إستسلام داعش يطوي «إرهاب الجرود».. وتعاطف وطني مع أهالي شهداء الجيش وإجتماع حاشد الأربعاء في دار الفتوى لإستعادة عطلة الجُمعة.. وتعديلات على العقوبات الأميركية للحدّ من الأضرار...إسرائيل ستضغط على غوتيريش حول تسلح {حزب الله}....صفقة بين «حزب الله» و«داعش» أنهتْ معركة الجرود و«فرح كئيب» في لبنان لانتصار جيشه ووفاة مخطوفيه....أسئلة عن «الخاتمة» في سيناريو الحرب... والتفاوض...تخفيف مشروع العقوبات الأميركية على «حزب الله»... خوفاً على استقرار لبنان.. التشريع الجديد يستثني «أمل» وبات أكثر تحديداً في تعريف مَنْ يستهدف ....لقاء الحريري - جنبلاط يطوي صفحة الخلاف ويفتح الباب أمام استعادة تحالفهما....«الوفاء للمقاومة»: نصر للبنان وسورية...العسكريون المخطوفون شهداء: ماذا فعلتم من أجلهم؟....

تاريخ الإضافة الإثنين 28 آب 2017 - 7:06 ص    عدد الزيارات 2564    التعليقات 0    القسم محلية

        


إستسلام داعش يطوي «إرهاب الجرود».. وتعاطف وطني مع أهالي شهداء الجيش وإجتماع حاشد الأربعاء في دار الفتوى لإستعادة عطلة الجُمعة.. وتعديلات على العقوبات الأميركية للحدّ من الأضرار..

اللواء... طوى لبنان إلى غير رجعة صفحة إرهاب المسلحين من داعش، وقبلها النصرة، في جروده الشرقية، من عرسال إلى رأس بعلبك والقاع، في إنجاز وطني، نغّصه ما كشف عن ان جنود الجيش اللبناني، الذين اختطفهم تنظيم «داعش» من عرسال، قد أصبحوا في «عداد الشهداء» بانتظار فحوصات DNA، و«التأكد من هوية أصحابها»، على حدّ تعبير بيان لقيادة الجيش، وفي إطار متابعة قضية العسكريين المخطوفين لدى التنظيم الارهابي. ويمكن القول ان يوم الأحد 27 آب، سيكون يوماً تاريخياً لجهة إنهاء الوجود «الارهابي» المسلح لتنظيمات أتت من سوريا وعادت إليها، الأمر الذي سيفتح الآفاق السياسية إلى مرحلة جديدة، من تخفيف الضغوطات على البلد وصرف الأنظار إلى مرحلة من النشاط الاقتصادي والإنماء في المناطق المحررة، على طريق استعادة العافية. وستكون هذه المعطيات الجديدة على طاولة المحادثات التي سيجريها الرئيس سعد الحريري في العاصمة الفرنسية باريس في 31 الجاري، لا سيما مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الفرنسي، ووزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد. وقال مصدر رسمي لـ«اللواء» ان تحرير الجرود، ودور الجيش اللبناني في التضييق والمواجهة مع «الارهابيين» فضلاً عن توفير الدعم للجيش والمؤسسات الأمنية، إلى استقرار لبناني، وضرورة دعمه اقتصادياً ليتمكن من تجاوز حالة التباطؤ في النمو، على الرغم من التحسّن الذي طرأ بعد عودة الرئيس الحريري إلى السلطة. وتتزامن الزيارة، مع معلومات نسبتها وكالة «رويترز» إلى مصادر مصرفية وسياسية انه تمّ تعديل مقترحات على العقوبات الأميركية على حزب الله، بهدف التخفيف من حدة المخاوف من ان يلحق اضراراً بالاقتصاد اللبناني تؤثر على استقرار لبنان. وقالت المصادر المالية ان التشريع المقترح الخاص بحزب الله أكثر تحديداً في تعريف من يستهدف عند مقارنته بمسودات المقترحات السابقة، ولم يعد يعتبر شاملاً كل سكان لبنان من الشيعة. ومع الإعلان عن اقفال ملف اسرى الجيش اللبناني لدى داعش منذ ثلاث سنوات وقرابة الشهر، والذين أبلغ اللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام اهاليهم ان «أولادكم شهداء، وعليكم ان تفتخروا بشهادتهم»، ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لاعلان الحداد الوطني اليوم حداداً على شهداء الجيش اللبناني، قابلتها دعوات أخرى بأن الحزن لا يمنع الاعتزاز بالنصر، والصبر لأهالي الأسرى الشهداء وكل ذوي أي شهيد.

اتفاق الجرود

فقد استفاق لبنان واللبنانيون صباح امس على خبر إعلان وقف إطلاق النار اعتبارا من السابعة صباحاً، بين الجيش اللبناني والجيش السوري و«حزب الله» من جهة ومسلحي «داعش» من جهة ثانية، في جرود السلسلة الشرقية، وبالتزامن بين جبهتي راس بعلبك والقاع من الجهة اللبنانية والقلمون الغربي من الجهة السورية، بعدإعلان مسلحي «داعش» الاستسلام والاستعداد للتفاوض للانسحاب الى دير الزور في سوريا، مقابل اتفاق على إعطاء معلومات عن مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين وامكنة دفن جثامين شهداء لـ«حزب الله» . وافادت مصادرميدانية لـ«اللواء» ان استسلام المسلحين جاء بعد ليلة من القصف العنيف من مواقع الجيشين اللبناني والسوري و«حزب الله» على مواقع مسلحي داعش المحاصرين بين تلة حليمة قارة السورية وسفحها الممتد الى وادي مرطبيا في الاراضي اللبنانية، وادى قصف الجيش اللبناني حسب المعلومات العسكرية الخاصة الى مقتل عشرة مسلحين ليل امس الاول ونحو اربعين الليلة ما قبل الماضية، وترافق القصف مع تحضيرات عسكرية ضخمة من الجانبين اللبناني والسوري لشن الهجوم النهائي على المسلحين فجراً، ما اضطرهم الى طلب وقف النار وبدء التفاوض فوراً، وهذا ما حصل بدءاً من منتصف ليل امس بين الحزب و«داعش». وذكرت المصادر ان «داعش» عرض اول الامر على «حزب الله» اعطاء معلومات عن مكان جثامين عناصره وعنصر الحرس الثوري الايراني محسن حججي الذي اعدمه داعش قبل فترة قصيرة بقطع رأسه، وتسليم اسير للحزب من آل معتوق، من دون معلومات عن مصير العسكريين، لكن الحزب رفض وأصرعلى معرفة مصير العسكريين قبل اي امر أخر، كما رفض لبنان عبر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي كان يتابع التفاصيل مع الحزب اي تفاوض قبل معرفة مصير العسكريين المخطوفين. وأكدت المصادر الميدانية مثلما قال الوزير جبران باسيل خلال جولة له مع وزراء «التيار الوطني الحر» في البقاع الشمالي الميدانية انه لم يجرِ اي تفاوض بل استسلام من قبل المسلحين، وان مسؤولي «داعش» اقروا في نهاية المطاف بوجود ثمانية جثامين لعناصر الجيش اللبناني مدفونة في معبر الزمراني قرب وادي الدب في جرود عرسال، اما جثمان الجندي اللبناني التاسع الذي اعدمه المسلحون الشهيد عباس مدلج قبل اكثرمن سنة فكان مدفوناً في مكان آخر قريب.كما اعدم «داعش» الرقيب الشهيد علي السيد من فنيدق عكار ولكن جرى تسليم جثمانه ودفن في بلدته. وقال والد الشهيد مدلج في تصريح تلفزيوني: اسألوا «ابوطاقية وابو عجينة» فهما يعرفان اين دفنواابني. فردعليه اللواء ابراهيم: لن نخرج من الجرود قبل ان نتسلم جثمانه. يُذكر ان الجندي المخطوف مع زملائه عبد الرحيم محمد دياب، انضم منذ اكثر من سنتين الى تنظيم «داعش» بسبب قرابته بأحد قياديي التنظيم وانتقل معه الى الرقة السورية ولم يعرف مصيره، وتردد انه قتل. كما اقر «داعش» بوجود خمسة جثامين لعناصر من «حزب الله» في الاراضي اللبنانية قرب الحدود لجهة معبر الزمراني – وادي ميرا، وجثمانين في الاراضي السورية لجهة بادية تدمر، اضافة الى اسير حي من ال معتوق. ومع حلول الظهر، تسلم «حزب الله» خمسة جثامين لعناصره، فيما انتقلت مجموعة من الامن العام مع احد مسؤولي «داعش» الى منطقة وادي الدب قرب معبر الزمراني – وادي ميرا التي استردها الجيش اللبناني قبل اشهر، حيث دلهم على مكان دفن الجثامين، وبدء العمل لإنتشالهم وامكن ذلك بحلول ساعات المساء الاولى حيث نقلت الجثامين الثمانية الى المستشفى العسكري لإجراء فحص الحمض الجيني للتأكد من هويات اصحابها، وبقي البحث عن جثمان الشهيد التاسع مدلج حتى وقت متأخر.

خيمة العسكريين

وقرابة الخامسة عصراً، زار اللواء إبراهيم خيمة أهالي العسكريين المخطوفين في ساحة رياض الصلح، وابلغهم ان «الجيش اللبناني والأمن العام ينتشلون في هذه اللحظات رفات نعتقد شبه جازمين انها للعسكريين، وقد انتشلت رفات 6 أشخاص يعتقد انهم الجنود لأنهم يلبسون «رينجر عسكرياً» لكنه قال انه لا يمكن ان نثبت حتى تظهر نتيجة الفحوص المعلمية، متوقعاً ان يصل عدد الشهداء إلى ثمانية، وهو ما حصل لاحقاً. وإذ شد على ايدي أهالي العسكريين، كشف انه كانت لديه معلومات غير مؤكدة عن استشهاد هؤلاء العسكريين منذ أواسط شهر شباط 2015. وأوضح ان الجانب اللبناني، رفض شروط «داعش» لوقف إطلاق النار الا باتفاق شامل بنده الأوّل الكشف عن مصير العسكريين، مشيراً إلى ان قيادة «داعش» تحت ضربات الجيش اللبناني انتقلت إلى داخل الأراضي السورية، وتولى «حزب الله» والدولة السورية التفاوض ولا تزال هناك بعض الفلول في الأراضي اللبنانية. وكشف ان الذين استسلموا من «داعش» هم الذين ارشدونا إلى مكان وجود رفات العسكريين، ومعركة الجرود لن تنتهي حتى رحيل آخر «داعشي»، مرجحاً بأن يتم انسحاب داعش باتجاه البادية أو دير الزور، نافياً وجود معلومات عن المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم والمصور الصحافي سمير كساب. ولاحقاً، أعلنت قيادة الجيش، العثور على رفات ثمانية أشخاص في محلة وادي الدب، جرود عرسال، في إطار متابعتها لقضية العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» الارهابي، وانه تمّ نقل هذه الرفات إلى المستشفى العسكري المركزي لاجراء فحوصات DNA والتأكد من هوية أصحابها، وسيصار إلى إصدار بيان فور ورود نتائج هذ الفحوصات. إلى ذلك، أعلنت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» ان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، سيلقي كلمة عبر شاشة «المنار» التابعة للحزب عند الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم الاثنين يتطرق فيها إلى آخر المستجدات، وبطبيعة الحال سيركز خطابه على التطورات المتعلقة بانتهاء معارك الجرود، وإعلانه التحرير الثاني للأرض اللبنانية من الارهابيين، بعد التحرير الأوّل في 25 أيّار 2000 من الاحتلال الإسرائيلي، مثلما كان وعد في اطلالته الأخيرة مساء الخميس الماضي. على ان اللافت، ان اتفاق وقف النار الذي قضى ببنده الثالث انسحاب مسلحي «داعش» مع عائلاتهم إلى دير الزور، لم يرض أهالي القاع ولا «القوات اللبنانية»، إذ سأل وزير الإعلام ملحم رياشي في تغريدة له عبر «تويتر»: أين الحكمة من إطلاق «داعش» بعد اكتشاف مصير العسكريين؟ يجيب: «الحكمة في الأسر والمحاكمة والقضاء.. عليهم». اما أهالي شهداء القاع، فأصدروا بياناً طالبوا فيه بتوقيف عناصر هذا التنظيم الارهابي والتحقيق معهم لمعرفة ملابسات الجرائم الإرهابية التي اقترفوها، واخرها مجزرة 27 حزيران التي أدّت إلى سقوط خمسة شهداء إضافة إلى 32 جريحاً، وسألوا مستغربين: لماذا يتم تمرير هؤلاء الارهابيين إلى الداخل السوري، وتحديداً منطقة دير الزور قبل ان يتم التحقيق معهم ومعاقبتهم بالعقاب المناسب؟... وبحسب شروط الاستسلام او الاتفاق ببنوده الثلاثة سينتقل المسلحون مع عائلاتهم وعددهم بين 450 و 500 شخص عبر الحدود السورية الى منطقة البو كمال في دير الزورعندالحدود مع العراق، بعدموافقة السلطات السورية على ما اتفق عليه «حزب الله» مع المسلحين. واوضحت المصادر انه بعد انتهاء عملية الانسحاب المفترضة مع نهاية نهار اليوم، سيتسلم الجيش اللبناني كامل الحدود اللبنانية مع سوريا وينشرفيها افواج الحدود الثلاثة، فيما تعودبقية القوات المقاتلة الى مواقعها السابقة.

باسيل

وفي تطوّر سياسي آخر، ردّ غير مباشر على الإنزعاج القواتي، قال الوزير باسيل من بلدة عيناتا البقاعية «ان الجيش اللبناني انتصر لأنه أجبر العدو على الاستسلام والجيش لم يفاوض بل أجبر العدو على الهروب من الجبال». وإذ اعتبر ان الوقت ليس لتحميل المسؤوليات، قال ان «النصر القوي والكبير عندما تربح معركة من دون أن تخوضها، لكن جيشنا خاض المعركة على عدّة مراحل، والمرحلة الأخيرة ربحها من دون أن يخوضها، فمبروك لجيشنا ولشعبنا. وعن الخلاف بين معادلة: «جيش وشعب ومقاومة»، ومعادلة «جيش وشعب دولة» التي طرحتها «القوات»، لاحظ باسيل اننا متفقون على اثنين من ثلاثة، وأن المقاومة والدولة لا ينتقضان، لأن المقاومة جزء من الدولة، وهي أكيد أصغر من الدولة، وعندما تكون الدولة بجيشها ومؤسساتها أكبر من «القوات» و«المستقبل»، فهكذا تكون الدولة قوية.

إستعادة الجمعة

إلى ذلك، تفاعل التغاضي عن التعطيل يوم الجمعة، حيث يتوقع أن يأخذ منحى تصاعدياً لن يتوقّف حتى إقرار التعطيل يوم الجمعة لتحقيق المناصفة الحقيقية بين اللبنانيين. وأكدت مصادر لـ «اللـواء» أنّ «الأمور ستتخذ خلال الأيام والأسابيع المقبلة، منحى تصاعدياً لفرض التعطيل يوم الجمعة، وستعتمد الجهات الفاعلة مختلف الوسائل القانونية والمشروعة في سبيل تحقيق هذا الهدف الدستوري والديني والوطني، ولن تتوقف التحركات إلا بالتراجع عن هذا القانون الجائر الذي لا يخدم المصلحة الوطنية العليا». وفي هذا الإطار، دعت «اللجنة المنبثقة عن الهيئات والجمعيات والشخصيات الإسلامية والوطنية» بعد لقائها مفتي الجمهورية الشيخ دريان إلى اجتماع حاشد في بهو دار الفتوى ومحيطها عند الساعة 5:30 من عصر يوم الأربعاء المقبل، تحت عنوان «الجمعة حقٌ .. علينا استعادته». واستقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، اللجنة المنبثقة عن الهيئات والجمعيات والشخصيات الإسلامية والوطنية. وتحدّث الشيخ زياد الصاحب بعد اللقاء معلناً عن تجمع الهيئات والجمعيات والشخصيات الإسلامية  يوم الأربعاء المقبل في دار الفتوى. وفي البقاع، عقد مفتي زحلة والبقاع الغربي الشيخ خليل الميس اجتماعا طارئا لعلماء المنطقة، بحضور مفتي بعلبك الشيخ خالد صلح ورئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال فوزي سالم، ورئيس اتحاد بلديات البحيرة، ورؤساء المجالس البلدية والاختيارية والفاعليات في البقاع، دعماً لعطلة يوم الجمعة، وجرى التشاور حول قرار العمل يوم الجمعة. كما أعلنت بلديات ومخاتير وهيئات في طرابلس والشمال وعكار واليقاع تحركات مطالبة بعطلة الجمعة.

إسرائيل ستضغط على غوتيريش حول تسلح {حزب الله}

القدس: «الشرق الأوسط».. أعلنت نائب وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي حوتوفلي، أمس، أن إسرائيل ستقوم بالضغط على الأمين العام أنطونيو غوتيريش خلال زيارته الأولى منذ توليه منصبه، حول تسلح حزب الله اللبناني في لبنان، على حد قولها. ووصل غوتيريش مساء أمس للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، وتستمر الزيارة حتى الأربعاء. وتأتي زيارة الأمين العام بينما من المقرر أن يصوت مجلس الأمن على تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في 30 من الشهر الحالي، مبدئيا لعام واحد. وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي صرحت أنها تريد من مهمة حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان توسيع مهامها والتحقيق في انتهاكات لحزب الله. وقالت هايلي في بيان: «على الـ(يونيفيل) أن تعزز قدراتها والتزامها بالتحقيق في هذه الانتهاكات والإبلاغ عنها». ووجهت انتقادات حادة إلى قائد القوة الدولية الذي اتهمته بغض الطرف عن قيام حزب الله «بتهريب الأسلحة». إلا أن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دو جاريك أكد «لدينا ثقة كاملة بعمل (القائد)». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي حوتوفلي قولها للإذاعة العامة، أمس، إن «هايلي كانت على حق»، مؤكدة «لن نسمح باستمرار هذا العمى». وأوضحت أن انتشار قوات حزب الله على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل سيكون «قضية مركزية للغاية» مع المحادثات مع غوتيريش. وأضافت: «سيلتقي مع رئيس الاستخبارات العسكرية ويتلقى موجزا، وسيلتقي برئيس الوزراء وأنا واثقة من أنه لن يغادر هنا مع الشعور بأن التفويض الممنوح للأمم المتحدة يتم تطبيقه على الأرض». ومن المتوقع أن يجري غوتيريش محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في رام الله في الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء. ومنذ تولي دونالد ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) الماضي، تقدم باقتراح باقتطاع 60 في المائة من التمويل الأميركي لعمليات حفظ السلام. والولايات المتحدة أكبر مساهم في الأمم المتحدة مع 22 في المائة من الموازنة (5.4 مليار دولار) ونحو 29 في المائة من موازنة عمليات حفظ السلام (7.9 مليار دولار).

صفقة بين «حزب الله» و«داعش» أنهتْ معركة الجرود و«فرح كئيب» في لبنان لانتصار جيشه ووفاة مخطوفيه

أسئلة عن «الخاتمة» في سيناريو الحرب... والتفاوض

بيروت - «الراي» ... ... ماذا بعد؟ سؤالٌ «قَبَضَ» على بيروت يوم أمس مع «الفرح الكئيب» الذي رافق نهاية المعركة ضدّ تنظيم «داعش» على المقلبيْن اللبناني والسوري... فرحٌ لنجاح الجيش اللبناني منذ إطلاقه معركة «فجر الجرود» في 19 الجاري في فرْض الاستسلام على «داعش» بعدما حصَرَه في جيْب أخير ودَفَعَهُ الى رفْع «الراية البيضاء»، وكآبةٌ لأنّ طيّ صفحة وجود التنظيم الإرهابي في الجرود الشرقية كشَف مصير العسكريين اللبنانيين التسعة الذين كانوا أسرى لديه (منذ أغسطس 2014) واتّضح أنهم سبق أن قُتلوا. وجاء الانهيار السريع والمفاجئ لـ «داعش» تتويجاً لمسار تَفاوُضي بين التنظيم الإرهابي و«حزب الله» كان أعلن عنه أمينه العام السيد حسن نصر الله ليل الخميس الماضي، والذي بدا من الصعب فصْل استعجال نهاياته عن المقدّمات الميدانيّة التي عكستْ ليل اول من امس أن الجيش اللبناني ماضٍ في معركته لدحْر «داعش» من آخر بقعة يتمرْكز فيها على الأراضي اللبنانية (وادي مرطبيا)، وهو ما تجلّى بقصْف صاروخي ومدفعي عنيف أوقع إصاباتٍ كبيرة في صفوف الإرهابيين الذين وجدتْ قيادتهم في المقلب السوري من الحدود حيث كان «حزب الله» والجيش السوري أطلق معركةً متزامنة أن لا مفرّ من التسليم بشروط التفاوض التي حدّدها «حزب الله». ومنذ فجر يوم أمس لاحتْ مؤشرات صفقة «حزب الله» - «داعش» مع الإعلان عن أن مسلّحي التنظيم الإرهابي في الجرود قرروا ليل السبت - الأحد تسليم أنفسهم جميعاً إلى «حزب الله»، وسط تقارير في وسائل إعلام قريبة من الحزب ربطتْ الأمر باقتراب مقاتليه من مسلّحي «داعش» كثيراً وصعودهم إلى بداية مرتفع حليمة قارة (آخر نقاط وجود «داعش» في المقلب السوري). وبالتزامن، أفاد «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» أنّ «الجيش السوري ومقاتلي (حزب الله) أعلنوا وقف إطلاق النار، في سياق اتفاق شامل لإنهاء المعركة في القلمون الغربي ضد (داعش)»، قبل أن يعلن الجيش اللبناني لاحقاً وقف إطلاق النار في جرود القاع ورأس بعلبك اعتباراً من الساعة السابعة من صباح أمس وذلك «إفساحاً للمجال أمام المرحلة الأخيرة للمفاوضات المتعلقة بمصير العسكريين المخطوفين». وسرعان ما تكشّفتْ بنود الصفقة بين «حزب الله» و «داعش» والتي وافق عليها الجانب السوري، وتضمّنتْ كمرحلة أولى أن يسلّم «داعش» الى «حزب الله» 5 جثامين تعود لمقاتلين له على أن تخضع لفحوص «دي ان آي» للتأكد من هوية أصحابها، لتشمل المرحلة الثانية كشْف مصير العسكريين اللبنانيين التسعة، وبعدها تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة التي تقضي بانتقال نحو 350 من مسلّحي التنظيم الإرهابي من دون أسلحتهم ومع عائلاتهم بحافلات إلى منطقة الميادين قرب دير الزور، على أن يتزامن انطلاق الحافلات التي تقلّهم من قارة السورية مع إطلاق «داعش» أسيراً لـ «حزب الله» وتسليمه جثامين 3 عناصر آخرين. ولم يتأخر السياق الإجرائي للصفقة في سلوك طريقه الى التنفيذ، إذ بعدما تَسلّم «حزب الله» الجثامين الخمسة، تَوجّه دليل من «داعش» ومعه ممثلون لجهاز الأمن العام اللبناني والجيش اللبناني و«حزب الله» إلى بقعة في وادي الدب داخل الأراضي اللبنانية، تبيّن أن جثامين العسكريين المخطوفين موجودة فيها. ومع توالي الإشارات «الكئيبة» عن مصير أبنائهم، عادت عائلات العسكريين المخطوفين «مكسورة الخاطر» إلى خيمة اعتصامهما في وسط بيروت، حيث زارها بعد الظهر مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، معلناً العثور على رفات يرجح بقوة أن تكون للعسكريين. وقال إن «الأمن العام والجيش اللبناني يعملان على انتشال رفات نحن شبه جازمين أنها للعسكريين»، مشيراً الى انه تم حتى الآن (بعد ظهر أمس) انتشال ست رفات لجثث «يعتقد أنها لجنود لارتدائها بزات عسكرية...​ ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 8»، وهو ما أكدته لاحقاً مصادر أمنية مشيرة أنه تم انتشال رفات جثتين أخريين، ما يعني حسم مصير ثمانية من أصل تسعة عسكريين، وسط معلومات عن أن الأخير كان التحق بعد الأسْر بـ «داعش» وربما سقط خلال معارك في سورية. وأعرب إبراهيم عن أسفه الشديد، مشيراً إلى أنه «كانت لدينا معلومات عن إستشهاد العسكريين منذ فبراير 2015 لكننا لم نستطع أن نؤكد ذلك». وأضاف «ننتظر نتائج إختبار ​الحمض النووي​ لنتأكد من الشكوك التي لدينا، لكننا شبه متأكدين من أن الجثث هي للعسكريين المخطوفين». وأعلن إبراهيم أن لا معلومات عن المصور المخطوف لدى «داعش» سمير كساب أو المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم. وفيما دهمتْ بيروت علامات استفهام حول ما بعد إنهاء وجود «داعش» على الحدود اللبنانية - السورية بعدما كان «حزب الله» فرض على «جبهة النصرة» الانسحاب الى إدلب، بدا المشهد السياسي ملتبساً في مقاربته السيناريو الختامي للمعركة ضدّ «داعش» التي تعاطى معها خصوم «حزب الله» على أنها تثبيت للدولة القوية والقادرة ولكون الجيش المخّول الوحيد حماية لبنان وشعبه، فيما أرادها الحزب تكريساً لمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة» التي أضاف إليها عنصر «الجيش السوري» واضعاً اياها بمصاف تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي. ورغم أن «حزب الله» لم ينجح في جرّ لبنان الرسمي إلى تنسيق «فوق الطاولة» مع النظام السوري ولا في فرْض تعاون ميداني معلن بين الجيش اللبناني والجيش السوري والحزب، فإنه ظهر وكأنه مَن أدار اللعبة ورسم نهاياتها، في ظل اندفاعة كبيرة من نوابه ووزرائه تعكس تعبئة عالية ضد خصومه استعادتْ لغة التخوين والغلبة ويُخشى أن تُستثمر في المسار التصاعدي لتطويع الواقع اللبناني بما يخدم أجندة الحزب الاقليمية. وبيّنت مجريات المعركة والتفاوض لإنهائها أن «داعش» الذي تصرّف كـ «قوة عظمى» عندما احتلّ أجزاء واسعة من العراق وسورية، غيّر من أسلوبه الذي بدا وكأنه ينقلب رأساً على عقب. فالتنظيم، وحسب خبراء في شؤون الجماعات الارهابية، لم يكن يفاوض وكان يقتل كل مَن ينسحب من مقاتليه على عكس ما جرى على الحدود اللبنانية - السورية وبإيعاز من قيادته في البوكمال على الحدود السورية - العراقية. وفي تقدير هؤلاء أن «داعش» الذي يعاني أفولاً وفَقَدَ «الجابية الإعلامية» أصبح يحتاج للعناصر ولمَن يتمتع بخبرات قتالية، خصوصاً أنه مضطر الى الانتشار في مناطق صحراوية واسعة كالقائم في الأنبار. ولم يكن التفاوض بين «حزب الله» و «داعش» في مناطق القلمون موْضعياً بل إن الكلام الأخير الذي أعلنه السيد نصرالله كان موجّهاً لقيادة التنظيم الارهابي في البوكمال - القائم ومنها جاء الجواب النهائي. يُذكر أنّ العسكريين الذي كان أسرهم «داعش» بعد معارك 2 اغسطس 2014 مع الجيش اللبناني في بلدة عرسال وجرودها هم: المعاون ابراهيم مغيط عريف، وعلي المصري، والعريف مصطفى وهبي، وسيف ذبيان، ومحمد يوسف، وخالد مقبل حسن، وحسين محمود عمار، وعلي الحاج حسن.

تخفيف مشروع العقوبات الأميركية على «حزب الله»... خوفاً على استقرار لبنان.. التشريع الجديد يستثني «أمل» وبات أكثر تحديداً في تعريف مَنْ يستهدف

الراي..بيروت - رويترز - كشفت مصادر مصرفية وسياسية أنه تم تعديل مقترحات لتشديد العقوبات الأميركية على «حزب الله» بما يكفي للتخفيف من حدة المخاوف من أن يلحق ضرر بالاقتصاد اللبناني، في ما يمثل إشارة على أن واشنطن تنظر بجدية للمخاوف على استقرار لبنان. لكن شخصيات مصرفية اعتبرت أن السلطات اللبنانية يجب ألا تستكين لذلك لأنه لا يمكن التنبؤ في المستقبل بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إيران وحلفائها، ولأن مشروع قانون العقوبات لن يخضع للبحث والتصويت إلى أن يعود الكونغرس للانعقاد في الخريف. وعندما بدأ تداول مسودات قيل إنها خطط أميركية لتوسيع التشريعات الخاصة بالعقوبات على «حزب الله» في لبنان في وقت سابق من العام الحالي، حذرت وسائل الإعلام المحلية من عواقب وخيمة على الاقتصاد اللبناني الضعيف والتشرذم السياسي ذي الطابع الطائفي. ومبعث الخوف الرئيسي لدى السلطات اللبنانية هو احتمال أن تعتبر بنوك المراسلة الأميركية أن المعاملات مع البنوك اللبنانية تمثل مجازفة، فيما تواجه البنوك الأميركية غرامات ضخمة إذا تبين أنها تتعامل مع أشخاص أو شركات مفروض عليها عقوبات. ومن شأن ذلك أن يمثل إضعافاً للاقتصاد الذي يعتمد على الودائع الدولارية التي يحولها اللبنانيون في الخارج. ومارست الحكومة اللبنانية والمصرف المركزي والبنوك الخاصة ضغوطاً كبيرة على الساسة والبنوك في الولايات المتحدة هذا العام، ومازالت تمارس ضغوطها، لإقناع واشنطن بالموازنة بين موقفها المتشدد ضد «حزب الله» وضرورة الحفاظ على الاستقرار. وكانت الرسالة الأساسية في هذا الصدد هي أن آخر ما تحتاج إليه الولايات المتحدة دولة أخرى فاشلة في الشرق الأوسط، وهي التي تدعم الجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب. وربما تكون تلك الجهود قد نجحت، إذ ان مشروع القانون الذي قدم للكونغرس في أواخر يوليو الماضي لا يتضمن العناصر الرئيسية التي أثارت ما وصفه مصدر مصرفي بالقلق في بيروت. وقالت مصادر مالية إن التشريع المقترح الخاص بـ«حزب الله» أكثر تحديداً في تعريف من يستهدفه عند مقارنته بمسودات المقترحات السابقة، ولم يعد يعتبر شاملاً كل سكان لبنان من الشيعة. وأوضحت المصادر المصرفية أن تعديلات العام 2017 لا تفرض تشديداً كبيراً للقانون الأصلي الذي استوعب لبنان صدمته الأولى، ومن المستبعد أن يكون لهذه التعديلات أثر كبير في حالة سريانها. تختلف التعديلات اختلافات رئيسية عن المسودات التي يعتقد أن أعضاء في الكونغرس طرحوها في وقت سابق من العام الحالي. وقال النائب اللبناني ياسين جابر، الذي ترأس وفداً سياسياً زار واشنطن في منتصف مايو الماضي، «من المؤكد أنه مخفف بالمقارنة بالمشروع الذي رأيناه عندما كنا هناك ومن الواضح أن نقاشاتنا أُخذت في الاعتبار... فهو أكثر تحديدا في من يستهدفه». وتبين نسخة من التشريع أنه على النقيض من الصياغات الأولى، فإن التعديلات لا تستهدف حركة «أمل» التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري. وقالت المصادر المصرفية والسياسية إن استهداف حركتي «أمل» و«حزب الله» وأتباعهما يمثل مجازفة بتهميش قطاع كبير من المجتمع اللبناني. وتمنح المقترحات الحالية الرئيس الأميركي صلاحية تحديد من يجب استهدافه بالعقوبات بدلاً من ترك هذه الصلاحيات لمسؤولين أدنى درجة. كما تتطلب فرض العقوبات على أفراد يقدمون دعماً مالياً أو مادياً أو تكنولوجياً «كبيرا» لـ«حزب الله»، فيما لم تكن كلمة «كبيراً» واردة في الصياغة السابقة.

لقاء الحريري - جنبلاط يطوي صفحة الخلاف ويفتح الباب أمام استعادة تحالفهما

الحياة...بيروت - محمد شقير .. حجبت تطورات الساعات الأخيرة في عملية «فجر الجرود» التي يخوضها الجيش اللبناني ضد تنظيم «داعش» الإرهابي لاسترداد الجزء اللبناني من الأراضي التي تتواجد فيها المجموعات الإرهابية في جرود القاع ورأس بعلبك والفاكهة، الأنظار عن محطتين أساسيتين ستكون لهما مفاعيلهما على المشهد السياسي العام في البلد: الأولى لقاء المصارحة والمصالحة بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط بعد طول انقطاع تم خلاله تبادل الحملات السياسية والإعلامية بين الفريقين، والثانية زيارة القيادي في «تيار المردة» الوزير السابق يوسف سعادة لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مقره في معراب. وعلمت «الحياة» من مصادر مواكبة للأجواء التي سادت لقاء الحريري- جنبلاط أن لديهما إرادة قاطعة في طي صفحة الخلاف إفساحاً في المجال أمام معاودة تطبيع العلاقة بين «تيار المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي». وكشفت المصادر المواكبة نفسها أن مجموعة من النقاط، وبعضها خلافية، أثيرت في لقاء المصارحة في حضور تيمور وليد جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور والوزير غطاس خوري، وعددت من أبرزها:

- تأكيد وقف تبادل الحملات السياسية والإعلامية بما فيها تلك التي تصدر عن الطرفين عبر «تويتر»، وإبلاغ مسؤولي «المستقبل» و «التقدمي» بهذا الاتفاق، ما يعني توقف الحملات أكانت مباشرة أو غير مباشرة.

- أبدى «اللقاء الديموقراطي» مجموعة من الملاحظات على إدارة الحكومة لملف الكهرباء، لكن يمكن التعامل معها بإيجابية لأن لا نية لدى «التقدمي» بإعاقة تنفيذ رغبة الرئيس الحريري في إطلاق مشروعه لرفع مستوى الإفادة من التغذية من التيار الكهربائي، على أن لا يعني موقف «اللقاء الديموقراطي» أنه في وارد الدخول في خلاف سياسي مع رئيس الحكومة، خصوصاً أنه كانت له ملاحظات أثناء تولي الرئيس الراحل رفيق الحريري رئاسة عدد من الحكومات لكنها لم تدفع ولا مرة في اتجاه الدخول في خلاف سياسي يصعب تخطيه أو تجاوزه.

- احتلت العلاقة بين «اللقاء الديموقراطي» ورئيس الجمهورية ميشال عون، ومن خلال «التيار الوطني الحر» حيزاً من النقاش على قاعدة تفهم جنبلاط للعلاقة القائمة بين الحريري وبين الأخير، لكنه أبدى مآخذ منها أنهما يتعاطيان إلى حد ما «بعدائية» غير مبررة مع «اللقاء الديموقراطي» الذي يحرص على وحدة الجبل وتحصين المصالحة فيه والحفاظ على العيش المشترك بين الدروز والمسيحيين.

وفي هذا السياق علمت «الحياة» أن «التيار الوطني» بدأ يتحسس، من دون أي مبرر، من العلاقة التي أخذت تتطور تدريجياً بين «اللقاء الديموقراطي» و «القوات اللبنانية» وأخذ يتصرف في معظم المحطات السياسية، وكأن هناك تحالفاً بينهما مع أن «التقدمي» لم يقفل ولا مرة الباب أمام التواصل مع «التيار الوطني» على رغم أن ردود فعله حيال ما يحصل في الجبل «لم تكن مستحبة، وكنا في غنى عنها».

ولفتت المصادر المواكبة إلى أن المشكلة بحسب «اللقاء الديموقراطي» لم تكن بينه وبين «التيار الوطني» على خلفية العلاقة مع «القوات» إنما في أداء الأخير من خلال مسؤوليه الذين يتصرفون وكأنهم وحدهم من يملك القرار ويحاولون فرض «الشراكة» على الآخرين من فوق. واعتبرت المصادر أن لقاء المصالحة أسقط رهان البعض على أن العلاقة بين «المستقبل» و «اللقاء الديموقراطي» وصلت إلى طريق مسدود وأن إمكان التحالف بينهما في الانتخابات النيابية بات مستحيلاً؟ وقالت أنه فتح الباب على مصراعيه أمام إعادة التواصل من جهة وتأكيد التحالف السياسي من جهة ثانية، لأن ليس في مقدور أحدهما أن يستغني عن الآخر. وبالنسبة إلى لقاء سعادة وجعجع، فتوقفت المصادر المواكبة أمام زيارة سعادة معراب، وسألت ما إذا كانت هذه الزيارة هي بمثابة مؤشر أول إلى رفع مستوى التواصل بين «المردة» و«القوات» الذي كان يتولاه طوني الشدياق نيابة عن الأخير ويتواصل باستمرار مع قيادة «المردة»؟

وتتعامل المصادر مع هذا اللقاء «المميز» على أنه من ضمن لقاءات التواصل والتنسيق التي لم تنقطع، وإن كانت من موقع الخلاف، حول عدد من القضايا، سواء تلك التي تتعلق بالموقف من النظام في سورية أم بمشاركة «حزب الله» في القتال في سورية وسلاحه في داخل لبنان. وترى أن ما ينطبق على التواصل بين «القوات» و «المردة» على قاعدة تنظيم الخلاف ينسحب أيضاً على علاقة «القوات» بـ «التيار الوطني الحر» والتي كانت نقاط الخلاف حولها حاضرة في إعلان النيات بينهما. لكنها في المقابل تتحدث عن مجموعة من نقاط التلاقي في مجلس الوزراء بين وزراء «القوات» وممثل «المردة» في الحكومة يوسف فينيانوس حول ملف الكهرباء وبعض النقاط الواردة في قانون الانتخاب. وتؤكد أن لا مانع من الدخول في تطبيع العلاقة بين الطرفين على قاعدة طي صفحة الخلاف وفتح الباب أمام تكثيف التواصل، وتقول إن أهمية هذه اللقاءات، وتحديداً زيارة سعادة التي كشف عنها «المردة»، تكمن في تحضير الأجواء لدى قاعدتي الطرفين، في حال سمحت الظروف بالتوصل إلى تفاهم لئلا يسقط من فوق. وتعتقد أن لا مانع من التفاهم بين الطرفين، خصوصاً أن الساحة المسيحية تتميز بالتعددية السياسية ما يعني أن لا ثوابت نهائية في التحالفات أو في التفاهمات. وأن الثابت النهائي في لبنان يكمن في تحالف الثنائي الشيعي أي حركة «أمل» و «حزب الله». وتقول إنه من السابق لأوانه إقحام التواصل بين الطرفين في التحضير الفوري لورقة تفاهم أو إعلان النيات، وتقول إن من غير الجائز حرق المراحل والتكهن منذ الآن بأنهما في وارد الإعداد للوصول إلى تحالف انتخابي مع أن علاقة «المردة» بـ «التيار الوطني» ليست على أحسن ما يرام، وفيها الكثير من الشوائب والمطبات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى علاقة الأخير بـ «القوات» التي تطغى عليها أجواء مكهربة بسبب الخلاف على ملف الكهرباء لكن التواصل بينهما قائم ولم ينقطع.

«الوفاء للمقاومة»: نصر للبنان وسورية

بيروت - «الحياة» .. أصرّ عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض على «الرغبة في ان تعود العلاقات مع الدولة السورية طبيعية، وهذا ما تحتاجه المصالح اللبنانية». واعتبر عضو ​الكتلة ​حسن فضل الله​ أن «النصر الجديد الذي تحقق اليوم، هو وطني للبنان​ و​سورية​ ولكل أولئك الذين انخرطوا في مشروع مواجهة العدو التكفيري». وقال: « لا نريد لأي أحد في لبنان أن يشعر في زاوية مظلمة من داخله أنه هزم، بل يجب أن يشعر الجميع أنهم انتصروا، فمثلما قلنا لهم في أيار(مايو) من عام 2000 لا يشعرن أحد بأنه هزم، واليوم كذلك، لا يبينن أحد في تقاسيم وجهه ولا في فلتات لسانه ذلك، بل يجب أن نبقى جميعنا في عيد وانتصار وطني ملتفين حول بعضنا بعضاً، وحول المقاومة والشعب والجيش، ومن يحاول عبثاً أن يحقق بكلمة أو كلمتين تحقيق معادلات، فنقول له إن هناك شخصاً واحداً في هذا البلد يستطيع أن يرسم معادلات، وإن كان يحاول تقليده بسبب الغيرة منه، فعليه أن يحقق في الميدان إنجازات ما، ومن ثم يأتي ليرسم المعادلات، لأن ما نرسمه نحن هو من أجل كل لبنان، وبالتالي فإننا نقبل بالجميع حتى أولئك الذين كانوا في البداية يثبّطون العزائم ولم يكونوا مقتنعين وليس لديهم الثقة، ويحاولون اليوم أن يلتحقوا بالركب، فنحن نقبل بهم، ونقول إن كل من غيّر رأيه وقبل بهذا الخيار وبدأ يرى أن هؤلاء الشهداء هم حقاً يفعلون أموراً عظيمة، وأن المقاومة تحقق إنجازات، فنحن كناس ومجتمع ومقاومين وأهل نقبلهم سواء كانوا في السابق خصوماً أم حلفاء لنا».

العسكريون المخطوفون شهداء: ماذا فعلتم من أجلهم؟

الحياة...بيروت - أمندا برادعي ... «الله يصبركم» التي قالها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عند السابعة صباح أمس لأهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين الـ9 لدى «داعش» كانت شبه كافية لقطع آخر خيوط الأمل ببقائهم أحياء. لكن الأهالي حاولوا أن لا يصدّقوا الأخبار المتسارعة منذ الصباح عن استشهاد أبنائهم، متمسّكين بخيط رفيع من الأمل علّ الأخبار تَكذُب مرّة جديدة وتَحصل «مفاجأة» أشبه بالمعجزة، كما قالوا لـ «الحياة». لكن خيط الأمل هذا انقطع نهائياً عند الخامسة عصر أمس وإعلان الحقيقة لم يتأخّر كثيراً، حين حضر اللواء إبراهيم إلى خيمة اعتصام الأهالي في ساحة رياض الصلح في قلب بيروت ليبلغهم الخبر القاسي عن العثور على مكان دفن 8 جثث تعود للعسكريين المخطوفين لدى «داعش». أصيب الأهالي بإغماءات وانهيارات وارتفعت أصوات الندب والنحيب من قبل النسوة: «يا حبيب قلبي يا أمي». ونقل الصليب الأحمر اللبناني حسين يوسف والد العسكري الشهيد محمد إلى المستشفى هو الذي كان يبدو الأقوى على التحمل. ونشر شقيق العسكري الشهيد علي الحاج حسن صورة لشقيقه على «فايسبوك» ينعى فيها شقيقه قائلاً: «الآن انكسر ظهري وداعاً الشهيد البطل». تلك الأجواء الحزينة رافقتها أجواء غضب من الأهالي على الدولة اللبنانية وانتقادات لـ «حزب الله»، معتبرين أن «الدولة قصّرت وتأخّرت كثيراً وأن حزب الله لم يكن مهتماً بالعسكريين بقدر ما هو مهتم بأسراه»، ومطالبين بـ «معرفة متى استشهدوا وكيف؟». وكانت أجواء الحزن والبكاء المرّ سادت في الخيمة مع تواتر الأنباء منذ الليل قبل الفائت والصباح الباكر عن حسم معركة جرود رأس القاع وبعلبك من الجهتين اللبنانية والسورية من دون أن يلوح أي أثر لأرواح العسكريين. وعاش الأهالي على أعصابهم يعانقون بعضهم بعضاً ويشدون على أيدي بعضهم بعضاً، تارة يجلسون أمام كاميرات التلفزة التي ضاقت بها الطريق وتارة أخرى يدخلون الخيمة متأففين. ورافق أهالي العسكريين الشهداء في مأساتهم أهالي العسكريين المحررين لدى «جبهة النصرة» الذين أفرج عنهم عام 2015 وحضروا إلى الخيمة تضامناً. وإن كانوا فرحوا بعودة أبنائهم إلا أنهم وجدوا في الخيمة محلاً فضفضوا فيه عن همومهم، فأولادهم الذين عادوا من الخطف يعانون من أمراض السجن والأسر والضيقة المادية. كثر منهم سألوا، ومن بينهم آمنة عمار والدة العسكري المخطوف حسين عمار: «لماذا قبل السيد حسن نصرالله التفاوض مع تنظيم داعش الإرهابي ولم يقبل هو وبعض وزراء تكتل التغيير والإصلاح أن تتفاوض الدولة اللبنانية معه حين كان باب التفاوض مفتوحاً عام 2014 بعد اختطافهم بأشهر؟ لماذا فاوض مع جبهة النصرة التي يعتبرها إرهابية؟». وتمنت سعاد والدة العسكري المخطوف محمد يوسف «لو أن الحزب فاوض على أبنائنا وهم على قيد الحياة». وقالت وهي تنعى ابنها محمد: «يا أمي يا ليتني تعذبت عنك. يا ليتني أسرت عنك. كم سأتذكر ذلك النهار حين زرتك (بعد 4 أشهر ونصف الشهر من الخطف عام 2014) وسألتني لماذا جلبت لك كل تلك الثياب وهل سيطول بقاؤنا هنا؟ ربّيتك بدموع العين. يا ليتك استشهدت في المعارك وليس بعد الأسر». وأضافت: «عندما طالبنا بالإفراج عن كل العسكريين لدى النصرة وداعش سلّة واحدة رفضت الدولة. اليوم أعطونا أبناءنا في سلة مليئة بالتراب. كل هذا الانتظار ليعودوا جثثاً؟». تستذكر وضحة حسن زوجة العسكري خالد مقبل حسن رحلاتها الطويلة إلى الجرود حين شاهدت على التلفزيون مسلّحين من «داعش» يسلمون أنفسهم إلى «حزب الله» في القلمون الغربي وتقول: «زرنا الجرود 18 مرة، وفي إحدى المرات قبل سنتين التقينا «أبو البراء» الذي سلّم نفسه للحزب قبل أيام، وجلسنا إلى مائدة الطعام التي حضّرها لنا في خيمة من الباطون، أكلنا الكبة والشوربة وأخبرنا وقتها أن العسكريين قتلوا منذ وقت طويل ودفنوا في جرود قارة لكنني لم أر الجثث. أما ما سمّي بمسؤول قاطع الزمراني ومنطقتها المدعو أحمد وحيد العبد الذي سلّم نفسه للحزب في القلمون فقال لنا حين التقيناه مرة إنهم ما زالوا على قيد الحياة». وقال اللواء إبراهيم بعدما بلغ الأهالي نبأ العثور على رفات 6 عسكريين والبحث عن الاثنتين الأخريين: «أشد على أيدي الأهالي وأقول لهم إن هذا الملف أقفل بصفحة سوداء». وعما إذا كان مصيرهم معلوماً منذ عامين، أجاب: «كانت لدينا معلومات لم تكن مؤكّدة من أواسط شباط (فبراير) 2015، لكننا لم نستطع تأكيدها وكان الأهالي عاشوا وقتاً أصعب». وتوقع أن تستغرق فحوص الـ دي أن أي 3 أسابيع. وأكد أن «الجثث موجودة في الأراضي اللبنانية، وحزب الله فاوض مع الدولة السورية ونحن فاوضنا على الأراضي اللبنانية والشرط الأول الذي أرسله داعش لي كان وقف إطلاق النار. ورفضت وقلت إن وقف النار هو جزء من اتفاق كامل وفي بنده الأول الكشف عن مصير العسكريين، وانتقلت قيادة داعش تحت ضغط العسكري للجيش اللبناني وضرباته إلى داخل الأراضي السورية وبالتالي حزب الله تولى التفاوض بالتنسيق مع الدولة السورية وكنا نحن الطرف الثالث الذي يفاوض عبر حزب الله». وقال: «انتقلنا في بداية معركة تحرير جرود القاع إلى الجرود بعد تحرير وادي الدب لأنه كانت لدينا معطيات وخرائط بأن الجثث موجودة هناك والآن تبيّن أن الجثث موجودة في وادي الدب على بعد أمتار من المكان الذي بحثنا فيه». وقال: «ما زالت لمسلحي داعش فلول على الأراضي اللبنانية». وعن محاكمة مسلحي «داعش»، أجاب: «هذا موضوع له علاقة بمسار تفاوضي طويل، تدخل فيه دول. الذين استسلموا من داعش هم الذين أرشدونا إلى مكان وجود العسكريين والباقون سيتم ترحيلهم إلى داخل سورية». وأضاف: «معركة فجر الجرود لن تنته حتى رحيل آخر داعشي». وأكد «أننا لا نساوم ولن نساوم وسنسلم الجثث إلى المستشفى العسكري... ونحن مستمرون بالتحقيق مع عصابات داعش لمعرفة مصير العسكري التاسع». والعسكريون الشهداء هم: محمد يوسف، علي الحاج حسن، إبراهيم مغيط، حسين عمار، سيف ذبيان، خالد مقبل حسن، مصطفى وهبة وعلي المصري.

 



السابق

السيسي: حريصون على تنفيذ مشروع الضبعة النووي...أحزاب مصرية تُدشّن حملة دعم السيسي لولاية ثانية..فتح معبر رفح يومين لمرور الحجاج الفلسطينيين...توقيف نائب محافظ الإسكندرية بتهمة تلقي رشوة...القاهرة تتوقع بدء إنتاج حقل ظهر قبل نهاية العام....انتقاد مصري للقرار الأميركي خفض المساعدات....إطلاق نار على سيارة ترحيل في مصر.. وهروب سجناء...«الإدارية العليا» ترجئ النظر في طعون مبارك...اتفاق بين الحكومة التونسية ومحتجين ينهي 4 أشهر من الاحتجاجات..تشكيل لجنة تحقيق في مقتل 10 في عملية عسكرية أميركية بالصومال...الجبهة الوطنية في الجزائر تهاجم «طموحات» بلخادم «الرئاسية»...مقتل صحافي أميركي رافق متمردين في جنوب السودان...مجموعات مسلحة في ليبيا تغلق أنابيب إمداد 3 حقول نفط..سلطات النيجر تدعو الآلاف إلى إخلاء منازلهم بعد أمطار غزيرة....إيلاف المغرب تجول في الصحافة المغربية الصادرة الإثنين....ضباط مغاربة يطيرون إلى روسيا من أجل صفقات سلاح...

التالي

أخبار وتقارير..مركل تَعِد بمزيد من الدعم لوقف تدفق اللاجئين..ماكرون يؤكد لأردوغان أهمية وصول المساعدات للمدنيين في سوريا..ترمب مصمم على بناء جدار مع المكسيك رغم الصعوبات السياسية...مئة قتيل في اشتباكات ميانمار وبنغلادش تعيد فارّين من الروهينغا..ماكرون يجمع وزراءه اليوم وسط «ارتباك» في تنفيذ إصلاحات...الجيش الفنزويلي يختتم مناورات عسكرية شملت تدريب مدنيين على مواجهة «عدوان»..بريطانيا تطالب الاتحاد الأوروبي بـ «مرونة» تمهّد لتسوية خلافات «بريكزيت»..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,198,212

عدد الزوار: 6,940,107

المتواجدون الآن: 123