لبنان....احتمالات الضربة أمام مجلس الوزراء.. والأولوية لـ100 صفحة كهرباء..إجراءات إحترازية روسية في لبنان... وبرودة إنتخابية على وقع الخلاف حول «النأي بالنفس»...المنطقة في حالة حرب.. وبرِّي: صيغــة القانون خطرٌ على لبنان....

تاريخ الإضافة الخميس 12 نيسان 2018 - 5:41 ص    عدد الزيارات 2298    التعليقات 0    القسم محلية

        


احتمالات الضربة أمام مجلس الوزراء.. والأولوية لـ100 صفحة كهرباء..

إجراءات إحترازية روسية في لبنان... وبرودة إنتخابية على وقع الخلاف حول «النأي بالنفس»...

اللواء.... اكفهر جو المنطقة في ضوء تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي غرد مخاطباً روسيا الاتحادية: «الصواريخ قادمة، فاستعدي يا روسيا»، لكن الرئيس فلاديمير بوتين دعا في اتصالات مع الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران ودول أخرى في المنطقة لأن يسود المنطق السليم، متخوفاً مما وصفه «بالفوضى الدولية». ولئن كان الرئيس سعد الحريري اعتبر ان الموقف يقضي «بالنأي بالنفس» عمّا يجري، وانتقاد الرئيس نبيه برّي الموقف، معتبراً ان أي حرب ستكون مدمرة، فإن تحديات لا يمكن التقليل من شأنها تواجه جلسة مجلس الوزراء الذي يعقد قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أبرزها ملف الكهرباء، من زاوية إضافة ملحق وزّع على الوزراء، ولا يقل عن مائة صفحة بعنوان: «خطة لإنقاذ القطاع واعتماد البواخر»، إضافة إلى موضوع الاشراف على انتخاب المغتربين، بدءاً من 27 نيسان المقبل، على ان يلي ذلك مؤتمر صحافي للرئيس برّي، إذ اعتبر ان النسبية الفضلى التي تؤمن الشراكة الحقيقية بتحوّل لبنان إلى دائرة انتخابية واحدة، مشيراً إلى ان القانون في صيغته الراهنة خطير جداً على لبنان، كل ذلك وسط برودة انتخابية ملحوظة. كما سيتطرق المجلس إلى الإجراء الاحتياطي الذي اتخذه وزير الاشغال يوسف فنيانوس بتعديل خطوط مسار طيران الشرق الأوسط حتى منتصف ليل غد، انسجاماً مع تحذير الوكالة الأوروبية للسلامة الجوية التي دعت شركات الطيران إلى توخي الحذر في شرق المتوسط لاحتمال ضربات جوية في سوريا. وعلى وقع نقاشات الجلسة، التي يتوقع ألا تخلو من مشاحنات أو مناكفات، يعتصم أساتذة الجامعة اللبنانية، مدعومين من مجلس الجامعة ووسط معارضة من التيار الوطني الحر، وذلك بدعوة من الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين للمطالبة بإعطائهم 3 درجات اسوة بالقضاة، واتخاذ قرار صريح بعدم التعرّض لصندوق تعاضد الأساتذة أو المس بتقديماته.. كما تنفذ رابطة التعليم الثانوي، اضراباً رفضاً لتحميل الدولة ست درجات يتعين ان تعطى لأساتذة التعليم الخاص، اسوة بزملائهم في القطاع العام، وللمطالبة بإقرار اقتراح قانون يعطي ما تبقى من درجات لانصاف أساتذة التعليم الثانوي. إعلامياً، لم يعرف القرار الذي سيتخذه مجلس الوزراء في ما يتعلق بادراج مشروع قانون بتعديل مواد في قانون المطبوعات تتعلق بنقابة المحررين، من دون أخذ رأي النقابة، وماذا سيكون موقف وزير الإعلام ملحم رياشي في الجلسة إزاء هذا الموضوع. إلى ما تقدّم، يتوقع ان يثير الرئيس سعد الحريري، في اللقاء الذي يسبق الجلسة مع الرئيس ميشال عون مسودة قانون العفو العام والذي قطعت وعود حول اقراره لانصاف الموقوفين الإسلاميين، والملاحقين بمذكرات توقيف من أهالي البقاع.

تساؤلات مشروعة

وفي حين انشغل الداخل اللبناني بنتائج ومشاريع مؤتمر باريس الاقتصادي، وبالحملات الانتخابية للقوى السياسية واللوائح المستقلة، بحيث كانت تبحث كل لائحة من اللوائح الانتخابية عن سبل رفع الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي، مطمئنة الى تحييد لبنان عن طبول الحرب التي تقرع في المنطقة بعدالمواقف الاميركية والبريطانية والفرنسية والاسرائيلية الداعية الى توجيه ضربات عسكرية قوية للجيش السوري وحلفائه بحجة استخدام السلاح الكيميائي في بلدة دوما بالغوطة الشرقية القريبة من دمشق، بقيت التساؤلات المشروعة تتسارع حول احتمالات توسع الضربة العسكرية نحو حرب إقليمية في حال دخل حلفاء دمشق بمن فيهم «حزب الله» في هذه الحرب، وانعكاساتها على لبنان الذي يستعد لانتخابات نيابية، يمكن ان تحدد مساره السياسي في السنوات المقبلة. في تقدير مصادر مراقبة، ان هذه الأسئلة التي بدأت تطرح في نطاق ضيق قد تأخذ مساحة من النقاش السياسي والدستوري الواسع في الساعات المقبلة، خصوصاً إذا ما تأكد القلق اللبناني المشروع وزادت من احتمالات المخاطر. ووفقاً لكثير من الآراء، فإن الاهتمام اللبناني سيصير منصباً على تطورات هذه الحرب التي لا يمكن التكهن بمداها واتساعها، مما يعني حتماً تأجيل انتخابات 6 أيّار، من دون ان يعرف ما إذا كان هذا التأجيل لايام ضمن المساحة المحددة لعمر المجلس الحالي الذي تنتهي ولايته في 20 أيّار، في حال بقيت الأمور تجري بشكل عادي، لكن الأمر قد يحتاج إلى قانون يمدّد الولاية إذا كان التأجيل محتوماً لما بعد نهاية عمر المجلس لاشهر أو سنة أو أكثر، وهنا سيكون قانون الانتخاب الجديد معرضاً للخطر، خصوصاً وان الكثير من القيادات باتت تشعر انها متضررة منه. وبطبيعة الحال، فإن هذه التساؤلات قد تبدو متسرعة، أو ربما من باب التكهنات المبكرة، لا سيما بعد الموقف الروسي الذي جاء على لسان السفير في بيروت الكسندر زاسبكين الذي طمأن «اللواء» بأن لبنان لن يتأثر كثيراً من حالة التصعيد السياسي والإعلامي والدبلوماسي بين الأميركيين والروس، وقوله أيضاً «ان الأميركيين ولا سيما العسكريين منهم سيحسبون جيدا نتائج اي مغامرة عسكرية ومواجهة مباشرة مع الجيش الروسي في المتوسط قبل الاقدام على اي عمل عسكري، لكن يبدو ان المواجهة المحكي عنها قدتتحول الى ضربات موضعية في سوريا لبعض الاهداف العسكرية المنتقاة من اجل حفظ ماء الوجه للرئيس ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذين هددوا بالرد على ما اسموه استعمال الغازات السامة ضد المدنيين في الغوطة. وتحدثت معلومات عن اجراءات احترازية بالنسبة للرعايا الروس، لجهة دعوتهم لعدم التجول في البقاع، واقتصار تحركاتهم في بيروت.

تعديل الرحلات الجوية

في المقابل، زاد من حدة القلق، ما اعلنته شركة طيران الشرق الأوسط، بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والنقل، في بيان، عن «تعديل مساراتها الجوية بحيث ينتج منها تعديل في مواعيد إقلاع بعض رحلاتها، حتى مساء ليل الجمعة في 13 نيسان ٢٠١٨، حيث تتم إعادة تقييم الأوضاع القائمة ويتم اتخاذ القرارات المناسبة في شأنها، وذلك كإجراء احترازي بحت، نتيجة تطور الأوضاع بين الولايات المتحدة الأميركية وسوريا». ومع ان وزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس، لفت إلى ان هذا الاجراء احترازي، وانه لا يستوجب لا الهلع ولا الخوف، فإنه أوضح ان تعديل خطوط مسار الطيران حتى منتصف ليل الجمعة، يأتي حفاظاً على حركة الملاحة الجوية، احتمالاً لتعرض أجهزة الملاحة اللاسلكية للتشويش على فترات متقطعة. ولفت بيان الوزير فنيانوس إلى «الوكالة الأوروبية للسلامة الجوية» دعت شركات الطيران إلى أن توخي الحذر في شرق المتوسط لاحتمال شن ضربات جوية في سوريا خلال الـ72 ساعة، وهناك احتمال لتعرض أجهزة الملاحة اللاسلكية للتشويش على فترات متقطعة. وشمل بيان الوكالة المنطقة التي تغطي المجال الجوي القبرصي والمياه المحيطة بها. وبحسب مواعيد الرحلات التي أعلنتها شركة «الميدل ايست» بقيت دون تغيير، لكن زمن الرحلات الجوية قد يزيد إلى مدد متفاوتة، اطولها رحلة بيروت- الرياض التي قد تزيد عن 50 دقيقة، وكذلك رحلة بيروت- الدوحة التي ستزيد عن ساعة وخمس دقائق، ورحلة ابوظبي ستزيد عن 35 دقيقة، ورحلة بغداد تزيد عن 40 دقيقة ورحلة اربيل تزيد عن 55 دقيقة, ورحلة عمان تزيد عن 20 دقيقة، فيما بقيت الرحلة إلى القاهرة دون تعديل، وكذلك الرحلات إلى أوروبا التي قد تزيد إلى عشر دقائق، نظرا لتعديل مسار هذه الرحلات.

الحريري وبري والنأي بالنفس

إلى ذلك، بدا واضحا ان موضوع المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الحريري في السراي الكبير، لشرح نتائج مؤتمر «سيدر»، والرد على منتقدي التمويل الخارجي، لم يشغل اهتمام الصحافيين، ولا سيما الاجاب منهم الذين استنفرو لمعرفة الموقف اللبناني الرسمي من احتمال حدوث مواجهة اميركية- روسية واسعة في سوريا، من شأنها ان تنعكس سلباً على لبنان، فتطيح بنتائج مؤتمر «سيدر» نفسه والانتخابات النيابية، وهو ما اوضحه الرئيس الحريري من خلال تأكيده وتمسكه بسياسة النأي بالنفس، معتبرا «ان وظيفته الأساسية كرئيس لحكومة لبنان هي حماية البلد من تداعيات أي أمر قد يحصل في المنطقة» متسائلاً: «كيف سأحمي لبنان ان لم اتحدث مع المجتمع الدولي؟ وكيف احمي لبنان ان لم اقم بمنطقة عازلة في السياسة أو الأمن أو الاقتصاد؟ في إشارة إلى ان وجوده في فرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان هو لتعزيز الاستقرار «الذي نحن بحاجة إليه في لبنان، ولا سيما بعد ما حصل في الأشهر الماضية»، وايضا «من أجل حماية واستقرار لبنان». مؤكدا انه ضد استخدام الكيميائي بحق المواطنين والشعوب. لكن موقف الرئيس الحريري من النأي بالنفس، لم يحظ بقبول من الرئيس نبيه برّي الذي رأى مساء ان النأي بالنفس لا يعني القبول بضرب سوريا، مشيرا إلى أن أي استخدم للمجال الجوي اللبناني هو انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية، معتبرا ان دعاة النأي بالنفس في هذه الحالة يساهمون في العدوان على سوريا. وشدّد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في تغريده له على «تويتر» على ضرورة ان تشمل سياسة النأي بالنفس كل الفرقاء اللبنانيين، ورفض استخدام لبنان بأي طريقة في أي محور، متوقعا ان تكون التطورات القادمة على المنطقة غير مسبوقة. وكان برّي حذّر صباحاً من الانعكاسات الخطيرة التي قد تنجم من أي عمل عسكري يستهدف سوريا، مبديا خشيته من ان يكون اول ضحاياه استقرار المنطقة ووحدتها، ناهيك عن ما سيترتب عنها من سفك للدماء والتدمير والتهجير للشعب السوري الشقيق».

بواخر الكهرباء

وعلى الرغم من هذا الجو المتشنج، وبينما الاساطيل الغربية تجول في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، بقي لبنان الرسمي مشغولاً باساطيل بواخر الكهرباء حسبما قال احد الوزراء ل «اللواء»،حيث واصلت الحكومة عملها كأن شيئا لم يكن، وهي ستعقد اليوم جلسة في القصر الجمهوري، اضيف الى جدول اعمالها ملحق كبير من مائة صفحة رفعه وزير الطاقة سيزار ابي خليل تضمن الخطة المتكاملة للوزارة لمعالجة ازمة الكهرباء، ومن ضمنها استخدام البواخر لاستجرار الطاقة مؤقتا لحين انشاء معامل الانتاج في البر. وهو الامر الذي سيضع مجلس الوزراء مجددا امام معضلة معالجة المشكلة لا سيما مع اصرار الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على اعتماد حل البواخر مؤقتا ورفض عدد من مكونات الحكومة لهذا الخيار قبل عرض دفاتر شروط مناقصات البواخر على ادارة المناقصات. وكشف الوزير مروان حمادة لـ«اللواء» انه سيقدم اليوم الى الحكومة خطة متكاملة لمعالجة ازمة الكهرباء تقوم في عنوانها العريض على انشاء معامل للانتاج بالشراكة مع القطاع الخاص، تطبيقا لقانون الشراكة الذي اقره مجلس النواب، وقال:لماذا ندفع الاموال لشركات البواخر، من الأفضل ان ندفعها لشركات لبنانية تقوم هي بتعمير معامل انتاج كهرباء على البر. ولم تجزم مصادر وزارية المسار الذي ستسلكه الجلسة اليوم، وقالت ان نقاشا سيحصل حول تقرير وزير الطاقة، مشيرة إلى انها لا تستطيع ان تتوقع شيئاً بانتظار ما سيكون عليه المشهد داخل مجلس الوزراء اليو، خصوصا وان وزراء القوات اللبنانية ومعهم الوزيران ميشال فرعون وفنيانوس سيعترضون على بند استئجار البواخر، في حين اتهم الوزير أبي خليل هؤلاء الوزراء بأنهم لا يملكون شيئاً لقوله للبنانيين ولم يحققوا شيئاً في وزاراتهم، ولا شغل لهم سوى التصويب على وزارة الطاقة، واعتبر انه فيما هو يسعى للانتهاء من المشكلة يسعون هم لابقائها معلقة من دون حل كي لا نتقدم وننجز في قطاع الكهرباء.

عون في القمة

وعلى صعيد آخر، أوضحت مصادر مطلعة لـ «اللواء» ان الرئيس ميشال عون يدرس النواحي القانونية والدستورية المتصلة بالمادة 50 الواردة في قانون موازنة 2018 والمتعلقة بمنح إقامة دائمة للمستثمر في لبنان بما يفوق الـ300 ألف دولار، مع العلم انه لا يستطيع الطعن بمادة واحدة في قانون الموازنة لأن التصويت على القانون تمّ بمادة وحيدة، وان الطعن امام المجلس الدستوري يكمن في حالة واحدة وهي ان يتقدّم عشرة نواب بالطلب لإلغاء المادة، وهو أمر غير ممكن مع قرب انتهاء ولاية المجلس. وأفادت مصادر وزارية أن هذه المادة لا تثير القلق الا إذا تمّ استخدام التحايل على القانون. وعكف الرئيس عون أمس على الاعداد للخطاب الذي سيلقيه في خلال مشاركته في القمة العربية في المملكة العربية السعودية التي تعقد يوم الأحد المقبل، وبقي ايضا يراقب التطورات المتصلة بالأزمة في سوريا. وتوقعت مصادر بعبدا ان يعقد الرئيس عون في الدمام سلسلة لقاءات مع القادة العرب المشاركين في القمة، لكن من دون الإفصاح عن هؤلاء باعتبار انها غير نهائية. وأشارت المصادر لـ «اللواء» إلى ان جدول أعمال القمة المؤلف من 18 بندا يتضمن نقطة تتصل بالتضامن مع الجمهورية اللبنانية، وهي نقطة من ضمن نقاط تتصل بالقضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل ومبادرة السلام العربية والانتهاكات الإسرائيلية ومرتفعات الجولان. وكشفت أن الاجتماعات التمهيدية التي عقدت في اليومين الماضيين أفضت إلى توافق على معظم المواضيع باستثناء ما له علاقة بسوريا والتهديدات الإيرانية. وأفادت أن التطور الإيجابي في العلاقات اللبنانية - السعودية سيرخي بثقله على المشاركة اللبنانية ويعطي زخما في دعم المملكة للبنان. ويتوقع ان يصل الرؤساء العرب بما فيهم الرئيس عون إلى القمة يوم السبت المقبل، على أن تنطلق أعمالها ظهر الأحد في مكتبة الملك عبد العزيز الثقافية العالمية في منطقة الدمام، وصمّم مركز انعقاد القمة بشكل يتناغم مع رؤية المملكة 2030 في هندسة عمرانية مميزة. ولفتت المصادر نفسها إلى أن القمة تشهد انعقاد الجلسة الافتتاحية بمشاركة رؤساء الوفود العربية والضيوف، ويلي ذلك مأدبة غداء على أن تستأنف بعدها الجلسة ثم تعقد جلسة ختامية مقفلة، ثم يتم إقرار البيان الختامي، الذي سيطلق عليه «اعلان الظهران». وعُلم أن الرئيس عون لن يلبي الدعوة لحضور مناورة لدول التحالف في اليوم التالي لانعقاد القمة بسبب سفره إلى قطر حيث يحضر حفل تدشين افتتاح المكتبة الوطنية.

المنطقة في حالة حرب.. وبرِّي: صيغــة القانون خطرٌ على لبنان

الجمهورية...تعيش المنطقة حالاً من حبسِ الأنفاس، مع ارتفاع وتيرة التصعيد الأميركي ضد سوريا، حتى إنّ العالم كله دخل في لعبة المواعيد وتحديد ساعة الصفر للضربة العسكرية وانطلاق الصواريخ من المدمّرات والقواعد الأميركية في اتّجاه أهدافها في العاصمة السورية، وذلك بالتزامن مع ارتفاع التوتّر بين واشنطن وموسكو إلى حدٍّ غير مسبوق، ما يفتح باب منطقة الشرق الأوسط كلها، على تكهّنات وسيناريوهات خطيرة، وربّما على انفجارات عابرة لحدود الدولتين العظميَين. في هذا الجو الحربي، الذي أرخاه على المنطقة، الكلام الأميركي الجازم بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري بما قد يؤدي الى فرض وقائع جديدة على الارض، وآخرُه تغريدة للرئيس الاميركي دونالد ترامب في الساعات الماضية يؤكد فيها انّ الصواريخ الاميركية قادمة الى سوريا، فإنّ لبنان القريب جغرافياً من منطقة الخطر، والغارق في معمعةِ التحضير لانتخاباته النيابية المقرّرة بعد 23 يوما، وجَد نفسه مضطراً لأن يبدأ السير على خط القلق من ايّ تطورات عسكرية قد يشهدها الميدان السوري، وتفرض وقائع جديدة على الارض، يُخشى معها ان تتمدّد شراراتها اليه، وتُلقي به في دائرة الاحتمالات الخطيرة. وفي ظلّ الاحتمالات المفتوحة، كان لافتاً للانتباه اتخاذ خطوات احترازية في مطار بيروت قضَت بتعديل شركة طيران الميدل ايست مسارات رحلاتها وتعديل مواعيد إقلاع بعض رحلاتها حتى يوم غدٍ الجمعة. الساعات الماضية شهدت تسارعاً في شريط الأحداث، أوحت وكأنّ ساعة الصفر الاميركية قد تحددت فعلاً، لتوجيه ضربة عسكرية ضد نظام بشّار الأسد، فيما رَفع النظام حالة التأهب في مواقعه العسكرية وبدأ إخلاء أبرزِ قواعده من الجنود والصواريخ. وأفادت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية بأنّ جيش النظام بدأ نقل معدّاتِه المتقدّمة إلى قواعد تديرها روسيا، وعزّز تعاونه مع روسيا وإيران فيما يترقب ضربات أميركية أو فرنسية. وذكرت أنّ قاعدة الضمير الجوية الواقعة في جبال القلمون على الحدود مع لبنان، كانت أولى القواعد التي تمّ إخلاؤها، مشيرةً إلى نقلِ الجنود وطائرات عسكرية إلى قاعدة حميميم التي تديرها القوات الروسية.

إسرائيل تؤكّد الضربة

وفيما جزمت إسرائيل بأنّ ترامب سيَأمر بتوجيه ضربة إلى سوريا. وفق ما ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي، التي قالت إنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو توقّعَ خلال جلسة أمنية مغلقة أن يقوم الرئيس الأميركي بتنفيذ تهديده». وندّدت الخارجية السورية بتهديد واشنطن، وأعلنت طهران وقوفَها مع دمشق ضد «العدوان الأجنبي»، فيما واصَلت موسكو نفيَ الاتهامات الاميركية للنظام السوري باستخدام الكيماوي، آملةً «ألّا تصل الأمور في سوريا إلى مستوى التهديد باندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة». يأتي ذلك في أعقاب دعوةِ ترامب موسكو الى الاستعداد للصواريخ الاميركية، وغرّد على «تويتر» قائلاً: «روسيا تعهّدت بإسقاط أيّ صاروخ يطلَق على سوريا، استعدّي يا روسيا إذن لأنّ الصواريخ سوف تأتي حديثة وذكيّة...لا يجدر بكم أن تكونوا شركاء مع حيوان يَقتل شعبَه بالغاز ويستمتع بذلك».

البنتاغون: لا تعليق

ورَفض المتحدث باسمِ وزارة الدفاع الاميركية التعليق، وقال: لا تعلّق الوزارة على تحرّكات عسكرية مستقبلية محتملة.. أحيلكم الى البيت الابيض ليوضح تغريدة الرئيس». أضاف: «كما أشار الرئيس في الثامن من نيسان فإنّ هجوم النظام السوري بأسلحة كيماوية على مدنيين كان مروّعاً ويتطلب رداً فورياً من المجتمع الدولي». وتبعَ ذلك موقف لوزير الدفاع الاميركي جايمس ماتيس اعلنَ فيه انّ الوزارة ما زالت تُقيّم المعلومات حول الهجوم الكيماوي، لكنّه اضاف انّ الجيش الاميركي مستعدّ لتقديم خيارات بشأن ضربات جوية على سوريا إذا كان ذلك مناسباً ووفق ما يقرّره الرئيس».

موسكو تراقب

وفيما بدا أنّ موسكو تراقب التحرّكات الأميركية، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من انّ الأوضاع الحالية في العالم مثيرة للقلق، معرباً عن أمله في أن يسود المنطق السليم. في وقتٍ امتنَعت الرئاسة الروسية عن الرد المباشر على تغريدة ترامب، مؤكّدةً انّها «لا تشارك في ديبلوماسية التغريدات، نحن مع المقاربات الجادة»، إلّا أنّ المتحدثة باسمِ وزارة الخارجية قالت «إنّ الصواريخ الذكية ينبغي ان توجَّه صوب الارهابيين وليس الحكومة الشرعية التي تقاتل الإرهاب الدولي على أراضيها منذ سنوات عدة».

مصدر ديبلوماسي

وقال مصدر ديبلوماسي لـ«الجمهورية»: «المنطقة تقترب بسرعة فائقة من أتونِ النار، واحتمالاتُ توجيه واشنطن ضربةً الى سوريا باتت قوية جداً، والتطوّرات المحيطة بهذا الأمر توحي بأنّ المسألة دخلت مرحلة العدّ العكسي ومن شأن الضربة إنْ حصلت، ان تقود العالم الى تأجيج المزيد من الحروب المشتعلة أصلاً، أو ربّما الى فتحِ جبهات جديدة عابرة للحدود». وأضاف: «القرار بالضربة العسكرية قد لا يكون مستجداً، إنّما هو متخَذ، وما ينقص هو تحديد ساعة الصفر، وثمّة مؤشرات على ذلك، بدأت بالتغييرات التي شهدتها الادارة الاميركية اخيراً وتعيين من يسمَّون بـ»الصقور» فيها. فهيمنةُ هؤلاء على الادارة تشِي بأنّ فترة التفاهمات التي شهدتها العلاقات الأميركية – الروسية حول الملف السوري قد باتت صفحةً من الماضي، والغلبة الآن، ستكون للمعسكر المتشدّد، المتعطش لعملٍ عسكري يعيد للولايات المتحدة ما يَعتبره فرصةً ضائعة في الشرق الأوسط. ودعا المصدر «الى رصدِ موقف روسيا وردّةِ فِعلها حيال ايّ خطوة تصعيدية اميركية في سوريا»، وقال: «التصعيد الذي تقوده واشنطن حالياً، سيدفع حتماً بالعلاقات مع روسيا إلى أقصى درجات التوتر، ويجب الّا نغفل انّ التهديدات الأميركية بعمل عسكري مباشر ضد الجيش السوري، قابلها تأكيد روسي، بأنّ أيّ خطوة أميركية متهوّرة ستُستتبع بردٍّ مباشر على مصادر النيران، حتى إنّ الرئيس بوتين، حذّر بشكل واضح، من أنّ أيّ اعتداء «باليستي» على روسيا أو حلفائها، سيُعدّ بمثابة هجوم نووي، يَستدعي بالتالي الرد، باستخدام أحدثِ الأسلحة الاستراتيجية.

عون يراقب

في هذه الأجواء تابَع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطوّرات الجارية بشأن الملف السوري والحراك العسكري الإقليمي والدولي. من خلال عددٍ من التقارير الدبلوماسية والعسكرية التي تُحاكي الإجراءات الأميركية والغربية وردّات الفعل المتعددة، وأجرى اتصالات مكثّفة مع المعنيين من المراجع الدبلوماسية والعسكرية داعياً الجميع الى رصدِ التطوّرات. ولم تشَأ الدوائر المحيطة بالرئيس الإشارة إلى أيّ موقف خارج إطار الثوابت اللبنانية ممّا يجري على الساحتين السورية والدولية بانتظار جديد التطوّرات مؤكّدةً بأنّه سيكون لرئيس الجمهورية موقفٌ من أيّ جديد بالحجم الذي يَحفظ المصلحة اللبنانية ويبقيها خارج دائرة التوتر ويحمي الثوابت اللبنانية من كلّ ما يجري.

برّي يُحذّر

بدوره، حذّر رئيس مجلس النواب نبيه بري من الانعكاسات الخطيرة التي قد تنجم عن ايّ عمل عسكري يستهدف سوريا. وأبدى خشيته «من أن يكون اوّل ضحاياه استقرار المنطقة ووحدتها، ناهيك عن ما سيترتّب عنه مِن سفكٍ للدماء والتدمير والتهجير للشعب السوري الشقيق». وقال بري: «هي حربٌ إنْ وقعت، لا قدَّر الله، ستكون مموّلة من جيوب العرب وثرواتهم، وحتماً نتائجها ستكون سلبية ومدمّرة لمستقبلهم واستقرار اوطانهم. وإزاء مشهدٍ يرقص فيه الجميع على حافة هاوية الحرب، يبقى الرهان ان تنتصر إرادة الخير على إرادة الشر المستطير». ورأى بري «انّ القانون الحالي، اذا ما بَقي في صيغته المعمول بها اليوم، هو قانون خطير جداً على لبنان»، مشدداً على «أهمية وجود وزارة للتخطيط في المرحلة المقبلة، لأنّ عملها يشكل مدخلاً حقيقياً لتحقيق الاصلاح ومكافحة الفساد».

الحريري: ضد «الكيماوي»

بدوره، قال رئيس الحكومة سعد الحريري، ردّاً على سؤال حول الضربة العسكرية لسوريا: «أنا ضدّ استخدام الكيماوي بحقّ المواطنين والشعوب. نحن لدينا موقف واضح وصريح في البلد وهو النأي بالنفس، وهذا هو موقفنا كحكومة وهو ما نتمسّك به. للدول قراراتُها السياسية السيادية، وهم أحرار بالتصرّف بالطريقة التي يرونها مناسبةً لمصلحة بلدهم والمنطقة. وبما أنّنا نتّخذ موقف النأي بالنفس، فإنّ وظيفتي الأساسية كرئيس لحكومة لبنان هي حماية البلد من تداعيات أيّ أمرٍ قد يحصل في المنطقة. وكيف سأحمي لبنان إن لم أتحدّث مع المجتمع الدولي؟ وكيف أحمي لبنان إن لم أقم بمنطقة عازلة في السياسة أو الأمن أو الاقتصاد. هذا ما أسعى للقيام به طوال هذه المرحلة.

فضائح السلطة

داخلياً، على الرغم من وقوع لبنان تحت تأثير الحدث الإقليمي الضاغط، يبدو أنه مرشّح للوقوع اليوم، تحت تأثير الضغط الكهربائي من جديد، من خلال إعادة طرحِ الملف الكهربائي على مائدة مجلس الوزراء، في ظلّ الاشتباك السياسي حول هذا الملف، ولا سيّما ما يتصل ببواخر الكهرباء التي يتجاذبها فريق يصِرّ على تمريرها، وفريق يصرّ على الاعتراض عليها ومنعِ تمريرها، نظراً لِما يَعتري هذا الملف من التباسات وشبهات. يتزامن ذلك، مع استمرار البلد بالدوَران في الدوّامة الانتخابية، وسط تزايدِ شكاوى الناس من المخالفات المتمادية للقانون الانتخابي،. والتي تتمّ على مسمع ومرأى السلطة الحاكمة، ومن دون أن تُحرّك ساكناً حيال الارتكابات الفاضحة والمتمادية على غير صعيد، ويشارك فيها نافذون في هذه السلطة، يُمعنون في تسخير أجهزةِ الدولة السياسية والامنية، للضغط على المواطنين. وقد تلقّت «الجمهورية» سيلاً كبيراً من شكاوى المواطنين، في أكثر من منطقة، تفيد بأنّ بعض النافذين في السلطة الحاكمة، سخّروا ماكيناتهم الانتخابية في الايام الاخيرة لترويع المواطنين وإثارة الحزازات والحساسيات في ما بينهم، محاوِلةً التخويف والتضييق على رؤساء البلديات والمختارين وابتزاز الموظفين في بعض الوزارات والإدارات، بدعمٍ مباشر من مراكز احد الأجهزة الأمنية، وبإشراف مباشر من قائد الجهاز المذكور، الذي يتولّى شخصياً وعلناً حملة ترهيبِ الناس والضغط عليهم، على نحوٍ بدأ الناس يترحّمون فيه على أيام الشعبة الثانية وما جرى في انتخابات الخمسينات. وهذه الشكاوى توجَّه إلى هيئة الإشراف على الانتخابات لعلّها تخرج من سباتها وتقوم بما يلزم حيال الارتكابات التي تحصل، والأمثلة كثيرة، ومنها الاعتداء الجسدي على مجموعات من المواطنين الذي رفضوا الانصياع لرغبات ماكينات النافذين في السلطة، ومحاولات الابتزاز العلنية للموظفين وتهديدهم بالاقتصاص منهم بعد الانتخابات، وصولاً إلى عمليات دفعِ الأموال التي تجري على عينك يا تاجر، وشراء الأصوات لقاء مبالغ طائلة بما يُشبه المزاد العلني، وهذا يؤشّر الى استماتة هؤلاء النافذين على تزوير إرادة الناس ومصادرة تمثيلهم بأيّ ثمن. وما يبعث على الاستهجان أنّ هذه العمليات تجري بإشراف جهات سياسية، لطالما رَفعت شعارات النزاهة والتمثيل الصحيح، فيما هي على أرض الواقع فاقت كلَّ الآخرين بالارتكابات وكسرِ المحرّمات وتقديم الرشاوى والابتزاز وعمليات الترهيب والترغيب.

«حماس» في بعبدا

مِن جهة ثانية، شكّلت زيارة وفد حركة «حماس» لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، محطةً لافتة للانتباه، حيث علمت «الجمهورية» أنّ الوفد تمنّى على عون أن يدفع العرب خلال القمّة العربية المقرّرة في 15 نيسان الحالي نحو رفضِ «صفقة القرن» ودعمِ مسيرات العودة التي ينظّمها الشعب الفلسطيني وستستمرّ حتى 15 أيار المقبل، تاريخ الذكرى السبعين لنكبة فلسطين. وأبلغ الوفد إلى عون «أنّ المسيرات ستعمّ في 15 أيار كلَّ الأماكن التي يتواجد فيها الشعب الفلسطيني»، مطالباً بتسهيل تنظيم المسيرات في لبنان في ذلك اليوم، على أن تكون سلمية ومنسّقة مع الجهات الرسمية تحت سقف السيادة اللبنانية. وأكّد رئيس الجمهورية للوفد رفضَه لـ«صفقة القرن» التي تُهدّد بفرض التوطين، مشدّداً على أنّ لبنان يدعم حقّ العودة والمقاومة في فلسطين، كذلك يتمسّك بمواصلة وكالة غوث اللاجئين «الأونروا» عملَها، موضحاً أنّه سيطرَح هذا الأمر خلال القمّة.

وهْجُ «الضربة» على سورية يلْفح لبنان ومصير... انتخاباته...

بيروت - «الراي» .... هل تَجري الانتخابات النيابية في موعدها المقرَّر في 6 مايو المقبل؟... لم يعد هذا السؤال، الذي دَهَمَ بيروت بقوة، مجرّد تعبير عن «شكوكٍ في غير محلّها» بل هو بدا أقرب ما يكون إلى فرَضيةٍ واقعيةٍ أَمْلاها قرْع طبول حربٍ من نوعٍ آخر في سورية، المسكونة بالحروب منذ أكثر من 7 أعوام، ومن غير المستبعد استدراج لبنان إلى مسْرحها المفتوح على تداعياتٍ قد لا تكون في الحسبان. فبيروت، التي طغى فيها الصِدام الإقليمي - الدولي المحتمل في سورية على صُداعِها الانتخابي والصراعات المحمومة بين اللوائح المتنافِسة على تخوم صناديق السادس من مايو، قرأتْ في تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «الصواريخ الآتية» ما هو أشبه بـ «البيان رقم واحد» لعمليةٍ جوية لاحت طلائعها مع مجيء الأساطيل إلى المياه الساخنة في البحر المتوسط والكلام الكثير عن سيناريواتٍ تنتظر الساعة صفر. ورغم تَراجُع عامل المباغتة في أيّ ضربةٍ جوية تلجأ إليها الولايات المتحدة و«أخواتها» ضدّ النظام في سورية وإتاحة المجال أمام قوات الرئيس بشار الأسد وحلفائه لمعاودة الانتشار بعد نشْر تقارير عن «بنك الأهداف»، فإنه بدا من الصعب التكهن بمجريات أي عملية حشدت لها واشنطن العالمَ الحرّ والتداعيات التي قد تنجم عنها في ضوء أدوار موسكو وطهران تل أبيب ومعهم «حزب الله». وثمة معلومات في بيروت، التي لم تنَم على مدى الليالي الماضية وهي تقلّب التقارير عن «الضربة الوشيكة» لنظام الأسد، أن «حزب الله» رَفَع من مستوى استنفاره الى الدرجة القصوى منذ اللحظة التي تعاظمتْ معها احتمالات الردّ الأميركي - الغربي على استخدام قوات الأسد السلاح الكيماوي في دوما، وقيام اسرائيل بالإغارة على مطار «تي فور» في سورية كمؤشرٍ على ما هو أَدْهى. وإذا صحّتْ التقارير عن استنفار «حزب الله» المنتشر في الجهات الأربع من البلاد، يكون لبنان في «حال حرب» بالتوازي مع المواجهة المتوقَّعة في سورية، وهو الأمر الذي يجعل بيروت تحت وطأة انتظارٍ ثقيل لما قد يحدث، وخصوصاً في ظل اعتقادٍ سائد بأن السؤال لم يعد هل ستقع الضربة، بل متى؟ وكيف؟ وعلى أي أهداف؟ وتالياً أي وقائع جديدة ستنجم عنها؟ علماً أن لبنان عاش «مقدّمات» الضربة على شكل «حرب إشاعات» غزتْ مواقع التواصل بعضها عن بوارج روسية وزوارق بالمئات قبالة شاطئ صيدا «الذي صار مثل شاطئ النورمادي» وبعضها الآخر عن «انتشار مئات العناصر الروس» في نقاط داخل عاصمة الجنوب وغيرها من «الأخبار الافتراضية». وبينما «تطايرتْ» رسائل «التهديد والوعيد» من «فوق رأس» لبنان، فإن أوساطاً مطلعة في بيروت تحرّت عن مغازي أن يكون تحذير موسكو بأن «اي صواريخ أميركية تطلق على سورية سيتم إسقاطها وحتى إسقاط مواقع إطلاقها» صدر من قلب بيروت وتحديداً عبر سفير روسيا فيها الكسندر زاسبيكين، وهو التصريح الذي ردّ على خلفيته ترامب متوجهاً الى روسيا «الصواريخ آتية وستكون جميلة وجديدة وذكية». ورغم ان زاسبيكين قال في تهديده انه يستند إلى تصريحاتٍ للرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الأركان الروسي، فإن الأوساط السياسية رأتْ ان إطلاق السفير الروسي هذا الكلام اكتسب أبعاداً مهمّة لأنه جاء عبر شاشة «تلفزيون المنار» التابعة لـ «حزب الله»، لافتةً الى أن هذا الأمر يَطرح علامات استفهام حول إذا كان في ذلك رسالة ضمنية تؤشر على أن كل المحور الروسي - الإيراني - السوري سيعتبر نفسه مستهدَفاً بالضربة وتالياً صاحب «حق بالردّ» أم أنه في سياق حرب «رسم السقوف» للعملية العسكرية وحدودها. وإذ دعت هذه الأوساط إلى رصْد مسار الضربة العسكرية وإذا كانت ستتحوّل «كرة نار» تتدحْرج لتقلب الأوضاع في سورية أم أنها ستبقى في إطار «الردّ العقابي» والذي يعيد التوازن الى المشهد السوري، باعتبار ان السيناريو الأول لا بدّ ان يترك تداعيات على لبنان المربوط بالأزمة السورية عبر «حبل السرّة» الذي يشكّله «حزب الله»، توقّفت عند حرْص رئيس الحكومة سعد الحريري العائد من لقاء جمعه مساء الثلاثاء الماضي في باريس مع كل من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على وضع هذا اللقاء الثلاثي كما الاجتماع الذي عقده مع الأمير محمد بن سلمان (ليل الاثنين) بحضور ملك المغرب محمد السادس في سياق «العمل على تحييد لبنان وتأكيد الحرص العربي والدولي على استقراره». واذ وصف الحريري في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل ظهر أمس وشرح فيه ما حققه لبنان من مؤتمر «سيدر 1» لدعم الاستثمار، لقاءه مع ولي العهد السعودي بأنه كان «ممتازاً» موضحاً «ان الأمير محمد بن سلمان يريد استقرار لبنان ويؤمن بالاستثمار فيه سواء عبر سيدر 1 أو من خلال اتفاقات سنوقّعها مع المملكة قريباً جداً في قطاعات عدة صناعية وسياحية وخدماتية»، أشار الى أن «لقائي مع الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي هو لتعزيز الاستقرار الضروري في لبنان». وعن موقف لبنان من الضربة العسكرية المرتقبة في سورية وإذا كان جرى بحثها في اللقاء الثلاثي في باريس «في ظل موقفٍ غير معارِض لها من ماكرون وولي العهد السعودي»، أكد الحريري «أنا ضدّ استعمال الكيماوي ضدّ الناس، ولكن سياستنا كحكومة هي النأي بالنفس، وهذا أمر نتمسّك به، أما هذه الدول فلديها قرارات سياسية سيادية وهي حرّة في التصرف كما تراه مناسباً لمصلحتها ولمصلحة المنطقة. ووظيفتي الأساسية كرئيس حكومة لبنان حماية لبنان من تداعيات أي أمر قد يحصل، وكيف يمكنني فعل ذلك اذا كنتُ لا أتحدث مع المجتمع الدولي أو إذا لم نكن أَقمْنا buffer zone (منطقة عازلة) في السياسية والأمن والاقتصاد، وهذا ما أحاول القيام به في هذه المرحلة». وبينما كان وزير الداخلية نهاد المشنوق يؤكد «ان ليس لدي اي تخوف من أي عمل امني يمنع إجراء الانتخابات النيابية، فلبنان لن يتأثر بأي حدث أمني في سورية»، حذّر رئيس البرلمان نبيه بري أمام زواره في دارته في المصيلح (الجنوب) من «الانعكاسات الخطيرة التي قد تنجم عن أي عمل عسكري يستهدف سورية»، مبديا خشيته من «اي ان يكون اول ضحاياه استقرار المنطقة ووحدتها، ناهيك عن ما سيترتب عنها من سفك للدماء والتدمير والتهجير للشعب السوري الشقيق».

الحريري دافع عن «إقامة» الأجنبي الذي يتملّك شقة في لبنان

بيروت - «الراي» ... شنّ رئيس الحكومة سعد الحريري «هجوماً دفاعياً» عن المادة 50 التي أقرّها البرلمان اللبناني في 29 مارس الماضي من ضمن قانون الموزانة لسنة 2018 والتي تضمّنت حوافز لتملُّك الأجانب في «بلاد الأرز» اشتملتْ على منْح كل عربي أو أجنبي يتملّك وحدة سكنية ابتداءً من 500 ألف دولار في بيروت و330 ألف دولار خارجها إقامة دائمة له ولزوجته وأولاده القاصرين. وبعد موجة انتقاداتٍ في الأيام الماضية للمادة 50 تَصدّرها حزب الكتائب ورئيسه النائب سامي الجميّل الذي اعتبرها «ضرباً للدستور وتوطيناً مقنّعاً في ظل وجود مليون ونصف مليون لاجئ سوري في لبنان»، اندفع الحريري في ردّ ضمني على الأخير من دون ان يسميّه داعياً الى «الكف عن كذبة التوطين التي لم تعد تنطلي على احد وهي مردودة على الذي طرحها»، ومعتبراً «ان هذا كلام تحريضي وحكي انتخابات ويقوله اشخاص يريدون ان يفوزوا بالانتخابات». وأكد «ان القانون والدستور اللبناني يمنع أي شكل من أشكال التوطين». وقال: «أودّ أن أسأل إزاء هذه الاسطوانة التي نسمعها دائما في البلد حول توطين الفلسطينيين، فليقولوا لي اين ومتى وطّنا الفلسطينيين خلال كل السنوات التي مرت؟ السوريون هم لاجئون هنا في لبنان، لقد فروا من حرب ضروس تدور في سورية ومن سلاح كيماوي يرمى عليهم. هؤلاء لديهم أرزاق وأملاك وسيعودون الى أرضهم. دعونا نتوقف عن التلاعب بهذا النوع من السياسة التحريضية التي لا دخل لها بأي أمر منصوص عليه في دستورنا. دستورنا أوضح من الشمس في هذا الموضوع، وما نريده من المادة خمسين هو جلب الاستثمار الى البلد ولنشجع الناس على المجيء الى البلد وهذا يسري على كل المواطنين في العالم وليس فقط مواطني الدول العربية».

لبنان قَلِق... و«حزب الله» صامت..

الجريدة...كتب الخبر ريان شربل.. تسيطر على لبنان حالة من القلق، الذي يتحول إلى ذعر كلما ما اقتربنا من الحدود الجنوبية مع إسرائيل، في انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة من تطورات في سورية. ويتخوف مراقبون من تأثير الضربة الأميركية المرتقبة على البلاد وانعكاساتها على الاستقرار اللبناني، في ظل صمت "حزب الله" حيال مجمل التطورات. وأكدت مصادر سياسية متابعة لـ"الجريدة"، أمس، أن "اللبنانيين وخصوصاً في منطقة الجنوب يشعرون بالقلق من أي تطور من شأنه أن ينعكس عسكرياً ضد منطقتهم"، مشيرة إلى أن "صمت الحزب يزيد من هذا القلق". وأضافت: "الجبهة الجنوبية اللبنانية كلها باتت أسيرة موقف الحزب من الضربة الأميركية المرتقبة على سورية، فإذا أراد الرد من الأراضي اللبنانية على تعرض مواقع إيرانية في سورية للقصف، فستكون النتيجة كارثية خصوصاً بعد التقارير الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين عن وضع الحدود الشمالية في حال تأهب قصوى تخوفاً من احتمال هجوم انتقامي من قبل الحزب".​ واعتبرت المصادر أن موقف رئيس الحكومة سعد الحريري، أمس، "لا يطمئن، إذ لم يشدد على عدم تدخل الحزب في أي صراع من شأنه أن يشعل لبنان واكتفى بتكرار تمسّك لبنان بسياسة النأي بالنفس"، قائلاً: "وظيفتنا حماية البلد من تداعيات ما يحصل في المنطقة". ورأت المصادر أنه كان على الحريري "التوجه مباشرة بالكلام إلى الحزب محذراً إياه من الدخول في مغامرة شبيهة بما حصل عام 2006". ولفتت المصادر إلى أن "حزب الله يقيّم الوضع في المنطقة بدقة بالغة وهو لا يعلم حجمه ولا يرغب في أن يكون فرق عملة في الصراع الدولي القائم اليوم بين واشنطن وموسكو".

حزب «القوات» يلتقي مع شيعة معارضين لـ«حزب الله» في السياسة والانتخابات..

يتحالفون في ثلاث دوائر انتخابية بينها الجنوب الثالثة..

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا... سجلت التحالفات الانتخابية التقاء بين حزب «القوات اللبنانية» والشخصيات الشيعية المعارضة لـ«حزب الله» اللبناني في 3 دوائر انتخابية، جمعها «التوافق على عناوين سياسية وطنية متعلقة بسيادة الدولة ورفض سلطة السلاح خارج الدولة»، وهو تحالف تعتبره القوات «بديهياً» بالنظر إلى أنها «لا تلتقي بالملفات على المستوى الوطني والملفات الكبرى مع الثنائية الشيعية». وجمعت التحالفات مرشحي «القوات» مع مرشحين معارضين للثنائية الشيعية، في ثلاث دوائر انتخابية، هي دائرة الجنوب الثالثة حيث اجتمعوا في لائحة «شبعنا حكي»، كذلك في دائرة بعبدا في لائحة «وحدة وإنماء بعبدا»، إضافة إلى التحالف في «لائحة الكرامة والإنماء» في دائرة بعلبك – الهرمل. ويُنظر إلى التحالف الأخير على أنه مؤثر لجهة القدرة على تحقيق خرق في لائحة الثنائي الشيعي، يتراوح بين نائبين وثلاثة. وتنطلق «القوات» في تحالفاتها من قناعة «التحالف مع أشخاص يشبهونها بالسياسة والعناوين السياسية». وتعتبر مصادر «القوات اللبنانية» أن التحالف مع هذه القوى «مسألة بديهية»، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نلتقي بالملفات على المستوى الوطني والملفات الكبرى مع الثنائية الشيعية، وبالتالي فإن أي تحالف خارج هذه الثنائية سيكون بديهياً وطبيعياً وامتدادا لخطنا السياسي والخط الوطني». وأشارت إلى أن كل التحالفات، ومن ضمنها المستقلين، «تتقاطع عند النظرة المشتركة للبنان والمسلمات الوطنية». وقالت المصادر: «وفق هذه المبادئ، مددنا يدنا للتحالفات، ونحن متحالفون مع القوى التي تشبهنا بالسياسة والتي ننسجم معها بالخيارات، لكننا لم نذهب مثل قوى أخرى إلى تحالفات من كل وادٍ عصا»، وشددت على أنه في نهاية المطاف «هذه خياراتنا على المستوى الوطني، وعلى القوى التي نتحالف معها أن تثبت نفسها وحجمها وقدرتها على الوجود داخل بيئتها». ونفت المصادر أن يكون هناك أي تفكير حتى الآن بأي جبهة سياسية، قائلة إن تأسيس جبهة سياسية على غرار 14 آذار «لن يقتصر على القوات أو الشخصيات الشيعية خارج الثنائية»، مشددة على أنه «لا تفكير من هذا القبيل لإعادة إحياء جبهة سياسية مشابهة». وبدا أن تحالف الشخصيات الشيعية المعارضة لحزب الله مع «القوات» في دائرة الجنوب الثالثة، يتخطى المقاربة المرتبطة بالمصالح الانتخابية، ويصل إلى الاتفاق على الخيارات الاستراتيجية، بالنظر إلى أن حجم الناخبين المسيحيين في هذه الدائرة، قليلون نسبياً، ويتمثل المسيحيون في الدائرة بمقعد للروم الأرثوذكس من أصل 11 مقعداً، تتألف من مسيحي ودرزي وسني و8 مقاعد للشيعة. ويشكل المسيحيون في هذه الدائرة نحو 10 في المائة من الأصوات الناخبة، يتوزعون على 4 أقضية هي النبطية ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل، ويشكل الناخبون الشيعة فيها الثقل الأساسي. ويلتقي المرشحون المعارضون للثنائية الشيعية مع «القوات» على «عناوين متعلقة بسيادة الدولة ورفض سلطة السلاح خارج الدولة وتثبيت الاستراتيجية الدفاعية ومواجهة الفساد والاستئثار وتأكيد التنوع السياسي في الجنوب»، بحسب ما قال المرشح الشيعي عن الدائرة المعارض لحزب الله علي الأمين، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «خصوصية الجنوب تتمثل في أن هناك خياراً سياسيا يمثله الحزب، ويحاول إلغاء كل القوى الأخرى»، مضيفاً: «من هنا، نخوض معركة انتخابية لحماية التنوع السياسي والدفاع عن حق وجودنا السياسي الذي له تمثيل في الجنوب». وتكتسب الدائرة خصوصية أخرى، تتمثل في كونها خط المواجهة المباشرة مع إسرائيل. وقال الأمين إن الحزب «يستغل خصوصية المنطقة ليهمش كل الأطراف الأخرى ويستخدم سطوة السلاح للإبقاء على السلطة بيده، وهي السلطة على الناس وعلى مؤسسات الدولة». وقال: «هذه العناوين والتحديات تدفعنا لنلتقي مع القوات وربما أطراف أخرى تجمعنا بها المبادئ نفسها»، مشيراً إلى أن أعضاء اللائحة التي يترأسها (شبعنا حكي) «وصّفوا الواقع بكلام مباشر وواضح، فيما أحجم آخرون من القائلين إنهم معارضون للحزب عن التوقف عند هذه الاعتبارات فيما يتصل بالسلطة القائمة في الجنوب»، في إشارة إلى مرشحين آخرين لم يتخذوا موقفاً حاسما من معارضتهم للحزب ومن الفساد. وأكد أن «لائحتنا أعلنت موقفها بوضوح وتخوض معركة انتخابية ومعركة تثبيت وجودها السياسي». وقال الأمين: «كان يمكن أن تضم اللائحة قوى أخرى إلى جانب القوات، لكنها رست هنا». وإذ أكد أن مسألة التلاقي السياسي «مهمة»، لفت إلى عناوين أخرى تنطلق منها اللائحة «بينها التوجه إلى الناخب الجنوبي الذي يعاني من جملة قضايا وملفات لها أبعاد غير سياسية، مثل التنمية والفساد وإشكاليات تتصل بالحياة العامة والاجتماعية». وقال: «حركتنا الانتخابية نلتقي بها مع أشخاص آخرين ويمكن أن نلتقي بعد الانتخابات، ذلك أن مروحة الحركة الانتخابية واسعة لأننا نعمل في بحر من الشيعة»، معرباً عن قناعاته بأن الملفات الشيعية في الجنوب «لا يمكن أن يحلها إلا الشيعة». وقال إن التلاقي «ليس مرتبطاً بمصلحة انتخابية، إذا نلتقي على عناوين سياسية بالغة الأهمية، ويجب أن يؤسس عليها لتكون خطوة نوعية للعمل ما بعد الانتخابات، ونطمح لأن تكون أوسع، ونواة لتلاقٍ أكبر مع قوى أخرى نتشارك معها المقاربات نفسها».

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,107,979

عدد الزوار: 6,753,159

المتواجدون الآن: 109