لبنان...ليبرمان: «البلوك 9» النفطي لنا...«حرب شوارع» بين أمل والتيار: حزب الله على خط التهدئة...الموقف الشيعي: الكرة في ملعب الرئيس.. وبعده لكل حادث حديث وإجماع على مواجهة مزاعم ليبرمان حول البلوك 9 .. وتوتُّر ليلاً في الحدث....و«التيار»: يُريدون إخضاعنا أو اجتياحنا....ليبرمان: ممنوع أن يلهو أشخاص على البحر في بيروت فيما أشخاص ينامون بالملاجئ في تل أبيب...

تاريخ الإضافة الخميس 1 شباط 2018 - 6:16 ص    عدد الزيارات 3022    التعليقات 0    القسم محلية

        


«حرب شوارع» بين أمل والتيار: حزب الله على خط التهدئة...

(الأخبار)... رئيس المجلس النيابي يعتذر من اللبنانيين الذين تعرّضوا لإساءة في الشارع ...

بات انفلات الشارع يقلق المعنيين على ضفتي الصراع بين أمل والتيار الوطني الحر. حزب الله أحدث الاختراق الأول أمس بتواصله مع التيار، والرئيس نبيه بري يؤكّد أن المخلّين بالأمن «لا يعنوننا».. فرضت تطوّرات الشارع في الأيام الماضية حسابات جديدة على الصراع الدائر بين حركة أمل والتيار الوطني الحر، بعد التسريبات التي انتشرت لوزير الخارجية جبران باسيل يهاجم فيها الرئيس نبيه بري. المخاطر من اندلاع أعمال عنف أهليّة ترتفع أسهمها في ظلّ الاحتقان المتعاظم في الشارع، والذي ظهر خلال الأيام الماضية على شكل ردود فعل عشوائية من بعض المحسوبين على حركة أمل، في مقابل استنفار عدد من «أصحاب الرؤوس الحامية» في التيار الوطني الحر، ولا سيّما بعد حفلة إطلاق الرصاص التي ردّ فيها عناصر من التيار على تجمهر شبّان من أمل أمام مبنى ميرنا الشالوحي قبل يومين. منطقة الحدث كانت أمس على موعدٍ مع التوتّر وإطلاق الرصاص. وحتى ليل أمس لم يكن قد اتضحت تفاصيل ما جرى، إلّا أن حملة شائعات كبيرة رُوِّج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، عن قيام شبّان محسوبين على أمل بالتجوّل في مواكب سيّارة وعلى الدراجات النارية داخل البلدة الملاصقة للضاحية الجنوبية، وانتشار مسلّحين من التيار الوطني الحرّ بذريعة «الدفاع عن المنطقة»، في أجواء تذكّر ببدايات الحرب الأهلية وبالحوادث التي طبعت مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وبدا مستحيلاً ليل أمس الحصول على رواية واحدة حول ما حدث، مع تأكيد الجميع حصول إطلاق النار. ففيما تحدّثت مصادر التيار الوطني عن قيام سيّارة في أحد المواكب بإطلاق النار في الحدث وقيام شبّان على دراجات نارية باستفزاز الأهالي في البلدة، أكّدت مصادر في أمل لـ«الأخبار» أن «من أطلقوا النار ليل أمس كانوا شبّاناً من منطقة الحدث». وبدا لافتاً الحديث عن أن الجيش اللبناني الذي كان من المفترض أن يقوم بتدابير أمنية مشدّدة نظراً لحساسية الموقف، كان قد قلّص من إجراءاته الأمنية أمس، إلّا أن وحداته عادت ونفّذت انتشاراً كبيراً في المنطقة بعد حدوث التوتّرات.

مصادر التيار الوطني: نحن لدينا شارع أيضاً وقدرته على الاحتمال محدودة

وبعد أيام من جمود الوساطات المعتادة لحزب الله على خطَّي التيار ــ أمل، أحدث حزب الله أمس اختراقاً أوّل باتصاله بمسؤولين رفيعي المستوى بالتيار الوطني الحر، داعياً إلى التهدئة ووقف الحملات الإعلامية. مصادر بارزة في التيار الوطني الحرّ أكّدت أن «حزب الله أجرى اتصالاً معنا أمس، وهو على اتصال بأمل». إلّا أن مصادر حركة أمل أكّدت لـ«الأخبار» أنه «لم نسمع بالوساطة حتى الآن». وعبّرت مصادر التيار الوطني الحرّ عن سخطها بسب تطوّرات الشارع، مشيرةً إلى أنه «كما لحركة أمل جمهور وشارع، نحن لدينا أيضاً جمهور وشارع، وقدرته على الاحتمال محدودة... فشيتوا خلقكم على يومين وخلص». تطوّرات الشارع بدورها تقلق الرئيس نبيه برّي، الذي قال كلاماً واضحاً أمس خلال لقاء الأربعاء النيابي بأن «الذين يتحرّكون في الشارع ويسيئون للناس لا يمتّون إلى الحركة بصلة، وهم لا يمثّلوننا». وقال بري بوضوح: «أعتذر من كل من تعرض لإساءة في الشارع ومن يقوم بمثل هذه الأعمال لا علاقة له بالحركة ويسيء إليها وللبنانيين». كلام برّي كرّره النائب علي بزّي، ونقله عن لسانه بعد اجتماع الأربعاء، ثمّ عاد وأكده النائب هاني قبيسي في مداخلة تلفزيونية مساءً. وأكّد بزّي أن «دولته كان يعمل دائماً خلال الأيام القليلة الماضية من أجل منع التحركات والتظاهرات والسيارات، وقد اتصل بالقيادات الأمنية عبر المسؤول الأمني في حركة أمل وبالجيش من أجل الحفاظ على مصالح البلاد وعدم التعرض للمواطنين في أي منطقة من المناطق». غير أن بزّي، أشار أيضاً إلى أن «بري يعتبر أن كل كلام يشاع حول استقالة الحكومة وغيرها غير صحيح، وهذا الموضوع لم يُناقش ولم يطلب من أحد اللجوء إلى هذا الخيار، ولكننا في السياسة ما زلنا على مواقفنا، وفي الملفات، لم ولن نتراجع قيد أنملة عن مقارباتنا الدستورية والنظامية والقانونية في كل هذه الملفات». ونفى بري أيضاً أي نية للاستقالة من الحكومة. مصادر معنية في أمل أكّدت لـ«الأخبار» أن مستشار بري، أحمد بعلبكي، اتصل بقائد الجيش العماد جوزف عون، وأكّد أن حركة أمل لا تغطّي أحداً من المخلّين بالأمن، داعياً الجيش والأجهزة الأمنية إلى اعتقال كل من يوتّر الشارع. وأشارت إلى أن مسؤولي أمل في المناطق على اتصال بقادة الأجهزة الأمنية في مناطقهم لمعالجة أي خلل. وقالت المصادر إن بعلبكي قال لعون: «إذا كان هناك مُخلّون، فعليكم اعتقالهم، وفي كلّ منطقة توجد كاميرات مراقبة، فلتأتوا بالكاميرات وتعتقلوا الموتورين، لأن هذا يضرّ بنا ويضرّ باللبنانيين وبالأمن اللبناني، والحديث عن أن القوى الأمنية لا تريد الاصطدام بالشارع ليس مقبولاً، لأن هؤلاء يهدّدون السلم الأهلي ودولة الرئيس كان واضحاً برفع الغطاء عن أي مخلّ بالأمن».

الموقف الشيعي: الكرة في ملعب الرئيس.. وبعده لكل حادث حديث وإجماع على مواجهة مزاعم ليبرمان حول البلوك 9 .. وتوتُّر ليلاً في الحدث

اللواء.. على الرغم من وحدة الموقف اللبناني الرسمي والحزبي من رفض التهديدات الإسرائيلية التي وردت كمزاعم، على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، من اعتبار «البلوك 9» الذي بدأت العروض لتلزيم التنقيب عن الغاز فيه في عرض البحر قبالة الناقورة، ليس ملكاً للبنان، ودعوة الشركات لعدم تقديم عروض، واعتبار ما جاء على لسان الوزير الإسرائيلي تهديداً للبنان، بدءاً من كلام الرئيس ميشال عون، الذي وصف مزاعم ليبرمان بأنها «تهديد للبنان ولحقه في ممارسة سيادته على مياهه الإقليمية»، وصولا إلى موقف حزب الله لجهة «التصدّي الحازم لأي اعتداء على حقوقنا النفطية والغازية»، مروراً بموقف الرئيس سعد الحريري، الذي وصف ادعاء ليبرمان بـ«الباطل شكلاً ومضمونا». على الرغم من كل ذلك، بدا الموقف السياسي والميداني مقبلاً على مزيد من التأزم، بعد انتقال التوتر ليلا الى منطقة الحدث، حيث تمّ إطلاق نار، بعد ان كاد مناصرو «التيار الوطني الحر» وعناصر حزبية تستقل دراجات نارية (نفت أمل ان يكون هؤلاء من انصارها) يتواجهون بالسلاح، لولا الاتصالات السياسية والأمنية التي جرت لمنع تفاقم الوضع، وإعلان مصادر في «امل» انها طلبت من القوى الأمنية التحرّك لمنع أي احتكاك، فيما وصف النائب «العوني» آلان عون الوضع «بالخطير». علىان الثابت ما استقر عليه الموقف الشيعي الرسمي إزاء معالجة الأزمة، ويتلخص بضرورة تدخل رئيس الجمهورية ومعالجة الوضع ليس على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب» بل إعادة الحق إلى نصابه، لا سيما في ما خص الرئيس نبيه برّي، بصفته رئيساً للمجلس النيابي أولاً، ولحركة «امل» والممثل الرسمي للطائفة الشيعية على مستوى الحكم. ووفقا للمصادر الشيعية عينها فإن إعادة تطبيع الوضع على أساس «عفا الله عمّا سلف» غير وارد، والرد سيكون حقيقياً على التعرّض للرئيس برّي، ولكن بالسياسة. وفيما نقل نواب الأربعاء عن الرئيس برّي ضرورة ان يقدم باسيل «اعتذاراً إلى اللبنانيين» تساءلت الـNBN: «أين الرئاسة العادلة والضامنة لوحدة اللبنانيين والعيش المشترك والاحترام المتبادل»، مضيفة: «لماذا السكوت عمّا اقترفه وزيركم وصهركم من حماقة واساءة وطول لسان»؟...وفي المعلومات ان المواقف مرهونة بأوقاتها.. وفي ضوء ما سيصدر من خطوات، سواء من بعبدا أو غيرها فلكل حادث حديث. وكان الوزير السابق الياس أبو صعب وهو لا يزال مستشار الرئيس عون للتعاون الدولي، كشف عن خيارات للمعالجة قد يقدم عليها رئيس الجمهورية. وقال الرئيس عون امام وفد الرابطة المارونية، أمس، أن الشارع ليس المكان الصالح لحل الخلافات السياسية، بل المؤسسات الدستورية، وانه لا يُمكن ان يتغاضى عن المخالفات القانونية التي تحصل، لافتا إلى ان من يعرقل مسيرة الإصلاح لا يريد الخير للبنان، وهو متمسك بالطائف وبممارسة صلاحياته كما حددها الدستور بلا زيادة أو نقصان. وعلمت «اللواء» ان الرئيس عون قال لزواره: لا مشكلة في التعبير السلمي، ولكن قطع طريق المطار، أو تعطيل حركة الملاحة أمر ممنوع، وسنقمع أية محاولة في هذا الاتجاه. ونقل هؤلاء عن رئيس الجمهورية: ما علينا قمنا به، والأمن خط أحمر.

أفق مسدود

ومع التسليم، بالتعريف الأميركي للأزمة، بأنها «كل شيء خارج عن السيطرة»، وبالتالي الذهاب مع من يعتقد انه ما زال بالإمكان السيطرة على أزمة قنبلة الوزير باسيل في حق الرئيس بري، فإن الأجواء السياسية في عين التينة لا توحي بأن هناك حلاً قريباً للخلاف بين الرئاستين الأولى والثانية، وان الوضع ما زال على حاله مادام الوزير باسيل لم يعتذر إلى اللبنانيين عن الإساءة التي ألحقها بهم نتيجة كلامه المسيء بحق رئيس المجلس. الا ان التطور الجديد الذي برز هو ما نقله زوّار عين التينة من نواب الأربعاء بأن الرئيس برّي فتح أبواب التهدئة مع إبقاء الأزمة مستمرة، من خلال تأكيده ان لا استقالة للحكومة، وان مثل هذا الخيار غير مطروح، وإن كان رأى ان الحكومة قد يتأثر اداؤها نتيجة الوضع السياسي المأزوم. وفي تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان المشكلة المستجدة بين «التيار العوني الحر» وحركة «أمل» مرشحة للوصول إلى أفق مسدود نتيجة عدم تقبل الطرفين اي مخرج او موقف مما طُرح مؤخرا من مخارج، لا سيما دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون في بيانه امس الاول، الى التسامح والتعالي على الخلافات الشخصية، وهو الامر الذي اعتبرته مصادر حركة «امل» غير كافٍ، مع ان مصادر وزارية مقربة من رئيس الجمهورية اكدت ان الرئيس عون «أقر ولوضمنيا في بيانه بحصول اساءة الى الرئيس بري وخطأ بحقه، ولو انه قوبل بخطا اللجوء الى الشارع». واستناداً إلى هذه التقديرات، يبدو أن الأزمة ستطول الى ما بعد الاسبوع المقبل برغم عودة رئيس الحكومة اليوم الخميس من زيارة تركيا، لكن المصادر الوزارية المقربة من بعبدا توقعت ألاّ يتمكن من تحقيق اي خرق طالما ان النفوس مشحونة والاطراف على مواقفها، ولن يصغي الطرفان وبخاصة «امل» الى ما يمكن ان يحمله من مقترحات، طالما أن الرئيس بري يحمّل الحريري جزءا من مسؤولية الخلاف بسبب توقيعه على مرسوم اقدمية الضباط من دون ان يشاوره مسبقاً. كذلك الحال بالنسبة الى حزب الله»، الذي اكدت مصادره انه لن يقوم حاليا باية مبادرة، بل ينتظر خطوة ما من الفريقين، وبخاصة من «التيار الحر»، بعدما وقف في بيانه قبل يومين الى جانب الرئيس بري، ودعت الى التوقف عند العبارة المعبرة جدا عن استياء الحزب والواردة في بيان استنكار الاساءة الى بري وتضمنت: «إن هذه اللغة لا تبني دولة ولا تأتي بإصلاح ، بل تخلق المزيد من الأزمات وتفرق الصف وتمزق الشمل وتأخذ البلد إلى مخاطر هو بغنى عنها». وإذ لاحظت المصادر السياسية، ان بيان التسامح لم يكن يحمل مبادرة، إلا انه كان في حدّ ذاته خطوة على طريق لملمة الشريط المسرب للوزير باسيل.

اعتذار برّي

ونقل النائب علي بزي عن الرئيس بري حول ما يحصل في الفترة الاخيرة قوله انه دائماً لم يكن السبب مثل النتيجة وقال:بطبيعة الحال هو لم يطلب إعتذاراً بل المطلوب تقديم إعتذار الى اللبنانيين كل اللبنانيين للإهانات والإساءات التي حصلت. والرئيس بري يمتلك من القوة والشجاعة والوعي والوطنية والأمانة والحرص على كل اللبنانيين ما يدفعه ان يقدم إعتذاراً الى كل اللبنانيين الذين لحق بهم أذى على الأرض، على رغم ان الجميع يعرف ان لا الرئيس بري ولا حركة «أمل» لها علاقة من قريب او بعيد بما حصل على الأرض. وهو كان يعمل دائماً خلال الأيام القليلة الماضية من اجل منع التحركات والتظاهرات والسيارات وقد اتصل بالقيادات الأمنية عبر المسؤول الامني في حركة «أمل» وبالجيش من اجل الحفاظ على مصالح البلاد والعباد وعدم التعرض للمواطنين في اي منطقة من المناطق.

حركة الاحتجاجات مستمرة

تجدر الإشارة، إلى ان حركة الاحتجاجات التي يقودها شبان من مناصري حركة «أمل» بقيت مستمرة في الشارع، وكان جديدها تنظيم ،وقفة مستمرة رمزية تضامنية مع الرئيس برّي امام وزارة التربية في الأونيسكو انضمت إليها شقيقة رئيس المجلس الدكتورة هنادي برّي والمديرة العامة للتعليم المهني سلام يونس. كما تجمعت مجموعة من المناصرين في وسط بيروت، ونفذ اتحاد النقل الجوي وقفة تضامنية أمام مبنى الجمارك قرب المطار، ثم توجه المشاركون إلى أمام قاعة الوصول للاعتصام، ورفع المعتصمون أعلام حركة «أمل». وحال هذا الاعتصام دون تمكن عدد من المشاركين في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي سيعقد اليوم وغداً في أبيدجان،، من السفر، لكن وزارة الخارجية أعلنت ان التحضيرات اللوجستية متواصلة لعقد المؤتمر في موعده. ونظمت أيضاً وقفات تضامنية مع برّي في كل من صور وبنت جبيل والقلعة، وفي مجمع نبيه برّي الثقافي في المصيلح ، حيث ألقيت كلمات نددت بالتطاول على رئيس المجلس. ومساءً، انتشر الجيش في بلدة الحدث على اثر تجمع مناصرين لحركة «أمل» وسماع إطلاق نار لم تعرف مصادره. وقال رئيس بلدية الحدث لتلفزيون «الجديد» ان مناصرين لـ«امل» حضروا على دراجات نارية وسيارات مما أثار بلبلة وردة فعل غاضبة وبلبلة في المنطقة، وتدخل الجيش، وتمّّ التواصل مع مسؤولين في الحركة الذين تنصلوا من الشبان. ونفت مصادر «امل» حصول إطلاق نار، لكن مُنسّق هيئة بعبدا في «التيار الوطني الحر» أكّد ذلك.

الحريري في أنقرة

في هذا الوقت، بدأ الرئيس الحريري زيارته الرسمية إلى تركيا، بمحادثات موسعة أجراها مع نظيره التركي بن علي يلدريم تناولت بشكل أساسي حول التعاون الأمني والنزوح السوري والحياد، قبل ان يستقبله مساء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في القصر الرئاسي في أنقرة، وأجرى معه محادثات تناولت، بحسب المكتب الإعلامي للرئيس الحريري آخر التطورات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات. وكان الرئيس الحريري قد استهل زيارته إلى أنقرة بالتوجه صباحا إلى ضريح مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى أتاتورك، يرافقه وزير الداخلية نهاد المشنوق والوزير السابق باسم السبع ونادر الحريري والسفير غسّان المعلم والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمّد خير حيث أقيم له استقبال أدّت خلاله التحية ثلة من حرس التشريفات ثم وضع اكليلا من الزهر على الضريح ووقف دقيقة صمت. واعقب المحادثات الموسعة مع يلدريم مؤتمر صحفي مشترك بينه وبين الرئيس الحريري، أشاد في خلاله رئيس الوزراء التركي بسياسة لبنان الحيادية معلنا انه سيزيد التعاون مع لبنان، وانه سيشارك في مؤتمري روما وباريس لتطوير البنى التحتية، فيما لفت الحريري ان لا مخرج للأزمة السورية سوى بحل سياسي يضمن وحدة أراضيها وحقوق جميع المواطنين السوريين، وبخاصة حقوق النازحين منهم، شاكرا مسارعة السلطة التركية بتسليم أحد المشتبه بضلوعهم في الاعتداء الارهابي الذي وقع في صيدا قبل أسبوعين.

الأمن يهتزّ من بوابة الحدث... و«التيار»: يُريدون إخضاعنا أو اجتياحنا

الجمهورية....تتوالى الهزّات الارتدادية الناجمة عن الهزّة السياسية التي تسبّبَ بها تسريب كلام الوزير جبران باسيل بحقّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأثارت في الأفق غباراً رمادياً يحجب الرؤية عن السقف الذي سترتفع إليه والمدى الذي سيَبلغه هذا الاشتباك بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل»، بعدما أخذ منحى خطيراً ليل أمس في بلدة الحدث نتيجة إطلاق شبّان يَحملون أعلام «أمل» النارَ في الهواء، ما استدعى استنفاراً لشبّان البلدة وانتشاراً مسلّحاً لأهاليها ما لبث أن اختفى مع انتشار الجيش بكثافة. عاشت بلدة الحدث في قضاء بعبدا ليلاً أمنياً صعباً، حيث سُجّل ما يُشبه الهجوم السّيار قامت به سيارات مدنيّة يرافقها عدد من الدرّاجات النارية في اتّجاه ساحة الحدث، في محيط «فرنسبنك» - ساحة الحداد، أطلق مَن فيها النارَ في الهواء ولاذوا بالفرار، ما أدّى إلى حالٍ مِن الغليان في المنطقة، فنزلَ عدد كبير من الشبّان إلى الشارع مع ظهور مسلّح، فيما حضَر الجيش سريعاً وانتشر في المنطقة وثبّت مواقعَه. وقال مصدر أمني لـ«الجمهورية» إنّ هذا الأمر خطير ويجب أن ينال المهاجمون عقابَهم، خصوصاً أنّ ما حصَل لا يستهدف الحدث كبلدة إنّما يستهدف لبنان واستقرارَه. وأشار المصدر الى اتّصالات حصلت مع الجهات السياسية والحزبية، وبدأت ملاحقة المعتدين. وقد استنكر عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ألان عون عبر «الجمهورية»، والذي نزل الى الشارع للتهدئة، «دخولَ متهوّرين مدجّجين بسلاحهم الى الحدث»، منبّهاً من خطورة ما يجري، ومحذّراً من «محاولات تهديد ما بنيَ مِن تفاهمات طيلة الأعوام الماضية بين البيئتين».... ودعا إلى «معالجة سريعة للوضع ووضعِ حدّ لِما يحصل قبل ان تتفاقم الأمور نحو الأسوأ»، مؤكّداً أنه «لا يجوز لهؤلاء المتهوّرين نسفُ كلّ ما بنيناه». وفي السياق، روى رئيس بلدية الحدث جورج عون ما جرى، وقال لـ«الجمهورية» إنّ «عدداً من الشبّان دخلوا البلدة حاملين أعلام حركة «أمل» وأطلقوا النار في الهواء، ما دفعَ الأهالي الى الاستنفار، وقد أجرَينا اتصالات بقيادة حركة «أمل» فتنصّلت من الحادثة». وقال «إنّ الجيش انتشَر في المنطقة، وشباب الحدث الذين هبّوا دفاعاً عن بلدتهم تراجعوا بعد تدخّلِ الجيش وملاحقتِه مطلقي النار». بدوره، أكّد منسّق هيئة قضاء بعبدا في «التيار الوطني الحر» ربيع طرّاف لـ«الجمهورية»، أنّ الجوّ في الحدث ليس مريحاً أبداً وأنّ عناصر «أمل» دخلوا بأسلحتهم إلى البلدة وأطلقوا النار على ساحة الحدث». وأشار إلى أنّ «هذه المظاهر المسلحة دفعَت بأبناء البلدة للنزول إلى الأرض للدفاع عن بلدتهم وسط أجواء شديدة التوتّر»، نافياً أن «يكون التيار مسلّحاً». وشدّد على أنّ «الجيش عمل على ضبط الوضع والتهدئة».

حسن خليل

في المقابل، قال الوزير علي حسن خليل عبر «تويتر»: «موقفنا واضح بعدم علاقة الحركة بما يجري في الحدث، ونركن جميعاً الى مرجعية الجيش في حفظ الأمن، ونعتبر أنّ زج اسم الحركة في هذه المسألة يهدف للتشويش على مصالح الناس وعلى القضية الاساسية. وهي محاولات ستفشل والأيام المقبلة ستُثبت أنّها ليست مسألة عابرة في وجدان الناس بل ستكون عبرة لمن تطاول».

«القوّات»

بدوره، علّق وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي على ما حدث، وقال عبر «تويتر»: «كفى تحدياً، كفى استفزازاً، لا توقظوا الشياطين النائمة، الحدت قوية، الحدت أبية».

«التيار»

وفي السياق، قالت مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية»: «إنّ «التيار» يَعتبر أنّ ما يحصل من ردّات فِعل على الفيديو المسرّب، خصوصاً بعد ما شهدناه وما نزال نشهَده من ممارسات على الأرض واستفزازاتٍ وشتائم وإهانات طاوَلت كلَّ المراجع وفئةً كبيرة من اللبنانيين، قد تخطّى بأشواط كبيرة ما تضمَّنه هذا الفيديو من كلام، خصوصاً بعدما عبّر الوزير جبران باسيل عن أسفِه لِما أُذيع. إنّ هذا التصرّف لم يعُد يَصلح وصفُه بردّات فِعل، إنّما عملٌ ممنهَج يَستهدف الاستقرار وكرامة اللبنانيين وحقَّهم بالتعبير والرأي والاحتكام إلى المؤسسات على مختلف أنواعها لحلّ أيّ خلاف». وأضافت: «إنّ ما يحصل يضع اللبنانيين جميعاً أمام معادلة واحدة وحيدة لا غير، وهي: إمّا أن تخضعوا لإهاناتنا وإرادتنا من دون أيّ ضوابط أو ضمانات قانونية ومؤسساتية، وإمّا سنطيح بكلّ ما تعتقدونه خطوطاً حُمراً وسقوفاً اجتماعية ووطنية وسياسية وطائفية نحن لا نعيرها أيَّ اهتمام، فتتحوّل عندئذ حادثةٌ شخصية حصَلت بين رئيس مجلس النواب ووزير، إلى اجتياح مجتمعٍ بكامله، وتجاوُزٍ لكلّ التفاهمات».

الجيش: لا تخافوا

وتعليقاً على تحرّكات الشارع، قال مصدر عسكري رفيع لـ»الجمهورية» أنّ «قرار الجيش واضح وحازم، وهو منعُ أيّ طرفٍ من الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وقطعِ الطرقِ على الناس، وهذا القرار يترجَم على الأرض من خلال منعِ المتظاهرين من إغلاق الطرق أمام الناس وتعريض السِلم الأهلي للخطر». وأكّد المصدر أنّ «الجيش يحمي كلّ المناطق ويَمنع الاحتكاكات بين الأطراف المختلفة»، مطَمئناً الجميعَ إلى أنّه «لا داعي للخوف». وتابع: «نسمع بعض الهواجس، خصوصاً عند المسيحيين، بأنّ هناك أفرقاءَ يستسهلون الدخول إلى مناطقهم، لذلك، نؤكّد أنّه لا يمكن لأيّ أحد الاعتداء على المواطنين، سواء أكانوا مسيحيين أو مسلمين، فعندما تمَّ الاحتجاج أمام مركز «التيار الوطني الحر» في ميرنا الشالوحي، وكذلك في الحدث، تدخّلَ الجيش مانعاً تطوّرَ الوضعِ نحو الأسوأ، وهذا دليل إلى أنّ الجيش مستنفر ولن يسمح بالفتنة». وشدّد المصدر على أنّه «لا عودة إلى الوراء في مجال الحفاظ على الأمن الوطني، ولا عودة إلى زمن 1975، واستسهال أيّ فريق هزَّ الاستقرارِ، فالجيش لم يعُد في الثكنات كما كان يقال سابقاً، بل هو على الأرض وسيتدخّل لفضِّ أيّ إشكال مهما كان مفتعِلُه، والقرار السياسي واضح بمنعِ أيّ فتنة والتصدّي لكلّ من يحاول زعزعة الأمن، لأنه لا غطاء على أحد».

تحرّكات

وكان المناخ الحربي، بالمعنى السياسي السائد بين «التيار» و»أمل»، قد ترافقَ في الساعات الماضية مع استمرار مناصِري «أمل» بمطالبة باسيل بالاعتذار، وهو الأمر الذي يؤكّد «التيار» استحالتَه. وتزامنَ ذلك مع تحرّكات في الشارع، تنقّلت بين أكثر من منطقة لبنانية، وخصوصاً في بيروت التي استفاقت على اعتصام نفّذه اتّحاد النقل الجوّي في مطار بيروت تضامُناً مع برّي، ملوّحاً بإعلان العصيان في المطار، وهو أمرٌ أدرجَته أوساط «التيار» في إطار محاولةِ «أمل» منعَ الراغبين من شخصيات ورجال أعمال مِن السفر إلى أبيدجان للمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية، عِلماً أنّ وزارة الخارجية أكّدت مساء أمس»أنّ التحضيرات اللوجستية متواصلة لانعقاد المؤتمر».

برّي

وقال قريبون من برّي لـ«الجمهورية»: «كلّ المشكلة القائمة سببُها واحد، وهو أنّه لا يوجد إيمان بالطائف مِن قبَل مَن يصِرّون على افتعال المشاكل حول أيّ شيء. المؤسف أنّهم ما يزالون في العام 1989، وكأنه لم يحصل شيء في البلد، وكأنّهم لم يعرفوا أنّ لبنان تغيَّر، وأنّ الطائف دُفِع ثمنُه دم 150 ألف شهيد من كلّ اللبنانيين سَقطوا قبل الوصول إلى هذا الطائف والدستور الذي يَحكمنا». وبحسبِ هؤلاء المقرّبين، «فإنّ كلّ اللبنانيين شهدوا أداءَ هذا الفريق، ورأوا بأمّ عيونهم كيف يَعمد إلى خلقِ أعرافٍ جديدة، لا يمكن أن نقبل أو نسمح لهم بأن يثبتوها بأيّ شكل مهما كلّف الأمر. إنّهم لا يريدون الطائف، لاحِظوا كيف يركّز هؤلاء دائماً على الرئيس القوي، نحن أيضاً ودائماً مع الرئيس القوي، الحَكم العادل الذي يجمع الناس حوله ويلمّ شملَ البلد، والذي ينطق بالكلمة التي تجمع، وليس الرئيس القوي الذي يريدونه ويتصرّف كأمبراطور». أضافوا: «لا يوجد معنى للوساطة في نظر الرئيس برّي، فهو من البداية لم يطلب شيئاً، بل قال إنّ هناك من يجب عليه أن يعتذر من اللبنانيين لا أكثر ولا أقلّ. مشكلتهم أنّهم يعتقدون أنّهم بالعناد يمكن أن يكسروا بري، على هؤلاء أن يقرأوا بري جيّداً. وعن مصير الحكومة وإذا ما كانت ستتأثّر جرّاء الأزمة الراهنة، قال هؤلاء: «حسب التطوّرات، لكلّ حادثٍ حديث».

عون

وكان رئيس الجمهورية قد أكّد أمام وفدِ الرابطة المارونية التزامَه بالطائف وتصميمَه «على ممارسة الصلاحيات التي حدّدها الدستور لرئيس الجمهورية من دون زيادة ولا نقصان». وقال إنه «لا يمكنه أن يتغاضى عن المخالفات القانونية التي تحصل»، و»إنّ الشارع لم يكن يوماً مكاناً لحلّ الخلافات السياسية، بل المكان الطبيعي هو المؤسسات الدستورية، ورأى «أنّ ما حصَل في اليومين الماضيَين يجب ألّا يتكرّر».

تهديدات إسرائيل

في هذا الوقت، اقتحمت إسرائيل أجواءَ لبنان بتهديدات جديدة باجتياحه، فاعتبَرت أنّ إطلاق أيّ صاروخ منه عليها ستعتبره إعلانَ حرب، وردُّها سيكون قاسياً وتدميرياً ولا يميّز بين «حزب الله» ولبنان. وتزامنَت تهديداتها بمحاولة عرقلةِ طريق لبنان نحو الاستفادة من ثروته الغازيّة والنفطية في البحر، عبر إعلان وزير دفاعِها أفيغدور ليبرمان «أنّ «بلوك الغاز «رقم 9» في البحر، هو لنا، ومع ذلك أعلنَ لبنان مناقصةً بشأنه»، و»ممنوع أن يكون هناك أشخاص يلهون على البحر في بيروت وأشخاص ينامون في الملاجئ في تل أبيب». واستنفر لبنان سياسياً ورسمياً في وجه كلام إسرائيل، فاعتبَر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّ كلام ليبرمان «تهديدٌ للبنان وحقِّه في ممارسة سيادته على مياهه الإقليمية»، فيما رَفض بري المنطقَ الإسرائيلي، مذكِّراً بأنّ «شجرة العديسة كادت تؤدّي إلى نشوب حرب جديدة، فكيف بالأحرى بالنسبة إلى بئر النفط والغاز، حقّنا معروف وخارطتُنا في الأمم المتّحدة قبل نشوء إسرائيل». وأمّا رئيس الحكومة سعد الحريري فأعلنَ مِن تركيا، حيث التقى المسؤولين الأتراك وفي مقدّمهم الرئيس رجب طيب أردوغان: «إنّ ادّعاءَ ليبرمان بشأن البلوك 9 «باطلٌ شكلاً ومضموناً، وهو يقع في إطار سياسات إسرائيل التوسّعية والاستيطانية لقضمِ حقوقِ الآخرين وتهديدِ الأمن الإقليمي»، مشيراً إلى أنّ الحكومة اللبنانية ستتابع خلفيات هذا الكلام مع الجهات الدولية المختصة، للتأكيد على حقّها المشروع بالتصرّف في مياهها الإقليمية ورفضِ أيّ مساسٍ بحقّها من أيّ جهة كانت، واعتبار ما جاء على لسان ليبرمان استفزازاً سافراً، وتحدّياً يَرفضه لبنان».

ليبرمان: ممنوع أن يلهو أشخاص على البحر في بيروت فيما أشخاص ينامون بالملاجئ في تل أبيب

وزراء إسرائيليون يدعون إلى مهاجمة إيران مباشرةً

الكاتب:القدس - من محمد أبو خضير,القدس - من زكي أبو حلاوة .... أقر وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان بأن الجبهة الداخلية هي «التحدي الأكبر» الذي تواجهه الدولة العبرية في الحرب المقبلة، معتبراً أنه «ممنوع أن يكون هناك أشخاص يلهون على البحر في بيروت وأشخاص ينامون في الملاجئ في تل أبيب»، في إشارة إلى لجوء الاسرائيليين إلى الملاجئ بسبب الصواريخ التي يتوقع أن يطلقها «حزب الله» في أي مواجهة محتملة. كلام ليبرمان جاء خلال المؤتمر الدولي السنوي الحادي عشر «عدو أم شريك» الذي ينظمه معهد أبحاث الأمن القومي في إسرائيل، وزعم فيه أنّ بلوك الغاز في البحر رقم 9 هو ملك لإسرائيل وليس للبنان. وقال في هذا السياق: «نحن بعد العام 2000 عدنا إلى الحدود الدولية المتفق عليها وكان هناك موافقة عليها... كل الاستفزازات التي يحاول (حزب الله) القيام بها والتحدي... مثلاً فجأة سمعنا أن هناك ضغوطا تمارس.. ما الذي حصل إذا أقمنا عائقاً في أرضنا السيادية؟ أو أنهم مثلاً طرحوا مناقصة على حقول الغاز من بينها البلوك 9 الذي هو لنا! وحتى أنهم عرضوه في مناقصة طرحت دولياً... وهناك شركات محترمة برأيي ترتكب خطأ فادحاً لأنه خلاف لكل القواعد والتصرفات في هذه الحالات وهي ليست الحالة الأولى التي تكون موضع خلاف في الساحة الدولية على حقول النفط والغاز وغيرها... يوجد هنا تصرف استفزازي ونحن نسعى للتصرف بحزم ولكن بمسؤولية أيضاً». وتطرّق ليبرمان إلى المخاوف الإسرائيلية من الجبهة الشمالية، قائلاً: «عندما نتحدث عن جبهة الشمال فهي لا تشمل لبنان فقط بل سورية أيضا وهنا يمكن القول إن سورية ليس لديها القدرة على القول لا لحزب الله الذي أصبح لديه آلاف الصواريخ المتنوعة». ولفت إلى أنّ الجميع يُدرك أن الجبهة الداخلية هي التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل في الحرب المقبلة، مضيفاً «ان معايير اليوم غير معايير الأمس وإسرائيل قوة في المنطقة... ممنوع أن يكون هناك أشخاص يلهون على البحر في بيروت وأشخاص ينامون في الملاجئ في تل أبيب». وحذر من خطورة المس بشمال إسرائيل لأن الرد «سيكون مدمراً للبنى التحتية ومراكز حيوية في لبنان». واعتبر أن «إيران هي الاساس وتقف وراء كل ما يحصل في الشمال والجنوب والمنطقة، في لبنان وسورية والعراق»، مضيفاً ان «الميليشيات الشيعية مجهزة بنفس الصواريخ والخبرة والمستشارين، كالذين نراهم في اليمن أيضاً، ووراء هؤلاء جميعاً يقف (الجنرال) قاسم سليماني». ووصف الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى بـ«السيئ جداً»، معتبراً أنه يُدخل منطقة الشرق الأوسط في سباق تسلح نووي. ولفت إلى أنّ الأميركيين يدركون أن الاتفاق النووي ليس تهديداً لإسرائيل فقط، بل هو تهديد للأميركيين والسعودية ولكل العالم، مضيفاً «ليس علينا اليوم إقناع دول الخليج بأن إيران هي خطر فوري علينا جميعاً هم يعلمون ذلك، نحن لسنا لوحدنا... هذه مشكلتنا جميعاً». وخلال الحوار معه، رفض ليبرمان أكثر من مرة الإجابة عن سؤال حول خطة اسرائيل في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعادت إيران لتخصيب اليورانيوم وإنتاج السلاح النووي. كما شدد ليبرمان على أن الصراع ليس مع الفلسطينيين، بل هناك صراع مع كل الدول العربية ويجب التوصل الى صفقة شاملة وتسوية مع دول عربية، داعياً لأن يكون هناك «سفارات في إسرائيل لكل الدول العربية المعتدلة ويكون هناك رحلات مباشرة في ما بيننا». في سياق متصل، ذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، الصادرة أمس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته موسكو، الاثنين الماضي، التموضع العسكري الإيراني في سورية ومخطط إنشاء مصانع صواريخ دقيقة في لبنان لصالح «حزب الله»... وحسب الضابط الإسرائيلي السابق الكاتب بصحيفة «معاريف» أفرايم غانور، فإن «أحد الأهداف الاساسية لزيارة نتنياهو هو أن ينقل من خلال بوتين تحذيراً لإيران ولـ(حزب الله) لا يقبل التأويل، أنه إذا لم توقف طهران الآن وفوراً خطواتها هذه، فلدى إسرائيل خطة عمل لتدمير كل هذه التهديدات». في السياق نفسه، دعا وزراء في الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر «الكابينيت»، إلى توجيه ضربات مباشرة إلى إيران وتغيير الاستراتيجية المتبعة ضدها وضد المنظمات التي تمولها سواء في غزة أو لبنان. وفي هذا السياق، اعتبر وزير التعليم نفتالي بنيت، وهو أيضاً زعيم حزب «البيت اليهودي»، أنه يجب تغيير إستراتيجية القتال الإسرائيلية من مهاجمة «المنظمات الإرهابية» إلى مهاجمة إيران نفسها، قائلاً «يجب أن نتبع نهجاً جديداً يهاجم بالأساس رأس الأفعى»، على حد قوله. وأكد ضرورة مواجهة إيران مباشرة وإضعاف سيطرتها على لبنان وسورية، مضيفاً «لقد استخدمت إيران وكلاء لمحاربة إسرائيل لأكثر من ثلاثين عاماً، لقد دفعنا الثمن العديد من الضحايا، ولكن إيران لم تدفع شيئاً، نحن نقاتل وكلاء إيران فقط، إن إسرائيل بحاجة إلى استراتيجية أوسع». وتابع: «أنا ادعو إلى وضع استراتيجية تتناول البلد الذي يستضيف التهديد، (حزب الله) هو لبنان ولن نقبل أي فصل بين هذين الكيانين»، معتبراً أن إطلاق أي صاروخ من لبنان على إسرائيل، يعني إعلان حرب من قبل الحكومة اللبنانية. بدوره، دعا وزير الإسكان يؤاف غالانت الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن للاستعداد لمواجهة أي معركة مباشرة ضد إيران.

ليبرمان: «البلوك 9» النفطي لنا

الجريدة..أعلن وزير ​الدفاع الإسرائيلي​ ​أفيغدور ليبرمان​، أمس، أن «بلوك الغاز في البحر رقم 9 هو لنا، ومع ذلك أعلن ​لبنان​ مناقصة بشأنه». ورد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، أمس، على كلام الوزير الإسرائيلي معتبراً أنه «يشكل تهديداً مباشراً للبنان ولحقّه في ممارسة سيادته الوطنية على مياهه الإقليمية». وعلق رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، قائلا: «ادعاء ليبرمان باطل، والحكومة ستتابع خلفيات كلامه مع الجهات الدولية المختصة للتأكيد على حقها المشروع بالتصرف في مياهها الإقليمية»، مضيفاً: «ادعاء الوزير الإسرائيلي يقع في إطار سياسات إسرائيل التوسعية والاستيطانية لقضم حقوق الآخرين وتهديد الأمن الإقليمي». كما نبه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى خطورة كلام ليبرمان.

توقيع عقود التنقيب عن النفط والغاز في البلوكين 9 و4 بموعده

لبنان «هبّ» بصوت واحد رفضاً للتهديد الإسرائيلي «المباشر»

بيروت - «الراي» ... «هبّ» لبنان أمس، ومن خلف «خطوط» أزمته السياسية المستجدة، ليعترض بصوت عالٍ واحد على إعلان وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان ان «بلوك الغاز في البحر رقم 9 هو لنا، ومع ذلك أعلن لبنان مناقصة بشأنه، هذا يمثل استفزازاً وتحدياً سافراً لنا». واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان ما أعلنه ليبرمان «يشكل تهديداً مباشراً للبنان ولحقّه في ممارسة سيادته الوطنية على مياهه الاقليمية التي يقع البلوك 9 في نطاقها، يُضاف الى سلسلة التهديدات والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للقرار 1701 في الجنوب». وفيما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري ان موقف وزير الدفاع الاسرائيلي «خطير»، لافتاً في الوقت نفسه إلى «أن زيارة بنيامين نتنياهو إلى روسيا أكثر من خطيرة، ما يتطلب من اللبنانيين التشبث بالوحدة»، اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري «ان كلام ليبرمان عن ان البلوك رقم 9 الخاص عائد لإسرائيل هو ادعاء باطل شكلاً ومضموناً ويقع في إطار سياسات اسرائيل التوسعية والاستيطانية لقضم حقوق الآخرين وتهديد الأمن الإقليمي». بدوره، ذكّر وزير الخارجية جبران باسيل بمضمون مذكّرة سبق ان وجّهها الى الأمم المتحدة في 18 يناير الماضي رداً على رسالة البعثة الاسرائيلية حول البلوك 9 «الذي تدعي اسرائيلي عدم أحقية لبنان بتلزيمه»، وأكد فيها موقف «الحكومة اللبنانية بأن البلوك التاسع هو ملكية لبنانية ويقع كلياً في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة» و«انّ الجمهورية اللبنانية تؤكّد حقّها في الدفاع بكلّ الوسائل المتاحة عن نفسها وعن مصالحها الاقتصادية المحقّة والموثقة، في حال أي اعتداء عليها والقيام بأي ردّ ممكن مماثل». وجاء الموقف الاسرائيلي قبل أيام من الاحتفال الرسمي التاريخي الذي يشهده لبنان (9 فبراير) بحضورٍ رئاسي لتوقيع عقود الاستكشاف والتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية اللبنانية مع تحالف شركات النفط «توتال» الفرنسية، و«نوفاتك» الروسية، و«إيني» الإيطالية والذي تمّ منحه رخصتين بتروليتين حصريتين في كل من الرقعة رقم «4» والرقعة رقم «9». وقد اكد وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل أمس ان الاحتفال قائم في موعده.

الأزمة في لبنان تَخْرُج من الشارع إلى... «الطائف»

عون مصمّم على صلاحياته وبري اعتذر عن الاحتجاجات على الأرض

 «الراي» .. لا استقالات من الحكومة المعرَّضة لـ «التعثّر» في عملها.... بعد يوميْن من «العصْف» على المنابر وفي الشارع بما وضع لبنان أمام منزلق خطِر سياسياً وطائفياً، أعيدت الأزمة المتفجّرة بين رئيسيْ الجمهورية العماد ميشال عون والبرلمان نبيه بري إلى الانضباط تحت سقف «ربْط النزاع»، وسط ملامح سحب فتيل التحركات الاحتجاجية التي نفّذها مناصرو حركة «أمل» (يتزعّمها بري) الاثنين والثلاثاء الماضيين رداً على وصْف رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل لبري بأنه «بلْطجي» متوعِّداً بـ «تكسير رأسه» وما رافَقَها من دعوةٍ للأخير الى الاعتذار العلني أو الاستقالة. وحَمَل يوم أمس موقفيْن لكل من عون وبري «وضعا الإصبع» على جوهر الأزمة الذي لفّه «غبار» الاحتجاجات في الشارع والصراخ السياسي بما أوحى بأن الجميع أفرغوا ما في جعبتهم في لعبة «حافة الهاوية» بعدما كان رئيس الجمهورية حدّد إطاراً لمخرجٍ يقوم على «التسامح» عن «خطأ كبير (التحركات الاحتجاجية) بُني على خطأ (كلام باسيل)»، واكتفى رئيس «التيار الحر» بـ «الأسف» رافضاً الاعتذار، فيما بدا رئيس البرلمان أمام محكّ ان ترتدّ عليه لعبة الشارع وتسيء الى موقعه وفي الوقت نفسه توفّر هدية تزيد من الرصيد الشعبي لباسيل في الوسط المسيحي. ويتمثّل جوهر الأزمة في الخلاف بين عون وبري، حليفيْ «حزب الله»، حول الصلاحيات والتوازنات في إدارة الحكم وسط اتهام رئيس البرلمان وفريقه لرئيس الجمهورية بالرغبة في العودة الى ما قبل نظام الطائف واستعادة صلاحيات للرئاسة الأولى بالممارسة، وهو ما «انفجر» مع مرسوم منْح سنة أقدمية لضباط دورة 1994 في الجيش من دون أن يحمل توقيع وزير المال (الشيعي حالياً). وفي هذا السياق، أكد عون أمس أمام زواره أنه «مصمم على ممارسة الصلاحيات التي حددها الدستور لرئيس الجمهورية من دون زيادة ولا نقصان»، مجدداً التزامه اتفاق الطائف، وداعياً الى «تطبيقه من دون انتقائية واحترام مبادئ وثيقة الوفاق الوطني التي تحمي الوحدة الوطنية وتحقق التوازن بين مكونات المجتمع اللبناني». وأكد انه لا يمكنه «أن يتغاضى عن المخالفات القانونية التي تحصل»، لافتاً الى «أن من يعرقل مسيرة الاصلاح لا يريد الخير للبنان واللبنانيين، كما لا يريد بناء دولة القانون والمؤسسات»، مشدداً على «أن الشارع لم يكن يوماً مكاناً لحل الخلافات السياسية، واللجوء اليه يؤذي الاستقرار الذي ينعم به لبنان وسط جواره المتفجر»، ولافتاً الى «أن ما حصل في اليومين الماضيين يجب ألا يتكرر». وجاء كلام عون في ردّ ضمني على ما نُقل عن بري من في توصيفه لما يَجري اذ قال: «إنّ أخطر ما يحصل أنّ هناك مَن لم يغادر مرحلة ما قبل (الطائف)، ويُراد فعلاً نسفُ (الطائف) والدستور وإيجاد أعراف جديدة، ولا يتوقّع أحد أنّني أنا نبيه بري قد أقبل بذلك أو بتثبيت هذه القواعد والأعراف المخالفة للدستور». ولم تمرّ ساعات قليلة على هذا الكلام الذي أكد استمرار الأزمة مع عون في جانبها السياسي - الدستوري حتى أعطى بري أمام مَن التقاهم في «لقاء الأربعاء» النيابي إشارة الى إخماد التحركات في الشارع موجهاً في الوقت عيْنه رسالة ضمنية تحضّ باسيل على جرأة الاعتذار من اللبنانيين بعدما بادر رئيس البرلمان الى تقديم «اعتذار إلى كل اللبنانيين، الذين لحق بهم أذى على الأرض، على الرغم من أن الجميع يعرف أن لا بري ولا (حركة أمل) لها علاقة من قريب أو بعيد بما حصل على الأرض». وفي ردّ غير مباشر على ما اعتبره فريقه موقفاً من رئيس الجمورية يساوي بين «الظالم والمظلوم»، قال بري: «هناك كلام كثير قيل في الصالونات وعلى الشاشات حول ما حصل في المرحلة الأخيرة، ويهمني أن أقول إن السبب دائماً لا يكون مثل النتيجة»، مؤكداً أنه لم يطلب اعتذاراً «بل المطلوب تقديم اعتذار إلى اللبنانيين، كل اللبنانيين، للإهانات والإساءات التي حصلتْ». وحرص رئيس البرلمان على وضع حدّ للتكهنات حول إمكان استقالة الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس سعد الحريري رداً على رفض باسيل الاعتذار، اذ أوضح «أن كل كلام يشاع حول استقالة الحكومة وغيرها لم يناقش، ولم يطلب من أحد اللجوء إلى هذا الخيار»، قبل ان يتَدارك: «لكننا في السياسة ما زلنا على مواقفنا، وفي الملفات أيضاً، ولم نتراجع قيد أنملة عن مقارباتنا الدستورية والنظامية والقانونية»، ملمحاً الى احتمال تعثُّر العمل الحكومي بفعل الأزمة الحالية. وعلى وقع استمرار الهجوم الكلامي العنيف من نواب في كتلة بري على الوزير باسيل، لفتت عملية إقحام مطار رفيق الحريري الدولي أمس في الاشباك المستجدّ، إذ نفّذ عدد من مناصري «أمل» من اتحاد النقل الجوي تحركاً أمام المطار قرب مدخل المسافرين احتجاجاً على كلام وزير الخارجية بحق رئيس البرلمان، مع تلويح بـ «عصيان» في المطار بحال لم يحصل الاعتذار.

 

الحريري ناقش في تركيا مؤتمرات دعم لبنان

بيروت - «الراي» ... شكّلت المؤتمرات الدولية الثلاث التي ستُعقد لدعم جيش لبنان في روما (نهاية فبراير) واقتصاده (باريس اوائل ابريل) ومساعدته على تحمل عبء النازحين السوريين (بروكسيل نهاية ابريل) محور زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لأنقرة، حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بينالي يلدريم. وأكد يلدريم بعد اجتماعه بالحريري ان البحث تناول المؤتمرات الدولية الثلاث والوضع في المنطقة كما في لبنان، مشدداً على «ان تطبيق لبنان لسياسة الحيادية بالوحدة والتعاضد وبمفهوم وطني هو أمر مهم للغاية»، ومعلناً «قررنا المشاركة الفاعلة في مؤتمري روما وباريس». وأوضح «اننا قدمنا معلومات مفصلة للرئيس الحريري عن عملية(غصن الزيتون)التي ننفذها في منطقة عفرين والتي تستهدف القضاء على الأوكار الإرهابية هناك»، لافتاً الى «أننا تناولنا ايضاً المواضيع الإقليمية ومستقبل سورية وسبل التأسيس للسلام في هذا البلد»، ومعلناً بعد مسيرة «سوتشي»، ستبدأ مسيرة «جنيف» تحت إشراف الأمم المتحدة، وكل هذه النشاطات ستستمر تحت سقف الأمم المتحدة. بدوره، قال الحريري «ان اللقاء كان مناسبة لعرض خطة الحكومة اللبنانية لتعزيز الجيش والقوى الأمنية التي ستُطرح قريباً في مؤتمر روما، كما خطة الاستثمار في البنى التحتية التي ستُعرض قريباً ايضاً في مؤتمرٍ في باريس»، موضحاً«كما تطرقنا الى الازمة المستمرة في سورية والتي اتفقنا ايضاً على ان لا مخرج منها سوى بحلّ سياسي يضمن وحدة الأراضي السورية، ويضمن حقوق جميع المواطنين السوريين، خصوصاً حقوق النازحين».



السابق

مصر وإفريقيا...السيسي يتوعد «العابثين بأمن مصر» ... ويلوّح بالشارع وقال إن ما حدث منذ 7 سنوات لن يتكرر..قرار يمهّد لإعدام 10 من «الإخوان»..دعم الديمقراطية والاقتصاد يهيمن على زيارة ماكرون إلى تونس..قتل مسؤول «الدعاية» لدى «القاعدة» في الجزائر...فرنسا تحذر من عودة «داعش» إلى ليبيا..نائب البشير يخشى تفجر الأوضاع بسبب تزايد أعداد اللاجئين.."إيلاف المغرب" تجول في الصحافة المغربية الصادرة الخميس...

التالي

اخبار وتقارير...دماء تسيل في أفغانستان.. طالبان "تتغول" وأميركا توضح...رئيس المخابرات الأفغانية يزور باكستان حاملاً «أدلة» ضد متورطين بهجمات كابل..ولايات ألمانية تطالب بإلغاء العقوبات ضد روسيا...بكين: تفكير واشنطن يعود للحرب الباردة...مناهضو ترامب ينتقدون «فجوة عميقة» بين كلامه وأفعاله..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,792,308

عدد الزوار: 6,915,223

المتواجدون الآن: 116