اليمن: مواجهات شرسة في صعدة بين الجيش والحوثيين

صنعاء ـ صادق عبدو
اندلعت مواجهات شرسة أمس بين قوات الجيش اليمني ومقاتلي حركة التمرد الحوثي في مناطق مختلفة من محافظة صعدة شمال العاصمة صنعاء، بالتزامن مع احتفالات الحوثيين بعيد الغدير الديني الذي يقام سنوياً في المحافظة.
وأفادت مصادر محلية في صعدة أن المواجهات اندلعت في المنطقة المحيطة بمطار صعدة والجهة الجنوبية والغربية من مدينة صعدة وبالقرب من القصر الجمهوري وعلى مشارف منطقة المقاش ومحضة والعند. وقالت إن المواجهات العنيفة وصلت بين الجانبين الى حد المواجهة الفردية بالأسلحة البيضاء.
وأكدت المصادر أن المدينة باتت ليل أول من أمس على دوي الاشتباكات العنيفة بين وحدات الجيش والحوثيين الذين هاجموها للاستيلاء على القصر الجمهوري. وقالت إن قوات الجيش ألحقت خسائر كبيرة في صفوف المتمردين.
وأشارت إلى أن قوات الجيش قصفت مجاميع من الحوثيين في سبهلة والمهاذر، وأكدت وقوع إصابات محققة في صفوفهم، كما دمرت منزلاً كان فيه عدد منهم في منطقة عين، اضافة إلى تدمير سيارة لهم في بني معاذ.
وكانت اندلعت اشتباكات بين قوات الجيش والمتمردين في سفيان في وادي علبة والعمشية ووادي جلهم، وسبق لقوات الجيش أن أعلنت سيطرتها على وادي علبة، لكن مصادر محلية أشارت إلى أن هناك جيوباً مقاومة للحوثيين في تلك المناطق.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة صباح أمس بين عدد من الحوثيين وقبائل ذو حسين في محافظة الجوف. وقالت مصادر محلية في محافظة الجوف إن عدداً من المتمردين تمركزوا في مديرية خب منطقة اليتمية في المحافظة، ما دفع قبائل ذو حسين إلى محاصرتهم وطردهم من المحافظة ومنعهم من التمركز في المديرية الواقعة على الخط الرئيسي بين صعدة والجوف من حيث يتم إمداد الحوثيين في صعدة بعد إعلان الحوثي عن فتح جبهة جديدة في محافظة الجوف.
وكانت اللجنة الأمنية في محافظة الجوف أوضحت أنها وضعت خطة لملاحقة المتمردين في المحافظة وأنها لن تسمح مطلقاً لهم بأن يعيثوا فساداً في المحافظة.
وقالت مصادر عسكرية إن العشرات من الحوثيين الذين كانوا يقاتلون في صفوف الحركة سلموا أنفسهم إلى السلطات خلال الأيام الأخيرة في صعدة وحرف سفيان استجابة للدعوة التي كانت وجهتها اليهم قيادة الجيش والسلطات المحلية.
وأشارت إلى أن مجموعة جديدة من الحوثيين تتألف من 10 أشخاص من آل الشهواني سلموا أنفسهم أمس إلى مقر القيادة العسكرية في محور حرف سفيان بينهم عناصر قيادية معلنين توبتهم واستعدادهم للقتال ضد الحوثيين، من بينهم قياديان بارزان هما الشيخ فارس ناصر الشهواني وجميل علي الشهواني.
وعلى الحدود الشمالية، قال الحوثي في بيان إن مقاتلي الحركة تصدوا لزحف سعودي بعد عصر أمس في جبل الدخان، وإن المواجهات استمرت حتى وقت المغرب، كما أشاروا إلى تصدي الحوثيين لزحف آخر من الجيش اليمني في منطقة القطعة بمديرية كتاف، مؤكدين تدمير ناقلة على متنها آليتان.
وأضاف البيان أن الطيران السعودي واصل شن غاراته الجوية على المنطقة الواقعة شرق مدينة ضحيان في مديرية مجز وضواحي منطقة الطلح ومنطقة محضة وآل حميدان بمديرية سحار.
في غضون ذلك، احتفل الحوثيون أمس بعيد الغدير، وهي مناسبة يقيمها الحوثيون كل عام إذ يتجمعون بعشرات الآلاف في مناطق مختلفة من محافظة صعدة أهمها منطقة نشور والحمزات. وتصاحب المناسبة خطب دينية وإطلاق أعيرة نارية في الهواء وترديد الأهازيج والقصائد الشعبية.
ويتوقع أن يتم بث خطاب لزعيم الحركة عبدالملك الحوثي كما حدث في العام المنصرم حين شن هجوماً حاداً ضد السلطة وهو الظهور الأول له بشكل علني منذ قيادته للجماعة بعد مقتل شقيقه حسين الحوثي في المواجهات بين أتباعه وقوات الجيش العام 2004.
على صعيد آخر، تعتزم النيابة الجزائية اليمنية المتخصصة إحالة 27 صومالياً إلى المحاكمة خلال الأيام القليلة المقبلة، يواجهون اتهامات تتعلق بالمشاركة إلى جانب المتمردين الحوثيين في الحرب القائمة ضد الحكومة اليمنية من خلال القيام بأعمال إنشاء المتاريس وحفر الخنادق للمقاتلين من أتباع الحوثي مقابل أجور يومية وأسبوعية.
وأشارت المصادر إلى أن كافة الصوماليين المقرر إحالتهم إلى المحاكمة عقب إجازة عيد الأضحى تم اعتقالهم من قبل وحدات عسكرية خلال عمليات تطهير استهدفت جيوباً جبلية في كل من صعدة ومنطقة حرف سفيان في محافظة عمران، مشيرة إلى أن بعض المتهمين أفادوا خلال التحقيقات التي أجريت معهم أنهم أجبروا على القيام بأعمال الحفريات للخنادق وإنشاء المتاريس من قبل الحوثيين.
وقالت مصادر صومالية وإريترية معارضة في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن العشرات ممن وصفتهم بـ"الانتحاريين" مع كميات كبيرة من الأسلحة عبروا خليج عدن إلى اليمن قبل أشهر للانضمام إلى صفوف جماعة الحوثيين المتمردة، معتبرة أن وجود عدد كبير من اللاجئين الصوماليين في اليمن يمكن القراصنة من أن يقوموا بتهريب الأسلحة والمقاتلين إلى المتمردين .
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني العقيد عسكر زعيل في تصريح لـ"المستقبل" أن ثمة أعداداً محدودة من الصوماليين يشاركون في أعمال الحفر والإنشاء للخنادق والمتاريس مقابل أجور يومية من الحوثيين، نافياً وجود معلومات لدى السلطات اليمنية حول مشاركة صوماليين بشكل مباشر إلى جانب جماعة الحوثيين في الحرب الدائرة منذ نحو أربعة أشهر .
وكشف تقرير أميركي حديث أن إيران تقدم أسلحة ومعدات للمتمردين الحوثيين وتقوم بنقل مقاتلين من "حزب الله" اللبناني إلى صعدة اليمنية. وذكر التقرير الصادر عن الوكالة الأميركية للدراسات الاستراتيجية والاستخباراتية "ستراتفور" أن "إيران تنقل أسلحة عبر طريق يبدأ من ميناء عصب الإريتري ويلتوي شرقاً حول الطرف الجنوبي من بحر العرب في خليج عدن إلى مدينة شقرة التي تقع على ساحل جنوب اليمن (أبين)، ومن هناك تتحرك الأسلحة براً إلى شمال مدينة مأرب شرقي اليمن وبعدها إلى محافظة صعدة شمالاً إلى الحدود السعودية ـ اليمنية".
وكانت معلومات كشفت أخيراً عن وجود معسكرات لتدريب المتمردين الحوثيين في إريتريا حيث توجد وحدات من الحرس الثوري الإيراني يعتقد أنهم يقومون بتدريب المتمردين وتزويدهم بالسلاح عبر ميناء عصب الإريتري حيث تسهل حركة المتمردين من الميناء المذكور إلى ميناء ميدي اليمني ولا يفصلهما عن بعضهما بعض سوى كيلومترات قليلة.
وينقل مراقبون خشية صنعاء من تدبير مخطط إقليمي أكبر يهدف إلى تحويل سواحل منطقة البحر الأحمر وبخاصة تلك القريبة من إريتريا إلى منطقة نفوذ إيراني بعد الأنباء التي ترددت أخيراً عن دور إريتري في المنطقة مهمته تأمين جسر عبور للأسلحة الإيرانية إلى المتمردين عن طريق قوارب تتجول بين السواحل الإريترية وسواحل ميناء ميدي اليمني، في ظل ضبط عدد من القوارب التي تحمل أسلحة إلى الحوثيين أواخر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي.
وتزامن ذلك مع أنباء أشارت إلى وجود معسكر تابع لـ"القاعدة" في الصومال وإريتريا يتولى تجنيد الشباب المجاهد الذي يحاول أعضاؤه التسلل من حين وآخر إلى السواحل اليمنية على شكل نازحين.