لإيجاد التوازن. ولم يتردّد «حزب الله» بمباركة - سراً وليس علنية - لقاء الوزير السابق سليمان فرنجية مع جعجع ليسمع رئيس «القوات اللبنانية» ويَفهم ان فرنجية لم يأتِ وحده - سياسياً - وأنه، كما قال هو لجعجع، يحترم اتفاقه في إشارة إلى باسيل الذي نقض الاتفاق مع «القوات». وقال «حزب الله» لفرنجية: «أنت صادِق ونحن نثق بك فافعل ما تراه مناسباً». وبهذا التحالف بين «القوات» وفرنجية ستتغيّر كفة الأكثرية المسيحية وخصوصاً أن «حزب الله» وفى بعهده لعون وأن حصة الرئاسة أصبحت حصة «8 مارس». ومن هنا فإن الصراع المقبل هو صراع على الرئاسة وبالتالي على فرنجية أن يكسب مسيحيي جبل لبنان ووضع يده بيد جعجع لإزاحة باسيل. لقد فَرَضَ «حزب الله»، عون للرئاسة، وفَرَضَ فرنجية لحقيبة الأشغال، رغم الاعتراضات الكثيرة، وها هو اليوم يفرض وزيراً سنياً ويَنتظر من عون التجاوب إذا أراد أن يحكم على رأس حكومة تبدأ عملها قريباً وخصوصاً إنه حصل على وزارات الدفاع والطاقة والعدل والصناعة والخارجية وقيادة الجيش. وهذا هو الباب الذي ستدخل من خلاله الإدارة الأميركية لتغذية الصراعات وضرْب حلفاء «حزب الله» بعدما عجزتْ عن أساليب أخرى. فهل تنجح؟ الأمر بيد مسيحيي لبنان...

أحداث «الجاهلية» تعيد لبنان... إلى أين؟.. «حزب الله» تَدَخّل لـ «حفظ التوازن»

بيروت - «الراي» .. وهاب الممنوع من السفر «يتوعّد» والعين على القضاء..

شكّل «القطوع» الذي اجتازه الجبل السبت مع محاولة القوى الأمنية إحضار الوزير السابق وئام وهاب من منزله في منطقة الجاهلية (الشوف) إنفاذاً لإشارة قضائيةٍ، جرسَ إنذار إضافياً إلى أن الواقع اللبناني دَخَل «مثلّث الخطَر»، السياسي - المالي - الأمني. ففيما كانت تتمادى عملية «الإنهاك المتبادل» على جبهة تأليف الحكومة الجديدة وتتوالى التحذيرات بـ «مكبرات الصوت» من المخاطر المالية - الاقتصادية المتصاعدة، جاءت «خضّة الجاهلية» وملابساتها لتطرح علامات استفهام حول إذا كان ثمة قرارٌ ما باقتياد البلاد إلى مَخْرج «على الساخن» للأزمة الحكومية في غمرة اشتداد لعبة «عضّ الأصابع». ورأت أوساطٌ مطلعة أن ما حدَث في الجاهلية لم يكن معزولاً عن «مقدّماته» التي «تناغمتْ» مع «أمر عملياتٍ» بـ «فتْح النار» السياسي على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ووالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولاً الى إطلاق وهاب، القريب من «حزب الله» والنظام السوري، أقْذع الحملات على الحريري الابن والأب ظهرتْ في فيديو صار موْضع الملاحقةِ القضائية، قبل أن ينقل الوزير السابق حرَكَته التصعيدية الى قلْب الجبل وتحديداً معقل زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر عراضةِ المواكب السيّارة التي جابتْ العديد من مناطق الشوف وبينها المختارة مُطْلِقة النار في الهواء (ليل الخميس). ولم يحرف السقوط الغامض لأحد مرافقي وهاب، محمد ابو ذياب (شُيِّع أمس) بعيد خروج القوة الأمنية من محيط منزل الوزير السابق في الجاهلية ولا تركيز «العدسات» الإعلامية على هذا التطوّر، عن الأبعاد التي عبّر عنها الإصرار على مثول وهاب أمام شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بموجب قرار قضائي على خلفية الإخبار بحقه «بجرم إثارة الفتن والمسّ بالسلم الأهلي» وتحوّله مطلوباً للقضاء الذي أصدر بحقه منْع سفر من دون استبعاد ان تنضمّ «أحداث الجاهلية» وما تخلّلها من مظاهر مسلّحة ومواقف غير مألوفة بحق الحريري والمدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان «مادة إضافية» في الملف القضائي للوزير السابق. وفيما استوقف الأوساط السياسية أن «إحضار وهاب» حظي بغطاءٍ من جنبلاط الذي وصف الوزير السابق بأنه «حالة شاذة»، لاحظتْ أن محاولة «الإطباق» على وهاب، التي ستفضي بالحد الأدنى الى توجيه رسالة قاسية له لـ «لجْمه» وبالحد الأقصى الى تحويله «خارجاً على القانون»، جاءت وسط التعاطي مع هذه «الظاهرة» على أنها «صندوق بريد» للنظام السوري و«حزب الله» يراد منه توجيه رسائل الى الحريري وجنبلاط عبر «الخاصرة الدرزية» في ظل «تَحَسُّس» حزب الله مخاطر إظهار «معركة إخضاعهما» على أنها سنية - شيعية. غير أن مصادر بارزة في 8 مارس قالت لـ «الراي» إن «حزب الله»، الذي لم ينسَ الإساءات التي تعرّض لها من وهاب بعد الانتخابات النيابية وهجومه على بعض مسؤوليه، لم يكن بوسعه إلا التدخّل لمصلحة وهاب وحمايته حفْظاً للتوازن السياسي خصوصاً أنه يصعب في رأي الحزب القبول بأن تأخذ المعالَجات لمسألة قضائية المستوى الذي بلغتْه، آخِذةً على جنبلاط ممارسته ضغوطاً لتواجه الدولة ما وَصَفه «الحالة الشاذة» التي يشكّلها وهاب رداً على تطوّرات ليل الخميس، ومستحضرة دور زعيم «التقدمي» في المناخات التي سبقتْ أحداث 7 مايو 2008. وفيما بدا ان «حزب الله» رسم خطاً أحمر حول وهاب وصولاً الى زيارة وفد منه امس الى الجاهلية مقدّماً العزاء بمرافق الوزير السابق، فإن المصادر البارزة في 8 مارس توقّعت ان يلعب الرئيس ميشال عون دوراً باحتواء ما حدث وارتداداته في الأيام المقبلة على ان يأخذ المسار القضائي مجرياته بمثول وهاب أمام المدّعي العام التمييزي. وإذ استمرّت «الأعصاب مشدودة» في الجبل بإزاء وقائع «سبت الجاهلية» رغم الانطباع بأن الجانب الميداني تم احتواؤه، فإن وهاب بدا في تصريحاته قبيل تشييع ابو ذياب راغباً بعدم تأليب الرأي العام الدرزي ضدّه عبر تحييده ما أمكن جنبلاط عن سهامه التي حصرها بـ «مثلث سني» (الحريري - حمود - عثمان) حمّله مسؤولية ما وصفه بـ «اغتيال» مرافقه ومعتبراً ان المهمّة «كانت ترمي لقتلي»، ومعلناً «سنتقدّم بشكوى رسمية الاثنين ضدّ عثمان وحمود والحريري، والقصة لدى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وما يقوله سأنفّذه». وفي المقابل، اعتبر حزب جنبلاط في بيان عزى فيه عائلة ابو ذياب «أننا كنا بغنى عن هذه الخسارة الأليمة بسبب منطق الخروج عن القانون الذي حظي برعاية وتغطية ما وهو واقع لا نقبل باستمراره»، معلناً «ان التهاون القضائي الذي يسعى إليه البعض اليوم والذي لطالما مورس سابقاً هو الذي قادنا لما وصلنا اليه». وكانت قوى الأمن حسمتْ ملابسات ما جرى عصر السبت بإعلانها في بيان أنه بعد تهرُّب وهاب لمرتين من الحضور لاستماعه امام شعبة المعلومات «اشارت النيابة العامة التمييزة في 1 ديسمبر بالعمل على إحضاره لسماع افادته ومخابرتها في ضوء ذلك»، موضحة انه «بناء عليه وبالتاريخ ذاته توجهت قوة من شعبة المعلومات الى مكان إقامة وهاب في الجاهلية، وبوصولها الى حرم منزله، تبيّن أنه عمد للفرار الى مكان مجهول داخل البلدة، وعند التأكد من عدم وجوده في منزله، وبناء لاشارة النيابة العامة التمييزية غادرت القوة المكان، وقام بعدها مناصرو وهاب بإطلاق النار من أسلحة مختلفة بشكل عشوائي، ما أدى الى إصابة أحد مرافقيه المدعو محمد ابو ذياب في خاصرته». وأكد البيان انه بسماع «افادة مختار البلدة اجود بو دياب الذي تواجد في المكان قبل وأثناء وبعد وصول القوة الى منزل وهاب، أكد الأخير ما ورد أعلاه، وصرح ان القوة لم تقم بإطلاق أي عيار ناري».

"الجمهورية": الأمن يهتز والتأليف يتجمد... واسبوع أمنــــي وقضائي وسياسي..

شهدت عطلة نهاية الاسبوع اختلاطاً عنيفاً بين حابل الأمن الذي اهتزّ من البقاع حيث أعمال الدهم وما يليها من ردود فعل ضد الجيش، إلى الشوف وعاليه، بفعل محاولة جلب رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب من منزله في بلدة الجاهلية الشوفية الى التحقيق في دعوى قدح وذم وتحقير، رفعها تيار «المستقبل» ضده، وبين نابل الاستحقاق الحكومي الذي ظلّ على حاله من التعقيد ولم يسجّل أي تطور إيجابي في شأنه يبعث على التفاؤل بتذليل العِقد التي تعوق إنجازه وأبرزها، عقدة تمثيل النواب الستة التي غابت عنها افكار الوزير جبران باسيل الهادفة الى حلّها. ُيُنتظر ان يكون هذا الاسبوع سياسياً وقضائياً وأمنياً بامتياز، تغطيه حادثة الجاهلية والمضاعفات التي تثيرها، وقد انصّبت الاهتمامات امس عليها على وقع تشييع مرافق رئيس حزب «التوحيد العربي» محمد بوذياب، الذي كان توفى ليل السبت ـ الاحد متأثراً بجروح أُصيب بها لدى دخول قوة «شعبة المعلومات» الى البلدة لتبليغ وهاب دعوة للمثول امام القضاء. ويُنتظر ان تشهد هذه القضية اليوم مزيداً من الاهتمام على مختلف المستويات السياسية والامنية والقضائية، مع ما يمكن أن يرافقها من ردود الفعل ومضاعفات في ضوء التحقيقات الامنية والقضائية الناشطة لكشف كل الملابسات المحيطة بها. وأطلّ وهاب مساء أمس عبر قناة «الجديد»، وقال: «لم اخرج من منزلي اثناء المداهمة، وكنت على مأدبة الغداء مع عدد من الأصدقاء ولَم أصدّق ان مجنوناً سيقوم بهذه الفعلة». معتبراً «أنّ الدم برقبة عماد عثمان وعلى جبين سعد الحريري». وأضاف: «قوة المعلومات كانت تدخل الى مصيدة في الجاهلية، والشباب كانوا قد اتفقوا على أن لا تدخل القوة إلا على جثثهم، وفعلاً دخلوا وخرجوا على جثة محمد بوذياب». ورأى «أنّ لملمة الدماء تتطلب إجراءات كبيرة ومحاسبة القاتل عماد عثمان، لأنّ هذا الرجل لا يستحق أن يؤتمن على أمن اللبنانيين». وسأل وهّاب: «متى تكلّمت عن أهل السنّة؟ قلت إنّ الحريري ليس أب السنّة وإلّا لما ترك (جمعية) المقاصد تذهب نحو الإفلاس، ولما حلّ شركات وموظفين، السنّة أصبحوا في عرمون وبشامون لا يملكون مقبرة حتى». واضاف: «علاء الخواجة طلب شخصياً رأسي من سعد الحريري او يوقف التمويل عنه، ولم اكن اعرف انّه بالنسبة لسعد الحريري أهم من كل الذين هاجموا رفيق الحريري بعد استشهاده».

المشنوق

وقبل ساعات على إطلالة وهاب، أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق في بيان أنّ «كل عسكري ورتيب وضابط في قوى الأمن الداخلي هو بطل في دفاعه عن الدولة والقانون، واللواء عماد عثمان أول هذه العناصر، والعقيد خالد حمود هو الأول في امتحان المسؤولية الوطنية. وصغائر الكلام لم ولن تنتقص من هؤلاء الأبطال. أما الرئيس سمير حمود فلا يحتاج الى شهادة في نزاهته واستقامته، وهو تصرّف بناءً على دعوى قضائية موجودة على طاولته تهدّد السلم الأهلي». واعتبر انّ «وفاة الفقيد محمد بوذياب تخضع لتحقيق قضائي يحدّد المسؤولية عنها ولا يُترك الأمر لاجتهادات سياسية فتنوية. وإنّ بيان قوى الأمن الداخلي يستند إلى تدقيق مسؤول في مهمة محدّدة قانوناً وواضحة لجهة أنّ إطلاق النار العشوائي من قبل مسلحين في الجاهلية هو الذي أدّى إلى إصابة بوذياب في خاصرته ومن ثمّ وفاته في المستشفى». ورأى المشنوق، أنّ «حفظ الكرامات ليس حقاً حصرياً لأحد لا فرداً ولا طائفة. الشهيد رفيق الحريري هو ضميرنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، ومَن يتعرّض له يتعرّض لكرامة كل أهل السنّة وكل الشرفاء اللبنانيين. وليطمئن الجميع، لن يتراجع الرئيس سعد الحريري عن صلابته الدستورية في تشكيل الحكومة ولن يعتذر عن مهماته ولو وصلت الضغوط إلى قمم الجبال».

في الجاهلية

وكانت وقائع الساعات العصيبة التي عاشتها بلدة الجاهلية أمس الاول وأمس، ترافقت مع إجراءات أمنية إستثنائية في محيط مديرية قوى الامن الداخلي و«بيت الوسط» ومحيط منزل المدّعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، وقد أفضت الى جملة معطيات ووقائع لعلّ أهمّها وقوع وهاب لأكثر من مرّة في خطأ التأكيد، أنّ تقرير الطبيب الشرعي يشير الى «نوع» الرصاصة التي اخترقت جسد بوذياب، في وقت أنّ تقارير الأطباء الشرعيين لا تتطرّق في قضايا مماثلة الى الجوانب التقنية لنوع السلاح المُستخدم، بل أنّ ذلك يدخل ضمن صلاحيات الأدلة الجنائية. وفيما سطّرت «المعلومات» محضراً بالحادث بعد الاستماع في فصيلة بعقلين الى إفادة المختار أجود بوذياب، الذي أكّد أنّ القوة الأمنية التي كانت موجودة لم تطلق النار، وبأنّه شاهد محمد بوذياب وهو يطلق النار من الطبقة الثانية من منزل وهاب، إضافة الى إشارته الى إحتمال أن يكون بوذياب قد أصيب من جرّاء إطلاق النار الكثيف جداً الذي أطلقه حرّاس وهاب، وأنّه أبلغ الى الضابط أنّ وهاب سيتوجّه برفقة محاميه أو قد يرسل محاميه الى «شعبة المعلومات» اليوم الاثنين، فإن تقرير الطبيب الشرعي في المقابل الذي حصلت «الجمهورية» على نسخة منه، يؤكّد أنّ «حالة الوفاة ناتجة من الإصابة بعيار ناري دخل من يسار الصدر ومن مسافة غير قريبة واستقر في الخاصرة اليمنى»، وهذا يعني أنّ الرصاصة أتت من الأعلى الى الأسفل، وبالتالي هناك استحالة أن يكون العيار الناري قد انطلق من أمام منزل وهاب حيث كانت العناصر الامنية، مع العلم أنّ محمد بوذياب كان موجوداً في الطبقة الثانية من المنزل، فيما بقية المسلّحين يطلقون العيارات النارية في الهواء ومن أبنية مجاورة أعلى من منزل وهاب.

وافادت أوساط مطلعة، أنّه لو حصل إطلاق النار على عناصر «شعبة المعلومات» لكان أدّى حتماً الى مجزرة وكارثة كبيرة، لأنّهم كانوا سيضطرون للردّ على مصادر النيران. وأكّدت «انّ مجرّد عدم إطلاق مرافقي وهاب النار في اتجاه العناصر الامنية يعني أنّ هؤلاء لم يبادروا بطبيعة الحال الى إستهداف المسلحين المنتشرين في محيط منزله لا عند الوصول ولا عند الانسحاب». وفيما جزم وهاب، وفق «تقرير الطبيب الشرعي» كما قال، أنّ الرصاصة التي أصابت بوذياب هي من نوع M16 أو M4، وأطلقت من سلاح أميري، تؤكّد مصادر أمنية أنّ الـ M4 هي من عيار 5,56 وان مرافقي وهاب يملكون هذا السلاح، وقد رُصدت صورة لأحد مرافقيه على «فايسبوك»، ممن كانوا يشاركون في إطلاق النار أول من أمس، ويدعى سماح حسام الدين، حاملاً بندقية M4!

«الحزب» يتدخل

وبعد احتدام الموقف على الارض منذراً بالأسوأ والأخطر، تدخّل «حزب الله» لدى المعنيين بوتيرة تصاعدية، على قاعدة عدم السماح بتاتاً باستفراد وهّاب وكشفه امنياً، خصوصاً انّه كان قد اعتذر عمّا بدر منه في الشريط المسجّل، وابدى استعداده للمثول أمام القضاء. وانطلق «الحزب» في اتصالاته مع الجهات المختصة من وجوب التنبّه الى مخاطر استبدال الحكمة بالبطش، والقانون بالثأر، متوجهاً اليها بما معناه: الى اين انتم ذاهبون، وماذا تفعلون؟ أين التعقّل، وما هذه الخفة في اللعب بمصير الامن؟ انتبهوا كثيرا».. وعبّرت قيادة «الحزب» عن اعتقادها بأنّ من اتخذ القرار باقتحام الجاهلية «لم يحسب جيداً ما قد يترتب عليه»، لافتة الى انّ تداعياته كان يمكن ان تجرّ الى صدام درزي- درزي، ودرزي- سنّي، وربما سنّي- شيعي، لولا تدارك الوضع في اللحظة الاخيرة، قبل تفلّته من السيطرة. وفيما بدا انّها رسالة الى الحريري، إعتبرت قيادة «الحزب» انّه «لا يجوز لمن يواجه أزمة في تشكيل الحكومة أن يهرب منها الى افتعال أزمة في الامن». وتساءل «حزب الله» تعليقاً على مواقف النائب السابق وليد جنبلاط، عمّا إذا كان جنبلاط قد اعتقد أنّ الأوان حان للثأر من وهاب، بعد النتائج المتقدمة التي نالها في الانتخابات النيابية، وكادت تصل به الى مجلس النواب لو لم يحصل لدى الحلفاء خلل في التقدير «لكن ما جرى، وخلافاً لحسابات البعض، سيؤدي الى تعزيز قوة وهّاب وحضوره في الطائفة الدرزية».

من جعجع الى الحريري

على الصعيد الحكومي، لم يُسجّل في عطلة الاسبوع اي مواقف او تحرّكات سياسية بارزة، باستثناء زيارة وزير الاعلام ملحم الرياشي الحريري في بيت الوسط، ناقلًا رسالة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أفادت معلومات، انّها «تؤكّد حرص «القوات» على الاستقرار وعلى تأليف الحكومة في اسرع وقت ممكن لضمان هذا الاستقرار واعادة إنعاش البلد وتحريكه، شرط ان يكون الجميع تحت سقف القانون بلا استثناء».

الراعي لحكومة مصغّرة

الى ذلك، وفي جديد المواقف السياسية من الأزمة الحكومية، برزت دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى تأليف «حكومة حيادية مصغّرة» قوامها شخصيات معروفة ومحترمة وقادرة. وقال الراعي: «يكفي أن نفكّر بفشل الأفرقاء السياسيين وعجزهم عن الاتفاق على تأليف الحكومة الجديدة منذ ما يزيد على الستة أشهر، وليس في الأفق بصيص أمل، طالما أنّ كل فريق ما زال أسيرَ مطلبه وموقفه على حساب هذه المؤسسة الدستورية، وعلى حساب الاقتصاد الذي يتراجع، والشعب الحائر والقَلق والفقير، والوحدة الداخلية التي تتفكّك». وأضاف: «لسنا نفهم لماذا لا يُصار إلى تشكيل حكومة حيادية مصغّرة قوامها شخصيات معروفة ومحترمة وقادرة، تعمل على توطيد الاستقرار السياسي الذي هو أساس كل استقرار اقتصادي واجتماعي وأمني. هذا الاستقرار يقتضي قيام دولة القانون والعدالة والمساواة».

الفاتيكان والنازحون

من جهة ثانية، تركّز البحث بين وزير الخارجية جبران باسيل وأمين سرّ دولة الفاتيكان وزير الخارجية الكاردينال بول ريتشارد كالاغر، خلال لقائهما في الفاتيكان، على مسألة النازحين السوريين، بعد الكلام الذي أدلى به كالاغر أمام نواب لبنانيين حول تعليق عودة النازحين في انتظار الحل السياسي النهائي في سوريا. اذ تبيّن، وفق متابعي اللقاء، أنّ المسؤولين الفاتيكانيين يعبّرون عن وجهة نظر غربية، وتحديداً أميركية، تفيد أنّ عودة النازحين غير متوافرة في المرحلة الحالية كونها مرتبطة بالحل الساسي. ولذا سعى باسيل الى شرح الوضع اللبناني وتأثير النزوح، مع التأكيد أنّ لبنان يشجّع العودة الآمنة والطوعية، خصوصاً وأنّ الوضع في سوريا صار آمناً في معظم المناطق. كما أنّ أعداداً كبيرة من النازحين السوريين ترغب في العودة إلى قراها وبلداتها. والأهم من ذلك هو أنّ الأمم المتحدة تعمل وكأنها تدير أوضاع النازحين في أماكن نزوحهم ولا تعمل على إعادتهم، بمعنى أنّها تدير «الأزمة» ولا تعالجها. ولذا يطالب لبنان، وفق متابعي اللقاء، الأمم المتحدة بالإبقاء على عملها في سوريا وتفعيله وعدم تعليق مساعداتها لتشجيع كل من يرغب في العودة، على القيام بهذه الخطوة، وتساعد العائدين على الصمود وتحسين ظروفهم. ولفت باسيل أمام مضيفه، الى أنّ لبنان تحوّل الى بلد نزوح اقتصادي ولم يعد بلد نزوح سياسي، لأن غالبية السوريين الموجودين في لبنان، موجودون لأسباب اقتصادية. ويقول المتابعون، إنّ وزير خارجية الفاتيكان استمع بدقة إلى وجهة النظر اللبنانية ووعد القيام بجولة مشاورات مع القوى المعنية لنقل الموقف اللبناني، خصوصاً وأنّ لبنان يسعى جاهداً الى تخفيف عبء النزوح ويرفض ربط مصير العودة بالحل النهائي أو بورشة إعادة الاعمار، لأنّه لم يعد يحمل أكثر.

التحالف والجيش السوري

على جبهة سوريا، ذكرت «الوكالة العربية السورية للأنباء» (سانا) الرسمية أن قوات التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة قصفت مساء أمس مواقع تابعة للجيش السوري في منطقة السخنة في ريف حمص وسط البلاد. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله: «إعتدت قوات التحالف الأميركية في الساعة الثامنة ليلاً بصواريخ عدة على بعض مواقع تشكيلاتنا في جبل الغراب جنوب السخنة». وأشار إلى أن الأضرار جراء هذا الهجوم «اقتصرت على الماديات».

محامو «المستقبل»: ما أدلى به وهاب إضافة لملفه القضائي

بيروت: «الشرق الأوسط»... نأى «تيار المستقبل» بنفسه عن الرد على وئام وهاب «واسترساله في الإسفاف الكلامي وإطلاق الاتهامات والتهديدات والتخفي وراء أقنعة النزاهة والبراءة»، بحسب بيان لـ«قطاع المحامين» في «تيار المستقبل»، أمس، عادّاً أن «كل ما أدلى به وهاب خلال الساعات الماضية يشكل مادة مضافة؛ صوتاً وصورة، لملفه القضائي الذي امتلأ بالادعاءات والأكاذيب والإساءات التي نضعها في عهدة القضاء ليبني على الشيء مقتضاه». ورأى المحامون أن «محاولات التلطي وراء عناوين مناطقية وطائفية، لتبرير الخروج على القانون والتهرب من المثول أمام القضاء واستخدام السلاح غير الشرعي في مواجهة القوى الأمنية الشرعية، هي محاولات مشبوهة ترمي إلى حرف الأنظار عن مسار العدالة وإطلاق الأوهام عن استهداف الجبل والدروز، وخلافه، من مستحضرات المدعو وئام وهاب لتأليب أبناء بلدة الجاهلية وبعض المناصرين». ونوه «قطاع المحامين» في «تيار المستقبل» بالموقف الوطني المسؤول لزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وموقف شيخ عقل الطائفة الدرزية وسائر مواقف القيادات الدرزية، مؤكداً أن «أبناء الجبل عموماً وأهلنا من بني معروف خصوصاً، وفي مقدمهم أبناء بلدة الجاهلية ومشايخها الكرام، هم في أساس تكوين لبنان وحماية استقراره وسلامه الوطني، ولا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن ينجروا إلى تلك الدعوات المغرضة أو أن يكونوا غطاء للإهانات التي تدرج وئام وهاب على إطلاقها ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري، وسجله في هذا المجال طويل ولا يتوقف عند حدود التسجيل الأخير الذي قصم ظهر البعير». وأعرب المحامون «عن ثقتهم الكاملة بالدور الذي يضطلع به القضاء اللبناني في ملاحقة الخارجين على القانون وتسطير مذكرة بمنع سفر وهاب، وبالحرفية العالية والمسؤولية الوطنية التي تتحلى بها قيادة قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات}.

إسرائيل و«حزب الله» يتبادلان التهديدات والاتهامات الساخرة

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. بعد نشر شريط فيديو مبسط لـ«حزب الله»، تظهر فيه مواقع استراتيجية للجيش الإسرائيلي بغرض تهديدها بالقصف الصاروخي، ردت تل أبيب بنشر شريط فيديو يظهر قواتها وهي تتدرب على اجتياح لبنان وتقصف وتدمر براً وجواً، وتقوم بتفعيل وحدة كلاب شرسة وآليات مسيرة بلا قيادات بشرية. وحسب الشريط الإسرائيلي، فإن الجيش يتدرب على مواجهة أنفاق حفرها «حزب الله» تحت الأرض ويعتبرها سلاحاً سرياً. وحاول معدّو الشريط التباهي بقدراتهم على تدمير الأنفاق من الداخل. وظهرت عدة آليات مسيرة وروبوتات متعددة المهام، يتم إرسالها قبل الجنود والآليات العادية، إضافة إلى غارات سلاح الجو. وبيّن الجيش الإسرائيلي، في الشريط، كيف سيعمل في حرب الأنفاق على «إجهاض مخططات وكمائن حزب الله لإسقاط الجنود الإسرائيليين في الأسر أو الكمائن الفتاكة». وقال إنه وجد حلاً يمنع وقوع قتلى في صفوفه. وركز في هذا النشر على تدريباته الأخيرة التي تضمنت تفعيل وحدة كلاب سترافق الجيش لتحميه وتمنعه من الوقوع في كمائن المقاتلين اللبنانيين وسقوط قتلى. وهدد الجيش الإسرائيلي بأن رده على صواريخ «حزب الله» سيكون في حرب برية مقبلة وسيكون في العمق اللبناني. وكان «حزب الله» نشر شريطاً تضمن صوراً لمقر رئاسة الأركان الإسرائيلية في تل أبيب والمفاعل النووي في ديمونة ومرافق استراتيجية أخرى، مع التحذير باللغة العبرية: «إذا هاجمتم فستندمون». واعتبر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي الشريط «بدائياً مأخوذاً عن موقع (غوغل) للخرائط». وراح يسخر منه. وقام عدد من المتابعين العرب لموقع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بالرد الساخر عليه. واعتبر الخبراء في إسرائيل هذا التراشق جزءاً من حرب نفسية ومعنوية، كل من طرفيها يعالج جمهوره بواسطتها. ولكنهم لم يستبعدوا أن يؤدي «الغرور» إلى انجراف للحرب في مرحلة من المراحل، خصوصاً أن أوساطاً عسكرية في إسرائيل تكثر مؤخراً في نشر تقارير عن نشاط إيراني متعاظم في لبنان.

 



السابق

مصر وإفريقيا..مصر تؤكد حرصها على تطوير العلاقات المشتركة مع الكويت..مبارك يتخلَّف عن الشهادة في «اقتحام الحدود»...مناورات بحرية مصرية فرنسية في مياه البحر الأحمر..رئيس نيجيريا ينفي وفاته..تونس: دعوى قضائية لحل «النهضة»..اقتحام مقر حكومة السراج بالتزامن مع زيارته للأردن...غارة أميركية في الصومال تقتل 9 من «حركة الشباب»..

التالي

أخبار وتقارير...ترامب: الصين "تخضع" للمطالب الأميركية....ماكرون يبحث عن حلول في مواجهة "السترات الصفراء" ...ماكرون يأمر بحوار مع قادة الأحزاب والمحتجين..فكرة إجراء "إستفتاء ثان" حول بريكست تكتسب زخمًا...هجمات في ولايات أفغانية عدة... والغارات الأميركية تتزايد...أنقرة تتمسك بصفقة «إس 400»... والكونغرس الأميركي يحذر..إسلاميو إندونيسيا يعرضون قوتهم قبل انتخابات حاسمة ..بوتين لا يقنع ترامب بموقفه وماتيس يندّد بـ«خداع» موسكو..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,735,807

عدد الزوار: 6,911,117

المتواجدون الآن: 94