لبنان..بيروت تجتاز ليلاً «قطوع» الضغوطات على الحكومة الجديدة...بدء التحضير للمجلس الجديد... وتطويق شغب في بيروت....الانتخابات اللبنانية ترسم مشهداً جديداً..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 أيار 2018 - 6:02 ص    عدد الزيارات 2643    التعليقات 0    القسم محلية

        


نصرالله: نتائج الانتخابات البرلمانية انتصار لحزبنا واعتبر تركيبة البرلمان الجديد ضمانة للمعادلة الثلاثية..

صحافيو إيلاف.. اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الاثنين أن نتائج الانتخابات النيابية التي حققها حزبه مع "القوى الحليفة والصديقة" تشكل "انتصارًا" كبيرًا لخيار "المقاومة" في لبنان.

إيلاف: قال نصرالله خلال خطاب متلفز مستبقاً صدور النتائج الرسمية المتوقعة في وقت لاحق اليوم إن النتائج بمثابة "انتصار سياسي ومعنوي كبير لخيار المقاومة الذي يحمي سيادة البلد". لم يعلن نصرالله عدد المقاعد التي حصدها حزبه، لكن التقديرات الأولية الصادرة من الماكينات الانتخابية أظهرت احتفاظ الثنائي الشيعي، الذي يضم حزب الله وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، بالعدد نفسه تقريباً من المقاعد في البرلمان، أي 27 من اصل 128. والأرجح ان تؤدي تحالفات مع كتل أو شخصيات اخرى الى زيادة حجم كتلته. وأوضح نصرالله أن حزبه خاض الانتخابات بهدف تحقيق "الحماية السياسية للمقاومة والحماية السياسية لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا يتطلب حضورا كبيرا في مجلس النواب والحكومة وفي مؤسسات الدولة"، مضيفاً "نعتبر أن الهدف قد تحقق وأُنجز". وقال "يوجد الآن كما كان في السابق، ولكن بشكل أفضل قوة، حضور نيابي كبير ووازن وحقيقي لقوى المقاومة وحلفائها واصدقائها". جزم نصرالله بأن "تركيب المجلس النيابي الجديد يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية هذا الخيار (المقاومة) الاستراتيجي ولحماية المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة". يتمسك حزب الله بهذه المعادلة لاضفاء شرعية شعبية ورسمية على سلاحه الذي يشكل مادة خلافية في لبنان، ويصر على إدراجها في البيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة. وشدد نصرالله على وجود "حقيقة وطنية في لبنان لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، وهي أن الجميع بحاجة الى الجميع"، مضيفا "اذا كنا نريد البلد وامنه واستقراره، ونريد أن نعالج مشاكلنا الاقتصادية والمعيشية، على الناس أن تتعاون مع بعضها البعض وأن تقوم بربط النزاع". وشارك نحو نصف الناخبين اللبنانيين الأحد في عملية الاقتراع لاختيار 128 نائباً، مع معدل اقتراع (49,2 في المئة) لم يلبّ تطلعات معظم الأحزاب الكبيرة. وكان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، خصم حزب الله، أقر في وقت سابق بخسارة ثلث المقاعد التي يسيطر عليها تياره السياسي في البرلمان المنتهية ولايته. يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية كريم مفتي لوكالة فرانس برس "حزب الله في طريقه لأن يكون مؤثراً في عملية صنع القرار، ولكن ذلك سيعتمد أيضاً على التحالفات التي سينسجها أو يجددها". وتصنف واشنطن حزب الله الذي يمتلك ترسانة كبيرة من السلاح ويقاتل اسرائيل، على قائمة المنظمات الارهابية. كما تتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خمسة أعضاء من الحزب باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005. ولطالما شكل سلاح الحزب الذي يحارب الى جانب قوات النظام في سوريا، مادة خلافية بين الفرقاء اللبنانيين. لكن الجدل حول سلاحه تراجع الى حد كبير قبل الانتخابات بفعل "التوافق السياسي" القائم حاليا. وأوردت صحيفة "الأخبار" القريبة من حزب الله في مقالة افتتاحية بعنوان "الرابحون والخاسرون" الاثنين أن حزب الله وحركة أمل أظهرا "قدرة فائقة على تنظيم الصفوف بما يمنع تعرضهما لاي انتكاسة"، فيما "تلقى الحريري (وتيار المستقبل الذي يراسه) الصفعة الاكبر في تاريخه". واعتبرت أن "خسارة الحريري" هي "العلامة الفارقة في هذه الانتخابات".

كتلة متنقلة

ويرى محللون ان البرلمان اللبناني قد يشهد في المرحلة المقبلة ظهور توازنات او تحالفات جديدة. وحصد التيار الوطني الحر، الذي ينتمي إليه ميشال عون، 18 مقعداً من أصل 29 مع حلفائه، وفق ما أعلن رئيسه جبران باسيل. وكان التيار يطمح الى نسبة اعلى، لكن يبدو أن ذلك جاء لمصلحة تقدم حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه سمير جعجع. وكان الطرفان على طرفي نقيض منذ سنوات طويلة، لكن حصل تقارب بينهما ساهم في الاتيان بعون رئيسا. الا ان هذا التقارب لم يترجم في الانتخابات النيابية التي تنافسا فيها في كل المناطق. ودفع قانون الانتخاب الجديد غالبية القوى السياسية الى نسج تحالفات خاصة بكل دائرة انتخابية حتى بين الخصوم بهدف تحقيق مكاسب أكبر. وفي معظم الأحيان، لم تجمع بين أعضاء اللائحة الواحدة برامج مشتركة أو رؤية سياسية واحدة، إنما مصالح آنية انتخابية، وهو ما قد يكون قد انعكس على ثقة الناخبين باللوائح. وشكلت اللوائح المشتركة بين حزب الله وحركة امل الثابتة الوحيدة في التحالفات. سارع مناصرو الكتل الفائزة ليلا الى الاحتفال وتسيير مواكب سيارة في الشوارع ترفع الرايات الحزبية وصور المرشحين. كما تكررت ظاهرة إطلاق الرصاص ابتهاجاً في عدد من المناطق اللبنانية. وتعبّر فئات واسعة من اللبنانيين عن خيبة أمل من تكرار الوجوه ذاتها وخوض القوى التقليدية نفسها المعركة، علما انها لم تنجح على مدى عقود في تقديم حلول للانقسامات السياسية والمشاكل الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها لبنان. ومنح القانون النسبي الأمل للمجتمع المدني بدخول البرلمان للمرة الأولى، إذا من الممكن ان يحصد مقعداً او مقعدين في المجلس الجديد. وتعتبر هذه النتيجة، ولو المحدودة، إنجازا.

بيروت تجتاز ليلاً «قطوع» الضغوطات على الحكومة الجديدة

آليات الجيش تحاصر الإشكالات.. ودعوة أممية «للتصرُّف بمسؤولية لحماية الإستقرار»

اللواء... السؤال المريب والمثير، في آن معاً، ما الصلة بين إعلان نتائج الانتخابات النيابية على لسان الرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، قبل ان تعلن رسمياً من قبل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي ارجأ الإعلان عن نتائج دائرة عكار، بانتظار الانتهاء من فرز بعض الصناديق، وقبل ان تنجز الطعون النيابية من عدد من اللوائح الفائزة والخاسرة والتوترات والاشكالات التي بدأت في عائشة بكار بين شبان على دراجات نارية وشبان من أبناء المحلة، كادت تشعل بيروت، لولا الاتصالات السياسية على ارفع المستويات والتدخل الميداني الكثيف للجيش اللبناني في الشوارع؟.... ما صدر من دعوات من قبل الرئيسين نبيه برّي والحريري لقمع الإشكالات المتنقلة، واعتقال لمطلقي النار ورافعي الشعارات التحريضية، يندرج في محاولات جدية لاحتواء التوتر الذي تسببت به مجموعات من الشبان يحملون رايات واعلام حزبية ويرددون شعارات مرفوضة في شوارع العاصمة، لا سيما على اوتوستراد قريطم. تزامن إعلان النتائج مع جولة جديدة من التوتر، وصفه الوزير المشنوق بالمعيب، الذي «لا علاقة له بالانتصار والفرحة بل بالثأر والانتقام»، فيما استنكر الرئيس برّي الممارسات المسيئة التي قامت بها بعض المواكب السيّارة في شوارع بيروت.. وحذر الرئيس الحريري من خروج الأمور عن السيطرة، داعياً الجيش وقوى الأمن لاتخاذ التدابير اللازمة باقصى سرعة ممكنة. وحذرت قيادة الجيش المواطنين من القيام بأي عمل مخل بالأمن، وإطلاق النار في الهواء ابتهاجاً، وتؤكد انها ستعمل على ملاحقة المخالفين ومطلقي النار وتوقيفهم واحالتهم على القضاء المختص، مشيرة إلى ان تسيير مواكب وإطلاق نار في الهواء، أدى إلى حصول إشكالات فعمد الجيش إلى تسيير دوريات وإقامة حواجز ظرفية حفاظاً على الأمن ومنعاً لتمددها. وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان الإشكالات مرتبطة بأجندات ما ذات صلة بالضغوطات السياسية، على خلفية رئاسة الحكومة الجديدة، ورئاسة المجلس النيابي، وتوزيع الوزارات والبيان الوزاري للحكومة العتيدة. الا ان مصادر أخرى، رأت فيها محاولة مكشوفة للتستر على ما انتاب العملية الانتخابية من ثغرات وإدخال صناديق غير ممهورة وتأخير إعلان نتائج بعض الدوائر، في بيروت الثانية وعكار. وبصرف النظر عن التقييم الدولي للربح والخسارة، وما تصنفه وكالة «فرانس برس» بأنها انتصار كبير لحزب الله لتكريس نفوذه مع حلفائه في المعادلة السياسية، وخسارة الرئيس الحريري ثلث المقاعد التي كان يشغلها في المجلس الذي تنتهي ولايته في 20 الجاري، فإن الأمم المتحدة دعت السياسيين اللبنانيين إلى «التصرف بمسؤولية لحماية استقرار» بلدهم بعد الانتخابات التي شهدت تحقيق حلفاء حزب الله اللبناني المدعوم من إيران مكاسب واسعة. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، «نأمل في أن تواصل جميع الأطراف السياسية التصرف بمسؤولية في الأيام التي تلي الانتخابات لحماية استقرار لبنان بما في ذلك التشكيل السريع للحكومة».

مرحلة جديدة

ومع انتخاب مجلس نيابي جديد، أقل من نصفه تقريباً من الوجوه الجديدة والشابة، تكون البلاد قد دخلت عملياً في مرحلة سياسية جديدة، يفترض ان تستكمل باعادة انتخاب الرئيس برّي لولاية جديدة تستمر أربع سنوات، وتأليف حكومة جديدة، يبدو الرئيس الحريري أبرز المرشحين لرئاستها، رغم ما يمكن ان يحوط بهذا الاستحقاق من ملابسات وظروف، وربما أيضاً من بروز مرشحين جدد أو قدامى لها، تبعاً لما أفرزته الانتخابات من فوز «طامحين» من نفس الطائفة، ومن معطيات وقوى سياسية باتت قادرة على التحكم نوعاً ما بشخص رئيس الحكومة وبتشكيلها، وحتى بفرض أجندة جديدة لها. ولوحظ على هذا الصعيد، ان الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، الذي بات يملك في المجلس كتلة نيابية وازنة يصل حجمها إلى ثلث المجلس، أظهر استعجالاً على وجوب البدء بالنقاش حول تشكيل الحكومة المقبلة، للاستفادة من الوقت، لأن الوضع لا يحتمل الانتظار، وهو ما لاقاه الرئيس برّي حين شدّد على وجوب ان تكون حقيبة وزارة المال من حصة الطائفة الشيعية، معتبراً بأن هذا الموضوع سبق ان اتفق عليه في الطائف ونفذ، لكن الرئيس الحريري، رأى في ما يشبه الرد على برّي، انه لا يجوز لأحد ان يضع اعرافاً جديدة لأن البلد في غنى عنها، معتبراً بأن العرف الوحيد هو رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة المجلس، وهذا هو العرف الوحيد الذي نتوافق حوله، لكنه استدرك بأنه لا مانع من ان يكون هناك وزراء من طوائف معينة، لكن المهم ان لا نفرض على انفسنا وعلى بعضنا اموراً لم ترد في الطائف ولا في اي مكان آخر». وحين سئل عن تصوره للحكومة المقبلة، خاصة وان بعض القوى السياسية بدأت تقول منذ الآن بأن لديها مطالب مقابل تسميتك، اجاب: «في الأساس إذا قمت بتشكيل الحكومة فلن اقبل بأن يفرض علي أحد أية شروط، فالشروط يجب ان تكون لمصلحة البلد، وإذا تمت تسميتي ولم يعجبني أمر ما، أمشي، لا مشكل لدي»، معتبراً بأن تأليف حكومة من الأكثرية أمر خاضع للنقاش، الا انه بدا انه يميل إلى حكومة تمثل الجميع للنهوض بالبلد. أما الرئيس نجيب ميقاتي، الذي باتت له كتلة نيابية من 4 نواب يُمكن ان تتوسع وتكبر في حال أرسى تفاهمات مع كتل أخرى فقد أكد من جهته انه مرشح لرئاسة الحكومة، لكنه لاحظ أن الموضوع يحتاج إلى تشاور، وإذا كانت هناك حظوط للوصول فحتماً أنا مستعد لهذه المهمة.

ثغرات وشوائب وطعن

على ان ما شاب الانتخابات من عيوب وشوائب وثغرات وتقصير وتباطؤ في فرز أقلام الاقتراع وإعلان النتائج الرسمية، ظل في صدارة الاهتمامات، خصوصاً وانه رافق كل هذه العيوب اتهامات للسلطة بالتزوير، الأمر الذي دفع عدد كبير من المرشحين إلى درس إمكانية تقديم طعون أمام المجلس الدستوري بنزاهتها ونتائجها، ومنهم لائحة «بيروت الوطن» التي يرأسها الزميل صلاح سلام،ورئيس لائحة «بيروت الاولى» الوزير ميشال فرعون، اضافة الى ما اعلنته المرشحة على لائحة «كلنا وطني» في بيروت الاولى جمانة حداد من تلاعب حصل بالصناديق، بعدما نامت رابحة مع زميلتها بولا يعقوبيان وصحت امس خاسرة. وهي ستقدم طعنا ايضا بالنتائج، إضافة إلى الوزير السابق وئام وهّاب الذي أعلن مساء عبر تلفزيون «الجديد» عن تقديمه طعناً بالنتائج، لأنه كان فائزاً على النائب مروان حمادة في دائرة الشوف عاليه بـ270 صوتاً زيادة، لكن حصل تزوير لاسقاطه بالتواطؤ مع «حزب الله» الذي ردّ عليه داعياً اياه الى الهدوء والتروي والتأمل. كما أعلن الوزير طلال أرسلان انه يدرس النتائج لتقديم طعن، رغم فوزه في الانتخابات. واشارت معلومات لائحة «بيروت الوطن» الى ان التزوير طال ارقام اللائحة التي كادت تقترب من الحاصل الاول، بعد فقدان ستة صناديق اقتراع عاد منها بعد فترة اربعة وبقي صندوقان مختفيين، واكدت انها ستقدم طعنا امام المجلس الدستوري. اما الوزير فرعون فأعلن امس انه بات مستقيلا من الحكومة ولن يحضر الجلسات المتبقية من عمر الحكومة قبل تحولها الى حكومة تصريف اعمال، وقال: ان عنوان المعركة كان من جهة، تحجيم فرعون، ومن جهة أخرى تطويق «القوات اللبنانية»، وقد خضنا المعركة بكل فخر، ولم ألجأ إلى استخدام الإغراءات المالية للناخب على الرغم من النصائح الكثيرة. وتجمع بعد الظهر أمام وزارة الداخلية عدد من مناصري المرشحة جومانا حداد تحت عنوان «لن نسمح بتزوير النتائج واسقاط جومانا». وألقت حداد كلمة قالت فيها: لن نكتفي بهذا الاعتصام وبهذه الوقفة الاحتجاجية بل سنضع بالتنسيق مع المجتمع المدني برنامجا تصعيديا للتحرك المدني الديموقراطي الضاغط وسيباشر محامونا باستكمال الوثائق والمعطيات لتقديم دعوى طعن بنتيجة هذه العملية الانتخابية. وفي معلومات «اللواء» ان المرشحة على لائحة «لبنان حرزان» زينة منذر، تمكنت بدورها من احداث خرق بحصولها على الحاصل الانتخابي مع رئيس اللائحة فؤاد مخزومي، واتصل بها النائب وائل أبو فاعور مهنئاً، ثم تبين في اليوم التالي انها لم تنجح على غرار ما حصل مع المرشحة حداد من مفاجأة في الصناديق. الى ذلك، سألت «اللواء» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط رأيه وانطباعاته عن سير الانتخابات ونتائجها بعد الازعاج العلني الذي ابداه، فاعتذر عن الاجابة، وقال: ان تيمورجنبلاط سيصدر غدا على الارجح بيانا يتضمن موقف الحزب التقدمي الاشتراكي من الانتخابات النيابية التي جرت الاحد الماضي ورؤيته للمرحلة المقبلة.

تكتلات كبيرة

الانتخابات، قد أسفرت عن تشكيل تكتلات كبرى جديدة، منها تكتل ثنائي «امل وحزب الله» بنحو 26نائبا شيعيا من اصل 27 في مجلس النواب، و»تكتل لبنان القوي» الذي اعلن عنه امس رئيس «التيار الوطني الحر» الوزيرجبران باسيل ويضم نواب التيار وحلفاءه بعدد نواب قديبلغ 30 نائبا. اضافة الى تكتل «القوات اللبنانية» الذي بات يضم 15نائبا. اما تيار «المستقبل» فيضم نحو21 نائبا كما اعلن الرئيس الحريري امس حيث قال: إن النتائج حتى الآن تعطي تيار المستقبل كتلة كبيرة من 21 نائبا في البرلمان وصحيح اننا كنا نراهن على نتيجة أفضل ولكن الكلّ يعرف أن المستقبل كان يواجه باللحم الحيّ مشروع اقصائه عن العملية السياسية. وأضاف: ما زالت حليفا للرئيس ميشال عون لأن هذا يأتي بالاستقرار للبلد، إنما الانجازات تحتاج الى كل المكونات، وما يهمني أن ننقل البلد من مكان الى آخر. ورأى أن «لبنان لا يحكم إلاّ بجميع مكوناته السياسية والذي يقول غير ذلك يضحك على نفسه». وقال: انا غير قابل للكسر ونقطة على السطر. وقال في موضوع رئاسة المجلس النيابي: انه سأجيب كما أجاب الرئيس بري أنا أعلم من سأنتخب. والى جانب الكتل الكبيرة، ولدت كتل صغيرة ككتل «المردة» والحزب القومي (3 نواب) و«تيار العزم» برئاسة الرئيس ميقاتي (4 نواب)، و«تيار الكرامة» برئاسة فيصل كرامي، وكتلة النائب والوزير الاسبق عبد الرحيم مراد وكتلة حزب «الكتائب» (3 نواب)، وهي كتل تترك تأثيرها الكبير في المجلس حسب التحالفات التي ستنسجها مع القوى الكبرى، او المواقف التي ستتخدذها حيال عمل مجلس النواب ومجلس الوزراء. لكن النتائج الرسمية حملت مفاجآت عدة منها: خسارة اقطاب في المجلس ونوابامشرعين وحقوقيين، مثل النائب بطرس حرب النائب من العام1972، والناب الدكتور نقولافتوش، اضافة الى النائب والوزير ميشال فرعون، مقابل تمكن النائب ميشال المرمن كسر الطوق الذي فرضته عليه الاحزاب في المتن والفوزبأحد المقعدين الارثوذوكسيين. ولفت المراقبون غياباً شبه كامل لرجال القانون عن السلطة التشريعية، لمصلحة عدد لا بأس به من رجال الاعمال والمال، وهذه مسألة هامة وحساسة بإعتبار ان دور المجلس النيابي هو سن القوانين خاصة في هذا الوقت بالذات هو التشريع وسن القوانين الحديثة وتحديث القوانين القديمة.

نتائج رسمية ما عدا عكار

واعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق قرابة الثامنة مساء، نتائج 14دائرة انتخابية ما عدا دائرة عكار التي تحتاج نتائجها الى اعادة عد الأوراق والفرز يدويا. وأوضح انه فور صدور النتائج النهائية سيتم ارسالها الى رئاسة المجلس النيابي وتنشر على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية.واقر المشنوق بفقدان عدد من صناديق الاقتراع ما ادى الى تأخير اعلان النتائج.

توترات وإشكالات أمنية

ومع السيطرة على الإشكالات في بيروت كان التوتر ينتقل ليلا إلى تلعبايا وبر الياس في البقاع الأوسط، حيث سجل إطلاق نار وإشكالات بين مناصرين لحركة «امل» وحزب الله من جهة وتيار المستقبل من جهة ثانية، شبيهة بالاشكالات التي حصلت في بيروت، ولا سيما في عائشة بكار، قبل ان تباشر وحدات من الجيش بتسيير دوريات في شوارع واحياء العاصمة لوقف حالة الفلتان في هذه الاحياء، والتي بدأت على اثر صدور نتائج الانتخابات وإعلان فوز مرشحي «امل» وحزب الله في بيروت الثانية، كما دهمت قوى الجيش احياء في عائشة بكار للقبض على الشبان الذي كانوا جالوا على دراجات نارية، واطلقوا هتافات استفزازية واعتدوا على عدد من السيّارات في المحلة المذكورة. وبحسب معلومات الوكالة الوطنية للاعلام، فان مسلحين على دراجات نارية اقدموا مساء أمس على رفع اعلام حزبية على تمثال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في منطقة السان جورج وفوق الشعلة التي ترمز إلى لحظة اغتياله، ثم انتقل هؤلاء إلى منطقة عائشة بكار، وتحديدا قرب مسجد القصار وعمدوا إلى إطلاق وهتافات فيما اعتدى بعضهم على عدد من السيّارات المتوقفة في المكان، وسجل إطلاق نار، من دون اصابات، وتدخل الجيش للعمل على تهدئة الوضع. وأصدرت قيادة الجيش ليلا بيانا حذّرت فيه المواطنين من القيام بأي عمل مخل بالأمن وإطلاق النار في الهواء ابتهاجاً، وأكدت انها ستعمل على ملاحقة المخالفين ومطلقي النار وتوقيفهم. ولفت البيان، انه في أعقاب صدور نتائج الانتخابات بادر بعض المواطنين في بيروت وعدد من المناطق إلى إقامة احتفالات وتسيير مواكب وإطلاق النار في الهواء ما أدى إلى حصول بعض الإشكالات، فعمد الجيش إلى تسيير دوريات وإقامة حواجز ظرفية حفاظا على الأمن ومنعا لتمددها.... وكان الرئيس الحريري اتصل مساء بكل من قائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، طالبا تدخل الجيش والقوى الأمنية لمعالجة الفلتان واتخاذ التدابير اللازمة قبل ان تخرج الأمور من السيطرة. وأصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قرارا بمنع سير الدراجات النارية في نطاق بيروت الإدارية لمدة 72 ساعة، بناء على مقتضيات المصلحة العامة والحفاظ على السلم الأهلي، على اثر الإشكالات الأمنية التي شهدتها العاصمة في الساعات الماضية وبغية ضبط الوضع الأمني. واستثنت من قرار المنع الدراجات العائدة للأجهزة الأمنية والإدارات والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة والمطاعم والصيدليات ووكالات الأنباء والإعلام والصحافيين والمصورين وشركات توزيع الصحف والمجلات». وبغية تطويق الإشكالات الحاصلة، أصدر الرئيس برّي بيانا استنكر فيه ما وصفه لممارسات المسيئة التي قامت بها بعض المواكب السيّارة في بيروت وطاولت رموزا ومقرات ومقامات نحترم ونجل. كما أصدر تيّار المستقبل بيانا دعا فيه مناصريه إلى التزام ضبط النفس والامتناع عن تنظيم أية مسيرات مضادة والتعاون مع الجيش وقوى الأمن لضبط الوضع وقطع الطريق امام المصطاين بالمياه العكرة».

بدء التحضير للمجلس الجديد... وتطويق شغب في بيروت

الجمهورية....أمّا وقد صدرت النتائج الرسمية للانتخابات النيابية، فينتظر ان تخضع بدءاً من اليوم لقراءة سياسية دقيقة، لأنه بناء عليها سيتمّ التأسيس للمرحلة المقبلة. ولكن على إثر صدورها شهدت بعض أحياء بيروت أعمال شغب نشطت الاتصالات ليلاً، لتطويقها في وقت تدخّل الجيش والقوى الامنية وانتشرت في هذه الأحياء. بدأت الاوساط الرسمية والسياسية تستعد لموعد تولّي المجلس النيابي المنتخب مسؤولياته الدستورية مع انتهاء ولاية المجلس الحالي في 20 من الجاري، بحيث سيدعى المجلس المنتخب الى أولى جلساته التي سيترأسها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر كونه «رئيس السن»، بحيث يتمّ في هذه الجلسة انتخاب رئيس المجلس وسيكون الرئيس نبيه بري مجدداً وكذلك انتخاب نائب رئيس المجلس وهيئة مكتبه واللجان النيابية، وذلك استعداداً لتأليف الحكومة الجديدة خلفاً للحكومة الحالية التي ستصبح مستقيلة دستورياً بمجرد انتهاء ولاية المجلس الحالي.

عون والحريري

وفي انتظار ذلك، وفي ضوء النتائج التي أفضى اليها الاستحقاق النيابي رأى مراقبون انّ العهد أراد ان تشكّل هذه الانتخابات نوعاً من «تسونامي» شبيه بتسونامي العام 2005، على قاعدة انها اوّل انتخابات تُجرى بعد انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحت عنوان «العهد القوي» الذي يُمسك بالرئاسة، في ظل تعاون مفتوح مع الحريري، من خلال وعود وخدمات وتوزير. أرادها نوعاً من تسونامي يُعيد من خلاله الامساك بكل التمثيل المسيحي، فيستأثر بالمقاعد الوزارية وبالتعيينات الادارية من دون ان يكون هناك ايّ شريك على اي مستوى من المستويات. وبالتالي، اراد ان تؤدي هذه الانتخابات الى تفويضه شعبياً مسيحياً إدارة مُطلقة بلا شريك ولا رقيب. الّا انّ نتائج الانتخابات جاءت مخيّبة للعهد، إذ اظهرت على المستوى المسيحي وجود شراكة سياسية فعلية من «القوات اللبنانية» التي خاضت الانتخابات بتحالفات سياسية منسجمة، فيما خاضها «التيار الوطني الحر» من خلال شخصيات متموّلة ورأسمالية، او من خلال وعود مفتوحة بالتوزير والخدمات لشخصيات سياسية اخرى، ومن خلال اختيار شخصيات «من كل وادي عصا» لا تملك الخطاب نفسه ولا المواقف السياسية نفسها. وقد جاءت نتائج الانتخابات لتُظهِر أن لا إمكانية لتفويض «التيار» الواقع المسيحي، بل أفرزت ديموقراطياً شراكة مسيحية تبدو شكلاً على غرار الثنائية الشيعية التي يحكمها تحالف متين. ولكنها في المضمون تكشف وجود تعددية مسيحية، حاول «التيار الوطني الحر» إلغاء بعض شخصياتها. وبالتالي، لن يستطيع العهد تحقيق الهدف الاول الذي حدده، وذلك بسبب وجود أحزاب سياسية بكتل نيابية صغيرة. ويقول هؤلاء المراقبون انّ الحريري كان يتمنّى الخروج من هذه الانتخابات بـ«تسونامي» على مستوى الطائفة السنية، يستطيع من خلاله، بالشراكة والتكامل والتكافل مع رئيس الجمهورية، من أن يضعا يديهما على السلطة بكل مفاصلها، وهذا ما يبرّر ويفسّر موقف رئيس الجمهورية من أنه في حال كانت هناك أي عراقيل في تأليف الحكومة سيذهب الى تأليف حكومة أكثرية، ومن أراد ان يعارض فليعارض. فجاءت نتائج الانتخابات لتشكّل نكسة سياسية للحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، وهذه النكسة ستلزمهما بالانفتاح على قوى سياسية أخرى. فلا الحريري قادر على التفرّد بالقرار على المستوى السنّي، ولا باسيل قادر على التفرّد بالقرار على المستوى المسيحي، فيما كل القوى السياسية الاخرى ممتعضة ومشمئزّة من هذا السلوك ومن ثنائية غير منفتحة على الآخرين، بل مقفلة في اتجاه استئثاري على مستوى السلطة. وفي رأي مصادر مسيحية، فإنّ الثنائية المسيحية التي أفرزتها الانتخابات لن تؤدي الى إجهاض اتفاق معراب، إذ انّ المصالحة المسيحية من الثوابت الوطنية. إنما في المرحلة المقبلة، فإنّ قواعد المنافسة المسيحية ستكون مفتوحة اكثر، حيث انّ «القوات اللبنانية»، وخلافاً للثنائية الشيعية، ستكون منفتحة اكثر على شخصيات مستقلة من اجل مزيد من تعزيز الوضعية السياسية لمفهوم طريقة إدارة الدولة في لبنان. امّا على المستوى الشيعي، فإنّ الثنائية الشيعية تمكّنت من حصد الغالبية الشيعية الساحقة بنحو واضح وحاسم. (بالاضافة الى نحو 5 مقاعد سنية وكتلة مسيحية). لكنّ حجم الكتلة الشيعية ظل ما دون الثلث زائداً واحداً، فلا قدرة لأيّ طرف على التعطيل ولا على أي امر آخر، فضلاً عن انّ منطق «الثلث زائداً واحداً او النصف زائداً واحداً لم يعد قائماً لأن القوى السياسية، وعلى غرار ما قاله الحريري امس، «جَرّبت هذا المنطق وبرهن لها انّ استخدامه غير ممكن في بلد توافقي مثل لبنان». لكنّ «حزب الله» نجح في توجيه رسالة الى الجميع مفادها انه على رغم القانون الانتخابي النسبي فقد استطاع وحركة «أمل» إقفال الساحة الشيعية مع تعزيز وضعيتهما داخل البيئة السنية والمسيحية. في المقابل، نجحت «القوات» في تعزيز حصتها النيابية، فيما نجح النائب وليد جنبلاط في الحفاظ على أحاديته داخل البيئة الدرزية. كذلك، فإنّ التعددية السنية التي أفرزتها الانتخابات هي تعددية لافتة، ويمكن لهذه القوى السنية إذا اجتمعت مع بعضها البعض، ان تشكّل يوماً مع قوى سياسية وطنية، رسالة الى الحريري بأنّ الامور مفتوحة على شتى الاحتمالات. وبالتالي، باتت هناك خيارات اخرى على مستوى رئاسة الحكومة غير موجودة على مستوى رئاسة مجلس النواب. إذ لا يمكن الاستهانة بأنّ تعاون نحو 7 نواب سنة او اكثر مع قوى سياسية اخرى، من شأنه أن يُفسح في المجال امام خيارات أخرى. إذاً، الانتخابات فرضت توازنا جديدا ومعطى جديداً، ولم يستطع العهد تحقيق ما اراده، اي ان يُمنح تفويضاً شعبياً استثنائياً ما شكّل صفعة اساسية له. وبالتالي، بات عليه ان يراجع خياراته ومواقفه، وان يراجع ايضاً سياسة تلزيم القرار السياسي لباسيل.

شغب في بيروت

غداة إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، شهدت بيروت بعض الشغب إذ أقدم مسلّحون على دراجات نارية على رفع أعلام حزبية على تمثال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في منطقة السان جورج، ثم انتقلوا إلى منطقة عائشة بكار حيث اعتدوا على عدد من الآليّات، وأطلقوا النار من دون وقوع إصابات. فسَيّر الجيش اللبناني على الفور دوريات، واقام حواجز في مختلف شوارع بيروت، للحفاظ على الأمن. واتصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، طالباً منهما «معالجة الفلتان في بيروت واتخاذ التدابير اللازمة بأقصى سرعة ممكنة». وبدوره، استنكر بري «الممارسات المسيئة التي قامت بها بعض المواكب السيّارة التي جابَت شوارع العاصمة بيروت، وطاولت رموزاً ومقرّات ومقامات نحترم ونجلّ». وأضاف: «إنّ كرامة العاصمة بيروت وكرامة أبنائها وعائلاتها الكريمة وقياداتها هي من كرامتنا، وأيّ مساس بها هو مساس بكرامتنا وكرامة كل اللبنانيين».

الانتخابات اللبنانية ترسم مشهداً جديداً

محرر القبس الإلكتروني .. بيروت – أنديرا مطر.. قد يكون من المبكر رسم صورة جديدة للمشهد السياسي اللبناني ابتداء من مجلس النواب الجديد كما أفرزته الانتخابات النيابية ولاحقا من خلال تشكيل الحكومة الجديدة، الا ان المعطى الأكيد ان ثمة واقع جديد سيرتسم بمكونات أساسية هي أحزاب وقوى السلطة الحالية، التي مددت لنفسها ثلاث مرات بذرائع الأوضاع الأمنية والانقسام السياسي، وانما مضافا اليها قوى وتكتلات أخرى أتاح لها القانون النسبي ان تتمثل في الندوة البرلمانية. وفي المحصلة يمكن القول انها انتخابات استثنائية بقانونها ونتائجها ومآلاتها وبالأخص في ما يمكن ان تمهد له من إعادة تكوين للسلطة. أما في ميزان الربح والخسارة، فقد اشارت النتائج الأولية إلى فوز حزب الله وحلفاؤه بأكثر من نصف المقاعد، ما يعطي دفعة للحزب المدعوم من إيران، كما يؤكد على النفوذ الإقليمي المتزايد لطهران. وبلغت نسبة الإقبال على التصويت %49.2 بالمقارنة مع %54 خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت قبل تسعة أعوام. ومع دخول 63 نائبا جديدا الى البرلمان وخروج بعض الوجوه التي طبعت الحياة البرلمانية لسنوات عديدة، فقد أظهرت أرقام غير رسمية خسائر كبيرة لرئيس الوزراء سعد الحريري. لكنه ما زال السياسي السني الأقوى بأكبر كتلة في البرلمان المؤلف من 128 مقعدا، ما يجعله المرشح الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة. ومن المتوقع أن تكون الحكومة الجديدة، مثل المنتهية ولايتها، تشمل جميع الأحزاب الرئيسية. ومن المتوقع أيضا أن تستغرق المباحثات حول المناصب الوزارية بعض الوقت. وفي المقابل خرج حزب «القوات اللبنانية» المناهض لحزب الله بفوز كبير زاد تمثيله إلى المثلين تقريبا بحصوله على 15 مقعدا على الأقل مقارنة مع ثمانية مقاعد.

الحريري يتلقى «صفعة»

وحصل حزب الله والجماعات والشخصيات المنتمية إليه على 69 مقعدا. وبقيت أعداد نواب حزب الله عند حوالي 13 مقعدا أي كما هي أو تغيرت قليلا منذ عام 2009. لكن المرشحين الذين دعمهم الحزب أو المتحالفين معه حققوا مكاسب ملحوظة. وأظهرت النتائج غير الرسمية أن السنة المدعومين من حزب الله أبلوا بلاء حسنا في مدن بيروت وطرابلس وصيدا وهي معاقل لتيار المستقبل بزعامة الحريري. وكتبت صحيفة الأخبار المؤيدة لحزب الله على صفحتها الأولى إن النتائج تشكل «صفعة» للحريري. وكان من بين الفائزين الذين يدعمهم حزب الله جميل السيد، وهو لواء شيعي متقاعد، والمدير السابق للأمن العام، وصديق شخصي للرئيس السوري. وكان السيد واحدا من أقوى الرجال في لبنان في الأعوام الخمسة عشر من الهيمنة السورية. وعادت خمس شخصيات على الأقل ممن كانوا قد تولوا مناصب رسمية إبان الحقبة السورية إلى مجلس النواب لأول مرة منذ انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري. وفاز فيصل كرامي ابن رئيس الوزرا الأسبق عمر كرامي المؤيد لسوريا بمقعد للمرة الأولى. ومن بين الحلفاء الرئيسيين لحزب الله حركة أمل والتيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس ميشال عون.

مفردات التسوية

اما المعطى الأبرز بعد يوم واحد على إجراء الانتخابات النيابية فهو تبدل الخطاب السياسي الذي خاضت به القوى السياسية معاركها الانتخابية كلياً، فغابت مصطلحات التحريض والتجييش وشد العصب الجماهيري لتحل محلها مفردات التسوية وتدوير الزوايا والاستقرار وسياسة مد اليد للخصوم «لما فيه خير البلد». الموقف الأبرز صدر أمس عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، تعليقاً على الانتخابات النيابية، اذ اعتبر ان المنتصر الاكبر هو من يريد أن يستفيد من الدروس التي أعطتها هذه الانتخابات. ورد على وزير الخارجية جبران باسيل، من دون ان يسميه، فقال: ان محاولات الهيمنة لا تفيد كما الطرح الطائفي والمذهبي والاستعلائي لا يفيد، أما الطرح للعيش المشترك فهو الحاصل الانتخابي. وعن علاقته بالعهد ورئيس الجمهورية ميشال عون، أكد بري انه سيكون تماماً كما كان سابقًا مع العهد «لم أكن يوما ضد فخامة الرئيس وبكل أعمالي كنت أساعد العهد»، معلنًا أن مرشحه لرئاسة الحكومة معروف، لكنه تحفظ عن تسميته.

الحريري والتحالف مع العهد

من جانبه بدا الرئيس سعد الحريري، بعد الانتخابات غيره ما قبل الانتخابات، معلناً رغم خطابه التسووي والهادئ والمتقبل «للخسارة» أنه «غير قابل للكسر». ورغم الخسارة الواضحة التي قلّصت مقاعد كتلة «المستقبل» من 33 مقعداً الى 21 (خسارة ثلث المقاعد)، وهي خسارة لا تتعلق بالمقاعد النيابية فحسب، لا سيما انها شملت مناطق سنية عديدة من بيروت الى صيدا إلى طرابلس الى البقاع الغربي، فإن الحريري اعتبر أن «اللبنانيين قالوا نعم لتيار المستقبل الذي خاض معركة على جهات وجبهات عدة». وقال في مؤتمر صحافي عقده في بيروت ان «النتائج حتى الآن تعطي تيار المستقبل كتلة كبيرة من 21 نائبا في البرلمان، صحيح اننا كنا نراهن على نتيجة أفضل ولكن الكلّ يعرف أن المستقبل كان يواجه باللحم الحيّ مشروع اقصائه عن العملية السياسية». واعتبر الحريري ان القانون الحالي سمح للكثير من الفرقاء بالدخول الى البرلمان وإحداث خروق في اماكن عدة «وهذا ما حصل مع حزب القوات الذي أهنئه بالنتيجة التي حققها»، مؤكداً على متانة تحالفه مع العهد «اني ما زلت حليف الرئيس عون وسأظل كذلك لأن هذا التحالف يحقق الاستقرار». وفي موضوع تشكيل الحكومة المقبلة، أشار الحريري الى انه «اذا لم تكن تسميتي للحكومة على أسس تناسبني، فسأرفضها».

اللبنانيون يترقبون.. فوز 7 نساء لأول مرة في البرلمان

محرر القبس الإلكتروني .. يترقب اللبنانيون فوز 7 نساء لأول مرة في البرلمان، بينهن الإعلاميتين بولا يعقوبيان وجومانا حداد. وأكدت الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان، المرشحة عن دائرة بيروت الأولى، فوزها، موضحة «أن ​المجتمع المدني​ حصد مقعدين في هذه الدائرة، بعد فوزها مع جمانا حداد».

قمة «بيروت إنستيتيوت» الثانية تنطلق في أبوظبي بعد أيام وتستطلع آراء القادة إزاء تحولات المنطقة

الأنباء... تنطلق فعاليات الدورة الثانية من قمة ««بيروت إنستيتيوت» في العاصمة الإماراتية (أبوظبي)، بين 12 و13 مايو الجاري، بمشاركة اكثر من 200 شخصية عربية ودولية بارزة من قادة العالم والشخصيات الرفيعة المستوى وكبار الخبراء السياسيين النافذين، والمفكرين البارزين وصناع القرار، من الإمارات العربية المتحدة، وجميع أنحاء الوطن العربي، والولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، وروسيا، والصين، وأميركا الجنوبية، وأفريقيا، إلى جانب قيادات المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص. وتنعقد القمة الثانية لمؤسسة «بيروت إنستيتيوت» تحت عنوان «نحو هيكلة بناءة لاندماج المنطقة العربية في المستقبل العالمي النامي»، وبمشاركة أحمد أبو الغيط امين عام جامعة الدول العربية، ود.عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والشيخ خالد بن احمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين، وعبدالملك عبدالجليل المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتهدف قمة «بيروت إنستيتيوت» إلى استطلاع آراء القادة العرب والدوليين إزاء التحولات التي تشهدها المنطقة، ووضع خيارات سياسية مبتكرة وبناءة تساهم في التصدي للتحديات، من خلال إشراك القيادات الشابة في دعم الجهود الإقليمية الهادفة لبناء مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا للجيل الحالي والأجيال القادمة. تستشرف القمة من خلال 13 جلسة نقاش مفتوحة و5 جلسات مغلقة، مستقبل المنطقة في ضوء المستجدات الدولية، وتناقش دور حكوماتها في صناعة المرحلة المقبلة، ولعب دور حيوي فاعل في صياغة المستقبل العالمي.

إسرائيل: نتائج الانتخابات تُظهر أن «حزب الله = لبنان»

الانباء...عواصم – وكالات... وجهت إسرائيل تهديدا ضمنيا للبنان بكامله في حال وقوع أي مواجهة مع حزب الله. واعتبر وزير إسرائيلي إن نتائج الإنتخابات البرلمانية في لبنان تظهر أن «حزب الله = لبنان»، وقال وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بنيت في تغريدة على حسابه في «تويتر» تعليقا على النتائج الأولية التي أثبتت هيمنة حزب الله وحلفائه على البرلمان الجديد، «لقد أظهرت نتائج الانتخابات في لبنان ما قلناه لبعض الوقت: حزب الله يساوي لبنان». وأضاف عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينت» إنه «لن تفرق دولة إسرائيل بين دولة لبنان ذات السيادة وحزب الله وستعتبر لبنان مسؤولا عن أي عمل ينطلق من أراضيه». وكانت تقديرات أمنية إسرائيلية أشارت في الأسابيع الماضية إلى أن حزب الله ليس معنيا بالمواجهة مع إسرائيل قبل الانتخابات اللبنانية وفي ظل انشغاله بسورية.

طوني فرنجية: الخاسر الأكبر «المستقبل»

بري: الخاسر الأكبر من حاول الهيمنة

الأنباء.. بيروت ـ خلدون قواص.. قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، الفائز في الانتخابات مع أعضاء كتلته، ردا على سؤال عن الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات، فأجاب: الخاسر الأكبر هو من لا يستفيد من الدرس، بأن محاولات الهيمنة لا تفيد، وبأن الطرح الطائفي والمذهبي لا يفيد، وان الطرح الاستعلائي لا يفيد، وان طرح الوحدة الوطنية والعيش المشترك هو الحاصل الانتخابي الحقيقي. واضاف: سأكون تماما كما كنت تماما مع العهد. وتوجه الرئيس بري بالتحية للناخبين مهنئا بفوز لوائح الثنائي الشيعي في الجنوب والبقاع. أما النائب المنتخب طوني سليمان فرنجية فكان له رأي آخر في موضوع الخاسر الأكبر الذي قال لقناة الجديد: «انه تيار المستقبل». واكد الوزير السابق فيصل كرامي، الفائز في الانتخابات النيابية في طرابلس، ان طرابلس مدينة تقف مع من وقف بجانبها ولم يتركها، وأشار في حديث تلفزيوني الى أن لديه شعورا بأن لبنان ذاهب نحو الإفلاس، والبلد لا يحمل مزيدا من الدين والهدر، ولبنان ليس مفلسا بل منهوب ولايزال يُنهب، والدليل الفضائح والسرقات. وقال: أول ما يجب أن نقوم به هو تعديل القانون في موضوع الإنفاق المالي والصوت التفضيلي الواحد وتقسيم الدوائر الانتخابية على أساس طائفي. وعن عدم نجاح الوزير السابق أشرف ريفي، قال: رغم عدم نجاح ريفي فهو مكوّن لا يمكن إلغاؤه وهو حركة معارضة لرئيس الحكومة سعد الحريري. كرامي اكد على العلاقة مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. ورأى الوزير السابق عبدالرحيم مراد الفائز في الانتخابات النيابية في دائرة البقاع الغربي ان نسبة الاقتراع لم تكن مرتفعة، ربما لأن الناس «قرفانين» من أكثرية الطبقة الحاكمة أو لأن القانون لا يعجبهم، فانكفأوا عن التصويت، وأبدى في حديث تلفزيوني طموحه أن يكون في الوزارة المقبلة او حتى في رئاسة الحكومة. وقال: خسرنا في عامي 2005 و2009 نتيجة شعارات جميعها كانت مزورة ونتيجة الشحن غير الطبيعي، وهم غابوا عن الساحة فيما نحن بقينا موجودين.

«حزب الله» يقتحم البرلمان بـ «كتيبة نيابية» صلبة وأولى معاركه... رئاسة الحكومة

صناديق الأحد الصاخب أفرجت عن نتائج سياسية بنكهة إقليمية

الراي...بيروت - من وسام أبو حرفوش .. لم تَنتظر النتائج السياسية للانتخابات النيابية الصاخبة التي جرتْ في لبنان أول من أمس الإعلانَ الرسمي عن «المفاجآت غير المفاجئة» التي تطايرتْ من صناديق الاقتراع، ومعها مفارقاتٌ عميقةٌ تتصل بالتوازنات داخل السلطة وبالموقع الإقليمي للبنان كـ «صدى» لتحولاتٍ لم تبلغ نهاياتها الأخيرة في المنطقة. كان يكفي، في ليلة حبْس الأنفاس في الصناديق الذاهبة إلى الفرْز، رؤية علَم «حزب الله» يرفرف فوق تمثال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري على حافة بحر بيروت، وفي المكان الذي اغتيل فيه بأكثر من طن متفجرات في 14 فبراير 2005، وهو في طريقه إلى الانتخابات لإدراك أن البلاد كانت أمام ما هو أبعد من استحقاق نيابي. العَلَم المرفوع «أكد المؤكد»، فـ «حزب الله» نجح في اصطياد أهداف ثمينة أرادها وبالوسائل الديموقراطية هذه المَرة، أي من خلال انتخاباتٍ بقانونٍ اقتاد الجميع إليه لضمان الإمساك بـ «الثلث المعطل» في البرلمان عبر الفوز بـ «كتيبةٍ نيابية» تشكّل قاطرة لتحالفات تمكّنه من التحوّل شريكاً قوياً في السلطة. فبعدما كان «حزب الله» كسَر التوازنات السياسية في البلاد، بقوّة السلاح في 7 مايو 2008 حين اقتحم بيروت وبعض الجبل لانتزاع «الثلث المعطّل» في الحكومة، ها هو ينجح في 7 مايو 2018، وبوهج التحولات الاقليمية في استكمال عملية التحكم باللعبة السياسية، إضافة الى إمساكه بالإمرة الاستراتيجية كقوةٍ رديفة للدولة وخارج مرجعيتها وكـ «جيش» عابر للحدود. ويتجلى انتصار الحزب بـ «الأرقام» عبر الحصاد الذي حقّقه بـ «التكافل والتضامن» مع شريكه في «الثنائية الشيعية» رئيس البرلمان نبيه بري، والمتمثل بالآتي:

• الفوز بكامل الحصة الشيعية في البرلمان باستثناء نائب واحد (26 نائباً)، وهو الأمر الذي يشكّل تحكماً بجميع الاستحقاقات التي تحتاج إلى «تصويت ميثاقي»، كتشكيل الحكومات والانتخابات الرئاسية وما شابه.

• القبض على «الثلث المعطل»، أي 43 نائباً وأكثر مما يجعل مفتاح البرلمان في جيْبه. وتتشكل هذه الكتلة «الصلبة» من الحلفاء الخلص لـ «حزب الله» الذين يدينون بالولاء له في سياساته الداخلية والاقليمية.

• ضمان تشكيل أكثرية في البرلمان (65 نائباً) عبر تحالفه مع «التيار الوطني الحر» كلما اقتضت الحاجة، وخصوصاً أن العلاقة بين الطرفين عائدة إلى ما كانت عليه بعد التفاهم، على اعتبار أن الانتخابات كانت «فترة سماح» تقتضيها طبيعة المعركة.

• لعب دور الإسناد في معركة كسْر حصرية رئيس الحكومة سعد الحريري لـ «الزعامة السنية» عبر ضمان فوز نحو عشرة نواب سنّة من خارج عباءة الحريري، وتالياً إضعافه داخل بيئته وفي المعادلة السياسية.

وأولى مؤشرات «الحرب الناعمة» على الحريري بدأتْ حتى قبل إعلان نتائج الانتخابات من خلال كلام «حزب الله» عن تسوية جديدة أو تعديل التسوية التي قد لا يكون فيها الحريري رئيساً للحكومة في مرحلة ما بعد الانتخابات.

وعلمت «الراي» ان مناقشات تدور في أروقة «الثنائي الشيعي» حول الموقف من ترؤس زعيم «المستقبل» الحكومة العتيدة بعدما أصبح في إمكان هذا الثنائي عبر التوازنات الجديدة في البرلمان ترجيح الكفة، إما بسلاح «الميثاقية» وإما عبر تفاهم مع «التيار الحر» برئاسة الوزير جبران باسيل.

وفُهم أن المداولات ترتبط بما يريده «حزب الله» من هذا الاستحقاق في ضوء أجندته الداخلية والاقليمية، وعلى قاعدة المفاضلة بين إمكان الإتيان بـ «حريري ضعيف» أو إبعاده في تطوّرٍ القصد منه توجيه رسالة قاسية الى المملكة العربية السعودية ومعها الولايات المتحدة شبيهة بما انطوى عليه الانقلاب على حكومة الحريري العام 2011 والإتيان بحكومة برئاسة نجيب ميقاتي.

وكان لافتاً في هذا السياق أن ميقاتي الذي فاز بكتلة نيابية من أربعة أعضاء في طرابلس، سارع أمس إلى تقديم أوراق اعتماده بقوله: «حتماً أنا مرشح لرئاسة الحكومة والموضوع بحاجة إلى تشاور، وإذا كانت هناك حظوظ لوصولي فأنا جاهز لهذه الخدمة».

والأكثر إثارة للانتباه كان تفادي الرئيس بري الردّ على سؤال عن موقفه من عودة الحريري رئيساً للحكومة، رغم إعلانه قبل الانتخابات تأييد هذا الخيار في ردّ على التحية بمثلها عندما تمايَز رئيس الحكومة عن موقف الوزير باسيل في حملته المناهضة لمعاودة انتخاب بري رئيساً للبرلمان. ورغم أهمية الكلام عن عودة الحريري أو عدمها، فإن الثابت أن اقتحام «حزب الله» للبرلمان بكتلة صلبة وكبيرة ينطوي على قرار بجعل مجلس النواب، وتالياً الحكومة في توازناتها الجديدة، «متراساً» في مواجهةٍ يعتزم «حزب الله» خوضها ضدّ ما يعتبره «توجهات سعودية - اميركية» في لبنان، انسجاماً مع الموقع الاقليمي للحزب كـ «رأس حربة» في المشروع الإيراني. هذه الخلاصة تعزّز، بطبيعة الحال، ما ذهبتْ إليه كبريات الصحف الغربية التي تعاملتْ مع نتائج الانتخابات النيابية في لبنان على أنها مؤشر على مدى إحكام ايران قبضتها على بيروت، بعدما كانت طهران فاخرت وفي وقت سابق بأنها تحتل بنفوذها أربع عواصم عربية، بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت. إزاء هذا الواقع الجديد لم يكن الحريري مُقْنِعاً، في أول إطلالة له بعد الانتخابات، في الحديث عن انتصار لتياره الذي نجح في الاحتفاظ بـ21 مقعداً من أصل 32 كان فاز بها في انتخابات 2009، والذي استمر أولاً في البيئات السنية كبيروت، وطرابلس وعكار والبقاع واقليم الخروب وصيدا. فالأهمّ في الانتكاسة التي مني بها «المستقبل» هو تسرُّب عدد لا بأس به من نواب السنّة وتراجع الزخم الشعبي للتيار الذي عبّرت عنه نسبة التصويت في معقل الزعامة الحريرية في بيروت التي «قاتَل» رئيس الحكومة من أجل استنهاضها حين جال فيها شارعاً شارعاً. أما خارج سياق هذا الصراع بخلفياته الاقليمية، فإن صناديق الاقتراع (لم تكن حتى أولى ساعات امس صدرتْ نتائجها الرسمية) أفرجتْ عن علامات فارقة ذات أبعاد تتصل باللعبة السياسية وتوازناتها، ولعل أبرزها:

• رغم احتفاظ حزب رئيس الجمهورية (التيار الوطني الحر) بكتلة توازي ما كانت عليه قبل الانتخابات، فإنه فشل في توسيع القاعدة التمثيلية التي أرادها «قوية» وكذراعٍ لمساندة العهد.

• النجاح الباهر الذي حقّقه حزب «القوات اللبنانية» وبقوة سواعده في مضاعفة كتلته ورفْعها من 8 مقاعد الى نحو 16، الأمر الذي سيجعله «رقماً صعباً» في المعادلة السياسية في المرحلة المقبلة.

• ضمان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط تسليم «زعامة المختارة» الى نجله تيمور بانتصار فعلي حقّقه عبر الحدّ من الخسائر والاحتفاظ بكتلة وازنة ومتنوعة من 8 مقاعد رغم ما اعتبره جنبلاط - الأب هجمة لمحاصرة زعامته.

بهذه القراءة الاولية لنتائج الانتخابات النيابية، يمكن القول إن لبنان دخل مرحلة تُماشي التحولات الجارية في المنطقة وترسي معادلات جديدة في توازناتها الداخلية وفي وهجها الاقليمي.

الأمير يُهنِّئ عون والحريري بنجاح الانتخابات

كونا - بعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أمس، برقيتي تهنئة إلى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون وإلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أعرب فيهما سموه عن خالص تهانيه بمناسبة نجاح عملية الانتخابات النيابية التي شهدها البلد الشقيق، مشيداً بالمستوى الرفيع للتنظيم الذي ساد سير عملية الاقتراع والذي يسر على الناخبين الادلاء بأصواتهم بكل سهولة ويسر. وتمنى سمو الأمير لهما موفور الصحة والعافية وللجمهورية اللبنانية الشقيقة وشعبها الكريم كل التقدم والازدهار وللعلاقات المتميزة والوطيدة بين البلدين الشقيقين المزيد من التطور والنماء. وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد برقيتي تهنئة إلى عون والحريري، ضمنهما خالص تهانيه بمناسبة نجاح عملية الانتخابات النيابية، متمنياً لهما موفور الصحة والعافية. كما بعث رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك برقيتي تهنئة مماثلتين.

مناصرو «حزب الله» و«أمل» يستبيحون بيروت.. إساءات وإطلاق نار

بري يدين بشدة.. والحريري لمعالجة الفلتان قبل «خروج الأمور عن السيطرة»

بيروت - «الراي» .... استحضرت بيروت ليل أمس ممارسات «من وحي» احداث 7 مايو 2008 في بيروت مع الفلتان الذي شهدته العاصمة بفعل ممارسات لمناصرين من حركة «أمل» و«حزب الله» شملت أحياء عدة وتخللها إطلاق نار وشعارات مذهبية ومسيئة بحق العديد من الرموز وتكرار الاعتداء على نصب الرئيس الشهيد رفيق الحريري الكائن في مكان اغتياله (في 14 فبراير 2005) عند الواجهة البحرية لبيروت ورفع آعلام حزب الله عليه وصولا الى اقتحام منطقة عائشة بكار (التي يقع في نطاقها مقر دار الفتوى) من مسلحين على دراجات نارية حيث اعتدوا على عدد من الآليات وأطلقوا النار من دون وقوع إصابات ما ادى الى وقوع اشكال كبير مع شبان من المنطقة المحسوبة على «تيار المستقبل» الذي يقوده الرئيس سعد الحريري. وجاءت هذه الممارسات الخطيرة، التي كانت بدأت ليل الأحد احتفاءً من مناصري «أمل» و«حزب الله» بخرق لائحة الحريري في دائرة بيروت الثانية بأربعة مقاعد في الانتخابات النيابية التي جرت في اليوم نفسه وحقق فيها الثنائي الشيعي فوزاً كاسحاً في طائفتهما وانتزعا الثلث المعطل في البرلمان، بالتزامن مع اعلان نتائج الانتخابات مساء أمس وحديث وزير الداخلية نهاد المنشوق عن «أن ما يحصل في بيروت معيب ولا علاقة له بالانتصار والفرحة بل بالثأر والانتقام»، ملوحاً بمحاسبة مسؤولين آمنين بحال تلكأوا وعن ضبط الوضع على الأرض. وتحت وطأة الغليان في الشارع ومشاهد إطلاق النار في الشوارع أجرى الرئيس الحريري اتصالين بقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وطلب منهما «معالجة الفلتان في بيروت واتخاذ التدابير اللازمة بأقصى سرعة ممكنة قبل ان تخرج الأمور عن السيطرة». وكان تيار «المستقبل» أصدر بياناً قال فيه: «حاولت فلول من الخارجين على القانون طوال اليومين الماضيين، نشر حالة من الفلتان والفوضى في أحياء بيروت، والقيام بعمليات تخريب والاعتداء على النصب التذكاري للرئيس الشهيد رفيق الحريري في مكان استشهاده، واقتحام منطقة عائشة بكار بمئات الدراجات النارية، واطلاق هتافات مذهبية واستفزازية، تعيد العاصمة إلى مناخات التحريض والعبث بالسلم الألهلي، وتنكأ جراح اليوم المشؤوم للسابع من ايار 2008. ان تيار المستقبل وأبناء بيروت الذين يعبرون عن سخطهم تجاه هذه الممارسات الشاذة والمشبوهة، يحملون المسؤولية الكاملة للقيادات السياسية والحزبية المعنية بضبط فلتان عناصرها، وردعهم عن مواصلة المسيرات المذهبية وما يترتب عليها من ردات فعل». واضاف: «يهيب التيار بهذا الشأن بجميع الشبان والأنصار والمحازبين، التزام ضبط النفس، والامتناع عن تنظيم أية مسيرات مضادة، والتعاون مع الجيش وقوى الأمن الداخلي لضبط الوضع، وقطع الطريق على المصطادين بالمياه العكرة». ولم يتأخر رئيس مجلس النواب رئيس حركة «أمل» نبيه بري في إصدار بيان استنكر فيه «الممارسات المسيئة التي قامت بها بعض المواكب السيارة التي جابت شوارع العاصمة بيروت وطاولت رموزا ومقرات ومقامات نحترمها ونجلها». أضاف: «ان كرامة العاصمة بيروت وكرامة أبنائها وعائلاتها الكريمة وقياداتها هي من كرامتنا، وأي مساس بها مساس بكرامتنا وكرامة كل اللبنانيين». وختم: «اننا اذ ندين بأشد عبارات الادانة كل المظاهر المقيتة التي حدثت في بعض شوارع العاصمة بيروت والتي أساء فيها بعض الموتورين لحركة أمل وحزب الله ولانجازاتهما، ان هذه التصرفات اللامسؤولة، لا تعبر عن سلوكيات وأدبيات وأخلاق ومناقبية أبناء الامام الصدر وحزب الله وهي ممارسات مدانة بكل المقاييس الأدبية والأخلاقية والدينية، نضعها ومرتكبيها والقائمين عليها برسم الأجهزة الأمنية والقضائية التي اجرينا بها الاتصالات اللازمة، لاتخاذ التدابير القانونية بحقهم، لردعهم واحالتهم للقضاء المختص». وفيما أصدر الوزير المشنوق قراراً منع بموجبه سير الدراجات النارية لمدة 72 ساعة وسط انتشار عسكري في عدد كبير من أحياء بيروت ومداخل نقاط ذات حساسية طائفية ومذهبية، أعلنت قيادة الجيش في بيان انه "في أعقاب الإنتخابات النيابية ولدى صدور النتائج، بادر بعض المواطنين في مدينة بيروت وعدد من المناطق الأخرى إلى إقامة احتفالات وتسيير مواكب وإطلاق النار في الهواء ابتهاجاً، ما أدى إلى حصول بعض الإشكالات، فعمد الجيش إلى تسيير دوريات وإقامة حواجز ظرفية، حفاظاً على الأمن ومنعاً لتمدّدها. وفي هذا الاطار،حذرت قيادة الجيش المواطنين من القيام بأيّ عمل مخلٍّ بالأمن، وإطلاق النار في الهواء ابتهاجاً وأكدت أنها ستعمل على ملاحقة المخالفين ومطلقي النار وتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص.

بالأسماء.. "تضاريس الخريطة" النيابية الجديدة في لبنان

دبي ـ العربية.نت... نشرت وسائل إعلام لبنانية أسماء النواب الذين فازوا بمقاعد في البرلمان الجديد، بعد انتخابات تأخر استحقاقها قرابة العقد (9 سنوات بالضبط). وكان وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، أعلن في مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة في بيروت أن "نسبة المشاركة (في الانتخابات) بلغت 49,20 في المئة، مقارنة مع 54 في المئة عام 2009"، موضحاً أن "عملية الانتخاب كانت بطيئة جداً"، نتيجة قانون الانتخاب الجديد، القائم على النظام النسبي بعد عقود اعتمد فيها لبنان النظام الأكثري. وأوضح المشنوق: "هذا قانون جديد والناخبون لم يعتادوا عليه ورؤساء المراكز لم يعتادوا عليه"، مضيفاً أنه "أول قانون نسبي في العالم يقر ويعمل بموجبه بعد عشرات السنوات من القانون الأكثري ومع ذلك يحقق نسبة أقل من التصويت".

حزب القوات اللبنانيّة ستضم كتلته 15 نائباً بدلاً من ثمانية في انتخابات 2009. والنواب هم: جورج عقيص، قيصر المعلوف، أنطوان حبشي، ستريدا طوق، جوزيف إسحاق، وفادي سعد، زياد حواط، شوقي الدكاش، ادي ابي اللمع، عماد واكيم، جان طالوزيان، بيار بو عاصي، انيس نصار، جورج عدوان، وهبة قاطيشا.

أما التيّار الوطني الحر فحقق خرقاً للمرة الأولى في عدد من الدوائر خصوصاً في الشمال، ووصلت كتلته إلى 20 نائباً هم: سليم عون، زياد أسود، سليم خوري، جبران باسيل، جورج عطا الله، نقولا صحناوي، سيمون ابي رميا، شامل روكز، روجيه عازار، ابراهيم كنعان، الياس بو صعب، ادغار معلوف، الان عون، حكمت ديب، إدغار طرابلسي، سيزار ابي خليل وماريو عون، انطوان بانو، وفريد البستاني، وأسعد درغام.

وارتفع عدد كتلة "لبنان القوي" مع التيار إلى 28 مقعداً وهم: نعمت أفرام، طلال أرسلان، ميشال معوض، اغوب باقرادونيان، الكسندر ماطوسيان واغوب ترزيان وايلي الفرزلي وميشال ضاهر.

إلى ذلك، حقق الثنائي الشيعي (حزب الله وأمل) فوزاً لكنه خسر مرشّح جبيل حسين زعيتر، وهو أصبح الكتلة الأكبر في مجلس النواب.

فقد حصد حزب الله 12 مقعداً: أنور جمعة، حسين الحاج حسن، إبراهيم الموسوي، علي المقداد، إيهاب حماده، حسين جشي، نواف الموسوي، حسن فضل الله، علي فياض، محمد رعد، أمين شري وعلي عمار.

أما نواب حركة أمل فهم 15: علي خريس، نبيه بري، عناية عز الدين، علي عسيران وميشال موسى. أيوب حميد، علي بزي، ياسين جابر، هاني قبيسي وعلي خليل وقاسم هاشم. محمد نصرالله، غازي زعيتر، محمد خواجة، وفادي علامة.

أما حزب "الكتائب" فتقلصت كتلته إلى 3 مع فوز سامي ونديم الجميّل وإلياس حنكش. وتيار "المردة" حصل على كتلة من 3 نواب: طوني فرنجيه واسطفان الدويهي وفايز غصن.

سنيّاً، شكّلت الانتخابات خسارة للوزير السابق أشرف ريفي وتراجعت حصة "تيّار المستقبل" إلى 21 مقعداً.

والنواب هم: عاصم عراجي، بهية الحريري، محمد كبارة، سمير الجسر، سامي فتفت، عثمان علم الدين، ديما جمالي، طارق المرعبي، محمد سليمان، وليد البعريني، محمد القرعاوي، حسين الصلح، هادي حبيش، سعد الحريري، تمام سلام، نهاد المشنوق، رولا الطبش، نزيه نجم، ومحمد الحجار خضر حبيب وهنري شديد.

في المقابل، حصد تيار العزم وحلفاؤه 4 مقاعد: نجيب ميقاتي جان عبيد علي درويش ونقولا النحاس.

النائب وليد جنبلاط كرس زعامته الدرزية، لكن الحزب الاشتراكي انخفضت حصته من 11 إلى 10 مقاعد والنواب هم: وائل أبو فاعور، هادي أبو الحسن، تيمور جنبلاط مروان حماده أكرم شهيب هنري حلو نعمه طعمة وفيصل الصايغ وبلال عبد الله وأنور الخليل.

وحصل حزب السوري القومي الاجتماعي على 3 مقاعد هي من نصيب: آلبير منصور، أسعد حردان وسليم سعادة.

والحزب الديمقراطي كان له مقعد واحد لطلال أرسلان.

أما حزب الطاشناق فكان بـ3 نواب: أغوب باقرادونيان هاغوب ترزيان، وألكسندر ماطوسيان.

والمجتمع المدني حقق خرقاً واحداً من خلال بوليت ياغوبيان.

أما المستقلون فهم: عبد الرحيم مراد، فؤاد مخزومي، الوليد سكرية، اسامة سعد، فيصل كرامي، جهاد الصمد، عدنان طرابلسي، مصطفى الحسيني، جميل السيد، إبراهيم عازار، ميشال معوض، ميشال ضاهر، فريد الخازن، نعمة أفرام، ميشال المر، وادي ديميرجيان.

ومسيحياً أيضاً، سُجِّل خروج حزب الوطنيين الأحرار من مجلس النواب وهزيمة بطرس حرب الذي خرج من المجلس هو والنائب نقولا فتوش، إضافة إلى فوز كبير للنائب ميشال المر في المتن.



السابق

أخبار وتقارير..تركيا: 7 مرشحين للرئاسة... و«الشعب» يواجه «الأمة»...بيونغ يانغ تحذّر واشنطن من نسف أجواء الحوار...ماكرون لتعزيز العلاقة مع ترامب والحوار مع بوتين...الاتحاد الأوروبي يندد بعنف الشرطة الروسية ضد المتظاهرين..قتلى وجرحى بتفجير في مركز انتخابي داخل مسجد بأفغانستان..إصابة وزير الداخلية الباكستاني في هجوم مسلح...إسرائيل تشرعن 7 آلاف منزل لمستوطنين...

التالي

اليمن ودول الخليج العربي..مصير مجهول لأبرز قياديي الحوثيين بعد غارات التحالف على قصر الرئاسة...التحالف يكشف تفاصيل الضربات الأخيرة ضد الحوثيين ....الجبير: الاعتداءات الحوثية تكشف إرهابهم ولا تؤثر على استقرارنا...إطلاق 13 مشروعاً في سقطرى وانتقاد للمنظمات الأممية في مأرب...وفد إماراتي يصل إلى السودان...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,109,752

عدد الزوار: 6,753,255

المتواجدون الآن: 105