أبو موسى يرفض نزع السلاح خارج المخيّمات: لا نتلقّى أوامرنا من سوريا

تاريخ الإضافة الإثنين 18 كانون الثاني 2010 - 5:00 ص    عدد الزيارات 4094    التعليقات 0    القسم عربية

        


رفض أمين سر حركة فتح ـــ الانتفاضة، أبو موسى، من مدينة صيدا أمس، نزع السلاح خارج المخيمات، أو نقله إلى داخلها، مشيراً إلى أن حركته لا تتلقى الأوامر من سوريا. وأبدى أبو موسى استعداده للدخول في حوار مع الحكومة اللبنانية بشأن هذا السلاح. زيارة أمين سر «فتح الانتفاضة» لصيدا هي الأولى له منذ عام 1982. في المدينة ذاتها، كان الرجل في عام 1976 أحد أبرز قادة معركة المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية ضد الدخول السوري إلى لبنان، وهي المعركة التي شهدت إحراق عدد كبير من الدبابات السورية أثناء محاولة الجيش السوري دخول المدينة. كان ذلك قبل أن يصبح الرجل أحد أهم حلفاء سوريا، منذ أن انشق على قيادة ياسر عرفات لحركة فتح، وأسّس «فتح ـــــ الانتفاضة» وخاض ضده معارك دامية في مخيمات الشمال، ابتداءً من عام 1983.
وفي صيدا، يتذكر فدائيون كثر القائد الميداني لحركة فتح، الذي أسهم في التصدي للاجتياح الإسرائيلي في عام 1978، قبل أن يحلّ مكانه الحاج إسماعيل جبر قائداً لقوات المقاومة الفلسطينية في لبنان.
طول الغياب عن المدينة التي «أحببتها كثيراً» لم يكن كافياً لمحو «ذكريات جميلة عشتها في صيدا، ولم ينسني ناسها الطيبون والمناضلون من أجل قضية فلسطين»، قال أبو موسى لرئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري والشيخ ماهر حمود اللذين زارهما أمس. أضاف: «صيدا تعني لي الكثير. فيها أكلت وشربت وعشت أجمل أيامي». الحديث عن صيدا أعاده إلى أبو عمار الذي «كان يدير الأمور بدهاء». يقول ممازحاً: «كنا نعبر الحواجز العسكرية السورية بعد دخول الجيش السوري إلى لبنان وكان أبو عمار يحب توريطنا واختبارنا».
وفي صيدا أمس، قال أبو موسى كلاماً لافتاً عن السلاح الفلسطيني في لبنان، سواء أكان خارج المخيمات أم داخلها، إذ رفض، في تصريح له، تسليم فتح ـــــ الانتفاضة سلاحها خارج المخيمات، أو نقله إلى داخل المخيمات. وقال: «نحن نعترف بأنّ لنا سلاحاً في المخيمات، ولا نرى ضرورة لمزيد من السلاح في داخلها، لأن الموجود يكفي. والسلاح الموجود خارج المخيمات له رؤية وأهداف تختلف عن تلك المرتبطة بما هو داخل المخيمات. والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات لم يوجد ضمن معادلة لبنانية ـــــ لبنانية، بل أتى أو وُجد ضمن معادلة صراع عربي ـــــ إسرائيلي. ونحن نرى أن الصراع مع هذا العدو لم ينته إلى الآن». ورداً على سؤال عن أن البعض يرى أن زيارة الرئيس سعد الحريري لسوريا أعطت الضوء الأخضر لنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، قال أبو موسى: «نحن لا نتلقى أوامرنا بهذا الموضوع من سوريا. سوريا حليفة على الرأس والعين. أما مسألة الوجود أو عدم الوجود، فهذا قرار فلسطيني ذاتي غير خاضع لأي قوى مهما كانت».
أضاف: «إذا كانت هناك رؤية جديدة لإخواننا في السلطة أو في الحكومة اللبنانية تنص على أن المواقع الموجودة حالياً ينبغي تغييرها أو تعديلها، بما لا يضر برؤيتنا للصراع، وبما لا يحدث في الوقت نفسه أي ضرر يمس أمن اللبنانيين، فنحن مستعدون للحوار مع الحكومة اللبنانية عندما تكون لديها فرصة لفتح حوار. أما إلغاء وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بالمطلق، فنحن لنا رؤية ونعترض عليه، لأننا نرى أن هذا العدو لا يزال يمثّل خطراً، سواء على لبنان أو علينا أو على سوريا أو على أي موقع من مواقعنا الموجودة في هذه المنطقة. في الوقت نفسه، نحن نرى أن وجودنا أيضاً خارج المخيمات أو سلاحنا خارج المخيمات لم يمثّل في يوم من الأيام أي إساءة إلى الأمن اللبناني، ونحن حرصاء على أن نكون تحت الرؤية اللبنانية، بمعنى الأمن اللبناني».

مسؤول رفيع في حركة فتح: السلاح خارج المخيمات غير فلسطيني

كلام أبو موسى لم يكن قد لقي ردود فعل لبنانية أمس، مع أنّ من المتوقع أن يثير زوبعة في الإطار اللبناني ـــــ اللبناني. أمّا على الصعيد الفلسطيني، فعلق مسؤول رفيع في حركة فتح، في اتصال مع «الأخبار»، على كلام أمين سر «الانتفاضة» بالقول: «السلاح خارج المخيمات هو غير فلسطيني. وبناءً على ذلك، فإن هذا الكلام لا يعنينا».
أما في قوى التحالف الفلسطيني (الفصائل المعارضة لمنظمة التحرير)، فرفض أحد المسؤولين البارزين التعليق على كلام أبو موسى، قائلاً إنه «لا ينبغي تقديم أي ذريعة لمن يريدون استغلال أي تصريح لاستهداف الوجود الفلسطيني». في المقابل، أشار مسؤول الجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة في لبنان، رامز مصطفى، الذي تشارك جبهتُه حركةَ فتح ـــــ الانتفاضة بوجود قواعد عسكرية خارج المخيمات، أشار إلى أن الجبهة ملتزمة «الحوار مع الحكومة اللبنانية في ما يخص السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، للتوصل إلى صيغة تضمن المصلحة اللبنانية ـــــ الفلسطينية المشتركة، في مواجهة التهديدات الإسرائيلية والضغوط الدولية الرامية إلى توطين الفلسطينيين». ولفت مصطفى إلى أن «كل الأحداث التي شهدها لبنان على مدى السنوات الماضية أثبتت عدم وجود أي وظيفة لهذا السلاح في الداخل اللبناني».


المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,152,454

عدد الزوار: 6,757,432

المتواجدون الآن: 127