شعبان: اللقاء دام 3 ساعات وتطرّق الى ترسيم الحدود وتفعيل المؤسسات

الحريري يجري محادثات مع الأسد لتطوير العلاقات بين الدولتين

تاريخ الإضافة الأحد 20 كانون الأول 2009 - 5:39 ص    عدد الزيارات 3527    التعليقات 0    القسم عربية

        


زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر أمس العاصمة السورية حيث وصل عند الساعة الرابعة إلا ربعاً الى مطار دمشق الدولي على متن طائرته الخاصة، وكان في استقباله وزير شؤون رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام وسفير لبنان في دمشق ميشال خوري.
وعلى الفور، توجّه الرئيس الحريري الى قصر تشرين حيث كان في استقباله الرئيس السوري بشار الأسد على مدخل القصر وصافحه بحرارة، ثم عقدا اجتماعاً ثنائياً تناول تطوير العلاقات بين الدولتين وآفاق المرحلة المقبلة.
وعند السابعة والنصف مساء انتهى الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات وربع الساعة. وقد ودّع الرئيس الأسد الرئيس الحريري حتى المدخل الخارجي لقصر تشرين.
وأدلت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية الدكتورة بثينة شعبان بعد الاجتماع بالتصريح الآتي: "اجتمع السيد الرئيس بشار الأسد مع دولة الرئيس سعد الحريري لمدة ثلاث ساعات، وقد تمّت مناقشة جميع المواضيع بين سوريا ولبنان. وكان جوّ اللقاء صريحاً وإيجابياً وودياً.
وتمّ التركيز في هذا الحوار على العلاقات المستقبليّة وتفعيل المؤسسات بين البلدين، وأن هذه الزيارة سوف تتبعها زيارات مستقبلية يقوم بها المعنيون والفنيون لوضع الأسس لتفعيل العلاقات المؤسساتية بين البلدين الشقيقين لما فيه مصلحة البلدين والشعبين.
كما تمّت مناقشة الوضع العربي في المنطقة والتحدّيات التي تواجه سوريا ولبنان جرّاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والتحديات المشتركة التي تواجههما وأهمية التنسيق بين سوريا ولبنان كما بين الدول العربية، وأهمية التضامن العربي من أجل إعلاء كلمة العرب واستعادة الحقوق العربية المشروعة.
كما تم التركيز على التنسيق بين سوريا ولبنان في المجالين العربي والدولي وحتى الإقليمي في المحافل الدولية.
باختصار أستطيع أن أقول أن الحوار كان بناء والجو كان ودياً، وأنه تمت مناقشة جميع المواضيع بشفافية، مع النية بالاستمرار في وضع الخطط التنفيذية للارتقاء بهذه العلاقة إلى مستوى طموح البلدين والشعبين. ولا شك بأن العمل العربي المشترك سوف يستفيد جدا من هذه العلاقات والتي سوف تنعكس إيجابا على علاقات عربية أخرى وعلى مستقبل العمل العربي المشترك".
سئلت: الرئيس الأسد كسر المراسم واستقبل الرئيس الحريري في قصر تشرين، ماذا يعني ذلك؟ وهل تم كسر الجليد بين الجانبين؟
أجابت: "دون شك، تم كسر الجليد بين الطرفين. والرئيس الأسد استقبل قادة قبل اليوم في قصر تشرين. هذا القصر هو قصر رئاسة أيضا، ولكن إقامة الرئيس الحريري في قصر الضيافة هو كسر للبروتوكول لأن قصر الضيافة يقيم فيه الرؤساء والملوك. والآن دعي الرئيس الحريري كرئيس للوزراء أن يقيم في قصر الضيافة، فهو حل ضيفا على الرئيس الأسد وفي هذا تعبير عن حرارة ومودة وخاصة".
سئلت: ما هو جدول أعمال اليوم الثاني لزيارة الرئيس الحريري؟
أجابت: "جدول الأعمال هو الاستمرار في هذا الحوار الصريح والجاد والبنّاء، والذي كما قلت، تناول كل المواضيع. وسوف يستمر الحوار".
سئلت: ماذا عن ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا؟
أجابت: "نوقش موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا كما نوقشت كل المواضيع الأخرى. وسوف تقام خطوات في الوقت المناسب وبالشكل المناسب في هذا الصدد".
سئلت: هل ستكون هناك زيارة قريبة لرئيس الوزراء السوري إلى لبنان؟
أجابت: "سوف تكون هناك زيارات متبادلة. لا أعلم ما هو مدى قرب هذه الزيارات، ولكن الواضح من جو الاجتماع ومن النقاش الذي جرى ومن نتائج هذا الاجتماع الهام والمطول أن الزيارات سوف تكون متبادلة وقريبة ومتسارعة، وأنها سوف تركز كما قلنا على ربط علاقة مؤسساتية بين الوزارات والمؤسسات بين سوريا ولبنان".
سئلت: ما هو عمل المجلس الأعلى اللبناني السوري في المرحلة المقبلة؟
أجابت: "سوف يساهم المجلس الأعلى اللبناني السوري في تعزيز هذه العلاقة أيضا وفي إغنائها. كلما كثرت الهيئات التي تغني هذه العلاقة كلما استفادت هذه العلاقة أكثر".
سئلت: هل يمكن القول أن كل الذيول التي كانت قائمة في المرحلة الماضية ساهم هذا الاجتماع في تبديدها؟ وما هي الضمانات لأن لا يتكرر الجو السابق بين لبنان وسوريا؟
أجابت: "الحقيقة أننا نستطيع أن نقول أن تلك الذيول قد بددت، وأعتقد أن الضمانات هي إرادة الرئيس الأسد والرئيس الحريري ببناء هذه العلاقة الإيجابية والبناءة، وإدراكهما بأن هذه العلاقة تصب في خدمة الشعبين والبلدين".
وأقام الرئيس الأسد مساء عشاء خاصا تكريما للرئيس الحريري في حضور رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش، رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي العطري، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان، وزير رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام، وزير الإعلام السوري محسن بلال، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ديالا الحاج عارف، أمين عام المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري، سفير لبنان في دمشق ميشال خوري، السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم، ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري. ومن المقرر أن يتابع الرئيس الحريري اليوم محادثاته مع الرئيس الأسد في جلسة ثانية تعقد قبل الظهر.
ووزعت وكالة "سانا" السورية نص البيان الرسمي الذي صدر عن الاجتماع بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وجاء فيه:
"أجرى السيد الرئيس بشار الأسد في قصر تشرين محادثات مع السيد سعد الحريري رئيس مجلس الوزراء اللبناني. وجرى خلال اللقاء استعراض التطورات الايجابية السائدة في لبنان وسوريا وتاريخ العلاقات السورية اللبنانية وكيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت هذه العلاقات خلال مرحلة معينة حيث تم الاتفاق على فتح افاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات وتعكس الروابط الاخوية التي تجمع شعبي سوريا ولبنان وتاريخهما المشترك.
واكد الرئيس الحريري تطلع حكومته الى اقامة علاقات حقيقية واستراتيجية مع سوريا تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين ومصالحهما وان العلاقات الطيبة والمتميزة بين سوريا ولبنان تعزز موقف البلدين وقوتهما وتسهم بحماية لبنان والعروبة ووحدة الصف العربي في مواجهة السياسات الاسرائيلية المستمرة بانتهاكها للحقوق العربية.
واكد الرئيس الأسد ان سوريا كانت ولا تزال حريصة على اقامة افضل العلاقات مع لبنان انطلاقا من قناعتها ومواقفها المبدئية التي تعتبر ان العلاقات المتميزة والاستراتيجية بين البلدين تحمي المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين والعرب جميعا وان أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار سوريا والعكس صحيح مشددا سيادته على ان سوريا لن تدخر اي جهد يسهم في توطيد علاقات البلدين ووحدة لبنان وتعزيز امنه واستقراره. وتناول اللقاء ايضا المستجدات على الساحتين العربية والدولية واهمية التنسيق وتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك".
كوبيه
في هذا الوقت، شدد رئيس الأغلبية الحاكمة في البرلمان الفرنسي جان فرنسوا كوبيه في ختام زيارته للبنان، على أنه وجد في الرئيس سعد الحريري "رجلاً شجاعاً ومتيقظاً ومتدفق الحرارة، ولديه رؤية واضحة لما يريده للبنان، وانه رجل مبادرات وحوار مع تمتعه بروح ايجابية".
وأشار الى أن "المحكمة الدولية تتابع عملها"، وأن "حزب الله" يتلبنن فله نواب في البرلمان وأعضاء في حكومة الوفاق الوطني، ونحن تقليدياً ننظر الى الأفعال والأقوال معاً. وأن المجتمع الدولي وفرنسا منه متعلق بلبنان بمعنى التعلق "بأمنه واستقراره واستقلاله وسيادته على كامل أراضيه".
واعتبر كوبيه ان "الحوار يعني أن يسمع البعض البعض الآخر وأن ينظروا الى المستقبل" وذلك في اشارة منه الى الحوار الداخلي والى العلاقات مع سوريا.
مواقف
وكانت زيارة الحريري الى دمشق ترافقت مع سلسلة مواقف، فقد رأى الرئيس فؤاد السنيورة أن " الزيارة هامة ونتوخى منها الخير..وننظر بأمل كبير الى ان تسود الثقة بين البلدين الشقيقين"،مشددا على أن"لبنان وسوريا بلدين عربيين ، ويجب أن تسود العلاقة بينهما علاقة أخوية وعلاقة مبنية على الاحترام المتبادل لإستقلال وسيادة البلدين".
من جهتها اعتبرت رئيس لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري الزيارة "طبيعية لرئيس حكومة كل لبنان" آملة أن تكون نتائجها "استقراراً وأمناً للبنان".
ورأى وزير التربية حسن منيمنة ان الزيارة "مهمة جداً، وهي مبادرة من الحكومة اللبنانية باتجاه الاعلان عن نيّة حقيقية لبناء علاقة صحيحة ومتساوية مع سوريا، الأمر الذي أكده عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمار حوري مشيراً الى أن الزيارة "هي من رئيس حكومة لبنان الى دولة شقيقة، وتسبقها زيارات الى دول شقيقة أخرى.. وهي تتم على أساس منطق دولة لدولة(..)".
ولفت القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش الى أن "زيارة الرئيس الحريري الى سوريا تدخل في اطار مناقشات مجلس الوزارء" مذكراً بأن "هناك مواضيع عالقة بين الدولتين كقضية ترسيم الحدود ومسألة المفقودين اضافة الى عدة مواضيع مرتبطة بالملفات الاقتصادية اللبنانية ـ السورية ومن ثم البحث في تقرير مصير المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري (..)".
ورأى عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة في الزيارة "حدثاً مهماً وان الحريري "آت من حكومة وحدة وطنية.. ومن محيط مؤيد له عربي واقليمي ودولي، والزيارة مهمة لتحقيق المساواة في العلاقة بين لبنان وسوريا"، مشيراً الى ان "الزيارة ليست لطي صفحة.. لكن الرئيس الحريري ذاهب بكل تأكيد لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين(..)".


المصدر: جريدة المستقبل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,055,491

عدد الزوار: 6,750,317

المتواجدون الآن: 100