موسوي: لا أخاف الموت.. وإيران في أزمة خطيرة

بلغت المواجهة بين السلطات الإيرانية والمعارضة شفا الهاوية مع تصاعد التهديدات ضد المعارضين من السلطة ورجال الدين الدائرين في فلكها والتحدي والصمود الذي يبديه الشارع المناهض للسلطة عبر التظاهرات شبه اليومية والتي تكثفت هذا الاسبوع، وعبر تصريحات زعمائه، واخرها ما اعلنه مير حسين موسوي أمس، مؤكداً في معرض الرد على التهديدات بقتله وقياديين اخرين، انه لا يخاف الموت، واصفاً ما يجري في إيران بأنه "أزمة خطيرة".
ونقل موقع "كلمة" الإلكتروني التابع لموسوي قوله أمس وبعد خمسة ايام من مقتل ابن شقيقه خلال احتجاج للمعارضة في يوم عاشوراء: "اعتقال او قتل موسوي او (زعيم المعارضة الاخر مهدي) كروبي لن يهدئ الموقف. لا اخاف الموت من اجل مطالب الشعب.. ايران في أزمة خطيرة.. والتصريحات العنيفة...ستسبب انتفاضة داخلية.. يجب تغيير القانون الانتخابي".
وفي أقوى تصريحات علنية له طالب موسوي بالافراج فورا عن اتباعه الذين اعتقلوا بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في حزيران (يونيو) الماضي. وقال "القانون الانتخابي يجب ان يغير.. والسجناء السياسيون يجب الافراج عنهم فورا.. ويجب ان تحترم حرية الصحافة"، مشيرا الى اغلاق ثلاث صحف موالية للاصلاح على الاقل بعد الانتخابات التي حل فيها موسوي في المركز الثاني بعد أحمدي نجاد الذي أعلن فوزه بفارق كبير جعل كروبي في المركز الرابع.
وقال موسوي "موقف البلاد الراهن كنهر هائج واي حل متسرع لن يهدئ الموقف".
ورفض زعيم المعارضة اتهامات السلطات له ولحركة الاحتجاج بالتواطؤ مع الغرب. وقال: "لسنا اميركيين ولا بريطانيين. لم نوجه حتى الآن اي رسالة الى قادة دول كبرى" في اشارة الى رسالة وجهها احمدي نجاد الى الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد انتخابه في نهاية 2008. واضاف "اعتقد انه من الضروري ان نؤكد انه لدينا في الحركة الخضراء هوية اسلامية ووطنية ونعارض اي هيمنة اجنبية. نحن اوفياء للدستور"، نافيا بذلك ان تكون المعارضة لنتيجة الانتخابات الرئاسية تحولت الى حملة لقلب النظام.
وجاءت تصريحات موسوي على موقع "كلمة" بمثابة تحد جديد للسلطات المحافظة التي شددت حملتها على المعارضة منذ الاحد الماضي حين قتل ثمانية اشخاص من بينهم ابن شقيق موسوي خلال احتجاجات عنيفة في الاحتفال بيوم عاشوراء.
واتهم مسؤولون محافظون زعماء المعارضة باثارة الاضطرابات وطالبوا بمعاقبتهم لانهاء احتجاجات الشوارع التي تفجرت بعد الانتخابات.
وقال ممثل لخامنئي الثلاثاء الماضي ان زعماء المعارضة "اعداء الله" ويجب اعدامهم بموجب الشريعة الاسلامية. وامس دعا رجل الدين المحافظ أحمد جنتي في خطبة الجمعة من جامعة طهران الى معاقبة رؤوس "الفتنة"، وقال: "أطالب القضاء بتسريع الاجراءات القانونية ضد من يقفون وراء الاضطرابات الاخيرة". وتابع جنتي: "المشاغبون المحتجزون يجب ان يظلوا في السجن لانهم سيواصلون اعمالهم الشيطانية فور الافراج عنهم".
واتهم جنتي المعارضين بالتبعية للغرب، وقال "الشعارات التي رفعها البعض في الآونة الأخيرة تظهر بأن الذين رفعوها كانوا يهدفون إلى نسيان شعار الموت لأميركا والإيحاء لأبناء الشعب بأن الهدف ليس دعم غزة ولبنان". وتابع " ان الذين مزقوا صورة الإمام الخميني وأطلقوا شعارات ضد ولاية الفقيه هم أنفسهم الذين ساهموا في حوادث يوم عاشوراء".
وفي السياق ذاته، أكد نائب رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم رئيسي أمس ان القضاء سيتصدى بكل قوة لمثيري الفتن لاسيما منتهكي حرمة عاشوراء. ونقلت قناة "العالم" الإيرانية عن رئيسي قوله خلال مراسم صلاة الجمعة في العاصمة طهران: "إن السلطة القضائية وباقي أجهزة الدولة لن تتسامح بعد الآن مع المشاغبين الذين يعرضون أمن المواطنين للخطر انطلاقاً من مسؤوليتها القانونية والشرعية. إن انتهاك المقدسات في ذكرى عاشوراء كشف عن الوجه الحقيقي لهؤلاء، معتبراً أن هذه الأعمال أكدت أن مزاعم البعض عن التزوير في الانتخابات الرئاسية لم تكن سوى ذريعة".
وحذر قائد الشرطة الايرانية أتباع موسوي من انهم سيلقون معاملة قاسية ما لم يوقفوا تظاهراتهم "غير المشروعة". لكن احتجاجات المعارضة لم تهدأ وقالت الشرطة الايرانية انها اعتقلت 500 في احتجاجات الاحد وقال موقع "جرس" للمعارضة ان مئات اعتقلوا في طهران ومدن اخرى منذ ذلك الحين.
وقال الموقع ان "رجال امن يرتدون ملابس مدنية اعتقلوا اكثر من 180 طالبا خلال تجمع صامت بجامعة ازاد الخميس".

(أ ف ب، يو بي أي)