الضربات الأميركية تضع سورية على مفترق طرق: بداية لتسوية سياسية او تقسيم أمر واقع...فالون يحمّل روسيا مسؤولية وقوع هجوم السارين.. وتيللرسون يحمل الأدلة إلى موسكو...استراتيجية غربية جديدة تجاه سوريا شرطها الأول رحيل الأسد..حلفاء النظام: الضربة الأميركية على سوريا تجاوز لـ«الخطوط الحمراء»

تاريخ الإضافة الإثنين 10 نيسان 2017 - 5:27 ص    عدد الزيارات 2340    التعليقات 0    القسم عربية

        


حلفاء النظام: الضربة الأميركية على سوريا تجاوز لـ«الخطوط الحمراء» وواشنطن ولندن: تقاعس موسكو مكّن الأسد من شن الهجوم الكيماوي

موقع اللواء.. (ا.ف.ب – رويترز).. توترت العلاقات بين واشنطن التي اعتبرت انه لا يمكن للرئيس بشار الاسد البقاء في السلطة بعد هجوم كيميائي اتهمت قواته بتنفيذه في شمال غرب سوريا وبين حلفاء دمشق الذين هددوا بالرد على اي «عدوان». واعتبرت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي خلال تصريحات لشبكة «سي إن إن» امس انه «ليس هناك أي خيار لحل سياسي والأسد على رأس النظام» مضيفة «إن نظرتم إلى أعماله، إن نظرتم إلى الوضع، سيكون من الصعب رؤية حكومة مستقرة ومسالمة مع الأسد». ولم توضح المسؤولة الاميركية إن كانت إدارة ترامب التي تفادت حتى الآن الدعوة مباشرة إلى رحيل الأسد عن السلطة، بدلت سياستها جذرياً. لكنها حذرت الجمعة بأن بلادها على استعداد لتوجيه ضربات جديدة ضد النظام السوري اذا استدعى الامر. وقالت هايلي ان «تغيير النظام امر نعتقد انه سيحصل»، مضيفة ان واشنطن تركز ايضا على قتال تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والحد من النفوذ الايراني.

قتال الجهاديين «أولوية»

وأنحى مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باللائمة على التقاعس الروسي في تمكين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من شن هجوم دام بالغاز على المدنيين السوريين الأسبوع الماضي، في الوقت الذي يستعد فيه وزير الخارجية ريكس تيلرسون لتفسير الهجوم الصاروخي الانتقامي الذي شنته الولايات المتحدة خلال زيارة لروسيا. وقال تيلرسون إن سوريا تمكنت من شن الهجوم، الذي أودى بحياة العشرات بسبب تقاعس روسيا عن تنفيذ اتفاق يعود لعام 2013 لتأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا وتدميرها. وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش.آر ماكماستر إن «راعيتي» سوريا، روسيا وإيران، تمكنان الأسد من شن «حملة قتل جماعي ضد مدنييه». لكن تيلرسون، المتوقع أن يزور موسكو الأربعاء المقبل، قال لبرنامج (ذيس ويك) الذي تبثه شبكة (إيه.بي.سي) إنه «لا تغيير» في الموقف العسكري الأميركي تجاه سوريا. وأضاف «أعتقد أن الفشل الحقيقي هو فشل روسيا في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقات للأسلحة الكيماوية دخلت حيز التنفيذ في 2013. وقال ماكماستر متحدثا لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) إن الولايات المتحدة ستقدم على إجراءات أخرى إذا لزم الأمر. وأضاف «نحن مستعدون لفعل المزيد. كنا مستعدين في حقيقة الأمر لفعل المزيد قبل يومين. الرئيس سيتخذ أي قرار يعتقد أنه في مصلحة الشعب الأميركي». لكنه قال إن الولايات المتحدة تتوقع أن تتخذ روسيا نهجا أشد ضد سوريا بإعادة التفكير في تحالفها مع الأسد لأن «كل مرة يقع فيها أحد هذه الهجمات المروعة تقترب روسيا درجة من درجات المسؤولية». وقال الوزير الاميركي «سأطلب من وزير الخارجية (سيرغي) لافروف والحكومة الروسية الوفاء بالتزاماتهما حيال المجتمع الدولي حين وافقا على ضمان التخلص من الاسلحة الكيميائية». من جهته، اتهم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في مقالة نشرتها صحيفة صنداي تايمز روسيا بانها «الداعم الرئيسي للأسد، وهي مسؤولة بالوكالة عن مقتل كل مدني الاسبوع الماضي». ويأتي هذا الموقف غداة اعلان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون السبت الغاء زيارة كانت مقررة اليوم الى روسيا بسبب «التطورات في سوريا التي غيرت الوضع جذريا». واثار الغاء الزيارة امتعاض روسيا التي اعتبرت أمس في بيان صادر عن الخارجية ان البريطانيين «لا يملكون تأثيرا حقيقيا في مسار العلاقات الدولية، ويقبعون في ظل شركائهم الاستراتيجيين». واثارت الضربة الاميركية غضب دمشق التي وصفتها بانها تصرف «ارعن غير مسؤول»، نافية بالمطلق استخدامها السلاح الكيميائي في خان شيخون.

حلفاء سوريا يهددون

وكرر حلفاء سوريا في اليومين الاخيرين تنديدهم بما وصفوه بـ«العدوان» الاميركي على سوريا. وفي بيان مشترك صادر عن «غرفة العمليات المشتركة» التي تضم ممثلين عن روسيا وايران والقوات الحليفة وابرزها حزب الله، اعتبروا ان ما قامت به الولايات المتحدة «من عدوان على سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء». وحذرت في بيان نشره موقع صحيفة الوطن القريبة من السلطات، انه «من الان وصاعداً سنرد بقوة على اي عدوان واي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل اي كان» مضيفة ان واشنطن «تعلم قدراتنا على الرد جيداً». وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اتصال هاتفي اجراه بالرئيس السوري، ان الاتهامات الموجهة إلى سوريا «لا أساس لها من الصحة»، مشدداً على أن «الهجوم الأميركي هو انتهاك للقوانين الدولية ولميثاق الأمم المتحدة». ورأى، وفق ما نقلت الرئاسة الإيرانية على موقعها الإلكتروني، ان «استخدام أسلحة كيميائية، وهو عمل لا يغتفر، كان يهدف إلى تحويل أنظار الرأي العام العالمي عن حقيقة الواقع في سوريا». وحذر المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي من أن الولايات المتحدة ارتكبت «خطأ استراتيجيا» عبر ضربها قاعدة عسكرية في سوريا، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (ارنا) امس. وقال خامنئي إن «الخطوة التي قامت بها اميركا تعد خطأ استراتيجيا». وأضاف أن طهران لن تخضع للتهديدات، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة أرادت أن توصل رسالة عبر الهجوم بأنها مستعدة لشن ضربات على دول أخرى بينها ايران.

روحاني يتصل بالأسد

وأثارت الضربة الاميركية غضب دمشق التي وصفتها بانها تصرف «ارعن غير مسؤول»، نافية بالمطلق استخدامها لأي نوع من السلاح الكيميائي في خان شيخون. وسارع داعمو النظام السوري وعلى راسهم روسيا وايران الى الدفاع عن دمشق ازاء الاتهامات باستخدام غازات سامة في خان شيخون. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اتصال هاتفي اجراه بالرئيس السوري، ان الاتهامات الموجهة إلى سوريا «لا أساس لها من الصحة»، مشدداً على أن «الهجوم الأميركي هو انتهاك للقوانين الدولية ولميثاق الأمم المتحدة». وقال الكرملين إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني قالا في اتصال هاتفي إن الأعمال العدوانية الأميركية على سوريا غير جائزة وتنتهك القانون الدولي. وقال الكرملين في بيان على موقعه على الانترنت إن الرئيسين طالبا كذلك بإجراء تحقيق موضوعي في واقعة استخدام أسلحة كيماوية في محافظة إدلب السورية وقالا إنهما مستعدان لتعميق التعاون لمكافحة الإرهاب.

رفض تركي

وفي اسطنبول، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن تركيا لا تزال ملتزمة بوقف لإطلاق النار في سوريا لكن روسيا يجب أن تكف عن الإصرار على ضرورة بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. وأضاف في تصريحات نقلتها قناة (تي.ار.تي خبر) الرسمية على الهواء مباشرة أنه أبلغ نظيره الروسي بأن موسكو لم تتخذ الخطوات اللازمة في مواجهة انتهاكات لوقف إطلاق النار في سوريا.

تناقضات جديدة في موقف واشنطن.. هالي: لا حل سياسيا مع بشار.. تيلرسون: سنتحاور معه

«عكاظ» (واشنطن).. أظهرت تصريحات متفرقة لمسؤولين بإدارة الرئيس الأمريكي ترمب من جديد تباينات في الموقف من بشار الأسد، ففي الوقت الذي أعلنت فيه المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي أنه لا حل سياسيا في وجود الأسد، فيما قال وزير الخارجية ريك تيلرسون إن المناقشات السياسية ستتطلب مشاركة رئيس النظام السوري، بحسب ما ذكرته صحيفة هافينغتون بوست أمس (الأحد)، وفي التفاصيل أوضحت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أن تحقق الحل السياسي في سورية غير ممكن مع وجود الأسد في الحكم. وردّاً على سؤال في مقابلة مع محطة سي إن إن أمس الأول ما إذا كانت السياسة الأمريكية حاليّاً تتجه لتغيير النظام في سورية، أجابت أن هناك أولويات ورحيل الأسد ليس الأولوية الوحيدة فقط، وإنما هناك أولوية هزيمة داعش، وكسر النفوذ الإيراني في سورية، والوصول إلى الحل السياسي في النهاية. وأضافت أن بلادها تعتقد أن النظام سيتغير، «فاحتمال تحقق الحل السياسي غير ممكن مع وجود الأسد في الحكم». فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون أمس الأول أن «الأولوية المطلقة في سورية هي هزيمة «داعش» حتى قبل أن يتحقق الاستقرار في سورية».

“الجيش الحر” يحبط محاولة تسلل “داعشية” قرب الحدود مع الأردن

السياسة..دمشق – وكالات: أحبطت فصائل “الجيش السوري الحر” محاولة تسلل لمقاتلي تنظيم “داعش” في مخيم التنف للنازحين قرب الحدود مع الأردن. وقال المتحدث باسم جيش “أحرار العشائر” محمد العدنان في تصريح صحافي إن “فصائل الجيش الحر المنتشرة في المنطقة، اشتبكت (ليل أول من أمس) مع مجموعة من مقاتلي داعش في معبر التنف على بعد كيلو مترات معدودة من الحدود مع الأردن، وخلال الاشتباك فجر ثلاثة منهم أنفسهم بواسطة أحزمة ناسفة”، مضيفاً أن التنظيم استهدف كذلك الأطراف الشمالية من مخيم الركبان الحدودي للنازحين السوريين، بسيارة مفخخة أدت إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح متوسطة، فيمت تمكن مقاتلو “الجيش الحر” من قتل ثمانية عناصر من التنظيم وأسر أحدهم. من جهتها، قالت مصادر متقاطعة إن التنظيم شن هجوماً انتحارياً على قافلة تقل مقاتلين للمعارضة من جماعة “أسود الشرقية” المدعومة من الغرب بعد أن أرسلت تعزيزات من موقعها قرب مخيم الركبان للاجئين إلى الجنوب الغربي من موقع الهجوم على الحدود مع العراق. وأشارت إلى أن اشتباكات وقعت داخل معبر التنف مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة عدد آخر، مضيفة أن عناصر “داعش” هاجمت قافلة لجماعة “أسود الشرقية” المعارضة لكن الموقف تحت السيطرة في الوقت الراهن. كما حلقت مروحيات أردنية فوق المنطقة الحدودية مع سورية، أثناء الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة و”داعش”، وسط استنفار لعناصر حرس الحدود الأردني، في الجهة المنطقة المقابلة لمخيم الركبان. وترددت معلومات غير مؤكدة بأن قوة أميركية – أردنية خاصة تدخلت في الاشتباك لدعم قوات المعارضة بعد تمكن “داعش” من محاصرة وحدة من “الجيش الحر”، مشيرة إلى أن نحو 20 دبابة وعربة أميركية مدرعة شاركت في صد الهجوم. وأفاد قيادي في صفوف المعارضة شارك في العملية أن طائرات من التحالف الدولي شاركت في العملية لتعقب المتشددين الذين نفذوا الهجوم ولاذوا بالفرار على ما يبدو. ويوجد معبر التنف ومخيم الركبان قرب الحدود السورية مع العراق والأردن، فيما تعد “أسود الشرقية” إحدى الجماعات الرئيسية في المنطقة التي تحارب “داعش” وتقاتل تحت راية “الجيش الحر” الذي يموله التحالف الدولي ويمده بالعتاد. إلى ذلك، أعلن جيش النظام السوري مقتل 75 مسلحاً في اشتباكات مع “جبهة النصرة” في حي المنشية بمدينة درعا. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري قوله، أمس، إن انتحاريين أجانب كانوا من بين القتلى الذين سقطوا أثناء تصدي قوات بشار الأسد لهجوم عنيف شنه مسلحو “جبهة النصرة” في حي المنشية بدرعا. وأفاد ناشطون أن الهجوم الذي شنته “النصرة” بدأ بتفجير ست مفخخات وقصف بقذائف صاروخية استهدفت بها مواقع النظام مما اضطره للتراجع عن بعض النقاط، فيما لا تزال الاشتباكات متواصلة بين الجانبي في حي المنشية بدرعا بهدف استعادة قوات الأسد لمناطق خسرتها في الأسابيع الماضية. وفي ريف حماة الشمالي، دمرت قوات النظام والميليشيات التابعة لها مقراً لـ”جبهة النصرة”، بعد أن نفذت عدداً من الضربات على نقاط تحصن المسلحين في بلدة اللطامنة. كما استهدفت طائرات الاحتلال الروسي مدينتي كفرزيتا واللطامنة بغارات جوية ما أدلى لسقوط قتيلين وإصابة آخرين، فيما تصدت الفصائل المقاتلة، أمس، لمحاولة عناصر من الميليشيات الأجنبية الموالية لقوات الأسد التقدم على جبهة حلفايا بريف حماة الشمالي. وذكرت حركة أحرار “الشام الإسلامية” أنها تمكنها من تدمير دبابة بعد استهدافها بقذيفة صاروخية وقتل وجرح عدد من عناصر الميليشيات الإيرانية التي حاولت إحراز تقدم على أطراف بلدة حلفايا.

إزاحة الأسد في المرتبة الثالثة بين أولويات واشنطن

واشنطن، موسكو، طهران، لندن، بيروت - «الحياة»، رويترز .. حمّل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، موسكو «مسؤولية غير مباشرة» عن الهجوم الكيماوي على خان شيخون، وقال عشية زيارته المنتظرة إلى موسكو غداً الثلثاء، إن الولايات المتحدة تتوقع أن تعيد روسيا التفكير في تحالفها مع الأسد. وقالت نيكي هايلي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إنها ترى أن تغيير النظام في سورية إحدى أولويات إدارة الرئيس دونالد ترامب، في وقت حذر تحالف من ميليشيات مؤيدة للنظام السوري مدعومة من روسيا وإيران من أنها سترد على أي «عدوان أميركي» في المستقبل وأن الضربات الصاروخية الأميركية تجاوزت «الخطوط الحمر» .. وقالت هايلي في مقابلة مع برنامج «ستيت أوف ذا يونيون» بثتها شبكة «سي أن أن» أمس، إن أولويات واشنطن هي: هزيمة تنظيم «داعش» والتخلص من النفوذ الإيراني في سورية، وإزاحة الرئيس بشار الأسد. وأضافت هايلي: «لا نرى سورية سلمية مع وجود الأسد». وتمثل تعليقات هايلي تغييراً لما قالته قبل أن تشن الولايات المتحدة هجوماً على قاعدة جوية سورية باستخدام 59 صاروخاً من طراز «توماهوك» الخميس الماضي، رداً على ما قالت إنه هجوم لقوات الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية. وكانت قالت قبل الهجوم: «أنت تنتقي معاركك وتختارها. وعندما ننظر إلى هذا نجد الأمر يتعلق بتغيير الأولويات. وأولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على إزاحة الأسد عن السلطة». واتخذ تيلرسون موقفاً مشابهاً في ما يتعلق بالأسد، إذ قال إن أولوية واشنطن هي هزيمة «داعش». واعتبر في مقابلة بثت أمس أنه بمجرد تقليل خطر «داعش» أو إزالته «أعتقد أننا يمكن أن نوجه اهتمامنا مباشرة إلى تحقيق استقرار الوضع في سورية». وزاد: «إذا تمكنّا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مناطق بسط الاستقرار في سورية، فحينها أعتقد أننا نأمل في أن تكون لدينا الظروف اللازمة لبدء عملية سياسية مفيدة». من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن تركيا لا تزال ملتزمة بوقف لإطلاق النار في سورية، لكن روسيا يجب أن تكف عن الإصرار على ضرورة بقاء الأسد في السلطة. وأضاف أنه أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو لم تتخذ الخطوات اللازمة في مواجهة انتهاكات لوقف النار. وقبل وصوله إلى موسكو غداً الثلثاء، قال تيلرسون أمس: «أعتقد أن الفشل الحقيقي هو فشل روسيا في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقات للأسلحة الكيماوية التي دخلت حيز التنفيذ في 2013. الفشل المتعلق بالضربة الأخيرة، والهجوم الأخير المروع بالأسلحة الكيماوية هو إلى حد بعيد فشل من جانب روسيا في الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي». وانتقد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون دعم روسيا الأسد، واصفاً الهجوم الكيماوي بأنه «جريمة حرب وقعت تحت أنظارها». وكتب في صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس: «روسيا مسؤولة مسؤولية غير مباشرة عن سقوط كل قتيل مدني الأسبوع الماضي. إذا كانت روسيا تريد ألا تتحمل مسؤولية هجمات في المستقبل فإن (الرئيس) فلاديمير بوتين بحاجة إلى تفعيل الالتزامات وتفكيك ترسانة الأسد من الأسلحة الكيماوية إلى الأبد والتواصل بشكل كامل». وقال مركز لـ «القيادة المشتركة» يضم روسيا وإيران وتحالفاً لجماعات مسلحة يدعم الأسد، إن الضربات الأميركية تجاوزت «الخطوط الحمر». وأضاف المركز في بيان نشره «الإعلام الحربي» التابع له، أنه سيرد من الآن فصاعداً على أي عدوان وسيرفع مستوى دعمه الأسد. وأضاف: «سنعمل مع الجيش السوري لتحرير كل الأراضي السورية من رجس الاحتلال أياً كان». وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن المرشد الإيراني علي خامنئي قال خلال لقائه قادة عسكريين إن «العدوان الأميركي على سورية خطأ استراتيجي، وإن الأميركيين يكررون أخطاء أسلافهم».

الضربات الأميركية تضع سورية على مفترق طرق: بداية لتسوية سياسية او تقسيم أمر واقع

الحياة..لندن - إبراهيم حميدي .. الضربات الصاروخية التي وجهها الجيش الأميركي على قاعدة الشعيرات، وضعت الأزمة السورية على مفترق طرق بين تعاون واشنطن وموسكو للبحث عن تسوية سياسية مرتبطة بمقايضات بملفات أخرى في العالم من جهة، أو تصعيد التوتر بين البلدين واتجاه أميركا لتشكيل تحالف دولي وإقليمي وتعزيز روسيا تعاونها مع إيران ووجودها العسكري في سورية. بحسب مسؤولين غربيين، هناك أربع ملاحظات يمكن تسجيلها إزاء أول ضربات أميركية لمواقع تابعة للقوات النظامية بعيداً عن الجدل حول الغارة التي شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن على موقع للجيش النظامي في دير الزور خريف العام الماضي، وهي:

أولاً، الرئيس دونالد ترامب، الذي رفع في حملته الانتخابية شعار «أميركا أولاً» ورفض التدخل الخارجي، أمر بتوجيه الضربات على الشعيرات من دون الحصول على دعم الكونغرس الأميركي أو انتظار نتائج تحقيق دولي بالهجوم الكيماوي على خان شيخون ومن دون غطاء من مجلس الأمن الدولي أو تحالف مع حلفائه الغربيين والإقليميين، بطريقة أظهرته على نقيض من أسلوب سلفه باراك أوباما. وقال مسؤول غربي: «ترامب مقتنع أن القوات النظامية مسؤولة عن الهجوم بغاز سارين بموجب تقديرات أجهزة الاستخبارات الأميركية، فأراد أن يقوم بشيء يجعله مختلفاً تماماً عن أوباما، خصوصاً أن استخدام سارين هو خرق لاتفاق نزع السلاح الكيماوي بين موسكو وواشنطن في 2013، وأراد أن يستعيد قيادة أميركا في العالم»، الأمر الذي نفته موسكو ودمشق. وأفاد المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني أمس: «بات استخدام النظام غاز الأعصاب حقيقة واضحة، ليكون بذلك دليلاً صارخاً آخر على عدم امتثاله لالتزاماته القانونية بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية وقرار مجلس الأمن ٢١١٨، بما في ذلك تعهده بالكشف عن كامل ترسانته من الأسلحة الكيماوية وتدميرها».

ثانياً، ترامب أعطى الضوء الأخضر للجيش الأميركي لتوجيه الضربات من البحر المتوسط، قبل توجهه إلى لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ، ما يمكن تفسيره على أنه ربط واشنطن «معاقبة» دمشق بتوجيه رسالة إلى كوريا الشمالية حليف بكين. ولوحظ أن مندوب الصين في الأمم المتحدة لي باودونغ لم ينضم إلى دعم الموقف الروسي خلال الجلسة العلنية في مجلس الأمن لمناقشة الضربات الأميركية قبل يومين، وركز على أهمية الحل السياسي في سورية.

ثالثاً، بددت الضربات، التي نفذت على رغم وجود صواريخ «أس 400» الروسية في سورية وبعد إبلاغ روسيا بسحب جنودها من قاعدة الشعيرات، الانطباع الذي كان سائداً في أميركا بوجود علاقة خاصة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولوحظ تصعيد انتقاد واشنطن لمواقف موسكو وسعي دول غربية إلى رفع حدة الانتقاد لروسيا واحتمال «تورطها» في غارات شنتها على خان شيخون بعد القصف الكيماوي لـ «إزالة أي دليل يمكن أن تجده بعثة دولية». وقال راتني أمس: «من الواضح أن روسيا لم تفِ بالوعود التي قطعتها عام ٢٠١٣ لضمان إنهاء برنامج سورية للأسلحة الكيماوية، بل إنها تجاهلت عمداً استخدام النظام لهذه الأسلحة البغيضة. عليه يتعين على روسيا أن تتحمل مسؤوليتها لضمان التزام الأسد بإزالة تلك الأسلحة كونها قد تعهدت بالقيام بذلك» بموجب القرار 2118. وزاد: «النظام ارتكب أسوأ هجوم من نوعه منذ الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية العام ٢٠١٣، مستخدماً نفس الأسلحة التي كانت كل من دمشق وموسكو أكدتا أنها أزيلت من سورية وتم تدميرها».

رابعاً، بالنسبة إلى سورية، فان الضربات قطعت الطريق على مسار كان ينمو لاحتمال «تطبيع» بين واشنطن ودمشق وتعاطي إدارة ترامب مع الرئيس بشار الأسد «كأمر واقع يسيطر على جزء من سورية». كما أنها جعلت احتمال تعاون بين التحالف الدولي بقيادة أميركا من جهة والقوات النظامية في قتال «داعش» ذي الأولوية لترامب من جهة ثانية أمراً أكثر صعوبة في عملية تحرير الرقة أو في السيطرة على المدينة بعد طرد «داعش» منها. ولوحظت عودة حديث مسؤولين أميركيين عن «إسقاط النظام السوري» وأن الأسد «ليس جزءاً من مستقبل سورية» وأن رحيله ضروري لاستقرار البلاد، بعد أسبوع من قول مسؤولين أميركيين أن النظام السوري «ليس أولوية حالياً» مقابل أولوية هزيمة «داعش» وتقليص نفوذ إيران.

مساران في سورية

وبحسب المسؤولين، فإن الأيام المقبلة ستظهر أي من المسارين ستتخذه الأزمة السورية والعلاقة بين واشنطن وموسكو:

المسار الأول، يقوم على استمرار التصعيد العسكري بين البلدين وتجميد اتفاق «فك الاشتباك» بين الطيران الأميركي والروسي فوق سورية وتصاعد الحملات الإعلامية. هنا، لوحظ قرار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلغائه أمس أول زيارة له إلى موسكو منذ خمس سنوات وقول وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن روسيا مسؤولة عن كل ضحية في سورية. وأوضح مسؤول غربي أن بعض الدول يدفع باتجاه حصول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون على دعم وزراء خارجية «مجموعة السبع» في إيطاليا قبل ذهابه إلى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف والرئيس بوتين الأربعاء. وبين الأفكار المطروحة، تشكيل تحالف دولي- إقليمي بقيادة أميركا يواجه تحالفاً آخر بدأ يظهر بقيادة روسيا وعضوية إيران مع دعم كامل للقوات النظامية السورية، الأمر الذي حصل أمس باعتبار ان حلفاء دمشق وطهران اعلنوا ان الضربات الأميركية «تجاوز للخطوط الحمر». وباعتبار ان أولوية ترامب، هي محاربة «داعش» يمكن أن يقود التحالف الدولي معارك دحر التنظيم شرق سورية من دون أي تنسيق مع روسيا أو أي تعاطي مع القوات النظامية. وفي سيناويو كهذا، لا يستبعد مسؤولون احتمال توجيه ضربات أخرى للقوات النظامية وإمكانية تحويل هدف توحيد فصائل المعارضة المسلحة المدرجة على قائمة «غرفة العمليات العسكرية» في تركيا بقيادة «سي آي أي» إلى قتال القوات النظامية، إضافة إلى عودة الخطاب السياسي عن «تغيير النظام» مع إجراءات تشريعية عقابية في الكونغرس الأميركي. عملياً، يعني هذا تعزيز مناطق النفوذ في سورية، بحيث تقبض أميركا على شرق نهر الفرات وتعزز روسيا وإيران مواقعها غرب النهر، مع عودة واشنطن لبحث خيار مناطق آمنة بحمايتها أو بتفاهم أمر واقع مع موسكو. وقال ترامب في رسالة إلى الكونغرس: «الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر وبالطريقة المناسِبة، من أجل مواصلة الدفاع عن المصالح الوطنية المهمة»، مضيفاً: «أمرتُ بهذا العمل (الضربات) بهدف خفض قدرة الجيش السوري على تنفيذ هجمات أخرى بأسلحة كيماوية، وردع النظام السوري عن استخدام أسلحة كيماوية أو تطويرها» و «تحسين الاستقرار في المنطقة».

المسار الثاني، بعد توجيه الضربات على الشعيرات وتعزيز واشنطن موقعها العسكري في سورية من جهة وتصعيد روسيا وإرسال طرادها إلى البحر المتوسط وتجميد التعاون العملياتي الجوي من جهة ثانية يتوصل الجانبان خلال زيارة تيلرسون إلى مبادئ صفقة عسكرية- سياسية محتملة في سورية مرتبطة بقضايا عالمية أخرى. وقال مسؤول دولي: «كل طرف عزز موقفه التفاوضي عسكرياً وعزز تحالفاته قبل الجلوس إلى الطاولة لعقد صفقة محتملة». ويدفع مسؤولون دوليون إلى استثمار الضربات الأميركية سياسياً عبر إيجاد رابط بينها وبين مسار مفاوضات جنيف واجتماعات آستانة. ولوحظ حديث ترامب عن حل سياسي لدى إعلانه عن توجيه الضربات. وقال راتني: «نقوم بدراسة خياراتنا وخطواتنا المقبلة. سنواصل جهودنا لهزيمة داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية وتحقيق التهدئة في كل أنحاء سورية ودعم عملية تفاوضية مثمرة تساهم في بسط الاستقرار وبناء مستقبل أفضل للبلاد ومواطنيها». ويحضر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا جلسة في مجلس الأمن في 12 الشهر الجاري لحض الدول الأعضاء على دعم عملية جنيف وعودة وفود الحكومة السورية والمعارضة إلى جنيف للانخراط في مفاوضات جدية لتنفيذ القرار 2254. وسيحسم في الأيام المقبلة ما إذا كان الربط بين الضربات الجوية والمسار السياسي ممكناً بحيث يجري التركيز على «سلوك النظام» والانخراط في العملية التفاوضية في شكل جدي وليس «تغيير النظام»، باعتبار أن بقاء المؤسسات السورية والتغيير التدرجي والحل السياسي أهداف مشتركة بين واشنطن وموسكو، إضافة إلى أن مصير دي ميستورا بات رهينة المسار الذي ستسير عليه سورية، خصوصاً أن الحديث يجري عن انسحابه من المشهد واختيار واحد من ثلاثة مرشحين هم: سيغريد كاغ ممثلة الأمم المتحدة في لبنان التي كانت مسؤولة عن نزع السلاح الكيماوي، حارث سيلايديتش وزير الخارجية البوسني السابق، وممثل الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش.

استئناف الطلعات الجوية من الشعيرات... ومجزرة في غارة على ريف إدلب

لندن - «الحياة» ... تعرضت بلدة خان شيخون التي كانت قصفت بالكيماوي الثلثاء الماضي ومناطق اخرى في ريف ادلب بينها مجزرة في بلدة اوروم الجوز، لغارات شنتها طائرات اقلعت من قاعدة الشعيرات التي قصفها الجيش الأميركي، في وقت قصف الطيران السوري بأكثر من خمسين غارة درعا بعد خسارة القوات النظامية مناطق امام فصائل معارضة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «الطائرات الحربية شنت غارات على مناطق في بلدات وقرى معرة حرمة وبسيدا وأرمنايا بريف إدلب الجنوبي، في وقت جددت الطائرات الحربية قصفها مناطق في أطراف مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي». وكان اشار الى انه «ارتفع الى 19 بينهم 4 أطفال وموطنتان اثنتان عدد الشهداء الذين قضوا في المجزرة التي نفذتها طائرات حربية يرجح أنها روسية، وذلك باستهدافها مناطق في وسط بلدة أوروم الجوز الواقعة جنوب غربي مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي». وقال: «عدد الشهداء لا يزال مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم بحالات خطرة، اضافة الى معلومات عن شهداء آخرين». وأضاف ان «طائرات حربية نفذت غارة صباح اليوم على الحي الشرقي من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، ترافقت مع استهداف الحي بالرشاشات الثقيلة، بالتزامن مع استهداف ريف المدينة الشرقي بالرشاشات، ما أدى لاستشهاد مواطنة وإصابة شخص آخر بجروح». وقال: «تعد هذه أول شهيدة بعد مجزرة الثلثاء الأسود في خان شيخون، والتي راح ضحيتها 87 مواطناً بينهم 31 طفلاً دون سن الـ 18 و20 مواطنة، بالإضافة لإصابة عشرات آخرين بحالات متفاوتة الخطورة». وأكدت مصادر طبية «ان احد الأحياء في مدينة خان شيخون تعرض لقصف مواد يرجح أنها ناجمة عن استخدام غازات، تسببت بحالات اختناق، ترافقت مع مفرزات تنفسية غزيرة وحدقات دبوسية وشحوب وتشجنات معممة، وأعراض أخرى ظهرت على المصابين». وأكد طلال البرازي محافظ حمص أن القاعدة الجوية السورية التي استُهدفت في هجوم صاروخي أميركي عادت للعمل من جديد. وشنت الولايات المتحدة الهجمات الصاروخية يوم الجمعة رداً على هجوم كيماوي أدى إلى قتل 90 شخصاً من بينهم 30 طفلاً. وتقول إن الحكومة السورية شنت الهجوم من قاعدة الشعيرات الجوية. وتنفي دمشق بشدة شن الهجوم وتقول إنها لا تستخدم أسلحة كيماوية. وقال الجيش النظامي السوري إن الهجوم سبب أضراراً جسيمة بالقاعدة التي تقول الولايات المتحدة إنها استهدفتها بتسعة وخمسين صاروخ توماهوك. وقال البرازي: «تم تشغيل المطار كمرحلة أولى وتم إقلاع طائرات منه». ولم يحدد موعد ذلك. وعندما سئل عن مدى صحة أن طائرات سورية تقلع الآن من الشعيرات أو أن القاعدة الجوية تعمل أحال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) هذه الأسئلة للحكومة السورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن طائرات حربية أقلعت من القاعدة شنت هجمات جوية على مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف حمص الشرقي. ولكن ناشطاً في جهاز للمعارضة للتحذير من الغارات الجوية، قال إن أول طلعة من القاعدة كانت صباح السبت. وأشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر إلى أن المدرج نفسه لم يكن هدف الهجمات الصاروخية. وقال «السبب في عدم ضرب المدارج في شكل عام هو سهولة إصلاحها وقلة تكاليف الإصلاح». وقال مصدر عسكري كبير في القوات التي تقاتل دعماً للرئيس بشار الأسد إن القاعدة الجوية كان قد تم إخلاء معظمها بفضل تحذير من روسيا التي أرسلت قوات إلى سورية دعماً للأسد. وقال المصدر العسكري الكبير وهو غير سوري إن بضع طائرات خارج الخدمة هي التي دُمرت فقط. وكانت الولايات المتحدة قد حذرت روسيا قبل شن الهجوم. وقال البنتاغون إن الصواريخ استهدفت طائرات وحظائر طائرات ومناطق لتخزين البترول والتخزين اللوجستي ومستودعات للذخيرة وأنظمة للدفاع الجوي وأجهزة رادار. الى ذلك، قال «المرصد» انه «تأكد استشهاد مواطنة نتيجة إصابتها في انفجار استهدف حافلة في منطقة حسياء بريف حمص الجنوبي، على الطريق الدولي دمشق - حمص، على بعد أكثر من 30 كلم عن حمص، في حين لا يزال العدد مرشحاً للارتفاع بسبب وجود أكثر من 20 جريحاً بعضهم بحالات خطرة، إثر الانفجار الذي استهدف حافلة تقل أشخاصاً معظمهم من عمال منطقة حسياء، والذي يرجح أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بالحافلة». في الجنوب، استمرت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في شرق حي القابون ومحيط حي برزة عند الأطراف الشرقية للعاصمة، و «معلومات عن إصابات والمزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباكات»، وفق «المرصد». وزاد: «فتحت قوات النظام نيران قناصاتها على مناطق في حي برزة، الواقع في الأطراف الشرقية للعاصمة، ما تسبب بإصابة أشخاص بجروح، في حين كان حي القابون تعرض اليوم لقصف بنحو 20 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، بالتزامن مع غارات استهدفت مناطق في القابون، ولم ترد معلومات عن تسببها بخسائر بشرية». وبين دمشق والأردن، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 29 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في درعا البلد، وحي طريق السد بمدينة درعا، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على المناطق ذاتها، وسقوط صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض على درعا البلد، وسط استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في حي المنشية بمدينة درعا، ما أدى لمقتل 5 عناصر على الأقل من قوات النظام». وأفاد لاحقاً: «تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام من جانب آخر، على محاور في حي المنشية بدرعا البلد في مدينة درعا، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، وسط تمكن الفصائل من تحقيق تقدم في المنطقة، والسيطرة على موقعين كانت تسيطر عليهما قوات النظام، ما أسفر عن سقوط خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال، في حين ارتفع إلى نحو 50 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية والبراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام على مناطق في درعا البلد ومناطق أخرى في مدينة درعا، وسط قصف بأكثر من 12 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، أطلقتها قوات النظام على المناطق ذاتها، كما قصفت مناطق في مدينة درعا، ومناطق في بلدة الغارية بالريف الشرقي لدرعا، ولا معلومات عن خسائر بشرية».

فالون يحمّل روسيا مسؤولية وقوع هجوم السارين.. وتيللرسون يحمل الأدلة إلى موسكو

استراتيجية غربية جديدة تجاه سوريا شرطها الأول رحيل الأسد

المستقبل..لندن ــــــ مراد مراد.. تتجه الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا هذا الأسبوع الى تشديد الضغط الديبلوماسي والاستراتيجي على روسيا كي تنأى بنفسها عن الديكتاتور السوري بشار الأسد وترفع عنه غطاءها في مجلس الأمن الدولي. وفي هذا السياق وجه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في مقال كتبه في صحيفة «التايمز» البريطانية اتهاما مباشرا الى روسيا بأنها مسؤولة بالوكالة عن هجوم السارين الذي استهدف خان شيخون الاسبوع الفائت. بينما يتجه وزير الخارجية الاميركي ركس تيللرسون الى روسيا هذا الاسبوع وفي جعبته ادلة دامغة على تورط نظام الأسد في الهجوم الكيميائي ومحاولة الروس التستير عليه. وستشدد واشنطن ولندن لموسكو بشكل محدد وجازم ان الوقت قد حان للتخلي عن الأسد والانضمام الى المجتمع الدولي في صنع السلام واعادة الاستقرار الى سوريا وشعبها.

مقال فالون

وأمس القى فالون الضوء بشكل كبير على خلفية الضربة الصاروخية التي نفذتها ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ضد قاعدة جوية اسدية، موضحا الظروف التي تسببت بها والاهداف منها مع تحديد ايضا لأطر الاستراتيجية التي ستنتهجها بريطانيا والولايات المتحدة بعد هذه الضربة. وعنون فالون مقاله كالآتي «ينبغي لبوتين محرك الدمى التخلي عن الأسد والانضمام الينا في صنع السلام»، وكتب فيه «ان هجوم الغاز الوحشي الذي قتل نحو 100 من المدنيين الأبرياء والأطفال في محافظة إدلب السورية الثلاثاء الماضي غير أخلاقي وغير قانوني. فبعد فظائع الهجمات الكيميائية في الحرب العظمى، حظر بروتوكول جنيف استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات في عام 1925. إلا أن نظام الرئيس بشار الأسد له تاريخ في استخدام مثل هذه الأسلحة ضد شعبه. فقد خالف القانون الدولي في عام 2013 من خلال خنقه بالسلاح الكيميائي ما يقرب من 1500 شخص حتى الموت في الغوطة قرب دمشق».

اضاف الوزير البريطاني: «وعلى الرغم من موافقتها في وقت لاحق من ذلك العام (اي 2013) على تدمير أسلحتها الكيميائية، فإن سوريا ضبطت مجددا بالجرم المشهود نفسه (اي استخدام الاسلحة الكيميائية). ونحن لا نستخف بالقصف الجوي الآخر غير الكيميائي وما يولده من قتل ودمار، ولكن الاعتداءات الكيميائية غير مقبولة بتاتا في نظر القانون الدولي. وكان لا بد من عمل شيء لمنع قتل المزيد من الناس. وهكذا، قام الرئيس ترامب، في أول اختبار له كقائد عام، بالخطوة الصحيحة عبر اللجوء إلى عمل عسكري دقيق ومحدد. اذ يعتقد الأميركيون أنه لا توجد وسائل سلمية لوقف الأسد عن استخدام الغاز ضد سكانه. ونظرا للفيتو الروسي المتكرر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فقد صممت الولايات المتحدة على اتخاذ تلك الخطوة بشكل أحادي».

وتابع فالون: «وباستهداف صواريخ التوماهوك الاميركية المطار والطائرات والمعدات التي يعتقد أنها متورطة في هجوم خان شيخون، أرسلت واشنطن إشارة قوية إلى النظام السوري كي يعيد حساباته مرتين قبل استخدام الكيميائي في المستقبل».

واكد ان «الحكومتين البريطانية والأميركية كانتا على اتصال وثيق على جميع المستويات قبل وبعد الغارات. وقد ابلغت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قبل وقوع الضربة بأنها ستحدث. وقد اتصل بي وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس، وتشاورنا سويا في تقويم قدرات النظام السوري. واستعرضنا معا الخيارات التي يفكرون فيها (الأميركيون). ثم اتصلوا بي مجددا في وقت لاحق لإبلاغي بأن الرئيس ترامب وافق على توجيه الضربة وانها ستتم بعد ساعات اي في الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة الفائت».

اضاف الوزير البريطاني شارحا الشروط الجديدة التي يجب تنفيذها لإنهاء الأزمة السورية «ان التحرك الأميركي جاء مبررا ومناسبا وكان مدروسا بدقة ليكون محدودا. والآن نحن بحاجة إلى حل طويل الأمد لهذا الصراع. ويعتمد ذلك على ثلاثة شروط: أولا، رحيل بشار الأسد. فبكل بساطة إن الشخص الذي يستخدم شتى انواع القنابل والبراميل المتفجرة والمواد الكيميائية في قتل شعبه لا يمكن أن يكون الزعيم المستقبلي في سوريا. الأسد يجب ان يرحل وعندها يبدأ جلب الاستقرار الى سوريا. ثانيا، اتفاق طارئ على تسوية سياسية جديدة. فقد استمرت هذه الحرب الرهيبة مدة ست سنوات قتل خلالها مئات الآلاف وتشرد الملايين. واليوم ازمة سوريا لا تزال أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وفقط الانتقال السياسي التفاوضي يمكن أن ينهي هذا الصراع الرهيب».

وتابع فالون: «طوال فترة الازمة تصدرت المملكة المتحدة جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة الجهود الديبلوماسية. وفي الأسبوع الماضي فقط، عرضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تفاصيل عن تخصيص مليار جنيه إسترليني لخلق فرص عمل وضمان التعليم وتقديم مساعدات إنسانية لدعم أكثر ضحايا النزاع السوري ضعفا. وقد تعهدت المملكة المتحدة حتى الآن بأكثر من 2.4 ملياري جنيه استرليني استجابة للأزمة في سوريا والمنطقة، وهي أكبر استجابة تقدمها بريطانيا في تاريخها لأزمة إنسانية واحدة. واليوم ندعو جميع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل الى اتفاق. يجب أن يؤدي هذا الاتفاق إلى حكومة تمثيلية لن يلعب فيها الأسد أي جزء. نعلم ان التوصل الى هذا الامر ليس سهلا لكنه حتما ليس مستحيلا. في العراق توصلنا إلى تسوية سياسية تمثل جميع السكان من شيعة وسنة واكراد. وفي المحادثات الأخيرة، اظهرت جماعات المعارضة السورية قدرا وافيا من الجدية والعزم والبراغماتية. والآن يجب على النظام وداعميه إظهار نفس الالتزام. وهذا يقودني إلى النقطة الثالثة. يجب على روسيا أن تبدي العزم اللازم لإخضاع النظام السوري. الروس لديهم نفوذ في المنطقة. وساعدوا على التوسط في الصفقة الأصلية لإتلاف الأسلحة الكيميائية. وقد حدثت هذه الجريمة الأخيرة من جرائم الحرب في ظل وجود الروس في سوريا. وقد اتيحت لهم مرارا في السنوات القليلة الماضية كل الفرص لتحريك الامور بشكل ايجابي ووقف الحرب الأهلية لكنهم لم يفعلوا».

وختم فالون مقاله مشددا على ان «الأوان آن لروسيا كي تكون جزءا من الحل وتنخرط بشكل بناء في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. معا يمكننا أن نضع حدا لمعاناة الشعب السوري التي لا حاجة لها. لكن الداعم الرئيسي للأسد هو روسيا. وبالوكالة روسيا مسؤولة عن مقتل كل مدني سقط في هجوم الاسبوع الماضي. وفي حال رغبت روسيا تحرير نفسها من المسؤولية عن اي هجمات مستقبلية فإن على فلاديمير بوتين تنفيذ التزامات اتفاق تفكيك ترسانة الاسد الكيميائية واتلافها بشكل نهائي وتام والمشاركة الكاملة فى عملية حفظ السلام التي ترعاها الامم المتحدة. نعم يمكننا إنهاء معاناة الشعب السوري، ولكن هذا يحصل فقط إذا فهمت موسكو أيضا معنى رسالة الضربات الصاروخية التي وجهت ليلة الخميس - الجمعة».

تيللرسون

اذا تتجه بريطانيا والولايات المتحدة هذا الاسبوع الى توجيه الاتهام مباشرة الى روسيا بالتواطؤ مع نظام الأسد في الهجوم الكيمائي الاخير، وان الوقت قد حان لكي يسحب الروس السجادة من تحت اقدام النظام الملطخ بالدم.

واكدت صحيفة «التايمز» في تقرير لها من واشنطن ان وزير الخارجية الاميركي ركس تيللرسون سيتجه الى روسيا هذا الاسبوع وفي جعبته ادلة تؤكد ان روسيا كانت علمت بهجوم الأسد الكيميائي وانها حاولت التعتيم عليه. واشارت الصحيفة الى ان التنسيق مستمر على مدار الساعة بين واشنطن ولندن، والطرفان الآن بصدد وضع خطة جديدة مشتركة سيطلبان فيها الى بوتين ان يسحب دعمه العسكري للأسد وينخرط في عملية لنقل السلطة الى نظام جديد. وافادت «التايمز» بان تيللرسون سيتهم روسيا هذا الاسبوع بالفشل في الوفاء بالتزاماتها تجاه اتلاف ترسانة الأسد الكيميائية بشكل تام ونهائي.

والتواطؤ الروسى فى الهجوم الكيمائي الذى وقع يوم الثلاثاء الفائت كما يراه الغرب يرتكز على ان طائرة بدون طيار روسية حلقت فوق خان شيخون قبل وقت قصير من قيام طائرة حربية اسدية من طراز «سو 22» بالقاء قنبلة من غاز السارين مما اسفر عن مقتل حوالى 80 شخصا. كما يحقق الغربيون الآن في ما اذا كانت طائرة روسية قصفت مستشفى محليا في وقت لاحق لمحاولة تدمير الأدلة. وقد شوهدت صورة لحاوية أسلحة كيميائية تعود إلى الحقبة السوفياتية في قاعدة الشعيرات التي انطلقت منها الغارة.

وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الغى زيارة كانت مجدولة اليوم الى موسكو، وشدد على ان «وزير الخارجية الاميركي ركس تيللرسون بإمكانه ايصال رسالة اميركية - بريطانية مزدوجة عندما يزور روسيا التي نشجب تماما استمرارها في الدفاع عن الأسد». وقد اعربت السفارة الروسية في لندن امس عن استيائها من خطوة جونسون وقالت في تغريدة على «تويتر»: «نحن نشجب كيف ان بوريس جونسون اعتبر نفسه غير اهل للتعبير عن الموقف الغربي في سوريا فألغى محادثاته الثنائية مع سيرغي لافروف».

وتعليقا على التهكم الروسي تجاه وزير الخارجية البريطاني، اوضح الملحق الإعلامي في وزاة الخارجية البريطانية امس «ان تيللرسون لم يطلب من جونسون عدم الذهاب الى موسكو. بل رأى وزير الخارجية البريطاني ان من الأجدى ان يوصل وزير خارجية واحد الرسالة التي يجب ايصالها الى روسيا، بينما هو سيخصص كامل وقته من اجل تحضير تحالف دولي كبير يتكلم بصوت واحد ضد السياسة الروسية الداعمة للأسد في سوريا. ينبغي لنا ايجاد طريقة تحفظ ماء وجه روسيا وفي الوقت عينه تسهم في سحب دعمها للنظام السوري».

ووفق مصادر «التايمز» داخل الادارتين الاميركية والبريطانية، يسعى البلدان ابتداء من هذا الاسبوع الى تشديد الضغط على بوتين من خلال محاولة عزله دوليا في حال قرر الاستمرار في دعم الأسد، او منحه طريقا للعودة الى احضان الاسرة الدولية في حال وافق على التعاون من اجل انهاء الحرب السورية.

ويبدو ان هذه الخطة الجديدة ستظهر شروطها رسميا في البيان الختامي الذي سيصدر عن وزراء خارجية مجموعة ال7 الذي يجتمعون غدا الثلاثاء في لوكا بوسط ايطاليا، فبحسب معلومات جمعتها «المستقبل» امس من ديبلوماسيين فرنسي وبريطاني فإن البيان الختامي سيتضمن تشديدا على وجوب رحيل الأسد ووقف العمليات العسكرية الروسية في سوريا وخطة لإعادة اعمار البلد المنكوب.



السابق

اخبار وتقارير..موسكو تقود حملة لـ «نفي الكيماوي» في القاعدة السورية ... وتخفّف سجالها مع واشنطن..تفاصيل الساعات الحاسمة قبل الهجوم الأميركي على سورية..تركيا تُصعّد من نبرتها لكنها عالقة بين أميركا وروسيا في سورية..واشنطن: تورط موسكو في كيماوي «شيخون».. وارد...مقتل جندي أميركي خلال عمليّة خاصة ضدّ "داعش"..«إيتا» الانفصالية في الباسك تسلم لائحة بـ 12 مخبئا للسلاح جنوب فرنسا..الشرطة الإندونيسية تقتل 6 يشتبه بأنهم إسلاميون متطرفون..مقتل شرطيين روسيين في القوقاز..جيش بشار منهك.. والحرب لم تنتهِ بعد..تحركات عسكرية أميركية قرب شبه الجزيرة الكورية..مواجهة أولمبية بـ «رماح صغيرة» بين باريس ولوس أنجليس

التالي

تجّار صنعاء يهدّدون بوقف الاستيراد ردّاً على تجاوزات ميليشيات الحوثي.. الحوثيون يفرون من الحديدة..الميليشيات تعتدي على مظاهرة نسائية في صنعاء..قتل 10 مسلحين حوثيين تسللوا إلى صرواح..الشرطة اليمنية تقتل إنتحارياً في عدن..الأردن يضع إيران مع «داعش» في كفة الإرهاب..الخارجية الأردنية تستدعي السفير الإيراني احتجاجاً ..البشير: المناورات مع السعودية اشارة لتطوّر العلاقات..الكويت: إرهاب شنيع يستهدف الآمنين ووحدة المجتمع..الملك سلمان: نقف مع مصر ضد كل مَن يحاول النيل من أمنها

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,902,428

عدد الزوار: 7,047,561

المتواجدون الآن: 58