نان «يَحتمي بالحياد» في ملاقاة العاصفة الخارجية و«حزب الله» لعزْل ترامب: لن يستطيع إرغامنا على حلوله الاستسلامية..العثور على جثة شاب لبناني - أميركي على شاطئ الناقورة...الحريري يصعّد ضد عون..باسيل: من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة مستتبع للخارج ..باسيل يسمِّم «المصالحة في الجبل» والمشنوق يحذِّره من تخريب التسوية...تفاصيل جديدة عن التصويت لصالح القطري في اليونسكو .. وسباق ماروني على أصوات المغتربين...جنبلاط يرد على باسيل؟...«حزب الله»: الانتخابات ستحدد أحجام القوى...انتخابات الشمال تحدد الفريق المسيطر في البرلمان ومعركة طرابلس - الضنية تخوضها 4 لوائح أو أكثر..

تاريخ الإضافة الإثنين 16 تشرين الأول 2017 - 7:11 ص    عدد الزيارات 2137    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان «يَحتمي بالحياد» في ملاقاة العاصفة الخارجية و«حزب الله» لعزْل ترامب: لن يستطيع إرغامنا على حلوله الاستسلامية..

الراي.... بيروت - من ليندا عازار .. العثور على جثة شاب لبناني - أميركي على شاطئ الناقورة...

بعد قرار الرئيس سعد الحريري النأي بحكومته عن المواجهة الأميركية - الإيرانية في محاولةٍ لحماية الاستقرار اللبناني ومنع «تفجيره» من الداخل، تَكثر علامات الاستفهام حيال إمكان أن يكون هذا المعطى الداخلي كفيلاً لوحده بإبعاد البلاد عن «الفالق» الجديد في «خط الزلازل» التي تضرب المنطقة، ولا سيما ان «حزب الله» يشكّل عنواناً رئيسياً في استراتيجية التصدي لتمدُّد طهران. وإذا كان خيار خصوم «حزب الله» اللبنانيين المشارِكين بالسلطة بعدم التموْضع المباشر على خط «العاصفة» المتصاعدة بين واشنطن وطهران كما بين السعودية وطهران يَسمح نظرياً لبيروت بـ «شراء الوقت» داخلياً، فإن غموضاً كبيراً يلفّ مدى قابلية الوضع اللبناني على البقاء بمنأى عن تشظيات «التدافع الخشن» تحت عنوان احتواء النفوذ الإيراني، ولا سيما بعد مؤشريْن بارزيْن ارتسما أمس:

الأول إبلاغ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في اتصال هاتفي أجراه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب تأييد المملكة الاستراتيجية التي أعلن عنها تجاه إيران «وأنشطتها العدوانية ودعمها للإرهاب في المنطقة والعالم»، وهو ما يكرّس التلاقي السعودي - الأميركي في «خندق» التصدي للتوسّع الإيراني في المنطقة.

والثاني صدور إشارة بارزة إلى تَقاطُع اوروبي مع ترامب إزاء نفوذ إيران ووجوب تطويقه، وذلك من خلف الاختلاف بين الجانبين حول الالتزام بالاتفاق النووي، وهو ما عبّر عنه تأكيد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «الالتزام الكامل» لبلديهما بالاتفاق وفي الوقت نفسه «ضرورة مواصلة تصدي المجتمع الدولي لأنشطة إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة وبحث سبل مواجهة المخاوف من برنامجها للصواريخ الباليستية». وقد اعتُبر هذا الموقف من أوساط سياسية بداية نجاح للرئيس الأميركي في لعبة «العصا والجزرة» التي وضعت «النووي» ومصيره على الطاولة مقابل «دفتر شروط» يتّصل بلجم التمدد الإيراني العسكري والأمني.

وفيما تعتبر هذه الأوساط أن الاستقرار «الصامد» في لبنان والذي تَعزّز بفضل التسوية السياسية التي أنهتْ الفراغ الرئاسي قبل نحو عام كان وليدة قرار محلي وأيضاً خيار إقليمي ودولي ربْطاً بعناصر عدة بينها «قنبلة» النازحين السوريين والاقتناع بأن «مَن يربح في سورية يربح في لبنان»، فإنها ترى أن نقْل المعركة لتصبح «على رأس» حزب الله يثير ضبابية حيال إذا كان هذا القرار ما زال «ساري المفعول» وإذا كان ممكناً ضبْط «الهجمة» على إيران والحزب وفق مقتضيات صون الاستقرار في البلاد خصوصاً وسط الاستعدادات لصدور قانون العقوبات الأميركية الجديدة ضدّ الحزب والمخاوف من «مفاجأة ساخنة» اسرائيلية. وإذ تذكّر الأوساط نفسها بحساسية ظهور الموقف الرسمي اللبناني، على مختلف مستوياته الرئاسية، بهذه المرحلة في ما يشبه «وحدة الحال» مع «حزب الله» ولو من بوابة الخشية من استدراج «الرياح الساخنة» الى لبنان، مع ما يعنيه ذلك من جعل «الدولة» في «عين العاصفة»، تلفت الى ان ارتفاع منسوب التصعيد الخارجي وبداية الردود العنيفة من «حزب الله» على ترامب وتجديده الحملة على السعودية تترك غموضاً إزاء مآل الأيام المقبلة، وسط تَحوُّل اي حدَث ذي طابع أمني محور تحرياتٍ لا يغيب عنها التساؤل حول مدى ارتباط خلفياتها بتبادُل الرسائل «الخفي» المتّصل بالمواجهة الأميركية - الإيرانية. وهذا كان الحال مع الكشف أمس عن العثور على جثة شاب على شاطئ البياضة في الناقورة، جنوب مدينة صور، والى جانبه حقيبة صغيرة، ليتبيّن أنها تعود لخليل كامل ايوب، وهو من مواليد بلدة الخرطوم - قضاء صيدا 1970 ويحمل الجنسية الأميركية. وقد بوشرت التحقيقات فوراً تحديد ملابسات الوفاة. وفي هذه الأثناء، خرج «حزب الله» عن صمته حيال خطاب ترامب «الذي بات بنظر العالم وبنظر شعبه الأميركي ناكثاً للعهود، عدوانياً ومستبداً، وهو ظالم وسيسقط بعد حين»، لافتاً الى ان «ترامب قدم للعالم مبررات كاذبة من أجل إسقاط الاتفاق النووي... وصراخه الكبير هو تعبير عن عجزه عن فرض سياساته على محور المقاومة، وبكل وضوح: يستطيع أن يهدد وأن يوتر العالم ولكنه لا يستطيع إرغامنا على حلوله الاستسلامية»، مؤكداً أن «أميركا تحوّلت الى خطر على الامن العالمي، وقد استفزّت بمواقفها من (النووي) كل حلفائها، وخيرٌ لأميركا وللعالم أن يُعزل ترامب من منصبه». في المقابل، اعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق أن «السياسة الخارجية اللبنانية شاردة»، منتقداً سلوك الوزير جبران باسيل من دون أن يسميه، ومعتبراً «أن التمادي في هذا الاتجاه السياسي يعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية»، ومعتذراً «من مصر على تصويت لبنان ضدّ مرشحها في اليونيسكو لمصلحة مرشح قطر في حال ثبت هذا الأمر».

الحريري يصعّد ضد عون

(الأخبار)... باسيل: من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة مستتبع للخارج ... تهدّد الملفات الخلافية، لا سيّما سياسة لبنان الخارجية والعلاقة مع سوريا وملف النازحين، التسوية التي نشأت مع انتخابات الرئاسة بالتصدّع. ومع قرار تيار المستقبل رفع السقف حيال توجّهات رئاسة الجمهورية الخارجية، برزت أمس مسألة تصويت لبنان في انتخابات اليونسكو، والكلام عن اتهام مصري للبنان بالتصويت إلى جانب قطر، تتسارع وتيرة التوتّر السياسي الداخلي، على وقع الضغوط الخارجية الأميركية والسعودية، وتفجّر الملفّات الخلافية من التنسيق مع الحكومة السوريّة وملفّ النازحين، إلى السّجال الدائر حول تصويت لبنان في انتخابات مدير منظمة اليونيسكو الأسبوع الماضي. ومع أن غالبية القوى السياسية لا تزال تعلن تمسّكها بالتسوية الداخلية التي ولدت قبيل انتخاب الرئيس ميشال عون، والتحالف الوثيق لأكثر من عامٍ بين عون والرئيس سعد الحريري، إلّا أن العلاقة مع سوريا واللقاء الذي جمع وزير الخارجية جبران باسيل بنظيره السوري وليد المعلّم، عادا ليكونا مصدراً للخلاف بين عون والحريري، بالتوازي مع التباين الحاد تجاه حلّ أزمة النزوح السوري. وعلمت «الأخبار» أن قراراً اتخذه الحريري خلال اجتماعٍ مع فريقه اللّصيق الأسبوع الماضي، يقضي برفع الصوت ضدّ اندفاعة رئاسة الجمهورية وحلفائها تجاه سوريا في ما خصّ أزمة النازحين، لصالح التمسّك بمعزوفة الضمانات الدولية لعودة النازحين إلى بلادهم، عوضاً عن التنسيق مع السوريين.

تصويت اليونسكو يستفز المستقبل وباسيل يستنفر الاشتراكيين

واستند أصحاب هذه السياسة، إلى أن رفع الصوت ضد هذا التنسيق، يشدّ أوّلاً عصب تيار المستقبل من الآن وحتى الانتخابات النيابية التي باتت أمراً واقعاً مع فشل محاولات تأجيلها، ويعيد إلى التيار عنواناً سياسياً مفقوداً، مقابل المزايدات على موقف التيار من حزب الله وسوريا خصوصاً من الوزير السابق أشرف ريفي. وثانياً، يتماشى هذا التصعيد الكلامي، مع التصعيد السعودي والأميركي ضد حزب الله وإيران وسوريا، بما يمتصّ نقمة الرياض على موقف الحريري الذي لم يرفع السقف إلى المستوى المطلوب سعوديّاً ضد حزب الله، وفي الوقت نفسه، لا يكسر تصعيد الحريري العلاقة التوافقية مع رئيس الجمهورية، طالما أن الطرفين اتفقا مع بداية التسوية على تنظيم الخلاف حيال العناوين السياسية الكبرى. إلّا أن حماوة المشهد، باتت تهدّد بانهيار التفاهمات السابقة، خصوصاً بعد الأخذ والردّ بين الوزير نهاد المشنوق وباسيل أمس، على خلفية تصويت لبنان في اليونيسكو. وفيما تمسّكت وزارة الخارجية، في بيان لها، بعدم كشف التصويت اللبناني ولمن أعطى لبنان صوته بعد انسحاب المرشّحة اللبنانية في ظلّ التنافس الذي كان قائماً بين قطر ومصر مؤكّدةً أن الموقف اللبناني جرى بالتنسيق بين الخارجية ورئاستي الجمهورية والحكومة، تبّنى تلفزيون «المستقبل» كلام وزير الداخلية، الذي اعتذر من مصر «بما أمثل ومن أمثل، حكومة وقيادة وشعباً، على تصويت لبنان ضد مرشحها في الأونيسكو لصالح مرشح قطر في حال ثبت هذا الأمر». وأكّد المشنوق أن «سياسة وزارة الخارجية تتعارض مع الأعراف الحكومية والبيان الوزاري»، وأن «سياسة النأي بالنفس التي كانت أحد بنود التسوية الرئاسية، تعرضت لضربات في الفترة الأخيرة، إن على صعيد زيارة عدد من الوزراء إلى سوريا، أو لقاء نيويورك الذي لم يكن منسقاً مع رئيس الحكومة، كما تنص بنود التسوية». وفيما ترك وزير الداخلية هامشاً حيال عدم تأكيده أن لبنان صوّت للمرشّح القطري، يبدو مستحيلاً إثبات حقيقة تصويت لبنان، ما لم تكشف وزارة الخارجية عن هذا الأمر، إلّا أنه نُقل عن الجانب المصري، اقتناعه بأن لبنان منح صوته للمرشّح القطري. وبحسب معطيات الجلسة الرابعة، فإن مصر تعادلت مع فرنسا، بـ18 صوتاً لكلّ من مرشحيهما مقابل 22 صوتاً للمرشح القطري، الذي عاد وخسر أمام المرشحة الفرنسية في الجولة الأخيرة (28 صوتاً مقابل 30)، بعد أن فازت الفرنسية على المرشّحة المصريّة في تصويت جانبي بـ 25 صوتاً مقابل 31 للمصرية. وبالتالي، فإن صوت لبنان لم يكن ليكون مؤثّراً في الجولات الأخيرة في ظلّ الفارق في الأصوات، كما أن لا شيء يؤكّد منح لبنان صوته للمرشّح القطري ومنعه عن المصريّة، وأن المكان الوحيد الذي كان يمكن فيه للصوت اللبناني أن يؤثّر هو في الجولة الرابعة، أي عندما تعادلت الفرنسية والمصرية، من دون أي دليلٍ على اتجاه الصوت اللبناني. إلا أن مصادر مطلّعة أكّدت لـ«الأخبار» أن العتب المصري على لبنان، ليس بسبب الشكّ بالتصويت لصالح قطر، إنّما بسبب اقتراح اللبنانيين على المصريين مرتيّن الانسحاب لصالحهم، في الوقت الذي كانت تملك فيه المرشّحة اللبنانية 3 أصوات ومرّة ثانية أربعة أصوات، في مقابل 13 صوتاً للمرشّحة المصرية، بدل اقتراح العكس، أي انسحاب لبنان لصالح مصر. علماً أن مصادر معنيّة في التيار الوطني الحرّ، أكّدت لـ«الأخبار» أن التواصل مع المندوب اللبناني لم يكن محصوراً بوزارة الخارجية، وكان «مستشار الحريري نادر الحريري على اتصال دائم به». سريعاً، ردّ باسيل على كلام المشنوق، خلال جولة له في منطقة عاليه، قائلاً إن «من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة، هو المستتبع للخارج وغير المعتاد على العيش بلا تبعية، أما نحن فنعيش ورأسنا مرفوع». وفي حين لم يردّ المشنوق على كلام باسيل، دخل مستشار الرئيس نجيب ميقاتي خلدون الشريف، على خطّ السّجال، قائلاً لباسيل إن «السياسة الخارجية للبنان منوطة بحسب المادة 65 من الدستور بمجلس الوزراء، وبالتالي من غير المسموح لأي وزير أن يتجاوز الدستور، ويبدو في رد معاليه وكأنه هو من يحدد السياسة الخارجية للبلاد». باسيل لم يكتفِ بالردّ على تيار المستقبل، بل فتح سجالاً مع الحزب التقدّمي الاشتراكي، بعد مواقفه في عاليه التي عاد بها إلى زمن حرب الجبل، مؤكّداً أن «العودة ما تمت، والمصالحة ما اكتملت، ونريدها أن تكتمل وأن تكون العودة حقيقية وناجزة». وقال: «آن أوان العودة السياسية، وستتم من خلال إنتخاب من يمثل أهل هذه المنطقة التمثيل العادل والكامل». وأشار باسيل إلى أن «هذه المشكلة (العودة إلى الجبل) ما تعالجت بعد. عندما نتحدث عن حق المعرفة فلأن هذا حق الإنسان الطبيعي بأن يعرف أهله أين؟ وعظامهم أين؟ وترابهم أين؟ حقه ولا أحد يستطيع أن ينتزع منه هذا الحق». كلام باسيل استنفر الاشتراكيين، فردّ النائبان وائل أبو فاعور وأكرم شهيّب عليه، فيما نشر النائب وليد جنبلاط صورتين للبطريرك بشارة الراعي والبطريرك نصرالله صفير على حسابه على «تويتر». وقال أبو فاعور إن «مصالحة الجبل راسخة وأهم من كل المقاعد النيابية، وأهل المصالحة في الجبل وفي تنوعهم لن ينصتوا لأي خطب تحريضية، لان المصالحة باتت واقعاً، لن ينال منه أحد، وسنستمر في تكريسها ولن نستدرج إلى منطق الكراهية ونبش القبور»، فيما أكّد شهيّب أن «المصالحة خط أحمر في مسيرتنا السياسية، التي لم ولن تبنى على مقعد نيابي بالزائد أو بالناقص».

باسيل يسمِّم «المصالحة في الجبل» والمشنوق يحذِّره من تخريب التسوية

تفاصيل جديدة عن التصويت لصالح القطري في اليونسكو .. وسباق ماروني على أصوات المغتربين

اللواء... هل اعتاد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على إثارة المواقف السجالية، غير عابئ بتداعياتها على التسوية السياسية، التي ما تزال تحكم الوضع الداخلي، على الرغم من التوتر الدولي - الإقليمي، الذي يكاد ان يلامس حدود «الازمة الكبرى» المفتوحة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران؟

عشية مناقشة جلسات الموازنة، التي تبدأ غداً، فاجأ باسيل الوسط السياسي بنكء جراح احداث الجبل أو حرب الجبل عام 1983، عندما قال في افتتاح محوّل معمل كهرباء رشميا: آن أوان العودة السياسية بفعل قانون الانتخاب الجديد.. نحن لا نسعى لنبش الماضي، لكن حق المعرفة طبيعي وكل إنسان من حقه ان يعرف أهله أين، ترابهم أين، عظامهم أين.. وهذا ليس محاسبة بل علاج. واعتبر ان المصالحة ليست استلحاقاً بالآخر واستتباعا له، وهي لم تكتمل وقواعدها معروفة.. واشعلت هذه المواقف الصادمة مواقف سياسية ونيابية ووزارية فضلاً عن استيعاب أركان لقاء كليمنصو، نظرا لتزامن محاولات باسيل «تسميم مصالحة الجبل عام 2000، وتفخيخ التسوية السياسية، عبر ضرب المصالح اللبنانية مع العرب عرض الحائط، مما يُهدّد التسوية السياسية «ويعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية» على حدّ تعبير وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الذي قال في معرض تعليقه امام حشد من جمعية «متخرجي المقاصد الإسلامية في بيروت «ان الاستمرار بسياسة الصدمة والإلزام والارغام»، مفرقاً بين رئيس الجمهورية «الذي له كل احترام وتقدير»، وبين سياسة وزارة الخارجية التي تتعارض مع الأعراف الحكومية والبيان الوزاري، معتذراً من مصر حكومة وقيادة وشعباً عن «تصويت لبنان ضد مرشحتها في الأونيسكو لصالح مرشّح قطر في حال ثبت هذا الأمر». وفي هذا الإطار كشفت مصادر ديبلوماسية في باريس لـ «اللواء» تفاصيل التصويت اللبناني في المرحلة الثالثة لانتخابات الأونيسكو ولمصلحة المرشح القطري، حيث تبين ان تعليمات الخارجية في بيروت قضت باستبدال المندوب اللبناني الدائم السفير خليل كرم، بالسفير اللبناني في العاصمة الفرنسية رامي عدوان المقرب من الوزير جبران باسيل، مع التأكيد على التصويت لمرشح قطر، في الجولة الثالثة من الانتخابات، ضد المرشحة المصرية. وأشارت هذه المصادر الى ان المندوب اللبناني في اليونيسكو السفير كرم هو رئيس المجموعة العربية في المنظمة الدولية للثقافة والعلوم، ومعروف بعلاقاته الجيدة مع مختلف مندوبي الدول العربية. وذكرت المصادر الدبلوماسية ان لبنان عاد وصوّت إلى جانب المرشحة الفرنسية اودري ازولاي في الجولة الرابعة والاخيرة التي أسفرت عن فوز فرنسا بمقعد المدير العام للمنظمة الدولية، وخسارة المرشح القطري. بالمقابل، أوضحت مصادر دبلوماسية لـ «اللواء» ان تحركا ديبلوماسيا يقوده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يستهله بلقاء سفراء الدول الكبرى في الساعات القليلة المقبلة ويتركز فيه البحث على الأوضاع والنازحين السوريين. وقالت المصادر ان الرئيس عون يشرح موقف لبنان ويعرض وجهة نظره والحلول التي يقترحها لمعالجة الملفات.

مؤتمر روما

ويختتم الرئيس الحريري اليوم زيارته بلقاء نظيره الإيطالي جنتليوني. وقال مصدر مطلع لـ «اللواء» في روما ان البحث سيتركز على التحضيرات اللازمة لعقد مؤتمر روما المخصص لدعم الجيش اللبناني. وأشار إلى رغبة اوروبا لدعم الجيش بالمعدات وبالتدريب والمساعدات انطلاقاً من ان دعم الجيش يؤدي إلى تثبيت الاستقرار ومحاربة الإرهاب.

سجالات المحاور المتخاصمة

وعكست السجالات السياسية التي اندلعت نهاية الأسبوع، صورة الوضع الحكومي غير السوي، فضلا عن العلاقات بين القوى السياسية المؤتلفة ضمن التسوية السياسية التي انتجت العهد الحالي، لا سيما وأن هذه السجالات لم توفّر الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي على خلفية انتقادات الأخير للحكومة، ورد الحريري بأنه سيرد عليه بعد عودته إلى بيروت اليوم من زيارته الحالية إلى روما، أو من خلال عقد جلسة لمجلس الوزراء في طرابلس، في حين ان «نجم» هذه السجالات كان الوزير باسيل، الذي لم يوفّر بدوره من انتقاداته لا وزير الداخلية المشنوق، ولا مصالحة الجبل التي اعتبرها منقوصة، ولا عودة حقيقية الا في أقلام الاقتراع، مما استدعي ردوداً من العيار الثقيل من نائبي الحزب التقدمي الاشتراكي اكرم شهيب ووائل أبو فاعور، بينما اكتفى النائب وليد جنبلاط في رده على باسيل باستذكار البطريرك السابق نصر الله صفير، قائلاً عبر «تويتر»: السلام عليك أيها البطريرك صفير». ولم ينج تفاهم معراب بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، من وقائع هذا السجال، ولو من وراء البحار، حيث ردّ مصدر في التيار على دعوة رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الموجود حالياً في سيدني في اوستراليا، للرئيس ميشال عون باستعادة الدور السياسي للدولة بإعادة النازحين السوريين، معتبرا ان قرار الحكومة مصادر من قبل وزيري حزب الله. مع ان جعجع كان يتحدث في احتفال للتيار بذكرى 13 تشرين 1990. ردّ مصادر التيار كان صاعقاً، إذ اعتبر الحديث عن مصادرة القرار الحكومي بأنه اهانة لكل المشاركين في الحكومة، مشيرا لماذا لا يستقيل هؤلاء من الحكومة عندما يعتبرون قرارها مصادراً. ودعت هذه المصادر إلى عدم المزايدة على التيار الذي يعتبر نفسه رأس حربة في قضية عودة النازحين. على ان السجال الاعنف الذي رسم صورة قاتمة للوضع الحكومي، جاء على خلفية ما كشفته «اللواء» يوم السبت، حول «الفضيحة الديبلوماسية» والتي تمثلت في تصويت المرشحة اللبنانية لمنصب المدير العام لمنظمة الأونيسكو، قبل انسحابها لمصلحة المرشح القطري ضد المرشحة المصرية الدكتورة مشيرة خطاب، الأمر الذي دفع الوزير المشنوق، خلال افطار اقامته جمعية المقاصد الإسلامية في بيروت، إلى الاعتذار من مصر، بما «امثل ومن امثل حكومة وقيادة وشعبا»، مشيرا إلى ان مصر «دولة موزونة وموضوعية وهادئة، ودورها بناء في لبنان، وكان لها دور في دعم التسوية الرئاسية وفي تشكيل الحكومة، ولديها دوما رغبة في المحافظة على الاستقرار وعلاقاتها ممتازة بكل الفرقاء اللبنانيين». وهاجم المشنوق السياسية الخارجية اللبنانية التي وصفها «بالشاردة» منتقداً سلوك الوزير باسيل دون ان يسميه». ولم يتأخر ردّ باسيل على المشنوق، والذي جاء بدوره، خلال افتتاح مكتب للتيار في سوق الغرب، حيث اعتبر وزير الخارجية ان «من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة هو المستتبع للخارج». وكان باسيل الذي جال أمس في عدد من قرى قضاء عاليه، يرافقه وزيرا التيار سيزار أبي خليل وطارق الخطيب، ودشن محولا للكهرباء في رشميا، قد تطرق إلى مصالحة الجبل التي رعاها البطريرك الماروني نصر الله صفير والنائب وليد جنبلاط في العام 2000، معتبرا ان العودة لم تتم والمصالحة لم تكتمل، وأن الجرح لم يختم، مشيرا إلى انه يسامح مثل كل النّاس ولكننا لن ننسى». لافتا إلى ان مفاتيح العودة تكون بالانتخابات المقبلة، وبتمثيل أهل هذه المنطقة التمثيل العادل والكامل، موضحا ان المصالحة ليست استلحاقاً بالآخر أو استتباعاً وهي لم تكتمل. وبتفويض من المختارة، جاء ردّ النائبين شهيب وأبو فاعور سريعاً، من دون ان يسميا باسيل بالاسم، اللذين اكدا ان «مصالحة الجبل راسخة وتشكل خطاً أحمر في المسيرة السياسية التي لم ولن تبنى على مقعد نيابي بالزايد أو بالناقص». وقال شهيب ان «عيشنا الواحد في الجبل ينطلق من الإيمان بسياسة الانفتاح على أهلنا وجيراننا وجميع القوى السياسية في الجبل، منذ ان تجاوزنا مآسي الحروب الداخلية، واننا تأكيداً على ذلك شاركنا عن قناعة تامة في انتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للبلاد ايماناً منّا بوحدة مكونات المجتمع اللبناني وصوناً للوطن». أما أبوفاعور فأكد بدوره ان المصالحة باتت واقعاًَ، ولن ينال منه أحد، وسنستمر في تكريسها، ولن نستدرج إلى منطق الكراهية ونبش القبور». ولفت إلى ان لقاء كليمنصو لم يكن له هدف انتخابي، بل هدفه سياسي للحفاظ على الاستقرار السياسي والوطني والسبل الآيلة إلى ذلك.

سباق ماروني

وسط هذه الأجواء الملبدة، أدرجت جولة د. جعجع في استراليا في إطار السعي لكسب أصوات النازحين هناك لمصلحة مشروعه، على الرغم من استثمار الوزير باسيل إمكانيات الوزارة لكسب هؤلاء للتصويت إلى مرشحي تياره. وتتحدث المعلومات عن عزم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل القيام بجولة أميركية لهذا الغرض، وكذلك رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، فضلاً عن تأكيد رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية العمل الدؤوب لتياره مع المقترعين.

جلسات الموازنة

وعلى واقع السجالات الداخلية وارتفاع وتيرة التخاطب حكومياً ونيابياً، تلتئم الهيئة العامة للمجلس النيابي غداً الثلاثاء في جلسة سريعة وقصيرة للتجديد لهيئة مكتب المجلس وأعضاء اللجان النيابية، من دون حصول تغييرات جذرية على قاعدة عدم تغيير التوازنات القائمة لقصر المهلة المتقية أمام عمر المجلس. ومن ثم يلي ذلك جلسة ماراتونية لمناقشة العام 2017، للمرة الأولى منذ آخر موازنة تمّ إقرارها في العام 2005، من المقرّر أن ثُبت وقائعها على الهواء مباشرة وعلى مدى ثلاثة أيام صباحية أو مسائية، ما يفتح الباب أمام طرح كل الملفات والمواضيع، لا سيما وأن الشهية الانتخابية ستكون بدورها مفتوحة، حيث قد لا يتاح للنواب تكرار هذه الفرصة الا في حال حصول جلسات مناقشة، بحسب ما وعد الرئيس نبيه برّي. ورغم ان النتيجة معروفة لجهة إقرار الموازنة في نهاية هذه الجلسات، الا ان مسألة قطع الحساب ستأخذ جدلاً ومناورات قبل إقرار الصيغة التوافقية التي اقترحتها الحكومة لجهة اقرار المشروع المعجل بتأجيل تقديم قطع الحساب بين ستة أشهر وسنة، كالتفاف على المادة 87 من الدستور لتسهيل تمرير الموازنة، مع الإشارة إلى ان التفاهم الرئاسي سيفرمل أي دعسات ناقصة، ويمنع النواب من تخطي السقف المسموح به سياسياً.

قانون الانتخاب

وإذا تسنى للرئيس الحريري بالوقت، فانه، حسب ما هو مقرر، سيدعو اللجنة الوزارية المكلفة البحث في قانون الانتخاب إلى الاجتماع غداً في السراي الحكومي، لاستكمال البحث في تفاصيل الآلية التقنية للعملية الانتخابية، لتقرير الإجراءات الإدارية والتقنية اللوجستية التي ينبغي ان تتخذ، وسط استمرار الانقسام بين الأطراف السياسية الممثلين في اللجنة حول مسألة التسجيل المسبق للناخبين خارج أماكن قيدهم، رغم ان هذه الاطراف تقر بأن الوقت بات واضحاً ولم يعد يسمح بانجاز لا بطاقة الانتخاب الممغنطة ولا بطاقة الهوية البيومترية لجميع الناخبين، الأمر الذي يعني ان ثمة تعديلات يجب إدخالها على قانون الانتخاب الذي ينص على اعتماد البطاقة الانتخابية وعلى قضايا اجرائية أخرى مثل التسجيل المسبق، ما يستدعي أيضاً توافقاً سياسياً، لكي يتسنى للمجلس عقد جلسة تشريعية لهذا الغرض، علماً ان البلاد ستكون امام إشكالية دستورية وقانونية وزمنية حقيقية في حال تعذر التوافق، لا يعرف أحد كيف يتم تجاوزها، في ظل إصرار جميع القوى السياسية على إجراء الانتخابات في موعدها المقرّر في أيار من العام المقبل. وذكرت مصادر متابعة لعمل اللجنة، انها ستبحث في الاجتماع آلية تطبيق قانون الانتخاب وما سيطرحه وزير الداخلية من إجراءات وتدابير يجب ان تتخذ على عجل بسبب ضيق الوقت، سواء لجهة تقرير الموقف من التسجيل المسبق للناخبين الراغبين في التصويت لكن في مناطق سكنهم وليس في مناطق قيدهم، وهل سيُعتمد المركز الانتخابي الكبير «ميغاسنتر» أم لا، وهل ستُعتمد بطاقة الهوية البيومترية للراغبين فقط بالانتخاب في اماكن سكنهم ام لا، وما هي كلفة الانتخابات المالية حسب القرار الذي سيتخذ سواء سلباً ام إيجاباً؟

وأوضحت المصادر انه في ضوء القرار تتقرر الاجراءات التقنية والادارية والكلفة المالية، لكن الامر بحاجة الى قرار سياسي من القوى المشاركة في الحكومة، ليُبنى على الشيء مقتضاه. مشيرة الى ان وزير الداخلية لم يقل ان كلفة الانتخابات هي المبلغ الذي طلبه بل هو طلب سلفة خزينة لإجراء العملية الانتخابية بقيمة سبعين مليار ليرة تقريباً لكن ليس بالضرورة ان يتم صرفها كلها، خاصة اذا تضاءلت الاجراءات التقنية للانتخابات كاستبعاد البطاقة الانتخابية او الهوية البيومترية والعودة الى بطاقة الهوية العادية او جواز السفر او الاقتراع في مكان القيد في المدن والقرى.

باسيل يدشّن محوّل كهرباء في عاليه: آن أوان العودة السياسية إلى الجبل

بيروت - «الحياة» ... اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل أنه «آن الأوان للعودة السياسية إلى الجبل، بفعل قانون الانتخاب الجديد والتمثيل الصحيح، ومن ثم يأتي الإنماء والاقتصاد والأمور الأخرى». ورأى باسيل خلال افتتاح المحول الجديد في معمل الكهرباء في رشميا (قضاء عاليه) أمس، أن «العودة السياسية تتطلب ممارسة». وقال: «لدينا معركة حقيقية يحاولون بذرائع تقنية أن يتخطوها حتى لا يسهّلوا الاقتراع من مكان السكن. وسنواجه العراقيل التي يضعونها لمنع اقتراعكم في مكان السكن حتى تصبح العودة السياسية أسهل». وشدّد باسيل على أنّ «قسماً كبيراً من أهل المنطقة لم يعودوا بعد، هذا الأمر بحاجة إلى علاج حقيقي. ليس فقط احتفالات وخطابات والكلام عن مصالحة». وسأل: «كدولة ماذا فعلنا من أجل العودة؟ هذا الوقت الّذي تمّ هدره في المنطقة، وتهجّرت فيه الناس وتركت قراها بسبب أحداث أليمة، هل يستطيع أحد إزالته من الذاكرة والتاريخ؟». وقال: «الناس تستطيع المسامحة بسبب المحبة والوطنية، لكنها لا تنسى حتى لا يتكرر الذي حصل، فالجرح يندمل لكن علامته تبقى قائمة». ورأى أن «المصالحة لم تكتمل، نريدها أن تكتمل وأن تكون العودة حقيقية ونافذة مع ​قانون الانتخابات​ الجديد حيث يتمثّل الجميع، وكل إنسان يشعر بالاستقلالية والذاتية والحرية ووجوده وقراره، وقتها نشعر بالعودة». وفي ملف الكهرباء، لفت إلى أن «هناك فريقاً يريد الكهرباء وفريقاً يؤخر وصولها بانتظار أن تتغيّر الحكومة وأن يأخذوا وزراة الطاقة من يد «التيار الوطني الحر»، وذلك حصل في ملف ​النفط​، وتمّ التأخر 4 سنوات حتى وصلنا أخيراً إلى فرصة الإنتاج»، مركزاً على أن «ما يفعلونه بالكهرباء يمارسونه في النفط، والخاسر هو الناس. الفرصة ذهبت وخسرنا الوقت». وسأل: «من المسؤول عن ذلك ومن يدفع ثمنه للاقتصاد؟». وافتتح باسيل مكتب لـ «التيار الوطني الحر» في سوق الغرب.

جنبلاط يرد على باسيل؟

موقع 14 آذار... نشر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عبر تويتر صورة البطريرك مارنصرالله بطرس صفير وأرفقها بجملة:"السلام عليك يا بطريرك السلام مار نصرالله بطرس صفير". كما نشر صورة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وأرفقها بجملة:"السلام عليك يا بطريرك المحبة مار بشاره بطرس الراعي". فهل قصد جنبلاط الرد بطريقة غير مباشرة على كلام رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من رشميا حول عدم اكتمال مصالحة الجبل؟

«حزب الله»: الانتخابات ستحدد أحجام القوى

بيروت - «الحياة» ... حمل نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «الذي حاول أن يضغط على أعصاب العالم في الشرق والغرب تحت عنوان أنه صاحب قرار وسيتخذ القرار، وتبين أن رئيس أقوى دولة في العالم لا يلتزم المواثيق والعهود، ويعاني من فشل في ملفات المنطقة ولن ينجح». وقال: «يستطيع ترامب أن يهدد ويوتر العالم وينشر القلق ولكنه لا يستطيع إرغامنا على حلوله الاستسلامية، فستبقى جبهة المقاومة حامية لشعوبها وحاضرة في الساحة حتى ولو صرح ترامب ليل نهار، بالنسبة إلينا إسرائيل عدو وستبقى كذلك، والأرض المحتلة يجب تحريرها وسنعمل على تحريرها، والإرهاب التكفيري مرفوض وسنقاتله حتى نخرجه تماماً من كل منطقتنا». وعن الداخل اللبناني، قال قاسم: «لم تعد الاتهامات ضدنا تطعم خبزاً، والتحريض المذهبي يخنق أصحابه، والدفاع عن التكفيريين مذلة. ومن يدعي تمثيل الناس عليه أن يبرز عدد الأصوات التي سيحصدها، قانون النسبية ليس محدلة، لكن كل واحد إذا لم يكن لديه تمثيل وعدد من الناس يؤمنون به، لا يمكن أن يكون في المجلس النيابي، على كل حال القانون النسبي سيفرز أحجام القوى الحقيقية وسنرى من يمثل الناس وكم يمثل، وعندها نستطيع أن نقف جميعاً في الميدان ونعبر عن مدى هذا التمثيل». الى ذلك، دعا الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنّا غريب، من بلدة الجمّالية (بعلبك- الهرمل)، لمناسبة الذكرى الـ35 لانطلاقة «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» والذكرى الـ93 لتأسيس الحزب الشيوعي، إلى التخلص من «السلطة الفاسدة التي تعتاش من ألاعيب خلافات أطرافها واتفاقاتها حول الحصص، التي دفعنا ولا نزال ندفع الثمن في الحالتين معاً، والحل يكون بإقامة دولة مدنية ديموقراطية». ورأى أن «الانتخابات النيابية فرصة لتغيير السلطة ومحاسبتها، وليس لإعادة انتخابها من جديد». وقال: «كما توحدت قوى السلطة، على قوى الاعتراض أن تتوحد بمواجهتها». ولفت إلى أن «إقرار سلسلة الرتب والرواتب حصل تحت الضغط النقابي وليس بفضل هذا الزعيم أو ذاك، ولا بفضل أتباعهم في الاتحادات والنقابات والروابط، الذين وقفوا ضد السلسلة لسنوات». وانتقد مشروع الموازنة «لأنه لا يحمل أي رؤية إصلاحية لمعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية». ودعا إلى التوحد «لطرح القضية الاقتصادية - الاجتماعية برمّتها في الشارع، فلن ننتظر جلسات المجلس الاقتصادي الاجتماعي الذي لا يحمل أي صلاحيات تقريرية وتشكل بغالبيته من أتباع السلطة، فمن سيحاور من؟».

انتخابات الشمال تحدد الفريق المسيطر في البرلمان ومعركة طرابلس - الضنية تخوضها 4 لوائح أو أكثر

بيروت - «الحياة» .. يفترض أن تشهد دوائر شمال لبنان واحدة من أشد المعارك الانتخابية، في حال سمح المناخ العام في البلد بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في أيار (مايو) المقبل ولم تطرأ تطورات أمنية وسياسية ليست في الحسبان تؤدي إلى تأجيلها، على رغم أن المجتمع الدولي يصر على إنجاز هذا الاستحقاق الذي يشكل المعبر الوحيد لإعادة تكوين السلطة السياسية بعد طول تمديد للبرلمان الحالي. وتتعامل القوى السياسية الرئيسة المعنية مباشرة بالانتخابات النيابية الموعودة مع النتائج التي يرسو عليها الانتخاب في الشمال اللبناني لانتخاب 28 نائباً على أنها ستكون بمثابة بيضة القبان التي ستحسم لمن ستكون السيطرة في المجلس النيابي العتيد الذي سيعاد فيه خلط الأوراق الانتخابية في ظل الغموض الذي يكتنف حتى الساعة التحالفات الانتخابية، على رغم أنه من السابق لأوانه التكهن منذ الآن بطبيعة هذه التحالفات لأن لا مصلحة للأطراف المشاركين في الانتخابات أن يكشفوا منذ الآن عن أوراقهم ويخرجوها للعلن في المدى المنظور ويفضلون التريث الى الأشهر الأولى من العام المقبل.

تحالفات ثنائية وثلاثية

لكن حرص الأطراف على الاحتفاظ بأوراقهم الانتخابية لن يمنعهم من الانخراط في لعبة المناورات لاختبار أحجام القوة لهذا الفريق أو ذاك، وإن كان البعض يراقب التواصل القائم بين حزب «القوات اللبنانية» وبين «تيار المردة» لمعرفة ما إذا كان سيؤدي الى التحالف في الانتخابات من موقع الاختلاف حول بعض أمور سياسية أبرزها تلك التي تتعلق بالعلاقة مع النظام في سورية. والأمر ذاته ينسحب على العلاقة القائمة بين «تيار المستقبل» و «التيار الوطني الحر» و «القوات» للتأكد ما إذا كانت التحالفات ستفتح الباب أمام تعاون ثنائي بين طرفين من الأطراف الثلاثة أم انه سيتوسع في اتجاه التفاهم على خوض الانتخابات بلوائح موحدة. فالخلاف بين «المستقبل» و «القوات» من جهة وبين «التيار الوطني» حيال الموقف من النظام في سورية في ضوء إصرار الأخير على التواصل معه بذريعة الوصول الى تفاهم لإعادة النازحين السوريين الى بلداتهم وقراهم، يشبه إلى حد كبير الخلاف بين قطبي إعلان النيات أي «القوات» و «التيار الوطني» ناهيك بأن العلاقة بين هذين القطبين تمر حالياً في مرحلة حرجة لا يحفف من وطأتها لجوء من تولى التحضير لـ «إعلان النيات» الى التقليل من حجم نقاط الخلاف الذي يبرز من حين الى آخر، في جلسات مجلس الوزراء على خلفية موقف «القوات» من ملف الكهرباء الذي يستدعي تشدداً من وزراء «التيار الوطني» حيال البنود التي تعود لوزارات يشغلها وزراء من «القوات»، ويغلب عليها أحياناً طابع الكيدية السياسية. كما أن العلاقة بين «المستقبل» و «التيار الوطني» تمر أحياناً في حال حرجة بسبب جنوح رئيس الأخير الوزير جبران باسيل، وبلا حدود، الى التصادم مع «المستقبل» ما يضطر رئيس الجمهورية ميشال عون الى التدخل في بعض الأحيان لمصلحة رئيس الحكومة سعد الحريري، وهذا ما حصل لدى البحث في قانون الانتخاب الجديد، عندما اندفع في «تنعيم موقف باسيل قائلاً له إن القانون سيمشي وإذا كان لديك تحفظ أو اعتراض ما عليك إلا أن تسجله في مجلس الوزراء. فبعض مواقف باسيل، كما تقول مصادر وزارية لـ «الحياة»، باتت تعيق جهود «المستقبل» لتسويقه في شارعه ولدى محازبيه الذين لا يزالون يتعاطون معه بريبة وحذر. لذلك، فإن التحالف الانتخابي بين «المستقبل» و «التيار الوطني» و «القوات» في منطقة الشمال، وإن كان من السابق لأوانه تظهيره في الوقت الحاضر، فإنه يتراوح بين هبة باردة وأخرى ساخنة ولن يدخل في مفاوضات جدية يمكن أن توضع على نار حامية ما لم يسلم من يتطلع إلى تحقيقه بأن تمثيل «المستقبل» لن يقتصر على مرشحيه من السنّة وإنما يجب أن يتمثل بمرشحين مسيحيين وهذا لن يسلم به حتى الساعة باسيل الطامح إلى فتح معركة رئاسة الجمهورية في وقت مبكر ويتعامل مع الانتخابات النيابية على أساس أنها فرصته لتقديم نفسه وبدعم من حليفه «حزب الله» على أنه الأوفر حظاً لخوضها. وعليه، فإن خريطة التحالفات في دائرة طرابلس - الضنية - المنية وفي دائرتَي عكار، وزغرتا - بشري - الكورة والبترون، ما زالت غامضة، وبقرار ضمني من القوى السياسية المعنية بها، لأن لا مصلحة لها في أن تبادر إلى حرق المراحل وكشف أوراقها الانتخابية التي يمكن أن تؤدي إلى إحداث خلل في كتلها النيابية في حال وجد بعض النواب الحاليين أنفسهم خارج اللوائح الكبرى. ومع أن المقاعد النيابية تتوزّع على الشكل الآتي: عكار 7 نواب، طرابلس المنية - الضنية 11 نائباً وزغرتا - بشري - الكورة - البترون 10 نواب، فإن المعركة الانتخابية في دائرة طرابلس ستشهد منافسة حامية بدأت طلائعها تظهر منذ الآن على رغم أن المعنيين بها لا يزالون يلوذون بالصمت ولا يودّون الكشف عن تحالفاتهم وكأن أحدهم ينتظر الآخر «على الكوع» لعله يكون البادئ في إزاحة الستار عن تحالفاته.

الصوت التفضيلي

وإلى أن يتم تظهير الفيلم الانتخابي الطويل الذي سيتأخر ولن يرى النور في المدى المنظور، يقول سياسي طرابلسي بارز يواكب المناورات الانتخابية عن كثب ويتابع بعض اللقاءات التي تجري حالياً، وإن كانت ما زالت في بداياتها أو في طور تكوينها، بأن المعركة ستدور بين 4 لوائح وربما أكثر. ويرجّح هذا السياسي البارز أن يدفع البحث عن الصوت التفضيلي الناخبين الكبار ممن لديهم اليد الطولى في تركيب اللوائح الانتخابية إلى التفكير جدياً بأن لا ضرورة لتوسيع رقعة التحالفات طالما أنها لا تؤمّن لرئيس هذه اللائحة أو تلك جرعة من الصوت التفضيلي يمكن أن تكون له بمثابة فائض قوة للحصول على أكبر عدد من المقاعد في هذه الدائرة. فرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي يعتبر نفسه، كما يقول مقربون منه، الأقوى انتخابياً وإن استطلاعات الرأي التي يجريها تدعم مثل هذا التوجه، يتريّث في الكشف عن تحالفاته، وإن كان أنهى القطيعة مع وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي الذي زاره أخيراً في منزله وتوافقا على تحييد الشأن الإنمائي المتعلق بطرابلس عن الخلافات السياسية. كما أن ميقاتي على تواصل مع الوزير السابق فيصل كرامي على قاعدة أن لا عجلة في حسم موقفهما من الانتخابات، أي بمعنى آخر أن لا اتفاق أو خلاف بينهما ما يمنع الانفتاح على بعضهما بعضاً من دون الوصول إلى قرار حاسم سواء بالاتفاق أو الانفصال. وفي المقابل، فإن تيار «المستقبل» الذي يتعرّض، كما تقول مصادره، إلى حملات سياسية يتولاها ميقاتي وريفي، بدأ بتشغيل ماكينته الانتاخبية لكن ليس بالسرعة المطلوبة وهو على تحالف ثابت مع وزير العمل محمد كبارة والنائب محمد الصفدي، فيما يتريث بالنسبة إلى المرشح العلوي والمرشحين الماروني والأرثوذكسي، ما يدفع البعض إلى تفسير موقفه من زاوية أنه ينتظر حصيلة مشاوراته مع «القوات و «التيار الوطني». كما أن ريفي، وإن كان يراهن على تكرار النموذج الانتخابي البلدي الذي أتاح للائحة التي دعمها السيطرة على المجلس البلدي في طرابلس، فإن هناك من يعتقد بأن اللائحة البلدية في حينه استمدّت قوتها من نفور الناخب الطرابلسي من تحالف الأضداد في لائحة جامعة أخفقت في الإمساك بالمجلس البلدي، وبالتالي لن يتكرّر المشهد البلدي لهذه اللائحة في الانتخابات النيابية.

خصوم «المستقبل»

ويبدو أن خصوم «المستقبل» في طرابلس كثر وهم يتقاطعون من موقع الاختلاف في استهداف الرئيس الحريري، الذي يدخل معهم من حين إلى آخر في سجال سياسي وإعلامي، إلا أن هؤلاء الخصوم يجدون صعوبة في الانخراط في لائحة واحدة، وهذا ما ينطبق على الرئيس ميقاتي وريفي اللذين يتموضان في موقعين سياسيين لا يلتقيان إلا إذا كانت التحالفات تسقط المحاذير السياسية وتسمح لهما بالتعاون الانتخابي على الأقل في مواجهة رئيس الحكومة. وأخيراً، فإن الحراك الانتخابي في دائرة طرابلس - الضنية - المنية، وإن لا يزال خجولاً، هناك من يستبق التحالفات المنتظرة فيه ويرجّح أن تتوزّع رئاسة اللوائح على ميقاتي و «المستقبل» وفيصل كرامي وريفي، ويؤكد، أن حضور الوزير السابق جان عبيد ضروري ويشكل وجوده على إحدى اللوائح قيمة مضافة مع أن ميقاتي يراهن على أنه سيتعاون معه. لكن توقّع تشكيل أربع لوائح انتخابية لا يلغي السؤال عن دور التيارات الإسلامية التي تتشاور حالياً انــطلاقاً من تقديـرها أن لها وزنها الانتخابي، خصوصاً في دائرتي طرابلس وعكار، وتردّد أن النائب خالد الضاهر المنشقّ عن «المستقبل»، يرعى اجتماعات تشارك فيها «الجماعة الإسلامية» وشخصيات إسلامية مستقلة، وأن البحث يدور حول دورها في الانتخابات ومدى تأثيرها فيها. لكن مبادرة التيارات الإسلامية إلى التحرك يمكن أن تهدف في نهاية المطاف إلى استدراج العروض لعلها تتوصل إلى تعاون مع قوى سياسية أخرى في هاتين الدائرتين في ضوء ميل ميقاتي وريفي إلى خوض الانتخابات في عكار. مع أن البعض في طرابلس يقول إن عين «الجماعة الإسلامية» هي على التعاون وحتى إشعار آخر مع ميقاتي. ويتردّد أيضاً أن ميقاتي، وإن كان لا يفضل أن يتعامل معه البعض على أنه رافعة انتخابية لمحور الممانعة في الشمال، يدرس بدقة اختيار المرشح العلوي عن طرابلس من خارج نفوذ الحزب «العربي الديموقراطي» برئاسة رفعت علي عيد، المتواري عن الأنظار والموجود في سورية بعد اتهامه بعلاقته بتفجير مسجدي «التقوى» و «السلام» في طرابلس. وما ينطبق على ميقاتي في خصوص المرشح العلوي يسري على الآخرين، لأن مجرد تعاونهم مع مرشح يشتم منه بأنه على صلة وثيقة برفعت عيد، سيؤدي إلى حرقهم انتخابياً في الشارع الطرابلسي. لذلك، فإن الوجه الآخر من المعركة الطرابلسية، أي المعركة في الضنية والمنية، يرتبط كلياً بالمنافسة الأم في عاصمة الشمال، خصوصاً أن لـ «المستقبل» مرشحيه وكذلك الآمر للآخرين، لكن من سيتعاون مع النائب السابق جهاد الصمد في الضنية وكمال الخير في المنية اللذين يصنفان في فلك محور الممانعة.

 

 



السابق

مصر.. مقتل 24 إرهابياً و6 جنود في هجوم مسلح بسيناء..بعد حادث كرم القواديس.. مصر تتراجع عن فتح معبر رفح...مصر / «علشان تبنيها» تروج لولاية ثانية للسيسي والمعارضة ستنافس.. • الرئيس يبحث مع ولي عهد السعودية أمن الخليج ... وقف إعادة محاكمة مرسي بـ «التخابر مع حماس»...حملة توقيعات يقودها «برلمانيون» تدعو السيسي لـ«فترة رئاسية ثانية»...السادات يطلب «ضمانات» لخوض انتخابات الرئاسة... عماد الأسد يزور القاهرة....اجتماع وزاري مصري إثيوبي سوداني لإزالة معوقات مفاوضات «سد النهضة»...انخفاض حاد في عبور المهاجرين من النيجر إلى أوروبا...سلامة يدعو أطراف حوار ليبيا إلى اتفاق خلال أسبوع....مذبحة في مقديشو.. مئات القتلى والجرحى... وإصابة القائم بالأعمال القطري...انسداد الأفق في تونس يرفع نسب الهجرة غير القانونية...السودان يعلن التزامه بالمعاهدات والمواثيق الدولية...السودان يريد معالجة بقية الملفات العالقة مع أميركا..اجتماع وزاري أوروبي بمشاركة المغرب وأميركا يبحث مكافحة الإرهاب...."العدالة والتنمية" المغربي يمهد الطريق لولاية ثالثة لابن كيران....

التالي

أخبار وتقارير..توافق أميركي ـ أوروبي لمواجهة إيران وخادم الحرمين أكد لترمب دعمه الاستراتيجية الجديدة..تيلرسون: استراتيجيتنا تهدف إلى تغيير النظام في إيران..الأوروبيون يعرضون «صفقة» على الأميركيين: أبقوا «النووي» لنتعاون ضد نفوذ طهران...النمساوي كورز في طريقه ليصبح أصغر زعيم سياسي في العالم..المحافظ الثلاثيني كورتز يفوز بالانتخابات التشريعية النمساوية وترقّب لتشكيلة الحكومة الجديدة ومساهمة اليمين المتشدد فيها...أفغانستان «تُـحبط» تفجيراً ضخماً في العاصمة...روسيا: تفكيك خلية تابعة لـ«داعش» في موسكو ومحج قلعة.. كانت تخطط لعمليات إرهابية مدوية...14 ألف طفل لاجئ من الروهينغا فقدوا أحد الوالدين..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,110,161

عدد الزوار: 6,753,271

المتواجدون الآن: 117