مشروع إسرائيلي لتقسيم الضفة الغربية منعا للتواصل

تاريخ الإضافة الإثنين 28 كانون الأول 2009 - 6:03 ص    عدد الزيارات 3664    التعليقات 0    القسم دولية

        


تسعى اسرائيل إلى تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاثة أماكن منفصلة عن بعضها، لا يتم التواصل بينها إلا من خلال جسور وطرق تضع عليها قوات الاحتلال حواجز عسكرية، إضافة إلى فصلها عن الحدود الطبيعية عن الاردن حتى لا يكون بينهما أي تواصل جغرافي ليصبح الحال كما هو في قطاع غزة.
وحسب مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية والخبير في الاستيطان خليل التفكجي، تستمر قوات الاحتلال في التمدد الاستيطاني في مستوطنات الضفة الغربية والقدس وتتركز أعمال البناء على ثلاثة محاور رئيسية، الأول ربط مستوطنة "معاليه ادوميم" بالقدس والأغوار، وقد صادرت قوات الاحتلال آلاف الدونمات في ذلك المكان، حيث يفصل هذا الشريط الاستيطاني جنوب الضفة الغربية عن وسطها. ويمثل المحور الثاني مجموعة مستوطنات "أرئيل" التي تفصل شمال الضفة عن وسطها وتصل بمستوطنات غور الأردن، ويربط هذه المستوطنات شارع أطلق عليه "عابر السامرة".
ويقول التفكجي "ان الجيب الاستيطاني الثالث يقع في غور الأردن، حيث يفصل الضفة الغربية عن الاردن لتصبح الضفة عبارة عن كانتونات مقسمة بمستوطنات الجنوب والشمال ومحاصرة من الغرب بجدار الفصل العنصري ومن الشرق بجيب استيطاني". أضاف أن الاحتلال أقام في جنوب الضفة الغربية عددا من الجيوب الاستيطانية وهي "طال منيم" شمال غرب القدس، و "معاليه ادوميم" شرق القدس والكتلة الاستيطانية، وتجمع "غوش عتصيون" شمال محافظة الخليل جنوب بيت لحم.
وأشار إلى أن الاحتلال الاسرائيلي يعمل على دمج مستوطنة "كريات أربع" ومستعمرة "خارسينا" الواقعتين شرق الخليل مع البلدة القديمة من المدينة التي تصل إلى باب الزاوية وجعلها كتلة استيطانية واحدة، وهذا يعني ربط الكتل الاستيطانية بقلب مدينة الخليل والتي تسمى أولا منطقة "تل الرميدة" والتي تطلق عليها إسرائيل "رامات ايشاي" ومنطقة "الدباوية" التي تسميها إسرائيل "بيت هداسا" ثم الكتلة الاستيطانية الثالثة منطقة محطة الباصات القديمة ومدرسة "أسامة بن المنقذ" والتي سمتها سلطات الاحتلال "بيت رومانو".
أما التجمع الرابع، فهو منطقة "سوق الخضارالقديم" والتي أطلقت عليها سلطات الاحتلال "حي أبراهام افينو" والتجمع الخامس هو معسكرات الاحتلال والشرطة التي تحيط بالحرم الإبراهيمي.
وبالتالي تنوي سلطات الاحتلال ربط هذه الكتل الاستيطانية مع مستوطنات "كريات أربع" و"خارسينا" .
وقد أصدرت سلطات الاحتلال أوامر عسكرية بشق طرق تربط "الحرم الإبراهيمي مع "كريات أربع"، وربط مستوطنة "رامات ايشي"بشارع الشهداء عبر المقبرة الإسلامية، ما يعني تسوية عشرات القبور لعدة عائلات فلسطينية وهدم عشرات المنازل لطمس التراث والتاريخ واقتلاع عشرات الأشجار المعمرة من الزيتون.
وفي حال إتمام هذه الخطة الاسرائيلية، يتم فصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها لتكتمل في ما بعد بفصل الوسط عن الجنوب بتكتل مستوطنة "أرئيل" حيث تبلغ مساحة المستوطنة الرئيسية لهذا التكتل 8 آلاف دونم تتبع لها عشرات المستوطنات مثل مستوطنات "ظهر الجبل" ومستوطنات "نابلس".
كما يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ خطة "ألون" التي وضعت عام 1970 والتي من شأنها الاستيلاء على "غور الأردن".
وتقضي خطة "ألون" ببناء عشرات المستوطنات الإسرائيلية شمال مدينة أريحا "الأغوار الشمالية" وقد نفذ هذا الشق، ونفذ الاحتلال الجزء الثاني من الخطة حول القدس المحتلة حيث صادرت قوات الاحتلال 12 ألف دونم لصالح مستوطنة "معاليه ادوميم" لتكون حلقة وصل بين القدس ومستوطنات "الغور".
أما الجزء الثالث من الخطة، فقد بدأ الاحتلال بتنفيذه حيث صادرت قوات الاحتلال 139 ألف دونم جنوب مدينة أريحا حتى وصلت مشارف بلدة "سعير" بمحافظة الخليل لتكون الخطة الإسرائيلية بتهويد "غور الأردن" قد اكتملت.
ولقد ضربت دولة الاحتلال بالقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة عرض الحائط حيث ينص القانون على انه لا يسمح لدولة الاحتلال بالاستيلاء على الاموال والاملاك الخاصة بالمناطق المحتلة إلا أن الاحتلال الصهيوني قام بمصادرة الأملاك الخاصة الفلسطينية لصالح الاستيطان.
وتستخدم دولة الاحتلال أساليب تعتيم إعلامي على ما تصادره من أراض حيث تصادر أراضي دون الإعلان عن ذلك وتحول ملكيتها لصالح دائرة أراضي إسرائيل دون الإعلان الرسمي عن ذلك.
وتمنع سلطات الاحتلال أصحاب الأراضي المصادرة من العودة إليها ومنحهم لم الشمل بعد أن هاجروا من الضفة الغربية أثناء حرب العام 1967.
ونشرت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" تقريرا عام 2006 جاء فيه أن دولة الاحتلال وضعت "قائمة سوداء" لأشخاص ممنوعين من الدخول إلى اسرائيل وهم من أصحاب الأراضي الفلسطينية في غور الأردن.
وتهدف هذه القائمة إلى منع أصحاب هذه الأراضي من تقديم دعاوى ملكية على هذه الأراضي لإثبات حقهم فيها لدى عودتهم. وجاء في التقرير أن هذه القائمة تحتوي على 2000 اسم، رفضت طلباتهم للم الشمل مع عائلاتهم في الأراضي المحتلة بل ورفضت حتى طلبات الزيارة، وبررت الدولة هذا الرفض بـ "أسباب أمنية" كالعادة. (ا ش ا)
 


المصدر: جريدة المستقبل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,139,763

عدد الزوار: 6,756,474

المتواجدون الآن: 116