لبنان....«حزب الله» يعلنها معركة لـ «تحرير القرار» اللبناني.. ترجمةً لانتصاراته الإقليمية أم احتماءً من العاصفة ضدّ إيران ..5 أيام تغيِّر معادلة: نحن أو لا أحد؟...الإنتخابات تدخل مرحلة حبس الأنفاس.. و«إنجاز السلطة»: الناس لا تثق بها..جعجع: لن نقايض كرامتنا بالوظائف والزفت فرنجية: اخترنا الانفتاح وغيرنا التقوقع....لبنان يستعجل ترجمة «سيدر» والمجتمع الدولي يرهنها بالإصلاحات...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 أيار 2018 - 5:50 ص    عدد الزيارات 2499    التعليقات 0    القسم محلية

        


«حزب الله» يعلنها معركة لـ «تحرير القرار» اللبناني.. ترجمةً لانتصاراته الإقليمية أم احتماءً من العاصفة ضدّ إيران وأذرعها؟..

بيروت - «الراي» ... فرنجية يصوّب على باسيل: موسوليني وصدّام الوحيدان في التاريخ... قتلا صهريْهما

الهزّةُ «الصاروخيةُ» في ريفيْ حمص وحماة (2.6 درجة على قياس ريختر)، والارتداداتُ «الارتجاجيةُ» في بيروت... فلم يكن أغمض الليلُ على أنباء عن غارةٍ اسرائيلية، رَفعتْ التحدي الى الذروة مع إيران باستهدافِ معاقل للحرس الثوري ومستودعاته في ريفيْ حمص وحماة، حتى أطلّت مع شمس بيروت أسئلةٌ كـ «الشهب» عن توقيت انهيار آخر الكوابح والانزلاق الى الكارثة المدمّرة، وعن السيناريوات المأسوية التي قد تجرّ لبنان الى آخر الحروب التي يتوعّد الجميع بأنّها...«يا قاتل يا مقتول». ورغم تَدافُع الغبار الانتخابي الكثيف في بيروت التي تستعدّ لفتح صناديق «الأحد الكبير» وتعالي صراخِ الماكينات وخطابها الخشن، فإن الضربة القاسية التي تلقّاها رأس «محور الممانعة» أي إيران، دفعتْ لبنان وبقوةِ العصْف الى ما يشبه «انعدام الجاذبية» مع تَعاظُم الانطباعات بأن طهران التي تجرّعتْ ضربة الـ «تي فور» في ابريل الماضي لن يكون في وسعها التسليم بانهيار هيْبتها تحت وطأة عنجهية اسرائيل التي بدتْ وكأنها تقتاد طهران الى مواجهة بتوقيتٍ تحدّده تل ابيب. ولا يحتاج أي مراقب للتدليل على أن «حزب الله»، رأس الحربة الايرانية في المنطقة، في حال جهوزيةٍ ما فوق عادية كجزءٍ من المواجهة الآخذة بالاقتراب بين طهران وتل ابيب، رغم استدارة الحزب باتجاه الداخل في معركةٍ يطلق عليها «تحرير القرار» عبر سعيه للفوز بكتلةٍ نيابية مرجِّحة يقودها وتضمّه الى حلفائه من داخل الطوائف الأخرى، وهي المعركة التي تنطوي على واحدٍ من بُعديْن: إما إحكام القبضة على الإمرة في الحُكم تتويجاً لما يَعتبره انتصارات إقليمية لمحوره وإما السعي للاحتماء بالشرعية اللبنانية من العاصفة التي تهبّ على إيران وأذرعها. ورغم أن المدّة الفاصلة عن الانتخابات في بيروت لم تعد تتجاوز أيامُها عددَ أصابع اليد الواحدة، فإن المنطقة بأسرها ومعها «حزب الله»، تخضع لسيفِ الوقت واستحقاقاته في ضوء «جدول الأعمال» الذي تفرضه إسرائيل واتجاه الرئيس دونالد ترامب لتعطيل «النووي الإيراني» واتساع نادي الدول الداعية لمعاقبة طهران، وهو الأمر الذي يفتح باب الاحتمالات على مصراعيه حول ما إذا كانت إيران ستردّ بالمباشر أو عبر أذرعها الطويلة ما يفتح المنطقة على مواجهةٍ كبرى. وهكذا تحت ظلالٍ «حربية»، يستمرّ لبنان في الاحتراب الانتخابي وسط انفلاتِ «الصدامات السياسية الفوضوية» على أكثر من «جبهة» وأحياناً داخل «البيت الواحد» من خلف ظهر الصراع الكبير على العناوين الاستراتيجية، ما يطرح علامات استفهام حيال مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية وتحالفاتها واذا كان ما زال متاحاً إيجاد «مخفِّف صدمات» يسمح بتبريد اللعبة والإبقاء على ضوابطها الحالية. وفيما بدا خصوم «حزب الله» قبل 5 أيام من فتْح صناديق الاقتراع «على سلاحهم» الانتخابي في محاولةٍ للعودة بأوزان مؤثّرة إلى البرلمان من ضمن «استراتيجية صمود» لحفْظ توازن الحد الأدنى تحت سقف التسوية السياسية التي تحكم الواقع اللبناني منذ إنهاء الفراغ الرئاسي، فإن الحزب يَمضي في التحديد المتدرّج لـ «بنك أهدافه» من استحقاق 6 مايو وما بعده من ضمن «خطةٍ هجومية» لـ «الإطباق» على المزيد من مَفاصل السلطة والقرار. وفي هذا السياق، برز أمس موقفان لا يحتملان التأويل: الأول لنائب «حزب الله» نواف الموسوي الذي أعلن خلال لقاء انتخابي «أننا نريد في معركة الانتخابات التي نخوضها اليوم تحرير القرار اللبناني، ونحن على وشك تحرير هذا القرار، لأنه في الانتخابات سيتبيّن إن شاء الله بروز كتلة نيابية قوية واسعة تضم حركة أمل وحزب الله وحلفاؤهما من شخصيات وأحزاب وقوى، وستكون هذه الكتلة النيابية نواةً صلبة من أجل أكثرية نيابية، وهكذا نكون قد حررنا لبنان من سياسات الاقتراض التي تأخذه إلى الانقراض». والثاني لوحدة النقابات والعمّال في «حزب الله» التي أصدرتْ بياناً لمناسبة عيد العمّال توجّهتْ فيه الى الأخيرين: «أنتم اليوم أمام فرصةِ الإنقاذ الحقيقي للبنان واللبنانيين من خلال الوقوف بالاستحقاق الانتخابي في 6 مايو في جبهة تحرير لبنان من السياسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي حكمتْه خلال العقود الثلاث الماضية وأمعنتْ فيه فساداً، والانتخابات المقبلة فرصة ثمينة لإسقاط الفريق الذي أَوْصل لبنان واللبنانيين إلى مَشارِف الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي». وفي موازاة رسْم السقوف السياسية لـ «حروب الصناديق»، فإن لبنان دخل عملياً في «ربع الساعة الأخير» قبل أحد الانتخابات الذي سيكون جزءاً من «ويك اند» طويل يمتدّ من الجمعة حتى الاثنين، ويسود فيه الصمت الانتخابي وفق القانون قبل 48 ساعة من فتْح صندوقة الاقتراع، ما يجعل البلاد في الساعات الـ 72 المقبلة في ما يشبه «حال طوارىء» سياسية - انتخابية سيزدحم فيها آخر الكلام وآخر المهرجانات وأبرزها اليوم لـ «حزب الله» في بعلبك - الهرمل وزحلة حيث يجري رصْد المواقف التي سيطلقها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله. وفي حين تستمرّ تفاعلات «حرْق المراكب» في العلاقة المتّوترة أصلاً بين رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس «التيار الوطني الحر»(حزب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون) الوزير جبران باسيل (صهر عون)، فإن «الجبهة المشتعلة» أيضاً بين الأخير ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية تسجّل ارتفاعاً غير مسبوق في الحماوة بلغت حدّ ردّ الأخير على باسيل وكلامه الانتخابي عن المعركة في زغرتا مستحضراً قول أحدهم «حين سئل مَن هما أهمّ زعيمين في التاريخ بالنسبة لك: «بينيتو موسوليني وصدام حسين»، وعندما سألوه لماذا وما الذي يجمع بينهما؟ كان ردّه «هذان الزعيمان هما الوحيدان في التاريخ اللي استرجوا انو يقتلوا صهرهما».

5 أيام تغيِّر معادلة: نحن أو لا أحد؟

بيروت الثانية ترفض التخويف ومرشَّحي المظلة.. والحريري يمنح الصوت التفضيلي لباسيل

اللواء....تستغيث اللوائح الكبرى، لوائح السلطة، بالجمهور الذي أهملته لسنوات، وبحثت (أي السلطة) التي توصل الليل بالنهار، لا لخدمة مصالح النّاس البسطاء، بل لحثهم ان يكونوا، وقوداً لمحركاتهم الانتخابية، ان في الشارع أو في صناديق الاقتراع، وكأن إهمال لسنوات لا يكفي، ليعود هؤلاء، ويخرجون إلى الساحة بثياب وعّاظ وغيارى، على بيروت، والجنوب والشمال والجبل والبقاع من دون ان يقيموا وزناً لوعي النّاس المتنامي، من ان «الثعلب» وان برز في ثياب الواعظينا، فهو لا دين له، ومن يعتقد خلاف ذلك، فهو مخطئ.. فالايام الخمسة، قد تغير المعادلة التي درجت عليها السياسة والانتخابات: نحن (السلطة) أو لا أحد؟.... 5 أيام عجاف، لكنها حافلة بالتطورات، قبل ان تهدأ الحملات وتتوقف عنتريات المهرجانات، على وقع تغيرات مرتقبة في الواقع الميداني العسكري، في ظل قرار إسرائيلي، مدعوم من التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة، بتوجيه ضربات دائمة إلى مواقع إيرانية في سوريا، من زاوية التفويض الذي منحه الكنيست الإسرائيلي لرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، باتخاذ قرار الحرب مع وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان بمفردهما، وبالتزامن أعلن حزب الله على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ان الحزب لن يبدأ أي حرب، وسلاحه لن يتركه الا بعد زوال كيان إسرائيل، وهو مستعد لكل الاحتمالات، بما فيها عدوان صهيوني كبير.

مجلس الوزراء

وسط هذه الأجواء الانتخابية المحتدمة والساخنة غير المسبوقة في التاريخ اللبناني، وجد المسؤولون امامهم فرصة لتمرير مجموعة تعيينات في مجلس الوزراء الذي تقرر ان ينعقد قبل ظهر الخميس في بعبدا برئاسة الرئيس عون وعلى جدول أعماله 44 بنداً، معظمها ما يتعلق بشؤون وظيفية ومالية ومتفرقة إلى جانب بنود الهبات والسفر. واللافت في جدول الأعمال الذي وزّع أمس على الوزراء بند يتعلق بطلب المجلس الاقتصادي والاجتماعي ملء 20 مركزاً شاغراً لديه، وطلب وزارة الاشغال العامة والنقل تعيين المهندس طالب عواضة عضواً في لجنة التخمين البدائية في قضاءي صيدا وجزين بسبب شغور المركز، وكذلك طلب وزارة الداخلية والبلديات الاستمرار في استخدام الأشخاص الذين جرى استخدامهم بالفاتورة للعمل في المديرية العامة للأحوال الشخصية وعددهم 151 شخصاً، ونقل الاعتمادات اللازمة لهذه الغاية، وهو بند مؤجل من جلسة 26/4/2018، التي غاب عنها الوزير نهاد المشنوق، ولهذا السبب أيضاً ادرج بند طلب وزارة الداخلية تمديد مهلة الاستفادة من شبكة الخطوط الرباعية المقفلة المخصصة للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي. وعلى صعيد آخر، علمت «اللواء» من مصادر مطلعة ان قائد قوات «اليونيفل» العاملة في الجنوب الجنرال مايكل بيري، ركز في لقائه مع الرئيس عون أمس على عوامل الاستقرار وسط امتلاكه معلومات تتيح له التخوف من تطورات في المنطقة نتيجة لبعض الأمور كنقل السفارة الأميركية إلى القدس وموضوع غزة. وأكد بيري أن جهوزية اليونيفل قد رفعت لأقصى الدرجات وان هناك تنسيقا يتم بين الجانبين لكل التفاصيل. وتحدث قائد قوات «اليونيفيل» عن تواصل دائم يجريه مع الجانب الإسرائيلي كي لا تقدم إسرائيل على أي امر على الخط الأزرق، كما أبدى تأييده لمطلب الحكومة بإعادة اللجنة الثلاثية البحث بالنقاط الـ13 المتنازع عليها. وكان الرئيس عون قد جدد خلال اللقاء رفض لبنان بناء الجدار الاسمنتي على اراض لبنانية، لافتاً إلى ان اللجنة الثلاثية العسكرية اللبنانية والاممية الاسرائيلية ستعاود البحث في إزالة التعديات الإسرائيلية في النقاط الـ13 من الخط الأزرق التي تحفظ لبنان عليها.

الصمت الانتخابي

بعد انتخاب اللبنانيين المغتربين في الدول العربية والعالم بنسبة اقتراع مقبولة، بحسب تعبير وزير الخارجية جبران باسيل، تكون البلاد قد دخلت عملياً في مدار أسبوع الاستحقاق النيابي، لكن يفترض ان يتوقف القطار الانتخابي في محطة ثالثة أشبه باللوجستية، الخميس في السرايات الرسمية لتمكين الموظفين المنتدبين لممارسة مهام رؤساء الأقلام والكتاب من أداء واجبهم الانتخابي، بحسب القانون الجديد، وستتم هذه العملية عند الثامنة صباحاً، بإشراف قائمقامي الأقضية، بعد ان تمّ إخضاع هؤلاء إلى دورات تدريبية في الأقضية التي ينتمون إليها. وعلى بعد أقل من 96 ساعة على يوم الصمت الانتخابي الذي يبدأ عند منتصف ليل الجمعة - السبت، ويستمر حتى انتهاء عمليات الاقتراع مساء الأحد في السادس من أيّار الجاري، ركزت الماكينات الانتخابية لمجموع 76 لائحة انتخابية في الدواذر الـ15، عملها على عقد اجتماعات تنسيقية بين ممثلي القوى المتحالفة للاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة بسير العملية الانتخابية، بعدما أدى رؤساء الأحزاب واللوائح قسطهم للعلى في تجييش الناخبين والطوائف تحت عناوين سياسية فضفاضة وافكار ومشاريع قد لا يرى الناخب منها الا النذر القليل. ووفقاً للوائح الشطب، فإن عدد الناخبين في كل الدوائر الانتخابية يبلغ 3 ملايين و663 ألفاً و518 ناخباً، نصفهم تقريباً من الذكور، وفي حال تجاوزت نسبة الاقتراع الـ60 في المائة أو الـ65 في المائة، على غرار ما حصل في اقتراع المغتربين، فإن الكثير من رؤساء الأحزاب سيطمئنون إلى نتائج الحملات التي خاضوها على مدى الشهرين الماضيين لرفع نسب الاقتراع في دوائرهم، بما يوفّر لهم حواصل انتخابية تؤمن لهم الفوز، علماً ان القانون النسبي يتيح حدوث خروقات عديدة، الا إذا كان فارق الحاصل الانتخابي كبيراً. وبشأن نسبة انتخاب المغتربين، فقد بلغت وفق ما أعلنه الوزير باسيل 59 في المائة، علماً ان نسب اقتراع المغتربين في الخارج كانت على الشكل الآتي:

اوستراليا 58 في المائة، أوروبا 59.5 في المائة، افريقيا 68 في المائة، أميركا اللاتينية 45 في المائة، الولايات المتحدة وكندا 55 في المائة، فيما بلغت نسبة اقتراع الدول العربية حوالى 69 في المائة، وكانت أدنى نسبة في أرمينيا التي لم تتجاوز الـ11 في المائة. وكان قد سجل أمس وصول آخر صندوق اقتراع اغترابي من جدّة في المملكة العربية السعودية إلى بيروت، بعد ثلاثة أيام على انتهاء المرحلة الأولى، وبذلك يكون قد اكتمل نقل هذه الصناديق من الدول العربية ومجموعها 32 صندوقاً، على ان يتم لاحقاً وضع الصناديق التي ستأتي من دول الانتشار في العالم في مصرف لبنان، ليتم فرزها في أعقاب انتهاء عمليات الاقتراع في 6 أيّار. ولفت الوزير باسيل إلى ان هذه الصناديق ستبقى لحين نقلها إلى بيروت تحت مراقبة الكاميرات والمندوبين، مؤكداً ان الشفافية كاملة في هذا المجال. وقال باسيل في مؤتمر صحفي عقده ظهراً في وزارة الخارجية لتقويم العملية الانتخابية في الخارج ان «لبنان سجل انتصاراً كبيراً لكل اللبنانيين في الانتشار ونسب اقتراع المغتربين كانت مقبولة جداً بعكس ما يروّج له». واذ اشار الى انه «حصل تعاون بين وزارتي الداخلية والخارجية ولم يجرِ تنافس بيننا, شاكراً الوزير نهاد المشنوق وفريق الداخلية مسجلاً هذا النجاح لهم»، شدد على أن «في تاريخ لبنان لم تحصل عملية انتخابية بهذه الشفافية وهذا يؤكد أننا نستطيع أن نفعل الأمر نفسه في لبنان». ولفت باسيل إلى أن «كلفة العملية الانتخابية في 39 دولة بلغت نحو مليون ونصف مليون دولار فيما كلفة عملية تسجيل اللبنانيين في الخارج بلغت 40 ألف دولار».

الحريري

في هذا الوقت، اختتم الرئيس سعد الحريري جولته الانتخابية في الشمال، والتي شملت طرابلس والمنية والضنية وعكار، بزيارة قرى وبلدات الكورة، حيث دعا إلى انتخاب النائب السابق نقولا غصن واعطائه الصوت التفضيلي، كما عرج على بلدة راسنحاش التابعة لقضاء البترون، ودعا من هناك ايضا لإعطاء الصوت التفضيلي للوزير باسيل تبعاً للتحالف القائم بين تيّار «المستقبل» والتيار الوطني الحر في دائرة الشمال الثالثة، مؤكدا ان علاقته مع الرئيس ميشال عون ممتازة، متوقعا ان تكون كتلة «المستقبل» أكبر كتلة نيابية في المجلس الجديد، كما أكّد علىضرورة الحفاظ على التوافق السياسي في البلد. وكان الرئيس الحريري الذي سيركز في حملته الانتخابية في ما تبقى من أيام قبل موعد الاستحقاق النيابي، على بيروت العاصمة بالإضافة إلى صيدا، قد زار أمس في طرابلس، غرفة التجارة والصناعة والتقى رئيس الغرفة توفيق دبوسي وأعضاء الغرفة، متحدثا عن مشاريع جاهزة لمنطقة الشمال بهدف اخراجها من حالة الهميش والتدهور الاقتصادي، لافتا إلى ان خطته لطرابلس تعتمد على 7 محاور لتعزيز دورها كمنصة لوجستية واعادتها إلى الخارطة السياحية، مع استكمال مشروع المنطقة الاقتصادية الخامسة وتطوير مرفأ طرابلس وإطلاق مشروع سكة الحديد وتحسين الخدمات العامة، وقيام بيئة حاضنة للشركات، وتنفيذ مشاريع تأهيل المدينة القديمة لجذب الاستثمارات والسيّاح وإعادة تفعيل معرض رشيد كرامي الدولي، لافتا إلى انه كانت هناك محاولات لتلوين طرابلس بلون لا أساس وجودي له فيها ما اثر على المدينة، واعدا القيام بالمستحيل لاخراجها منه. وعلى هامش زياراته لبلدات وقرى الشمال من دون استثناء، كانت للرئيس الحريري لقاءات لافتة، ومنها لقاؤه أهالي الموقوفين الإسلاميين وعدا اياهم بدرس قانون العفو بعناية، آملا الانتهاء منه في وقت قريب، وكذلك اللقاء مع المهندس معن كرامي، شقيق الرئيسين الراحلين رشيد وعمر كرامي، وعم الوزير السابق فيصل كرامي رئيس لائحة «الكرامة الوطنية»، وهي من ضمن اللوائح المنافسة للائحة «المستقبل»، وكان سبق هذا اللقاء زيارة قام بها الحريري للنائب أحمد كرامي، عضو كتلة الرئيس نجيب ميقاتي الذي استبعده من «لائحة العزم» التي يرأسها وضم بدلا منه المرشح توفيق سلطان.

نصر الله

ناحية ثانية، يطل الامين العام لـ «حزب الله» السيّد حسن نصر الله في الخامسة من عصر اليوم الثلاثاء عبر الشاشة في منطقة عين بورضاي البقاعية، في مهرجان انتخابي للائحة «الامل والوفاء» في دائرة بعلبك- الهرمل (عشرة مقاعد)، ولائحة «زحلة الخيار والقرار» في دائرة زحلة (سبعة مقاعد) التي يتحالف فيها الحزب وحركة امل عبر المرشح انور جمعة مع النائب نقولا فتوش والنائب والوزير الاسبق خليل الهراوي، بعدما تقرر جمع الاحتفالين للدائرتين في احتفال واحد، وهو الاحتفال الاخير للسيد نصر الله قبل يوم الجمعة. وتدور في هاتين الدائرتين اكبر منافسات سياسية بين قوى سياسية كبيرة برغم محاولات بعض المرشحين مثل خليل الهراوي وميريام سكاف «تمثيل زحلة بقواها الذاتية من شخصيات عائلية تدعمها الاحزاب وليس بتحالفات احزاب لا يعرف احد الى اي اجندة تقود زحلة واهلها»، كما قال احد المرشحين المستقلين. لكن يبدو ان ضرورة تحالف القوى المسيحية الزحلية المستقلة مع قوى حزبية سنية وشيعية فرضت تحويل معظم اللوائح الى لوائح تحالف احزاب ومستقلين. واكدت مصادرلائحة «الامل والوفاء» في بعلبك- الهرمل التي تضم تحالف «امل وحزب الله وجمعية المشاريع (الاحباش) والحزب القومي»، ارتياحها الى سير التحضيرات للانتخابات وللنتائج المتوقعة منها، حيث رجحت فوز اللائحة بثمانية مقاعد من عشرة، مشيرة الى ان جهد لائحة «الكرامة والانماء» التي تضم «المستقبل والقوات» ويحيى شمص ومستقلين، سينصب على جمع حاصلين او ثلاثة لتحقيق فوز المرشح الماروني انطوان حبشي واحد المرشحين السنيين(حسين صلح او بكر الحجيري)، الى جانب سعيها لجني حاصل ثالث لمرشح شيعي لاسقاط مرشح اللاحة المنافسة اللواء جميل السيد، لكنها ترى ان هذا امر شبه مستحيل، حيث سيكون الحاصل الانتخابي مرتفعا جدا بحيث يصعب على لائحة «القوات والمستقبل» الحصول على اكثر من حاصلين في احسن الاحوال. وفي زحلة حيث تدور معركة انتخابية حامية بين اربع لوائح قوية، رجحت مصادر لائحة «الخيار والقرار» حصولها على ثلاثة مقاعد من سبعة، مقابل ثلاثة مقاعد للائحة «زحلة للكل» التي تضم تحالف «التيار الوطني الحر وتيار المستقبل»، بينما يبقى مقعد واحد للائحة «زحلة قضيتنا» التي تضم تحالف «الكتائب والقوات اللبنانية»، أو لائحة الكتلة الشعبية برئاسة السيدة ميريام سكاف، علما ان المجتمع المدني يخوض المنافسة ايضا بلائحة «كلنا وطني» ويعوّل على الحصول على مقعد نتيجة اجواء التردد والانقسام التي تسود الناخبين الزحليين.

«بيروت الوطن»

وفي دائرة بيروت الثانية، نظمت الجماعة الإسلامية لقاء شعبياً حاشداً» امام مقرها الرئيسي في عائشة بكار، للائحة «بيروت الوطن»، وتحدث في الاحتفال مرشحو اللائحة: النائب عماد الحوت ، نبيل بدر، بشار القوتلي وسعد الدين الوزان ومصطفى بنبوك، والسيّد] سلوى أيوب خليل والدكتور سعيد الحلبي والعميدة دلال الرحباني، والوزير السابق إبراهيم شمس الدين، فيما اضطر رئيس اللائحة الزميل صلاح سلام للغياب لظروف خاصة جداً، بحسب ما أكد عريف الاحتفال. وأجمع مرشحو اللائحة على ان برنامجها يُركّز على مكافحة الفساد وبناء دولة الرعاية الاجتماعية وجعل بيروت مركزاً لحوار الحضارات، وعلى ان يكون ممثّل بيروت في المجلس النيابي متحلياً بالاخلاق العالية، وان يكون صاحب تاريخ في العمل السياسي والاجتماعي والانمائي، والخدماتي والرياضي. ولفتوا الى ان لائحة «بيروت الوطن» تحمل مشروعاً متكاملاً أساسه الدولة العادلة، وهي تعكس النسيج البيروتي الحقيقي. ولفت المهندس شمس الدين إلى ان وجود 9 لوائح في بيروت الثانية ليس سيئاً بل يعكس أرادة النّاس بالتغيير، مشيراً إلى أن ليس هناك 8 لوائح ضد لائحة السلطة، بل هناك 7 لوائح ضد لائحتين للسلطة، في إشارة إلى لائحة «حزب الله». أما بنبوك فتعهد إذا تمّ انتخابه بأن يكون أول مشروع قانون يقدمه هو إلغاء مخصصات النواب بعد نهاية نيابتهم، وان يوزع راتبهم على الفقراء.

الإنتخابات تدخل مرحلة حبس الأنفاس.. و«إنجاز السلطة»: الناس لا تثق بها

الجمهورية...خمسة أيام تفصل عن موعد الانتخابات النيابية في 6 أيار. البلد تحبسُ أنفاسَها ترقّباً لهذا الاستحقاق، والقوى السياسية تخشى مفاجآت غير محسوبة من انتخابات تجري على أساس قانون من صنعِ أيديها خلقَ إرباكات على كلّ المستويات وأيقَظ الحساسيات والعصبيات الطائفيات والمذهبيات، وأعاد نَصب المتاريس بين مفاصِل البلد، فقط من أجل مقعد نيابيّ. وعشيّة الاستحقاق دعا المجمع الأنطاكي المقدّس لبطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إلى انتخاب أشخاص «يتمتّعون بالاستقلالية والنزاهة والكفاءة، يحبّون لبنان ويُخلصون لقضاياه ويُعلون المصلحة الوطنية على مصالحهم الشخصية». لم يعُد السؤال يبحث عن نتائج الانتخابات بقدر ما هو يبحث عن الصورة التي تليها، عن حال البلد الذي حوّلته الذهنية السياسية الحاكمة «عصفوريةً سياسية» ضاقت بنُزلائها؛ ممّن أصابهم مسٌّ في عقولهم ففرَّخ عندهم جنون العظمة إلى حدِّ أنّهم اعتبروا البلد ملكاً حصرياً لهم، ومِن المصابين بجنون السلطة والتحكّم بخيراتها، وحلبة الحكومة وصفقاتها المريعة وسرقاتها الموصوفة أسطعُ مثالٍ، والمصابين بجنون العربَشة على أكتاف المناصب والمواقع والرئاسات والشعارات، والمصابين بجنون الإلغاء والإقصاء والغدر والطعن في الظهر. والمصابين بجنون الشاشات والتحليق والسفرات الحزبية على حساب الدولة، والمصابين بجنون السطو على الإنجازات ومصادرتها، والمصابين بجنون البحث عن الفتنة وزرعِ بذرتها في هذه الدائرة الانتخابية وتلك. وكذلك المصابين بجنون الجوع إلى المال سواءٌ أكان مالاً حلالاً أم حراماً، وإلى كلّ المكرمات أياً كان مصدرها أو هدفها.

إنجاز خجول

أجرَت السلطة انتخابات المغتربين، واللافتُ أنّها لا تستطيع أن تتغنّى بهذا الإنجاز الخجول، بل هي تُقاربه اليوم كحدثٍ خيرٌ أن يجري من ألّا يجري أبداً. وإذا كان الطاقم السياسي كلّه قد قاربَه إيجاباً برغم أنه غير مكتمل ودون التوقّعات، فإنه بدا إنجازاً سريع الذوبان أمام تلك الصورة البشعة التي رسمها والتي يضيف عليها يومياً ارتكابات أبشع، ليس أقلّها توظيف الدولة وأجهزتها وإداراتها ووزاراتها في خدمة بعض القوى النافذة أو المرتبطة بمراجع عليا. وفي هذا السياق، قال مسؤول كبير لـ«الجمهورية»: «صارت ارتكاباتهم خبزاً يومياً، ويقومون بها بلا حياء أو خوف، هذا الأمر غير مقبول، لا بل مُدان، ويستوجب المساءلة، لكنّ المساءلة ممّن، وكيف يمكن لهذه المساءلة أن تحصل إذا كان من يفترض أنه مسؤول ويَعرف القانون ومتقيّد به، هو أوّل من يَرتكب المخالفات ويغطّي الارتكابات في سائر الدوائر؟»

زمن الفضيحة

في هذا الجوّ، يعيش لبنان زمنَ الفضيحة والتخلّف والخوف وليس في السلطة من يَستحي، بل هي تصِرّ على إظهار وجهها البشِع بخطاب «فرِّق تسُد»، و«دمِّر ولا تعمّر»، وتستسهل بعد الإمعان في زرع بذور التفرقة والشقاق السياسي والطائفي والمذهبي بين اللبنانيين، القول بأنّ ما بعد 6 أيار هو يوم آخر، تعود فيه عقارب الحياة السياسية إلى سابق دورانها، ويعود الرشد إلى العقل السياسي. هذا الاستسهال لا يتلاءم مع مستوى الاحتقان الذي بلغه لبنان. فهو يَغلي سياسياً وطائفياً ومذهبياً، والمزاج الشعبي «معوكر» بالشحن والتحريض، حتى الوضع الأمني الذي تحرص المراجع الأمنية على التطمين والتأكيد بأنه ممسوك، فيما الغليان دفعَ إلى توجيه نصائح أمنية إلى مراجع سياسية كبيرة بضرورة تعزيز إجراءاتهم الأمنية أكثر من المعتاد، والتخفيف من تحرّكاتهم وتنقّلاتهم، وأخذِ الحيطة والحذر في هذه الفترة أكثر من أيّ وقتٍ مضى. والمعلومات تتحدّث عن نصائح وردت في هذا السياق إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يقال إنه عدل في آخِر لحظة عن المشاركة شخصياً في احتفال «القسَم» في صور السبت الماضي، وأيضاً إلى رئيس الحكومة سعد الحريري.

برّي

وأكّد بري أمام زوّاره أنّ هذا الخطاب المسِمّ للحياة اللبنانية بكلّ تفاصيلها هو الجريمة الكبرى التي تُرتكب بحقّ البلد ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. وما هو غير مفهوم هو خطاب الهدمِ الذي يأتيه بعض «براغيت السياسة»، فما يتهدّم يتهدّم، ولا تنجح معه أيّ محاولات للترميم. واستمرار هذا الوضع بلا ضوابط أو كوابح سيوصل إلى كارثة، وهل ثمّة من يتخيّل حالَ البلد إذا ما حلّت -لا سمح الله- هذه الكارثة. ويلاقيه في هذا التخوّف النائب وليد جنبلاط الذي يدعو المتشنّجين إلى النزول عن شجرة التصعيد والخطاب المؤذي للبلد. والخوف نفسُه، هو الذي يعبّر عنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، سواء من الجوّ التحريضي المسيء للبلد واستقراره، والذي تفتعله بعض القوى السياسية، أو مِن المناخ الانتخابي وما يشوب التحضيرَ لهذا الاستحقاق من مخالفات وشكاوى المواطنين ممّا يجري من تضييقٍ وإكراهٍ وارتكابات. أمّا في المواقف الانتخابية، فأعاد بري التأكيد أمام زوّاره على جعلِ 6 أيار يومَ استفتاء حقيقي، وقال: لم يعد خافياً أنّ رأس المقاومة التي أطلَق جذوتَها السيّد موسى الصدر مطلوبٌ على مختلف الصُعد حتى مِن بوّابة الانتخابات النيابية»، مضيفاً: «إذا كان التحالف بين نبيه برّي والسيّد حسن نصرالله وبين حركة «أمل» و«حزب الله» حاجة وضرورة في السابق فهو اليوم بات قدراً، وعبَثاً يحاول المغرضون النيلَ منه لأنه صلبٌ كصخر الجنوب وسهلٌ ممتنع كسهل البقاع».

المجمع الأنطاكي

ودعا المجمع الأنطاكي المقدّس لبطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الذي انعقد برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي «الأبناء» إلى «عدم التخاذل في ممارسة واجبهم الانتخابي». وحضّهم «على تحكيم ضمائرهم، وانتخاب ممثليهم في الندوة البرلمانية أشخاصاً يتمتعون بالاستقلالية والنزاهة والكفاءة، يحبّون لبنان ويخلِصون لقضاياه ويُعلون المصلحة الوطنية على مصالحهم الشخصية، ويكونون قادرين على خدمة هذا الوطن وصيانة استقلاله والمحافظة على القيَم الوطنية وعلى فرادة هذا البلد ورسالته». وأملَ أن «تكون هذه الانتخابات منعطفاً يقود إلى تدعيم الاستقرار في البلاد وانتظام عمل المؤسسات فيها وإلى فتحِ ورشةٍ إصلاحية لتمكين المواطنين وترقيتِهم اجتماعياً واقتصاديا».

«الحزب»

في الموازاة، قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «إنه قد تبيَّنَ من خلال التجربة والتحالف مع « أمل» أنّ الأجدر أن يكون رئيس مجلس النواب هو الرئيس نبيه بري»، وأعلن» أنّ موضوع رئاسة الحكومة مؤجّل إلى ما بعد الانتخابات لأنه ليس واضحاً مَن الشخصُ المناسب لموقع رئاسة الحكومة». وقال: «نحن سنواجه الفساد بما هو فساد بصرفِ النظر عن الأفراد، وإن كانوا حلفاء، وهذا له آليات خاصة، سنضع خطة تفصيلية للوصول إلى أعلى درجة ممكنة». قاسِم، الذي كان يتحدّث لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الايرانية «إرنا» أعلنَ أنّ الحزب «لن يتركَ السلاح إلّا بعد زوال كيان العدوّ وانتهائه».

ترتيبات أمنية

إلى ذلك، وقبل أيام على فتحِ صناديق الاقتراع بدأت الترتيبات الأمنية والإدارية للأحد الانتخابي، وكشَف مصدر عسكري لـ«الجمهورية» أنّ الخطة الأمنية للجيش، تقضي برفعِ الجهوزية إلى 100% والتي تبلغ ذروتَها ليلَ السبت - الأحد وتستمرّ إلى حين صدور نتائج فرزِ صناديق الاقتراع. وقال: «إنتشار الوحدات العسكرية على كلّ الأراضي سيكون بنفسِ الحجم من دون تمييزٍ بين منطقة وأخرى مع مراعاة بعض المربّعات الدقيقة، منها مخيّم عين الحلوة على سبيل المثال، أو بعض مخيّمات اللاجئين السوريين حيث سيصار الى اتّخاذ إجراءات استثنائية لمنع حصول الإشكالات». وأعلن أنه سيكون الجيش قوّةً مؤازرة لوزارة الداخلية المكلّفة الإشراف على الانتخابات، حيث تمّ تجهيز 5 غرَف عمليات في المحافظات الخمس الأساسية إلى جانب غرف عمليات مركزية في اليرزة تضمّ ضبّاطاً من مختلف الأجهزة الأمنية، وجهّزت غرفة عمليات في الداخلية تضمّ ضابطاً من الجيش يتولى عملية التنسيق.وأكّد المصدر أنّ الجيش يتمتّع بالقدرة على التحرّك على كلّ الأراضي في الوقت نفسِه، لضبطِ الأحداث الأمنية، وثمّة وحدات احتياط جاهزة للتحرّك والتدخّل وهي من الأفواج الخاصة. وأشار الى أنّ «ثمّة آلية وضِعت لتدخّلِ الجيش داخل أقلام الاقتراع، حيث يعود لرؤساء الأقلام، في حال ارتأوا أنّ هناك ما يشكّل خطراً على العملية الاقتراعية أو على المقترعين، توجيهُ كتابٍ إلى الضابط المسؤول عن القلم الذي يُخابر غرفة العمليات كي تتّخذ الإجراءات اللازمة». وقال: «حسب المؤشّرات، ليس هناك مِن دليل على إمكانية حصول إشكالات أو خربَطة أمنية، والسقف مضبوط بالتصعيد الكلامي». وذكّرَ المصدر بموقف قائد الجيش العماد جوزف عون خلال اجتماع دوري للضبّاط بأنّ مهمّة الجيش محصورة بتأمين الظروف الأمنية لإجراء انتخابات ديموقراطية وحرّة، فيما الأجهزة المختصة داخل المؤسسة العسكرية تتابع التعليمات الصادرة عن قائد الجيش والقاضية بعدمِ التدخّل بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، وهي مستعدّة لاتّخاذ الإجراءات اللازمة في حال وجود إثباتات تدين أيَّ ضابط.

جعجع: لن نقايض كرامتنا بالوظائف والزفت فرنجية: اخترنا الانفتاح وغيرنا التقوقع

بيروت - «الحياة» ... مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، انتقلت المعركة السياسية الى دائرة الشمال الثالثة: زغرتا - بشري - الكورة - البترون حيث تحتدم المعركة بين 4 لوائح انتخابية تتنافس على 10 مقاعد نيابية. فيما تبرز المعركة الأقوى بين لائحة «الشمال القوي»، التي يرأسها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، بالتحالف مع حركة الاستقلال وتيار المستقبل، ولائحة «للشمال ولبنان» المدعومة من تيار «المردة» المتحالف مع النائب بطرس حرب، واللائحة المدعومة من «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب». وشكلت لائحة رابعة تُمثل المجتمع المدني. وقال رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، خلال مهرجان انتخابي أقامته النائب ستريدا جعجع في بشري: «البعض في الآونة الأخيرة حاول زوراً وتزويراً نسب تأخر بشري إنمائياً إلى السياسة التي اتبعتها «القوات»، ... أريد أن أقول لصاحب هذه النظرية أننا غير مستعدين في أي لحظة من اللحظات للمقايضة والمبادلة ما بين كرامتنا وحريتنا وعزة نفسنا وكرامة بلادنا وحرية شعبنا وما بين الطرقات والوظائف والزفت. لك الزفت ونحن نكمل بما تبقى». أضاف: «درب بناء الدولة القوية التي هي عنوان حملتنا الانتخابية من أجل الوصول إلى الدولة القوية بإعادة القرار إليها بالفعل وليس بالشعارات الانتخابية. سنكمل في محاولة الوصول إلى هذه الدولة من طريق حصر السلاح داخل المؤسسات الشرعية، ومحاربة الفساد بشراسة وبكل قوتنا». وزاد: «ليتكلم الآخرون كثيراً ويطلقوا الشعارات، فيما الوصول إلى الدولة القوية يتطلب رجالاً أقوياء لذلك «صار بدا قوات». وقال باسيل خلال مهرجان انتخابي في قضاء زغرتا: «نحن لم نلغ أحداً ولن نقبل أن يلغينا أحد، ومن رفض الهيمنة والتسلط في لبنان عليه أن يكسرها في زغرتا وسوف نكسرها، وقد كرسناها من خلال تأليف هذه اللائحة، وسنسعى كي يكون عندنا نائبان في زغرتا». وفي المقابل، أكد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه «أن الخطاب التقسيمي والفئوي والعنصري يخسر فيه الكل والمسيحيون أكثر»، داعياً الى «قراءة الماضي والتعلم منه»، مشيراً الى أن «المغامرات والحروب كلفت المسيحيين شهداء وهجرة وتهجيراً وكانت السبب الأساسي بخسارة الكثير من حقوقهم والامتيازات». ولفت خلال مهرجان حاشد للتيار في بنشعي الى أن «ما من أحد قادر على إلغاء أحد»، وقال: «إننا اخترنا الانفتاح وغيرنا اختار التقوقع والاقتتال. ونرى اليوم مرة بالخطأ ومرة بالتقصير مرة بالصورة ومرة بالخريطة مرة بالتصريح ومرة بالتلميح، كيف يمررون المواقف وكأنهم يمهدون للتطبيع. نحن منذ البداية حددنا هويتنا اللبنانية العربية المشرقية «نحن لبنانيون، نحن مشرقيون، نحن عرب». وزاد: «ليس لدينا لغتان ولا لدينا لهجتان، ولا عندنا مجالس خاصة ومجالس عامة. اتخذنا الانفتاح خياراً، غيرنا اختار التقوقع والاقتتال، واستعمل ويستعمل الترغيب والتهديد. آمنّا بدولة الكفاءات، غيرنا احتكر التعيينات. آمنّا بمنطق الدولة وغيرنا قسم خطابه على قياس المناطق أو الأشخاص وهدّد بلقمة العيش». وفي كلام كان واضحاً بإيحائه وتلميحه باتجاه، باسيل استهل فرنجية المهرجان بالقول بالعامية: «في واحد سألوه مين أهم زعيمين بالتاريخ بالنسبة إلك، فكان جوابه «بينيتو موسوليني وصدام حسين»، وعندما سألوه لماذا وما الذي يجمع بينهما؟ كان ردّه «هذان الزعيمان قتلا صهريهما».

لبنان يستعجل ترجمة «سيدر» والمجتمع الدولي يرهنها بالإصلاحات

أزمة الكهرباء وشراكة القطاعين العام والخاص أولوية الدول المانحة

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب... تترقب القطاعات الاقتصادية والمالية اللبنانية ترجمة مقررات مؤتمر «سيدر - 1» لدعم لبنان، الذي عقد في فرنسا الشهر الماضي، ترجمة فعلية، وإطلاق عجلة الاقتصاد الذي يعاني تراجعاً كبيراً منذ عام 2011. لكن يبدو أن الأمر متوقف على الإجراءات التي ستعتمدها الحكومة اللبنانية، ووضع الإصلاحات التي وعدت بها المجتمع الدولي موضع التنفيذ، وأهمها خفض العجز في الموازنة العامة، وإقرار القوانين التي تشرع صرف القروض والمنح التي قدمتها الدول المعنية على مشاريع حيوية في البنى التحتية، وتنفيذ قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ورغم الإنجاز الذي حققه رئيس الحكومة، سعد الحريري، في باريس، وتلقيه وعوداً بـ11.5 مليار دولار، بين قروض ميسرة بعيدة الأجل ومنح مالية، لا يخفي مسؤولون قلقهم من أن تذهب نتائج المؤتمر أدراج الرياح، إذا ما أخفقت الحكومة في ترجمة وعود الإصلاح التي قطعتها. ورأى وزير الدولة لشؤون التخطيط، ميشال فرعون، أن هناك «رؤية اقتصادية وضعتها الحكومة، رافقت مؤتمر (سيدر – 1)، لا بد من وضعها موضع التنفيذ»، محذراً من أن «يلقى مؤتمر (سيدر) ما لقيه مؤتمر (باريس – 3)، عبر تعطيل بعض القوى السياسية لخطط الإصلاح». وقال فرعون لـ«الشرق الأوسط»: «نحن بحاجة ماسة وسريعة لأموال (سيدر)، وملاقاة رغبة المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب لبنان، ودعم الاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي»، لكنه كشف أن «نتائج سيدر لن تشهد أي ترجمة فعلية قبل عام 2019، لأن المجتمع الدولي ينتظر ترجمة الإصلاحات، والبدء بتنفيذ قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الذي يشكل مدخلاً لمجيء الاستثمارات إلى لبنان»، مذكراً بوجود «أزمة شفافية حول بعض الملفات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه، التي لم يقبل البعض حتى الآن بأن يكون القطاع الخاص شريكاً في إدارتها أو استثمارها».
ويفترض أن تنفذ الحكومة اللبنانية مشاريع «سيدر» وفق خطة عشرية، أي على مدى عشر سنوات، بحيث تنجز في السنوات الخمس المقبلة المشاريع التي رصد لها مبلغ 11.5 مليار دولار، على أن يحصل لبنان على منح وقروض بالقيمة نفسها تقريباً للمرحلة الثانية. ووعد رئيس الحكومة، سعد الحريري، بتوفير 90 ألف فرصة عمل سنوياً للشباب اللبناني، عبر توظيفهم في المشاريع المذكورة. وأيد الخبير الاقتصادي الدكتور سامي نادر أهمية ما سيجنيه لبنان من هذا المؤتمر، لكنه لفت إلى أن «ترجمة مقررات (سيدر) تتوقف على قدرة الحكومة اللبنانية على الالتزام بالإصلاحات، وإقرار قوانين المشاريع الجديدة، المرتبطة بالبنى التحتية والشراكة بين القطاعين العام والخاص». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الدول التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر سيدر اشترطت ترجمة تعهداتها بأمرين أساسيين: الأول، التزام الحكومة بضبط عجز الموازنة العامة، وعصر النفقات؛ وثانياً، الإصلاحات الهيكلية الضرورية، لا سيما في قطاعات البنى التحتية، وعلى رأسها قطاع الكهرباء، الذي يشكل حالياً 30 في المائة من عجز الموازنة العامة سنوياً». وتتخوف مصادر لبنانية من إصرار قوى سياسية وأحزاب على معارضة ما تحقق، وعلى رأسها «حزب الله»، الذي حذر أمينه العام حسن نصر الله من تداعيات هذه المؤتمرات، واعتبر أن مؤتمر «سيدر» سيرفع الدين العام إلى ما فوق الـ100 مليار دولار، وسيؤدي إلى رهن قرار لبنان للخارج، وهو ما أعطى مؤشراً سلبياً حيال إمكانية تبديد نتائج المؤتمر، وقطع الطريق على سياسة الإصلاح والنهوض الاقتصادي التي وضعها الحريري. وأمام هذا التحدي، أشار الوزير ميشال فرعون إلى أن «الوضع المالي والاقتصادي لا يحتمل مغامرات جديدة، وتضييع الفرص على لبنان»، وقال: «منذ الانقلاب على تسوية الدوحة، والإطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري الأولى، يشهد الاقتصاد اللبناني تراجعاً سريعاً نتيجة وقف الاستثمارات، والتراجع الكبير في مداخيل الدولة وفرص العمل»، وأضاف: «لو جرى الاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية، لتحركت الاستثمارات، ولما كنا بحاجة إلى مؤتمر سيدر». ويتحسب المعنيون بنجاح «سيدر» معارك سياسية في مرحلة ما بعد الانتخابات، بفعل الرؤى المتضاربة حيال مقاربة الإصلاحات التي تحد من العجز والهدر في ميزانية الدولة. ورأى سامي نادر أنه «رغم استعجال لبنان قدوم الاستثمارات، فإن المجتمع الدولي يضع مسألة الإصلاحات أولاً»، متوقعاً حصول «معارك كبرى على بعض الملفات التي تحتاج إلى إصلاحات جذرية، وعلى رأسها ملف الكهرباء». وقال الخبير الاقتصادي: «هناك خشية كبيرة من انهيار الوضع الاقتصادي، ما لم نسارع إلى الشروع في الإصلاحات البنيوية»، مشككاً بإمكانية أن «تسمح المحاصصة والمحسوبيات المتجذرة في الإدارة بانطلاق عجلة الإصلاح الموعودة».

 



السابق

مصر وإفريقيا.....قمة مصرية ـ قبرصية ـ يونانية على ضفاف المتوسط..مصر توافق على استئناف محادثات «سد النهضة» الفنية..اشتباكات بين ميليشيات تابعة لـ «حكومة الوفاق» في طرابلس...تونس: أزمة ثقة تخيم على انتخابات البلديات...المغرب: رشق حافلة تقلّ عائلات معتقلي «حراك الريف» بالحجارة

التالي

أخبار وتقارير..ممثل اليهود في البرلمان الإيراني التقى الأسد في دمشق.......نتنياهو: إيران تعدّ 5 قنابل بحجم قنبلة هيروشيما ولدينا 5500 وثيقة عن برنامجها النووي السري....اسرائيل أطلعت ترمب على نصف طن من الوثائق وستعرضها على بوتين..وزير الخارجية الأميركي: نملك آلاف الوثائق والمعلومات الجديدة حول نووي إيران...ألمانيا تؤكد على أهمية تفتيش وكالة الطاقة الذرية لبرنامج إيران النووي..ابن سائق حافلة باكستاني مسلم وزيراً لداخلية بريطانيا ..أفغانستان: 37 قتيلاً وعشرات الجرحى بينهم 10 صحافيين في سلسلة اعتداءات....

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,791,250

عدد الزوار: 6,915,178

المتواجدون الآن: 120