تساؤلات عن موقف أنقرة بالتصويت على عقوبات إضافية...توازن السياسة التركية الخارجية يواجه "اختبارا ايران"

تاريخ الإضافة الأحد 7 شباط 2010 - 9:12 ص    عدد الزيارات 3873    التعليقات 0    القسم دولية

        


اسطنبول- رويترز

بالنسبة لدولة مثل تركيا، تتباهى بأنها جسر يربط بين الشرق والغرب من جهة وبين الشرق الاوسط وأوروبا من جهة اخرى، فإن الدبلوماسية التركية بدت الاسبوع الماضي متوازنة الى حد كبير.

ففي تأكيد على علاقتها الفريدة بايران رحب القادة الاتراك بوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في أنقرة، في وقت تزيد فيه القوى الغربية من الضغوط على طهران بسبب برنامجها النووي، كما استضافت اجتماعا لدول حلف شمال الاطلسي وأجرت محادثات مع وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس.

لكن بعيدا عن أهمية تركيا الاستراتيجية والجغرافية وموقعها المهم الممتد من البلقان الى القوقاز الى أفغانستان، فان سياسة أنقرة الخارجية متعددة الاوجه قد تواجه قريبا اختبارا ربما يجبرها على اتخاذ أحد الجانبين.

ويقول ايان ليسير من صندوق مارشال الالماني "تتبع تركيا نهجا مستقلا للغاية في سياستها الخارجية وسببت خيبة أمل لبعض من حلفائها التقليديين في الغرب لكنني أعتقد ان تركيا تسير باتجاه اختبار مهم يتعلق بايران". ويضيف "اذا أجرى مجلس الامن الدولي تصويتا حول فرض عقوبات على ايران، فان تركيا ستكون في دائرة الضوء".

وتسعى قوى غربية كي يوافق مجلس الامن الدولي على فرض عقوبات جديدة على ايران بحلول نهاية مارس اذار وذلك لحث الجمهورية الاسلامية على تجميد تخصيب اليورانيوم وهي عملية قد تكون لها أغراضها السلمية أو العسكرية.

وقال دبلوماسي أجنبي يعيش في أنقرة "لا يمكن أن تكون كل شيء في أي وقت وفي كل القضايا وهذا هو ما تريده تركيا".

وتعددت التساؤلات خلال الاشهر القليلة الماضية حول ما اذا كانت السياسة الخارجية لتركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي تتجه ببطء نحو الشرق وتهجر توجهها القديم ناحية الغرب.

كما أثار تنامي علاقات أنقرة مع طهران ودول اسلامية أخرى وتدهور علاقاتها باسرائيل الحديث في بعض الدوائر حول "تغير محور" تركيا الدولة العلمانية المسلمة التي انضمت الى حلف شمال الاطلسي عام 1952. ولا تبدو الولايات المتحدة التي تخوض حربين في أفغانستان والعراق والحريصة على تحسين العلاقات مع الصين وروسيا مهتمة كثيرا بالسياسة الخارجية

لانقرة لكنها أكدت بدلا من ذلك على مجالات يمكنها العمل فيها مع تركيا حليفتها.

وقال السفير الامريكي جيمس جيفري، أمام رجال أعمال من الولايات المتحدة وتركيا الاسبوع الماضي "من البلقان الى البحر الاسود ومن الشرق الاوسط الى الهند لا توجد دولة أكثر نجاحا أو استقرارا من تركيا ويجب علينا الا ننسى أبدا هذا الامر".

بينما عبّر بعض حلفاء تركيا في الغرب عن قلقهم من تنامي علاقات أنقرة بطهران مما سيحد من شعور ايران بالعزلة ويؤدي الى احباط جهود دبلوماسية تهدف لمنع ايران من صنع قنبلة نووية.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أثار دهشة بعض من الاصدقاء التقليديين لانقرة عندما وصف الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في الاونة الاخيرة بأنه "صديق حميم" وأشار الى الحديث بشأن برنامج ايران للتسلح النووي على أنه "شائعة".

واتضحت الصداقة التركية الايرانية عندما زار وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي أنقرة، وقالت تركيا انها لا تفضل فرض العقوبات على ايران وانما تؤيد الحوار.
وقال معلق مشهور اسمه محمد علي بيراند "نرى أن القادة الاتراك متعاطفون مع ايران فيما يتعلق بالقضية النووية يظهر القادة الاتراك في المناقشات والصور أو اللقطات التلفزيونية جنبا الى جنب مع نظرائهم الايرانيين ويتبادلون العناق معهم".

وذكر ليسير أنه اذا صوتت أنقرة ضد أي عقوبات على ايران أو امتنعت عن التصويت فان ذلك سيضيف الى التوتر في علاقات تركيا بالغرب خاصة مع الولايات المتحدة وقال "لن يكون انقلابا في السياسة الخارجية وانما تطور مدهش بالتأكيد".

إلا أن الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندرس فوج راسموسن قلل من أهمية تقارير أفادت بوجود صدوع في السياسة الخارجية التركية. وقال لصحفيين في أنقرة "أعتقد أن تركيا ولاسباب جغرافية وسياسية يمكنها لعب دور فعال وستفعل ذلك". لكنه حث تركيا على حل خلافاتها مع الاتحاد الاوروبي بشأن جزيرة قبرص المنقسمة وهو نزاع ألقى بظلاله على عمليات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان وغيرها.

وتقول أنقرة ان من الممكن اقامة علاقات جيدة مع ايران والسعي لنيل عضوية الاتحاد الاوروبي في ان واحد وتؤيد أنقرة سياسة الاتحاد وواشنطن الرافضة لامتلاك ايران أسلحة نووية كما عرضت للتوسط بين القوى العالمية وطهران.

ولتركيا صلات بالتكتلات المختلفة في القيادة الايرانية وهو أمر تفتقر اليه الولايات المتحدة وبريطانيا. ويقول مسؤولون أتراك ان ثمة حاجة لاتباع نهج يتحلى بالصبر مع الايرانيين ولا تدرك الحكومات الغربية دائما هذا الامر.

وقال مسؤول تركي كبير في أنقرة "اخترعوا (الايرانيون) الشطرنج لا توجد طرق مختصرة معهم".

وأشار السفير الامريكي جيفري الى أنه لا يرى مشكلة في تواصل تركيا مع ايران لكنه قال انه يشكك في قدرة أنقرة على اقناع طهران بالتخلي عن أي طموحات قد تكون لديها لامتلاك قنبلة نووية. وأضاف "تجرب أي مفتاح لفتح باب المشكلة واذا لم يفلح هذا المفتاح فلتجرب اخر لكن يبدو أنه لا يوجد مفتاح لهذا الباب على وجه التحديد".


المصدر: موقع العربية نت

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,222,014

عدد الزوار: 6,941,057

المتواجدون الآن: 124