باحث إسرائيلي يحذر إسرائيل من عواقب "انتصارها" على (أبو مازن)!

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 تشرين الثاني 2009 - 6:21 ص    عدد الزيارات 3421    التعليقات 0    القسم دولية

        


دار الحياة – أسعد تلحمي

حذر الباحث الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية في معهد بحوث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، شلومو بروم، الحكومة الإسرائيلية من عواقب سياستها مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (أبو مازن)، وقال إنه يجدر بالحكومة أن تدقق في ما إذا كان الأمر الذي يبدو في الأمد القصير "انتصارا تكتيكيا" حققته إسرائيل على الفلسطينيين وفي صدها الضغوط الأميركية (لوقف الاستيطان)، قد يتضح في المدى الأبعد "انتصارا خاسرا" (انتصار بيروس)، يحشر إسرائيل في الزاوية ويتسبب بضرر جسيم لمصالحها الحيوية.

وتابع بروم، رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ونائب رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، أن الأزمة السياسية الفلسطينية الداخلية التي نشأت عن فشل الجهود الأميركية في تحريك العملية التفاوضية هي "أزمة حقيقية"، مستهجناً اعتبار مسؤولين إسرائيليين إعلان "أبو مازن" نيته عدم ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة "مناورة تكتيكية". وقال إن فحصاً معمقاً للسيرورة التي دفعت بعباس إلى إعلانه يشير إلى عمق الأزمة الفلسطينية الداخلية وانعكاساتها المتوقعة.

واشار بروم في مقال نشره في دورية معهد الدراسات إلى حقيقة ان الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تكن متحمسة لمواصلة المفاوضات التي أدارتها الحكومة السابقة مع السلطة الفلسطينية "ومعظم الوزراء لا يرى أن مفاوضات حول الحل الدائم تخدم مصالح إسرائيل".

وأضاف أنه إزاء هذه الحقيقة، علّق الفلسطينيون آمالهم على الرئيس الأميركي باراك اوباما خصوصاً مع إعلان الأخير نيته تغيير منظومة علاقات الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي أيضاً من خلال بذل جهد مكثف لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي "حتى أنه حدد عامين للتوصل إلى تسوية الصراع على أساس حل الدولتين للشعبين، لكن مر عام وما زالت الجهود الأميركية عالقة في الوحل"، بعد أن فشلت في تحقيق هدفيها: وقف البناء في المستوطنات والحصول على لفتات طيبة من دول عربية تجاه إسرائيل. وتابع الباحث أنه كان واضحاً أن هذين الشرطين غير قابلين للتحقيق في ظل وجود حكومة يمينية في إسرائيل ورفض العرب تقديم بادرات طيبة من دون أن ترى تقدماً على المسار الفلسطيني".

وأضاف أن توصل واشنطن إلى تفاهمات مع إسرائيل بشأن تعليق جزئي ومشروط للبناء في المستوطنات منح نتانياهو شعوراً بالانتصار على الرئيس اوباما وعلى الفلسطينيين على نحو عزز مكانة رئيس الحكومة الإسرائيلية السياسية الداخلية. وتابع أنه حيال الموقف الأميركي وضعف السلطة الفلسطينية "نشأ وضع لا يستطيع فيه الرئيس عباس استئناف المفاوضات من دون أن يظهر في الرأي العام الفلسطيني كممن خنع لضغوط إسرائيل والولايات المتحدة وأنه مجرد أداة بيدهما ما يضعفه اكثر وأكثر". وزاد أن عباس لم يعد قادراً على تحمل مثل هذا الأمر خصوصاً بعد الأذيّة التي تعرض لها حين تجاوب مع الضغوط الأميركية والإسرائيلية وسحب الطلب من مجلس حقوق الإنسان في جنيف بالبحث في تقرير غولدستون.

وتابع بروم، انه رغم تحسن الأوضاع المعيشية للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية "إلا أن مكانة عباس ما زالت هشة ويعاني كما رئيس حكومته سلام فياض من انعدام الشرعية الجماهيرية". وأضاف انه في ظل عدم استئناف المفاوضات يفقد الاثنان بنظر الجمهور الفلسطيني بقائهما في منصبيهما.

ورأى الباحث أن عباس يتخبط بين الحاجة لاستئناف عملية سياسية ناجعة تكون بمثابة اكسجين له ولحركة "فتح" وبين عدم قدرته على استئناف المفاوضات "من خلال الخنوع لنزوات إسرائيل" التي تبدو ليست معنية بمفاوضات حقيقية تقود نحو السلام الحقيقي والتوصل إلى اتفاق يمكن للفلسطينيين التعايش معه، "من هنا نجم الشعور بالإحباط والخيبة وغياب مخرج ما دفعه إلى عدم ترشحه في الانتخابات المقبلة، ومن هذه الناحية فإن قراره حقيقي وليس مجرد تهديد..بل ثمة توقع كبير بأن يقدم على الاستقالة".

وأضاف محذراً أن من شأن استقالة عباس، "التي ستتبعها استقالة فياض"، أن تحدث أزمة سياسية عميقة قد تنعكس في انهيار سريع للسلطة أو في أحسن الأحوال أن تتسبب في إضعاف السلطة لتعيش وضع أزمة متواصلة، خصوصاً في غياب شخصية فلسطينية قادرة على أن تكون خلفاً طبيعياً لعباس "وفي وضع كهذا ستتوقف عملية الإصلاحات وبناء مؤسسات السلطة بما فيها قوات الأمن الفلسطينية.".

وأنهى بروم مقاله محذراً من أن الخطر الأساس على إسرائيل هو فقدان الشريك سواء في العملية السياسية أو إدارة العلاقات بين الجانبين طالما لم يُحل النزاع، "صحيح ان الشريك الحالي، السلطة برئاسة عباس تعاني نقاط ضعف لكنه شريك اختار حل النزاع والسلام مع إسرائيل وأثبت قدرته على تحريك سيرورة فعالة وناجعة لبناء دولة".


المصدر: جريدة الحياة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,189,033

عدد الزوار: 6,939,671

المتواجدون الآن: 123