لبنان...غوتيريش: لبنان ملزم بتقارير عن منع نقل الأسلحة .. علاقة باسيل ـ «حزب الله» تتأرجح «على حبال» الحساسيات المسيحية..سلام يؤكد ان «الاعتذار ليس ملك الحريري» وجنبلاط «يَخْشى» نشيديْ البعث وإيران....8 آذار تصعِّد: التأليف بشروطنا .. والبديل جاهز!...الحريري لن يستقبل الستة ككتلة... وتحذير أممي من إضاعة فرصة «سيدر».....

تاريخ الإضافة السبت 24 تشرين الثاني 2018 - 4:53 ص    عدد الزيارات 3477    التعليقات 0    القسم محلية

        


غوتيريش: لبنان ملزم بتقارير عن منع نقل الأسلحة ودعا إلى التعجيل بحكومة شاملة للجميع..

الحياة...بيروت - أمندا برادعي .. أهاب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش بالقيادات السياسية وجميع الأحزاب في لبنان أن "تعجِّل بما تبذله من جهود لتشكيل حكومة تكون شاملة للجميع"، مشدداً على ضرورة "تجديد الحوكمة المؤسسية ليتسنى للبنان الاستفادة بالكامل من خريطة الطريق المتعلقة بالدعم الدولي التي صيغت في المؤتمرات التي عُقدت في روما وباريس وبروكسل". ودعا إلى "نبذ الخلافات وتكثيف الحوار وتغليب المصلحة الوطنية على الاعتبارات السياسة الحزبية". مواقف غوتيريش جاءت في تقريره التقييمي الشامل الذي يقدمه إلى مجلس الأمن كل 6 أشهر، حول تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006) خلال الفترة من 21 حزيران (يونيو) إلى 26 تشرين الأول (أوكتوبر) 2018، وناقشه مجلس الأمن الأربعاء الماضي. ودعا غوتيريش في التقرير إلى "التحلي بالرغبة في التسوية لإيجاد قاسم مشترك، وتجنب خطر تجدُّد الشلل المؤسسي والتعجيل بتشكيل حكومة تصون التوازن المكرَّس في اتفاق الطائف والدستور". وأهاب بـ"السلطات المقبلة أن تواصل سياسة النأي بالنفس التي يتبعها لبنان، بما يتفق مع إعلان بعبدا للعام 2012"، داعياً "جميع الأطراف اللبنانية إلى الكفّ عن الإنخراط في النزاع السوري وسائر النزاعات في المنطقة. فتنقُّل المقاتلين ونقل العتاد الحربي المزعومين عبر الحدود اللبنانية - السورية، ينتهك القرار 1701 (2006)". واعتبر أن "امتلاك أسلحة غير مأذون بها خارج نطاق سيطرة الدولة، باعتراف متكرر من حزب الله نفسه وجماعات مسلحة أخرى من غير الدول، في انتهاك للقرار 1701، يثير قلقا بالغا ويشكّل تهديدا خطيرا لاستقرار لبنان والمنطقة"، مشيراً إلى "استمرار ورود ادعاءات بعمليات نقل غير مشروع للأسلحة إلى الجماعات المسلحة من غير الدولة في لبنان، هو أمر يثير قلقا بالغاً". وقال: "ليس بوُسع الأمم المتحدة أن تتحقق من مدى صحة هذه الإفادات بطريقة مستقلة، غير أن عمليات النقل هذه، إذا ثبتت صحتها، ستشكّل انتهاكا للقرار 1701". ورحب بـ"الخطوات التي يتخذها لبنان نحو تعزيز تنظيم عمليات نقل وتجارة الأسلحة على الصعيد الدولي". وأهاب بـ"الدول الأعضاء أن تفي بالتزامها بموجب القرار 1701 بمنع بيع أو تزويد أي كيان أو فرد في لبنان، من غير مَن تأذن له حكومة لبنان، بأسلحة وما يتصل بها من عتاد". وطالب الحكومة بأن "تتخذ جميع الإجراءات الضرورية لضمان التنفيذ الكامل للأحكام التي تطالب بنـزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان". وقال: "ستواصل الأمم المتحدة العمل مع الدول الأعضاء للبت في هذه الادعاءات وغيرها من انتهاكات القرار". وكشف أنه "في رسالة مؤرخة في 25 تشرين الأول موجهة إلى الأمانة العامة، قدمت دولة عضو معلومات مستمدة من تقارير مفتوحة المصادر، تدعي أن إيران زودت حزب الله منذ العام 2006 بصواريخ وقذائف انسيابية مضادة للسفن ومنظومات جوية بدون طيار ومركبات خفيفة وأسلحة صغيرة مختلفة بطرق برية وجوية. وليس بوُسع الأمانة العامة أن تتحقق من مدى صحة هذه الادعاءات". وأكد غوتيريش أنه "لم يُحرز أي تقدم نحو نزع سلاح الجماعات المسلحة. ولا يزال استمرار حزب الله وغيره من الجماعات في حيازة السلاح خارج نطاق سيطرة الدولة يقوِّض قدرة حكومة لبنان على ممارسة سيادتها". وأشار إلى كلام رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين "نتنياهو أن إيران توجه حزب الله لبناء مواقع سرية لتحويل مقذوفات غير دقيقة إلى قذائف دقيقة التوجيه واتهامه حزب الله بأنه يتعمد استخدام الأبرياء في بيروت كدروع بشرية". كذلك أشار إلى "رفض وزير خارجية لبنان، جبران باسيل، المزاعم ودعا أعضاء السلك الدبلوماسي إلى القيام في بجولة إلى المواقع المذكورة، إلا أن نتنياهو أكد أن أعضاء السلك الدبلوماسي لم يؤخذوا إلى مرفق الإنتاج السري الفعلي". وأشار غوتيريش إلى أن "لبنان اتخذ خطوات تشريعية لمنع نقل الأسلحة غير المشروع، باعتماد البرلمان في 25 أيلول (سبتمبر) قانونا يأذن بالتصديق على معاهدة تجارة الأسلحة". وأكد أن "لبنان سيكون ملزما بتقديم تقارير سنوية عن تنفيذ المعاهدة، التي ينصب فيها التركيز على مسؤولية الحكومات عن ممارسة الرقابة لمنع نقل وتداول الأسلحة غير المشروعين خارج سيطرة الدولة". وقال إن "الأمم المتحدة مستعدة لدعم حكومة لبنان في تنفيذ المعاهدة، بما في ذلك أي خطوات يعتبرها ضرورية لتعديل إطارها القانوني ونظامها الرقابي". ودان غوتيريش "الهجوم الذي استهدف في 4 آب (أغسطس) قوات حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة في مجدل زون" في جنوب لبنان، مطالباً "الجيش اللبناني بأن يستكمل تحقيقه في هذا الاعتداء" وحكومة لبنان بأن "تكفل محاسبة الجناة". ودعا "السلطات اللبنانية إلى أن تفي بمسؤوليتها عن كفالة حرية تنقل أفراد القوة المؤقتة وسلامتهم من دون عوائق".

جنبلاط يخشى فرض نشيد البعث أو الثورة الإيرانية على لبنان

بيروت - "الحياة"... واصل رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، تغريداته الهادفة واللاذعة التي يطلقها منذ أن ازدادت تعقيدات أزمة تأليف الحكومة، والتي كان بدأها بحديث صحفي مطلع هذا الشهر، قال فيه إن إيران تعاقب لبنان بتعطيل الحكومة. وقال جنبلاط مساء أمس عبر "تويتر": "إننا نشكر شركة Alfa (للهاتف الخلوي) التي أحبت أن تطربنا بالنشيد الوطني اللبناني في عيد ما يسمى بالاستقلال، على أمل ألّا تفرض علينا في العام القادم نشيد القتل، نشيد البعث السوري أو نشيد جمهورية “الفرح”، عنيت الجمهورية السلامية الإيرانية". وكانت شركتا الهاتف الخلوي بادرتا إلى بث تسجيل للمقطع الأول من النشيد الوطني اللبناني على نظام طلب الأرقام بحيث يسمعه طالب الرقم قبل رنة الهاتف عند الطرف الثاني الذي يتصل به، احتفاء بعيد الاستقلال أمس. وكان جنبلاط أطلق سلسلة تغريدات في الأسبوعين الماضيين، بينها إشارته إلى "مطامع وأحقاد دول الطوق والممانعة"، متهما إياها بالتسبب بهجرة الشباب اللبناني. كما نعى في إحداها اتفاق الطائف، وقال إن "لبنان فيروز وزكي ناصيف انتهى".

سليمان والجميل والسنيورة وحاصباني يبحثون تجنيب لبنان الانهيار

بيروت - "الحياة".. شدد "لقاء الجمهورية" على "ضرورة إخراج لبنان من عنق التعطيل والمماطلة والتجاذب القائم على اختراع العقد ومحاولة تكريس أعراف تضرب الدستور وخلق برتوكولات غير موجودة ولم تشهدها الجمهورية منذ نشأتها". واعتبر اللقاء في بيان بعد اجتماعه، برئاسة الرئيس ميشال سليمان ان "محاربة الفساد يجب أن تبدأ من احترام الدستور والشروع في تطبيقه لأن الفساد الأكبر هو ضرب الدستور وما ينتج منه من أزمات تعيق الحكم وتعرقل النظام وتمنع قيام الدولة القوية القادرة على انتشال لبنان من محنته". وتوجه المجتمعون في ذكرى الاستقلال بتحية إلى "روحي الشهيدين الرئيس رينيه معوض والوزير النائب بيار امين الجميل وشهداء الاستقلال والسيادة كافة". والتقى سليمان في دارته في اليرزة أمس الرئيس أمين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، وبحث المجتمعون في كيفية المساعدة لتلافي الوصول إلى الانهيار بسبب التدهور الحاصل على الصعد كافة. وفي المواقف اعتبر الرئيس تمام سلام أن "ما يسمى كتلة النواب السنة المستقلين هي "حالة مصطنعة" وجدت لعرقلة تأليف الحكومة"، ورأى ان "الرئيس المكلف سعد الحريري قدم كل التنازلات الممكنة من أجل تشكيل الحكومة وعلى الآخرين مجاراته اذا كانوا يريدون فعلا الانطلاق نحو ورشة الاصلاح والتنمية التي تحتاجها البلاد". وقال لـ تلفزيون "المستقبل" : "كان يجب ان تشكل الحكومة خلال شهر بعد الانتخابات وكلنا رأينا ان الرئيس المكلف قام بكل جهده لدرجة أنهم قالوا انه يتنازل زيادة عن المطلوب وانه متساهل ولكنه يشعر ان لديه مهمة يجب ان يستكملها وهي بناء الاقتصاد والدولة". وأكد أن "رئيس الجمهورية هو رئيس للجميع وليس طرفا يجب أن يكون لديه وزراء، والدستور لم ينص على ذلك. النص الوحيد هو ان هناك رئيس حكومة يعطى مهمة التكليف ويجب ان يشعر في كل لحظة أن رئيس الجمهورية سند له". واضاف: "هناك شعور بأن رئيس الوزراء ورئاسة الوزراء في موقع الاستهداف. لذلك كان علينا كرؤساء حكومات سابقين أن نتساند ونقف ونقول ان هذه الصلاحيات لا لعب بها". وعن الموقف الأخير للسيد حسن نصر الله قال سلام: "على رغم سماعنا ان "حزب الله" سيسهل عمل الرئيس المكلف إلا ان الواقع غير ذلك. أنا لا استطيع ان أنفي التأثير الخارجي على موقف الحزب في هذه المسألة. هل نسينا انه بعيد الانتخابات ظهر مسؤول كبير في ايران هو قاسم سليماني يقول ان اصبح لنا من خلال حلفائنا 74 نائبا في لبنان". وأضاف: "منذ مدة أقول يا اخوان قليلا من التواضع. يجب ان نكون اقوياء بلبنان لا عليه. التواضع يعني التوافق، وعلى الجميع ان يتواضع". وعن امكان اعتذار الحريري عن عدم التأليف أجاب: "لا ارى ذلك لان الحريري يشعر بالمسؤولة ونحن معه ونحمله المسؤولية والاعتذار ليس ملكه. هو مكلف من عدد كبير من النواب وعليه القيام بالمهمة، واذا وصلنا لهذه اللحظة سيكون لدينة ازمة اكبر".

استبعاد لقاء الحريري مع "اللقاء التشاوري" وعون "يصطدم" بإصرار الفرقاء على مواقفهم

الحياة..بيروت - غالب أشمر.. عكست أجواء الخلوة الثلاثية التي جمعت رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في قصر بعبدا أول من أمس في ذكرى الاستقلال الواقع المأزوم للمشهد الحكومي، اذ لم يسجل أي خرق في جدار حل عقدة نواب السنة الستة الذين يطالبون بتوزير واحد منهم بدعم من "حزب الله"، على ما قالت مصادر مواكبة لعملية التأليف لـ "الحياة". ولفتت المصادر المقربة من قصر بعبدا الى أن رئيس الجمهورية لا يألو جهدا في محاولة تفكيك العقد، لكنه يصطدم باصرار كل فريق على موقفه. وفي هذا السياق كشف النائب عبد الرحيم مراد أنه اتصل امس بمكتب الرئيس الحريري مرتين لطلب موعد باسم اللقاء التشاوري للقائه. وقال: "اجابوا سنرد عليك" وحتى الساعة لا ازال بانتظار الرد". مضيفا: "لا يجوز للحريري ان ينفي وجودنا او ان يرفض لقاءنا، ليسمنا كما يشاء بالشكل اما في المضمون فيجب ان يأخذ موقفاً. لكن حقنا لن نتنازل عنه وننتظر ان نجتمع معه". ورجحت مصادر مطلعة لـ "الحياة" أن لا يحدد الرئيس الحريري موعدا لأعضاء اللقاء التشاوري الذي يضم النواب السنة الستة الحلفاء لـ"حزب الله". وهم اضافة الى مراد: فيصل كرامي، قاسم هاشم، جهاد الصمد، الوليد سكرية، وعدنان الطرابلسي. وتستند هذه المصادر الى ان موقف الحريري هو كما سبق أن قال "إن عقدة تأليف الحكومة ليست مع هؤلاء النواب بل مع حزب الله"، مذكرة بما قاله في القصر الجمهوري أول من أمس بأن "الحل ليس عندي" سائلاً: "النواب السنة المستقلون، مستقلون عن من يا ترى؟". وفي المواقف قال وزير الاتصالات جمال الجراح: "بعد اختراع العقدة الأخيرة لتمثيل ما يسمى بالنواب الستة، واضح أن هناك قرارا بعدم تشكيل الحكومة، وابتدعت هذه العقدة لإعاقة التشكيل، وهذه المحاولة أصبحت مكشوفة، فهم لم يكونوا ضمن تكتل واحد عند الاستشارات، والواضح أن الكتلة اخترعت لأهداف في المنطقة، بما يخدم الوضع الإقليمي". وأكد ان "الرئيس سعد الحريري كان واضحا، حول تمثيل هؤلاء في مجلس الوزراء، فليس لديهم كتلة، وتم تجميعهم من كتل، ولا يمكن تمثيل النائب مرتين. الرئيس الحريري كان صريحااذ قال "شوفوا حدن غيري" مع بداية تشكيل الحكومة، هؤلاء ليس لديهم حيثية سياسية أو نيابية ليتمثلوا على أساسها". وقال: "البلد يمر بأزمة اقتصادية، ومن الضرورة التشكيل السريع وتفعيل مؤتمر سيدر الذي استطاع من خلاله الحريري تأمين 12.8 بليون دولار، لاستثمار الجهد الدولي من أجل إنقاذ الوضع الاقتصادي". وكان الجراح يتحدث خلال جولة قامت بها النائب بهية الحريري التي ترأس اجتماعات كتلة "المستقبل" النيابية في غياب الرئيس الحريري، في مناطق البقاعين الأوسط والغربي، وشاركت في لقاء تكريمي في منزل الجراح، وزارت نوابا حاليين وسابقين، والتقت فاعليات نسائية، كما افتتحت مركزا تنمويا في بلدة المرج. وقال الجراح: "تأتي الزيارة في سياق تقديرها للمنطقة، والجولة ستشمل كل المناطق اللبنانية، من أجل الوقوف على طلبات وهموم الناس، ومن أجل تحديد هدف التشريع السياسي". وعلمت "الحياة" أن الكتلة أخذت قرارا بتفعيل الاتصالات واللقاءات في البقاع لتجديد التواصل مع القاعدة السياسية والشعبية لكتلة "المستقبل" والاطلاع على حاجات المنطقة. وشدد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي على أن "الرئيس الحريري لا ينكر وجود هؤلاء النواب بل يرفض اعتبارهم مستقلين لأن كلاً منهم منضوٍ في كتلة نيابية وقد تمثلت كتلهم في الحكومة". ولفت إلى أن "الحل لعقدتهم عند من عقّدها، أي "حزب الله" الذي عليه أن يسلم أسماء وزرائه لتصدر مراسيم تشكيل الحكومة". وفي المقابل إعتبر نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي ان "الستاتيكو القائم بالنسبة الى مسألة تشكيل الحكومة هو ستاتيكو يخفي في طياته حراكا قام به الوزير باسيل منذ بروز ازمة السنة المستقلين"، لافتا الى أنه "حراك وضع اسسا لإمكانية الاتفاق على حل تشكل من خلاله الحكومة"، مشيرا إلى ان "لا اقتراح حل واحد بل حلول عدة يتم العمل عليها"، نافيا علمه "بأن يكون طرح إبقاء السني من حصة رئيس الجمهورية هو الباب التي تشكل من خلاله الحكومة"، ومعربا عن تفاؤله "بحتمية ولادة الحكومة".

علاقة باسيل ـ «حزب الله» تتأرجح «على حبال» الحساسيات المسيحية

«الحزب» يستغرب دعوة وزير الخارجية إلى وضع لوحة تحتفل بذكرى الانسحاب السوري من لبنان

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.. يحاول رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، أن يوازن قدر الإمكان بين ما يتطلبه تحالفه المستمر مع «حزب الله» منذ 12 عاماً وبين محاولته شد عصب الشارع المسيحي المؤيد له، كما الشارع المسيحي ككل، حرصاً على تكريس نفسه زعيماً مسيحياً قادراً على المنافسة بقوة على رئاسة الجمهورية في العام 2022. وقد مر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال في الأسابيع الماضية في اختبارين أثرا سلباً على العلاقة بـ«حزب الله»، ما دفع الطرفين للاستنفار لمعالجة أي تداعيات بشكل سريع. فلم يرق لـ«الحزب» إطلاقاً أن يعتمد باسيل تسمية «العقدة السنية - الشيعية» في وقت سابق لتوصيف العقدة التي استجدت مؤخراً، ولا تزال تحول دون تشكيل الحكومة بعد إصرار «حزب الله» على تمثيل أحد حلفائه السنة. وقالت مصادر مطلعة إن الموضوع أزعج «الحزب» كثيراً، خصوصاً أنه كان ولا يزال يبذل جهوداً كبيرة لتجنب أي صراع سني - شيعي في لبنان، وهو ما دفعه وتيار «المستقبل» لاعتماد سياسة «ربط النزاع»، خصوصاً بعد دخول «الحزب» حلبة الصراع السوري في العام 2012. وأشارت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن قيادة «حزب الله» سارعت للتمني على باسيل إعادة وضع الإشكالية الحكومية الجديدة في إطارها السني - الوطني، وهو ما تجاوب معه رئيس «التيار» سريعاً بعد لقاء جمعه بالأمين العام لـ«الحزب» قبل نحو 14 يوماً. وبعد أن كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أطلق موقفاً واضحاً داعماً لموقف الرئيس سعد الحريري من موضوع توزير «سنة 8 آذار»، أدى لقاء نصرالله - باسيل لتعديل الموقف العوني، إذ سعى وزير الخارجية في جولته الأخيرة على المعنيين بالملف للدفع باتجاه حل للأزمة يتضمن تمثيل النواب الـ6 حكومياً. وقال نائب رئيس «التيار الوطني الحر» رومل صابر لـ«الشرق الأوسط»، إن موقف «التيار» واضح ولم يتراجع عنه، لذلك كانت المطالبة بأن يشكل النواب الـ6 تكتلاً ليحق لهم عندها التمثل في الحكومة، موضحاً أن حراك الوزير باسيل الأخير قام على قاعدتين أساسيتين، وجوب تشكيل هؤلاء تكتلاً جديداً مقابل عدم احتكار أي طرف التمثيل الطائفي. وأضاف: «الكرة اليوم لم تعد لدينا إنما في ملعب الفريق الآخر». وأكد صابر على متانة العلاقة مع «حزب الله»، واصفاً إياها بـ«الجيدة جداً»، وأضاف: «قد يحصل اختلاف بالرأي، لكن ليس على الأمور الاستراتيجية، إنما بالتكتيك، وهذا يحصل عادة بين الأخ وأخيه». إلا أنه وإذا كان الثنائي باسيل - «حزب الله» قد تجاوز بنجاح الاختبار الحكومي حتى الساعة، لكنه لم يتجاوز بعد اختبار دعوة باسيل لوضع لوحة تجسد ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان في أبريل (نيسان) 2005 في منطقة نهر الكلب الواقعة بين قضائي المتن وكسروان. وبحسب المعلومات، فإن «حزب الله» أعرب عن استغرابه قرار باسيل إطلاق هذه الدعوة في هذه المرحلة بالذات. وتقدم النائب العوني إدي معلوف، أمس الجمعة، بكتاب إلى قائمقام المتن طلب فيه الترخيص لإعادة وضع لوحة تذكارية على الصخور المحاذية لنهر الكلب. ونشر معلوف صورة عن الكتاب على حسابه عبر «تويتر»، وأرفقها بالجملة التالية: «عند المواجهة كنا في الصفوف الأمامية، وعند انتفاء أسبابها كانت لنا جرأة المصالحة، نواجه بشرف ونصالح بشرف». وكان النائب «القواتي» شوقي الدكاش سبق معلوف إلى طلب ترخيص من قائمقام كسروان لوضع هذه اللوحة. ورأى النائب في «لبنان القوي» حكمت ديب أنه لا مشكلة إذا كان من قدّم الطلب نائب في «القوات» أو «التيار» لأن الهدف واحد. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كما وضعنا لوحة للانسحاب الإسرائيلي عام 2000 من لبنان لا بد من وضع لوحة للانسحاب السوري، وإن كان الأول عدواً والثاني صديقاً، لكن كانت مفاعيل وجود الصديق احتلالاً». وأضاف ديب: «المطالبة بوضع لوحة هي لتخليد هذه اللحظة السياسية التي عم فيها الفرح والسعادة لبنان». وفي السياق نفسه، قال النائب في «لبنان القوي» أنطوان بانو: «دعوة الوزير باسيل انطلقت من قناعة راسخة بأنّ الجيش السوري كان آنذاك جيش احتلال بسبب ترسبات الحرب التي خضناها ضده». وأضاف: «إلا أنه لا بدّ من التأكيد من جديد على أنّ تحالفنا مع (الحزب) لا يعني أننا أتباعه، ومن هذا المنطلق، يمكننا أن نعبّر عن رأينا بكل حريّة وصراحة». واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، المتخصص بشؤون «حزب الله»، قاسم قصير، أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها تباين بين «التيار» و«الحزب»، لافتاً إلى أن الطرفين مرا باختبارات أصعب من التي نحن بصددها اليوم وتجاوزاها من خلال قنوات التواصل المفتوحة دائما بينهما. وأشار قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «رغم حرص باسيل الكبير على علاقته بـ(الحزب)، إلا أن هناك حساسيات مسيحية وعونية لا يمكنه القفز فوقها ومنها موضوع الوجود السوري الذي لطالما اعتبره (التيار الوطني الحر) احتلالاً». وأضاف: «بالمقابل، يُظهر (الحزب) حرصاً كبيراً على عدم التعبير عن انزعاجه بالعلن والسعي لمعالجة الإشكالات بشكل مباشر وسريع من خلال المتابعة اليومية والقنوات المفتوحة بين الحزبين».

سلام يؤكد ان «الاعتذار ليس ملك الحريري» وجنبلاط «يَخْشى» نشيديْ البعث وإيران

بيروت - «الراي» .. لم تعد دوائر سياسية تُخْفي أن «حزب الله» الذي يُمْسِك بـ«مفاتيح» الحرب والسلم في لبنان ويتحكّم عبر «صواريخه الدقيقة» بـ«أزرار» طمْأنة اسرائيل أو تهديد أمْنها الاستراتيجي، يحتاج في ملاقاة أقسى مرحلة من تضييق الخناق على طهران وعليه عبر العقوبات الأميركية الى ورقة ضغطٍ إضافية تسمح له بالسير في «حقل الألغام» الأكثر خطورةً متفادياً «الضغط على الزناد التفجيري» (مع اسرائيل) الذي لن يكون هذه المَرة إلا على طريقة «يا قاتل يا مقتول»، وفي الوقت نفسه بما يفتح أمامه باب مقايضاتٍ على مجمل الواقع اللبناني وإدارة السلطة فيه وتوازناته وحتى... نظامه السياسي. وفي رأي الدوائر السياسية أن الأزمة الحكومية التي «افتعل» حزب الله عقدتَها الأخيرة تحت عنوان توزير السنّة الموالين له «أو لا حكومة» وتَعاطيه مع الرئيس المكلف سعد الحريري بمنْطق «الفرْض» وتقديمه هذه العقدة بطريقةٍ تجعل أي سيرٍ للحريري بـ«دفتر شروط» الحزب على أنه بمثابة «انتحارٍ سياسي»، كل هذا يعكس رغبةً بعدم ترْك أي مجالات لتراجعاتٍ تسْووية يمكن أن تُنْهي حال «تعليق» لبنان على «حبال» الحكومة... المعلَّقة. وترى هذه الدوائر أن «حزب الله» حيّد نفسه عن الحركة المفاجئة من رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي عَمَدَ، مفوَّضاً من الرئيس ميشال عون، الى النأي بنفسه عن «إطار الحلّ» لتلك العقدة وأوحى بـ«قفْل» حصّة عون على قاعدة انتزاع الثلث المعطّل من خلال التراجُع عن مبدأ المبادلة مع الحريري واسترجاع الوزير المسيحي من حصة الرئيس المكلف مقابل إعادة الوزير السني السادس إليه بحيث يكون هو المدخل لتمثيل السنّة الموالين لـ «حزب الله». وحسب الدوائر نفسها، فإن «حزب الله» الذي لا يريد أصلاً تسليم فريق عون الثلث المعطّل يدرك تماماً ان طرْح باسيل وُلد ميتاً، طارحة علامات استفهام حول إذا كان الحزب سيُبقي لعبة «عض الأصابع» ضمن حدودها الراهنة أم أنه قد يلجأ وفق «المقتضيات الاقليمية» الى قلْب الطاولة على الحريري عبر حشْره في زاوية الإحراج، للإخراج. وفيما استوقف هذه الدوائر الإشارات المتزايدة من زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط التي «تصوّب» على النظام السوري وإيران وآخرها تغريدة انطلق فيها من قيام إحدى شركات الخلوي بوضع نغمة النشيد الوطني على الهواتف المحمولة «في عيد ما يسمى الاستقلال» ليقول «على أمل ألا تفرض علينا العام المقبل نشيد القتل نشيد البعث السوري أو نشيد جمهورية الفرح، عنيت الجمهورية الإسلامية الايرانية»، كان لافتاً أن النواب السنّة الموالين لـ«حزب الله» طلبوا عبر النائب عبدالرحيم مراد موعداً للقاء الحريري لبحث عقدة توزيرهم. وفيما يسود اقتناعٌ بأن الحريري لن يعمد بأي شكل الى استقبال هؤلاء كـ«مجموعة»، لوحظت مواقف داعمة للرئيس المكلف من مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الذي اعتبر «ان النواب السنّة المستقلين أثبتوا انهم غير مستقلين، وانه جيء بهم ليشكلوا فريقا معادياً لأهل السنّة»، فيما أعلن الرئيس السابق للحكومة تمام سلام أن لا إمكان لاعتذار الحريري عن التأليف «فنحن معه ونحمّله المسؤولية والاعتذار ليس ملكه. واذا وصلنا لهذه اللحظة فستكون لدينا أزمة أكبر».

8 آذار تصعِّد: التأليف بشروطنا .. والبديل جاهز!...الحريري لن يستقبل الستة ككتلة... وتحذير أممي من إضاعة فرصة «سيدر»

اللواء... ماذا وراء أكمة تأخير تأليف الحكومة؟ هل ثمة حسابات خارجية، أم معادلات داخلية، تؤثر على معادلات تقاسم الحصص الوزارية، سواء في ما يتعلق بالثلث المعطل، لهذا الفريق أو ذاك، أو الاحتفاظ بصيغة 3 عشرات، لكل مجموعة من الكتل؟ لم تفض مناسبة الاستقلال لأي خرق، وبقيت المناقشات تدور حول نفسها، سواء في خلوة بعبدا السريعة بين الرؤساء ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري، أو في «الأخذ والرد» الجانبي.. وكأن الاستقلال، لم يفعل فعله، على الرغم من الصرخات الاقتصادية، والمطالبات المتكررة بتأليف حكومة جديدة، يمكن لها ان تتصدى لما يجري من مشكلات متفلته، في غير مجال مع مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس جميع القيادات والأحزاب، ان تعجل بجهودها لتشكيل حكومة تكون شاملة للجميع، مجدداً الحث على ضرورة تجديد الحوكمة المؤسسية ليتسنى للبنان الاستفادة بالكامل من خريطة الطريق المتعلقة بالدعم الدولي التي صيغت في المؤتمرات التي عقدت في روما وباريس وبروكسيل.. في بيت الوسط تكرار للموقف نفسه، حزب الله يتلطى وراء نواب سنة 8 آذار للاستمرار في تعطيل الحكومة، التي كانت جاهزة لإصدار مراسيمها ولا ينقصها سوى تسليم حزب الله أسماء وزرائه، لتصدر اصولاً.. وأكدت أوساط بيت الوسط ان لا كتلة للنواب السنة، وهم موزعون على كتل معروفة.. ولا حاجة لتغيير الصورة.. وتختم مصادر متابعة ان الرئيس المكلف، لا يرغب بلقاء وفد النواب السنة، الذين اتصل باسمهم النائب عبد الرحيم مراد، طالباً موعداً، من دون معاودة الاتصال به لتحديد موعد.. وسط هذه المعطيات، فضلاً عن المخالفات الإقليمية المتبدلة، تتجه قوى 8 آذار إلى التصعيد، فهي لن تترك مهل تأليف الحكومة مفتوحة امام الرئيس المكلف إلى ما لا نهاية، ولا تنوي أيضاً بطبيعة الحال محاولة تقييده بمهل محددة، وفقاً لاوساطها. وجزمت مصادر مطلعة في هذه القوى لـ«اللواء» ان فريق 8 آذار مرّر للحريري رسالة واضحة مفادها ضرورة الاستعجال في تاليف الحكومة والا الاعتذار والبديل جاهز، دون ان تدخل في لعبة تحديد مهل معينة حتى تترك مكانا للوساطة التي يقوم بها رئيس الجمهورية بشخص الوزير باسيل، حتى ان المصادر رفضت تحديد الشخصية البديلة للحريري التي وافقت على الحلول مكانه. وبحسب هذه المصادر، فإن هذا الكلام التصعيدي لا تضعه هذه القوى في اطار الابتزاز بقدر ما هو دق ناقوس الخطر لتحميل الجميع مسؤوليتاتهم الوطنية وتقديم مصلحة البلد على مصالحهم الشخصية والفئوية. وتعتقد المصادر نفسها ان رئيس الجمهورية هو معني أيضاً وبشكل مباشر بحل الأزمة الحكومية، وقالت: في اللحظة الحاسمة نحن نعتقد بانه لن يمانع في تكليف بديل عن الحريري، فالعهد لا يحتمل هذه المماطلة والتعنت في التأليف نظرا الى تزايد الضغوطات الدولية على لبنان وتهديد معظم الدول المانحة في مؤتمر سيدر الدولي بالتراجع عن التزاماتها، مما سيعرض الاقتصاد وسعر صرف الليرة الى خطر جدي. وعلى هامش هذا التحذير، لمحت المصادر الى ان «التيار الحر» والعهد باتا ملزمين بايضاح الكثير من النقاط حول مسالة اصرارهم على الثلث المعطل بشكل منفصل عن باقي قوى ٨ آذار، مشددة على ضرورة اعادة نظر كل القوى بمواقفهم وتوجهاتهم وعدم اضاعة البوصلة تحت عنوان «مشروعية التباين في المسائل السياسية الداخلية». وتضيف «لربما لا تقف مشكلة الحريري عند حدود حل ازمة سنة ٨ آذار، فما لا يعلمه الحريري ان هذه القوى بدات الحديث جديا عن اعادة النظر باتفاق الطائف، هذا الكلام ليس للاستهلاك الاعلامي بل انه كلام رسمي ومن اعلى المراجع في هذه القوى، والمفارقة هنا ان موضوع تاليف الحكومة او عدم تاليفها لا يرتبط بشكل مباشر بهذا الموضوع».

أعقد من ان تحل

في هذا الوقت، بدا من تطورات اليومين الماضيين، والذي انشغل لبنان الرسمي فيها بعيد الاستقلال الماسي الخامس والسبعين، ان عقدة تشكيل الحكومة التي تدخل اليوم شهرها السابع، اعقد من ان تحل في خلوة سريعة بين الرؤساء الثلاثة: ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري، لم تتجاوز العشر دقائق، قبيل بدء الاستقبال الرسمي للمهنئين بالاستقلال، نتيجة تمسك الأطراف المعنية كل بموقفه وموقعه. وأظهرت وجوه الرؤساء الثلاثة، ان ذكرى الاستقلال التي جمعت أركان الحكم حولها، سواء في العرض العسكري الذي نظمته قيادة الجيش صباحا في الواجهة البحرية للعاصمة، أو في الاستقبالات الرسمية في قصر بعبدا، والتي غاب عنها رؤساء الاحزاب: الاشتراكي والكتائب والقوات والمردة، لم تتمكن من جمعهم حول قرار وطني كبير بفك الأسر الحكومي من الارتهان للخارج، ويعيد للاستقلال معناه الحقيقي، فبدا ناقصا بكل المعايير، إذ ما معنى الاستقلال إذا كانت الأطراف الداخلية، رهينة ضغوط الخارج، سواء كانت هذه الضغوط أميركية على «حزب الله»، أو إيرانية على الحكومة لمنع تشكيلها قبل إنهاء العقوبات الأميركية على طهران. ولم يكن الذين تابعوا مواقف الرؤساء للاعلاميين في قصر بعبدا، بحاجة إلى دليل أو كفيل بأن الخلوة الرئاسية، فشلت في التوصّل إلى حل، طالما ان هذا الحل لم يحضر أو انه لم يتبلور بعد، ذلك ان وقت الخلوة الذي كان عبارة عن ثماني أو عشر دقائق، كان دليلا على ان الرؤساء لم يتوصلوا إلى حل، إذ ان الرئيس برّي كاشف الصحافيين لدى خروجه من مكتب رئيس الجمهورية، بأن «ليس هناك من شيء جديد»، فيما قال الرئيس الحريري ان «الحل ليس عنده»، ثم اردف ردا على سؤال عمّا إذا كان سيلتقي النواب السُنَّة المستقلين، قائلاً مرّة جديدة: «الحل ليس عندي» وسأل: «هؤلاء مستقلون عن ماذا يا ترى؟». ووفق المعطيات المتوافرة، فإن الواقع الحكومي لا يزال مجمداً، بفعل تشبث كل فريق بموقفه، وان ما من أحد قادر على ان يقدم تنازلاً لتحريك الأوضاع، فالرئيس عون يعتقد ان اقتراح الوزير جبران باسيل بسحب تبادل الوزيرين السُنّي والماروني بينه وبين الحريري هو لتسهيل الحل، ولسان حاله يقول: «اتفقوا وأنا حاضر»، فيما الرئيس برّي أعلن انه سحب يده من موضوع تشكيل الحكومة بعدما قدم اقتراحه للحل للوزير باسيل ولم يؤخذ به، وقال صراحة: «ان المعني به هو الرئيس المكلف»، ولم يوافق رئيس المجلس على اقتراح بإعلان مراسيم تأليف الحكومة بمن حضر، ورد الرئيس الحريري: «المشكلة ليست عندي، واسألوا الذين افتعلوا هذه الأزمة لارضاء إيران؟».

لا مسعى جديد

ولاحظت مصادر مطلعة، لـ«اللواء»، انه في الوقت الراهن ما من مسعى جديد، بعد ان سجل إطفاء الوزير باسيل محركات الوساطة التي اضطلع بها وتعتقد ان أي اجتماع بين الحريري ونواب السُنَّة المعارضين من شأنه ان يكسر الجليد الحكومي، مع العلم ان لا معلومات عنه سوى ان النائب عبد الرحيم مراد طلب موعداً من «بيت الوسط» لم يأت الجواب عليه، وربما لن يأتي أقله في اليومين المقبلين. ولفتت المصادر إلى ان المصافحة الباردة بين الحريري والنواب السنة الذين لم يحضر منهم سوى أربعة، فيما غاب النائبان فيصل كرامي وجهاد الصمد، قد لا تدل على شيء، وإن كان مسعى باسيل حرك مسألة اللقاء بينهم وبين الحريري. وأوضحت المصادر انه امام واقع الجمود الحاصل لا بد من اجراء قراءة متأنية وبين السطور لمضمون رسالة الرئيس عون عشية الاستقلال، والتي بعث بها بأسلوب واضح خصوصا انها اتت على ذكر حجم المعاناة التي يتركها التعثر الحكومي، مشيرة الى ان الرئيس عون وضع الجميع أمام مسؤولياتهم وهو لا يزال يحاول قدر المستطاع فكفكة العقد، ولكن يواجه بتمسك كل فريق بموقفه وهذا الامر يدفعه الى البحث عن خطوات جديدة، ولم يكشف النقاب عنها، وان كانت مصادر أخرى تحدثت عن حكومة تكنوقراط كخيار وحيد من شأنه ان يقطع طريق العرقلة على مستخدمي ساحة لبنان صنودق بريد لرسائلهم الإقليمية والدولية.

الموعد مؤجل

وفي مسألة اللقاء بين النواب السنة المعارضين والحريري، أعلن النائب عبد الرحيم مراد انه اتصل ببيت الوسط طالبا موعدا للقاء مع الرئيس الحريري ولا زال ينتظر الرد، موضحا لـ«اللواء» انه اتصل برقم أُعطي له تبين انه في السراي الحكومية وكان نهار عطلة الاستقلال ثم عاد بعد ثلاث ساعات وحصل على رقم «بيت الوسط» فاتصل به وطلب الموعد، وقال مراد: ان الرئيس الحريري يكون كمن يسيء الى نفسه اذا رفض تحديد الموعد للقاء النواب الستة فنحن نمثل شريحة واسعة من الطائفة السنية ستسأله عن سبب موقفه، فيماهو يوافق على توزير كتلة فيها سني واحد ولو ان لها الحق في التوزير. واوضح مراد ان اللقاء كان بصدد طلب موعد من الرئيس الحريري مباشرة بعد لقاء الرئيس عون، لكن رئيس الجمهورية ابلغنا ان الوزير باسيل يقوم بمسعى للحل فانتظرنا ريثما يتضح تحرك وزير الخارجية. وعلى خطٍ موازٍ ذكرت مصادر «تيار المستقبل» ان الرئيس الحريري ليس لديه ما يقوله للنواب الستة حيال مسألة تمثيلهم في الحكومة طالما ان بعضهم تمثل عبر الكتل النيابية التي ينتمي اليها. فيما لازال الوزير باسيل حسب اوساطه يعبر عن تفاؤله بقرب حل الازمة، لكن وفق شروط وظروف معينة. وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب سامي فتفت، ان الرئيس المكلف غير مستعد لاستقبالهم ككتلة. أبواب بيت الوسط مفتوحة لهم كأفراد، ولكن كلقاء تشاوري غير ممكن استقبالهم، لما يشكل ذلك من اعتراف بهم، فانضواؤهم في اللقاء لم يحصل خلال الانتخابات، أو خلال استشارات التكليف، بل بعد أسابيع من بدء مفاوضات التشكيل». وأكد أن «النواب «الستة» ممثلون سياسيا ضمن الكتل التي ينتمون إليها، أما المطالبة بتمثليهم طائفيا فهذا أمر آخر قد يفتح الباب على مطالب أخرى لباقي المذاهب، ما يدخلنا في مأزق أكبر من الذي يعيشه البلد اليوم». وإذ استبعد أن «تؤدي مبادرة الوزير باسيل الى نتيجة»، أشار الى أن «باسيل طرح ما لديه، ولكن ذلك لا يعني أن الرئيس الحريري سيأخذ بطروحاته».

تحذير أممي

دولياً، حذر غوتيريس من اضاعة الاستفادة من «الدعم الدولي التي صيغ في المؤتمرات التي عُقدت في روما وباريس وبروكسل». ودعا إلى نبذ الخلافات وتكثيف الحوار وتغليب المصلحة الوطنية على الاعتبارات السياسة الحزبية. مواقف غوتيريس جاءت في تقريره التقييمي الشامل الذي يقدمه إلى مجلس الأمن كل 6 أشهر، حول تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006) خلال الفترة من 21 حزيران  إلى 26 تشرين الأول 2018، وناقشه مجلس الأمن الأربعاء الماضي. ودعا غوتيريس في التقرير إلى التحلي بالرغبة في التسوية لإيجاد قاسم مشترك، وتجنب خطر تجدُّد الشلل المؤسسي والتعجيل بتشكيل حكومة تصون التوازن المكرَّس في اتفاق الطائف والدستور». وأهاب بـ«السلطات المقبلة أن تواصل سياسة النأي بالنفس التي يتبعها لبنان، بما يتفق مع إعلان بعبدا للعام 2012»، داعياً جميع الأطراف اللبنانية إلى الكفّ عن الإنخراط في النزاع السوري وسائر النزاعات في المنطقة. واعتبر أن امتلاك أسلحة غير مأذون بها خارج نطاق سيطرة الدولة، باعتراف متكرر من حزب الله نفسه وجماعات مسلحة أخرى من غير الدول، في انتهاك للقرار 1701، يثير قلقا بالغا ويشكّل تهديدا خطيرا لاستقرار لبنان والمنطقة»، مشيراً إلى «استمرار ورود ادعاءات بعمليات نقل غير مشروع للأسلحة إلى الجماعات المسلحة من غير الدولة في لبنان، هو أمر يثير قلقا بالغاً». وقال: «ليس بوُسع الأمم المتحدة أن تتحقق من مدى صحة هذه الإفادات بطريقة مستقلة، غير أن عمليات النقل هذه، إذا ثبتت صحتها، ستشكّل انتهاكا للقرار 1701». ورحب بـ«الخطوات التي يتخذها لبنان نحو تعزيز تنظيم عمليات نقل وتجارة الأسلحة على الصعيد الدولي».

اشتباكات بين الجيش ومطلوبين في الشراونة...

أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" عن وقوع اشتباكات بين الجيش وعدد من المطلوبين في حي الشراونة - بعلبك، أثناء تنفيذ قوة من الجيش مداهمات داخل الحي بحثا عن مطلقي النار على منزل المواطن ع. ف على طريق نحلة، على خلفية إشكال إرثي من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. واستدعى الجيش المزيد من الوحدات المؤللة، ويعمل على تطويق الحي بحثا عن مطلقي النار. وتمكن الجيش خلال مداهمة منزل المطلوب ح.ج من ضبط كمية المخدرات وحشيشة الكيف وحبوب الكبتاغون، وصادر كمية من الأسلحة وسيارة جيب يشتبه باستخدامها في إطلاق النار.



السابق

مصر وإفريقيا...«داعش سيناء» يستولي على أسلحة نوعية متجهة من إيران لـ «حماس».....«طلبات الدوائر» في مصر تدفع البرلمان لمهاجمة الحكومة..وزراء ومسؤولون في افتتاح مشاريع في شمال سيناء......الجزائر تطالب وزراء خارجية الاتحاد المغاربي بعقد إجتماع قريب جداً تلبية لمبادرة مغربية....الجزائر: «الإنقاذ» المحظورة تعود إلى الساحة السياسية...بلاغ من الحزب الحاكم يتهم رئيس وزراء تونس بـ"تنفيذ انقلاب"..دبلوماسيون وسياسيون يشنون حملة للبحث عن أموال القذافي المجمدة...المغرب: إتساع دائرة التمرد ضد قيادة «الأصالة والمعاصرة» المعارض...جوبا والآلية الأفريقية تتفقان على تحقيق السلام في السودان..

التالي

اخبار وتقارير..هل ستتحول أوروبا إلى دول مسلمة ؟....جاويش أوغلو: لا عائق أمام لقاء بين أردوغان وبن سلمان..جمعة دامية في باكستان تحصد عشرات القتلى والمصابين...القنصلية الصينية في كراتشي تنجو من هجوم انتحاري..أفغانستان: انتحاري يقتل ويصيب العشرات بتفجير مسجد للجيش..المهاجرون يتحدون واشنطن .."السترات الصفراء" تحتشد ضد ماكرون.. صخرة "جبل طارق" تقف عقبة أمام جهود خروج بريطانيا من الاتحاد..مئات الأطباء الكوبيين يغادرون البرازيل..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,044,718

عدد الزوار: 6,749,384

المتواجدون الآن: 106