لبنان....الحريري يعترف بأخطاء ارتكبت بحق عكار .. وباسيل يهاجم بري وجنبلاط ويحيِّد حزب الله...«طبولُ حروبِ» ما بعد الانتخابات تطغى على «معارك» 6 مايو في لبنان..«حزب الله» يَكشف المزيد من أوراقه المستورة ويُهاجِم... «ذئاب الداخل»....تبادل الود بين الحريري وجنبلاط ينعش قاعدتيهما الحزبية في الشوف...بري: نريد إنقاذ لبنان من الطائفيين....اسبوع التحضير لـ«الأحد الكبير».. وتوقُّع إرتــفاع منسوب التشنج.....

تاريخ الإضافة الإثنين 30 نيسان 2018 - 6:34 ص    عدد الزيارات 2634    التعليقات 0    القسم محلية

        


إغتراب القارات يقترع: ننتظر من القيادات السماح ببناء البلد!...

الحريري يعترف بأخطاء ارتكبت بحق عكار .. وباسيل يهاجم بري وجنبلاط ويحيِّد حزب الله...

اللواء.... على صورة لبنان ومثاله.. بدت الانتخابات النيابية، في المحطة الثانية، في الانتشار اللبناني حول العالم، وفي القارات من آسيا إلى افريقيا وأميركا وأوروبا واستراليا، حيث توافد المغتربون الذين يشكلون ما لا يقل عن 70355 من المسجلين للاقتراع إلى الأقلام، وفقاً للدوائر الـ15. على ان الأبرز في المعادلة هو ان نظرة اللبنانيين هناك، تشبه نظرة اللبنانيين هنا، وهواجس الانتشار تناظر هواجس اللبنانيين في وطنهم: الكل يبحث عن إيصال صوته، ولو عبر صناديق الاقتراع الممهورة بتوقيع رؤساء الأقلام، والمختومة بالشمع الأحمر، على الرغم من الشوائب، وكما حصل في استراليا، عندما حضر المقترعون دون جدوى، فالاسماء لم تدرج في لوائح الشطب. مؤدى الصوت: «نريد بناء بلادنا»، لكن الشخصيات السياسية الكبيرة تحول دون ذلك.. الصور وصلت إلى الداخلية حيث كانت الكاميرات هناك تصوّر، وهي موصولة بوزارة الداخلية، على ان تفرز الصناديق في الدوائر المخصصة مع فرز النتائج بعد انتهاء الاقتراع في بيروت والمحافظات في 6 أيّار. اللبنانيون في الانتشار يبحثون عن ديمقراطية بلا انتماء طائفي، ولكن هذا هو لبنان وهذا هو نظامه الانتخابي. لم تخف وكالة «فرانس برس» القلق عندما اشارت إلى «ان اقتراع المغتربين يثير تساؤلات إزاء شفافية آلية نقل الأصوات من الخارج».

ثغرات وأخطاء

وإذا كانت عملية اقتراع المغتربين في القارات الخمس أمس الأحد، اختباراً جديداً وتجربة لم تكن مسبوقة، للدولة وللمغترب الذي أصبح شريكاً فعلياً في العملية الانتخابية، يفترض ان تتكرس في الدورة المقبلة عام 2022 باختيار ستة نواب جُدد للمغتربين، فإن العملية حفلت أمس، بالعديد من الثغرات الشكلية والاجرائية والادارية كما حصل في انتخابات مغتربي الدول العربية يوم الجمعة، ذهبت بعض الاطراف السياسية الى اعتبارها مقصودة لأنها تؤثر على عدد ناخبيها، وبالتالي على مجمل النتائج في نهاية يوم الاحد المقبل بعد فرز النتائج. لكن وزير الداخلية اوضح انها ثغرات واخطاء قليلة لا تؤثر على مجمل العملية الانتخابية وبعضها تمت معالجته فورا، مثل النقص في اعداد اللوائح الانتخابية وعدم ايصال جوازات سفر لنحو 400 مقترع جرى اصدارها وتعذر نقلها، واعداً بمراجعة هيئة الاستشارات في وزارة العدل، بإمكان السماح لهؤلاء بالاقتراع في لبنان. ومن الثغرات التي سجلت، ان الناخب لم يكمل عملية التسجيل الالكتروني، وضع اسم الناخب في قلم غير القلم الذي يصوت فيه وتمت معالجتها. اختلاف بتهجئة الاسماء عولجت فورا، توزيع العائلات على اقلام متعددة بعيدة عن منطقة السكن وهي بالالاف ما ادى الى عدم التصويت. وقد شكا منها مندوبو المستقبل و«التيار الحر» كما «امل» و«المردة» و«القوات». عدا عن ابقاء مغلفات الاقتراع مفتوحة ووضعها في الصندوق وهوما يعرض الانتخاب لمخاطراحتمال تزوير عبر سهولة تغيير اللائحة بلائحة اخرى. ولكن امين سر هيئة الإشراف على الإنتخابات عطا الله غشام قال في تصريح من وزارة الخارجية ان «العملية تسير بشكل جيد ولا ملاحظات على سيرها». اما مشكلة نقل الصناديق من الأقلام في هذه القارات، بعدما تبين ان شركة DHL لا تعمل خلال هذين اليومين في أميركا اللاتينية بسبب عطلة عيد العمال، على غرار ما حصل في بعض الدول العربية، فقد اوجدت الخارجية حلاً لها، من خلال نقل الصناديق ضمن الحقيبة الدبلوماسية على متن رحلات لشركات طيران أخرى. وكانت عمليات الاقتراع بدأت في استراليا عند منتصف ليل السبت - الأحد بتوقيت لبنان (السابعة والنصف صباحاً بتوقيت استراليا) وانتهت بعد الظهر بتوقيت بيروت - حيث بلغت نسبة الاقتراع أكثر من 58 في المائة، باقتراع 6829 شخصاً من أصل 11826 سبق ان سجلوا اسماءهم، فيما بلغت النسبة في أرمينيا 42 في المائة، باقتراع 130 شخصاً من 311. وبلغ عدد الناخبين المسجلين في 32 دولة أميركية وأوروبية وافريقية 70 ألفاً و355 ناخباً، لكن أكثر من نصفهم لم يتقدّم للاقتراع، بسبب الإشكالات والشكاوى فضلاً عن بعد المسافات بين أماكن سكنهم وأقلام الاقتراع. وعلى هذا اقترع في أوروبا 8504 ناخبين من أصل 24484 بنسبة 42.90 في المائة، وغوادلوب 89 مقترعاً من أصل 276 وفي افريقيا اقترع 3343 من أصل 6414 بنسبة 52.15، وفي أميركا اللاتينية اقترع 984 من أصل 5602 بنسبة 18 في المائة. ويفترض ان تنتهي عمليات التصويت في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية عند الثامنة من صباح اليوم بتوقيت بيروت، وكانت نسبة التصويت فيها هي الأدنى، حيث اقترع 2501 من أصل 21442 بنسبة 11.7 في المائة. وبينما تفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق العملية من وزارة الخارجية التي زارها الوزير جبران باسيل مرتين أمس، تابع الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا العملية، اعتباراً من ساعات الفجر الأوّلي، وتلقى تباعاً تقارير من وزارتي الخارجية والداخلية عن نسب الإقبال على الاقتراع مع وجود فوارق في التوقيت بين بيروت وعدد من الدول. وعبر الرئيس عون عن ارتياحه لمسار المرحلة الثانية من الانتخابات والاجراءات التي رافقتها لاسيما لجهة معالجة بعض المسائل التي برزت خلال عمليات الاقتراع، وهو تبلغ عن وصول اقلام الاقتراع من الدول العربية الى مطار رفيق الحريري الدولي والتي ستوضع في خزنة مصرف لبنان الى حين انتهاء الانتخابات الاحد المقبل. واستبعدت مصادر مطلعة أن يوجه الرئيس عون رسالة جديدة في ما خص الملف الانتخابي باعتبار أنه قال ما أراد قوله عشية انطلاق الانتخابات يوم الجمعة. ولفتت المصادر إلى أن الرئيس عون قد يكرر بعض المواقف خلال نشاطه الرسمي. وأفادت أن الرئيس عون سيمارس حقه الانتخابي يوم الأحد المقبل في السادس من أيار المقبل لدى اقتراعه في بلدته حارة حريك, مسقط رأسه. إلى ذلك، لم يعرف ما إذا كانت هناك جلسة حكومية هذا الأسبوع أم لا مع العلم أن الحكومة تستمر في الانعقاد حتى ليل 20 أيار موعد انتهاء المجلس النيابي الحالي حيث تصبح بعد ذاك مستقيلة على أن تواصل تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

تصعيد بري - باسيل

وفي الوقائع اليومية الانتخابية، وبعد التصعيد الخطابي بين الرئيس نبيه برّي ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل يوم السبت، حيث تبادلا المواقف النارية، تراجعت حدة هذا الخطاب أمس الأحد، خاصة لدى باسيل الذي تكلم في ثلاثة مهرجانات للتيار وحلفائه في الدامور وزغرتا وبعبدا، خافضاً من سقف كلامه بإتجاه برّي، وتحدث بصورة عامة عن ضرورة الاصلاح ومكافحة الفساد ودعم العهد وبناء الدولة القوية، لكن مهرجان لائحة بعبدا الذي اقامه التيار قرب مفرق القصر الجمهوري عصر امس، اقتصر على حضور اعضاء لائحة الوفاق الوطني بمن فيهم النائب علي عمار والمرشح فادي علامة وعدد من مسؤولي التيار وغاب اي حضور لحركة «امل» و«حزب الله»، كذلك اقتصرت الكلمات القصيرة على باسيل ومرشحي التيار الثلاثة النواب الدكتور ناجي غاريوس وحكمت ديب والان عون. واكد باسيل في كلمته ان «الاتفاق مع حزب الله لم يحصل على اساس مقايضة أو مصلحة، بل هو استراتيجي لا يستطيع احد المساس به من الخارج وهو اتفاق بين اقوياء»، واصفاً الرئيس عون والأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله بالجبلين اللذين لا يلتقيان لكنهما التقيا في مقاومتين منذ 12 سنة. وقال: «اننا كلنا بعد الانتخابات و6 ايار، على موعد مع مقاومة الفساد، فنحن وحزب الله على موعد ليس لمكافحة الفساد بل لمقاومته بعد 6 أيار». وإذا كان باسيل تجنّب الإشارة إلى برّي في مهرجان بعبدا، الا انه لم يوفّر، في المقابل، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في مهرجان لائحة «ضمانة الجبل» في الدامور، في حضور الوزير طلال أرسلان، لكنه اكتفى بالغمز، حيث اعتبر ان «المصالحة لا تكون من أجل التهويل والتهديد»، وانها «تكون حقيقية عندما لا يشعر أي مواطن بالتهميش»، مشددا على ان «المسيحيين شركاء في الجبل وليسوا اجراء عند أحد». اما الرئيس برّي الذي احبط جمهوره بعدم حضوره شخصيا مهرجان «عهد القسم» الذي اقامته حركة «امل» مساء السبت في صور، لدواع أمنية، مكتفياً بالاطلالة عليه عبر الشاشة، فقد خصّ باسيل، من دون ان يسميه، بمجموعة من «الغمز واللمز» واصفاً اياه «بالبرغوث» الذي «يبزغت» اليوم في دائرة صور- الزهراني، مؤكدا انه «لن يقبل بجبل لبنان قرباناً للمصابين بجنون العظمة والمعقدين نفسيا، ولن يسمح باضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة وتحويله من موقع القوة للبنان إلى شراع مثقوب تتسلل منه رياح الفتنة». وقال: هناك اليوم من يحاول ان يسلك الطريق إلى محولة تدير فكرة ورسالة لبنان عبر سواح انتخابيين أحدهما يرغب اليوم في دائرتنا»، معيدا إلى الأذهان كلام الرئيس ميشال عون عندما دعا إلى «نبذ من يؤجج المشاعر الطائفية والعصبيات لأنه يتلاعب باستقرار الوطن»، وأضاف متسائلاً: «هل يسمع الاقربون والابعدون والاقربون خصوصا هذا الكلام؟». وكان الرئيس برّي استهل كلمته بوعد قال انه سيكشفه ذات يوم في لقاء قريب مع جمهوره عن الأسباب التي حالت دون ان يطل عليه شخصيا. وعلمت «اللواء» ان برّي كان تبلغ منذ قرابة شهرين معلومات من أجهزة أمنية بضرورة الاقلال من تنقلاته لأسباب أمنية، من دون كشف تفاصيل.

الحريري في عكار والضنية

في هذه الاثناء، وفيما يدخل لبنان سباق والمائة متر الانتخابي، وصولا إلى يوم الاستحقاق الكبير يوم الأحد المقبل، ينهي الرئيس سعد الحريري جولته الانتخابية اليوم في الشمال، بزيارة البترون والكورة، بعدما كان جال يومي أمس والسبت في الضنية- المنية وعكار، على ان يخصص ما تبقى من أيام للمعركة الانتخابية في بيروت. وشكلت جولة الحريري الشمالية، والتي لم تستثن بلدة أو قرية ولا سيما في قضائي المنية والضنية وعكار، مناسبة لدعوة مؤيديه وانصاره إلى التصويت بكثافة في الانتخابات للتأكيد على التمسك بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنعا لعودة الوصاية إلى الشمال تحديداً، الذي وصفها بأنها «أفضل نموذج للعيش المشترك». وبطبيعة الحال، لم تخل مواقف الحريري من انتقادات لخصومه المرشحين في لوائح منافسة، الذي قال عنهم انهم «طعنوا بابن الشهيد وبمسيرة الشهيد، بحجة انهم مع مسيرة الشهيد». معلنا رفضه الاجتماع مع من يطعن ويخون ومع من لا يكون صادقاً، كاشفا انه حاول سابقا واجتمع مع هؤلاء وخضنا انتخابات مشتركة واتفقنا على أساس ان نحافظ على وحدة الصف، ولكن كان هناك من يخون، وبالتأكيد لست انا»، وانهم بعض هؤلاء يجر الشباب إلى أماكن لا تحمد عقباها والآن ندفع الثمن. وقال انه يعمل على قانون عفو بسبب هؤلاء الذين حرضوا الشباب واوصلوهم إلى ما هم فيه اليوم، مؤكدا ان قانون العفو سيقر، وان وحدة الصف يجب ان تكون مع أشخاص يخافون على الصف وليست لديهم مصالح شخصية، وهذا هو الفارق بين من يضحي ويقيم تسويات لمصلحة البلد والناس، وبين من يغتنم الفرص. وإذ اقر بحصول أخطاء ارتكبها تيّار «المستقبل» بحق عكار، وبوجود عتب عليه وغضب من البعض وملاحظات على طريقة العمل، الا انه اعتبر ان ذلك لا يجب ان يُشكّل سبباً للبقاء في بيوتنا، قائلاً: «انتم ترون امام اعينكم ان سعد الحريري طراز 2018 غير سعد الحريري طراز 2005.. جاي فول ابشن في الـ 2018». وأوضح الحريري، خلال زيارته للمنية الملابسات التي قضت بترشيح عثمان علم الدين بدل النائب كاظم الخير، مؤكداً انه لم يأت لإقفال بيت سياسي في المنية، مشيراً الى انه حصل اتفاق، نزولا عند رغبة العديد من فعاليات البلدة، بعد وفاة النائب السابق هاشم علم الدين، باعتماد مبدأ المداورة في الترشيح، ويومذاك كانت النيابة في بيت علم الدين ولم يقل ان بيت الخير أقفل، وحين أصبح غيره نائباً (كاظم الخير) لم يقل أحد ا بيت علم الدين أقفل». وتابع غامزاً من الرئيس نجيب ميقاتي الذي أخذ الخير على لائحته: خصومنا في قلب بيئتنا السياسية منتشرون في كل لبنان، من الشمال لبيروت للبقاع والجنوب، وبينهم أشخاص جعل منهم رفيق الحريري نواباً ووزراء، وبينهم جعل منهم سعد الحريري، نوابا ووزراء ورؤساء وزراء ايضاً!

«طبولُ حروبِ» ما بعد الانتخابات تطغى على «معارك» 6 مايو في لبنان

«حزب الله» يَكشف المزيد من أوراقه المستورة ويُهاجِم... «ذئاب الداخل»

بيروت - «الراي» ... يتّجه لبنان، المترنّح فوق فوهة «برميل بارود» إقليمي يُعانِد الاشتعال حتى إشعار آخر، نحو واحدةٍ من أكثر عملياتِ خلْط الأوراق السياسية تَخبُّطاً واتساعاً منذ اتفاق الطائف مع نهاية الحرب، وربما أشدّ وقْعاً من الانقسام الحاد الذي ساد الحياة السياسية عقب اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري العام 2005 وانسحاب الجيش السوري في ابريل من العام نفسه وانشطار البلاد بين معسكريْ 8 و 14 آذار. فلبنان، الزاحفِ إلى انتخاباتٍ نيابية ستجري الأحد المقبل ولأوّل مرةٍ وفق قانونٍ هجين يقوم على النسبية المفخَّخة بتقسيماتٍ ذات طبيعة طائفية ومذهبية وبصوتٍ تفضيلي، يحْبس أنفاسه على وقع السؤال عن اليوم التالي بعد فرْز صناديق الاقتراع وانكشاف البلاد على توازناتٍ جديدة تشي بأزماتٍ «عامرة» يصعب التكهن بمداها ومنزلقاتها وأثمانها والمآل الذي ستَدْفع في اتجاهه البلاد. وفي لحظة تَعاظُم المخاوف من تَحوُّل لبنان ملعبَ نارٍ في المواجهة المحتملة بين إيران واسرائيل وتَزايُد الكباش الدولي في سورية بين الغرب وروسيا وانضمام أوروبا الى الضغوط الأميركية، أقلّه لتعديل «النووي الإيراني»، باشر «حزب الله» التلويح بالخروج على «الستاتيكو» الحالي، واسمه الحرِكي «التسوية السياسية» التي كانت أَنهتْ الفراغ الرئاسي وحمتْ الاستقرار وأَبعدتْ البلاد عن الحريق الإقليمي وضَمَنَتْ إجراء الانتخابات عبر التوافق على قانون النسبية. وإذا كان «حزب الله» مارَسَ التدرّج في الإفصاح عما يريده بعد الانتخابات متوّجاً حملته بالإعلان عن عزمه ضمّ «بناء الدولة» إلى مشروعه في إشارةٍ واضحة إلى إرادةٍ بالتحوّل «شريكاً كامل الأوصاف» في القرار السياسي والاقتصادي، فإن معارك الأيام الأخيرة قبل «الصمت الانتخابي»، أوحتْ بما هو أكثر من انفجار «القلوب المليانة» بين أكثر من طرف، قاسمُها المشترك «التيار الوطني الحر» برئاسة الوزير جبران باسيل. فهذا التيار الذي يَطمح إلى الخروج من «الماراثون» الانتخابي بكتلةٍ وازنة تكون أشبه بـ «ذراع العهد»، اي الرئيس ميشال عون، وتَحْجز لباسيل مكانةً متقدمة في المعركة المفتوحة منذ الآن على رئاسة الجمهورية، دَخَل في اشتباكٍ تجاوزتْ حماوتُه «عُدّة الشغل» الانتخابية، مع 3 قوى أساسية هي:

* المواجهة التصاعُدية مع رئيس البرلمان نبيه بري الذي سبق أن وصفه باسيل بـ «البلطجي» واختار استفزازه عبر الذهاب باتهاماتٍ ضدّه بالفساد والهيمنة إلى عقر داره، أي دائرة بري في صور - الزهراني، الأمر الذي دفع رئيس البرلمان الى «بق البحصة» في هجوم لاذع على باسيل ووصفه بـ «البرغوث» والطائفي والمصاب بـ «جنون العظمة» و«المعقّد نفسياً».

* الحملات القاسية المستجدّة بين طرفيْ «تفاهم معراب»، أي «التيار الحر» وحزب «القوات اللبنانية»، وانزلاقها إلى ما كانت عليه قبل التفاهم الذي أرسى ما يشبه «ميثاق شرف» بينهما أنهى عدائية امتدّت على نحو 30 عاماً، وهي الحملات التي تكاد أن تُنهي مفاعيل الدور الذي اضطلعت «القوات» في فتْح الطريق أمام عون إلى الرئاسة.

* فائض التوتر الذي يطبع علاقة «الوطني الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» وزعيمه النائب وليد جنبلاط، وسط اتهاماتٍ متبادلة تساهم في تعميق الشروخ بين الجانبيْن. فجنبلاط يَستشعر حصاراً عليه عبر سلوك «التيار» وتَحالفاته، وباسيل يَمضي في اتهام «الجنبلاطية» بمحاولة وضْع اليد على التمثيل المسيحي في الجبل.

هذا المناخ المأزوم ومَعاركه المتمادية، يجعل مرحلةَ ما بعد الانتخابات واستحقاقاتها أسيرةَ «الخناجر المسمومة» في لعبة تَقاسُم السلطة و«كعكتها»، في اللحظة التي تتّجه الأنظار إلى ما سيكون عليه «حجم» زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة سعد الحريري ومكانته في المعادلة بعد «الأفخاخ» التي نُصبت لتحجيمه.

فالحريري، الذي يدرك حجمَ التحديات المنصوبة لزعامته في الشارع السني وتالياً لموقعه في اللعبة السياسية، لم يهدأ وهو ربما سجّل رقماً قياسياً لم يجارِه فيه أحد، في صولاته وجولاته في الاتجاهات الأربعة للبنان (الجنوب، البقاع، الشمال والجبل إضافة الى بيروت)، وسط مؤشراتٍ على نجاحه في استنهاض شارعه الذي مُني بانتكاساتٍ لا يُستهان بها. وبدا لافتاً أن الحريري، الذي أنهى أمس جولة استمرت 3 ايام في الشمال، من طرابلس فالمنية - الضنية الى عكار، لم يشأ التجييش بشعارات كبيرة حرصاً منه على «التسوية والاستقرار»، واستخدم أسلحةً من «اللحم الحي» في عمليات التحشيد... الـ «سيلفي» والعاطفة، و«سيدر 1» و «الوفاء» وما تَيسّر من وعودٍ، وكلها أدواتٌ حرّكت الشارع الذي خرج على مدى 3 أيام في ملاقاته شمالاً. غير أن السؤال المحوري الأهمّ هو عن «حزب الله»، الطرف المحلي - الاقليمي الأكثر قدرة على إدارة دفّة الأحداث في لبنان، وعن موقفه من «حرب داحس والغبراء» بين حليفيْه حزب رئيس الجمهورية وحركة رئيس البرلمان، وعن مغزى قراره بالدخول ومن الباب العريض إلى «جنّة» السلطة، وسط كلام لافت أطلقه رئيس كتلة نوابه محمد رعد عن انه «خلال الفترة الماضية تكشفت لنا بعض الذئاب التي تقف في الجبهة الداخلية متواطئة مع الإرهاب الدولي، وكانت تحرص كل الحرص على أن تكون بيدهم الأكثرية النيابية من أجل أن تمرر كل المشاريع التي يريدها الغرب الدولي والعرب الاقليمي».

تبادل الود بين الحريري وجنبلاط ينعش قاعدتيهما الحزبية في الشوف

بيروت - «الحياة» .. أنعش تبادل الود السياسي بين زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري وبين رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط قاعدتهما الانتخابية في دائرة الشوف- عاليه. وأدى إلى استيعاب أجواء التوتر التي كانت قائمة بينهما، ما من شأنه أن يدفع، كما تقول مصادر سياسية، مواكبة الجهود الرامية، إلى تنفيس أجواء الاحتقان بين محازبيهما، ورفع منسوب الاقتراع في هذه الدائرة خصوصاً أنهما يخوضان الانتخابات على لائحة موحدة بالتحالف مع حزب «القوات اللبنانية». وتؤكد المصادر نفسها بأن الندوب الانتخابية التي أصابت علاقة «المستقبل» بـ «الجماعة الإسلامية» على خلفية استبعادها من التحالف في جميع الدوائر الانتخابية المشتركة، لن تؤثر في التوجه العام للأخيرة في معركة الشوف- عاليه، وعزت السبب إلى أن «الجماعة» تحرص على تحالفها مع «التقدمي» ولن تتخلى عنه وهذا ما ظهر جلياً من خلال التواصل السياسي القائم بينهما، ولن تبادر إلى الثأر الانتخابي من حليفها بسبب تحالفه مع «المستقبل». وعلمت «الحياة» من المصادر عينها بأن وفداً من «التقدمي» ومعه مرشح «المستقبل» عن الشوف النائب محمد الحجار، كان استبق المهرجان الذي أقامه «التقدمي» في بلدة برجا في إقليم الخروب وتحدث فيه جنبلاط، وقام بزيارة للمقر الجديد «للجماعة» في البلدة، ولقي ترحيباً من مسؤوليه الذين شاركوا في المهرجان إلى جانب وفد من حركة «أمل». وقالت المصادر إن علاقة «الجماعة بـ «التقدمي» لا تشوبها أي شائبة، وأن محازبي الأولى سيقترعون لمصلحة اللائحة الائتلافية وسيمنحون الصوت التفضيلي لمرشحي «التقدمي»، ورأت أن موقف «الجماعة» سينسحب على المعركة الانتخابية في البقاع الغربي- راشيا، وستقترع لمصلحة مرشح «التقدمي» النائب وائل أبو فاعور المتحالف مع «المستقبل». وكشفت المصادر المواكبة أن لمشاركة «أمل» في الاحتفال الذي أقامه «التقدمي» في برجا، تفسيراً سياسياً يكمن في أن محازبيها في الشوف وعاليه سيقترعون لمصلحة مرشحي «التقدمي»، في مقابل ما يتردد من أن محازبي «حزب الله» في الدائرة نفسها سيتوزعون اقتراعاً في الشوف لمصلحة تحالف «التيار الوطني الحر» والنائب طلال أرسلان والحزب «السوري القومي الاجتماعي»، على أن يمنحوا الصوت التفضيلي لأحد مرشحي السنّة في الشوف، اللواء المتقاعد علي الحاج، فيما سيقترعون في عاليه لمصلحة اللائحة التي يرأسها الوزير السابق وئام وهاب. ولم تقلل المصادر من التداعيات الانتخابية المترتبة على استبعاد مؤسس التيار العوني في الشوف غياث فؤاد إفرام البستاني عن الترشح لأحد المقاعد المارونية الثلاثة لمصلحة رجل الأعمال فريد البستاني وهو من أصول سورية ويحمل الجنسية اللبنانية، مع أن البستاني حل في المرتبة الأولى إلى جانب المرشح الماروني الآخر ماريو عون في الانتخابات التمهيدية التي أجراها «التيار الوطني» لاختيار مرشحيه عن الشوف. ويتردد أن الجهود التي تولتها قيادة «التيار» لدى البستاني ومحازبيه لتنعيم موقفهم بتأييد فريد البستاني لم تحقق حتى الساعة الهدف المنشود منها، خصوصاً أن القيادة كانت اعترضت على دعم جنبلاط ترشح ناجي البستاني خلال المفاوضات التي جرت، بذريعة أنها تعطي الأفضلية لترشح غياث البستاني، قبل أن تعيد النظر في موقفها وتعطي صوتها التفضيلي لترشح فريد البستاني. وغرد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «فلتبقَ مشاعل الحزبيين والأنصار والأصدقاء والحلفاء عالية في السماء تغطي بنيرانها وتحجب بدخانها شعاراتهم الحاقدة والبغيضة والمعادية للمصالحة والكاذبة حول الإصلاح. إن مصير المعركة ومصير وجودنا يكمن في أعلى نسبة تصويت نتمكن من الوصول إليها من خلالكم يا حماة الديار يا جيل آذار».

بري: نريد إنقاذ لبنان من الطائفيين

بيروت - «الحياة» .. حذّر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري من أن «هناك اليوم من يحاول أن يسلك الطريق إلى محاولة تدمير فكرة ورسالة لبنان عبر سواح انتخابيين أحدهم «يبرغت» اليوم في دائرتنا». وقال: «يتكلمون عن حرية تلة مغدوشة ونسوا من حرَّرها، وعن المشاركة ودائرة جبيل خير شهيد على المشاركة التي يدّعون أنهم يتمتعون بها». وخاطب بري الجنوبيين في «احتفال القسم» الذي أقيم في صور عبر شاشة كبيرة، من منزله في المصيلح، مشيراً إلى «أسباب حالت دون حضوره شخصياً سيكشف عنها لاحقاً». وقال: «لا أخشى عليكم أن تقعوا في براثن التحريض الطائفي والمذهبي الرخيص». واستشهد «بكلام رئيس الجمهورية ميشال عون الداعي إلى نبذ من يؤجج المشاعر الطائفية»، قائلاً «هل يسمع الأقربون خصوصاً». ما اعتبر كلامه رداً على ما قاله الوزير جبران باسيل خلال مهرجان «التيار الوطني الحر» في مغدوشة إن «الكثيرين لم يتمكنوا من الهيمنة على مغدوشة بالعسكر ولن يهيمنوا بالسياسة وهي أسقطت أحكام الهيمنة وسنبقى نقاتل حتى نحرر لكم هذا المقعد النيابي (المقصود به المقعد الكاثوليكي في الدائرة)». ودعا بري إلى «جعل المشاركة في الانتخابات استفتاء لتأكيد أن لبنان لا يمكن إلا أن يكون أنموذجاً للوحدة الوطنية والعيش المشترك نقيضاً للتفكك والعنصرية والطائفية». وقال «من خلال الاستحقاق الانتخابي لن نقبل بجعل لبنان قرباناً للمصابين بجنون العظمة والمعقدين نفسياً، ولن نسمح بإضعاف الحاضن الشعبي للمقاومة وتحويله من موقع القوة للبنان إلى شراع مثقوب تتسلل منه رياح الفتنة». ولفت إلى «أننا نريد إنقاذ البلد من الطائفيين والأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان»، سائلاً أين كانوا عندما هجّرت شرق صيدا؟ ومن أعادها؟». وأكد رفضه «المسبق لأي شروط سياسية تضعها المؤتمرات الجارية لمنح أية مساعدات». ونبّه من أن «إسرائيل تبيت عدواناً ضد لبنان تمهيداً لإرجاع بلدنا سنوات إلى الوراء». ودعا إلى «زيادة درجة التأهب وطنياً لرد أي عدوان». وقال: «لمناسبة ارتفاع الأصوات متهمة أجهزة الدولة بممارسة ضغوط انتخابية، نؤكد ضرورة تحييد الأجهزة الأمنية الوطنية وغيرها عن التدخل في العملية الانتخابية.

اسبوع التحضير لـ«الأحد الكبير».. وتوقُّع إرتــفاع منسوب التشنج

الجمهورية...يبدأ اليوم الأسبوع الانتخابي الأخير استعداداً لـ«الأحد الكبير» في ختامه، حيث سيكون يوم الانتخابات في طول البلاد وعرضِها. ويُنتظر أن يخوض المرشحون بلوائحهم المختلفة جولاتهم وحملاتهم الانتخابية الأخيرة قبل أن يلتزموا وقفَ إطلاقِ الكلام تنفيذاً للقانون الانتخابي الذي يقضي بتوقّفِ الحملات الإعلامية والإعلانية والانتخابية قبل 48 ساعة من موعد فتحِ صناديق الاقتراع. ولاحَظ المراقبون ما يرافق الخطابَ السياسي المتشنّج من تعدّدِ المخالفات والارتكابات والخروجِ على كلّ القوانين التي ترعى العملية الانتخابية التي جُنّدت لها كلّ القدرات السلطوية والإمكانات المتوافرة لدى أهلِ الحكم خدمةً للوائح السلطة. وتخوّفوا من استغلال السلطة جلسةَ مجلس الوزراء الأسبوعية هذا الأسبوع لإمرار دفعةٍ جديدة من التعيينات الإدارية بغية استثمارها تعزيزاً للوائح أهلِ السلطة قبَيل فتحِ صناديق الاقتراع. أقفِل أمس اليومُ الانتخابي الطويل في القارّات الأوروبية والأميركية والأفريقية والأسترالية، ليُفتحَ اليوم في لبنان أسبوعٌ انتخابيّ حارّ مع بدءِ العدّ العكسي لاستحقاق السادس من أيار في ظلّ استنفارٍ سياسي وشعبي غيرِ مسبوق. وتوقّعت أوساط سياسية عبر «الجمهورية» ارتفاعاً ملحوظاً في سخونة الخطاب السياسي من اليوم وحتى 7 الاثنين المقبل، اليوم التالي للانتخابات، وذلك بغية استثماره انتخابياً وتعبئة الناخبين. وأملت أن تبدأ في 7 أيار مرحلة جديدة بحيث ينتظم الجميع في حوار لتأليف حكومة وفاق وطني. إلّا انّ المصادر توقّعت حصول تعقيدات في الملف الحكومي من شأنها تأخير تأليف الحكومة في السرعة اللازمة، مشيرةً الى أنّ التأليف قد يستغرق أشهراً، في ضوء التصعيد السائد في الخطاب السياسي وتعريجِ بعض اصحابِه على رأيهم في الحكومة المقبلة وإعلانِ طرفٍ سياسي رفضَه أن يأخذ الطرف الآخر حقيبة معيّنة، واعلان الآخر أنه سيرفض أن يأخذ غيره حقيبة معينة. وبذلك يضع كثيرون من الآن العصيّ في دواليب الحوار المفترض لتأليف الحكومة». في هذا الوقت، أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ارتياحَه لمسار الانتخابات في بلدان الانتشار، والإجراءات التي رافقتها، خصوصاً لجهة معالجة بعض المسائل التي بَرزت خلال عمليات الاقتراع، فيما اعتبَر وزير الداحلية نهاد المشنوق أنّ العملية الانتخابية التي لم تخلُ من الشوائب الصغيرة التي عولجَت، «ليست فخراً لوزيرَي الخارجية والداخلية، بل هي فخر لجميع اللبنانيين». في حين أكّد «حزب الله» بلسان عضو مجلسه المركزي الشيخ نبيل قاووق «تأييد عملية اقتراع المغتربين، على الرغم من أنّ هذا الإنجاز كان ناقصاً، ولم يكتمل بسبب سياسة الترهيب السعودية التي حالت من دون مشاركةِ المندوبين والمؤيّدين للحزب وحركة «أمل» في الانتخابات هناك». واعتبَر أنّ «هذه الانتخابات منتقصة قانونياً وديموقراطياً، ونحن سَكتنا عن حقّنا لكي نسهّل عملية الاقتراع وحِرصاً على إجراء الانتخابات وعلى الوحدة الوطنية». في الموازاة، قال مراقبون لـ»الجمهورية»: «إنّ اقتراع المغتربين لم يبدأ مع هذا العهد ولا مع وزير الخارجية جبران باسيل، بل هو مطلب قديم منذ الستّينات لإعطاء المغتربين حقّ الاقتراع وردّ الجنسية لهم. لكنّه يأتي الآن في سياق تغيير قانون الانتخاب ونتيجة التوافق الوطني، وقبول كلّ الاطراف بهذا الحقّ، بعدما صار الاغتراب من كلّ الطوائف ولم تعد له هوية طائفية وحيدة، وهذا يُعدّ إنجازاً لأنه يعيد تواصلَ المغتربين الوطني، وليس السياحي، مع لبنان، فيتحمّسون أكثر للدفاع عن قضاياه في الدول التي ينتشرون فيها. إلّا أنّ المحاولات مستمرّة لاستغلال البعض هذا الأمر وتوظيفه انتخابياً». وحسبَ هؤلاء المراقبين، «فإنّ خطوة اقتراع الانتشار هي خطوة عملية، لكنّ نسبة المقترعين لن تبدّلَ في نتائج الانتخابات، ومن اقترَع هم المغتربون الجُدد الذين ينتخبون عادةً في لبنان، وإنّ نسبة قليلة من المغتربين القدامى شاركت في العملية الانتخابية. وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»: «إقتراع المغتربين هو خطوة جريئة تحصل للمرّة الاولى، وهي من أهمّ عوامل استقطاب المغتربين وجذبِهم الى الوطن، لأنّ، تاريخياً، النظرة الى الاغتراب كانت على أنه مصدر مال، أمّا اليوم فتبدّلت مع مشاركة المغتربين في الحياة السياسية فعلياً. أمّا من حيث التطبيق فكان يمكن أن يكون افضل، أي أن تكون نسبة مشاركة المغتربين مرتفعة اكثر. ومردُّ ذلك الى أنّهم لم يكونوا على ثقة بأنّ الدولة ستذهب بهذه الخطوة الى النهاية بعدما جرت محاولات في حكومات سابقة ولم تبلغ نهاياتها. وما زاد الأمرَ صعوبةً هو انّه حتى الذين سجّلوا أسماءَهم للاقتراع لم يقترعوا كلّهم لوجود نقصٍ في الحوافز، فهم لم يَشعروا بأنّهم يستطيعون التغيير والتأثير، ولم يَشعروا بأنّ قانون الانتخاب أو المرشّحين يعكسون تطلّعاتهم، لذلك اقتراع الانتشار خطوة يجب أن يتمّ التحضير لها باكراً». من جهةٍ أخرى تترقّب الأوساط السياسية والإعلامية ما ستكون عليه نسبة الشكاوى من بلدان الاغتراب، وتحديداً ما جرى من خروق خلال فترة «الصمت الانتخابي». وقالت هذه الأوساط إنّ تحديد هذه الخروق ينطلق من التثبتِ من المخالفات الإعلامية والسياسية في ضوء التحذير الذي اطلقَته هيئة الإشراف على الانتخابات في تعميمها على وسائل الاعلام كافة طالبةً اليها التنبّه الى مرحلة الصمتِ الانتخابي التي سبَقت انتخابات المغتربين اللبنانيين الجمعة الماضي وأوّل أمس في البلدان العربية والأميركيتين وأوروبا، والتي حُدّدت قبل 24 ساعة على فتحِ الصناديق في هذه البلدان. ولفَتت المصادر الى انّها سجّلت بعض المخالفات التي سيُنظر بها لاحقاً، مشيرةً الى انّ المذكّرة التي صدرت عن الهيئة في 25 نيسان الجاري دعَت وسائلَ الإعلام الى «تحاشي إجراء دعاية أو نداء انتخابي مباشر، باستثناء ما يَصعب تفاديه من صوت أو صورة لدى التغطية المباشرة لمجريات العمليات الانتخابية ولجهة اقتصار تغطيتها هلى نقلِ الوقائع الانتخابية». وقالت مصادر هيئة الإشراف على الانتخابات لـ»الجمهورية» إنّها «وثَّقت مئآت المخالفات بوسائل عدة، ولا سيّما تلك التي تقدَّمَ بها مرشّحون أو تلك التي تمّ توثيقها بوسائل أخرى». مشيرةً الى «انّ كلّ هذه المخالفات ستشكّل مضمونَ التقرير النهائي الذي سيُرفع الى كلّ مِن رئيس الجمهورية ورئيسَي مجلس النواب والحكومة والمجلس الدستوري خلال مهلة شهرٍ تلي إقفالَ صناديق الاقتراع.

خطاب باسيل

داخلياً، احتدمت المنافسة الانتخابية تحت عناوين مختلفة وسط التراشق بالاتّهامات. ووصَفت مصادر سياسية معارضة خطابَ رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل بأنّه «خطاب ضائع» يقوم على قاعدة «لكلّ مقام مقال»، وتختلف لهجتُه وعناوينه عند كلّ جولة، فيهاجم من الجنوب رئيسَ مجلس النواب نبيه برّي، في وقتٍ يُهادن من بعبدا «حزب الله «ـ حليف برّي. ويعلِن عند إبرام التفاهم مع «القوات» أنّ هذا التفاهم يَطوي صفحة الحرب، لكنّه اليوم وفي كلّ خطاب يذكّر «القوات» بمراحل هذه الحرب. كذلك ندّدت المصادر بخطاب باسيل «التقسيمي» ومنطقِه القائم على قاعدة «هون إلنا وهونيك إلكُن» و»مثلما احترمناكم في صيدا كسُنّة فاحترِمونا كمسيحيين في جزّين». وانتقدت أداءَ «التيار» وتحالفاته «المصلحية الضيّقة «، وقالت: «تستطيع أن تُبرِم تحالفات مصلحية، لكن عند انتهاء الانتخابات لا تستطيع القول إنكَ لا تنتمي الى الطبقة السياسية التي تتحالف معها، وإنكَ خارج هذه الاصطفافات. فلا أحد يُجادلك في تحالفاتك، الجدال هو حول ما كنتَ تقوله بأنك حزبُ تغيير وفِكر تغييري». كذلك انتقدت «ترشيحَ «التيار» أشخاصاً على لوائحه يتمتّعون بحيثية ماليّة، وترشيحَ أشخاصٍ من خارج «التيار» سيَأكلون الأصوات التفضيلية من صحنِ مرشّحي «التيار» الملتزمين وسيَفوزون على حسابهم في مناطق عدة كزحلة والكورة وزغرتا». وإذ تحدّثت المصادر عن وجود «خلافات داخلية حادّة وبارزة لم نكن نشهَدها سابقاً»، لفَتت «الى أنّ كلّ بيت سياسيّ سارَ مع «التيار» عوَّموه، كالمرشّح ميشال معوّض والنائب رياض رحّال الذي لم ينتخِب العماد عون رئيساً للجمهورية، واشتهر عنه أنه كان أبرزَ الشتّامين لعون، وكلَّ مَن عارَضه يرفضه ويحاول إلغاءَه وإقفالَ بيتِه السياسي، كما فعلَ مع الرئيس ميشال المر الذي انتخَب عون».

«التيار» ـ «أمل»

وكان منسوب التصعيد بين حركة «أمل» و«التيار الوطني الحر» في دائرة صور الزهراني، قد ارتفع، بما ينبئ بأن لا عودة الى العلاقة الطبيعية بين الطرفين. وتَمظهَر هذا التصعيد في قول بري «إنّ هناك من يحاول اليوم أن يسلكَ طريق تدمير فكرةِ لبنان ورسالته وتجربتِه عبر سيّاحٍ انتخابيّين، أحدُهم «يبرغت» اليوم في دائرتنا، ويتكلّمون عن حرّية تلة مغدوشة ونسوا من حرَّرها». فيما ردّ باسيل قائلاً: «إذا كانوا يريدون منعَنا عن مقعدٍ نيابي فلا يمكنهم منعُنا من التعبير عن رأينا، ونقول من الجنوب... الفساد لا يعيش مع التحرير والمقاومة».

«التيار» ـ «المردة»

وانسحبَ التصعيد بين بري وباسيل على خط «التيار الوطني الحر» ـ «المرَدة». فبَعدما اعتبَر باسيل من زغرتا «أنّ مَن واجَه الهيمنة والتسلّط في لبنان، ليس كثيراً عليه ان يواجهَها في زغرتا ليكسرَها ويعود التوازن».. قال: «سيكون لنا نائب في زغرتا، ونعمل لنائبين، إذا لم يكن هذه المرّة ففي المرّة المقبلة ». وقال رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية خلال مهرجان انتخابي في بنشعي: «حين اقتضَت مصلحة بعضِهم جاؤوا إلى ساحتنا، وقد يقولون اليوم: «إنّنا نستعيد حقوقاً، ولكنْ لا تنسوا أنّهم هم بأنانيتهم من فرّطوا بحقوقِنا». وأكّد «أنّ وعود الانتخابات تزول مع الانتخابات ونهجَ الصدق يبقى كلّ العمر». وحذّر «من أنّ الخطاب العنصري، الخطابَ التقسيمي، الخطاب الطائفي يخسَر فيه الجميع، والمسيحيّون يخسرون اكثر من الجميع».

ريفي

في غضون ذلك، قالت أوساط اللواء أشرف ريفي لـ»الجمهورية» إنّ «المؤشرات الانتخابية في طرابلس وعكار والبقاع وبيروت تؤكّد «أنّ النتائج في 6 أيار ستكون مدوّية»، وتوقّعت «أن تكون نسبة التصويت مرتفعة جداً، خصوصاً لدى فئة الشباب التي تشارك للمرّة الأولى، وهي نسبة كبيرة وتنشُد التغيير». وأكّدت «أنّ مزاج الناس مخالف تماماً لحملات الدعاية والتهويل التي تمارَس، وقد بدا ذلك جليّاً خلال المهرجانات الحاشدة التي أقامتها لوائح «لبنان السيادة» في الشمال». وأشارت إلى «أنّ البيئة السنّية على وجه التحديد تستعدّ لتغييرٍ كبير بعدما خَذلتها قيادتُها، وهي ستصوّت تحت عناوين: منعُ «حزب الله» وحلفائه من اختراق البيئة السنّية، والمطالبة باستعادة حضورِها القوي في الدولة، ومواجهة الفساد ورفعُ الحرمان عن مناطقها».



السابق

مصر وإفريقيا....الكويت وافقت «مبدئياً» على تجديد ودائع لمصر بـ 4 مليارات دولار......إعفاء رئيس هيئة الأوقاف المصرية من منصبه..اتفاق مصري ـ فرنسي على دعم الحل السياسي في سوريا وليبيا..مواجهات في النيل الأزرق وواشنطن تطلب وقف القتال في دارفور..مشاركة تاريخية للعسكريين في انتخابات تونس البلدية..الأطباء المقيمون في الجزائر يصعّدون بالتخلي عن المناوبة الليلية...ليبيا: حفتر يزور قواته قرب درنة تمهيداً لمعركتها...العاهل المغربي في قمة برازافيل: لا رجعة عن مسار تحول أفريقيا....

التالي

اخبار وتقارير......25 قتيلاً بينهم صحافيون في تفجير هزَّ كابول.. وداعش يتبنى.....أميركا تدعم إسرائيل في «معركة» إيران...كيم جونغ أون: عندما تتحدث أميركا معي ستُدرك أنني لستُ شخصاً قد يُطلق سلاحاً نووياً عليها...كيم يحدد «شروط» تفكيك برنامجه النووي...استقالة وزيرة الداخلية البريطانية بعد فضيحة تتعلق بالهجرة...موسكو منفتحة على حوار وماكرون وماي لتشديد حظر «الكيماوي»...برلمانات «المتوسط» لتشريعات ضد المقاتلين الأجانب..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,062,950

عدد الزوار: 6,750,831

المتواجدون الآن: 109