مسيحيو الموصل في مواجهة الاغتيالات: تشبث بالأرض ودعوة لحماية دولية

تاريخ الإضافة الجمعة 22 كانون الثاني 2010 - 4:45 ص    عدد الزيارات 3975    التعليقات 0    القسم عربية

        


تستهدف سلسلة من اعمال القتل المسيحيين مجددا في مدينة الموصل، معقلهم التاريخي ومهد حضارتهم في بلاد ما بين النهرين، وسط صمت مطبق للمسؤولين السياسيين والامنيين.
ويقول حازم جرجيس وهو سياسي محلي (38 سنة): "يجب تدويل المسألة لكي تكون هناك مشكلة تتضافر الجهود الدولية لحلها كما حدث مع الاكراد في العراق والالبان في البلقان في الماضي القريب". ويضيف ان "ما يحدث في الموصل سبق له ان حدث في الدورة جنوب بغداد. انها عملية واضحة مدبرة الغاية منها ارهاب المسيحيين وتهميشهم وهضم حقوقهم ويتزامن هذا مع الانتخابات البرلمانية" المقرر اجراؤها في السابع من اذار المقبل.
ويتهم جرجيس "جهة سياسية بافراغ الموصل من المسيحيين كما ان الاجهزة الامنية تتحمل كامل المسؤولية في حماية الجميع بغض النظر عن ديانتهم او قومياتهم... فقد سبق لآلاف العائلات ان هجّرت قبل انتخابات مجالس المحافظات".
وكانت حملة منهجية من اعمال القتل والعنف المحددة  الهدف ادت مطلع تشرين الاول 2008 الى مقتل 40 مسيحيا، مما حمل اكثر من 12 الفا منهم على مغادرة الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى.
ويؤكد "عدم الرغبة لدى المسيحيين في حمل السلاح او اللجوء الى الحرس الخاص لأن ذلك قد يؤدي الى مشاكل... كما ان للمسيحيين طبعا مسالما". ويختم: "نطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة العراقية لتحمل كل المسؤولية والحفاظ على ارواح ابنائها وخصوصا الاقليات حيث لم نسمع من الحكومة اي ادانة ولم تعلن نتائج اي تحقيق انما يقيد الحادث ضد مجهول".
وتثير موجة الاغتيالات المنظمة التي تطاول المسيحيين استياء السكان ومخاوف هؤلاء من مخطط يستهدف وجودهم بغية تهجيرهم في ظل عدم اتخاذ اجراءات رادعة.
وشهد الاسبوع الجاري موجة قتل استهدفت مسيحيا كل يوم تقريبا. كما تعرضت ثلاث كنائس في الموصل لتفجيرات، في حين قتل مسلحون العديد من المسيحيين قبل عيد الميلاد.
وتتعرض كنائس المسيحيين باستمرار لاعتداءات، مما ارغم عشرات الالاف منهم على الفرار الى الخارج او اللجوء الى سهل نينوى واقليم كردستان العراق.
ويشكل الكلدان غالبية المسيحيين العراقيين، يليهم السريان والاشوريون.
وكان عدد المسيحيين في العراق قبل الاجتياح الاميركي في آذار 2003 يقدر باكثر من 800 الف شخص. ومذذاك، غادر اكثر من 250 الفا منهم البلاد فرارا من اعمال العنف.
ويقول نجيب ايوب (38 سنة): "لقد غيّبونا منذ البداية لكننا سنبقى في الموصل الى الابد ونصلي في الكنائس والاديرة ونعيش اخوة متحابين مع المسلمين أياً تكن الظروف".
اما كوركيس نوئيل وهو كاهن فيقول ان "المسيحيين شعب عريق بتاريخه وحضارته المسالمة لا يعرف العداء لاي شخص او فئة وهم جزء لا يتجزأ من الشعب الموصلي، فالقتل على الهوية والتشريد لا تقبلهما كل الأديان، فالاخوة المسلمون يؤكدون في خطب الجمعة حرمة دم الانسان وضرورة التعايش السلمي بين الجميع على اختلاف اديانهم". وأشاد بموقف المسلمين خلال تشرين الاول 2008 عندما "كان الرفض والادانة وابدوا استعدادهم لتأمين الحراسة على الكنائس ومنازل المسيحيين فمن يمتلك هكذا جيران لا يمكنه ان يفارقهم ويهاجر".
ويعتبر العقيد ابو غزوان وهو عقيد شرطة متقاعد مسيحي ان "الاغتيالات منظمة ومتشابهة يقوم بها غرباء يتبعون الطريقة التي اتبعت في بغداد للتصفية الطائفية والتنفيذ يدل على ان القاتل لا يعرف هوية الشخص. وهذا عمل جهاز منظم".
ويؤكد ابن احدى الضحايا من المسيحيين طالباً عدم ذكر اسمه ان "الارهاب لا يفرق بين المسلمين والمسيحيين والتركمان والايزيديين. فهناك مسلمون يقتلون ايضاً، فحينما ذهبنا لتسلم جثمان ابي من الطب العدلي كان هناك قرابة ست جثث لمسلمين قضوا بعمليات اغتيال متشابهة".
ويقول عبد الكريم احمد وهو رجل دين سني ان "ما يتعرض له المسيحيون جريمة بحق الانسانية لا يجب السكوت عنها فقد اكدنا مرارا حرمة دم العراقي أياً كان ولا يجوز قتل أي انسان تحت اي مسمى".

 (و ص ف)
 


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,011,000

عدد الزوار: 6,929,814

المتواجدون الآن: 87