لبنان...الحريري عاد ليلاً.. ومصير الاستقالة يتّضح اليوم...عون للعرب في ذكرى الاستقلال: التعاطي مع لبنان يحتاج إلى الكثير من الحكمة....الحريري في بيروت... ولبنان أمام «أزمة مفتوحة» و«حزب الله» يُناوِر لاحتواء الاستقالة وتعطيل مَفاعيلها....ترمب: نقف بثبات مع لبنان وندعم جهود حماية استقراره...قائد الجيش يدعو العسكريين للجهوزية ومواجهة تهديدات إسرائيل...بداية مشجعة «غير كافية» لتسجيل المغتربين في الانتخابات اللبنانية..جنبلاط: استقلال اليوم مِن مَن؟ مساكين وكأنهم في مسرح الأوهام....الخارجية الفرنسية: تدخل «حزب الله» في سورية خطر....روحاني لماكرون:للعب دور بنّاء....

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 تشرين الثاني 2017 - 6:48 ص    عدد الزيارات 2950    التعليقات 0    القسم محلية

        


الحريري عاد ليلاً.. ومصير الاستقالة يتّضح اليوم...

الجمهورية....مع عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت ليلاً حيث توجّه من المطار الى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حضور مدير مكتبه نادر الحريري، وقرأ الفاتحة عن روحه وأرواح رفاقه الشهداء وقال «شكراً للبنانيين»، من ثمّ عاد الى «بيت الوسط»، ازدحمت الساحة السياسية بوابلٍ مِن الأسئلة حول مصير استقالته وتالياً مصير الوضع الحكومي والخيارات التي يمكن اللجوء اليها حكومياً وعلى كلّ المستويات لإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده، علّه بنتائجه يشكّل معبراً الى سلطة جديدة ينبغي ان تنقل البلاد الى واقعٍ جديد، بمعزل عمّا سيؤول إليه مصير الأزمات المشتعلة في المنطقة. وأجمعَت كلّ المعطيات والمعلومات التي توافرَت لـ»الجمهورية» حتى مساء امس على انّ الحريري سيؤكد استقالته في بيروت مشفوعةً بمجموعة لاءات ستشكّل عنوانَ تعاطيه وحلفاءَه مع الأفرقاء الآخرين في هذه المرحلة. وتؤكّد المعلومات انّ الحريري، وحسب ما تسرّبَ من اوساطه لن يقبل تكليفَه مجدداً تأليفَ حكومة جديدة في حال انتهَت الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيد، وأكد مسؤول كبير لـ»الجمهورية» انّ رئيس الجمهورية ملزَم بالدعوة لهذه الاستشارات بمجرّد إصرار الحريري على الاستقالة وتخوّف من نشوء أزمة حكومية في البلاد ذات وجهين: الاوّل، إستنكاف الشخصيات السنّية ذات المواصفات الوازنة عن قبول التكليف، لاعتبارات داخلية وإقليمية، ترتبط بالأسباب والخلفيات التي انطوَت عليها استقالة الحريري. والثاني، وقوع البلاد تحت سلطةِ حكومة تصريف أعمال لا حول لها ولا طَول مع ما يمكن ان يَحول دون إجراء الانتخابات النيابية، مبكرةً أو في موعدها، خصوصاً انّ رئيس الجمهورية وأفرقاء آخرين بدأوا يُلمّحون في اتصالاتهم مع بعض عواصم القرار، وأمام بعض سفراء الدول الكبرى، إلى انّ هناك جهات محلية وخارجية تعمل على استيلاد مناخات لتعطيل إجراء الانتخابات، خصوصاً انّها قد لا تأتي بالنتائج التي تطمح إليها. تحلّ الذكرى 74 للاستقلال هذه السنة في ظلّ وضعٍ غامض حيال مستقبل العلاقات السياسية بين مختلف الافرقاء السياسيين في ضوء استقالة الحريري ومصيرها، وبالتالي مصير الحكومة والحكم استطراداً، في موازاة ارتفاع حدة التوتر السعودي ـ الايراني والتهديدات الاميركية ـ الاسرائيلية. لكنّ لبنان يعوّل كثيراً على الوحدة الوطنية التي يشكّل العيد اليوم مناسبةً لانطلاقتها على أسسٍ جديدة تبقى رهنَ قدرةِ الحكم على خلقِ مناخات تسمح بها، وأبرزُها إبعاد لبنان عن النزاعات وسياسة المحاور...

برقيات تهنئة ومؤشّرات

ولاحظت مراجع سياسية متفائلة بتسويةٍ للوضع الحكومي، مؤشّرات الى تنشيط العلاقات اللبنانية ـ السعودية التي اعترَتها برودةٌ خلال الاسبوعين الاخيرين، وذلك في ضوء برقية خادِم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للتهنئة بالاستقلال، وكذلك برقيّة وليّ العهد الامير محمد بن سلمان التي تمنّى فيها «للحكومة والشعب اللبناني المزيدَ من التقدم والازدهار»، وذلك بعد مجيء السفير السعودي وليد اليعقوب الى لبنان. وتوقّفَت هذه المراجع باهتمام كبيرعند الدورَين المصري والفرنسي لحلّ الأزمة المستجدة، عبر الدفع في اتّجاه معالجة اسباب استقالة الحريري وإعادة تطبيع الوضع الحكومي، فيَستمرّ الحريري على رأس الحكومة بما يُجنّب لبنان فراغاً حكومياً لأنّه قد يكون متعذّراً حصول اتّفاق بين الأفرقاء السياسيين على تأليف حكومة جديدة، خصوصاً إذا أصرّ البعض على أن لا تكون هذه الحكومة سياسية وتضمّ وزراءَ من التكنوقراط، أو سياسية ولا تضمّ كلّ المكوّنات السياسية. وكذلك توقّفَت المراجع نفسُها عند تأكيد الرئيس الاميركي دونالد ترامب في برقيتيه الى عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري انّ لبنان «شريك قوي» للولايات المتحدة الاميركية «في مواجهة تهديد الارهاب والتطرّف العنيف». مؤكّداً وقوفَه «بثبات مع لبنان» ومواصلة «دعمِ جهود بلدِكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته».

عون

في هذا الوقت، أكّد عون في الرسالة التي وجّهها الى اللبنانيين عشيّة عيد الاستقلال أمس انّ «ما تلقّاه لبنان هو تداعيات الصدامات وشظايا الانفجارات ولا شيء ينفَع في معالجة التداعيات إنْ لم يقفل باب النزاعات، ولكنّه في كلّ الحالات لن ينصاع الى أيّ رأي أو نصيحة أو قرار يَدفعه في اتّجاه فتنة داخلية». وقال: «تأتي الأزمة الحكومية الأخيرة والإشكالية التي أحاطتها، فصحيح أنّها عبَرت، إلّا أنّها قطعاً لم تكن قضيّة عابرة لأنّها شكّلت للحكم وللشعب اللبناني اختباراً صادماً وتحدّياً بحجم القضايا الوطنية الكبرى يستحيل إغفالها والسكوتُ عنها». وسأل: «هل كان يجوز التغاضي عن مسألة واجب وطنيّ فُرضَ علينا لاستعادة رئيس حكومتِنا إلى بلدِه لأداء ما يوجبه عليه الدستور والعرف استقالة أو عدمها وعلى أرض لبنان؟». وتوجّه عون الى «الأشقّاء العرب»، قائلاً إنّ «التعاطي مع لبنان يحتاج الى كثير من الحكمة والتعقّل، وخلاف ذلك هو دفعٌ له في اتّجاه النار، وعلى الرغم من كلّ ما حصَل لا تزال آمالنا معقودة على جامعة الدول العربية بأن تتّخذ المبادرة انطلاقاً من مبادئ ميثاقِها وأهدافه وروحيته فتحفظ نفسَها والدولَ الأعضاء فيها، وتنقِذ إنسانَها وسيادتها واستقلالها».

الحريري عند السيسي

وعشية عودته الى بيروت حيث يقام له استقبال شعبي في «بيت الوسط» بعد ان يشارك في عرض الاستقلال وتقبّلِ التهانئ، انتقلَ الحريري من باريس الى القاهرة حيث اجرى محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية تناوَلت آخرَ التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية. وكان لافتاً استقبالُ السيسي الحريري بحرارةٍ عند مدخل القصر، وعقِد اجتماعٌ حضَره وزير الخارجية سامح شكري ومدير المخابرات خالد فوزي ومدير مكتب الرئيس المصري اللواء عباس كامل. وأعقبَ هذا الاجتماع خلوةٌ بين السيسي والحريري تلتها مأدبةُ عشاء تكريمية أقامها الرئيس المصري على شرف ضيفه. وأفاد بيان أصدرَته الرئاسة المصرية أنّ السيسي شدّد خلال لقائه والحريري على ضرورة «توافقِ الأطراف» اللبنانية ورفضِ «التدخّل الأجنبي». وأكّد «دعمه الكامل للحفاظ على استقرار لبنان»، وطالب بضرورة «توافقِ جميع الأطراف اللبنانية في ما بينَها وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للشعب اللبناني، ورفض مساعي التدخّل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبنان».

الحريري

وبَعد اللقاء، شكرَ الحريري للرئيس المصري «استضافتَه لي في مصر والعشاء الذي أقامه، حيث كان لنا حديثٌ طويل مبنيّ على استقرار لبنان وضرورة أن يكون هناك في لبنان والمنطقة نأيٌ بالنفس عن كلّ السياسات الإقليمية». وأضاف: «أشكر مِصر على دعمها وأشكر الرئيسَ السيسي على دعمه للبنان واستقراره، وإنْ شاء الله يكون عيد الاستقلال غداً (اليوم) في لبنان عيداً لجميع اللبنانيين. وكما قلت في باريس فإنّني سأعلن موقفي السياسي في لبنان، ولن أتحدّث الآن في السياسة». وقد عرّج الحريري الى قبرص في طريق عودتِه من القاهرة الى بيروت حيث التقى الرئيس القبرصي نيكوس أناستسياديس وعرَض معه الأوضاع العامة وآخرَ التطورات في لبنان والمنطقة. وفي هذه الأثناء تلقّى عون مساء أمس اتّصالاً هاتفياً من السيسي، وشكرَه على الاهتمام الذي أبداه في معالجة الأزمة التي نشأت بعد إعلان الحريري استقالته «وتمّ التأكيد خلال الاتصال على أهمّية المحافظة على الاستقرار السياسي والأمني في لبنان» .

مساعٍ فرنسية

وكانت الجهود قد انصبّت طوال الايام الثلاثة الماضية على خلقِ مناخ جديد وحلِّ الأزمة القائمة، وتولّت الديبلوماسية الفرنسية هذه المساعي، سواء من خلال الرئيس ايمانويل ماكرون شخصياً أو من خلال وزارة الخارجية وسفراء فرنسا في المنطقة، إضافةً الى الامم المتحدة والولايات المتحدة. وعلمت «الجمهورية» من مصادر ديبلوماسية انّ الاتصال الذي أجراه ماكرون بنظيره الايراني الشيخ حسن روحاني «كان إيجابياً، لكنّ الجانب الفرنسي يريد ضمانَ المرشد الأعلى للثورة الاسلامية السيّد علي خامنئي الذي يمسِك بالقرار الايراني في المنطقة». وقالت هذه المصادر إنّ السفير الفرنسي في طهران «تمكّنَ من الاطّلاع على الموقف الايراني الحقيقي وهو انّه لا يتدخّل في شؤون «حزب الله» وعلى الحزب ان يقرّر مدى ضرورة مشاركتِه في حروب المنطقة ضد الإرهاب أو الاكتفاء بالساحة اللبنانية ضد إسرائيل فقط». وأضافت المصادر: «لكنّ الجانب الاميركي لم يثِق بالموقف الايراني هذا واعتبَره تنصّلاً من مسؤولية الضغط على «حزب الله» للانسحاب، على الأقلّ من اليمن، لكي تتمكّن المملكة العربية السعودية من القبول بعودة الحريري عن استقالته» . وفي وقتٍ وصَف روحاني «حزب الله» بأنه «جزءٌ من الشعب اللبناني ويتّسِم بشعبية كبيرة للغاية وسلاحُه ذات طبيعة دفاعية فقط ويُستخدَم في الهجمات الاحتمالية على لبنان»، أملت فرنسا في أن يتخلى الحزب عن سلاحه وأن يلتزم بقرارات مجلس الأمن الدولي. وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آنييس روماتيت أسبانييه، في بيان: «إنّ مطالب فرنسا في شأن «حزب الله» معروفة، نحن ننتظر من «حزب الله» أن يضع سلاحه جانباً وأن يتصرّف كحزب يحترم سيادة الدولة اللبنانية وفقاً لقرارات مجلس الأمن»، وأضافت: «الحفاظ على الاستقرار في لبنان يتطلّب أن ينأى «حزب الله» بنفسه عن التوتّرات في المنطقة». وتابعَت: «في هذا الوضع الحسّاس نحن نكمِل سياستنا في الحوار مع جميع الأحزاب اللبنانية ونشَجّعها على الاتفاق على حسنِ سير عجَلة مؤسسات الدولة الذي يعَدّ عاملاً رئيسياً للاستقرار». واعتبرَت أنّ تدخّلَ «الحزب» في النزاع السوري «يمثّل أمراً خطيراً»، مذكّرةً بـ»ضرورة احترامِ أمنِ الخط الأزرق والحدود مع إسرائيل».

مصادر بكركي

على صعيدٍ آخَر، أكّدت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» أنّ «البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يتابع من الفاتيكان مجرَيات الأزمة اللبنانية، وهو على تنسيق مع الجميع». وأشارت إلى أنّ «الراعي لن يتوجّه الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي قبل عودته الى لبنان، لكن لا شيء يَمنع حصولَ مِثل هذه الزيارة قريباً، خصوصاً أنّ التواصل بين بكركي وفرنسا مستمرّ ولم ينقطع يوماً».

عون للعرب في ذكرى الاستقلال: التعاطي مع لبنان يحتاج إلى الكثير من الحكمة

بيروت: «الشرق الأوسط»... أكد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون انتهاج لبنان سياسة مستقلة تحاشياً للدخول في نزاعات، وفي حين دافع عن سلاح «حزب الله» من دون أن يسميه، دعا الجامعة العربية «أن تتخذ المبادرة انطلاقاً من مبادئ وأهداف وروحية ميثاقها لتحفظ نفسها والدول الأعضاء فيها». وفي كلمة له في ذكرى الاستقلال التي تصادف اليوم، قال عون «لقد أعلنت في خطاب القسم أنه في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة من النيران المشتعلة حولنا إلى الداخل اللبناني، وأكدت ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية، والتزامه احترام ميثاق جامعة الدول العربية، وبشكل خاص المادة الثامنة منه؛ لذلك انتهجنا سياسة مستقلة تماماً وتحاشينا الدخول في النزاعات ودعونا إلى الحوار والوفاق بين الأشقاء العرب ولمّا نزل، لأن، في الحروب الداخلية خسارة حتمية للمنتصرين، كما للمهزومين، ولا معنى للحالين؛ لأن الخسارة الكبرى تقع على الوطن». وذكّر عون بالحروب والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، كما في مواجهة الإرهاب على حدوده الشرقية «الذي كان الهدف منه ضرب الاستقرار وزرع الفتنة»، سائلاً: «أليس أجدى أن تبادر الأسرة الدولية إلى مقاربة جديدة تقوم على الحقوق والعدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها تعالج عبرها قضايا السلاح والتسلح والحروب؟». وقال: «في كل تلك المراحل والمحطات التي كان لبنان يدفع أغلى الأثمان، ويحاول جاهداً إبعاد شبح الفتنة؛ فالوطن الذي بذل الدماء سخية، شعباً وجيشاً، ضد العدو الإسرائيلي كما التكفيري، وسطّر بطولات وتضحيات في تحرير أرضه من الاثنين معاً، ليس وطناً تسهل استباحته ما دام يعتصم بوحدته الداخلية في وجه الفتنة التي هي الشر الأكبر». وأضاف: «إن ما تلقّاه لبنان هو تداعيات الصدامات وشظايا الانفجارات، ولا شيء ينفع في معالجة التداعيات إن لم يقفل باب النزاعات. ولكنّه في كل الحالات لن ينصاع إلى أي رأي أو نصيحة أو قرار يدفعه باتجاه فتنة داخلية، ومن يرد الخير للبنان يساعده على تحصين وحدته؛ لأنها صمّام أمانه». وتوجه الرئيس اللبناني برسالة إلى الأشقاء العرب قائلاً: «إن التعاطي مع لبنان يحتاج إلى الكثير من الحكمة والتعقّل، وخلاف ذلك هو دفعٌ له باتجاه النار. وعلى الرغم من كل ما حصل لا تزال آمالنا معقودة على جامعة الدول العربية، بأن تتخذ المبادرة انطلاقاً من مبادئ وأهداف وروحية ميثاقها، فتحفظ نفسها والدول الأعضاء فيها، وتنقذ إنسانها وسيادتها واستقلالها»، وإلى «المجتمع الدولي المدرك لأهمية الاستقرار في لبنان، وأدعوه ليصونه من خلال التطبيق الكامل للعدالة الدولية»، وإلى اللبنانيين «بوحدتكم تخطيتم الكثير من الصعاب والأزمات والمخاطر، فلا تسمحوا للفتنة أن تطل برأسها بينكم لأنها الدمار الشامل الذي لا ينجو منه أحد. وحدها وحدتكم هي المنقذ، هي أمانكم، هي استقراركم، وهي مستقبل وطنكم وأولادكم».

الحريري في بيروت... ولبنان أمام «أزمة مفتوحة» و«حزب الله» يُناوِر لاحتواء الاستقالة وتعطيل مَفاعيلها

بيروت - «الراي» ....هي مصادفةٌ بالغةُ الرمزيةِ أن يَترافق عيد الاستقلال الـ 74 الذي يحييه لبنان اليوم مع وقوفه على مَشارف منعطفٍ مفصلي في مسار الصراع من حوْله وعليه وتَحوُّله «رهينة» العواصف الإقليمية التي يرتبط بها عبر عناصر لها امتدادات الى «حرب النفوذ» بين اللاعبين في المنطقة وأخرى ذات صلة بوضعيّة الدولة في ذاتها التي تتجاذبها إشكالياتٌ محورها السلاح خارج الشرعية وضعتْ البلاد في مهبِّ مواجهاتٍ خارجية يُخشى أن تستجرّ أزمة داخلية مفتوحة على شتى الاحتمالات. واليوم بعودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت للمرة الاولى منذ تقديم استقالته في 4 الجاري من الرياض، يَنتظر لبنان أن يَنجلي، بعد احتفالات الاستقلال (العرض العسكري ثم الاستقبال في القصر الجمهوري)، الغموض الكثيف الذي لفّ المشهد السياسي حيال ما بعد هذه العودة، لتطوى فعلياً صفحة الأسئلة الكثيرة وتنطلق مرحلة محكومة بسقوف عالية خارجية لم يعد متاحاً إدارة الظهر لها وتحديداً لجهة عدم إمكان الاستمرار بـ «قواعد اللعبة» السابقة التي أتاحت لـ «حزب الله» قضْم التسوية السياسية التي كانتْ أنهتْ الفراغ الرئاسي قبل عام ونيف والمضيّ في أجندته الاستراتيجية كذراع رئيسية لمشروع التمدُّد الإيراني في المنطقة الذي بات التصدّي له هدفاً عربياً - دولياً رئيسياً. وفيما كانت الأنظار شاخصةً أمس على القاهرة التي انتقل إليها الحريري مساءً من باريس حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أن يتوجّه الى بيروت حيث سيشارك اليوم في احتفالات الاستقلال التي تسبق احتفاءً شعبياً يقيمه مناصروه له ويفترض أن يضع خلاله النقاط على حروف مسار المرحلة المقبلة، فإن غباراً كثيفاً بقي يخيّم على ما سيحمله رئيس الحكومة في غمرة الأدوار التي تضطلع بها كل من فرنسا ومصر على خط أكثر من عاصمة عربية واقليمية ودولية، في محاولةٍ لايجاد مَخارج تُوازِن بين ضرورات حفْظ الاستقرار الداخلي وموجبات «ضبط إيقاع» انخراط «حزب الله» في أكثر من ساحة عربية. وعشية حلول «ساعة الحقيقة» في ما خص استقالة الحريري، ترى أوساط سياسية مطلعة عبر «الراي» انه ابتداءً من اليوم تنتهي «صلاحية» عنوان «عودة رئيس الحكومة» الذي استخدمه فريق «8 آذار» (حزب الله وحلفاؤه) لفرْملة مفاعيل «الصاعقة الحريرية»، لتبدأ مواجهة المعنى السياسي للاستقالة التي بات لها «أغلفة» عربية ودولية تضعها على تَقاطُع رئيسي مع المواجهة مع إيران ونفوذها. وحسب هذه الأوساط، فإن الحريري العائد الى بيروت بسقف قرار وزراء الخارجية العرب المتعلّق بتدخلات إيران و«حزب الله الإرهابي الشريك في الحكومة اللبنانية» والذي شكّل جسراً للعبور بملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي، يتّجه في إطار استكمال ما سبق أن وصفه بـ «الصدمة الإيجابية» التي أرادها من الاستقالة الى إحداث «فكّ ارتباطٍ» مع مرحلة ما قبل 4 نوفمبر ومع التسوية بنسختها الأولى كمدْخلٍ ضروري لمحاولة بلوغ «تسوية نهائية» كان عبّر عن مرتكزاتها بنفسه على قاعدة معالجة البُعد الاقليمي لسلاح «حزب الله» وأدواره في العالم العربي واستئناف الحوار الداخلي حول البُعد اللبناني لهذا السلاح وإبعاد لبنان عن لعبة المَحاور. وفي رأي الأوساط نفسها، أنه يصعب تَصوُّر أن يؤخّر الحريري تقديم استقالته أو يترك الباب مفتوحاً أمام إمكان العودة عنها، لافتة الى أن تثبيت هذه الاستقالة سريعاً من شأنه أن يمنح قوة دفْع لخطوته الدراماتيكية التي لم يعد ممكنا التراجع عنها في ظل المناخ العربي والدولي الذي وفّر لها «مقويات» فإما تحقق غايتها او ترسم خطاً فاصلاً بين مرحلتين. ولاحظتْ الأوساط أنّ «حزب الله» وحلفاءه يسعون إلى احتواء اندفاعة الحريري ببُعديها الداخلي والخارجي عبر إشارات مرونة في الشكل في محاولة للحفاظ على «الستاتيكو» الحالي، وهو ما تجلّى في استباق الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله وصول رئيس الحكومة بنفيه أي دور للحزب في اليمن وإعلان انه ليس مسؤولاً عن الصاروخ الذي أطلق من اليمن على الرياض والإيحاء باستعداده للعودة من العراق، قبل أن يؤكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في الاتصال الهاتفي الذي أجراه به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن بلاده لا تسعى الى الهيْمنة على الشرق الأوسط، ويُنقل عنه ان «حزب الله» جزء من الشعب اللبناني وسلاحه دفاعي فحسب. وفي السياق نفسه، وجّه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رسالة إلى نظيره اللبناني جبران باسيل شدد فيها على «وجوب إتاحة الفرصة لفخامة الرئيس ميشال عون والمؤسسات الدستورية الشرعية لاتخاذ القرارات المناسبة، وفقا لمقتضيات المصلحة الوطنية بعيداً عن الهواجس والضغوط الخارجية وعن الأساليب التحريضية، والسعي لفرض آراء خارجية على شعب وسيادة لبنان». وفي حين تعاطت بعض الدوائر في بيروت مع هذه الإشارات على أنّها في سياق ملاقاة الوساطة التي تضطلع بها باريس، ملاحِظة ان طهران وبعد موقفها المتشدد حيال الموقف الفرنسي من برنامجها البالستي وأدوارها المزعزعة للاستقرار في المنطقة تبدو وكأنّها لا تمانع استمالة فرنسا على حساب الولايات المتحدة، فإن الأوساط المطلعة عيْنها ترى ان من الصعوبة بمكان تأخير تقديم الحريري استقالته وجهاً لوجه الى رئيس الجمهورية أو تَجاهُل الحاجة للانتقال الى نسخة جديدة من التسوية، مشيرة الى ان فريق«حزب الله» سيقتنع تباعاً بأنه بات أمام«حريري ثانٍ»، فإما ملاقاته بشروط كافية لتجنيب البلاد أثماناً باهظة وإما أزمة حكومية - سياسية مفتوحة.

ترمب: نقف بثبات مع لبنان وندعم جهود حماية استقراره

بيروت: «الشرق الأوسط»... تلقى الرئيس اللبناني ميشال عون برقيات تهنئة من ملوك ورؤساء دول عربية أجنبية، هنأوه بذكرى الاستقلال الـ74 للبنان، أبرزها من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وأشار ترمب إلى أنّ «الولايات المتحدة الأميركية تقدّر كثيراً العلاقات الثقافية والعائلية والسياسية والاقتصادية الدائمة بين شعبينا وبلدينا». وأكّد الرئيس الأميركي أنّ «لبنان كان شريكاً قويّاً مع الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة تهديد الإرهاب والتطرف العنيف». وختم قائلا: «نقف بثبات مع لبنان، وسنواصل دعم جهود بلدكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته». وفي برقية تهنئة وجهها إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد ترمب، أن الولايات المتحدة «تقدر كثيراً العلاقات الثقافية والعائلية والسياسية والاقتصادية الدائمة بين شعبينا وبلدينا». وأضاف: «كان لبنان شريكاً قوياً مع الولايات المتحدة في مواجهة تهديد الإرهاب والتطرف العنيف، ونحن نقف بثبات مع لبنان وسنواصل دعم جهود بلدكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته». وتمنّى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للرئيس اللبناني، أن «يتعزّز السلام والاستقرار في لبنان تحت قيادة الرئيس عون الحكيمة»، معرباً عن رغبته في «زيادة التعاون في جميع المجالات كما في الفترة السابقة، كذلك في الفترة المقبلة، مبنيّة على أساس من الصداقة والإخوة المتينة التي تجمع شعبينا». أمّا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، فأعرب لعون عن بالغ ارتياحه لـ«الروابط الأخوية العريقة وعلاقات التعاون المتميّزة التي تجمع تونس ولبنان»، مؤكّداً «العزم الراسخ على العمل سويّاً من أجل دعمها وتعزيزها في المجالات كافّة، لما فيه خير بلدينا ومصلحة شعبينا الشقيقين». بدوره هنأ الرئيس اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس، باسمه الشخصي وباسم الشعب اليوناني، الرئيس عون بالاستقلال، وأمل في أن «ينعم الشعب اللبناني بالسعادة والازدهار». كما أبرق لعون رئيس النظام السوري بشار الأسد مهنئاً بالمناسبة.

قائد الجيش يدعو العسكريين للجهوزية ومواجهة تهديدات إسرائيل

بيروت: «الشرق الأوسط»..دعا قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، العسكريين إلى «الجهوزية التامة على الحدود الجنوبية لمواجهة تهديدات العدو الإسرائيلي وخروقاته، وما يبيّته من نيات عدوانية ضد لبنان وشعبه وجيشه». وشدد على «السهر الدائم لضمان حسن تنفيذ القرار 1701، بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة في لبنان؛ حفاظاً على الاستقرار». لكن إسرائيل نفت نيتها شنّ أي عملية عسكرية ضدّ لبنان، وأوضح مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة «رويترز»، إن «تحذير الجيش اللبناني من اعتداء محتمل على الحدود لا معنى له». وقال العماد عون في «أمر اليوم» الذي وجهه أمس إلى العسكريين لمناسبة ذكرى الاستقلال: «تطلّ الذكرى الـ74 للاستقلال هذا العام، في وقت لا تزال الأصداء الإيجابية لعملية (فجر الجرود)، القضاء على تنظيم داعش على حدود لبنان الشرقية، تتردّد محلياً ودولياً، بعد أن تكلّلت بالانتصار على الإرهاب». وتوجّه قائد الجيش إلى العسكريين، قائلاً: إن «الأوضاع السياسية الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، تستدعي منكم التحلّي بأقصى درجات الوعي واليقظة، والمواظبة على اتخاذ التدابير الكفيلة بالحفاظ على الاستقرار الأمني؛ لأن هذا الاستقرار يشكّل قاعدة صلبة لإعادة إنتاج الحلول السياسية المنشودة، وجسر عبور للانتقال مجدداً من ضفة القلق والشكّ إلى ضفة الخلاص والإنقاذ». وشدد قائد الجيش على «عدم التهاون مع الخارجين على القانون والنظام، وممتهني الجرائم المنظمة والاعتداء على المواطنين، وإلى التصدي بكل حزمٍ وقوة لأي محاولة لاستغلال الظروف الراهنة بهدف إثارة الفتنة والتفرقة والفوضى، وتعريض وحدتنا الوطنية وسلمنا الأهلي ومصالح اللبنانيين للخطر»، مؤكداً على أهمية «متابعة العمليات الاستباقية ضد الخلايا والشبكات الإرهابية، حتى توقيف كل متورط بدماء الجيش والشعب اللبناني وإحالتهم على القضاء المختص لينالوا جزاءهم العادل».

بداية مشجعة «غير كافية» لتسجيل المغتربين في الانتخابات اللبنانية

نحو 93 ألفاً من أصل أكثر من مليون سُجلوا خلال شهر ونصف

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح... سجّل 92810 مغتربين لبنانيين أسماءهم للمشاركة في الانتخابات النيابية المرتقبة في شهر مايو (أيار) المقبل خلال المهلة التي حددتها وزارة الخارجية والمغتربين، والتي انتهت منتصف ليلة أول من أمس (الاثنين). وبينما وصفت الوزارة هذا العدد بـ«الإنجاز»، اعتبر خبراء أنه «متدنٍّ جداً» خصوصاً أن ليس كل من سُجل سيكون قادراً على الاقتراع في الأيام والمواقع التي ستُحدد في وقت لاحق. وتسعى الوزارة حالياً إلى تمديد مهلة التسجيل من خلال الضغط على القوى السياسية لتعديل قانون الانتخاب، وهو ما لا يمكن أن يحصل إلا من خلال مجلس النواب، علماً بأن ذلك يبدو معقداً في المرحلة الحالية نتيجة الأزمة السياسية التي دخلتها البلاد مع إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته. وأصدرت «الخارجية اللبنانية» صباح أمس، بياناً أعلنت فيه العدد الإجمالي للمسجلين، لافتةً إلى أنه «فاق كل التوقعات»، مشيرةً إلى أن «آلاف التسجيلات عالقة وغير مكتملة، وبالتالي غير مقبولة نتيجة الضغط الذي حصل في الساعات الأخيرة، مما يدل على حماسة اللبنانيين المنتشرين ورغبتهم في التسجيل لو بقي لهم متسع من الوقت». ورأى البيان أن «هذا الإقبال الكثيف قد حصل نتيجة ثقة المنتشرين بالعملية الانتخابية وأهمية مشاركتهم بها، وقد سُجل هذا الإقبال رغم المخاوف الكثيرة المشروعة الموجودة عند اللبنانيين المنتشرين نتيجة حصول العملية للمرة الأولى، وعدم تأكد المنتشرين من عدة أمور لها علاقة بمكان التصويت، وبُعد المسافة، وسقوط الحق بالتصويت». وأشارت الوزارة إلى أنه حرصاً منها على إشراك أكبر عدد ممكن من المنتشرين في الانتخابات، تحاول تمديد المهلة التي انقضت، والإبقاء على باب التسجيل مفتوحاً لفترة إضافية من خلال تعديل القانون «نزولاً عند رغبة عشرات آلاف المنتشرين»، موضحةً أنه «وعلى الرغم من انتهاء المهلة الأساسية التي حددها القانون، لا يزال بإمكان المنتشرين التسجيل وحفظ معلوماتهم في قاعدة بيانات الوزارة ليتسنى لهم في حال تعديل القانون وتمديد مهلة التسجيل، التصويت في الانتخابات المقبلة بعد دراسة طلباتهم والموافقة عليها». ووصفت باسكال دحروج، مستشارة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، إقدام نحو 93 ألف لبناني مغترب على تسجيل أسمائهم للاقتراع، بـ«الإنجاز، خصوصاً أن هذه العملية تحصل للمرة الأولى في تاريخ لبنان، كما أن المهلة كانت قصيرة ومحددة بشهر ونصف الشهر»، لافتةً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يكن من السهل على الإطلاق الوصول إلى كل المغتربين المنتشرين في القارات الـ5، والذين لا يتقن الكثير منهم اللغة العربية». وأضافت: «في البدء كانت عملية التسجيل بطيئة والإقبال قليلاً، وكان هناك الكثير من الأسئلة والاستفسارات، لكن قبل نحو 15 يوماً من انتهاء المهلة زادت الأعداد بشكل هائل، وبخاصة في اليوم الأخير، حيث شهدنا ضغطاً غير مسبوق، حتى إن عدداً من المغتربين واظبوا على التسجيل حتى بعد انتهاء المهلة، ونحن سنحفظ بياناتهم لاعتمادها في حال تم تمديد المهلة من خلال تعديل القانون». كانت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان قد خصصت منذ مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، موقعاً إلكترونيا وتطبيقاً على الهواتف الذكية يتيحان للمغتربين اللبنانيين الراغبين بالمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة تسجيل أسمائهم، بعدما أقر قانون الانتخاب الجديد حقهم في الاقتراع في البلدان حيث يوجدون، على أن تتم زيادة عدد مقاعد المجلس النيابي 6 مقاعد في عام 2022 تكون مخصصة لهؤلاء المغتربين. وترجح مراكز الأبحاث أن يكون عدد المغتربين المخول لهم الاقتراع ما بين 600 و700 ألف. وحسب تقديرات «الدولية للمعلومات» يبلغ عدد اللبنانيين المسجلين، أي كل من يحمل جنسيّة لبنانيّة سواء كان مقيماً في لبنان أو في الخارج، حتى نهاية عام 2014 نحو 5.227.000 نسمة. وفي حين لا تتوفر إحصاءات دقيقة حول عدد اللبنانيين الذين يحملون الجنسيّة اللبنانيّة ويقيمون في لبنان، إلا أن الدراسات الأخيرة تتوقع أن يكون عدد مواطني لبنان المقيمين 3.9 مليون لبناني، أي ما يشكّل نسبة 74.6 من اللبنانيين، ما يعني أن عدد المغتربين يصل إلى نحو 1.327 مليون نسمة، أي ما يشكّل نسبة 25.4 في المائة من اللبنانيين. ويَعتبر الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين أن عدد الذين سُجلوا للاقتراع «متدنٍّ جداً» مقارنةً بالعدد الإجمالي للبنانيين المغتربين والذي يفوق مليوناً و300 ألف، لافتاً إلى أنه كان يرجح أن يسجل كحد أدنى رُبع هؤلاء. وأرجع في تصريح لـ«الشرق الأوسط» العدد المحدود، إلى كون العملية تتم للمرة الأولى، ولأن عدداً كبيراً من اللبنانيين ما زال غير مقتنع بحصول الانتخابات في موعدها رغم إقرار قانون جديد، موضحاً أنه ليس كل من سُجل سيقترع، نتيجة عوامل عدة أبرزها: الوقت، وكلفة الانتقال إلى مراكز الاقتراع. وأضاف: «مثلاً في الولايات المتحدة الأميركية سيكون هناك 4 مراكز فقط، ما يعني أن بعض اللبنانيين سيضطرون إلى الانتقال من ولاية إلى أخرى، وهو ما سيكبّدهم تكلفة باهظة في حال لم تتحرك الماكينات الحزبية لتغطية النفقات». ويشير شمس الدين إلى أنه «في حال لم يتم تمديد مهلة التسجيل، فالأرجح أن عدد المقترعين من المغتربين لن يتخطى الـ30 ألفاً، وهو عدد محدود جداً لن يكون له أي تأثير يُذكر على نتائج العملية الانتخابية».

جنبلاط: استقلال اليوم مِن مَن؟ مساكين وكأنهم في مسرح الأوهام

بيروت - «الحياة» ... قال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط في تغريدة عبر «تويتر»، إن «بعد مئة عام ونيّف من سايكس بيكو زالت الحدود في البوكمال على واقع جديد في المنطقة وفي ما يسمى بالهلال الخصيب. واستقلال غد (اليوم) لست أدري من من. مساكين وكأنهم في مسرح الأوهام. الحقيقة مختلفة لكن لن نفقد الأمل. قال كمال جنبلاط: إن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا الضعفاء».

الخارجية الفرنسية: تدخل «حزب الله» في سورية خطر

باريس، بيروت - الحياة .. جددت باريس أمس، دعوتها «حزب الله» إلى «التخلي عن السلاح وإلى أن يتصرف كحزب يحترم بالكامل سيادة الدولة اللبنانية التزاماً منه بالقرارات الصادرة في هذا الشأن عن مجلس الأمن». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنياس روماتي إسبانيي، إن استقرار لبنان «يقتضي أيضاً بقاء الحزب بمنأى عن التوترات في المنطقة، ونعتبر بالتالي أن تدخله في سورية خطر». وأعادت تذكير الحزب بـ «الأولوية التي توليها فرنسا للأمن على طول الخط الأزرق الممتد على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية». وأكدت أنه «في هذا الظرف الدقيق فإن باريس تواصل حوارها مع الأطراف اللبنانية كافة، وتحضها على التفاهم حول حسن سير مؤسسات الدولة». وفي لبنان، نوهت النائب بهية الحريري أمام السفير الفرنسي برونو فوشيه بالجهود الفرنسية التي بذلت بشأن التطورات السياسية الأخيرة.

روحاني لماكرون:للعب دور بنّاء

بيروت - «الحياة»، رويترز ..- أبلغ الرئيس الإيراني حـــسن روحاني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي، بأنه «يمكن فرنسا لعب دور بناء في الشرق الأوسط». وقالت وسائل إعلام إيرانية حكومية إن روحاني أبلغ ماكرون أن إيران «مستعدة لتطوير علاقاتها بفرنسا في ما يتعلق بكل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية على أساس الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة». وقال:» فرنسا يمكنها القيام بدور إيجابي في تخفيف التوترات». وتابع قائلاً: «نعتقد أن فرنسا، بالحفاظ على صوت مستقل وموقفها في المنطقة، يمكنها القيام بدور مثمر، باتباع نهج واقعي وحيادي». وأكد روحاني «أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان». وأشار إلى «التهديد الذي تشكله إسرائيل». وقال: «حزب الله جزء من شعب لبنان ومحبوب جداً في بلده. أسلحته دفاعية فقط ولا تستخدم إلا في مواجهة هجوم محتمل». ومضى يقول: «يتعين علينا الآن أن نسعى لأن تتمكن الجماعات اللبنانية، في ظل الأمن، من تشكيل حكومة تساعد في تقدم البلاد». وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل تلقى رسالة من نظيره الإيراني محمد جواد ظريف. وذكر مكتب باسيل أنه تلقاها «منذ بضعة أيام». وذكر ظريف فيها بـ «مبادرته لتسوية هذا النزاع في اليمن»، معتبراً «أن ليس هناك من حل عسكري لأي من أزمات المنطقة». وتوقف ظريف عند «التطورات السريعة التي تشهدها المنطقة، لاسيما الاستقالة غير المتوقعة لرئيس الحكومة سعد الحريري»، مشدداً «على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان ودعم كل الأطراف الداخلية، الإقليمية والدولية لهذا الاستقرار».

لبنان أمام استحقاق حرج بعد عودة الحريري من القاهرة

بيروت، باريس، القاهرة - «الحياة» ... يتهيأ لبنان لأيام حرجة على صعيد أزمته السياسية، بعد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت لتقديم استقالته الى رئيس الجمهورية ميشال عون، إثر اجتماعه مساء أمس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، خصوصاً أن هذه العودة تفتح باب البحث في معالجة الأسباب السياسية التي أعلنها الحريري للاستقالة، لا سيما تدخلات إيران و «حزب الله» في الدول العربية. وفيما جاء قرار وزراء الخارجية العرب ليضع سقفاً يصعب تجاوزه لمطالبته الحكومة اللبنانية بضبط حركة «حزب الله» الإقليمية كونه شريكاً فيها، فإنه يعيد إلى الواجهة المطالبة العربية ومطالبة العديد من القوى السياسية اللبنانية بعودة لبنان إلى التزام سياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، في ظل مقدار من التوتر في علاقته بدول الخليج العربي، بفعل انغماس الحزب في عدد من الحروب الإقليمية ..... وفي وقت ينتظر أن يلقي الموقف العربي بظلاله على أي مشروع تسوية جديدة محتملة تحدد مسار تأليف الحكومة الجديدة، سواء برئاسة الحريري أم بغيره، وعلى رغم دعوة الأمين العام لـ «حزب الله» إلى تجاهله أول من أمس، فإن ترقب موقف رئيس الحكومة المستقيل هو سيد الموقف. فهو ترك الكلام إلى ما بعد لقائه الرئيس عون اليوم، إثر الانتهاء من مراسم الاحتفال بالذكرى الـ74 للاستقلال، في عرض عسكري يحضره كبار المسؤولين ويليه حفل استقبال بوجود بري والحريري إلى جانب عون في القصر الرئاسي. ورجحت مصادر مطلعة أن يعقد الحريري خلوة مع عون وأن ينضم إليهما رئيس البرلمان نبيه بري، لبحث المرحلة المقبلة، تمهيداً لإطلاق الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المقبل كي يؤلف الحكومة. ويحضر الحريري المناسبة وهو مستقيل بعد أن حضرها السنة الماضية كرئيس مكلف تشكيل الحكومة، إلى جانب الرئيس تمام سلام. وتلقى الرئيس عون أمس سلسلة من برقيات التهنئة بالاستقلال، أبرزها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرؤساء الأميركي دونالد ترامب (أبرق إلى بري أيضاً) والفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان. وتمنى الملك سلمان لرئيس الجمهورية «الصحة والسعادة، وللشعب اللبناني اطراد التقدم والازدهار». كما تلقى برقية مماثلة من ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وقال قائد الجيش العماد جوزيف عون للعسكريين في أمر اليوم للمناسبة: «إن الأوضاع السياسية الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، تستدعي منكم التحلّي بأقصى درجات الوعي واليقظة، والمواظبة على تدابير الحفاظ على الاستقرار الأمني، لأنّ هذا الاستقرار يشكّل قاعدةً صلبة لإعادة إنتاج الحلول السياسية المنشودة». وأعلن مكتب الرئيس ماكرون أمس، أنه جدد تأكيد «ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته ومساندة سياسة لبنان بالنأي بالنفس عن أزمات المنطقة». وأكد «أهمية أن تعمل دول المنطقة في شكل جماعي لخفض التوترات»، وأشار إلى أن ماكرون تحدث إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وجددت الخارجية الفرنسية أمس دعوتها «حزب الله» إلى «التخلي عن السلاح وإلى أن يتصرف كحزب يحترم بالكامل سيادة الدولة اللبنانية التزاماً منه بالقرارات الصادرة في هذا الشأن عن مجلس الأمن». وأكد الرئيس الإيراني روحاني في الاتصال مع نظيره الفرنسي أمس (رويترز)، أن «حزب الله جزء من شعب لبنان ومحبوب جداً في بلده. أسلحته دفاعية فقط ولا تستخدم إلا في مواجهة هجوم محتمل». ونُقل عن روحاني قوله إن «فرنسا يمكنها القيام بدور مثمر، باتباع نهج واقعي وحيادي». وكان مسؤولون إيرانيون هاجموا تصريحات فرنسية رافضة تدخلات إيران في المنطقة، وانتقدوا برنامجها للصواريخ الباليستية. وفي وقت توقفت مصادر سياسية عدة في بيروت أمام قول نصرالله إن حزبه سيقوم بمراجعة الموقف بعد نجاح قواته مع الميليشيات الحليفة والجيش السوري في السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية بين سورية والعراق واستعادتها من «داعش»، ليقرر «إذا كانت هناك حاجة لوجود هذا العدد من كوادره في العراق ليلتحقوا بأي ساحة أخرى»، فإن أوساطاً مقربة من الرئاسة كانت تحدثت عن إمكان انسحاب جزء من قوات الحزب من سورية والعراق، بناء لتمنٍ من الرئيس عون، لتجنيب لبنان المزيد من الضغوط الغربية والعربية عليه، بعد استقالة الحريري، وفي ظل الحديث الروسي عن تكثيف مساعي الحل السياسي. إلا أن قيادات سياسية لبنانية معارضة لسياسة الحزب استبعدت ذلك، مكررة القول إن أي انسحاب للحزب من ساحات القتال ليس قراره بل يعود إلى القيادة الإيرانية، التي تبدو متمسكة بأدواره الإقليمية طالما المواجهة مفتوحة بين طهران وواشنطن ودول الخليج العربي. وكانت أوساط ديبلوماسية أجنبية تساءلت أمام بعض السياسيين اللبنانيين عما يعنيه نصرالله بالانتقال إلى ساحات أخرى، مشككة بالتلميح الذي عبر عنه نصرالله. وكان الحريري التقى السيسي في القاهرة بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري ومدير الاستخبارات المصرية خالد فوزي ومدير مكتب الرئيس المصري اللواء عباس كامل. وتابع الجانبان بعد خلوة بين الرئيسين، مداولاتهما حول الأوضاع اللبنانية والإقليمية إلى مائدة العشاء. وينظم «تيار المستقبل» الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم استقبالاً شعبياً للحريري أمام منزله حيث تتوافد الحشود من المناطق كافة للترحيب بعودته.

 



السابق

مصر وإفريقيا...عفو رئاسي عن 248 سجيناً لمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر...محكمة مصرية تطلق قيادياً إخوانياً والجيش يقتل 4 تكفيريين شمال سيناء...تحالف يمثل 25 منظمة مدنية لمراقبة الانتخابات الرئاسية في مصر... اتهامات لـ «سلاسل الصيدليات» بالغش والاحتكار..انتحاري من «بوكو حرام» يقتل عشرات بمسجد نيجيري...موغابي يستقيل بعد ضغوط وزيمبابوي تتحرّر من «بطل» استقلالها...مقتل 100 مسلح بغارة أميركية على «حركة الشباب» في الصومال....أميركا تنفذ ضربتين جويتين ضد «داعش» في ليبيا...خطة من 5 نقاط لإنهاء الحرب في جنوب السودان..الجزائر تحقق في نوايا «تشدد» محتملة لدى مرحّلين من ليبيا...

التالي

أخبار وتقارير....إستراتيجية أميركية لما بعد «داعش» في سورية: إبقاء السيطرة شرق الفرات وقطع جسر طهران – بيروت...روسيا تجري تدريباتها بسوريا تحسباً لـ"حرب الفضاء"....سيول وطوكيو ترحبان بقرار ترمب... وبكين تنتقد الخطوة.. بعد إضافة كوريا الشمالية...تعرف على رابع قوة عسكرية في العالم...ألمانيا تحاول الخروج من أزمتها وزعيم الاشتراكيين يهاجم «هرولة ميركل» نحو الانتخابات...اعتراضات بريطانية على رفع فاتورة «الطلاق»....

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,698,047

عدد الزوار: 6,961,841

المتواجدون الآن: 75