لبنان..«عشاء بيت الوسط»: كفّ يد باسيل عن التأليف.. وجعجع يهادن العهد..إستئناف مشاورات التأليف رهن جواب بعبدا.. وبدء تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع..تحضيرات أميركية لسلة عقوبات جديدة!...."القوات": باسيل أكثر من ساهم في تلطيخ صورة العهد!..تحضيرات أميركية لعقوبات على «حزب الله»...قائد الجيش اللبناني في أميركا للمرة الثالثة... والتأليف يتحوّل مهزلة..المراجع الماليّة تدق ناقوس الخطر!...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 26 حزيران 2018 - 6:32 ص    عدد الزيارات 2488    التعليقات 0    القسم محلية

        


«عشاء بيت الوسط»: كفّ يد باسيل عن التأليف.. وجعجع يهادن العهد..

إستئناف مشاورات التأليف رهن جواب بعبدا.. وبدء تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع..

اللواء... تجزم المصادر المطلعة على مشاورات تأليف الحكومة ان هبات التشاؤم أو التفاؤل التي تبدو حارة أو فاترة، لا تؤشر، ولا تؤثر على القرار المحسوم بضرورة تأليف الحكومة، والخروج من حالة «الاشتباك» حول الاحجام والاوزان، والثلث المعطل أو الضامن، وحق من هنا، وحق من هناك، وتفسير هذا التفاهم أو ذاك، على نحو يتفق أو يختلف مع الطموحات الوزارية، وكأن الحكومة العتيدة هي أوّل الحكومات واخرها.. تعطلت لغة الاتصالات وحتى اللقاءات، ما خلا الزيارة التي قام بها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى بيت الوسط، واجتماعه مع الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تمنى عليه الجنوح إلى التهدئة مع التيار الوطني الحر، فأعلن بعد اللقاء «من جهتنا سنوقف أي سجالات سياسية»، رغبة «منا بمساعدة الرئيس الحريري على تشكيل الحكومة»، موضحاً «سنبقى نسعى لحلحلة العقد الممكنة» في إشارة إلى ان العقد ما تزال قائمة، رافضاً بطريقة ضمنية التراجع عن مطالب «القوات» في حقيبة سيادية ونائب رئيس حكومة، من زاوية ان في ما «يتعلق بالحقائب والاحجام، فإن هناك انتخابات نيابية أفرزتها، وأنا لست صاحب حق وهذا ليس ملكية خاصة». واتهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بطريقة ضمنية بأنه يركب على ضهر القوات»، معتبراً ان مسألة تشكيل الحكومة هي عند الرئيسين ميشال عون والحريري، مؤكداً انه ملتزم بالتسوية السياسية التي أدّت إلى انتخاب العماد ميشال عون، ومن «مصلحتنا ان ينجح هذا العهد».... وباستثناء مشهد جعجع في بيت الوسط، حيث بدا ان هناك ما يشبه الاتفاق على ان كف يد باسيل من شأنه ان يسهل عملية التأليف، فإن شيئاً لم يتبدل في مشهد المراوحة، حول تعقيدات تشكيل الحكومة العتيدة، حيث بقيت المفاوضات عالقة بين محوري الرئيس عون ومعه «التيار الوطني الحر» والرئيس الحريري ومعه «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، في استعادة للمرحلة التي سبقت التسوية الرئاسية التي جاءت بالعماد عون رئيساً للجمهورية، في ظل تمسك كل طرف بوجهة نظره ومطالبه من دون ان يتزحزح عنها... ورغم ذلك، فإن المصادر المواكبة لعملية التأليف ما زالت تراهن على مفاوضات تدوير الزوايا، وتخفيف المطالب باتجاه تنازلات متبادلة، وهي تعتقد ان الأمور ليست مجمدة، وان هناك اتصالات تجري على أكثر من خط لتذليل العقبات بغية الوصول لحل وسط، وفق قاعدة «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم»، مشيرة إلى ان كل الجهات أبدت رغبة بالحلحلة، وهناك عملية أخذ ورد حول أفكار مطروحة يمكن ان تتبلور في الساعات القليلة المقبلة إذا صدقت فعلاً نيات الحل. وكشفت المصادر عن أفكار تروح وتجيء لحلحلة الأمور، وان المطلوب أجوبة سريعة قبل سفر الرئيس نبيه برّي في إجازة إلى الجنوب الإيطالي، لكن مصادر رئيس المجلس نفت وجود رابط بين مغادرته ومسألة تعقيد تشكيل الحكومة، مشيرة إلى ان نسبة التفاؤل في التشكيل تراجعت، وان الأمور ما تزال عالقة، وان التعقيدات متشعبة وليست محصورة في جهة سياسية واحدة. الا ان المصادر أبدت استعداد الرئيس برّي للعودة إلى لبنان في حال تمّ التوافق على تشكيل الحكومة، للمشاركة في التقاط الصورة التقليدية الرسمية للحكومة. وقالت المصادر ان من الأفكار المطروحة، عرض 4 حقائب على «القوات» أساسية وخدماتية وعادية مع وزير دولة، من دون منصب نائب رئيس الحكومة، وعرض آخر وصف بأنه «مقبول» للحزب التقدمي الاشتراكي، لكن الوزير السابق غازي العريضي نفى لـ«اللواء» وجود مثل هذا العرض، مؤكداً تمسك رئيس الحزب وليد جنبلاط بمطلبه المحق وهو ثلاثة وزراء والا فإنه لن يُشارك في الحكومة.

جعجع في «بيت الوسط»

ولم تستبعد مصادر مطلعة، ان يكون عرض الحقائب الأربع «للقوات» قد طرح أمس، خلال زيارة جعجع للرئيس الحريري في «بيت الوسط» برفقة وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، في حضور وزير الثقافة غطاس خوري، وان يكون طرح للرئيس المكلف أسماء الوزراء الذين يقترحهم لهذه الحقائب، وهم بحسب بعض المعلومات، كلاً من: غسّان حاصباني، ملحم رياشي، انطوان زهرا ومي شدياق. اما جعجع فقد لفت بعد اللقاء الذي تخلله عشاء عمل إلى ان زيارته هي من أجل تسهيل تشكيل الحكومة، مؤكداً تضامنه مع الرئيس الحريري فيما يواجهه من عقبات، وكذلك اقتناعه بالتسوية التي أدّت إلى انتخاب الرئيس عون، واستمراره بالتمسك بها حتى النهاية. وقال انه بخلاف ما حاول البعض ان يسوقه فإن دعمه للعهد كامل، معلناً انه من جهته سيوقف أي سجالات سياسية ان كان في ما يتعلق بتشكيل الحكومة أو أي سجالات أخرى ذات طابع حزبي ضيق، وذلك بناءً لتمني الرئيس الحريري، ولأن الأجواء القائمة في البلد لا تساعد على تشكيل الحكومة. كما أعلن انه لن يرد على أي اتهامات أو إساءات تطاله، وسيبقى يسعى لحلحلة العقد الممكنة، لكنه أكّد ان هناك امراً واحداً لا يمكنه حله، وهو انه لا يستطيع تصغير حجمه بيده، لافتاً إلى ان أحداً لا يستطيع ان يقيم الآخر، ومن يستطيع هو فقط رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، و«انا اترك هذه القضية عندهما، فهما لديهما نتائج الانتخابات النيابية والاحجام والاوزان السياسية». ورأى ان التسهيلات التي يمكن ان نقدمها لا تعني ان ندع أحداً «يركب على ظهرنا» في إشارة إلى «التيار الوطني الحر» فهذه لم تعد تسهيلات لكننا سنساعد حيث نستطيع. ورداً على سؤال قال: «نحن كنا في صلب تكوين هذا العهد ومؤمنون به، وسنواصل القيام بكل ما هو ممكن لكي يكون عهداً ناجحاً. رافضاً الدخول في تفاصيل العرض المطروح على «القوات» والذي هو عبارة عن 4 وزارات في مقابل التنازل عن نيابة رئاسة الحكومة».

زوّار عون

في المقابل، رفض زوّار الرئيس عون الدخول في توقع ان يقوم جعجع بزيارة قصر بعبدا، لكنهم لاحظوا ان عودة موفد «القوات» الوزير رياشي إلى زيارة القصر يمكن ان تكون مؤشراً لعودة التواصل مجدداً بين الجانبين. وحرص هؤلاء الزوار، على نفي ان يكون الرئيس عون يقف وراء رفض مطالب «القوات» أو «الاشتراكي» واعادوا التذكير بأن رئيس الجمهورية رفع منذ اليوم الأوّل شعار ضرورة ان يتمثل أكبر عدد من الكتل في الحكومة وفق النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية مؤخراً، مؤكدين ان العقدة ليست عند الرئيس، لكن هؤلاء سألوا عن سبب إصرار «القوات» على منصب نيابة رئاسة الحكومة مع الوزارات الأربع، وبينها حقيبة سيادية. وقال زوّار عون لـ«اللواء»: ان التقليد نص على ان يكون نائب رئيس الحكومة من حصة رئيس الجمهورية، وهكذا كان عليه الأمر في عهود الرؤساء الياس الهراوي واميل لحود وميشال سليمان، وان الرئيس عون تنازل عنها في حكومة استعادة الثقة لمصلحة «القوات» بهدف تشجيع الحزب من دون ان يعني ذلك تكريس عرف يقضي بعودة هذا المنصب للقوات؟.... وردت مصادر «القوات» على هذا القول، بأن «القوات» أخذت أقل من حجمها في الحكومة السابقة مراعاة للعهد ولكن خلافاً لتفاهم معراب. اما أوساط رئيس الحكومة المكلف، فقد أوضحت من جهتها ان تسمية نائب رئيس مجلس الوزراء غير مرتبط لا بالدستور ولا بالعرف بأي جهة سياسية أو طرف محدد، وإنما هو رهن بميزان التوافقات على خارطة توزيع الحص الحكومية، والبت به يعود إلى رئيس الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية، في حين ان العرف الوحيد المعترف به والمتعارف عليه، فهو المرتبط حصراً بالحقائب السيادية الأربع، وما عدا ذلك من وزارات لا يمكن زجه باعراف طائفية أو مذهبية لا تمت إلى التاريخ والحاضر بصلة. ولفتت هذه الأوساط إلى ان طرح موقع نيابة رئاسة الحكومة، هو لتقويض المساعي التي يبذلها الرئيس المكلف للتوفيق بين المكونات الحكومية، مثلها مثل محاولات استنساخ ما وصفته بالمعادلات الخشبية كالثلث المعطل الذي أثبت انه أداة تعطيلية لمصالح المواطنين واحتياطاتهم. وقالت ان الرئيس الحريري لمس في الساعات الماضية ان ثمة اهدافاً «مضمرة» «للاءات» الكثيرة التي رفعت في وجه خارطة الطريق التي وضعها بين يدي رئيس الجمهوري، تتخطى الصراع على الاحجام إلى محاولة قوى سياسية انتزاع ثلث معطّل في الحكومة ولو مواربة، مشيرة إلى ان هذه المحاولات ليست بعيدا عنها ولا «التيار الوطني الحر؛، ولا «حزب الله» الذي يسعى إلى توزير حلفائه من المسيحيين والدروز والسنّة خارج المستقبل ليكون له الثلث المعطل. وفي السياق، اعتبرت مصادر وزاري لـ «اللواء» بأن يكون الهدف من عرقلة تأليف الحكومة احراج الرئيس المكلف من أجل اضعافه، مستبعدة ان تكون العقدة في تمثيل الطائفة الدرزية، أو حزب القوات، ولكن من أجل فرض واقع سياسي، بعدما اعتبر فريق من اللبنانيين انه أصبح لديه اغلبية في المجلس النيابي، وهدفه هو الحصول على أغلبية حكومية، أي الثلثين المعطلين، مما يُؤكّد ان الموضوع لا يتعلق بموضوع الحصص بل هو سياسي بامتياز. ودعت هذه المصادر الرئيس الحريري إلى الصمود وابعد وعدم التنازل عن صلاحياته، وعدم الخضوع للضغوط التي يتعرّض لها خصوصا وان هناك ظروفاً سياسية تغيرت.

الخطة الأمنية

امنياً، وفيما غادر قائدا لجيش العماد جوزف عون أمس إلى واشنطن في زيارة رسمية تتسمر لعدة أيام، لتعزيز علاقات التعاون بين جيشي البلدين، اتمنى أمس عن انطلاقة الخطة الأمنية للبقاع، بما فيها منطقتي بعلبك والهرمل، حيث باشرت وحدات من الجيش اللبناني تسيير دوريات راجلة ومتحركة، وحواجز ثابتة ومتنقلة، من ضمن اجراءات تدخل في نطاق الخطة على أن تكون طويلة الامد، وليست ظرفية أو أنية. وأبلغ الرئيس عون نواب بعلبك - الهرمل الذين زاروه أمس في بعبدا، ان الاجراءات الامنية التي تتخذ في المنطقة لتعزيز الامن والاستقرار فيها، «سيواكبها عمل انمائي متكامل يتناغم وحاجات المنطقة الاقتصادية والحياتية والاجتماعية». وشدد الرئيس عون «على ضرورة تعاون الاهالي مع الجيش والقوى الامنية لوضع حد للفلتان الامني الذي يحصل في المنطقة ولاسيما في مدينة بعلبك»، مؤكدا على «ان لا تهاون مع من يزرع الفوضى والقلق في نفوس الاهالي ويلحق الضرر من خلال ممارساته بالحياة الاقتصادية في المنطقة». ولفت الى ان المجلس الاعلى للدفاع كان اتخذ قرارات في جلسته الاخيرة يعمل الجيش والقوى المسلحة على تنفيذها تباعا، لاسيما وان المراجع السياسية في المنطقة اعلنت انها ترفع الغطاء عن المخلين بالأمن والمرتكبين. وشدد النواب من جهتهم على ضرورة تحقيق امن مستدام في المنطقة عماده الجيش لا ان تكون اي خطة امنية ظرفية بالتزامن مع السعي الى تحقيق المصالحات وتهدئة الخواطر وتسليم المطلوبين. كما طالب الوفد بإيلاء الشأن الانمائي اهمية كبيرة نظرا لما للمشاريع الانمائية من تأثير ايجابي على الوضع العام في المنطقة. واشار الوفد الى ضرورة الاسراع في التعويض عن الاضرار التي نتجت عن السيول في المنطقة.

تحضيرات أميركية لسلة عقوبات جديدة!

الجمهورية... مهما حاول أهل السياسة والسلطة الهروب الى الامام ودفن رؤوسهم في الرمال، ورفع السواتر وإشغال الناس تارة باشتباكات ومناكفات سياسية على قشور الامور، وطوراً باختلاق قضايا ثانوية، فإنهم لن ينجحوا في حجب حقيقة الواقع الاسود الذي يعانيه البلد. صار تأليف الحكومة مهزلة، تتوالى فصولها في مسرحية هزلية سخيفة، وسط ساحة سيرك سياسي، تتقاذف فيه كرة التعطيل بين هذا الطرف السياسي أو ذاك. من دون ان يعير ايّ من اللاعبين انتباهاً لعقارب الساعة اللبنانية، التي تقترب شيئاً فشيئاً من لحظة الخطر. حقيقة الواقع اللبناني، انه على منصة الاستهداف، من العواصف الداخلية التي تفرّخ أزماتها في كل مفاصل الدولة، وكذلك العواصف الخارجية، وآخرها ما كشفه ديبلوماسيون غربيون لمسؤولين لبنانيين عن تحضيرات اميركية لسلة عقوبات جديدة، قطعت شوطاً كبيراً في الكونغرس، وتطال في جانب أساسي منها «حزب الله»، ووُصفت بـ«غير المسبوقة». وقد تصدر بالتوازي مع سلة عقوبات قاسية على إيران.

"القوات": باسيل أكثر من ساهم في تلطيخ صورة العهد!

قالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية» انّ اتفاقها السياسي مع «التيار» نَصّ على تشكيل مجموعة تنسيق وزارية في أولى حكومات العهد للتنسيق في كل شاردة وواردة داخلها وخارجها، لكن مع تشكيل الحكومة السابقة لم تُراع نسَب التمثيل، فتَخطّت «القوات» ذلك لكنها لم تستطع تخطّي رفض التنسيق مع «القوات» والاستئثار بكل شيء». وتابعت: «لم تكن «القوات» على علم بأيّ شيء ينوي الوزير باسيل طرحه على مجلس الوزراء، وحاولت مراراً وتكراراً أخذ المبادرة والطلب منه تنسيق المواقف قبل جلسات الحكومة، لكنها اصطدمت برفضه. فكيف يطلب من «القوات» دعم مواقف وخطوات اتخذها بمفرده ومن دون التنسيق مع «القوات» التي لم تكن لتقبل بها أصلاً لو طرحها عليها؟ والأخطر من كل ذلك انّ باسيل يخلط بينه وبين العهد، ونتحدّاه ان يستخرج موقفاً واحداً لنا ضد العهد، ولكن هل المطلوب منّا مثلاً التصويت لملفات ضد قناعتنا وثوابتنا؟ الهدف من التنسيق المسبق كان الوصول إلى مساحة مشتركة وليس وضعنا أمام الأمر الواقع وفي ملفات تتعارض مع نهجنا ومسلّماتنا، ولعلّ المثل الأبرز في هذا المجال هو صفقة بواخر الكهرباء، أليس من المعيب ان يربط باسيل بين الموقف من بواخر الكهرباء والموقف من تأييد العهد او عدمه؟ وألا يسأل نفسه لماذا صَوّتت «القوات» من دون تردّد لصالح مراسيم النفط والغاز ولم تصوَّت لبواخر الكهرباء؟ بكل بساطة، لأنها لم تشتمّ رائحة فساد في مراسيم النفط، بينما لمست لمس اليد روائح فساد كريهة جداً هي وغيرها في صفقة البواخر. اضافت المصادر: أمّا مرسوم التجنيس الذي يقول باسيل انّ «القوات» طعنت به رغم توقيع رئيس الجمهورية، فإنّ الرئيس عون نفسه هو أول من طعن به بعدما وقّعه، من خلال إحالته الى الأمن العام لتنقيته من مجموعة فضائح وكوارث أغلب الظن انّ الوزير باسيل بالذات كان وراء دَسّها فيه، كما يشيِّع الفريق المحيط برئيس الجمهورية. لعل أفضل ما ينطبق على هذا الواقع القول المأثور «إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا». وقالت المصادر: «إنّ اكثر مَن أيّد العهد وحاول جاهداً الدفاع عن صورة العهد القوي والنظيف والذي ينوي الوصول الى دولة فعلية وقوية هي «القوات»، بينما أكثر من ساهم في تلطيخ صورة العهد هو باسيل بالذات». وتابعت: «ليست القوات من يؤلّف الحكومة، ومن يؤخّر تأليفها هو باسيل الذي يضع العصي في دواليب الرئيس المكلف، وكلما سحب عصا أدخل رزمة من العصي مكانها، بسبب الطمع ثم الطمع والطمع. ويحاول الإيحاء بأننا نعرقل، ويحمّلنا مسؤولية التأخير من خلال المطالبة بحصة أكبر من حجمنا. هذا الكلام مُجاف للحقيقة والوقائع، إن لجهة ما أفرزَته الانتخابات من نتائج شعبية مؤيّدة لـ«القوات» أو من كتلة نيابية من 15 نائباً، ومن دون إغفال الاتفاق المبدئي مع «التيار» على المناصفة في المقاعد الوزارية طيلة عهد العماد عون، والذي انقلب عليها باسيل. أمّا لناحية الحصص الوزارية، فنحن لا نطلب من باسيل شيئاً، وليس هو من يشكّل الحكومة أساساً، بل كل ما نطلبه هو كفّ شَرّه عنّا. والكلام عن حصص منتفخة يسري بالدرجة الاولى عليه ومقارناته ليست في محلها، فعندما يستند الى انّ حصة كل من «حزب الله» و«أمل» هي 3 وزراء، فيعني انّ كلّاً منهما حصل على نصف المقاعد الشيعية، وبالتالي يحقّ لنا بنصف الحصة المسيحية. وهذا ما نقوله له وبعد احتساب حصة رئيس الجمهورية وكما هو وارد في اتفاق معراب، ولكنه لا يعترف بكل ذلك. أمّا في ما يتعلق بتأليب الاميركيين على الجيش فهذه أكاذيب وتركيبات تذكّرنا بتركيبات عهد الوصاية، فكلّ مشروعنا يقوم على السعي لجَمع كل السلاح داخل الجيش ووضع القرار الامني والعسكري داخله، وكل ما فعلته «القوات» هو تسليح الجيش وتقويته». وتوقفت المصادر عند «مفارقة انّ باسيل في علاقة خلافية وحتى عدائية مع كل القوى السياسية. وسألت: «هل هذا الخلاف هو لاعتبارات استراتيجية مثلاً؟ بالتأكيد كلا، بل كل الخلاف هو بسبب الطريقة التي يتصرّف بها حيال كل القوى ومن ضمنها «القوات». وأكدت المصادر «استمرار دعمها للعهد بالمفهوم الذي تريده الناس وليس وفق الطريقة الملتبسة التي اعتمدها باسيل، وبالسعي ليلاً ونهاراً ليكون هذا العهد من أفضل العهود في لبنان، وطبعاً في حال أفسح باسيل في المجال أمام ذلك».

تحضيرات أميركية لعقوبات على «حزب الله»... والتأليف يتحوّل مهزلة

الجمهورية..مهما حاول أهل السياسة والسلطة الهروب الى الامام ودفن رؤوسهم في الرمال، ورفع السواتر وإشغال الناس تارة باشتباكات ومناكفات سياسية على قشور الامور، وطوراً باختلاق قضايا ثانوية، فإنهم لن ينجحوا في حجب حقيقة الواقع الاسود الذي يعانيه البلد. صار تأليف الحكومة مهزلة، تتوالى فصولها في مسرحية هزلية سخيفة، وسط ساحة سيرك سياسي، تتقاذف فيه كرة التعطيل بين هذا الطرف السياسي أو ذاك. من دون ان يعير ايّ من اللاعبين انتباهاً لعقارب الساعة اللبنانية، التي تقترب شيئاً فشيئاً من لحظة الخطر. حقيقة الواقع اللبناني، انه على منصة الاستهداف، من العواصف الداخلية التي تفرّخ أزماتها في كل مفاصل الدولة، وكذلك العواصف الخارجية، وآخرها ما كشفه ديبلوماسيون غربيون لمسؤولين لبنانيين عن تحضيرات اميركية لسلة عقوبات جديدة، قطعت شوطاً كبيراً في الكونغرس، وتطال في جانب أساسي منها «حزب الله»، ووُصفت بـ«غير المسبوقة». وقد تصدر بالتوازي مع سلة عقوبات قاسية على إيران. على انّ أخطر العواصف تتهدّد الوضع المالي والاقتصادي في لبنان، والمراجع المالية ترفع الصوت وتدقّ ناقوس الخطر وتنقل تحذيراتها الى المراجع الرسمية والسياسية، من انّ البلد مقبل على كارثة اذا ما ظل، كما هو حالياً، فاقداً لعناصر الصمود أمام العاصفة. وأخطر ما في تلك الصورة، هو التشبيه الذي أعطاه احد رجال المال والاقتصاد الكبار، بقوله لـ«الجمهورية»: وضع لبنان اليوم أشبه ما يكون بسفينة «التايتانيك». على متنها من فوق أناس يغنون ويرقصون ويحتفلون، ويقودها ربّان «مطنّش» ومصرّ على مسارها كما هو، ومن تحت جبل جليدي ارتطمت به وغرقت بكلّ ما ومن فيها. ولو انّ ربّان «التايتانيك» صحّح مسارها لَما غرقت. فحالنا مثل تلك السفينة، اي الغرق، إن بقي الربّان السياسي مصرّاً على نفس المسار الذي أدى الى الازمة، وعلى التقاعس والهروب من تصحيح المسار، بدل التلهّي بالمناكفات والصغائر وبمحاولة تحقيق المكاسب والمصالح، على ما هو حاصل اليوم على حلبة تأليف الحكومة. وقالت مصادر مصرفية لـ«الجمهورية»: سياسة اللعب على حافّة الهاوية التي يمارسها السياسيون من شأنها ان ترتّب آثاراً مؤذية للبلد واقتصاده، البلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة، هذا لا يعني انّ البلد على حافّة الافلاس، بل انّ المجال ما يزال مفتوحاً امام لحظة إنقاذية، تبدأ طلائعها في التعجيل بتشكيل حكومة لا تستنسخ سابقاتها بمحاصصاتها وصفقاتها وسمسراتها، بل حكومة توحي بالثقة تضع في أولويتها وقف المسار الانتحاري الحالي، عبر الشروع فوراً بإعلان الاستنفار، وحالة طوارىء سياسية اقتصادية مالية، تستهلّها بورشة إصلاحات هيكلية جوهرية، تضع البلد على سكّة الأمان الفعلي، وليس البقاء على حقن المريض المُستعصي مرضه بمسكّنات، سرعان ما تفقد مفعولها ويستفحل المرض.

بكركي تحذّر

الى ذلك، أكدت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» أنّ «البطريرك الراعي سيظل يرفع الصوت عالياً فيما خَصّ الوضع الإقتصادي والإجتماعي، لأنّ شكاوى الناس تتكاثر والراعي يطالب بما يطالب به الناس». ودعت الى «تأليف الحكومة سريعاً لمعالجة الوضع والمطالبة بالاصلاحات الضرورية»، محذّرة من أنّ التأخير في الحكومة «يضر بالبلد ويضرب مصالح الناس». وشددت المصادر على أنّ «الهم الإجتماعي بات ضاغطاً، وعلى المسؤولين القيام بخطوات إصلاحية جذرية قبل أن ينهار الوضع».

التأليف مراوحة

حكوميّاً، دخل التكليف شهره الثاني، وأمّا التأليف فيراوح بين نوبة تسحب به نحو الايجابية والتعجيل بتشكيل الحكومة، وبين نوبة تشاؤمية تُفرمل محركات التأليف، وتعود به الى المربّع الاول، مُدخلة البلد في جولة جديدة من التكهنات حول أسباب التأخير بين داخلية مستعصية وشروط معقدة غير قابلة للتنفيذ، وبين خارجية غير منظورة لا تشجّع على تشكيل حكومة في لبنان في المدى المنظور. الرئيس المكلف سعد الحريري عازم على إحداث خرق في القريب العاجل، على حدّ ما يؤكد مقرّبون منه، لكنه في هذه الحلبة لا يستطيع ان يصفّق وحيداً، ذلك انّ بعض الاطراف تتصرف وكأنها امام حالة وجودية، فرفعت أسقفاً عالية جداً على خط التأليف، بطروحات وشروط من النوع التعجيزي والمبالغ فيه، من الصعب عليه ان يماشيها او يلتزم بها. وقالت مصادر الرئيس المكلف لـ«الجمهورية» انه لن يستسلم للسلبية، وسيستمر في الدفع نحو تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن. وافادت معلومات بأنّ الحريري يجري مشاورات هادئة في كل الاتجاهات، خصوصاً مع رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي ميشال عون ونبيه بري، وكذلك مع مستويات سياسية وحزبية، كما التقى مساء أمس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في «بيت الوسط»، الذي أشار الى استمرار السلبية وقال انّ أجواء البلد لا تساعد على تشكيل حكومة، معلناً انّ القوات ستوقِف السجال مع التيار لمساعدة الحريري. علماً انه لم يصدر من أجواء الحريري حول سائر اتصالاته ما يؤشّر الى بلوغه المنشود بعد، وثمّة أجوبة يفترض ان يتلقّاها من بعض القوى السياسية، وخصوصاً التيار الوطني الحر، في ما يتعلق بالتمثيل المسيحي في الحكومة.

بعبدا

الى ذلك، قالت مصادر مواكبة لاتصالات رئيس الجمهورية لـ«الجمهورية»: المناقشات تتركّز على إقناع «القوات اللبنانية» بأنّ حصتها هي 4 حقائب، من دون ان يكون من بينها نائب رئيس الحكومة. والحديث عن 5 حقائب لـ«القوات» يعني 9 او 10 حقائب لتكتل «لبنان القوي». وإقناع النائب السابق وليد جنبلاط بالتنازل عن تسمية الوزير الدرزي الثالث، على ان يُصار الى التفاهم بشأن تحديد هويته. وكذلك على التأكيد على احتفاظ تكتل «لبنان القوي» بـ 7 حقائب و3 لرئيس الجمهورية.

«التيار الوطني»

والى ذلك اعتبرت مصادر «التيار الوطني الحرّ» انّ «ابتزاز «القوات» لـ«التيار» والعهد بالمصالحة و«تفاهم معراب» لتحقيق مكاسب سلطوية وغير محقة قد بلغ ذروته وهذا ما بات يهدد التفاهم المسيحي ويعطّل عملية التأليف ويدخل البلاد في المجهول». وتساءلت هذه المصادر التيار «كيف تكون كتلة «القوات» حصة الرئيس وهي تنكر على الرئيس تمثيله في الحكومة ونيابة الرئاسة اللذان اقرّهما الطائف وطبقتهما كل العهود منذ ١٩٩٠وحتى اليوم؟ واضافت: «اين التفاهم الذي يقول ان لا حصة للرئيس ولا نيابة رئاسة له والذي تشير اليه «القوات» كل ما ارادت تجاوز قواعد التأليف وحجمها النيابي وبالتالي المطالبة بحصة اكبر من حجمها؟ وهل تفاهم معراب عزز صلاحيات وموقع الرئاسة او حجمها؟». وختمت المصادر: «يكفي ابتزازاً وتحويراً للحقائق من اجل كسب آني، فالحريص على العهد والرئاسة لا يضحي بتمثيل الموقع الرئاسي والمسيحي الأول في النظام ولا يعرقل العهد من خلال تعطيل حكومته الاولى بعد الانتخابات النيابية بمطالب يعلم القاصي والداني انها تتجاوز حجمه بكثير». ودعت المصادر «قيادة «القوات» الى المحافظة على المصالحة والتفاهم المسيحي ضناً بالمسيحيين ودورهم والآمال التي وضعوها فيهما.»

«القوات»

وقالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية» انّ اتفاقها السياسي مع «التيار» نَصّ على تشكيل مجموعة تنسيق وزارية في أولى حكومات العهد للتنسيق في كل شاردة وواردة داخلها وخارجها، لكن مع تشكيل الحكومة السابقة لم تُراع نسَب التمثيل، فتَخطّت «القوات» ذلك لكنها لم تستطع تخطّي رفض التنسيق مع «القوات» والاستئثار بكل شيء». وتابعت: «لم تكن «القوات» على علم بأيّ شيء ينوي الوزير باسيل طرحه على مجلس الوزراء، وحاولت مراراً وتكراراً أخذ المبادرة والطلب منه تنسيق المواقف قبل جلسات الحكومة، لكنها اصطدمت برفضه. فكيف يطلب من «القوات» دعم مواقف وخطوات اتخذها بمفرده ومن دون التنسيق مع «القوات» التي لم تكن لتقبل بها أصلاً لو طرحها عليها؟ والأخطر من كل ذلك انّ باسيل يخلط بينه وبين العهد، ونتحدّاه ان يستخرج موقفاً واحداً لنا ضد العهد، ولكن هل المطلوب منّا مثلاً التصويت لملفات ضد قناعتنا وثوابتنا؟ الهدف من التنسيق المسبق كان الوصول إلى مساحة مشتركة وليس وضعنا أمام الأمر الواقع وفي ملفات تتعارض مع نهجنا ومسلّماتنا، ولعلّ المثل الأبرز في هذا المجال هو صفقة بواخر الكهرباء، أليس من المعيب ان يربط باسيل بين الموقف من بواخر الكهرباء والموقف من تأييد العهد او عدمه؟ وألا يسأل نفسه لماذا صَوّتت «القوات» من دون تردّد لصالح مراسيم النفط والغاز ولم تصوَّت لبواخر الكهرباء؟ بكل بساطة، لأنها لم تشتمّ رائحة فساد في مراسيم النفط، بينما لمست لمس اليد روائح فساد كريهة جداً هي وغيرها في صفقة البواخر. اضافت المصادر: أمّا مرسوم التجنيس الذي يقول باسيل انّ «القوات» طعنت به رغم توقيع رئيس الجمهورية، فإنّ الرئيس عون نفسه هو أول من طعن به بعدما وقّعه، من خلال إحالته الى الأمن العام لتنقيته من مجموعة فضائح وكوارث أغلب الظن انّ الوزير باسيل بالذات كان وراء دَسّها فيه، كما يشيِّع الفريق المحيط برئيس الجمهورية. لعل أفضل ما ينطبق على هذا الواقع القول المأثور «إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا». وقالت المصادر: «إنّ اكثر مَن أيّد العهد وحاول جاهداً الدفاع عن صورة العهد القوي والنظيف والذي ينوي الوصول الى دولة فعلية وقوية هي «القوات»، بينما أكثر من ساهم في تلطيخ صورة العهد هو باسيل بالذات». وتابعت: «ليست القوات من يؤلّف الحكومة، ومن يؤخّر تأليفها هو باسيل الذي يضع العصي في دواليب الرئيس المكلف، وكلما سحب عصا أدخل رزمة من العصي مكانها، بسبب الطمع ثم الطمع والطمع. ويحاول الإيحاء بأننا نعرقل، ويحمّلنا مسؤولية التأخير من خلال المطالبة بحصة أكبر من حجمنا. هذا الكلام مُجاف للحقيقة والوقائع، إن لجهة ما أفرزَته الانتخابات من نتائج شعبية مؤيّدة لـ»القوات» أو من كتلة نيابية من 15 نائباً، ومن دون إغفال الاتفاق المبدئي مع «التيار» على المناصفة في المقاعد الوزارية طيلة عهد العماد عون، والذي انقلب عليها باسيل. أمّا لناحية الحصص الوزارية، فنحن لا نطلب من باسيل شيئاً، وليس هو من يشكّل الحكومة أساساً، بل كل ما نطلبه هو كفّ شَرّه عنّا. والكلام عن حصص منتفخة يسري بالدرجة الاولى عليه ومقارناته ليست في محلها، فعندما يستند الى انّ حصة كل من «حزب الله» و«أمل» هي 3 وزراء، فيعني انّ كلّاً منهما حصل على نصف المقاعد الشيعية، وبالتالي يحقّ لنا بنصف الحصة المسيحية. وهذا ما نقوله له وبعد احتساب حصة رئيس الجمهورية وكما هو وارد في اتفاق معراب، ولكنه لا يعترف بكل ذلك. أمّا في ما يتعلق بتأليب الاميركيين على الجيش فهذه أكاذيب وتركيبات تذكّرنا بتركيبات عهد الوصاية، فكلّ مشروعنا يقوم على السعي لجَمع كل السلاح داخل الجيش ووضع القرار الامني والعسكري داخله، وكل ما فعلته «القوات» هو تسليح الجيش وتقويته». وتوقفت المصادر عند «مفارقة انّ باسيل في علاقة خلافية وحتى عدائية مع كل القوى السياسية. وسألت: «هل هذا الخلاف هو لاعتبارات استراتيجية مثلاً؟ بالتأكيد كلا، بل كل الخلاف هو بسبب الطريقة التي يتصرّف بها حيال كل القوى ومن ضمنها «القوات». وأكدت المصادر «استمرار دعمها للعهد بالمفهوم الذي تريده الناس وليس وفق الطريقة الملتبسة التي اعتمدها باسيل، وبالسعي ليلاً ونهاراً ليكون هذا العهد من أفضل العهود في لبنان، وطبعاً في حال أفسح باسيل في المجال أمام ذلك».

المراجع الماليّة تدق ناقوس الخطر!

الجمهورية... أخطر العواصف تتهدّد الوضع المالي والاقتصادي في لبنان، والمراجع المالية ترفع الصوت وتدقّ ناقوس الخطر وتنقل تحذيراتها الى المراجع الرسمية والسياسية، من انّ البلد مقبل على كارثة اذا ما ظل، كما هو حالياً، فاقداً لعناصر الصمود أمام العاصفة. وأخطر ما في تلك الصورة، هو التشبيه الذي أعطاه احد رجال المال والاقتصاد الكبار، بقوله لـ«الجمهورية»: وضع لبنان اليوم أشبه ما يكون بسفينة «التايتانيك». على متنها من فوق أناس يغنون ويرقصون ويحتفلون، ويقودها ربّان «مطنّش» ومصرّ على مسارها كما هو، ومن تحت جبل جليدي ارتطمت به وغرقت بكلّ ما ومن فيها. ولو انّ ربّان «التايتانيك» صحّح مسارها لَما غرقت. فحالنا مثل تلك السفينة، اي الغرق، إن بقي الربّان السياسي مصرّاً على نفس المسار الذي أدى الى الازمة، وعلى التقاعس والهروب من تصحيح المسار، بدل التلهّي بالمناكفات والصغائر وبمحاولة تحقيق المكاسب والمصالح، على ما هو حاصل اليوم على حلبة تأليف الحكومة. وقالت مصادر مصرفية لـ«الجمهورية»: سياسة اللعب على حافّة الهاوية التي يمارسها السياسيون من شأنها ان ترتّب آثاراً مؤذية للبلد واقتصاده، البلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة، هذا لا يعني انّ البلد على حافّة الافلاس، بل انّ المجال ما يزال مفتوحاً امام لحظة إنقاذية، تبدأ طلائعها في التعجيل بتشكيل حكومة لا تستنسخ سابقاتها بمحاصصاتها وصفقاتها وسمسراتها، بل حكومة توحي بالثقة تضع في أولويتها وقف المسار الانتحاري الحالي، عبر الشروع فوراً بإعلان الاستنفار، وحالة طوارىء سياسية اقتصادية مالية، تستهلّها بورشة إصلاحات هيكلية جوهرية، تضع البلد على سكّة الأمان الفعلي، وليس البقاء على حقن المريض المُستعصي مرضه بمسكّنات، سرعان ما تفقد مفعولها ويستفحل المرض.

لبنان: لا مؤشرات بولادة قريبة للحكومة

محرر القبس الإلكتروني .. بيروت – انديرا مطر .. التفاؤل المفرط بولادة حكومة العهد الثانية في لبنان، الذي اعقب تسليم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون المسودة الحكومية متضمنة توزيع الحقائب، اصطدم بـ«فيتو» رئاسي – باسيلي، أعاد مسار التأليف الى مربعه الأول. التأزم على خط التشكيلة الحكومية، الذي بات الحديث عن تحديد موعد لإنجازها ضرباً في علم الغيب، انفجر تقاذفاً باتهامات العرقلة بين قيادات التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، غير ان تداعياته الأعنف تجلت في الحرب الكلامية التي اندلعت بين وزراء القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وصولا الى قواعدهما الشعبية، والتي اختلطت فيها الملفات السياسية بالتجريح الشخصي. أوساط «تكتل لبنان القوي» اعتبرت ان المبالغة في إشاعة أجواء التفاؤل قد يكون الهدف منه رمي الكرة عند التيار الوطني الحر وتحميله مسؤولية الإخفاق. النائب حكمت ديب، العضو في التكتل، أكد في اتصال مع القبس أن العقد الأساسية لم تسلك طريقها الى الحل بعد، لكن البعض سعى الى ايهام الناس بأن العراقيل قد ذللت وبأن طرفا سياسياً معيناً هو من يعرقل عملية التأليف. ويكشف ديب أن العراقيل التي تحول دون انجاز التشكيلة الحكومية حتى الآن تكمن في مسألتين: عدم احترام الاحجام السياسية، وعدم احترام حصة رئيس الجمهورية، وبالتالي صلاحياته في اختيار نائب رئيس مجلس الوزراء. ويوضح ديب ان الحل المقترح لمسألة حصة الرئيس «التي باتت تسبب حساسية للبعض» يكون بالالتزام بالأعراف الميثاقية وبما تم اعتماده منذ اتفاق الطائف ولغاية اليوم، مبدياً استغرابه لموقف «القوات اللبنانية» التي تقول الشيء ونقيضه. ويضيف: «كيف يعلنون أنهم سيكونون من حصة الرئيس، وهم لا يتركون مناسبة الا ويحاولون النيل من حقوقه». ويتهم ديب من يعارضون إعطاء رئيس الجمهورية كتلة وزارية وازنة بمحاولة اضعاف الموقع الأول للمسيحيين. اما النسبة للاحجام «المتورمة» كما يصفها، فحلها بسيط ويكون بالعودة الى ما أفرزته الانتخابات النيابية الأخيرة واعتماد معيار لتوزيع الحقائب على القوى السياسية، «لا نريد حرمان أي طرف من تمثيله العادل والمحق وفقاً لحجمه، لكن ان يُمنح أي طرف عدد من الحقائب من حصة فريق آخر فهذا أمر غير مقبول ويسبب بتعطيل الحكومة». ويشدد ديب على ان هناك نية للإسراع بتأليف الحكومة من دون تحديد موعد لها، «قد تولد خلال أيام او أسابيع شرط الا يتم تشكيلها (على زغل)»، كاشفا أنه اقترح ابرام اتفاق سياسي يتضمن مبادئ وأسس تشكيل الحكومات، إضافة الى تنظيم العمل داخلها. اما في ما يتعلق بالمعارك الإعلامية المنفلتة على غاربها بين «التيار» و«القوات»، فهي مدانة وغير مرحب بها من قبل التيار، كما يقول.

زهرا: لن نرضى بالفضلات

وفي سياق الردود «القواتية» على اعتراض التيار الوطني الحر على حجم تمثيلهم الوزاري، اتهم النائب السابق أنطوان زهرا «التيار» بالتذاكي من خلال عملية توزيع الحقائب لإعطاء «الفضلات» للقوات. وقال زهرا خلال مناسبة حزبية إن هناك من يحاول الانقلاب من داخل الصف المسيحي على الرأي العام والتوجهات الشعبية اللبنانية وعلى الحجم السياسي الضخم الذي حصلت عليه «القوات اللبنانية» في الانتخابات النيابية. مذكراً بأن «القوات» أنتجت التسوية الرئاسية واتفقت مع «التيار» وقيادته على التمثيل المتوازي في الحكومة، مؤكداً بأنها لن ترضى بأن تهمش في هذه الحكومة. من جانبه صرح أمين سر تكتل «الجمهورية القوية» النائب السابق فادي كرم، أن الوزير جبران باسيل، يقود حملة سياسية ضد «القوات».

لا مؤشر بحلحلة

التصعيد القواتي – العوني رافقه تصعيد آخر على خط التيار الوطني الحر وتيار المستقبل. القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش، اعتبر في حديث اذاعي ان موجة التفاؤل على صعيد تشكيل الحكومة مبالغ فيها، وهي تأتي في سياق تقليدي في عملية التأليف، الا ان المسار الحكومي لا يزال متوقفا عند مسألة توزيع الحصص والمطالبة بحصص أكبر من المنطق. وحذر علوش بأننا «سنكون امام مسألة تأليف طويلة الأمد في حال لم يتواضع أصحاب المطالب المضخمة»، لافتا الى انه لا يوجد حتى الآن أي مؤشر بوجود حلحلة على خط تشكيل الحكومة. وفي السياق عينه، وبعد المعلومات التي ترددت في الأسبوع الماضي حول عرض تلقاه حزب الكتائب من رئاسة الجمهورية ويقضي بتمثيله بوزير مقابل دعم الحزب للعهد، وايفاد عون مستشاره النائب الياس بو صعب، للقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، للتفاوض معه، أوضح مجلس الاعلام في «الكتائب» أن التواصل مع جميع الفرقاء بمن فيهم «التيار الوطني الحر» طبيعي ومستمر ويتمحور حول كيفية وإمكانية العمل المشترك لمصلحة لبنان بغض النظر عن المشاركة او عدم المشاركة في الحكومة.

الحريري يتعهد تنفيذ 280 مشروعاً في البنى التحتية

بيروت: «الشرق الأوسط».. أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أن المرحلة المقبلة مرحلة تنفيذ برنامج الاستثمار بالبنى التحتية الذي يتضمن أكثر من 280 مشروعاً، موزعة على كل القطاعات وتخلق فرص عمل بالآلاف. وأشار الحريري في كلمة له خلال رعايته حفل إطلاق «الإطار الاستراتيجي الوطني للتعليم والتدريب المهني والتقني في لبنان» في السراي الحكومي أمس، إلى أنه «مع إطلاق هذه الاستراتيجية... وتنفيذ الإصلاحات التي التزمت بها الحكومة اللبنانية، نكون قد اتخذنا خطوات ثابتة باتجاه تفعيل النمو وإيجاد فرص عمل لشبابنا وشاباتنا، ورفع إنتاجية اقتصادنا»، عادّاً أنه «علينا أن نولي قطاع التعليم المهني والتقني أهمية عالية مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات السوق لمساعدة القطاع الخاص على تأمين اليد العاملة المتخصصة والمتدربة». ولفت الحريري إلى أنه «خلال مؤتمرات بروكسل (1) و(2)، طلبت الحكومة اللبنانية من المجتمع الدولي أن يذهب أبعد من مجرد تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين، ويساهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتحديدا المجتمعات المضيفة»، مضيفا: «في هذا الإطار طرحنا أولويات كثيرة، أولها البرنامج الاستثماري بالبنى التحتية الذي تم إطلاقه لاحقا بمؤتمر (CEDRE) في باريس، إضافة إلى تأمين فرص التعليم والتدريب المهني والتقني لشبابنا وشاباتنا». وقال: «المرحلة المقبلة مرحلة تنفيذ برنامج الاستثمار بالبنى التحتية الذي فيه أكثر من 280 مشروعا، موزعة على كل القطاعات، وتخلق فرص عمل بالآلاف. لذلك يجب أن يكون لدينا الكادر البشري المتخصص والمهيأ لإدارة وتنفيذ هذه المشاريع، ولن أقبل أن ينفذه غيرنا، ويجب علينا أن نتدرب ونتعلم لكي يتم تنفيذ هذه المشاريع من قبل اللبنانيين»، مشدداً على أن «هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا برفع مستوى وجودة التعليم والتدريب المهني والتقني ليكون قادرا على أن يتجاوب مع حاجات السوق ومتطلبات القطاع الخاص والقطاعات الإنتاجية».

قائد الجيش اللبناني في أميركا للمرة الثالثة منذ تعيينه ومصادر مواكبة للزيارة تعتبرها {إشارة دعم}

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... عكست زيارة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إلى الولايات المتحدة، التزاماً أميركياً بتمكين الجيش اللبناني وتطوير قدراته العسكرية بوصفه شريكاً استراتيجياً للجيش الأميركي في المنطقة لمحاربة الإرهاب، وتدحض في رسائلها المباشرة كل الأنباء التي ظهرت في وقت سابق عن مراجعة أميركية لمساعدة الجيش. وبدأ العماد عون، أمس، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية، تستمر لعدة أيام، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين العسكريين والمدنيين للبحث في سبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشي البلدين. وتعدّ هذه الزيارة الثالثة لقائد الجيش اللبناني إلى واشنطن منذ تسلمه قيادة الجيش في ربيع عام 2017، حيث قام بزيارتين سابقتين؛ الأولى بعد توليه قيادة الجيش، والثانية كانت تكريمية بعد معركة «فجر الجرود» التي خاضها الجيش ضد التنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية مع سوريا، وطهّر خلالها الجرود الشرقية من العناصر المتطرفة. ولا تنفي مصادر مواكبة للزيارة أنها «لافتة في توقيتها»، مؤكدة أن رسائلها المباشرة «تؤكد أنه لا تغيير في سياسة الولايات المتحدة في دعم الجيش اللبناني ولا تراجع عن ذلك»، خلافاً لكل الأنباء التي ظهرت في الأشهر الماضية بأن واشنطن تجري مراجعة لدعم الجيش اللبناني. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش الأميركي يعدّ الجيش اللبناني شريكاً استراتيجياً له في المنطقة وفي جهود محاربة الإرهاب وتثبيت الاستقرار»، مشددة على أن واشنطن ترى أن «الاستثمار بتثبيت الأمن في لبنان هو الاستثمار بالجيش لأنه يمثل خط الدفاع الأول بوجه الإرهاب». ولفتت المصادر إلى الاهتمام الأميركي الكبير بالجيش اللبناني وبتعزيز قدراته، لأن «التجارب الأخيرة أثبتت أن الجيش قادر على حماية الحدود وقادر على استخدام السلاح وحده وتحقيق الإنجازات»، في إشارة إلى استخدام السلاح الأميركي الذي قدمته إليه واشنطن على شكل مساعدات في معركة «فجر الجرود» في أغسطس (آب) الماضي. وتوقفت المصادر أيضاً عند الاستقرار في الداخل اللبناني، سواء على صعيد توقيف شبكات الإرهاب وتثبيت الاستقرار ومرور الانتخابات النيابية في إطار أمني هادئ، قائلة إن هذا الاستقرار «يلفت الأميركيين الذين يقدرون الجيش وإنجازاته». ولفتت المصادر إلى أن السفيرة الأميركية لدى لبنان إليزابيث ريتشارد «مناصرة جداً للجيش وتقدر جهوده وإنجازاته، وتحرص على أن يلتقي كل المسؤولين الأميركيين الذين يزورون لبنان بقائد الجيش ويستمعون منه شخصياً لوضع الجيش ومهامه والمساعدات التي تصل إليه». وتأتي الزيارة بعد أسبوعين من اكتمال تسليم السرب الجوي من طائرات «سوبر توكانو A29» التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش اللبناني، إثر تسليم لبنان 4 طائرات منها أضيفت إلى طائرتين تسلمهما لبنان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسط تأكيدات أميركية بأن الولايات المتحدة «ستواصل دعم تكامل هذه الطائرات في قدرات» الجيش اللبناني على مدار السنوات المقبلة، وتأهيل «قوات جوية استثنائية». ووصفت مصادر عسكرية الزيارة بالـ«روتينية»، وأن اللقاء «يكون سنوياً لمراجعة المساعدات وتقييمها وتحديد مدى فعاليتها وكيف استخدمت، وما النظرة المستقبلية لمساعدات إضافية، فضلاً عن التعرف إلى حاجات الجيش المستقبلية». وقالت المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط»، إن معركة «فجر الجرود» «سيكون لها مكان أساسي في هذه المحادثات، لأنها معركة خاضها الجيش واستخدم فيها مساعدات عسكرية أميركية وحقق فيها نجاحاً كبيراً»، كما أشارت إلى أنه ستكون للعماد عون «لقاءات جانبية مع بعض المسؤولين الأميركيين لتنسيق التعاون»، لافتة إلى أن البحث «سيصب في إطار استمرار المساعدات للجيش اللبناني». ونفت المصادر العسكرية وجود وعود جديدة بمساعدات نوعية إضافية بعد، موضحة أن «هناك برنامج مساعدات وميزانية للجيش، وفي جلسة التقييم سيُحكى عن الأسلحة المستخدمة ونتائجها وأوجه الحاجة لتطوير قدرات الجيش»، مشيرة إلى أن هناك ضباطا من مختلف الأفواج والألوية التي تسلمت المساعدات يرافقون قائد الجيش إلى الولايات المتحدة وسيطرحون خلال الاجتماعات حاجات الجيش لتطوير قدراته. وكانت واشنطن وعدت بأنه في وقت قريب ستكمل قوة طائرات «A29» من خلال 6 طائرات مروحية هجومية خفيفة من طراز «MD530G» كان أعلن عنها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عندما زار الجنرال فوتيل لبنان.



السابق

مصر وإفريقيا...القاهرة: قطعنا شوطاً في مواجهة الإرهاب...السيسي يؤكد ضرورة نزع فتيل الطائفية والمذهبية في المنطقة...تقدم «الجيش الوطني» في درنة والمتشددون يفقدون أبرز قيادييهم...كوهلر في نواكشوط بعد محادثاته في الجزائر...المهاجرون المطرودون من الجزائر إلى النيجر...فضيحة «قناطير الكوكايين» تزعج الحكومة الجزائرية...إيلاف المغرب تجول في الصحافة المغربية الصادرة الثلاثاء...

التالي

اخبار وتقارير..سفن إنقاذ المهاجرين في المتوسط تعاني من التخبط نتيجة خلافات بين الدول...أردوغان يواجه خمسة تحديات دبلوماسية بعد فوزه أبرزها العلاقة مع الغرب وموسكو والملفّ السوري...الاتحاد الأوروبي: الحملات الانتخابية في تركيا لم تكن متكافئة وامتنع عن تهنئة أردوغان...ماتيس: مؤشرات مشجعة بين كابول وطالبان...روما تستبق القمة الأوروبية باقتراح إقامة «مراكز استقبال» للمهاجرين جنوب ليبيا...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,158,755

عدد الزوار: 6,757,871

المتواجدون الآن: 120