سوريا...وثيقة روسية تحذِّر من «دولة كردية» وتراجع دمشق عن «التسوية»...فصائل سورية جديدة تنضم إلى «غصن الزيتون»..تقدّم في مشاورات مجلس الأمن حول وقف النار ‎....النزاع في سوريا يأخذ «بعداً إستراتيجياً خطيراً»...هل بدأت روسيا بتنفيذ خطتها في الغوطة الشرقية؟..«داعش» يتقدم داخل «اليرموك» و«قوات النمر» تتجه نحو الغوطة..

تاريخ الإضافة الأحد 18 شباط 2018 - 5:12 ص    عدد الزيارات 1797    التعليقات 0    القسم عربية

        


«داعش» يتقدم داخل «اليرموك» و«قوات النمر» تتجه نحو الغوطة بعد معارك طاحنة مع «النصرة»..

الراي...دمشق - من جانبلات شكاي .. عادت جبهات العاصمة السورية إلى السخونة أو تنتظر ارتفاعاً كبيراً في الحرارة خلال الأيام المقبلة. ففي حين شهد مخيم اليرموك خلال الأيام الثلاثة الماضية معارك طاحنة بين تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، بث نشطاء موالون على صفحات «فيسبوك» مقاطع فيديو قالوا إنها لقوات العميد في الاستخبارات الجوية سهيل النمر وهي في طريقها باتجاه الغوطة الشرقية لدمشق. وبعد التصعيد الكبير في الغوطة خلال الأسابيع القليلة الماضية، انتشر فيديو، أمس، يصور تحرك قوات، ذكرت صفحات موالية، أنها لقوات النمر تتجه نحو غوطة دمشق، قادمة من جبهات ريف إدلب التي توقفت فيها المعارك. وظهر في الشريط سيارات تنقل كرافانات مع سيارات عسكرية كبيرة مشدرة. ومنذ آخر تقدم فعلي حققه الجيش السوري على هذه الجبهة مع بداية العام 2016 حين استطاع السيطرة على كامل القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية، لم تستطع قوات النظام تحقيق أي إنجاز يذكر، بل على العكس شنت فصائل المعارضة القادمة من الغوطة العام الماضي هجوماً كبيراً على ساحة العباسين، واستمرت المعارك لأسابيع حتى استطاع الجيش السوري إعادة خطوط الجبهة إلى ما كانت عليه قبل هذا الهجوم. والشهر الماضي، شنت فصائل المعارضة أيضاً هجوماً كبيراً على إدارة المركبات قرب حرستا ونجحت في محاصرته، لكن قوات النظام استطاعت أيضا أن توقف الهجوم، وبدأت في المقابل الإعداد لهجوم واسع على الغوطة. وأعلنت موسكو مرارا أنها لا تتدخل في معارك الغوطة، خصوصاً عبر سلاح الجوه، لكن «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» أعلنت أمس أن «موسكو ستدعم تحركات القوات الحكومية البرية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية للقضاء على تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابية في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك». في موازاة ذلك، شهدت جبهة جنوب دمشق معارك بين «داعش» و«جبهة النصرة» في مخيم اليرموك. وذكرت صفحات معارضة أن «داعش»، الذي يسيطر على ثلثي المخيم وعلى مدينة الحجر الأسود الملاصقة، نجح في السيطرة على أطراف مشروع فايز حلاوة وكتل الأبنية المحيطة بملعب شاكر غرب مخيم اليرموك. وأضافت ان التنظيم سيطر على المنطقة الواقعة خلف جامع الوسيم ومجمع الأمان الطبي وأطراف مشروع الوسيم، بعد معارك مع «هيئة تحرير الشام». وأشارت مصادر محلية إلى مقتل وجرح العشرات من التنظيم خلال اقتحام المنطقة بالتزامن مع تمهيد بقصف كثيف بقذائف الهاون على غرب اليرموك، مقابل سقوط أربعة من كوادر «جبهة النصرة». واتهمت صفحات المعارضة النظام بأنه يقدم الدعم بالأسلحة لـ«داعش»، مشيرة إلى أن القناصات التي يستخدمها التنظيم هي التي تحدث فارقاً باعتبارها متطورة، ومصدرها قوات النظام السوري.

هل بدأت روسيا بتنفيذ خطتها في الغوطة الشرقية؟

أورينت نت - تيم الحاج ... بثت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد (السبت) مقاطع فيديو تظهر وصول تعزيزات عسكرية قادمة من أرياف حماة وإدلب إلى أطراف الغوطة الشرقية عند مناطق (القلمون، قارة والضمير)، وكان لافتاً تقدم قوات ما تعرف بـ"النمر" بقيادة (سهيل الحسن) هذه التعزيزات التي تزامن وصولها مع تصريحات روسية مؤيدة لأي عمل عسكري سيقوم به النظام في الغوطة الشرقية. وأكد مراسل أورينت بريف دمشق هادي المنجد، دخول أرتال عسكرية كبيرة تابعة للنظام إلى الفوج 16 ومنطقة الضمير، إضافة إلى تشكيل غرفة عمليات جديدة للنظام في منطقة القابون، وسط ورود أنباء تفيد بأن وجهة هذه الحشود ستكون إما محاربة تنظيم "داعش" في البادية السورية أو في ريف السويداء، أو اقتحام الغوطة في سيناريو مشابه لما جرى في حلب وريف حماة مؤخراً.

دعاية إعلامية

من جانبه، قال الناطق باسم "فيلق الرحمن" (وائل علوان) في تصريح لأورينت، إن الغرض من وراء تصوير إعلام النظام لهذه الحشود هو التسويق الإعلامي فقط، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة التي تلقتها قوات النظام مؤخراً على أيدي ثوار الغوطة. وأوضح (علوان) أن نظام الأسد يستخدم دائماً الحرب النفسية والبروبوغاندا الإعلامية إلى جانب الهجمات العسكرية. مشيراً إلى أن التسويق إعلامياً لوصول قوات "النمر" ليس الأول من نوعه للنظام حيث سبقه بـ عام نشر أخبار عن وصول (قوات النخبة والفرقة الرابعة وقوات الغيث). وشدد على أن جميع هذه القوات منيت بخسائر فادحة بالأرواح والعتاد في المعارك التي خاضتها ضد ثوار الغوطة الذين يحضرون العديد من المفاجآت والكمائن الدفاعية للتصدي لأي عدوان من قوات نظام الأسد والميليشيات التابعة لها في مختلف جبهات الغوطة الشرقية.

روسيا تؤيد العملية

وعلّق المتحدث باسم "أحرار الشام" في الغوطة الشرقية (منذر فارس) على وصول هذه التعزيزات قائلاً "هذه الأخبار دليل على إفلاس الأسد ونخبة قواته من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري"، مشيراً إلى أن "النظام يعتمد على ميليشيات النمر التي تأخذ أومرها من روسيا لا من الأسد". وتزامن وصول تعزيزات النظام إلى أطراف الغوطة مع تصريح لـ(أليكسندر إيفانوف) أحد الناطقين باسم "قناة حميميم المركزية" الروسية (غير رسمية) حيث قال إن "موسكو ستدعم تحركات القوات الحكومية البرية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية للقضاء على تنظيم جبهة النصرة في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك". ووصف ناشطون من الغوطة تصريح "قناة حميميم" بأنه إعلان صريح من روسيا الحرب على أهالي الغوطة باستخدام الحجة المعتادة وهي "محاربة الإرهاب"، ولفتوا إلى أن روسيا فعلت هذا السيناريو في حلب وحماة مؤخراً حيث هجرت المدنيين وقتلت الآلاف بنفس الذريعة. ورغم أن الغوطة الشرقية –المحاصرة من سنوات- تعتبر أحد "مناطق خفض التصعيد" المتفق عليها في اجتماعات أستانا إلا أن النظام يكثف من عمليات القصف عليها منذ أكثر من شهر مستخدماً شتى أنواع الأسلحة من بينها المحرمة دولياً موقعاً عشرات القتلى والجرحى جلهم من النساء والأطفال. يذكر أن "جيش الإسلام" قال في بيان رسمي إن الغوطة الشرقية تمر بمرحلة حرجة، تستدعي اجتماع الفصائل وإزالة العوائق ووحدة الكلمة، مضيفاً "لا نزال نسعى لإصلاح ذات البين، ولا تزال الشياطين تفسد، وتشيع البغضاء بين الإخوة، وتبثّ الشائعات والأكاذيب. وقد قطعنا في التقارب مع إخواننا مسافات طيبة"، في إشارة إلى وجود جهود لتوحيد الفصائل في ظل توافد تعزيزات النظام.

خلّفت سبعة قتلى بينهم جنود أتراك وجرحى .... "قسد" تستهدف غرفة عمليات "غصن الزيتون"

ايلاف....بهية مارديني.. في إطار ما أسمته "حق المقاومة الأسطورية" التي تخوضها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ضد تركيا وحلفائها من فصائل المعارضة السورية، أعلنت "قسد" في بيان " تلقت "إيلاف" نسخة منه، "تنفيذها لاستهداف نوعي ضد مركز تجمع " لجنود أتراك والفصائل المعارضة الموالية لها و غرفة عملياتها المباشرة ، في مركز ناحية قرة خانة التابعة لولاية هاتاي التركية ، و أكدت أنها ألحقت بهم خسائر في الأرواح. و أشارت القوات الى مقتل سيعة بينهم جنود أتراك بالإضافة لسقوط عدد كبير من الجرحى. وأهابت قوات سوريا الديمقراطية "بالمدنيين الابتعاد من نقاط تمركز " الجيش التركي والقوات الموالية له ، واعتبرت أن كل المراكز العسكرية هي أهداف مشروعة للقوات .

قوات تركية أميركية

الى ذلك أكدت مصادر متطابقة أن ملف القوات العسكرية المشتركة هو بمثابة المحور الأهم الذي طرحته تركيا على وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون خلال زيارته الأخيرة لأنقرة، التي استغرقت يومين، بعد تصريحات تركية مناهضة لأمريكا.

لا مفاوضات بين "قسد" والنظام

في حين نفت مصادر كردية لايلاف المعلومات التي تحدثت أمس عن محاولات اتفاق أو اجتماعات أمنية بين الأكراد والنظام السوري لدخول قوات النظام عفرين ، وسط خلافات على تسليم الأسلحة التي تمتلكها قوات سوريا الديمقراطية للنظام ، دون أن تسفر هذه الاجتماعات عن نتيجة أو تصل الى أي اتفاق. واعتبرت المصادر أن كل ذلك "محض اشاعات يكرر نشرها النظام السوري". وأكدت المصادر أن الاستشهاد من أجل عفرين ومن أجل الحرية وسط صمت دولي وعربي ووسط صمت المعارضة السورية" هو خيار كردي لذلك مِن المستحيل بالمطلق أن تقبل أو تناقش قوات سوريا الديمقراطية تسليم أسلحتها" .

النزاع في سوريا يأخذ «بعداً إستراتيجياً خطيراً»

محرر القبس الإلكتروني .. (أ ف ب، رويترز)..... لم تحقق الجهود الدبلوماسية الدولية تقدماً يذكر لإنهاء حرب في سوريا، التي أصبحت على مشارف عامها الثامن، وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف، وأجبرت نصف عدد سكان سوريا، الذين كان يبلغ عددهم 23 نسمة قبل الحرب، على ترك منازلهم. واعتبر اكثر من دبلوماسي غربي انه مع تورط أطراف إقليميين ودوليين في الحرب، «عدنا إلى الأوقات الأكثر صعوية»، معددين النقاط الساخنة في الغوطة الشرقية، وإدلب وعفرين في شمال البلاد. حيث وضعت التطورات العسكرية الأخيرة سوريا في إطار مشتعل ومفتوح على تصعيد كبير إقليمي وعالمي، عبر نشوب أربع حروب بالوكالة على أرضها. وفي هذا السياق، صعدت الولايات المتحدة، التي عادت بقوة إلى الملف السوري، من لهجتها، لاسيما ضد سوريا وإيران، وقال إتش.آر مكماستر، مستشار الأمن القومي الأميركي، إن روايات الناس تشير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يستخدم الأسلحة الكيماوية، على الرغم من نفي ذلك، مضيفاً أن الوقت حان كي يحاسب المجتمع الدولي النظام والجهات الراعية له. وفي سياق متصل، قال مكماستر إن إيران تبني وتسلح على نحو متزايد شبكة قوية من الوكلاء، تكتسب المزيد من القدرة، ولديها الأسلحة المدمرة، وانه حان الوقت الآن للتصرف ضد إيران. وتتهم واشنطن طهران مع «مقاتليها القادمين من لبنان والعراق وافغانستان بالدخول في لعبة خطيرة قد تتجاوز الخطوط المسموح بها، بدلا من العمل لإقرار السلام بشكل مسؤول». في المقابل، أكد المساعد والمستشار الاعلى للقائد العام للقوات المسلحة الايرانية، اللواء يحيى رحيم صفوي، ان الحرب في سوريا حوّلت حزب الله من منظمة فدائية وتحررية الى جيش قوي. وخلال ندوة اقيمت في طهران، بعنوان «دراسة الازمة السورية»، قال صفوي «ان منطقة غرب آسيا تمر الآن بمرحلة عبور جيوسياسية، وستكون محل تنافس بين القوى الكبرى، مثل اميركا وروسيا والاتحاد الاوروبي. فيما اعتبر مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي اكبر ولايتي، أن زيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون الى منطقة الشرق الأوسط ناجمة عن هزائمها الميدانية والعسكرية. ودخلت ايران في الاسابيع الاخيرة في مواجهة مباشرة في سوريا مع كل من اسرائيل والولايات المتحدة، في حين تفيد تقارير باحتمال جر إيران لروسيا إلى هذه المواجهة، التي ليست ببعيدة عن التصرفات الاميركية ضد ما يقوم به الروس هناك، وتشير التقارير إلى ان حرب إسقاط الطائرات في السماء السورية بدأت، وفي هذا الإطار، كشف الصحافي البريطاني، ديفيد هيرست، عن خفايا إسقاط الطائرة الروسية من طراز سوخوي في سراقب بإدلب، واعتبر أن المجموعة السورية التي أسقطت الطائرة الروسية كانت في حقيقة الأمر «لواء جبهة ثوار سراقب» ذات العلاقة الوثيقة بالولايات المتحدة، التي تزودها بالمعدات العسكرية. ومع مقتل مرتزقة روس بقصف لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ووقوع أول مواجهة مباشرة بين اسرائيل وايران، بدأ النزاع في سوريا يأخذ «بعدا استراتيجيا خطيرا». وفي هذا الإطار، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرنسوا دولاتر، لوكالة فرانس برس، «ان العوامل لاندلاع مواجهة اقليمية وحتى دولية كبيرة متضافرة اليوم، ولا بد من اخذ هذا الاحتمال على محمل الجد». لكن دبلوماسياً آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه، لاحظ ان «التدهور لم يستمر»، الا انه اعتبر مع ذلك «ان خطر مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا في ضوء سقوط قتلى يبقى قائما»، في اشارة الى القتلى الروس. وفي انتظار اجتماع مجلس الأمن الاسبوع المقبل لدراسة للتصويت على قرار لهدنة شهر في سوريا، قدمته الكويت والسويد، بدا ان الحذر هو سيد الموقف بين الاعضاء الكبار، مترافقا مع أجواء التوتر، ليتفق الجميع في النهاية على نقطة اساسية: العمل على توحيد المواقف باتجاه التهدئة. وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة، نيكي هايلي، بعد ان نددت بالدور الإيراني في سوريا، «ان السلام في سوريا بات أمراً ملحاً». وحول احتمال حصول نزاع دولي كبير، قال السفير الروسي لدى الامم المتحدة، فاسيلي نبينزيا، ان بلاده تعمل لتجنب ذلك. فيما اعتبر دبلوماسي آخر أن زمام الامور بدأ يفلت من أيدي موسكو، مع انها استثمرت كثيرا في تدخلها العسكري للإمساك باللعبة في سوريا. ورأى أن تأثير موسكو على النظام يبقى نسبيا. ويبدو أيضا أن موسكو لا تستسيغ كثيرا تنامي الدور الإيراني في سوريا، لأنه قد يؤدي الى مواجهات بين إيران وإسرائيل على الاراضي السورية. واضاف هذا الدبلوماسي ان روسيا، التي سبق ان اعلنت عزمها على الانسحاب تدريجيا من سوريا، تؤكد انه ليس لديها أجندة مخفية، وتذهب الى حد طلب مساعدة الغربيين لإقناع دمشق. وهذه المواقف تختلف عن استخدام روسيا للفيتو في نهاية عام 2017 لمنع صدور قرارات ضد النظام في سوريا. وفي هذا الاطار، اعتبر السفير الفرنسي ان المخاوف من الوصول الى مواجهة دولية قد تدفع ربما الى البحث سريعاً عن حل للازمة السورية. وقال «قد يكون ذلك رافعة للدفع نحو اتفاق سلام في سوريا مع ارتفاع نسبة التوتر والتخوف من خروج الأمور عن السيطرة». بدوره، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيرس، من أن حرباً محتملة بين حزب الله وإسرائيل ستكون «أسوأ كابوس»، وأن احتمالية وقوع هذه الحرب ستودي «بالدمار لأجزاء كبيرة من لبنان ايضا». كما ان الهجوم التركي في منطقة عفرين أدى الى توتر شديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا، والدفع باتجاه «بعد استراتيجي جديد وخطير» للنزاع في سوريا.

جدل حول شبهات باستخدام تركيا غازات سامة

موسكو- سامر إلياس { لندن - «الحياة» .. اتّسمت تصريحات المسؤولين الروس في شأن تطورات الأوضاع في عفرين شمال غربي سورية، بحذر شديد، إذ رفضت موسكو التعليق أو الإشارة إلى أي تفاصيل حيال دور محتمل لها في نزع فتيل الأزمة، وسط تجدد الحديث عن مساعٍ روسية للتوصل إلى «تسوية» في عفرين بين الأكراد والنظام السوري وتركيا .. ولا توجد مؤشرات ميدانية في عفرين لقرب التوصّل إلى صفقة بين الأطراف الأربعة، فيما تبدو تركيا مصممة على استكمال عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن قواته تمكّنت من «تطهير» 300 كيلومتر مربّع في المنطقة. وسارعت أنقرة إلى نفي اتهامات باستخدامها «غازات سامة» لقصف بلدة في عفرين، واعتبرت أنها تأتي في إطار «دعاية سوداء» لتشويه عملية القوات التركية. وأتى النفي على لسان مصدر ديبلوماسي تركي، رداً على اتهامات مدير عام مستشفى عفرين جوان محمد الذي كشف عن معالجة ستة أشخاص ليل أول من أمس، من عوارض توحي بتعرّضهم لمواد سامة عقب قصف على بلدة شيخ الحديد. وأوضح محمد أن المستشفى أرسل ثياب المصابين إلى مختبر التحليل لمعرفة «الغاز» المستخدم. ولم يحدّد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مصدر القصف وما إذا كان من القوات التركية أو فصائل «الجيش السوري الحرّ» المشاركة في عملية «غصن الزيتون» ضد المقاتلين الأكراد. في غضون ذلك، أكّدت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» في موسكو رغبة روسية في انتشار القوات النظامية السورية في عفرين حتى قبل بدء عملية «غصن الزيتون» الشهر الماضي، فيما خفف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي قسطنطين كوساتشوف من مصداقية الأنباء التي ترددت عن وجود اتفاق بين دمشق والأكراد ينصّ على دخول القوات النظامية عفرين، قائلاً إن «لا ثقة بأن هذه المعلومات دقيقة لذلك يجب أن تكون التقديرات أولية وحذرة». وقال المسؤول الروسي إنه يدرك أسباب موقف الأكراد الذين «لا يملكون القوة الكافية لمواجهة العملية التركية»، وموقف دمشق من الوضع الناشئ والذي يُعد «فرصة مناسبة لتوسيع المساحات الواقعة تحت سيطرتها»، كما نقلت عنه وكالة «ريا نوفستي»، لكنّه نبّه من زيادة مخاطر نشوب مواجهة مباشرة بين سورية وتركيا. وعلى رغم تحذيراته من سوء الأوضاع، أكد كوساتشوف أن روسيا ماضية في «لعب دور عامل استقرار وتحظى بصدقية عالية عند معظم البلدان وحتى تلك التي لها مصالح متضاربة»، ولفت إلى أن «روسيا هي القوة الأكثر تأثيراً على الأرض في السنوات الأخيرة». في المقابل، استبعدت مصادر ديبلوماسية اندلاع نزاع بين الجيش السوري والأتراك. وأكدت أن «الجانب الروسي كان يبحث ترتيبات دخول القوات السورية إلى عفرين لوقف عملية غصن الزيتون التركية»، وأشارت إلى «تجارب سابقة أثناء عملية درع الفرات حين سلّمت وحدات حماية الشعب وقوات سورية الديموقراطية مواقع للنظام، ما أوقف تقدم تركيا وحلفائها من الجيش الحر في اتجاه منبج وأرياف حلب». ولفت خبراء روس إلى أن موسكو تنتظر نتائج المحادثات التركية- الأميركية الأخيرة على الأرض في منطقة منبج لإعادة تقدير الموقف جيداً. وعلى عكس الحذر الرسمي، أعرب خبراء روس عن ثقتهم بأن «نجاح روسيا في أي وساطة تعيد القوات إلى عفرين سيرضي أنقرة ودمشق، ولا يمكن أن يعارضه الأكراد بسبب خذلانهم من جانب أميركا، على رغم أن ذلك ينهي كثيراً من الإنجازات التي حققوها على الأرض في السنوات الأخيرة». ويرى خبراء أن الاتفاق إذا تحقق يفتح مرحلة جديدة من التنسيق والتفاوض بين النظام والأتراك برعاية روسية، يؤخذ فيها بمخاوف الأتراك من بروز كيان كردي على حدودهم الجنوبية، ورغبة النظام بتوسيع سيطرته على الأرض وبسط نفوذه على الحدود. لكن معظم الخبراء يرقبون موقف أميركا، لجهة مواصلة دعمها «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ذات الغالبية الكردية والمسيطرة على نحو ربع الأراضي السورية الأغنى بالثروات النفطية والمائية والمحصولات الزراعية الاستراتيجية. وفي تطوّر لافت، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعة حاولت التسلل من الأراضي اللبنانية في منطقة تلكلخ في محافظة حمص، ما أسفر عن مقتل «إرهابي»، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس. ولفتت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إلى أن الاشتباكات وقعت ليل الجمعة، عند الضفة السورية لمجرى النهر الكبير، على أحد معابر التهريب قبالة بلدتي العبودية وقشلق اللبنانيتين.

قوات تركية خاصة تدخل «شبكة أنفاق» كردية ..

لندن – «الحياة» ... دخلت قوات تركية خاصة شبكة أنفاق بنتها «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين يبلغ طولها الإجمالي نحو 50 كيلومتراً، كما أفادت وكالة «الأناضول» التركية أمس. وأوضحت أن الشبكة تمتد من جبل برصايا الاستراتيجي وصولاً إلى 13 نقطة في محيطه، أهمها قرى بافليون ومعرين وكاستل وديكمة تاش. وبنى المقاتلون الأكراد شبكة الأنفاق بهدف الدفاع عن جبل برصايا الاستراتيجي شرق مدينة عفرين، والذي تمكنت القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحرّ» من السيطرة عليه في 28 كانون الثاني (يناير) الماضي. وللجبل الذي يبلغ ارتفاعه نحو 855 متراً أهمية كبرى كونه يطلّ على مدينة أعزاز وبلدة معرين الخاضعتين لسيطرة «الجيش الحر»، كما أنه يشرف على أراضٍ سهلية وصولاً إلى الحدود السورية- التركية. وأغلقت القوات التركية في وقت سابق مداخل الأنفاق لمنع تسلل المقاتلين الأكراد، كما أن طائرات الاستطلاع ترصد على مدى 24 ساعة، مخارج الأنفاق من الجهة التي لا تزال خاضعة لسيطرة «الوحدات». ووفقاً لـ «الأناضول» فإن الأنفاق تحتوي على نوافذ صغيرة لمراقبة ما يجري في الخارج وتنفيذ هجمات بالأسلحة من خلالها، كما أن عدداً من مخارجها مربوط بمواقع أسلحة. ميدانياً، واصلت قوات عملية «غصن الزيتون» القصف الجوي والمدفعي على منطقة عفرين ومحيطها أمس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن غارات تركية استهدفت ليل الجمعة- السبت القطاع الغربي من ريف منطقة عفرين. وتزامن ذلك مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين «الوحدات» وقوات «غصن الزيتون» على محاور في ريفي راجو وجنديرس شمال غربي وجنوب غربي منطقة عفرين، وذلك في إطار سعي تركيا «المستميت» للوصول إلى بلدة جنديرس وتوسيع سيطرتها في المنطقة. من جهتها، أعلنت القوات التركية أمس تحييد 1595 عنصراً من المقاتلين الأكراد منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. وتمكنت القوات التركية وفصائل «الجيش الحر» حتى الساعة من السيطرة على أكثر من خمسين موقعاً قرب الحدود السورية– التركية، بينهم قرى وبلدات وتلال استراتيجية، من الجهتين الغربية والشمالية في كل من ناحيتي بلبل وراجو.

أردوغان: تطهير 300 كيلومتر مربع في عفرين

بيروت - «الحياة» .. أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية «غصن الزيتون» التي أطلقها الجيش التركي ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين شمال غربي سورية، تمكنت حتى الساعة من «تطهير» مساحة 300 كيلومتر مربّع. وقال أردوغان في خطاب أمام مؤيدي حزبه الحاكم «العدالة والتنمية» في ولاية أفيون أمس، أن 90 عنصراً قُتلوا منذ بدء العملية، بينهم 60 من فصائل «الجيش السوري الحرّ» التي تساند القوات التركية في العملية. وأكّد أن «العملية متواصلة بنجاح» وأنه «مع كل يوم يمرّ يتم الاقتراب على نحو أكثر من تحقيق النصر في عفرين». وشدّد على رغبة أنقرة في عودة 3.5 مليون لاجئ تستضيفهم إلى ديارهم، مضيفاً: «ليست لتركيا أية أطماع في الأراضي السورية. كما نرغب في بناء مساكن لهؤلاء السوريين في أراضيهم». ولفت أردوغان إلى أن «أقوال تركيا كانت دوماً صريحة وواضحة»، معرباً عن أمله في «تحلّي الدول الأخرى أيضاً بالصراحة ذاتها والوضوح». وأضاف: «لن ننسى الدعم المُقدّم لنا في الكفاح الذي نخوضه اليوم، كما أننا لن ننسى الخيانات والرياء. ونحن على ثقة بأن الذين يكيدون لنا المكائد سيقعون أنفسهم في مكائدهم». وأكد أن أيادي تركيا «مفتوحة دوماً للتصافح مع من يرغبون في السير معها نحو المستقبل المشترك»، مضيفاً: «هذه الأيادي ذاتها ستتحول لا محالة إلى لكمات ضد من يسعون إلى جعل مستقبلنا مظلماً». وفي ما يتعلّق بعلاقات تركيا مع الأطراف المعنية في الأزمة السورية، أكّد أردوغان وجود خلافات مع كلّ من موسكو وطهران وواشنطن، وأشار إلى أن «العديد من المشكلات التي اعترضت علاقاتنا تم حلها عبر الحوار»، مضيفاً: «ولكن عندما لا نجد استجابة من بعض الأطراف فإن الثمن يصبح غالياً». واتفقت تركيا والولايات المتحدة أخيراً على «العمل المشترك» في سورية، في أعقاب أسابيع من التوتر في العلاقات الناجم عن الهجوم التركي والدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد، وهو خلاف أسفر عن أكبر أزمة في العلاقات الثنائية منذ حرب العراق عام 2003، ما أثار مخاوف من مواجهة عسكرية بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي. وأعلن وزيرا الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون والتركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة أول من أمس، أن الطرفين سيشكلان «مجموعات عمل» لحلّ القضايا الأساسية التي كانت موضع خلاف بين البلدين. ولم يقدّما تفاصيل حول كيفية إنجاز هذه الأمور، لكنهما أشارا إلى أن حلّ الخلاف المتعلق بمدينة منبج السورية يشكل «أولوية»، في إشارة إلى المدينة التي ينتشر فيها جنود أميركيون، فيما تهدد أنقرة بتوسيع نطاق عمليتها ضد «وحدات حماية الشعب» المتحالفة مع واشنطن، وصولاً إلى هذه المدينة.

تقدّم في مشاورات مجلس الأمن حول وقف النار

نيويورك - «الحياة» .. حققت جهود الكويت والسويد في مجلس الأمن تقدماً نسبياً في اتجاه إمكان إعلان وقف موقت للأعمال القتالية في سورية بهدف تسهيل إجلاء الجرحى وإيصال المساعدات الإنسانية، على رغم صعوبة المشاورات التي تقودها الدولتان بهدف التوصل إلى توافق على «تحييد الأولوية الإنسانية عن الانقسامات السياسية» العميقة بين أعضاء المجلس. واستضافت البعثة الكويتية في الأمم المتحدة الجمعة، جولة مشاورات رسمية ثالثة على مستوى الخبراء، ضمت أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، لتبادل الآراء حول النسخة الثالثة من مشروع القرار الذي كانت الكويت والسويد طرحتاه على نظرائهما في المجلس الأسبوع الماضي، في ضوء العديد من التعديلات المقترحة، خصوصاً من جانب روسيا. وقال السفير الكويتي في الأمم المتحدة منصور عياد العتيبي، الذي يرأس مجلس الأمن الشهر الجاري، إن أعضاء المجلس «غير متفقين على الملف السياسي في سورية، وكذلك على ملف المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية، لكن الوضع الإنساني يشكل أولوية بالنسبة لنا انطلاقاً من واجبنا كدولة عربية للدفع بالمجلس ليتخذ موقفاً في هذا الشأن». وخلال لقاء مع عدد من الصحافيين، أكد العتيبي أن الهدف بالنسبة إلى الكويت هو التوصل إلى إجماع في المجلس على دعم مشروع القرار، وهو ما يستدعي تكثيف المشاورات «الجارية بين عواصم الدول المعنية، وفي نيويورك على المستويين السياسي والتقني». ودعا العتيبي أعضاء المجلس إلى «عدم تسييس الموضوع الإنساني في سورية»، وأوضح أنه نقل هذه الدعوة إلى زملائه في المجلس، مضيفاً: «نقول لهم إن علينا التزام مبادئ القانون الدولي ودعم جهود الأمم المتحدة خصوصاً مع تفاقم الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي» في مناطق عدة من النزاع في سورية. وأضاف أن الكويت بالشراكة مع السويد، تدفع إلى «التوصل إلى إجماع في مجلس الأمن على إزالة القيود عن وصول المساعدات الإنسانية، وإجلاء المصابين والمرضى» وتطبيق «خطة النقاط الخمس» التي كانت قدمتها الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى المجلس. وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك قدّم «النقاط الخمس» إلى المجلس عقب زيارة قام بها إلى دمشق وحمص في ١١ كانون الثاني (يناير) الماضي، وتشمل هدنة إنسانية وإدخال المساعدات وإجلاء الجرحى وإيصال المساعدات إلى مخيم الركبان وتسهيل عبور المنظمات الإغاثية عبر خطوط القتال. وقال العتيبي إن «ما يدعم جهود الكويت في الدفع نحو إصدار قرار عن مجلس الأمن أنها لا تحمل أجندة سياسية سوى تحسين الوضع الإنساني في كل أنحاء سورية، بغض النظر عن المناطق التي تحتاج إلى المساعدة العاجلة». وتجنّب رئيس المجلس تحديد موعد لطرح مشروع القرار على التصويت «حرصاً على منح الوقت الكافي لكل الأعضاء للانخراط بجدية في المشاورات، إذ إننا لا نريد أقل من ١٥ صوتاً لدعم القرار» حين طرحه على التصويت. وقال ديبلوماسيون شاركوا في المشاورات إن روسيا كانت أبدت تشدداً في الجلسة الأولى مطلع الأسبوع «إلا أنها منخرطة بجدية في طرح التعديلات وبحث المقترحات، وهو ما يعد تقدماً ملحوظاً». وكان السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا سارع إلى الاعتراض على الدعوة إلى هدنة إنسانية الأسبوع الماضي معتبراً أنها «ستكون فرصة للمجموعات الإرهابية». وقال ديبلوماسيون إن هذا الهاجس الروسي «تم التجاوب معه من خلال إضافة فقرات تؤكد أن وقف الأعمال القتالية لن يشمل العمليات العسكرية التي تستهدف تنظيمي داعش والقاعدة» في سورية. وبرزت العقبات الروسية في شأن الفقرات التنفيذية ١ و٢ و٣ من مشروع القرار، خصوصاً لجهة الدعوة إلى «هدنة إنسانية» لمدة ٣٠ يوماً، الأمر الذي اعترضت عليه روسيا «بسبب عدم وجود آلية لمجلس الأمن لمراقبة الهدنة»، مطالبة بدلاً عنها بالدعوة إلى «وقف الأعمال القتالية»، وهو ما تمّ الأخذ به من جانب بقية الدول الأعضاء حتى الآن.

أبرز بنود مشروع القرار المعدّل

نيويورك - «الحياة» .. نصّ مشروع القرار الذي تقدّمت به الكويت والسويد أمام مجلس الأمن لإعلان وقف موقت للأعمال القتالية في سورية، وفق آخر تعديلاته، على أن المجلس «يقرّر الدعوة إلى وقف للأعمال القتالية على امتداد سورية يشمل كل العمليات العسكرية التي لا تستهدف تنظيمي داعش والقاعدة لمدة ٣٠ يوماً متصلة». وتأتي التعديلات المتعلّقة باستثناء تنظيمي «داعش» و»القاعدة» من وقف النار استجابة لشروط روسيا، التي تواصل مع القوات النظامية السورية هجومها على مناطق في إدلب وريف دمشق، تقول إنه يستهدف هذين التنظيمين الإرهابيين. وينصّ المشروع على أن يبدأ وقف النار بعد 72 ساعة من تبنّى مجلس الأمن القرار، للتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية والإجلاء الطبي للحالات الطبية الحرجة والجرحى». كما يقرّر أنه «بعد ٤٨ ساعة من بدء سريان وقف الأعمال القتالية، يسمح للمبعوثين الإنسانيين التابعين للأمم المتحدة وشركائها بالوصول الآمن ومن دون معوقات وفي شكل متواصل كل أسبوع، إلى المناطق التي تحددها الأمم المتحدة، بما يشمل إيصال الإمدادات الطبية». ويقرّر أنه «بعد ٤٨ ساعة من بدء سريان وقف الأعمال القتالية، يسمح للأمم المتحدة وشركائها في البدء في أعمال الإجلاء الطبي من دون شروط مسبقة، وبناء على الحاجة الطبية وخطورة الحالات». ويجدّد مطالبة الأطراف في النزاع «بالتقيّد بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين وتطبيق كل قرارات مجلس الأمن» ذات الصلة. ويطلب من «كل الأطراف تسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني والطبي مع معداتهم ووسائل نقلهم وإمداداتهم، بما فيها المواد الجراحية، إلى كل من هم بحاجة، ويؤكد مطالبة كل الأطراف بوقف استخدام المراكز الطبية لأغراض عسكرية». كما «يأخذ مجلس الأمن علماً» بخطة النقاط الخمس التي وضعتها الأمم المتحدة، «ويدعو كل الأطراف إلى تسهيل تطبيقها». ويدعو أيضاً الأطراف كافة إلى «رفع الحصار فوراً عن المناطق الآهلة بما فيها الغوطة الشرقية واليرموك والفوعة وكفريا، ويطلب من الأطراف السماح للمساعدات بالدخول إليها». ويطالب بـ «تسريع عمليات نزع الألغام للأغراض الإنسانية باعتبارها حاجة ملحة وعاجلة على امتداد سورية». كذلك «يدعو الدول كافة إلى استخدام نفوذها مع الحكومة السورية والمعارضة لضمان التطبيق الكامل لهذا القرار وتطبيق التزاماتهما بموجب القانون الدولي الإنساني». ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم تقريراً إلى مجلس الأمن حول «تطبيق هذا القرار ومدى تقيد كل الأطراف المعنيين في سورية به، خلال ١٥ يوماً من تبني القرار».

فصائل سورية جديدة تنضم إلى «غصن الزيتون»

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.... تواصلت عملية «غصن الزيتون» العسكرية، التي ينفذها الجيش التركي، بدعم من فصائل من «الجيش السوري الحر»، ودخلت يومها الثامن والعشرين مع أنباء عن انضمام فصائل جديدة للقتال إلى جانب «الجيش السوري الحر»، وضمان السيطرة على مواقع في إدلب. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن القوات التركية تمكنت من تطهير 300 كيلومتر مربع من «الإرهابيين»، في إطار عملية «غصن الزيتون» شمال سوريا. وأضاف، في خطاب شعبي أمام مؤيدي حزبه (العدالة والتنمية الحاكم) في ولاية أفيون كاراحصار غرب تركيا أمس السبت: «جنودنا يمضون غير آبهين بالجبال والأحجار والتلال». وأعلن الجيش التركي، في بيان أمس، تدمير 674 هدفاً لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية وتنظيم داعش الإرهابي خلال الغارات الجوية منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، بالإضافة إلى عمليات مكافحة الإرهاب الأخرى التي أجراها الجيش في الفترة بين 12 و16 فبراير (شباط) الحالي. ولفت البيان إلى أنه تم خلال عمليات التفتيش والمراقبة ضبط 3 آلاف و364 شخصاً حاولوا عبور الحدود التركية بطريقة غير شرعية. وأكد أن الجيش يواصل اتخاذ التدابير اللازمة ضد الهجمات من عفرين باتجاه الشرق، ومدينة منبج باتجاه الغرب، ويتم الرد بالمثل على الهجمات التي تأتي من هناك. وأشار البيان إلى أنه تم حتى الآن تشكيل 8 نقاط مراقبة في مناطق خفض التصعيد بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، بحسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الدول الضامنة الثلاث (روسيا وتركيا وإيران) في إطار مباحثات آستانة، مشيراً إلى أن النقطة الأولى تشكلت في 13 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، والأخيرة في 15 فبراير (شباط) الحالي. وأفاد البيان بأن 31 عنصراً من القوات المسلحة التركية قتلوا في إطار العملية المذكورة، فيما أصيب 170 آخرون بجروح، وتم تحييد 1595 مسلحاً منذ بداية عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين. كما تواصل القوات التركية ملاحقة مسلحي «الوحدات» في شبكة الأنفاق الممتدة من جبل برصايا إلى قرى عدة في محيطه. ودخلت القوات الخاصة التركية إلى شبكة الأنفاق التي يبلغ إجمالي طولها نحو 50 كم، ممتدة من جبل برصايا الاستراتيجي، إلى 13 نقطة مهمة في محيطه، لا سيما قرى بافليون، ومعرين، وكاستل، وديكمة تاش، كان تم حفرها للدفاع عن جبل برصايا، يمتد طول الواحد منها لأكثر من 1.5 كم. وتغلق القوات التركية مداخل الأنفاق لمنع محاولات تسلل المسلحين من جهة، وتراقب التحركات بدخلها من جهة ثانية. وبالتزامن مع ذلك، ترصد طائرات الاستطلاع على مدار الـ24 ساعة، مخارج الأنفاق من الجهة الخاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية. ويحتوي كل نفق على نوافذ صغيرة لمراقبة ما يجري في الخارج، ولتنفيذ هجمات بالأسلحة من خلالها، ولديه أيضاً عدة مخارج تربط النفق بمواقع الأسلحة. في السياق ذاته، سقطت 3 قذائف أطلقتها عناصر «الوحدات» الكردية من عفرين السورية على ريف ولاية كليس جنوب تركيا أمس، في أرض خالية بقرية كوجا بايلي، ولم تسفر عن سقوط ضحايا. إلى ذلك، أصدرت قيادة «جيش النصر» أحد فصائل «الجيش السوري الحر» السوري، قرارات عسكرية جديدة، أهمها تعديلات في صفوفه القتالية المدعومة من الجيش التركي، بعد تخلي واشنطن عن دعمه. وذكرت مواقع إلكترونية تابعة لـ«الجيش الحر» البيان الصادر عن «جيش النصر» بتولي الرائد حسن الشيخ، قائداً عاماً لـ«الجيش»، والرائد زهير الشيخ، رئيساً لأركان «جيش النصر» وحسن حميدي رئيساً للمكتب السياسي للفصيل. ويعتبر «جيش النصر» أحد أبرز فصائل «الجيش الحر» العاملة في المنطقتين الوسطى والشمالية، ويقوده الرائد محمد منصور، الذي يضم عدة فصائل أبرزها: «جمع صقور الغاب» و«الفوج 111»، الذي شارك مؤخراً في معارك ريف حلب الجنوبي، إضافة إلى قتاله في ريف حماة، وتركزت عملياته في ريف حماة الشمالي والشرقي على المحاور التي تحاول من خلالها قوات الأسد التقدم تجاه إدلب. وشهد «جيش النصر» هيكلة كبيرة خلال الأيام الماضية بعد انضمامه إلى غرفة العمليات العسكرية المشتركة، تحت مسمى «دحر الغزاة»، وكانت خلافات داخلية أفضت إلى انشقاق تشكيلين عنه يشكلان 20 في المائة من تشكيلته العسكرية هما «الفوج 111 وجبهة الإنقاذ»، بسبب توقف الدعم عن الفصيل العسكري، فضلاً عن الاستهدافات الأخيرة التي طالت مقرات الفصيل في ريف إدلب الشرقي من قبل الطيران الحربي الروسي. وكان الفصيل نشر صور مقاتليه، الخميس الماضي، خلال مشاركته للمرة الأولى في معارك عفرين، بجانب القوات التركية، بعد أن كانت تتركز عملياته العسكرية في ريفي حماة وإدلب. وتحاول تركيا تشكيل «جيش وطني» على غرار مناطق ريف حلب الشمالي، الذي بدأت أولى خطواته بدعم مالي مشروط تم توزيعه على 11 فصيلاً. وكشفت مصادر عن تلقى الفصائل الـ11 لـ«الجيش الحر» العاملة في محافظة إدلب دعماً مالياً جديداً من قبل تركيا، بديلاً لبرنامج الدعم الأميركي السابق، وهي الفصائل التي انضمت مؤخراً لغرفة عمليات «دحر الغزاة»، واستثنى من ذلك «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر عليها «جبهة النصرة». وبحسب المصادر، اشترطت تركيا تقسيم نشاط هذه الفصائل بين جبهات الريف الشرقي لإدلب وفي منطقة عفرين للمشاركة في عملية «غصن الزيتون». ووفقاً للاتفاق، تتلقى الفصائل تعويضاً مالياً كل شهر بالليرة التركية، على أن تحول إلى الدولار داخلياً، اعتباراً من مارس (آذار) المقبل. وشكلت فصائل معارضة في ريف إدلب، في 3 فبراير (شباط) الحالي، غرفة عمليات مشتركة تحت اسم «دحر الغزاة» لتوحيد الجهود في المعارك ضد قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له. وضمت الغرفة فصائل «أحرار الشام، وفيلق الشام، وجيش الأحرار، وجيش إدلب الحر، وجيش العزة، وجيش النصر، وحركة نور الدين الزنكي، وجيش النخبة، والجيش الثاني، ولواء الأربعين، والفرقة الأولى مشاة). وتتزامن التطورات الحالية مع نشر نقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب، التي أنشئت آخرها في ريف معرة النعمان الشرقي، يوم الخميس الماضي، وسبقها نقطة مراقبة في تل الطوقان غرب مطار أبو الضهور العسكري وتلة العيس في ريف حلب الجنوبي. وكانت الفصائل العسكرية المنضوية في «دحر الغزاة» استعادت مساحات واسعة خسرتها في ريف إدلب الشرقي لصالح جيش النظام بعد عمليات عسكرية واسعة للأخيرة في المنطقة. وقلصت واشنطن الدعم العسكري والمالي لفصائل «الجيش الحر» في سوريا منذ مطلع 2017 الماضي، لينقطع بشكل نهائي في يناير الماضي. في السياق ذاته، اعتبر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده لا تحارب في سوريا، وإنما تكافح الإرهاب. وقال في كلمة أمام مؤتمر «ميونيخ» للأمن، في ألمانيا أمس، إن أنقرة لا تقوم بذلك وحدها، وأن تحالفاً من 62 دولة ينفذ مهاماً مشابهة، في إشارة إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، بقيادة واشنطن، علاوة على روسيا وإيران. وأشار يلدريم إلى أن الولايات المتحدة تعاونت مع «الوحدات» الكردية للقضاء على «داعش»، لافتاً إلى أن «الوحدات» تشكل الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي تحاربه تركيا منذ 40 عاماً. ولفت إلى وجود نحو 10 آلاف من عناصر «داعش» معتقلين في السجون التركية، إضافة إلى منع بلاده نحو 5 آلاف و800 مقاتل أجنبي، قادمين من أوروبا، من دخول أراضيها، في سعيهم للوصول إلى سوريا والعراق. وأضاف أن تركيا منعت أيضاً 4 آلاف مشتبه به من دخول أراضيها، ووضعت أسماء 56 ألفاً و300 من المشتبه في علاقتهم بـ«داعش» على قوائم المحظورين من دخول أراضيها. إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 6 أشخاص أُصيبوا في هجوم يُشتبه في أنه استُخدم فيه الغاز للقوات المدعومة من تركيا بمدينة عفرين شمالي سوريا. ويأتي هذا بينما أصدر الجيش التركي بياناً ينفي فيه استخدام أي مواد محظورة بموجب القانون الدولي. وقال الجيش: «مثل تلك المواد غير موجودة في مستودعات القوات المسلحة التركية». وكان المرصد السوري، ومقره بريطانيا، قد نقل عن مصادر طبية في عفرين قولها إن المصابين الستة تمثلت إصاباتهم في «توسع حدقة العين وضيق في التنفس»، إذ أكدت المصادر استخدام غاز لم يتم تحديد نوعيته. وأفاد المرصد بأن الهجوم المزعوم «استهدف قرية الشيخ حديد الواقعة غرب عفرين»، أول من أمس (الجمعة). وقالت جوان شيتيكا، رئيسة مستشفى عفرين، لوكالة الأنباء الألمانية، إن الأشخاص الستة وصلوا المستشفى وهم يعانون من مشكلة في التنفس بعد القصف التركي. من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية، أن الأشخاص الستة مدنيون أُصيبوا «بحالات اختناق نتيجة إطلاق قوات النظام التركي قذائف تحتوي غازاً ساماً».

وثيقة روسية تحذِّر من «دولة كردية» وتراجع دمشق عن «التسوية»

أعدها خبراء «منتدى فالداي» المقرب من الكرملين... ومصادر تتحدث عن «تطورات مقلقة» لموسكو في سوريا

الشرق الاوسط...زلندن: إبراهيم حميدي... حذّرت وثيقة روسية، أُعدت كورقة أساسية لـ«منتدى فالداي» المقرب من الكرملين الذي يُعقد في موسكو غداً بمشاركة وزير الخارجية سيرغي لافروف، من أن بعض «النخبة» في دمشق تراهن فقط على «الانتصار العسكري» أكثر من التسوية، إضافة إلى تحذير روسي آخر من أن «نية أميركا البقاء ونشر وحدات خاصة في مناطق الأكراد، ستؤدي إلى تقوية العناصر الناشئة للدولة الكردية التي ستعرقل استعادة الوحدة السورية بموجب القرار الدولي 2254». في غضون ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» عن وجود فجوة كبيرة بين موقفي دمشق وموسكو إزاء تشكيل اللجنة الدستورية. وقالت المصادر أمس: «إن السفير السوري بشار الجعفري أبلغ مجلس الأمن الأسبوع الماضي رفض أي رعاية دولية للجنة وتمسكه بتشكيلها في دمشق ووفق آليات البرلمان السوري، في حين أن الجانب الروسي وزع البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني في سوتشي ونص على أن يشكل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا اللجنة ويحدد مرجعياتها». لكن المصادر ذاتها لاحظت أن الجانب الروسي «لم يضغط على دمشق لتنفيذ بيان سوتشي»، ما يعني صعوبة استئناف مفاوضات جنيف في المستقبل المنظور، مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت «سلسلة من التطورات دفعت الكرملين إلى الاعتقاد أن التسوية السياسية في سوريا أصعب مما يعتقد، وأن إمكان تحقيق اختراق قبل الانتخابات الرئاسية الروسية في 18 الشهر المقبل غير ممكن». وقالت إن التطورات شملت: «الهجوم بطائرات درون على قاعدة حميميم، وإطلاق تركيا عملية غضن الزيتون في عفرين، وقصف أميركا لمرتزقة روس قرب دير الزور، والتصعيد الإيراني - الإسرائيلي في سوريا، والصدام مع دمشق حول تنفيذ بيان سوتشي، وبحث أنقرة وواشنطن عن تسوية في منبج لإصلاح العلاقات بينهما». إلى ذلك، استعرضت الورقة، التي أعدها فايسلي كوزنتوف مدير «مركز الدراسات العربية والإسلامية»، وفيتالي نعومكين رئيس «معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم»، وأرينا زفيوغيلسوكايا الباحثة في «مركز الدراسات العربية والإسلامية»، كوثيقة خلفية لمؤتمر «منتدى فالداي» الذي يبدأ في موسكو غداً، «قواعد اللعبة» في منطقة الشرق الأوسط باعتبار أن عام 2017 شكّل «نقطة انعطاف» في المنطقة، ذلك أنه «مع أن أياً من الصراعات الدامية لم ينتهِ بعد وأن بعضها يتصاعد وسط مخاوف من أن جميع الدول محكومة بالانهيار، فإن بعض التغيير الإيجابي حصل» منه أن «اللاعبين المحليين يبحثون عن حلول سياسية».
وأشارت المقدمة إلى أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط «أثبتت أهمية الدولة باعتبارها المؤسسة الأساسية» التي يمكن إصلاحها، ما يعني ضرورة الحفاظ على ازدواجية «تقوية الدولة وحل النزاعات، أمران هما في صلب الأولويات للاعبين الدوليين في المنطقة»، قبل أن تستعرض 9 اتجاهات في منطقة الشرق الأوسط.
- الخوف كعامل للإصلاح
وأشارت إلى أنه على العكس من المخاوف السابقة، فإن «أياً من الدول لم تُمحَ من الخريطة، ولم تُزل أي دولة بسبب الصراعات» وأنه مع أن بعض الأمور لا تزال جارية وخلقت تحديات للحكومات فإن «الخوف من الصراع والانهيار بات عاملاً رئيسياً في النفسية العامة في الشرق الأوسط سواء في أوساط النخب أو العموم». وتناول العامل الثاني زيادة «دور المجتمع المدني» في الشرق الأوسط. ومع أن «تقوية المجتمع المدني في المنطقة لم يكن متوقعاً كنتيجة لعملية التحول»، فإن عدد الجمعيات تضاعف مرات عدة، إما بسبب تشجيع الحكومات ضمن عملية الإصلاح وإما بسبب تراجع سلطة الدولة، ما دفع الناس كي تقوم بمبادرات لتقوية دورها وتنظيم نفسها، كما هو الحال في مناطق المعارضة في سوريا.
وجاء الاتجاه الثالث تحت عنوان «اللاعبون الإقليميون يحددون الأجندة». وأشارت الورقة إلى أنه في الحرب الباردة كانت الكلمة لأميركا والاتحاد السوفياتي، لكن في الوقت الراهن مع أن الدور الأبرز هو لروسيا وأميركا رغم الصعوبات بينهما، «لا بد لهما أن تأخذا بالاعتبار الوقائع الجديدة التي خلقت بسبب قوة اللاعبين الإقليميين. صحيح أن الدول الكبرى لديها قدرة أكبر» لكن هناك محدودية للتأثير والفرض على المحليين والإقليميين سواء كان هؤلاء اللاعبون تابعين لدول أو غير ذلك، في إشارة إلى الميليشيات.
- نهاية «داعش» كعامل موحد
قالت الورقة إن هزيمة «داعش» في العراق وسوريا كانت عامل توحيد بين اللاعبين، وإن التنظيم خسر معظم الأراضي التي يسيطر عليها «لكن الأسباب الحقيقية للإرهاب لم تُزل خصوصاً في العراق»، قبل أن تشير إلى بدء ظهور اختلاف أولويات بين القوى الكبرى والإقليمية التي أسهمت في هزيمة «داعش». ومهّد هذا للانتقال إلى الاتجاه الخامس المتعلق بظهور بـ«هشاشة في التحالفات» بسبب أن كل دولة باتت تعطي الأولوية لمصالحها المباشرة على حساب مصالح الحلف التي هي فيه. وكانت الورقة تشير إلى التوتر بين تركيا وأميركا العضوتين في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) بسبب دعم واشنطن للأكراد مقابل تعاون أميركي - روسي أو روسي - تركي.
وخصصت فقرة عن سوريا باعتبار أن «الحل السياسي في سوريا بات أولوية عاجلة». وعلى عكس المعلن من أن إدارة دونالد ترمب أوقفت برنامج دعم «الجيش السوري الحر»، فإن الورقة قالت إن «واشنطن زادت الدعم للمعارضة السورية» من دون تقديم دليل على ذلك. لكن الأهم أنها أشارت إلى أن «زيادة العلاقة بين أميركا والقوات الكردية، وأن نية أميركا البقاء ونشر وحدات خاصة في مناطق الأكراد، ستؤدي إلى تقوية العناصر الناشئة للدولة الكردية التي ستعرقل استعادة الوحدة السورية بموجب القرار الدولي 2254». كما لاحظت اتجاه اللاعبين الخارجيين للانتقال من التركيز على البعد العسكري إلى «التسوية السياسية» مع ملاحظة أن «بعض النخبة في الحكومة السورية لديهم آمال أكبر في الانتصار العسكري أكثر من نتائج حل بموجب المفاوضات». وتناولت الورقة أيضا 3 اتجاهات أخرى في الشرق الأوسط تتعلق بأن «لاعبين ضعفاء يعرقلون السلام في ليبيا»، إضافة إلى وضع اليمن. وكان لافتاً أن الورقة اعتبرت أن «المشكلة الفلسطينية عادت إلى المائدة» الدولية والإقليمية.
- ليس عسكرياً فقط
وخلصت إلى أن «الوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط مهم لكنه ليس الأداة الوحيدة لدى الكرملين لصنع سياسة في المنطقة». وقللت من القول: إن «المحتوى العسكري في السياسة الروسية، قد يدفع اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى احترام روسيا الساعية إلى منافسة دول كبرى أخرى في المنطقة»، لكن أشارت إلى أن التجربة أثبتت أنه «ليست هناك دولة قادرة وحدها على الوصول إلى حلول دائمة في الشرق الأوسط». ومن المقرر أن تبدأ أعمال «منتدى فالداي» غداً، بجلسة يديرها نعومكين عن دور روسيا في الشرق الأوسط بمشاركة لافروف، ونظيره الإيراني جواد ظريف، والمستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان، ووزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي، للإجابة عن تساؤلات تتعلق بالوضع الراهن في المنطقة ومصالح روسيا، باعتبار أن «المحتوى الرئيسي للأجندة الإقليمية، وأن أفعال روسيا في سوريا، هي جزء من آليات تقوم بها روسيا في المنطقة وتسهم في الوصول إلى تسوية». ويضم برنامج المنتدى جلسة عن سوريا بمشاركة شخصيات بينهم رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الدولي إلى سوريا، للإجابة عن أسئلة، هي: «ما آليات المجتمع الدولي لتسريع الحل السياسية؟ كيف ترى الدول الفاعلة دورها في الإعمار؟ كيف يمكن تسهيل عودة اللاجئين؟ ما دور اللاعبين الخارجيين في الحفاظ على استقرار الدولة السورية ما بعد الحرب؟».

 

 



السابق

اليمن ودول الخليج العربي..التحالف يطلق عملية «الفيصل» ضد «القاعدة» في حضرموت ....التحالف يستهدف خبراء إيرانيين في تعز...مقتل وجرح أكثر من 60 انقلابياً بهجوم فاشل في حيس..تقرير دولي يفضح الحوثيين.. تجار صنعاء يحذرون من كارثة بعد إيقاف الحوثيين مرور البضائع...تأجيل محاكمة سعودي في تفجير المدمرة الأميركية «كول»...الأردن: إحباط مخطط لتهريب أسلحة وإرهابيين...

التالي

العراق...«عصابات» أهل الحق.. رعب مسلح في شوارع بغداد...كردستان العراق... شلل اقتصادي وتدهور معيشي والحل بيد بغداد..النزاعات العشائرية في العراق تقوض سلطة الدولة والاستثمار..موسكو: وجود أميركا يتزايد بالعراق..الموصل تشن حرباً لتجفيف أفكار «داعش» ... بعد دحره..العراق يطالب تركيا وسورية بحصته المائية من دجلة والفرات..اعتداء على مواطنين بصريين بأربيل...


أخبار متعلّقة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,809,180

عدد الزوار: 7,043,921

المتواجدون الآن: 83