انعطافة "الجنرال" إعادة تموضع سياسي؟

تاريخ الإضافة الجمعة 4 كانون الأول 2009 - 6:47 ص    عدد الزيارات 3872    التعليقات 0    القسم محلية

        


يؤكد عارفو البطريرك الماروني ان زيارة لبكركي لن تغيّر رأيه في سلاح "حزب الله" ولا عشرات الزيارات، أكان الزائر النائب الجنرال ميشال عون أم غيره.  هذه محسومة، فالرجل يعتبر هذا السلاح خطراً على لبنان ولا تستقيم بوجوده ديموقراطية أو مؤسسات أو تقوم دولة. يشبه في ذلك العميد الراحل ريمون إده في موقفه الشهير من "اتفاق القاهرة". ظل العميد حتى الرمق الأخير يذكِّر بأنه كان على حق في رفضه، ولعشرات السنين ينتقد خصومه القادة الموارنة الذين لم يتمثلوا به.
وخلافاً لمتعاطي السياسة والزعامات من القادة المسيحيين، لا تؤثر في البطريرك اعتبارات مثل: واجب مراعاة وضع أحد، رئيس الحكومة سعد الحريري أو غيره، ومثل ضرورة عدم إثارة استياء هذا الحزب أو ذاك عندما يتناول بالنقد أي موضوع، فهو لا يحدد موقفا إلا بناء على اقتناعاته الوجدانية، لذا تضؤل احتمالات تغيير في خطاب البطريرك حيال مسألة "المقاومة" التي لا يعترف بشرعيتها سواء شرّعها البيان الوزاري أم لا. الموقف نهائي حاسم، وإن رحّب البطريرك بأي انفتاح تصالحي في رعيته عن أي جهة صدر، فذاك شأن آخر.
ويلاحظ ساسة تابعوا من كثب زيارة النائب عون لبكركي وتردداتها، وهم في الموقع المختلف، أن "الجنرال" التقى في شهر الرئيس الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، فالبطريرك، في حضور الأساقفة الموارنة، فهل تكون هذه التحركات مؤشراً إلى إعادة تموضع كالتي أقدم عليها جنبلاط في 2 آب الماضي، أم أنه أراد بزيارته لبكركي التخفيف من حدة  التعبير عن استياء متصاعد لدى أحبار الكنيسة من موضوع السلاح؟ استياء أدت إلى تفاقمه الوثيقة السياسية التي أعلنها "حزب الله"، بموازاة إصراره على ما اعتُبر تشريعا لـ"المقاومة" في البيان الوزاري.
إذا كان القصد "العوني" في رأي هؤلاء الساسة السير في انعطافة سياسية فهذا يعني أن وضع قوى 8 آذار ليس في أحسن أحواله، وأن النائب عون أجرى قراءة لسلسلة خسائر نزلت بتياره في الانتخابات النيابية والنقابية والطالبية من المكابرة التغاضي عنها وتجاهلها، كما كان يفعل، واستنتج تالياً أن سببها لا يعود إلى ضعف تنظيمي في "التيار" فحسب كما يعتقد بعض المحللين، بل إلى الموقف السياسي الذي لا تستسيغه البيئة المحيطة بالعونيين. فهذه البيئة دأبت في المدة الأخيرة على التعبير عن نفسها في أي انتخابات، سواء على صعيد قضاء أم كلية أم نقابة. ونتائج انتخابات 8 حزيران الماضي معبرة حتى في الأقضية التي فاز "التيار" بتمثيلها، مثل جبيل وكسروان والمتن وبعبدا، وكذلك في الأقضية حيث خسر، مثل البترون وبيروت وزحلة. وكذلك الأمر في سلسلة المواقع الجامعية والنقابية التي خسرها العونيون تباعاً. إن لم تكن هذه استطلاعات للرأي فكيف تكون الاستطلاعات ؟
قد يكون النائب الجنرال عون حسب أن التقرب من بكركي يعيد إليه غطاء شرعية الزعامة المسيحية، التي لا يتوقف خصومه عن الطعن فيها بعد كل انتخابات حتى الإنهاك، بفعل موقفي بكركي وعون المتناقضين من موضوع سلاح "الحزب الإلهي". والحال ان هؤلاء الساسة الخصوم لعون يقرون بأن قوى 14 آذار ايضاً ليست في أفضل أحوالها وأن الناس لا يصوّتون لها بل لـ "14 آذار" الروح  والقضية، وخوفاً أو رفضاً لسلاح "حزب الله" وأيديولوجيته، مما يجعل قوى 14 آذار مدينة لهذا الحزب بوجودها وعناصر قوتها. في حين يتنبه الجنرال عون إلى أنه سار عكس التيار وكان يجب أن يقف في مكان ما، أقله لإحصاء الخسائر.

 

إيلي الحاج     


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,655,641

عدد الزوار: 6,906,996

المتواجدون الآن: 102