لبنان....إطلالة للحريري... وخصوم الرياض يرفضون مضمونها سلفاً.. عون: كل ما سيصدر عن زعيم «المستقبل» موضع شك ...الأزمة في لبنان على مشارف «لحظة الحقيقة» وباسيل إلى باريس للقاء ماكرون..الحريري يرفض إدعاءات «أسبوع الإستقالة».. سأعود خلال يومين.. ومعالجة الأزمة بالتزام «حزب الله» النأي بالنفس...المصالحة المسيحية وموقعها من الإعراب في الكباش الراهن ..

تاريخ الإضافة الإثنين 13 تشرين الثاني 2017 - 6:18 ص    عدد الزيارات 1513    التعليقات 0

        


الحريري يرفض إدعاءات «أسبوع الإستقالة».. سأعود خلال يومين.. ومعالجة الأزمة بالتزام «حزب الله» النأي بالنفس...

اللواء... بددّت إطلالة الرئيس سعد الحريري من منزله في الرياض، ليل أمس «الغيوم الداكنة» التي تجمعت في سماء لبنان والمنطقة، بعد تقديم استقالته من رئاسة الحكومة في 4 تشرين الثاني الجاري في المملكة العربية السعودية، وفتحت الباب امام موجة مغايرة لما ساد في الأيام الثمانية الماضية:

1- حملت مقابلة الرئيس الحريري تطميناً بأنه غير محتجز في بمنزله في الرياض، وهو حرّ في تحركاته في المملكة، واضعاً بذلك حداً لما كان تردّد في بيروت، لا سيما في دوائر الرئاسة التي سبق وتحدثت عن «حدّ» من حريته في المملكة.

2- كشف الرئيس ما التبس في ما خص الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة، واساسها، وفقاً لما جاء على لسانه «عدم احترام سياسة النأي بالنفس في لبنان.. في إشارة إلى حزب الله».

3- دفع الرئيس الحريري الشك باليقين: سأعود إلى لبنان قريباً جداً، لأقوم بالاجراءات الدستورية اللازمة.. عودتي ستكون قريبة جداً، يومان أو ثلاثة..

4- دحض الرئيس الحريري جملة واسعة من الادعاءات والمزاعم: أنا كتبت بيان الاستقالة بيدي واردت احداث صدمة إيجابية.

5- فتح الرئيس الحريري الباب للتسوية: التراجع عن الاستقالة يبقى مرتبطاً «باحترام النأي بالنفس والابتعاد عن التدخلات التي تحدث في المنطقة».

وأردف الرئيس الحريري موضحاً فكرته: لا يمكن ان نكمل في لبنان بطريقة تتدخل فيها إيران بكل هذه الدول العربية، ويكون هناك فريق سياسي يتدخل معها (في إشارة إلى حزب الله)..

6- أنهى الرئيس الحريري في مقابلته كل اللغط، في ما خص علاقته بالمملكة العربية السعودية والقيادة الحالية: إن العلاقة بولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان «ممتازة ومميزة» واللقاءات معه «كانت أكثر من ودّية»، مضيفاً انا اعتبره أخاً لي، وهو يعتبرني أخاً له ودعا الجميع إلى عدم التدخل في هذه العلاقة.

وقال: الملك سلمان هو بمثابة والد لي، مبدياً تفهمه لموقف المملكة، وقال: «قد ما تحب المملكة لبنان ما راح تحبو أكثر من نفسها».. وهذا طبيعي.

7- وفي معرض حديثه عن المخاطر الاقتصادية التي يتعرض لها لبنان قال الحريري «خلال المرحلة السابقة تحدثت كثيرا مع الجميع أن ما يجري إقليميا هو خطر على لبنان بخاصة أننا نضع أنفسنا في مواقف تعرض لبنان لعقوبات وتعرض لبنان لعواقب اقتصادية».

وأضاف «في مكان ما نعرف أن هناك عقوبات أميركية ولكن نضيف عليها أيضا عقوبات عربية ما هي مصلحتنا نحن كلبنانيين». وقال «نحن يجب أن نعرف أن لدينا من 300 إلى 400 ألف لبناني يعيشون في دول الخليج ...إذا وضعنا أنفسنا في محاور ماذا سيحل باللبنانيين» وأكد أن «النأي بالنفس هو أساس لمصلحة لبنان» وتساءل «أين نصدر بضاعتنا أليس إلى الدول العربية؟ أين يعمل أولادنا؟ أكثر الناس الذين يساعدون ويعملون في الدول العربية هم الذين يدخلون (الأموال) للبنان». وبالتزامن قال أمس وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون انه يأمل ان يعود سعد الحريري إلى بيروت «دون أي تأخير اضافي». وقال جونسون في بيان انه تحدث مع وزير خارجية لبنان جبران باسيل يوم الأحد وأكّد له مجدداً دعم بريطانيا للبنان. وقال جونسون «يجب عدم استخدام لبنان كأداة لصراعات بالوكالة» كما ينبغي احترام استقلاله. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» ان مواقف الرئيس الحريري وإعلان التزامه بالتسوية، أنهت اسبوعاً من التوتر، فأبقت لبنان على سكة التسوية، في وقت بدا فيه ان التفاهم الأميركي - الروسي سيرخي ذيوله على الوضع في عموم المنطقة، لجهة فتح باب التسويات بدءاً من سوريا إلى اليمن.

عون يقيم المقابلة

وقالت مصادر رئاسة «الجمهورية» لـ«اللواء» ان الرئيس ميشال عون تابع مقابلة الرئيس الحريري، وما قاله سيكون موضع تقييم خلال الساعات المقبلة، مشيرة إلى ان ما يهم الرئيس عون هو عودة الرئيس الحريري إلى بيروت للبحث معه في موضوع الاستقالة وما طرحه فيها. ولوحظ ان المصادر لم تشر إلى البيان الذي كان الرئيس عون استبق فيه المقابلة التلفزيونية، والذي تسبب بمقاطعة تلفزيونية شبه كاملة، باستثناء تلفزيون «المستقبل» بطبيعة الحال، وكذلك محطة M.T.V، عندما اعتبر ان «ما صدر وسيصدر عن الرئيس الحريري من مواقف سيكون موضع شك والتباس ولا يمكن الركون إليه، نتيجة الوضع الغامض والملتبس الذي يعيشه الرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية». الا ان تعليق المصادر الرئاسية أوحى بإمكانية التسليم بالاستقالة، وبامكانية اجراء حوار مع الرئيس الحريري، حين عودته إلى لبنان، حول موضوع النأي بالنفس الذي ركز عليه رئيس الحكومة «المستقيل» في المقابلة وردده أكثر من عشر مرات، علماً ان الرئيس الحريري لم يقطع إمكانية الرجوع عن الاستقالة في حال تمّ التفاهم مع الرئيس عون حول موضوع التسوية السياسية، الذي أعلن انها ما زالت قائمة، لكن تحتاج إلى حوار جديد يؤمن حياد لبنان عن أزمات المنطقة وتسليم «حزب الله» بأن تكون الأولوية للحفاظ على المصلحة اللبنانية العليا.

ترحيب

وبخلاف تريث الرئيس عون في التعليق، وقبله الرئيس نبيه برّي والذي أكّد أمس ان الاستقالة لا تكون الا على الأراضي اللبنانية، وهو بالضبط ما سيفعله الرئيس الحريري عند عودته، مسلماً بالاجراءات الدستورية الواجب اتباعها، سارع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، معلقاً على مقابلة الحريري التلفزيونية، عبر «تويتر» قائلاً: بالرغم من كل الصعاب والعقبات والعثرات تبقى يا شيخ سعد رجل التسوية ورجل الحوار والدولة، تحية حارة من وليد جنبلاط». وأرفق جنبلاط تغريدته بصورة للحريري مبتسماً. كذلك غرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر تويتر قائلاً: «الشيخ سعد الحريري حلقة استثنائية، نحن بانتظارك». اما الوزير السابق اللواء اشرف ريفي، فقد توجه إلى الحريري بتغريدة قال فيها: «حسناً فعلت واستقلت، وبيان الاستقالة يمثل سعد الحريري الاصيل، وسأكون إلى جانبك كتفاً على كتف». وسجل على هامش المقابلة تجمعات شعبية في ساحة الملعب البلدي في الطريق الجديدة ومواكب سيّارة في طرابلس، رفعت اعلام تيّار «المستقبل» واطلقت مفرقعات نارية وردد الشبان هتافات مؤيدة للحريري، الذي تمنى عليهم عندما ابلغته الزميلة بولا يعقوبيان بانباء هذا التحرّك الشعبي، بأن يكون تحركهم حضارياً، وأن يبقوا هادئين من دون احتكاك مع أحد. واغتنم الحريري المناسبة لتوجيه الشكر لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي قال انه تحلى بحكمة كبيرة في هذه المرحلة، وانه دائماً يقول كلمة الحق، واعداً بأن يزوره قريباً في دار الفتوى «التي تجمع كل اللبنانيين».

الراعي في الرياض اليوم

وكان مرجع سياسي كبير، أبلغ «اللواء» قبل المواقف التي أطلقها الرئيس الحريري مساء أمس، انه يتوقع تأزم موضوع الاستقالة وردود الفعل اللبنانية الرسمية عليها، مشيراً إلى ما أعلنه الوزير السعودي ثامر السبهان من تصاعد متدرج للضغط السعودي على لبنان، مبدياً خشية من تحول الضغط السياسي والإعلامي إلى ضغط اقتصادي ومالي، وهو ما نفاه الحريري، مؤكداً ان لا المملكة ولا أي دولة خليجية تريد تجويع اللبنانيين، وأن استقرار لبنان واقتصاده والحريات فيه والديمقراطية هو أساس بالنسبة للسعودية. يُشار إلى ان البطريرك الماروني بشارة الراعي سيصل إلى الرياض بعد ظهر اليوم، تلبية لدعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يرافقه المطران بولس مطر وبولس عبد الساتر ومدير البرتوكول في بكركي وليد غياض، وسيكون في استقباله في قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض كبار المسؤولين، وسيلتقي مساءً الجالية اللبنانية في قصر السفارة في الرياض. ويرافق البطريرك الراعي، والذي سيكون أوّل بطريرك ماروني يزور المملكة، وفد اعلامي كبير، وصل مساء إلى الرياض، برئاسة رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو كسم، ويشارك في عداده النائب السابق الدكتور فارس سعيد، ولقى الوفد الإعلامي استقبالاً مميزاً من قبل السلطات السعودية قبل ان ينتقل إلى مقر اقامته في فندق «الموفنبيك». وذكرت معلومات الوفد الإعلامي، ان الراعي سيلتقي خلال هذه الزيارة الرئيس الحريري في مقر اقامته، من دون ان تُشير إلى تفاصيل أخرى. وفي سياق التحرّك الرسمي، يزور وزير الخارجية جبران باسيل غداً فرنسا للقاء كبار المسؤولين، وبينهم حسب ما علمت «اللواء» الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي كان اتصل بالرئيس عون السبت، مؤكداً التزام فرنسا دعم لبنان ووحدته وسيادته واستقلاله والمساعدة على تثبيت الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.

الأزمة في لبنان على مشارف «لحظة الحقيقة» وباسيل إلى باريس للقاء ماكرون.. «حبْس أنفاس» سبق إطلالة الحريري... للردّ على «المشككين» وإزالة الالتباسات

بيروت - «الراي» ... تتّجه الأزمة التي انفجرتْ مع استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في 4 نوفمبر الجاري في خطابٍ متلفْز من الرياض الى فصولٍ جديدة رغم «حال الإنكار» التي تسود الحُكم و«حزب الله» وحلفاءه حيال حصول الاستقالة بمعناها التقني والدستوري، وما تُعبّر عنه هذه الخطوة المفصلية من تحوّلاتٍ إقليمية وداخلية بإزاء التعاطي مع ملف الحزب تموْضعاً وسلاحاً وأدواراً وجعْله استحقاقاً مطروحاً من الباب العريض كمشكلةٍ لها امتدادات عربية ودولية وتالياً انتفاء إمكانات ترْك حلّها لـ «لبْننةٍ» تجاوزتْها الأحداث في ضوء ما ظهّرتْه تجربة التسوية السياسية على مدى عام من انسياق إلى موازين قوى تميل لمصلحة الحزب والمحور الإيراني. وأمس تَكرَّر مَشهد إصرار الحُكم على جعْل عودة الحريري عنواناً للأزمة مع تصريحات وإيحاءات بأنه «محتجز» في الرياض وأن أي مفعول دستوري لاستقالته لن يبدأ إلا حين يتقدّم بها لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وجهاً لوجه، في مقابل إطلاق رئيس الحكومة المستقيل المزيد من «إشارات الردّ»، وآخرها إطلالة عبر تلفزيون «المستقبل» هي الأولى له منذ إعلان «قلْب الطاولة» والأولويات الذي عَكَس في أبعاده الخارجية أن قرار التصدّي لنفوذ إيران في المنطقة وتمدُّدها عبر «حزب الله» بدأ يشقّ طريقه في لحظة اقتراب الطيّ النهائي لصفحة «داعش» وانطلاق قطار التسويات. وساد ترقُّب كبير أقرب إلى «حبْس الأنفاس»، طوال يوم أمس وحتى ساعة متقدمة من المساء، لمقابلة الحريري التي يُفترض أن تنهي الالتباسات التي رسمها رسميون في لبنان و«حزب الله» وحلفاؤه حيال ملابسات الاستقالة وظروف إقامة رئيس الحكومة في الرياض. وقبل ساعات من بث المقابلة، مساء أمس، كشفت الإعلامية في «المستقبل» بولا يعقوبيان، قبيل مغادرتها بيروت متوجهة إلى الرياض، أن الحريري هو الذي اتصل بها وطلب المقابلة. وحتى هذا التطوّر دخل في سياق مسار «التشكيك» الذي يسود منذ إعلان الاستقالة، إذ تحدث بعض الإعلام عن أن السعودية منعت فريق عمل «المستقبل» من مرافقة يعقوبيان، وهو ما نفاه مدير الأخبار والبرامج السياسية في التلفزيون الإعلامي نديم قطيش مؤكداً (عبر «النهار») أن «فريق المحطة لن يرافق يعقوبيان لأسباب لوجستية». وقال: «تقرّرتْ المقابلة ليلاً، فكيف يمكن الحصول على تأشيرة للفريق لدخول السعودية؟»، لافتاً إلى «أنّ التلفزيون طلب من وزارة الإعلام السعودية تزويده بجهاز بثّ مباشر، فكان من الأسهل الحصول على كاميرات ومصوّرين من المملكة في آن واحد». واعتُبر انشداد الأنظار بالكامل الى إطلالة الحريري تعبيراً عن الأهمية الكبرى لما سيعلنه والذي يُنتظر أن يشكّل الفصل الثاني من «الصاعقة الحريرية»، وسط رصْدٍ دقيقٍ لما إذا كان رئيس الحكومة المستقيل سيعبّر عن عدم رغبة في العودة ربطاً بخشيته من عملية اغتيال قد يتعرّض لها في ضوء ما كُشف عن عمليات تشويش كان تعرّض لها موكبه في بيروت، أم أنه سيربط العودة بمجموعة شروط سياسية ترسم إطاراً مختلفاً للتسوية التي كانت أنهتْ الفراغ الرئاسي تحت عنوان «ربْط النزاع» وتحييد الملفات الخلافية، وهذه المرة على قاعدة أن المساكنة بين «الدولة والدويلة» لم تعد ممكنة وأن المطلوب مواجهة هذه القضية التي تحوّلت «مشكلة إقليمية ودولية». وفيما كان الحريري الغائب الأكثر حضوراً في ماراثون بيروت الدولي بنسخته الـ 15 بعدما دعا الرئيس عون المشارِكين فيه (تجاوز عددهم 48 ألفاً من نحو 100 جنسية) الى الركض تحت شعار «عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى لبنان» وسط مظاهر دعمٍ كبيرة له بالشعارات وبينها «كلنا معك» و«كلنا ناطرينك» و«الحريري بالقلب»، فإن أوساطاً سياسية ترى أن عملية «الهروب الى الأمام» التي يعتمدها رسميون في لبنان ويُلاقيها «حزب الله» تقترب من «لحظة الحقيقة» التي يشكّلها الكلام المنتظر لرئيس الحكومة المستقيل، بما سيجعل المرتكز السياسي للاستقالة يطفو على السطح بقوّة، ملاحِظةً ان الموقف الأميركي الذي ركّز على الشراكة القوية مع الحريري أعطى إشاراتٍ نحو مسألة «حزب الله» التي تشكل نقطة تقاطُع مركزية بين واشنطن والرياض ودول خليجية أخرى. وحسب هذه الأوساط، فإنه في موازاة مشاركة الحريري مساء السبت الماضي في استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مطار الملك خالد في الرياض قادماً من المدينة المنورة بعدما كان استقبل في دارته سفيريْ بريطانيا وتركيا في السعودية، يأتي مضيّ الحُكم في التركيز على العودة ومحاولة «تدويل» هذا العنوان وتوجيهه ضدّ السعودية لينطوي على مَحاذير يمكن أن ترتدّ سلباً على «آخر الجسور» الباقية مع المملكة التي تعتبر أن ثمة حزباً مسلحاً لبنانياً يلعب بأمنها عبر الملف اليمني بما يشبه «إعلان الحرب عليها»، مشيرة الى مخاطر نقل عنوان «عودة الحريري» الى مجلس الأمن بدعمٍ روسي بما يساهم في إضافة طبقات من التعقيدات الى الأزمة التي فجّرتها استقالة الحريري وجعْلها أزمة لبنانية - سعودية مفتوحة لن يدفع ثمنها إلا لبنان. كما توقّفت عند محاولات استغلال ملف استقالة الحريري وإثارة علامات استفهام حول ظروفها لدفْع العلاقات مع الرياض إلى مرحلة «الـ لا عودة»، بدليل ما شهدتْه طرابلس ليل اول من امس من حرق صور، قبل ان يقرر وزير الداخلية نهاد المشنوق إزالة كل الصور السياسية من المدينة، بما عكس تَحسُّساً لإمكان وجود مخطط متعدد الهدف يلاقي مناخ التحريض على المملكة تحت عنوان عودة الحريري. ولاحظت الاوساط نفسها الإعلان عن «حملة ديبلوماسية أطلقها لبنان» والهادفة الى «المطالبة بوجوب احترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تمنح الحصانة المطلقة لمسؤولي الدول السياديين وتضمن حركتهم وحرية الحركة والتعبير»، وهي الحملة التي أعلن وزير الخارجية جبران باسيل انه أجرى في الأيام الماضية تحت سقفها سلسلة اتصالات بوزراء خارجية عدد من الدول، أوضح فيها أسباب اعتبار الاستقالة غير مقبولة، مطالباً «بالقيام بالاتصالات كافة، لمساعدة لبنان لتأمين العودة السريعة لرئيس الحكومة». وشدّد باسيل على ان لبنان لا يرضى «التدخل في شأن أي دولة عربية، ومن باب الأولى عدم الاعتداء عليها، تماماً كما يطالب بعدم التدخّل بشؤونه والاعتداء على حريته وسيادته وكرامته»، معبراً «عن حرص لبنان على أفضل العلاقات الدولية وخصوصاً العربية». وفي موازاة ذلك، يتوّجه باسيل غداً الى باريس حيث سيلتقيه الرئيس ايمانويل ماكرون الذي كان اتصل اول من امس بالرئيس عون مؤكداً وفق الاليزيه «اهمية الحفاظ على استقرار لبنان واستقلاله»، ومجدِّداً «دعوته لضمان حرية تحرك القادة السياسيين اللبنانيين»، ومشدداً على «ضرورة المحافظة على استمرارية مؤسسات الدولة، ضمن اطر سياسة النأي بالنفس عن نزاعات المنطقة ولا سيما في سورية». وعلى وقع الكلام عن مبادرة فرنسية من 3 نقاط لحلّ أزمة استقالة الحريري، يصل إلى الرياض الأربعاء وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان في زيارة يبحث خلالها التطورات الأخيرة في لبنان استكمالاً لمحادثات ماكرون في السعودية، فيما يواصل موفد الرئيس الفرنسي اورليان دو شوفالييه مهمته في بيروت، وسط تقارير كشفتْ أن جانباً من هذه المهمة يتّصل بالبحث في وضع الحريري «كمواطن فرنسي بالاضافة إلى كونه سعودياً ولبنانياً». وفي ما بدا مساراً تصاعُدياً لتظهير «الأسس السياسية» لاستقالة الحريري، أعلنت كتلة «المستقبل» البرلمانية بعد اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، ليل أول من أمس «إدانة أي حملات تستهدف السعودية وقيادتها وتعتبر هذه الحملات جزءاً من مخطط لتخريب الاستقرار الوطني». وإذ أكدت «رفْضها القاطع للتدخّل الايراني في شؤون البلدان العربية الشقيقة»، دانت «الاعتداءات التي تستهدف المملكة من أدوات ايران في اليمن وغيرها»، مجددة «وقوفها وراء قيادة الرئيس الحريري، وهي تنتظر بفارغ الصبر عودته الى لبنان، لتحمل مسؤولياته الوطنية في قيادة المرحلة».

باسيل يلتقي ماكرون غداً ويجول أوروبياً لشرح ملابسات استقالة الحريري

بيروت - «الحياة» ... يقوم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل هذا الأسبوع بجولة أوروبية لبحث أزمة استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، يبدأها غداً من فرنسا حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «لبحث الأزمة»، بحسب بيان صدر مساء أول من أمس عن قصر الإليزيه. وأكد البيان أن «ماكرون قال للرئيس اللبناني ميشال عون في اتصال هاتفي إنه ينبغي للزعماء اللبنانيين أن يتمتعوا بحرية التنقل». وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الخارجية أنه «في إطار الحملة الديبلوماسية التي أطلقها لبنان لشرح ملابسات عرض الاستقالة من خارج لبنان والظروف الملتبسة التي حصلت فيها والهادفة إلى المطالبة بوجوب احترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي ترعى العلاقات الديبلوماسية والتي تمنح الحصانة المطلقة لمسؤولي الدول السياديين وتضمن حركتهم وحرية الحركة والتعبير وتمنع أي مس بحقوقهم البديهية، أجرى الوزير باسيل في الأيام الماضية سلسلة اتصالات بوزراء خارجية عدد من الدول الصديقة ومسؤولين دوليين». ولفت البيان إلى أن باسيل «أوضح في الاتصالات الأسباب التي أدت إلى اعتبار الاستقالة غير مقبولة». وطالب بحسب البيان بـ «القيام بالاتصالات كافة، لمساعدة لبنان من أجل تأمين العودة السريعة لرئيس الحكومة إلى بلده توفيراً للظروف السياسية والدستورية والشخصية التي تسمح له باتخاذ القرار الذي يراه مناسباً». وشدد باسيل في اتصالاته «على تقيّد لبنان الدائم بالشرائع الدولية كافة واحترام الاتفاقيات والقرارات الدولية والأعراف الديبلوماسية، وعلى رأسها ميثاق جامعة الدول العربية الذي لا يرضى من خلاله لبنان أن يتم التدخل في شأن أي دولة عربية، ومن باب الأولى عدم الاعتداء عليها، تماماً كما يطالب بعدم التدخّل بشؤونه الداخلية والاعتداء على حريته وسيادته واستقلاله وكرامته ووحدته». وعبَّر عن «حرص لبنان على الحفاظ على أفضل العلاقات الدولية وخصوصاً العربية منها». وأكد البيان أن باسيل «يواصل إجراء الاتّصالات كافة في الأيام المقبلة ويقوم بزيارة عدة دول لهذه الغاية».

هكذا وصف زاسبكين الضربة الإسرائيلية على لبنان... ماذا عن مواقف عون؟

اللواء.... أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين أن "هناك اجماعاً وطنياً على ضرورة عودة الرئيس سعد الحريري لاستيضاح ما حصل"، منوهاً بالمواقف "المتوازنة والحكيمة التي اتخذها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في خلال الأسبوع الأخير". وفي حديث إذاعي، أشار زاسبكين الى أن "الصورة لا تزال ضبابية رغم لقاءات عدد من السفراء بالحريري في الرياض"، معتبراً أن "الاهم اليوم هو استكمال الاستقالة بشكل دستوري". وحذر من "مستقبل الأوضاع في المنطقة من زاوية العلاقات بين السعودية وايران"، داعياً الى "وقف الاتهامات المتبادلة بين الفريقين وحلفائهما في لبنان". وإذ رأى أن "المشكلة أكبر بكثير مما حصل مع رئيس الحكومة المستقيل"، لفت زاسبكين الى أن "هناك ضغطاً سعودياً – أميركياً وربما اسرائيلياً على ايران عبر الورقة اللبنانية"، مؤكداً أن "سوريا وايران تساهمان في محاربة الارهاب بعكس الولايات المتحدة التي تدعمه". ورداً على سؤال، اعتبر أن "الفرنسيين يمكنهم لعب دور بنّاء في ايجاد حل للأزمة الراهنة"، مشدداً على أن "التوجه الى مجلس الأمن حق لأي دولة تشعر بخطر أمني أو بعدم الاستقرار"، ومقترحاً في هذا المجال "ايفاد لجنة حيادية دولية الى السعودية لاستطلاع ما يحصل مع الحريري". وأشار زاسبكين الى أن "جميع الدول ولاسيما روسيا وفرنسا والولايات المتحدة ومصر تحاول المساعدة في انهاء هذه الازمة بجهد مشترك"، محذراً من "التدخل الاسرئيلي في هذا الملف". ورأى زاسبكين أن "الحديث عن ضربة اسرائيلية بدعم سعودي هو مجرد تهويل اعلامي لا أكثر"، مشدداً على أنه "ليس من مصلحة أحد الدخول في أي حرب في هذه المرحلة". وعن الملف السوري، أكد "الاقتراب من انهاء سفك الدماء في سوريا عبر تسوية شاملة رغم العراقيل التي يضعها البعض"، مشيراً الى أن بلاده تعمل على انجاح الحوار السوري - السوري ليكون داعماً لمؤتمر جنيف.

إطلالة للحريري... وخصوم الرياض يرفضون مضمونها سلفاً.. • عون: كل ما سيصدر عن زعيم «المستقبل» موضع شك ... • نفي التقارير عن مخطط لاغتيال بهية الحريري

الجريدة.... انتظر اللبنانيون بترقب إطلالة لزعيم تيار المستقبل سعد الحريري ستكون الأولى له بعد إعلان استقالته من رئاسة الحكومة، في خطوة مفاجئة لم تخل من الملابسات، في حين رفضت القوى السياسية اللبنانية المناهضة للرياض مسبقاً مضمون المقابلة، متمسكة بمطلب عودة الحريري إلى بيروت. للمرة الأولى بعد إعلان استقالته من رئاسة الحكومة في ظروف مفاجئة وغير مكتملة الوضوح، انتظر اللبنانيون بترقب إطلالة زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، من الرياض، في مقابلة تلفزيونية، هدفها إيضاح الأنباء عن وضعه قيد الإقامة الجبرية من قبل السلطات في المملكة، أو إجباره على تقديم استقالته، والشائعات التي رافقت خطوته، ومنها نية الرياض اقناع عائلة الحريري بتولية بهاء الحريري الزعامة السنية مكان سعد.

خطوة استباقية

وفي خطوة استباقية، أعلنت قنوات تلفزيونية لبنانية مناهضة للسعودية ومحسوبة على المحور المقرب من إيران، أنها لن تنقل ​مقابلة​ الحريري، متذرعة ببيان رئيس الجمهورية ميشال عون أمس الأول، الذي قال فيه إن أي كلمة يتفوه بها الحريري من الرياض مشكوك في صحتها، ما لم توضح المملكة أسباب عدم عودة الحريري الى بيروت. ونقلت تقارير عن مصادر في قوى سياسية مناهضة للسعودية قولها إن مقابلة الحريري «تكرار مضمون بيان الاستقالة الذي ألقاه منذ أيام»، مضيفة أن «بقاء الحريري في السعودية وعدم عودته يؤكدان أن التعامل مع استقالته لن يتغير». وتأتي اطلالة الحريري بعد أن كان مساء أمس الأول في عداد مستقبلي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز القادم من المدينة المنورة الى الرياض. وأكد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، أمام زواره أمس، على «مضمون البيان الذي صدر السبت عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية حول الظروف الغامضة والملتبسة التي يعيش فيها رئيس الحكومة المستقيل ​سعد الحريري​ في ​الرياض​، والتي أشار إليها أيضا عدد من رؤساء الدول الذين تناولوا هذا الموضوع خلال الأيام الماضية». ورأى الرئيس عون أن «هذه الظروف وصلت إلى درجة الحد من حرية الحريري، وفرض شروط على إقامته وعلى التواصل معه حتى من افراد عائلته»، لافتا إلى أن «هذه المعطيات تجعل كل ما صدر وسيصدر عن الحريري من مواقف أو ما سينسب إليه، موضع شك والتباس، ولا يمكن الركون إليها أو اعتبارها مواقف صادرة بملء إرادة رئيس الحكومة».وتأتي إطلالة الحريري ايضاً بعد بيان لكتلة «المستقبل» النيابية أصدرته مساء أمس الأول بعد اجتماع طارئ، دانت فيه «أي حملات تستهدف ​السعودية​ وقيادتها»، ومعتبرة أن «هذه الحملات جزء من مخطط لتخريب الاستقرار الوطني». وشددت الكتلة على «العلاقات الأخوية مع السعودية، رافضة المزايدة عليها وعلى رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ بمحبتها والوفاء لدورها التاريخي في دعم ​لبنان​«. وأشارت إلى أنها «إذ تؤكد رفضها القاطع للتدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية الشقيقة، وتعتبره عاملا من عوامل تأجيج الفتن والصراعات والحروب في منطقتنا، فإنها تدين الاعتداءات التي تستهدف المملكة من قبل أدوات إيران في ​اليمن​ وغيرها، وتدعو الى كبح هذه الاعتداءات والتدخلات، وتطالب بموقف عربي جامع من السياسات الإيرانية يحمل ايران تبعات ومخاطر ما تقوم به». وجددت الكتلة «وقوفها وراء قيادة سعد الحريري، وهي تنتظر بفارغ الصبر عودته الى لبنان، لتحمل مسؤولياته الوطنية في قيادة المرحلة وحماية الوطن من المخاطر الداهمة».

السبهان

وكان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، علق على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بالقول إن «المزايدات في موضوع الحريري مضحكة جدا»، مضيفاً: «كل هذا الحب والعشق قتلتم اباه وقتلتم أمل اللبنانيين في حياة سلمية ومعتدلة، وتحاولون قتله سياسيا وجسديا».

سجال المشنوق وريفي

في سياق متصل، شهدت الساحة السنية اللبنانية سجالات محمومة بين وزير العدل السابق أشرف ريفي الذي خرج قبل اشهر من عباءة تيار المستقبل من جهة، ووزير الداخلية نهاد المشنوق الذي ينتمي الى «المستقبل». وبدأ السجال بعد إحراق صور لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رفعها انصار ريفي في مدينة طرابلس، ثاني مدن البلاد وأكبر تجمع سني فيه. وعلق المشنوق على إحراق الصور بالقول انه «هذا العمل لا يعبر عن مشاعر أهل طرابلس وهو عمل مؤسف ندينه ونعتبره مشبوها في لحظة حساسة، ويأتي في سياق محاولات التأزيم التي تعمل جهات مريبة على افتعالها بهدف جر البلاد إلى مزيد من التوتر» وأمر بازالة كل الصور من الشمال. فعلق ريفي بالقول «من أحرق صورة الأمير محمد بن سلمان معروف. أوقِفوه وحاسبوه، أما صور الأمير محمد بن سلمان فستبقى مرفوعة في طرابلس». ورد المشنوق إن «صور الأمير محمد بن سلمان نضعها على صدورِنا وليس في الشوارع، لكي يأتي حاقد ويحرقها». ولاحقا رد ريفي على الرد، في تغريدة جاء فيها «لوزير الداخلية نقول: محل ما منعلِق صور ما في حاقد يوصلها، وإذا بدك تشيل الصور بلِّش من طريق المطار وبس توصل عطرابلس... منحكي». في إشارة الى صور المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي المرفوعة على طريق المطار الواقع في منطقة تخضع لنفوذ حزب الله . وأمس أعلن محافظ الشمال رمزي نهرا إزالة الصور والشعارات السياسية من مدينة طرابلس بناء على توجيهات وزير الداخلية.

نفي اغتيال الحريري

على صعيد آخر، أكدت ​وزارة الداخلية والبلديات،​ أمس، أن لا صحة لخبر اعتقال شخص كان يراقب موكب عضوة كتلة «المستقبل» النائبة ​بهية الحريري​، لافتة إلى أن مثل هذه الأنباء تؤدّي إلى مزيد من البلبلة بين اللبنانيين، وهو ما لا يحتاجونه على الإطلاق في هذه الظروف. وكانت وسائل إعلام محسوبة على محور إيران نقلت نبا القبض على «عميل اسرائيلي» خطط لاغتيال الحريري.

المصالحة المسيحية وموقعها من الإعراب في الكباش الراهن

المستقبل..وسام سعادة.. تفرض التطوّرات المتسارعة الراهنة نفسها بإلحاح على الوضع المسيحيّ. أوّلاً، لأنّ مسار الضغوط العربية والغربية، التي أعادت طرح الإشكاليات المتصلة بـ»سلاح حزب الله» وصولاته وجولاته، بات يقترب من «المساواة» بين «حزب الله» وبين حليفه المسيحيّ، رئيس الجمهوريّة، وثانياً لأنّ الطرف الداخل في «مصالحة رئاسية مسيحية» مع تيار العماد ميشال عون، ما زال يحاول النأي بهذه المصالحة عن مآل التسوية الحكومية المنهارة. عموماً، لا تزال أطراف كثيرة في الداخل اللبناني غير مدركة بأننا دخلنا في لحظة إقليميّة جديدة كليّاً، لكن الكرة هي اكثر فاكثر في ملعب رئاسة الدولة. والرئاسة اللبنانية تابعت ما يمليه عليها واجبها كرئاسة من طلب ايضاحات حول ملابسات استقالة الرئيس سعد الحريري، الى ان اطل بنفسه من الرياض في مقابلة تلفزيونية مع الزميلة بولا يعقوبيان امس، مشددا على ان الاستقالة ستسلك سبيلها الدستوري بعودته الى لبنان، مبددا الاخذ والرد حول جواز الاستقالة من الخارج. لكن الرئاسة، إذا أرادت استباق قدوم اللحظة الاقليمية (والدولية؟) اليها، وأرادت تجنيب اللبنانيين مضاعفات سلبية اضافية، لا بدّ لها من أن ترافق هذا المسار «الإيضاحي» الذي تنهض به، وتلاقي طرح الرئيس الحريري بالأمس حول النأي بالنفس، جدياً، للبنان، وبالذات وقف تعرض «حزب الله» للسعودية وبلدان عربية اخرى. واليوم، قد نكون امام فرز حقيقي، بين مروحة من القوى اللبنانية تريد عودة سعد الحريري جدياً، وفي السياسة، على قاعدة تسوية بشروط استدامة عنوانها الابرز سحب البساط من تمترس «حزب الله» وراءها للقنص على دول عربية، في اطار الصراع بين هذه الدول وبين ايران، وهو فرز سيظهر معه ان «حزب الله» من ناحية، وبعض الفرق العدمية المزايداتية من ناحية اخرى، لا تريد عودة الحريري لقيادة الحراك من اجل التسوية المصححة، الحزب لانه لا يناسبه التصحيح، والثانية لانها تريد «ان تخربها وتقعد على تلها». الرئاسة، من مصلحتها، يفترض ان تكون الى جانب اعادة الاقلاع بالعهد، بتصحيح المسار مع «حزب الله». وهذا يكون بموقف تاريخيّ، بمطلب محدّد من الرئيس عون، يوجه لقيادة «حزب الله»، بإعلان وقف كل الأعمال التحريضية والعدائية ضد المملكة العربية السعودية والبلدان العربية الأخرى. الخطورة هنا أن تدفع الرئاسة الأولى إلى تصدّر معركة ليست لها، وليست في صالح عموم اللبنانيين، معركة سترتد بنتائج عكسية على الوضع العام، مثلما هي مخاطرة في المقلب الآخر، من أن تؤدي أي حركة غير منهجية، وغير متناغمة داخلياً، وبين مروحة من القوى الداخلية، وغير عميقة الرسوخ في الرأي العام، ومستقرئة للأوضاع الدولية العارضة كما لو أنّها ثابتة وراسخة، الى نتائج عكسية هي الأخرى. وحتى الساعة، بالنسبة لشريك الرئيس عون في المصالحة المسيحية، «القوات اللبنانية»، فقد اعتمدت خطاباً عالي السقف تجاه أوهام التسوية الزائلة، أو أوهام احيائها بالشكل الذي كانت عليه، وامتنعت عن الذهاب لأبعد من مناشدة رئيس الجمهورية بأن يعقد طاولة الحوار الوطني. ولا يعني ذلك أن انعقاد الطاولة هو أمر نافل أو غير وجيه، لكن الطاولة بالشكل الذي قامت عليه في الإحدى عشرة سنة الأخيرة لا يغري مثالها بالدعوة اليه. ان تحويل طاولة الحوار الى هيئة انقاذ وطني حقيقية رهن اليوم بإطلاق رئيس الجمهورية نداءه، بإتجاه «حزب الله»، لوقف الأعمال العدائية والتحريضية على السعودية والبلدان العربية. تحتاج الرئاسة لمثل هذا الموقف، مقترناً بموقفها المطالب بتوضيحات حول الإستقالة وملابساتها، وهو ما تعهد به الحريري امس. ليس هذا بخياليّ أو مُستبعد. المستبعد هو الامتناع عن ذلك من دون توقع تبعات سلبية أو خطيرة .. بما في ذلك تبعات تتعلّق بمسار الأمور والعلاقات في الإجتماع السياسيّ المسيحيّ نفسه. فهذا الإجتماع من مصلحته، من جهة، المحافظة على المصالحة المسيحية، وتوسيعها، أكثر من أي وقت مضى، لكن من مصلحتها أيضاً، الدفع بها نحو إعادة التقاط المعنى المتكامل لمفهوم السيادة، وهذا يعني بالدرجة الأولى، تشكيل نقطة إجماع مسيحية، ان لم يكن حول «حزب الله» ومسائله ككل، فأقله حول كارثية استمراره في الأعمال التحريضية والعدائية ضد السعودية ودول الخليج، وبالذات في هذه اللحظة التصادمية بامتياز بين هذه البلدان وبين ايران.

 



السابق

مصر وافريقيا...السيسي والشاهد يبحثان الأزمة الليبية والتنسيق ضد الإرهاب...شكري ينقل رسالة من السيسي إلى ملكي البحرين والأردن ..الجيش يوقف 5 إرهابيين في سيناء ضمن حملة تمشيط مكثفة..«القاعدة» تتوعد «داعش» باستئصاله من سيناء...تقرير أممي يرصد تمدد نفوذ «داعش» في الصومال..انفجار سيارة والعثور على 19 جثة في طرابلس...الأمم المتحدة تنفذ أول عملية لإجلاء لاجئين من ليبيا إلى النيجر..جبهة برلمانية جديدة في تونس...جنوب السودان يرفع الحصار عن منزل قائد الجيش السابق...العاهل المغربي في الدوحة بعد أبوظبي..

التالي

أخبار وتقارير..«الراي» تكشف تفاصيل صفقة ترامب – بوتين والرئيس الأميركي يُعيد نظيره الروسي إلى مقررات جنيف في شأن سورية ...منظومة «داعش» الإعلامية تقترب من الانهيار.... دراسة تؤكد انخفاض دعايات التنظيم إلى الثلث...«الميليشيات».. استنساخ إيراني للتمدد والهيمنة طهران تتولى التدريب والتمويل والتسليح...ترامب يدعم تقييم الاستخبارات الأميركية في «التدخل الروسي»... لكنه يثق ببوتين.. اتهام أممي لجيش ميانمار باغتصاب «ممنهج» للنساء الروهينغا..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,782,618

عدد الزوار: 6,914,730

المتواجدون الآن: 116