«انفصال كردستان» ينفجر تبادل تهديدات شيعية – كردية.. الخزعلي محذراً بارزاني: يا مسعود... الأراضي التي تسيطرون عليها سنعتبرها مُحتلة... 7 قتلى و12 جريحاً في هجوم لانغماسيين «دواعش» على محطة كهرباء جنوب سامراء...طهران تعرض وساطة بين بغداد وأربيل..بريطانيا تعزّز مساهمتها العسكرية في الأنبار مع دخول حملة هزيمة لتنظيم في العراق مرحلتها الأخيرة...انقسامات في الشارع الكردي حول استفتاء الاستقلال.. غالبية مع إجرائه وأقلية تدعو إلى الالتفات للتبعات....«التحالف الشيعي» يجدد رفضه استفتاء كردستان...الحكيم يدعو إلى حكومة «غالبية وطنية»....من داخل محاكمات "أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية" بالعراق...

تاريخ الإضافة الأحد 3 أيلول 2017 - 5:35 ص    عدد الزيارات 2052    التعليقات 0    القسم عربية

        


«انفصال كردستان» ينفجر تبادل تهديدات شيعية – كردية.. الخزعلي محذراً بارزاني: يا مسعود... الأراضي التي تسيطرون عليها سنعتبرها مُحتلة... 7 قتلى و12 جريحاً في هجوم لانغماسيين «دواعش» على محطة كهرباء جنوب سامراء...

الراي..بغداد - وكالات، «إيلاف» - تتصاعد بشكل خطير الاتهامات بين القوى العراقية على ضوء قرار محافظة كركوك المشاركة في استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق، وتفجرت خلال الساعات الأخيرة حملة اتهامات بين قوى شيعية هددت بقتال الدولة الكردية الموعودة، وأخرى كردية سخرت من هذه التهديدات، وأكدت الإصرار على تقرير المصير. وقال زعيم جماعة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي إن موضوع إدخال كركوك ضمن الاستفتاء هو أمر خطير للغاية، ويجب أن يكون أمامه موقف رسمي واضح وحاسم، لأنه مخالفة قانونية ودستورية صارخة، ولا بد من رد فعل يتناسب مع حجم التهديد، واصفًا مواقف ورد فعل الجهات السياسية السنية والمسؤولين في البرلمان بالضعيفة. ورداً على توجه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لإجراء استفتاء الانفصال في الموعد المقرر في 25 الجاري، قال الخزعلي، الذي تنضوي الميليشيا التابعة له تحت لواء «الحشد الشعبي»: «نحن لا نُناقش في مسألة تحديد المصير، فمن لا يريد العراق، نحن أيضاً لا نريده، ولكن يا مسعود إذا حصل الانفصال، ستكون الأراضي العراقية التي تسيطرون عليها محتلة، وحينها لن يقبل أي عراقي من حكومة أو برلمان أو أي عراقي شريف باحتلال جزء من بلده، ونحن لدينا تجارب سابقة في التعامل مع الاحتلال،خصوصاً أن العراق اليوم أقوى سياسياً وأقوى وطنياً وأقوى عسكرياً، بعد الانتصارات التي تحققت ولديه (حشد شعبي)... فموازين القوة اختلفت تماماً، بينما لم تستطع البيشمركة الدفاع عن أربيل، عندما وصل (الدواعش) إليها، وكذلك انهزمتم بالأمس أمام حزب العمال التركي الكردستاني». وخاطب الخزعلي الشعب الكردي قائلًا: «كلامنا إلى أبناء الشعب الكردي... حذار حذار من السعي والمشي خلف أحلام بارزاني العائلية، وهو الذي تعاون مع صدام، فهو يريد أن يجعل منكم حطباً لمحرقة حروبه، ونحن ملتزمون الدفاع عن بلدنا». على الفور، رد الأكراد على تهديدات الخزعلي بالتأكيد أنها لا تخيفهم، مشيرين إلى أنها مدفوعة الثمن من قبل إيران، التي ترفض الاستفتاء. وقال رشاد كلالي عضو «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، إن الشعب الكردي الذي قارع «ديكتاتورية وبطش صدام حسين» لن تخيفه تهديدات قيس الخزعلي. وأضاف أن تصريحات الخزعلي «مدفوعة الثمن، وتأتي من جهات تأخذ قراراتها من خلف الحدود»، في إشارة إلى إيران، مشدداً على أن«التهديدات والتصريحات التي تصدر سواء من الخزعلي أو غيره لن تثني الكرد في خيارهم نحو تقرير المصير». وأكد أن«أهالي المناطق المتنازع عليها هم من سيقررون مصير تلك المناطق، ولا يوجد أي احتلال أو إجبار على الانضمام إلى كردستان». وكان مجلس الحكومة المحلية لمحافظة كركوك المتنازع عليها قد وافق الثلاثاء الماضي، وسط مقاطعة ممثلي العرب والتركمان، على قرار يقضي بمشاركة المحافظة في الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان المقرر في 25 من الشهر الجاري، وتقديم طلب إلى المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في الإقليم لإجراء الاستفتاء بالمحافظة. ميدانياً، سقط 7 قتلى وأصيب 12 آخرون، أمس، في هجوم شنه عدد من«الانغماسيين»من تنظيم«داعش»استهدف محطة كهرباء شمال بغداد. وقال ضابط برتبة عقيد في قيادة عمليات سامراء إن الهجوم بدأ فجراً«عندما تسلل ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة ويحملون قنابل يدوية داخل محطة التوليد الرئيسية في منطقة الجالسية جنوب سامراء». وأضاف أن«الانتحاريين دخلوا إلى محطة التوليد وهاجموا الموظفين الذين يعملون فيها وقتلوا سبعة وجرحوا 12 كحصيلة أولية»، لافتا إلى أن اثنين من الانتحاريين قتلا وتم إجلاء الموظفين بعد تدخل القوات الأمنية. من جهته، أفاد مصدر عسكري آخر أن ثمانية انتحاريين من«داعش»هاجموا المحطة، وليس ثلاثة، مؤكداً أن قوات مشتركة (من الجيش والشرطة والحشد الشعبي) اشتبكت معهم وقتلتهم. ويأتي الهجوم في وقت بدأت فيه القوات العراقية استعداداتها لشن عملية عسكرية تستهدف تحرير قضاء الحويجة في محافظة كركوك، والشطر الشرقي من قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين، من سيطرة«داعش». ومن هذين الجيبين، يشن مسلحو«داعش»هجمات شبه يومية على أهداف مدنية وعسكرية، غالباً ما تسفر عن ضحايا. وسامراء تعد إحدى المدن التي تضم مزارات شيعية يرتادها العشرات يومياً، وتفرض السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة في المدينة خشية شن«داعش» هجمات مباغتة. وتقع المدينة في محافظة صلاح الدين على بعد 175 كيلومتراً إلى الشمال من بغداد.

طهران تعرض وساطة بين بغداد وأربيل

بغداد – «الحياة» أكدت مصادر كردية أن وفداً إيرانياً برئاسة السفير الإيراني السابق في العراق حسن دانايي فر، زار أربيل والتقى رئيس الإقليم مسعود بارزاني لعرض تسوية شاملة للخلافات المالية مع بغداد، ما قد يسمح بتأجيل الاستفتاء على استقلال كردستان في 25 من الشهر الجاري.. ومن المقرر أن ينظم إقليم كردستان استفتاء للانفصال عن العراق في محافظات الإقليم الثلاث، إضافة إلى عدد من المناطق المتنازع عليها، أهمها كركوك التي يقطنها أكراد وعرب وتركمان. وعلى رغم تزايد الرفض الإقليمي والدولي للاستفتاء، لا يزال بارزاني متمسكاً بتنفيذه في موعده. وفي مساعي اللحظة الأخيرة كشفت مصادر كردية عن زيارة الوفد الإيراني إلى أربيل، مشيرة إلى أنها المرة الثانية خلال شهر يزور فيها الوفد إقليم كردستان لعرض وساطة مع بغداد، تشمل جميع القضايا العالقة بما فيها النفط والمستحقات المالية. وأكدت المصادر أن الوفد الإيراني، الذي يترأسه السفير الإيراني السابق في العراق، زار السليمانية أولاً والتقى عدداً من زعماء حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» قبل أن يتوجه إلى أربيل للقاء بارزاني. وأكدت المصادر أن الوفد عرض وساطة شاملة بين بغداد وأربيل في مقابل تأجيل الاستفتاء. من جانبه، أعلن رئيس مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان هندرين محمد أمس، عن ضرورة توافر البطاقة التموينية كشرط أساسي للمشاركة في الاستفتاء، مضيفاً: «نطالب بأربعة مستمسكات (وثائق رسمية) للتصويت وهي، الجنسية العراقية وجواز السفر والبطاقة الوطنية، ويمكن لكل مواطن يملك البطاقة التموينية مع أي مستمسك آخر، المشاركة في الاستفتاء». كما عرض أمس زعيم «التحالف الوطني» (الشيعي) عمار الحكيم الوساطة بين بغداد وأربيل «لحل المشكلات العالقة»، قائلاً إن من «يعتقد أن الانفصال سينهي المشكلات فهو واهم لأن المشكلات هي قدر الأوطان سواء كانت كبيرة أم صغيرة، لكن قدر القادة الكبار أن يحلوا مشكلات شعوبهم وأوطانهم ويمنحونهم السلام والأمان والاستقرار». في غضون ذلك، واصلت الكتل السياسية في البرلمان العراقي حملتها لإقالة محافظ مدينة كركوك نجم الدين كريم وتعطيل مجلس المحافظة، على خلفية تصويت الأخير على ضم كركوك لاستفتاء إقليم كردستان. وكشف النائب عن محافظة كركوك خالد المفرجي أمس، عن عزم الكتل السياسية العربية تقديم شكوى رسمية إلى بعثة الأمم المتحدة في بغداد بعد عطلة عيد الأضحى لحل الأزمة في المحافظة. ويعتزم المجلس الأعلى لاستفتاء كردستان القيام بزيارات عدة إلى دول أوروبية وإيران وتركيا، لشرح موقفه لهذه الدول مباشرة.

انتحاريون يهاجمون محطة كهرباء شمال بغداد ومقتل 4 من عناصر الشرطة و3 عمال

تكريت: «الشرق الأوسط».. قالت الشرطة ومصادر في الجيش إن انتحاريين هاجموا محطة للطاقة مملوكة للدولة شمال بغداد في وقت مبكر من صباح أمس، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص كما أدى لإغلاق المنشأة. وهاجم 3 مسلحين على الأقل يرتدون سترات ناسفة المحطة نحو الساعة 03:00 بالتوقيت المحلي قرب مدينة سامراء الشمالية على بعد نحو مائة كيلومتر شمال بغداد. واستخدموا قنابل يدوية لدخول المنشأة. وقال رائد خالد، وهو عامل أصيب بشظية: «كنت موجوداً خلال نوبة العمل الليلي وسمعت فجأة أصوات إطلاق نار ودوي انفجارات. بعد دقائق قليلة شاهدت أحد المهاجمين وهو يرتدي الزي العسكري ويقوم برمي القنابل اليدوية من خلال النوافذ».

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية أن 3 مسلحين سيطروا لفترة قصيرة على المحطة، ولكن الشرطة تمكنت من استعادة السيطرة بعد 3 ساعات. وقالت الشرطة ومصادر طبية في مستشفى مجاور إن 4 من رجال الشرطة و3 عمال قُتلوا في الهجوم كما أصيب 13 آخرون. وفجر أحد المهاجمين، الذي حاصرته قوات الأمن، سترته الناسفة قرب أحد مولدات الطاقة، ما أدى إلى اندلاع حريق. وذكرت مصادر أمنية أن المهاجمين الآخرين قتلا، إما بتفجير نفسيهما أو في الاشتباكات مع قوات الأمن. وأعلن مسؤولو كهرباء أن من المتوقع أن يجرى تعليق العمل في المنشأة لفترة قصيرة لحين الانتهاء من الإصلاحات.

بريطانيا تعزّز مساهمتها العسكرية في الأنبار مع دخول حملة هزيمة لتنظيم في العراق مرحلتها الأخيرة

ايلاف...نصر المجالي... مع دخول حملة هزيمة داعش في العراق مرحلتها الأخيرة، أعلنت المملكة المتحدة انها عددا إضافيا من القوات البريطانية إلى محافظة الأنبار كجزء من تواجد التحالف الدولي هناك، ويأتي الإعلان غداة ختام جولة لوزير الدفاع في عدد من الدول الخليجية وختمها بزيارة العراق. وسترسل بريطانيا سترسل 44 من الأفراد الإضافيين من فرقة المهندسين الملكية إلى قاعدة (عين الأسد) الجوية، وبذلك يرتفع عدد القوات البريطانية المتواجدة هناك إلى أكثر من 300، بينما يرتفع إجمالي عدد أفراد القوات البريطانية في العراق إلى أكثر من 600. وسوف يشيّد هؤلاء الأفراد الإضافيون مخيما يضم 80 وحدة سكنية، ومقرا ومكاتب للسرب، وذلك يتيح لقوات التحالف أن تتفرغ لدعم عمليات مكافحة داعش في المنطقة عموما.

توفير الأمن

وتقع قاعدة الأسد الجوية على بعد حوالي 100 ميل غرب بغداد، وقد استخدمها البريطانيون لتدريب وتوجيه القوات العراقية التي هزمت مقاتلي (داعش). كما شارك الجنود البريطانيون فى توفير الأمن فى القاعدة الدولية منذ انتهاء الدور القتالى للمملكة المتحدة فى العراق فى ابريل عام 2009. وخدم حوالي 120 ألفا من أفراد القوات المسلحة البريطانية والمدنيين في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وحتى عام 2009 وقتل خلال تلك الفترة 79 جنديا بريطانيا.

تصيح فالون

وقال وزير الدفاع، سير مايكل فالون: إننا نعزز مساهمتنا في مكافحة داعش، وبالتالي نوفي بدور بريطانيا كلاعب أساسي في التحالف الدولي. واضاف أن داعش يتعرض للهزيمة. والقوات العراقية، بدعم من الضربات الجوية التي يوجهها التحالف، حررت حتى الآن 70% من الأراضي التي كان داعش يسيطر عليها. كما يتلقى ضحايا بربرية داعش مساعدات إنسانية نقدمها لهم. وهذا العدد الإضافي من القوات سوف يساعد في تعجيل هزيمة داعش. وأشار وزير الدفاع إلى أن أفراد القوات من سرب المهندسين المسلح 5 وفرقة المهندسين 22 في تيدوورث متأهبون تماما لهذه المهمة. وسوف يُرسلون إلى العراق في جولة مدتها ستة أشهر، وقد كُلِّفوا بمهمة تشييد البنية التحتية، بما في ذلك وحدات سكنية ومكاتب، في مخيم التحالف.

تدريب مهارات المشاة

وإلى ذلك، فإنه مع إرسال هؤلاء الأفراد الإضافيين سيرتفع إجمالي عدد القوات البريطانية التي تساعد حاليا في الجهود متعددة الأطراف لمكافحة داعش إلى 600. ويشار إلى أن القوات البريطانية معنية أساسا بتدريب القوات العراقية على مهارات المشاة للفوز بالمعركة، ومكافحة العبوات الناسفة، والأعمال الهندسية العسكرية، والمهارات الطبية في ميدان المعركة، وقد درّبت حتى الآن ما يربو على 58,000 جندي عراقي. وإضافة إلى القوات البريطانية على الأرض في العراق، نفذت طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني نحو 1400 ضربة جوية ضد مواقع داعش، وذلك انطلاقا من قاعدتها في أكروتيري في قبرص.

انقسامات في الشارع الكردي حول استفتاء الاستقلال.. غالبية مع إجرائه وأقلية تدعو إلى الالتفات للتبعات

أربيل: «الشرق الأوسط».. تترقب مدن إقليم كردستان العراق حدثاً فريداً من نوعه في تاريخها، ألا وهو الاستفتاء العام في الخامس والعشرين من الشهر الحالي على انفصال الإقليم عن العراق، ذلك الحدث الذي أصبح حديث الساعة لدى رجل الشارع العادي ووسائل الإعلام والأحزاب السياسية، ليس في الإقليم والعراق فحسب، بل في المنطقة بأسرها. ومع ذلك، تغيب مظاهر الاستفتاء الرسمية عن الساحة. ففي ندوة جماهيرية قبل أيام، أشار رئيس الإقليم مسعود بارزاني، عندما سئل عن عدم وجود تلك المظاهر، إلى أن «المفوضية العليا للاستفتاء والانتخابات في الإقليم هي الجهة المسؤولة عن تحديد يوم بدء حملات الدعاية للاستفتاء». لكن المفوضية لم تعلن حتى الآن موعد انطلاق الحملة، كما لم تعلن عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء، مع أنها وزعت بعض الفواصل الدعائية على وسائل الإعلام المحلية. وتصر قيادة الإقليم على شمول المناطق المعروفة في الدستور العراقي بالمناطق المتنازع عليها، مثل مدن كركوك وخانقين وشنكال (سنجار)، بالاستفتاء. ويقول الكاتب والمحلل السياسي، عبد الرزاق علي، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن «إجراء الاستفتاء قد وصل إلى نقطة اللاعودة، وإنه سيتم في موعده مهما كانت ردود الفعل العراقية ودوّل الجوار، التي تقف في مقدمة الدول الرافضة لإجراء الاستفتاء». وأضاف أن «القيادة الكردستانية لا تملك خيار التراجع عن إجرائه لأنه أصبح مطلباً شعبياً، والتفكير في التراجع تحت أية ضغوط سوف يؤدي إلى فقدان سكان الإقليم الثقة بقيادتهم»، مشيراً إلى أن «رجل الشارع العادي هو من يتولى الإجابة عن المطالب الدولية التي تدعو إلى تأجيل الاستفتاء، ولسان حاله يقول (إذا لم يكن الوقت مناسباً الآن، فقولوا لنا متى يكون هذا الوقت مناسباً بالضبط؟)»، وتابع: «صحيح أن هناك مخاوف لدى كثيرين من تبعات إجراء الاستفتاء، من قبل دول الجوار بالتحديد، ولكن يبدو أن هناك إدراكا أنه لا حل في العيش مع العراق، وأنهم يرون أنه من حقهم أن تكون لهم دولتهم المستقلة، أسوة بكل شعوب العالم». وهناك بعض الأحزاب والقوى السياسية ترفض إجراء الاستفتاء، وتطالب بتأجيله، ومنها حركة التغيير المعارضة، والجماعة الإسلامية، وتيار من قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، على الرغم من مشاركة غالبية قيادة هذا الحزب، وبالأخص قياداته العسكرية، في دعم الاستفتاء، والإصرار على إجرائه. أما شعبياً، فالصورة مختلفة، فمع وجود أصوات وقاعدة شعبية ليست كبيرة لرفض الاستفتاء، أو المطالبة بتأجيله، ووجود حركة تسمى «لا في الوقت الحالي»، هناك غالبية شعبية تدعم الاستفتاء، وتطالب بإجرائه، بل تذهب باتجاه إعلان الاستقلال فور إعلان نتائج الاستفتاء، مهما كانت المخاطر التي تتحدث عنها الجهات أو الدول الرافضة للاستفتاء يقول ستيفان ريان (24 عاماً)، الناشط المدني من محافظة دهوك، إن «استفتاء إقليم كردستان حق مشروع للشعب الكردستاني بمكوناته كافة، وإنه مع استقلال الإقليم بشرط أن تكون حقوق جميع المكونات متساوية، وأن يكون هناك دستور علماني وقوانين تحمي حقوق الجميع»، وأشار إلى أن «الطبقة الشبابية هي الأكثر حماساً للاستفتاء وتقرير المصير، ولكننا كمسيحيين لا نريد أن نخفي خوفنا وقلقنا من المتشددين في كردستان، ونتمنى من القيادة الكردستانية أن تركز على هذه المسألة». أما عبير ماريو (28 عاماً)، ربة البيت من أربيل، فتقول إن «كردستان هي المكان الأكثر أماناً لنا، ونحن نريد قيام دولة كردستان، والاستقلال والانفصال عن العراق، ولكن هناك مخاوف في كردستان؛ هناك أزمة، ونخشى من أن تسوء الأوضاع هنا، لذلك أرى تأجيل الاستفتاء، على الأقل في هذا الوقت، وهذا أفضل حل إلى حين تجاوز الأزمة التي يعيشها الإقليم، حيث لم يتم القضاء نهائياً على تنظيم داعش، والإقليم بحاجة إلى المزيد من الأسلحة والدعم العسكري للدفاع عن نفسه، والوضع الاقتصادي سيء جداً، وهناك مخاوف من غلق الحدود التركية مع كردستان... أسباب كثيرة تدفعنا إلى التفكير قبل المجازفة». وقالت لازمة شنكالي (31 عاماً)، مدرسة اللغة الإنجليزية من مدينة شنكال (سنجار)، إن «الاستفتاء وتقرير المصير كانا حلمها منذ أمد بعيد، وهي سوف تصوت بنعم لاستقلال كردستان، والانفصال عن العراق، مؤكدة أن المرأة الكردستانية عانت كثيراً. والآن، من حقها أن تقرر مصيرها»، وأضافت أنه «على جميع الدول والشعوب أن تحترم إرادة الشعب الكردستاني بكل مكوناته، نحن لا نخاف من شيء، ونريد دولة كردستانية لجميع مكونات كردستان، مشيرة إلى أن الشباب والنساء هم الأكثر حماساً للاستفتاء وتقرير المصير»، وتابعت: «نحن نعلم بأن تركيا وإيران والعراق، وحتى سوريا، لا يريدون استقلالنا، ومن الممكن أن يفرضوا علينا حصاراً، وحتى محاربتنا، لكن إرادة الشعب فوق الجميع، نحن قررنا أن نكون أصحاب دولة مستقلة، وسوف نحترم جميع جيراننا». بدوره، قال حسين باعدري (49 عاماً)، المثقف الإيزيدي من ناحية باعدرى، إن «شعب كردستان تعرض للظلم والإبادة عشرات المرات. والآن، حان الوقت للاستقلال والعيش بأمان، وعلى الجميع أن يحترم إرادتنا، نحن نعلم أن هناك محاولات خارجية وداخلية لمنع هذه العملية، لكننا كشعب كردستاني لن نرضخ لأي شيء»، مضيفاً: «نحن متحمسون جداً، ولا نخاف أبداً؛ لقد تعلمنا من الحصار والحروب، وجربنا عمليات الإبادات الجماعية، ولا نخاف منها، بل سوف نستمر في مطالبنا بانفصالنا عن العراق». أما زانيار محمد (23 عاماً)، الموظف في أحد المراكز التجارية في السليمانية، فيقول: «إننا نستحق الاستقلال، والدولة المستقلة هي حلمنا جميعاً، غير أني لا أثق بهذه القيادة، لأن هدفها ليس إجراء الاستفتاء والاستقلال، بل العملية برمتها هي من أجل التغطية على مساوئ حكمها، والتهرب من مسؤولياتها السياسية والاقتصادية تجاه معاناة الشعب، إذن أنا مع تأجيل الاستفتاء». ويرى سعيد خدر (68 عاماً)، المتقاعد من السليمانية، أن «قيادة الإقليم لم تأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي قد يتعرض لها الإقليم من قبل العراق وتركيا وإيران، والحصار الذي سيفرضونه علينا، والظروف الصعبة التي يمر بها أهالي الإقليم». وتثق بيان صالح (51 عاماً)، ربة البيت من أربيل، في أن «الاستفتاء سيجري في موعده، وأن الشعب ينتظر بفارغ الصبر يوم الاستفتاء، ليقرر إنهاء حياة الذل والتبعية التي نعيشها منذ الأزل، ونحن نريد أن نكون سادة بيتنا، كما كل شعوب الأرض».

«التحالف الشيعي» يجدد رفضه استفتاء كردستان

بغداد - «الحياة» ... جدد «التحالف الوطني» (الشيعي) في العراق رفضه استفتاء استقلال إقليم كردستان، المقرر في 25 من الشهر الجاري، فيما أعلن رئيس «التحالف الوطني»، عمار الحكيم، استعداده شخصياً للوساطة بين بغداد وإربيل «لحل المشكلات العالقة» في هذا الشأن. وقال الحكيم، في خطبة عيد الأضحى أمس، إن من «يعتقد أن الانفصال سينهي المشكلات فهو واهم لأن المشكلات قدر الأوطان سواء كانت كبيرة أم صغيرة، لكن قدر القادة الكبار أن يحلوا مشكلات شعوبهم وأوطانهم ويمنحوهم السلام والأمان والاستقرار». وأضاف: «كان هناك من يحاول أن يذر الرماد في العيون، لكن عيوننا تتسع بالمحبة لأخوتنا أكثر من رماد المغرضين، والاختلاف في قضية لا يعني الاختلاف في أصل العلاقة، ونحن واثقون أن الأخوة الأكراد حريصون على العراق مثلما نحن حريصون عليه، وسنعمل معاً من أجل نهوض هذا الوطن وتصفير المشكلات». إلى ذلك، واصلت الكتل السياسية في البرلمان العراقي حملتها لإقالة محافظ كركوك، نجم الدين كريم، وتعطيل مجلس المحافظة على خلفية تصويت الأخير على ضم كركوك لاستفتاء إقليم كردستان. وكشف النائب عن محافظة كركوك، خالد المفرجي، أمس عن عزم الكتل السياسية العربية تقديم شكوى رسمية إلى بعثة الأمم المتحدة في بغداد بعد عطلة عيد الأضحى لحل الأزمة في المحافظة. وقال المفرجي في بيان إن «الوضع في المحافظة خطر للغاية ولا يتحمل التأخير بعد قرار المحافظ نجم الدين كريم وقائمة التآخي بالتصويت على شمول المحافظة في استفتاء تقرير المصير». وأضاف أن «ممثلي العرب في المحافظة يعتزمون اللجوء إلى بعثة الأمم المتحدة من أجل وقف تفرد قائمة التآخي الكردية بالقرار في المحافظة، واستمرار سياستها الإقصائية بحق المكونين العربي والتركماني». ويعتزم المجلس الأعلى لاستفتاء إقليم كردستان القيام بزيارات عدة إلى دول أوروبية وإيران وتركيا عقب عطلة عيد الأضحى مباشرة. وقال روميو هكاري، عضو المجلس الأعلى للاستفتاء، إن «المجلس سيعقد اجتماعاً مهماً بعد العيد مباشرة، ومن ثم يتم تشكيل لجان لزيارة تركيا وإيران وعدة دول أوروبية». وأضاف عكاري في تصريح صحافي أن «الهدف من الزيارات هو تقريب وجهات النظر حول استفتاء إقليم كردستان»، موضحاً أن «المجلس سيسعى إلى ضمان الدعم الأوروبي للاستفتاء بتعيين مراقبين أوروبيين للإشراف على الاستفتاء».

الحكيم يدعو إلى حكومة «غالبية وطنية»

بغداد - «الحياة» .. دعا زعيم «التحالف الوطني» (الشيعي) عمار الحكيم إلى تشكيل حكومة «غالبية وطنية» بدلاً من مبدأ «التوافق»، ومشاركة الجميع في الحكومة «لتصحيح مسار العملية السياسية». كما جدد موقف التحالف الرافض لاستفتاء إقليم كردستان على الاستقلال المزمع تنظيمه نهاية الشهر الجاري. وقال الحكيم في خطبة صلاة عيد الأضحى في بغداد أمس، إن «واجبنا الوطني يحتم علينا أن ندعم قواتنا المسلحة وأن نوفر لها كل مقومات القوة وإدامة زخم الانتصار. ومهما كانت الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد علينا ألا نتراجع عن بناء قدراتنا الدفاعية وتطوير إمكاناتنا القتالية كي يكون هذا الشعب بعيداً من تهديدات الإرهاب التكفيري، وأن تكون للدولة ذراع قوية لتطبيق القانون وأن تكون للوطن درع تحميه». وتابع أن «تيار الحكمة الوطني انبثق من صلب الواقع الذي يعيشه الوطن، وعينه شاخصة لمستقبلكم وهو متمسك بثوابته الإسلامية الأصيلة ومنفتح على كامل مساحة الوطن، وبهمتنا جميعاً نستطيع أن نعبر محطات الإحباط واليأس إلى حيث الأمل والثقة بالمستقبل». وشدد الحكيم على أن «رؤية تيار الحكمة تستند إلى ضرورة مغادرة الأطر القديمة المجربة في إدارة هذا الوطن، ونرى أن الغالبية الوطنية غير الإقصائية هي الحل الأمثل للوصول بالعراق إلى بر الأمان والاستقرار السياسي والنهوض الخدمي والاقتصادي، وليس من الضروري أن يكون الجميع مشاركاً في الحكومة لتكون حكومة توافقية تخدم السياسة أكثر من خدمتها للمواطن العراقي، وإنما أن تتحالف الأطراف المتنوعة من مختلف المكونات والتي تشترك في رؤية واحدة وتتقارب في البرنامج واستشراف المستقبل». وأضاف الحكيم أن «زمن الاصطفافات المذهبية والقومية والمناطقية يجب أن ينتهي، وعلى العراقيين أن يدركوا أنهم جميعاً مسؤولون عن سلامة العراق وبنائه والعمل بقوة من أجل نهوضه، وهذا لا يكون إلا بحكومة وطنية متجانسة وفاعلة ومتفقة على مشروع وطني اقتصادي وخدمي محدد. فقد استهلكتنا التوافقية وجعلت العمل السياسي مرتهناً للمزاجيات والمصالح الضيقة والابتزاز». وأوضح أن تيار الحكمة «منفتح على قوى وطنية تؤمن بالعراق وتلتقي معنا في المتبنيات لتتكامل جهودنا في المرحلة المقبلة». وأشار إلى أن العراق يحتاج بعد القضاء على الإرهاب للتسامح «مهما كان صعباً»، وشدّد على أن «الغالبية الوطنية الشاملة لكل مكونات الوطن ستكون هي المصداق الأكبر على تجاوزنا لمحنتنا وانطلاقنا نحو المستقبل من دون التعثر بأخطاء الماضي». ولفت الحكيم إلى أن مدة رئاسته الدورية للتحالف أوشكت على الانتهاء، ودعا مكونات التحالف إلى الإسراع في اختيار رئيس للدورة المقبلة، مبيناً أنه «سبق أن أعلنا عن هذا الطلب قبل أربعة أشهر كي يكون للأخوة في الهيئة القيادية الوقت الكافي لاختيار البديل». ونوه إلى أن «العراق هو الطريق البري الذي يربط الجمهورية الإسلامية (إيران) بالمملكة العربية السعودية، وما بين إيران وتركيا والسعودية سيكون العراق قلب المثلث الذهبي لمستقبل اقتصادي واعد، ونحتاج للحكمة والرؤية والقرار القيادي الشجاع كي يكون العراق هو المبادر لخلق العلاقة التكاملية بين دول المنطقة الكبرى».

من داخل محاكمات "أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية" بالعراق

ايلاف...بي. بي. سي.... وقف الشاب عبدالله يرتدي زيا بُنيا باليا للسجناء، أمام ثلاثة قضاة يرتدون عباءات سوداء، في ساحة ضيقة لمحكمة محلية، وكان يهتز بعصبية. وبعد أن ارتشف بعض المياه، أكد اسمه قائلا: عبدالله حسين، ويُتهم بالانتماء لمقاتلي تنظيم الدولة. "اتخذ قرار المحكمة وفقا للمادة 2، و3 من قانون مكافحة الإرهاب لعام 2005". هذا ما أعلنه القاضي "حكم بالإعدام شنقا". وفي ذلك الحين انهار عبدالله في البكاء. واعتقل عبدالله، مثل كثير من المشتبه بهم هنا، على جبهة القتال في الموصل. وبعد هزيمة تنظيم الدولة في ميادين القتال في شمالي العراق، ينتظر نحو ثلاثة آلاف شخص يشتبه في انتمائهم أو تعاونهم مع التنظيم دورهم في المحاكمات، حيث يعقد نحو خمسين جلسة على الأقل يوميا لهذا الغرض. ولأسباب أمنية، يرسل معظم هؤلاء إلى محكمتين في بلدة قراقوش ذات الغالبية المسيحية، و تبعد نحو 30 كيلومترا جنوب شرقي الموصل، وقد استعادت القوات العراقية السيطرة عليها بمساعدة الولايات المتحدة، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وينتقد بعض النشطاء الحقوقيين تلك المحاكمات، لكن قضاة عراقيين رفيعي المستوى يصرون على أن تلك المحاكمات تلعب دورا حيويا في استعادة القانون والنظام. المتهم التالي يدعى خليل حماده، ويبلغ من العمر 21 عاما، وهو أكثر طلاقة في الحديث. وينحدر حماده من بلدة سيطر عليها تنظيم الدولة طيلة عامين، وحكى عن سعيه للوصول إلى الشخص، الذي كان يجند الشباب المحليين في صفوف التنظيم. وقال حماده: "لقد ذهبت بنفسي. لم يجبرني أحد. لقد انضم كثيرون منا للتنظيم". وسأله القاضي: "كيف انضممت للتنظيم؟ أي قسم أقسمته؟"، فأجاب حماده: "لا أتذكر بالضبط نص العبارات، لكني أقسمت على الولاء لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي والخلافة". واستمر حماده في الحكي كيف درس في صفوف التنظيم الشريعة الإسلامية، وكيف تدرب على كمال الأجسام واستخدام السلاح. لكنه أخبر المحكمة أنه أصبح "مجرد طباخ"، قبل أن يعترف بأنه كان أيضا واحدا من بين ستة حراس، "يحملون بنادق الكلاشينكوف" في إحدى قواعد التنظيم. وكان حماده يتلقى راتبا شهريا قدره 150 دولار. وحينما لخص القاضي تاريخ حماده، أومأ الأخير بالموافقة قائلا: "نعم. صحيح". وتحدثت قاضية امرأة ومحامية معينة من قبل الدولة، لوقت قصير خلال الجلسة. ومثل عبدالله حسين تلقى خليل حماده حكما بالإعدام. وأخبُر حماده أن بإمكانه الطعن على هذا الحكم، أمام محكمة أعلى في بغداد، لكن منظر حماده، الذي يبدو عليه الاستسلام، أوحي بأنه يعلم أن ذلك مجرد إجراء شكلي ليس إلا.

"ترسل رسالة"

خلال القتال في الموصل، وجدت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية أدلة، على أن بعض الجنود العراقيين كانوا يقتلون أشخاصا يشتبه في انتمائهم لتنظيم الدولة، بدلا من تقديمهم للمحاكمة. وقالت المنظمة إن رجالا وفتية، فروا من المدينة، تعرضوا لسوء المعاملة والقتل والتعذيب. واعترف رئيس الوزراء العراقي منذ ذلك الحين بوجود "انتهاكات صريحة". وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش الآن إن لديها "مخاوف جدية"، بشأن جودة الدفاع في القضايا التي تعقد جلساتها في محكمة جنايات نينوى، الواقعة في بلدة قراقوش. لكن كبير القضاة، سلام نوري، يصر على أن محكمته تتصرف بمهنية، وتقوم بوظيفة مهمة. ويقول: "إنها ترسل رسالة إلى المواطنين بأن القضاء هو أعلى سلطة، وأن الحكومة العراقية استعادت السيطرة على زمام الأمور". ويقول القاضي يونس جميلي رئيس محكمة التحقيق، التي أنشأت مؤقتا في منزل عائلي كبير: "القاضي يبقى محايدا". وأشار جميل إلى أن تنظيم الدولة استهدف القضاة في الموصل، وأن 15 من زملائه قتلوا على أيدي التنظيم. وأضاف: "كل فرد منا فقد عضوا من عائلته أو دمر له منزل، لكن حينما يقف أمامنا شخص مشتبه، نعامله وفقا للقانون". وحينما سألت القاضي جميلي عن الأدلة، رأيت بريقا في عينيه ورد قائلا: "أنت تعلم أن أعضاء تنظيم الدولة يساعدوننا لكي ندينهم"، ومد يده وأمسك بملف كان على مكتبه. وبداخل الملف كان هناك دليل إضافي، على أن تنظيم الدولة ليس ميليشيا عشوائية، بل إنهم كانوا يتصرفون باعتبارهم دولة. إنه جدول بيانات مطبوع من على جهاز كمبيوتر، اكتشفته الاستخبارات العراقية. ويحتوي كل صف من صفوف الجدول الـ 196 على بيانات تفصيلية لأحد أفراد التنظيم، منها اسمه بالكامل وعنوانه ووظيفته وصورة شخصية له.

"اعتقالات بالخطأ"

ومع وجود مخاوف حقيقية، من أن يحاول المتطرفون الاندماج مرة أخرى مع الشعب العراقي، فإن هناك أمل في أن تتمكن المحاكمات من منع ظهور تنظيم الدولة كجماعة متمردة مجددا، ومنع الأعمال الانتقامية. وخارج المحكمة التقيت الشاب موفق، الذي جاء من الموصل ليتقدم بطلب فتح تحقيق رسمي. وقال لي إن جاره، الذي التحق بصفوف تنظيم الدولة، أحرق منزله. وقال: "أتمنى أن يمثُل أمام المحكمة قبل أن أراه". لكن أشخاصا آخرين يقولون إن أحباء لهم اعتقلوا بالخطأ. وتقول امرأة إن زوجها، الذي اعتقل قبل نحو شهرين، يعاني من مشكلات في صحته العقلية. ويقول أحد الآباء إن ابنه "شاب عادي يبيع الخضروات على عربة يدوية"، وليس عضوا في تنظيم الدولة. وبالحديث إليهم، يبدو جليا أن الحكم بأن شخصا ما كان متعاونا مع تنظيم الدولة أمر شائك، حيث إنه من الصعب أن تقول إن بعض المواطنين فعلوا ما اضطروا لفعله فقط لكي ينجوا بحياتهم، أو لأنهم اعتنقوا أيدلوجية تنظيم الدولة. ومع انتهاء إجراءات المحاكمات في نهاية اليوم، يسيِّر حراس مسلحون صفا من السجناء إلى خارج البوابات، ورؤوسهم إلى أسفل. وتبدو الشوارع في جميع أنحاء بلدة قراقوش خالية تقريبا. وقبل نحو ثلاث سنوات فر عشرات الآلاف من سكان البلدة، وغالبيتهم مسيحيون، مع تقدم تنظيم الدولة نحوها، والآن عاد عدد قليل للغاية منهم إلى ديارهم. والآن تحمل قراقوش، بكنائسها المهجورة، شهادة على بربرية تنظيم الدولة، وعلى الصعوبة التي سيواجهها العراقيون العاديون في إعادة بناء حياتهم.

 

 

 



السابق

مقتل 34 من الميليشيا.. والحوثي يراقب المخلوع..جماعة الحوثي تعزز إستنفارها لحسم المعركة مع علي صالح...الحوثيون يخططون لمعركة «خاطفة» في صنعاء ومقتل 30 متمرداً في مأرب وشبوة وتعز...مقتل 3 قياديين انقلابيين في تعز والضالع وصد هجوم للميليشيات في حجة بمشاركة «أباتشي التحالف»....ميليشيات الانقلاب تستفز اليمنيين المسافرين في المحويت..بن دغر: مستمرون في متابعة إطلاق الأسرى رغم تعنت الميليشيات....خادم الحرمين: أذرع الإرهاب سعت للنيل من المقدسات ولم تراعِ الحرمات..أمير الكويت إلى واشنطن ساعيًا إلى إنهاء الأزمة مع قطر والحوار المباشر خطة مهمة للتوصل إلى حل....

التالي

قمة مرتقبة بين السيسي وبوتين ووفد كنسي أميركي يزور مصر...بوتين والسيسي يبحثان في الصين استئناف الطيران الروسي إلى مصر...كشف تفاصيل هروب عناصر من «الإخوان» أثناء نقلهم إلى السجن جنوب القاهرة وتوقيف أكثر من 800 «داعشي»...وزير الأوقاف المصري ينتقد رعاة الإرهاب...رئيس كينيا يهاجم القضاء بعد إلغاء الانتخابات التي فاز بها...الصومال يطلب مساعدة أميركية إضافية لمحاربة حركة «الشباب»...أنباء عن أموال دفعتها حكومة الوفاق الليبية لتجمّد ميليشيات نقل مهاجرين إلى إيطاليا....إعادة فتح حقل نفطي أغلقه فصيل مسلّح وإحباط عملية كبيرة لـ «داعش» في سرت...مجلس الأمن يصوّت الثلثاء على نص لمعاقبة منتهكي اتفاق السلام في مالي...غالبية الوزارات سيطاولها التغيير في تشكيلة الحكومة التونسية....الجزائر: أويحيى يترجم نظرته «المتشددة» بإطلاق عملية ترحيل كبيرة للأفارقة....

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,750,188

عدد الزوار: 7,041,686

المتواجدون الآن: 95