لبنان..الإنقلاب على الطائف: تشريع بلا حكومة وتعايش مع المأزق... دعوات للتهدئة بانتظار الحلحلة.. و«أمل» تحذّر من المغامرة بحكومة أكثرية.. في العشر الأواخر من أيلول، قضي أمر التأليف: لا حكومة هذا الشهر، إلا إذا.. الإقتصاد في «الكوما».. والسياسيون أيــضاً!... وتحضيرات لاعتصامات وإضرابات...عون: الليرة ليست في خطر ولسنا على طريق الإفلاس..

تاريخ الإضافة الخميس 20 أيلول 2018 - 7:50 ص    عدد الزيارات 2644    التعليقات 0    القسم محلية

        


الإنقلاب على الطائف: تشريع بلا حكومة وتعايش مع المأزق... دعوات للتهدئة بانتظار الحلحلة.. و«أمل» تحذّر من المغامرة بحكومة أكثرية.. في العشر الأواخر من أيلول، قضي أمر التأليف: لا حكومة هذا الشهر، إلا إذا.. وكل إلى شأنه يسير:

- الرئيس ميشال عون إلى نيويورك الاثنين المقبل لترؤس وفد لبنان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.

اللواء... - الرئيس نبيه برّي يترأس الاثنين والثلاثاء جلسة تشريعية اتخذ القرار بشأنها مكتب المجلس النيابي، الذي عقد اجتماعا برئاسة الرئيس برّي، واتفق على عقد جلسة سميت «بتشريع الضرورة» كشف نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي انها ستناقش وتقر «كل المشاريع التي صدقت في اللجان المشتركة والمتعلقة بالنفايات والالكترونيات ومسألة الفساد ومسألة الوساطة القضائية..» وهي لم توزع بعد على النواب كجدول أعمال مطبوع..

- الرئيس سعد الحريري المكلف تشكيل الحكومة، يدعو إلى الأجواء الإيجابية للوصول إلى حل (أي إلى التأليف) داعياً إلى التحلي بالهدوء..

وأبدت أوساط مقرَّبة من بيت الوسط ارتياحها لما أعلنه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل من رفض لتشكيل حكومة أكثرية، معتبراً ذلك من نوع المغامرة.

ولئن بدت الجلسة التشريعية مغطاة من كتلة «المستقبل»، إلا أنها فتحت نقاشاً دستورياً ونيابياً يتعلق بانتظام عمل المؤسسات من زاوية دستورية، لا سيما الفقرة هـ/ من الدستور التي تنص على ان «النظام قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها».

وطرحت في الجدل الدائر أسئلة حول إمكانية نشر القوانين التي يقرّها المجلس من دون حكومة تحيلها إلى الرئيس، وكيف يُمكن الانتظام العام من دون حكومة تجعل التوازن والتعاون قائماً بين السلطات. وعبّر النائب السابق بطرس حرب عن مخاوفه من ان يؤدي التشريع بغياب الحكومة (على الرغم من جوازه دستورياً، من وجهة نظره) إلى تشجيع الأفرقاء السياسيين، المسؤولين عن تعثر تشكيل الحكومة على التمادي في لعبتهم الجهنمية في ابتزاز الآخرين». بالمقابل تخوفت مصادر سياسية ودستورية من ان يُشكّل هذا المنحى، انقلابا على الطائف، وشكلا من اشكال التعايش مع المأزق السياسي، أو مأزق تأليف الحكومة، في ظل تسابق غير مألوف على الحصص والحقائب، استناداً إلى حسابات، يزعم أغلب المتنافسين انها تستند إلى نتائج الانتخابات النيابية. وتخوفت الأوساط المعنية بالتأليف من الكلام الذي صدر على لسان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، وجاء فيه: «بحسب معطياتي، هناك غباشة بشأن التشكيل الحكومي، فلا شيء سيظهر لا في القريب، ولا في البعيد»، داعياً إلى الحفاظ على الحوار «مستدركاً» ان «الحكومة ستشكل ولا أحد يُمكن إلغاء الآخر».

مؤشرات جديدة إلى الأزمة

ومع اقتراب انتهاء الشهر الرابع لتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات، برزت أكثر من إشارة إلى ان الأمور ما تزال على حالها منذ اليوم الأوّل لبدء مشاورات التأليف، لا سيما وانه لم يطرأ أي تطوّر على الصيغة الأخيرة التي سلمها الرئيس المكلف إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، مطلع الشهر الحالي، ما يعني ان مأزق التأليف قد يمتد إلى موعد غير قريب، وربما إلى شهور، بحسب ما توقع الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، مساء أمس. وإذا كانت المواقف التي صدرت في اليومين الماضيين، سواء من قبل الرئيس عون، أو الرئيس المكلف، ومن ثم تأكيد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على رفضه التنازل أو التفاوض في شأن تعديل الصيغة الحكومية الأخيرة، ما يؤشر إلى ان الأزمة الحكومية مرشحة للدخول في مرحلة من الجمود، فإن أكثر من إشارة جديدة صدرت لتؤكد استمرار هذا الجمود، أبرزها إعلان الرئيس نبيه برّي عن دعوة مجلس النواب إلى عقد جلسة عامة يوم الاثنين والثلاثاء المقبلين في 24 و25 أيلول الحالي، لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول أعماله، تحت عنوان تشريع الضرورة، على الرغم من عدم وجود حكومة فاعلة، بل فقط حكومة تصريف أعمال. وفي تقدير مصادر نيابية، ان عقد جلسة تشريعية في ظل حكومة تصريف أعمال، يعني ان الرؤساء الثلاثة، سلموا بأن موضوع تأليف حكومة جديدة، سيأخذ وقتاً طويلاً، ومن غير المطلوب في هذه المرحلة، حيث تنتصب مجموعة تحديات ومخاطر اقتصادية ومالية واجتماعية، التسليم بالأمر الواقع، وبالتالي لا بدّ من جلسة تشريع توافق عليها الرؤساء ويجري خلالها إقرار مجموعة مشاريع قوانين ضرورية، لتأمين الغطاء القانوني لتأمين الإيرادات المالية اللازمة لها. ولهذا الغرض، انعقد في مكتب وزير المال علي حسن خليل اجتماع مالي - تقني، حضره إلى جانب خليل رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، خصص لدرس بعض الأفكار في شأن استصدار قوانين معجلة مكررة، خلال الجلسة التشريعية لتغطية الاتفاق الضروري لمواجهة القضايا المالية المطروحة، والتي تحتاج إلى تمويل. واعتبرت أوساط متابعة ان هذا الاجتماع قد يكون باكورة العمل على اجراء الإصلاحات المطلوبة في مؤتمر «سيدر» أولها ترشيد الانفاق وضبط الهدر في المالية العامة للدولة، استباقاً لتشكيل الحكومة.

سفر عون

اما ثاني مؤشر لاستمرار الجمود الحكومي، فهو سفر الرئيس عون مع وزير الخارجية جبران باسيل إلى نيويورك الأحد المقبل للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73، حيث سيلقي كلمة لبنان ويعقد لقاءات مع عدد من نظرائه، كما يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس لتسليمه خطة عمل وضعها لبنان ترجمة للدعوة التي اطلقها الرئيس عون العام الماضي لاعتماد لبنان مركزا عالميا لحوار الحضارات، فيما سيتولى الوزير باسيل، بحسب المعلومات، مهمة الحراك السياسي الديبلوماسي من اجل تفنيد موقف لبنان من ضرورة تمويل «الاونروا» لئلا يتحول نقص التمويل بفعل القرار الاميركي الاخير مادة دسمة لمشروع يرمي الى الغاء حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم. ولهذه الغاية، رأس الرئيس عون صباحاً اجتماعاً تحضيراً للوفد الذي سيشاركه في أعمال الجمعية العامة، تمّ خلاله البحث في أبرز المواضيع المطروحة على جدول اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة وموقف لبنان حيالها، اضافة الى المراحل التي قطعها الطرح الذي قدمه الرئيس عون في كلمته العام الماضي في ما يتعلق بالدعوة إلى أن يكون لبنان مركزا لحوار الحضارات والثقافات والاديان والاعراق. واستبعدت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» حصول اي تطور ايجابي على صعيد تأليف الحكومة قبل سفر الرئيس عون الى نيويورك حيث يترأس وفد لبنان الى الجمعية العامة للامم المتحدة . ولفتت المصادر الى ان عودة الوزير باسيل الى لبنان من شأنها ان تساهم في قيام حراك، مؤكدة ان هناك جهدا يبذل على صعيد التأليف، لكن ذلك لا يتجاوز تبادل الافكار فحسب. واوضحت ان ما من تصور واضح يجري العمل عليه ولذلك لا يمكن القول ان الامور نضجت. وتحدثت عن تواصل متقطع يتم بين بعبدا وبيت الوسط . الى ذلك علم ان الاجتماع الذي ترأسه الرئيس عون للوفد المرافق له الى نيويورك ركز على الآلية التي ستعرض على الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس وعدد من المسؤولين وستكون بمثابة خارطة الطريق لتصور لبنان حول جعله مركزا لحوار الحضارات والأديان وكيفية رعاية هذا النشاط. وعلم ايضا ان جدول زيارة الرئيس عون قيد الاعداد لكن خطابه أمام الامم المتحدة يلقيه في السادس والعشرين من الشهر الجاري. وكان الرئيس عون حذر من مخاطر المضي في إشاعة أجواء سلبية عن الوضع الاقتصادي وبث اشاعات تضر بلبنان وتنظيم حملات تيئيس وقال : «لا الليرة اللبنانية في خطر ولا لبنان على طريق الافلاس، ونحن نعمل على معالجة الازمة الاقتصادية الراهنة وعلينا ان نكون شعبا مقاوماً لليأس، وكما قاومنا من اجل حريتنا وسيادتنا واستقلالنا، علينا اليوم ان نقاوم من اجل انقاذ وطننا». وقال خلال استقباله امس في قصر بعبدا وفدا من اندية «الليونز» «لا الليرة اللبنانية في خطر ولا لبنان على طريق الافلاس. الوضع الاقتصادي صعب ولكن ما ينشر من شائعات يضر بلبنان. نحن لا ننكر ان هناك ازمة، الا اننا نقوم بمعالجتها من خلال اقرار الموازانات الامر الذي لم يحصل منذ قرابة 11 سنة، كما من خلال الخطة الاقتصادية التي توصلنا اليها ومن خلال مؤتمر «سيدر». لقد اتينا للقيام بعملية انقاذ وانني اطمئن المواطنين، واحذّر من مخاطر المضي بحملات التيئيس والحالات النفسية الضاغطة».

نصر الله

وفي الشأن الحكومي أيضاً، كان لافتاً للانتباه تأكيد السيّد نصر الله، في اطلالته ليلة العاشر من محرم ان صورة التأليف ضبابية، وان التعطيل هو الذي يحكم الموقف، رغم حديث الجميع عن خطورة الوضع الاقتصادي والنفايات وتلوث الليطاني وضرورة تشكيل الحكومة، متوقعاً ان لا يظهر شيء لا في القريب ولا في البعيد بشأن تشكيل الحكومة، وقال انه قد تمر أسابيع أو شهور وربما سنوات إلى ان ينزل الوحي على المسؤولين، معتبراً انه في العقل السياسي اللبناني الموجود كل شيء محتمل. لكنه، مع ذلك، طالب بالحفاظ على جو الحوار، مجدداً الدعوة إلى الهدوء وضبط الأعصاب ومعالجة أي مسألة طارئة بالحوار والحكمة، وقال انه مهما كانت الظروف فالحكومة ستتشكل في نهاية المطاف، لأنه لا أحد يمكنه إلغاء الآخر. كما جدد نصر الله التزام الحزب بكل ما أعلنه في برنامجه الانتخابي، معلناً تأكيده جلسات التشريع في مجلس النواب، كاشفاً عن المنهجية التي سيتبعها الحزب في مواجهة الفساد، لافتاً إلى انها تقوم على مرحلتين: سد أوكار الفساد ثم الذهاب إلى معالجة مواطن الفساد، لافتاً إلى ان نواب الحزب قاموا بتحضير مجموعة اقتراحات قوانين سنناقشها قريباً في المجلس، من بينها اقتراح بخصوص قانون الصفقات العمومية، بما فيها التلزيمات التي تجريها الدولة، وتعديل قانون إنشاء مجلس الخدمة المدنية. وكان السيّد نصر الله، تطرق في كلمته إلى الشأن السياسي في لبنان والمنطقة، مركزاً على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة وإسرائيل للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، مشيراً إلى دعوات البعض إلى عدم التدخل في قضايا المنطقة تحت شعار النأي بالنفس، لافتاً إلى ان هذه المسألة نقطة خلاف جوهرية، متسائلاً عمّا إذا كان لبنان مفصولاً فعلاً عن احداث المنطقة، مشددا على ان ما يجري في المنطقة هو شأن مصيري لكل اللبنانيين وهو أكثر أمر مرتبط بحاضرهم ومستقبلهم، الا انه أعلن تأييده لأن تنأى الدولة اللبنانية بنفسها عمّا يجري. يذكر ان إجراءات أمنية مشددة اتخذت ليلاً لحماية المسيرة العاشورانية التي ستنطلق قبل الظهر في الضاحية الجنوبية، قضت بإقفال كل المعابر المؤدية إلى المنطقة اعتباراً من منتصف الليل، ومنع دخول السيّارات، باستثناء طريق التيرو- الشويفات والكوكودي.

الإقتصاد في «الكوما».. والسياسيون أيــضاً!... وتحضيرات لاعتصامات وإضرابات

الجمهورية...من يسمع السيّاسيين وهم يعطون الدروس بالوطنية والنزاهة والحرص على البلد، يعتقد انّ صحوةً أصابتهم وستقلب الوضع في لبنان رأساً على عقب، وتنقله من عمق الازمة الى مدار الحلول والانفراجات الواسعة. ولكن سرعان ما يخيب الأمل مع هذه الفئة، التي جعلت من تلك الدروس في زمن الانتخابات النيابية معبراً الى المجلس النيابي والظفر بمقاعد فيه، وعلى هذا المنوال تستخدمها في زمن الاستحقاق الحكومي، بدل أن تسهّل تشكيل الحكومة بما يتطلبه حال البلد من حكومة طوارىء وإنقاذ تتشارَك في ما بينها على تعطيل البلد وتعويده على الفراغ وفقدان سلطته التنفيذية. وأكثر من ذلك تركه فريسة في مهب الأزمات والتهديدات. واضح أنّ تأليف الحكومة دخل في «الكوما» الطويلة الأمد، فيما الوضع الداخلي يزداد هشاشة، وتنعدم فيه أحزمة الامان السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وحتى الأمني، وكل ذلك بفضل هذه الفئة من السياسيين التي أعدمت الحكومة قبل ان تتألف، بفعل صراعها المُستميت على حلبة الحصص والاحجام، والتحكّم بأجندة الحكومة في المرحلة المقبلة. وبفعل هذه السياسة المتّبعة، كاد البلد ان يسقط قبل ايام في المحظور، جرّاء الانقسام السياسي والسجالات المتبادلة، خصوصاً بين «التيار الوطني الحر» و»الحزب التقدمي الاشتراكي»، التي انسحبت توتراً سياسياً وغلياناً طائفياً في بعض مناطق الجبل، وهو الامر الذي حمل بعض المراجع العسكرية والامنية على التحذير من خطورة الوضع على الارض، وينبغي الاسراع لمعالجته، ما حمل سُعاة الخير على التدخل للجم التوتر، واشتغلت الاتصالات السياسية على اكثر من خط، وشملت عين التينة، وبيت الوسط، و»حزب الله» إضافة الى «التيار»، وقصر بعبدا. وتحدثت مصادر مواكبة لهذه التطورات عن حركة لافتة على خط نزع فتيل التوتر واحتواء الوضع للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. يتوازى هذا الوضع مع استمرار دق أجراس الانذار الاقتصادية والمعيشية، وهذا ما تؤشّر اليه التحضيرات الجارية بين شركاء الانتاج في لبنان، ولاسيما الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة، لتحركات في المدى القريب، في محاولة لحمل القوى السياسية على الالتفات الى ما سُمّيت «المصيبة الكبرى» التي يقترب منها البلد اقتصادياً ومعيشياً، والمسارعة الى تشكيل حكومة إنقاذية. وعلمت «الجمهورية» انّ ثمة فكرة متداولة بين هؤلاء الشركاء تقترح ممارسة أقوى ضغط على الطبقة السياسية، وذلك عبر تنفيذ تجمعات واعتصامات مفتوحة وإضراب عام في كل القطاعات، وحتى لو تَطلّب هذا الضغط التلويح بإعلان العصيان. وقالت مصادر اقتصادية معنية لـ»الجمهورية»: الوضع اكثر من متأزّم، والتأخير في تشكيل الحكومة يزيد التأزّم، ويحمل على القلق على الوضع المالي ان استمر الحال على ما هو عليه اليوم. نحن نحذّر من انّ لبنان يسير على حافة هاوية اقتصادية، وعلى المسؤولين ان يتحملوا مسؤولياتهم، وتجنيب لبنان السقوط الكارثي، الوضع سيئ اليوم، وسيكون أكثر سوءاً في الاشهر المقبلة، ان لم تتخذ من الآن التدابير الانقاذية. على الصعيد ذاته، حذّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من «بث إشاعات حول الوضع الاقتصادي تضرّ بلبنان، وتنظيم حملات تيئيس»، وقال: «لا الليرة اللبنانية في خطر ولا لبنان على طريق الافلاس، ونحن نعمل على معالجة الازمة الاقتصادية الراهنة، وعلينا ان نكون شعباً مقاوماً لليأس، وكما قاومنا من أجل حريتنا وسيادتنا واستقلالنا، علينا اليوم ان نقاوم من أجل إنقاذ وطننا».

تشريع الضرورة

الى ذلك، وفي محاولة واضحة لإحداث خرق في الجمود الحاصل في البلد، وَجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة الى جلسة تشريعية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، لدرس وإقرار مجموعة من المشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال. وجاء ذلك بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس الذي عقد برئاسة بري ظهر أمس، في مقر رئاسة المجلس في عين التينة. وعشيّة الجلسة التشريعية، عُقد اجتماع مالي - تقني في وزارة المال تحضيراً للجلسة، ضَمّ وزير المال علي حسن خليل ورئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان ومدير عام رئاسة الجمهورية. هذا الاجتماع، وكما ذكرت مصادر مطّلعة، كان يُفترض أن يبقى بعيداً عن الاعلام، الّا انّ الصدفة أخرجته الى النور. وقد تداول المجتمعون في الاعتمادات الاضافية التي قد يتم التصويت عليها في مشاريع قوانين معجلة مكررة، بما يعني انه سيتم تضخيم العجز في موازنة 2018، لأنّ المبالغ المرصودة للانفاق لم تعد كافية لتمرير العام.

جابر

وفي هذا السياق، لم يستبعد النائب ياسين جابر ان يعدّ وزير المالية شيئاً ما يتعلق باعتمادات اضافية على موازنة 2018، على ان يطرحه في إطار المعجل المكرّر. وقال جابر لـ»الجمهورية» انّ الجلسة العامة تتضمن جدول اعمال واسعاً، يشمل الكثير من الاتفاقيات الدولية لقروض مهمة قد يفقدها لبنان اذا لم تتم الموافقة عليها. واعتبر انّ الهدف من الجلسة حيوي، لذا جرى الاجماع عليها، فهناك إجماع من قبل رئيس الجمهورية ومن قبل رئيس الحكومة عَدا عن انّ معظم النواب يُبدون إيجابية حيال هذا الامر.

إتصالات خجولة

حكومياً، صار التأليف أقلّ من خبر عادي يمر على المشهد السياسي من دون ان يلتفت إليه أحد، أو يعيره الناس أيّ اهتمام. وتردد انّ اتصالات خجولة جرت بين بعض المقرات السياسية المعنية بالحكومة، الّا انها لم تصل الى تحريك مياه التأليف الراكدة في قعر التعقيدات، او بالأحرى في قعر «المكايدة» على حد تعبير الرئيس بري، الذي قال رداً على سؤال: الوضع الحكومي المعطّل غير مقبول، والمخاطر الاقتصادية تتفاقم، واذا استمر هذا الحال فتصبح الخشية على الوضع النقدي أكبر، وهذا امر يوجِب الهرولة سريعاً لتشكيل الحكومة. ورداً على سؤال عمّا اذا كان بصدد طرح مبادرة ما لحل أزمة التأليف؟ لم ينف استعداده القيام بأي مهمة في هذا الاطار، إلّا أنه قال: أنا لا أتدخّل إلّا اذا وجدتُ أنّ ايّ تحرك أقوم به يكون مثمراً وأتمكّن من خلاله من أن أحدث خرقاً لا يعترض عليه أحد.

«بيت الوسط»

ولم يسجّل أي نشاط في بيت الوسط يوحي بإمكان التوصّل الى صيغة حكومية جديدة يمكن ان تشكّل مخرجاً للمأزق القائم. ولفتَ زوّار بيت الوسط لـ»الجمهورية» انّ المساعي الهادئة الجارية لم تصل بعد الى ما يمكن الإعلان عنه. فالمواقف على مستوى الأطراف الأساسية لم تتبدّل، وانّ الترددات التي أثارتها بعض المواقف الحادة من بيروت والخارج زادت في التباعد القائم بين الأطراف، وزادت من المصاعب بإمكان الوصول الى أي مخرج حتى اليوم.

«القوات» و«التيار»

وفيما دخلت الامور بين «التيار الوطني الحر» و»الحزب التقدمي الاشتراكي» مرحلة التهدئة والتبريد السياسي، لم تخرج العلاقة بين «التيار» وحزب «القوات اللبنانية» عن دائرة التوتر، مع استمرار تمسّكهما بمواقفهما العالية السقف من دون التراجع عنها، وتبادل الإبر السياسية في أكثر من مناسبة والاتهامات بتعطيل الاستحقاق الحكومي. وخير تعبير عن التباعد بين الطرفين ما صدر أخيراً عن رئيس الجمهورية حيال «القوات»، وما تلاه من كلام لرئيس حزب «القوات» سمير جعجع. وتعكس مواقف الطرفين تشاؤماً حيال مستقبل التأليف واستحالة الوصول إليه في ظل الشروط المتبادلة، فيما أكّد «حزب الله» انّ من يعطّل الحكومة هم من وصفهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بـ»النَفعيين».

نصرالله

ولفتت ليل أمس، كلمة الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله، خلال إحياء مراسم ليلة العاشر من محرّم في باحة عاشوراء في منطقة الجاموس بالضاحية الجنوبية لبيروت، وقد أكّد فيها «انهم مهما شرّقوا أو غرّبوا، فجميع الأفرقاء سيشكلون حكومة سوياً، ولا أحد قادراً على إلغاء الآخر فلماذا تضييع الوقت وتوتير الأجواء؟ وجَدّد الدعوة إلى الهدوء وحل القضايا الخلافية بالتواصل والحكمة. ورأى نصرالله «انّ هذا العام سيكون عام نهاية «داعش». معتبراً انّ ما يجري في لبنان والمنطقة أمر مصيري لكل اللبنانيين»، ومكرراً بقاء «الحزب» في سوريا «طالما ترى القيادة السورية حاجة لوجودنا». ودعا الى أن تنأى الدولة اللبنانية بنفسها عن قضايا المنطقة بسبب الانقسام الحاصل في البلد. وقال: علينا كلبنانيين أن نفكّر بكيفية منع الإستباحة الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، لافتاً الى انّ «هناك جهات محلية تخوّف اللاجئين السوريين من العودة الى وطنهم». وسأل: من الذي يريد إيجاد تغيير ديمغرافي في لبنان وسوريا، نحن أم الدول والقوى السياسية التي تحول دون عودة اللاجئين إلى بلدهم؟

الـ«اف بي آي»

على صعيد آخر، علمت «الجمهورية» من مصادر دبلوماسية واسعة الإطلاع انّ بيروت تنتظر زيارة هي الأولى من نوعها لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي الـ (FBI) كريستوفر راي، الذي عيّن في 2 شباط الماضي في منصبه، في أعقاب المواجهة مع سلفه جيمس كومي. وفي المعلومات انّ الترتيبات الخاصة بالزيارة التي أجريت على عجل، والتي أحيطت بالكتمان الشديد، تَشي بأنها زيارة طارئة وأنّ هناك ملفات مختلفة وصفت بأنها «بالغة الدقة والأهمية» يحملها راي الى المسؤولين اللبنانيين، وقد رغب بإجراء مشاورات مباشرة مع كبار المسؤولين اللبنانيين. ويرأس المسؤول الأميركي وفداً موسّعاً من كبار معاونيه المكلفين بملفات أمنية وعسكرية واستخبارية واقتصادية، لإجراء مشاورات واسعة مع كبار المسؤولين اللبنانيين والقادة العسكريين والأمنيين.

الحريري استقبل العيسى: بحثنا في احتضان بيروت "قمة عالمية مسيحية إسلامية"

الجمهورية.. استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم، في "بيت الوسط" الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، في حضور الأستاذ محمد السماك، وبحث معه في مجالات التعاون والتنسيق المشترك. وخلال اللقاء، قدم العيسى للرئيس الحريري هدية تذكارية عبارة عن قطعة من كسوة الكعبة ومصحف. واستكملت مواضيع البحث على مائدة عشاء أقامها الرئيس الحريري على شرف ضيفه. بعد اللقاء، تحدث العيسى فقال: "سعدنا هذه الليلة بلقاء الرئيس الحريري، وكان لقاء أخويا، تناول العديد من الموضوعات التي تخص الاهتمام المشترك، وكانت في سياقها المتعلق بأهمية المبادرات التي تشمل السلام والوئام. كما تطرقنا إلى الجانب المهم في الحوار العالمي، في شقه الروحي والثقافي والحضاري. وكذلك بحثنا في موضوع إقامة قمة عالمية مسيحية إسلامية، تحتضنها بيروت، تتعلق بالقيم والأهداف المشتركة بين المسلمين والمسيحيين بجميع الأطياف والطوائف. وكانت مباحثات أيضا تتعلق بالقيم المشتركة الإنسانية، وأن تكون هناك مبادرات فعالة تحمل برامج عملية بجداول زمنية، وليست مجرد نظريات أو أطروحات تنتهي في أرشيف المؤتمرات، كما هي في غالب المؤتمرات بهذا الشأن، فلا تكون مجرد ظاهرة صوتية". وأضاف: "حرصنا على أن تكون هذه المبادرات برعاية الحكومة اللبنانية، ولا سيما في جانب الوئام الديني والطائفي في سياقه الإيجابي. من هنا، كان لقاء أخويا شفافا واضحا، انتهى إلى الإيجابيات والتطلعات المتوقعة".

عون: الليرة ليست في خطر ولسنا على طريق الإفلاس

بري يدعو إلى جلسة تشريعية... وترقب لخطاب نصرالله اليوم

الجريدة..كتب الخبر ريان شربل.. أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، أمس، أنه "لا الليرة في خطر ولا لبنان على طريق الإفلاس"، مضيفاً: "كما قاومنا من أجل حريتنا وسيادتنا واستقلالنا، علينا اليوم أن نقاوم من أجل إنقاذ وطننا"، ومحذراً من خطورة الشائعات. جاء ذلك وسط مؤشرات اقتصادية مقلقة، وتقارير إعلامية دولية، توقعت أن يسقط لبنان في ازمة اقتصادية صعبة في حال استمرت السياسيات الاقتصادية على ما هي عليه. حديث عون جاء عشية مغادرته، خلال اليومين المقبلين، إلى نيويورك، ليترأس وفد لبنان المشارك في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يكون ملف النازحين السوريين في لبنان هو الأساس في كلمة عون ولقاءاته المسؤولين الدوليين. وقالت مصادر متابعة لـ "الجريدة" إن "عون سيطلب من الأمم المتحدة أن تضطلع بدور أكبر في تسهيل العودة الآمنة للنازحين في لبنان إلى بلدهم، وخصوصاً إلى المناطق السورية التي باتت مستقرة"، مشيرة إلى أنه يعتبر أنه "لا يجوز أن يكون هناك أي عائق أمام رجوعهم إلى بلادهم ليعودوا تدريجياً إلى حياتهم الطبيعية ويساهموا في إعادة إعمار بلدهم". ولفتت المصادر إلى أن "رئيس الجمهورية سيشدد على دور لبنان في تنظيم العودة المتدرجة للنازحين الراغبين في ذلك، وسيطلب من الدول تقديم مساعدات للعائدين في بلداتهم وقراهم، أو الأماكن الآمنة داخل سورية التي سيحلون فيها". ورأت أن عون "سيكرر قلق لبنان من أي ربط بين عودة النازحين وبين الحل السياسي للأزمة السورية، وسيدعو إلى الفصل كلياً بين الأمرين". في سياق منفصل، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة يومي الاثنين والثلاثاء في 24 و25 سبتمبر لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال. وترأس الرئيس بري، قبل ظهر أمس، اجتماع هيئة مكتب المجلس، بحضور نائب الرئيس إيلي الفرزلي والنواب الأعضاء. وقال الفرزلي بعد الاجتماع: "جرى البحث في عقد جلسة تشريعية للمجلس النيابي والقوانين التي يجب أن يتضمنها جدول الأعمال، آخذين بعين الاعتبار الظروف الاستثنائية وأوضاع الضرورة التي تدفع بتحريك عجلة البلد على المستويات كافة. وتَقرر نتيجة النقاش دعوةُ النواب الى هيئة عامة للتشريع، حتى يتم إنجاز أكبر قدر من المشاريع والاتفاقات التي هي بحاجة للتصديق في المجلس النيابي". وأضاف: "كل المشاريع التي صدقت في اللجان المشتركة والمتعلقة بالنفايات والالكترونيات ومسألة الفساد ومسألة الوساطة القضائية، وإلى ما هنالك من مشاريع، أقرت في اللجان المشتركة، إلى جانب بعض الاتفاقات المصدقة في مختلف اللجان، وبعض الأمور التي هي أيضا في غاية الأهمية وستطبع وتوزع على السادة النواب ضمن المهلة القانونية". وختم: "التوافق بشكل عام تام وقائم. والجلسة التشريعية ضرورية، وأعتقد ان الجميع سيساهمون في إنجاز هذا الاستحقاق". إلى ذلك، تتوجه الأنظار اليوم إلى كلمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في ذكرى عاشوراء، إذ ستحمل مؤشرات الى توجّه الحزب في المرحلة المقبلة. وقال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، أمس: "لا يظنن أحد أن البلاد تنتفع بغياب الحكومة، التي هي أمر مطلوب وملح، ولا سيما أن الخلاف على تأليفها هو خلاف منافع ومكاسب وأحجام، فالبعض يضخم حجمه ليكبر تمثيله، والبعض الآخر يستخف بأحجام الآخرين ليلغوا تمثيلهم".



السابق

مصر وإفريقيا...القاهرة وواشنطن لتعزيز التعاون العسكري..النائب العام المصري: اتصال وثيق بين جماعات الجريمة المنظمة والإرهاب...ليبيا: السراج يلغي زيارته لنيويورك وسلامة يتوعّد الميليشيات مجدداً..تونس: 82 قيادياً يقدمون استقالة جماعية من حزب المرزوقي...أرملة قرنق لتولي منصب نائب الرئيس في جنوب السودان...وزير خارجية المغرب ناقش مع المسؤولين الأميركيين «تواطؤ إيران مع بوليساريو».."إيلاف المغرب" تجول في الصحف اليومية الصادرة الخميس ..

التالي

أخبار وتقارير...مساعٍ إيرانية لتأسيس «حزب الله الأفغاني»....روسيا تؤكد مشاركة «طالبان» في محادثات سلام أفغانية..واشنطن: المتطرفون أثبتوا قدرة على التكيّف تحت الضغط..كيم يطالب بـ «خطوات» أميركية لتفكيك مجمّع نووي...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,104,256

عدد الزوار: 6,752,928

المتواجدون الآن: 111