عاصمة الجنوب تنتصر بالمنافسة الديموقراطية ..صور وبنت جبيل .. رسائل مباشرة الى الثنائي الشيعي

تزايُد المخاوف من التوطين.. وجزين تخرق التمديد النيابي...عائلات النبطية ترفض التهميش.. وضغوط على لائحة «كفررمان الغد»

تاريخ الإضافة الإثنين 23 أيار 2016 - 6:23 ص    عدد الزيارات 1816    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

تزايُد المخاوف من التوطين.. وجزين تخرق التمديد النيابي
الجمهورية..
على وقع تزايد المخاوف والهواجس من توطين النازحين السوريين وتجنيسهم، أنجِزت المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتَي الجنوب والنبطية بنجاح، في الوقت الذي يستعدّ الشمال للمرحلة الرابعة والأخيرة يوم الأحد المقبل. وفي هذه الأثناء، لا تغيب الملفات السياسية الكبرى، وحتى الصغرى، عن دوائر الاهتمام، خصوصاً مع تصاعد الكلام عن احتمال إجراء انتخابات نيابية مبكِرة في ضوء المناخ الذي أشاعته مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري على طاولة الحوار قبل أيام. بَدا من الأجواء السائدة أنّ التحرك في شأن الملفات الداخلية يتعثّر بـ«قنبلة» التوطين والتجنيس التي فجّرها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تقريره الاخير، والتي لم تنفع معها كل بيانات النفي والتوضيح الصادرة عن بعض معاونيه. وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ الدوائر المختصة تجري اتصالات في مختلف الاتجاهات بعيداً من الأضواء لاستكشاف حقيقة ما ورد في تقرير بان والمعطيات التي بُني عليها حتى أتى على ذكر توطين النازحين وتجنيسهم. ومن المنتظر ان يتم التفرّغ فعلياً لمعالجة هذا الأمر فور انتهاء الانتخابات البلدية. في الموازاة، أكدت مصادر مواكبة لهذا الملف لـ«الجمهورية» أن «ليس من قبيل المصادفة ان تكشف الأمم المتحدة عن مضمون تقرير أمينها العام الذي يتضمن اقتراح تجنيس النازحين حيث هم حين تتعذّر عودتهم، في الوقت الذي ينشغل لبنان بخوض استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، وكأنّ الهدف هو إمرار الموضوع من دون إثارة ايّ ضجة». وأشارت المصادر الى «انّ حسابات حقل نيويورك لم تتطابق مع حسابات بيدر بيروت، فجوبِه الموضوع في لبنان برفض شامل.
وجاء الرفض بداية إفرادياً على صعيد بعض الوزراء كوزير الخارجية جبران باسيل ووزير العمل سجعان قزي، ليتحول لاحقاً رفضاً وزارياً من خلال اللجنة الوزارية المكلّفة ملفّ النازحين السوريين، وقد تحدث باسمها وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، مؤكداً «انّ موقف لبنان موحد بأفرقائه كلها وطوائفه ومؤسساته»، وقائلاً: «لا نقبل أن نعطي جنسيتنا لأحد ولا نقبل للآخرين أن يتخلّوا عن جنسيتهم، هذا موقف قاطع للحكومة لا لبس فيه». وتبع موقف اللجنة رفض حكومي شامل من خلال الموقف الذي صدر بعد جلسة مجلس الوزراء الاخيرة والذي أكد «التمسّك بالدستور والإجماع اللبناني على رفض التوطين، وأي سياسات تقوم على تشجيع استيعاب النازحين في أماكن تواجدهم»، معتبراً أنّ «الحل الوحيد لأزمة النزوح هو بعودة السوريين السريعة إلى وطنهم، وهو ما يتناقض مع مفاهيم العودة الطوعية والاندماج والتجنيس». وهو الأمر الذي يؤكد أنّ رفض تثبيت النازحين السوريين يشكّل قاسماً مشتركاً للمكونات اللبنانية الأساسية التي اكتوت من تجربة تثبيت اللاجئين الفلسطينيين باسم اللجوء الموقت. وقد شكّل هذا الرفض السريع الذي برز من لبنان بارقة أمل لوحدة اللبنانيين حيال قضية وطنية بهذا الحجم، وشكّل دافعاً للأمم المتحدة، وحتى للولايات المتحدة الاميركية، لكي تتحرّكا سريعاً لتطويق الضجة التي أثارها موقف الأمين العام في تقريره، فزار القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز رئيس الحكومة تمّام سلام وكلّف مجلس الوزراء وزير الخارجية الإبلاغ الى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ موقف لبنان الرسمي، فيما زار منسّق أنشطة الامم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان فيليب لازاريني وزير العمل سجعان قزي الذي سيستقبل كاغ قبل ظهر اليوم.

موقف سلام

وفي المعلومات انّ ذروة التحرك اللبناني في هذا الإطار سيكون الموقف الذي سيعلنه رئيس الحكومة تمام سلام في القمة الانسانية العالمية التي ستعقد اليوم في اسطنبول التي وصل اليها أمس، حيث سيبلغ كل من يعنيهم الأمر من الامين العام للأمم المتحدة الى المسؤولين العرب والدوليين الموجودين في اسطنبول رفض لبنان مثل هذه الطروحات المشبوهة. وسيبلغ سلام الى الامين العام للمنظمة الدولية انّ لبنان ليس راغباً الدخول في مواجهة مع الامم المتحدة، لأنه دولة مؤسسة لها تؤمن بالقوانين والشرعية الدولية، وكانت طوال تاريخها على أحسن العلاقات معها، إنما هناك خطوط حمر لا يستطيع ان يتخطّاها مع اي طرف، حتى مع الأمم المتحدة، وهذه الخطوط هي توطين النازحين السوريين في لبنان وتجنيسهم.

مواقف أوروبية وبريطانية

وعلمت «الجمهورية» انّ مواقف اوروبية اخرى، خصوصاً فرنسية وبريطانية، ستصدر هذا الاسبوع معلنة عدم تأييدها توطين النازحين السوريين، علماً أنّ كل هذه المواقف تبقى حبراً على ورق، أو كلاماً في الأثير، ما لم تضع الأمم المتحدة والدول الكبرى، ولا سيما منها الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، خطة لإعادة النازحين السوريين الى بلادهم، وهو أمر متوافر مع انقسام سوريا اليوم بين منطقة للنظام ومنطقة أخرى للقوى المناهضة له.

لجنة النازحين

وعلمت «الجمهورية» انّ اللجنة الوزارية المكلفة ملف النازحين السوريين ستجتمع هذا الاسبوع لدرس خطة تُعدّها لجنة من الخبراء والاختصاصيين، تتضمّن آلية معاكسة لطرح الأمين العام للأمم المتحدة.

المصري

ورداً على سؤال عن سبل محاربة توطين النازحين السوريين في لبنان، قال الاستاذ في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري لـ«الجمهورية»: «انّ تصريح الامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في شأن اللاجئين السوريين استَند الى نصوص قانونية دولية منها اتفاقية شؤون اللاجئين التي صدرت عام 1951 ومنحَت اللاجئين المسجّلين لدى المفوضية التابعة لها منافع عدة، منها إمكانية توطينهم في الدولة المضيفة او في دولة ثالثة، الّا أنّ هذه الموجبات المُلقاة على الدول بصدد تطبيق الاتفاقية محصورة بالدول التي وقّعتها، علماً أنّ لبنان لم يوقّع هذه الإتفاقية، ولكنه سمح أصلاً بوجود المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وبتسجيل عدد كبير من هؤلاء في سجلاتها. لذلك، يجب على مجلس الوزراء الآن ان يرسل تأكيداً الى الأمين العام للأمم المتحدة لكي يبلغ أصحاب الشأن أن لبنان مُستثنى من هذه الاحكام». وقيل للمصري: الا يعتبر انّ تسليم باسيل الى السيدة كاغ رسالة خطية موجهة الى الامين العام تتضمّن موقف لبنان برفض التوطين وأيّ شكل من أشكال البقاء الطويل للسوريين إجراء كافياً؟ فأجاب: «ليس كافياً إطلاقاً، لأنّ هذا الموضوع يقتضي ان تواجهه السلطة الاجرائية في لبنان الناطقة باسم السياسة اللبنانية أي مجلس الوزراء وليس بمجرد كتاب من وزير».

المرحلة الثالثة

وفي الاستحقاق البلدي، انشَدّت الانظار أمس الى محافظتي الجنوب والنبطية اللتين خاضتا استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، فيما شهد قضاء جزين انتخابات فرعية لملء المقعد الماروني الذي شَغر بوفاة النائب ميشال الحلو. وقد تنافس عليه 4 مرشحين، وهم: مرشح «التيار الوطني الحرّ» امل أبو زيد ودعمته «القوات اللبنانية»، إبراهيم سمير عازار، العميد صلاح جبران وباتريك رزق الله. وقد انتهى اليوم الطويل الهادئ بفوز أبو زيد واحتفاظ «التيار» بمقعده النيابي. وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية نيل أبو زيد 14653 صوتاً، عازار 7759 صوتاً، جبران 3163 صوتاً، ورزق الله 398. وحضر رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل مساء الى مقر ماكينة «التيار» في جزين وشارك في الاحتفال بالفوز، وقال: «إننا نريد انتخابات نيابية في كل لبنان وفق قانون انتخابي جديد، وجزّين عاشَت تحت الاحتلال وتحررَت بوجود المقاومة، ولن تكون جزّين في أزمة طالما هناك تيار. جزّين تمثّل الحرية، وما أعظم النصر في جزّين، عاش مرشّحنا».  امّا المعركة الانتخابية البلدية في مدينة جزين، التي هي أكبر مدينة مسيحية في الجنوب، فقد انحصرت بين لائحتين: لائحة «نحنا لجزّين نحنا جاهزين» من جهة، وهي تحالفية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات» والنائب والوزير السابق إدمون رزق وبعض العائلات، تُقابلها لائحة «الإنماء أوّلاً»، التي دعمها المرشّح عن المقعد الماروني الشاغر في جزين ابراهيم سمير عازار، والحزب «السوري القومي الاجتماعي» و حزب الكتائب اللبنانية. وأظهرت النتائج الأولية فوز لائحة «نحنا لجزين نحنا جاهزين».

في صيدا

أمّا في صيدا فخاضَت المعركة الانتخابية ثلاثةُ لوائح: «إنماء صيدا» يدعمها تيار «المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» والدكتور عبد الرحمن البزري، و»صوت الناس» يدعمها «التنظيم الشعبي الناصري»، و»أحرار صيدا» (غير مكتملة) يدعمها الدكتور علي الشيخ عمار ومناصرو أحمد الأسير. وقد تنافسَ 50 مرشّحاً على 21 مقعداً بلدياً. وقد بلغَت نسبة الاقتراع 44.5 في المئة.

ومع بروز «إنماء صيدا» في الطليعة ليلاً، توجَّه الرئيس سعد الحريري إلى المدينة مباركاً، وقال هناك: «مبروك لصيدا هذا العرس الديموقراطي، وإن شاء الله نراها كما أرادها الرئيس رفيق الحريري». وقالت النائب بهية الحريري لـ«الجمهورية»: «لسنا أمام معركة إنّما امام استحقاق انتخابي إنمائي، وثقتي كبيرة بأهل صيدا». أمّا الرئيس فؤاد السنيورة فأكّد لـ«الجمهورية»: «أنّ المشاركة في الانتخابات بمقدار ما هي حقّ فهي واجب»، وقال «إنّ غداً (اليوم) نهار جديد بصرفِ النظر عن النتيجة». أمّا رئيس لائحة «إنماء صيدا» محمد السعودي، فأعربَ لـ«الجمهورية عن تفاؤله، وقال: «يطغى الإنماء على العمل البلدي وتقف السياسة خارجاً». وأظهرت النتائج الأولية تقدّم لائحة «إنماء صيدا» برئاسة السعودي بفارق 5600 صوت بعد فرز 83 قلماً من أصل 100.

المشنوق

وقال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مساء إنّ «كلّ الجهات المعنية والإدارات المتابعة لهذا اليوم الانتخابي، كان من الواضح أنّ الجهوزية لديها كانت أكثر دقّة وتطوّراً، وهذا يفتح العينَ على الدولة في لبنان، وإنّ الكلام عن لبنان كلام ثقة، ممّا يعني القدرة على اجتياز امتحان كهذا». وعن المرحلة الرابعة من الانتخابات، قال المشنوق: «ستكون الجهوزية أعلى إن شاء الله»، معتبراً أنّ «مسألة الانتخابات البلدية ليست تقنية أو إدارية ومقدور عليها، لأن النظام اللبناني يحتاج الى رئيس جمهورية والنظام معطّل في لبنان في غياب رئيس الجمهورية». وأكّد أنّ وزارة الداخلية والبلديات على «جهوزية كاملة للمرحلة الانتخابية المقبلة في الشمال». وأشار إلى أنّ «المشروعية السياسية لمجلس النواب مفقودة، ليس بسبب التمديد، إنّما بسبب عدم قدرته على انتخاب رئيس للجمهورية». وكان المشنوق الذي عقد اجتماعاً موسعاً في سراي صيدا الحكومي مع قادة الاجهزة الامنية والعسكرية والقضائية في الجنوب، ثم ترأس اجتماعاً أمنياً وإدارياً في سراي النبطية، وزار جزين، اكّد خلال اليوم الانتخابي الطويل جهوز الوزارة لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، مشدداً على أنّ «اكتمال النصاب الدستوري يكون بانتخاب رئيس جمهورية في غياب أيّ ضمان بأنّ مجلس النواب الجديد بعد انتخابه لن يتعرّض للعقبات نفسها التي يتعرّض لها المجلس الحالي». وكشف أنّ «جميع الديبلوماسيين الأجانب، وخصوصاً الغربيين، حصلوا على بطاقات للتجوّل في المناطق الانتخابية، وربما وصلوا إلى هنا بسبب الانتخابات النيابية». وحول مبادرة بري الداعية إلى إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، قال: «الرئيس بري موضع احترام وتقدير، لكن لا أعتقد أنّ الانتخابات النيابية ستُجرى قبل الرئاسية، هذا رأيي الشخصي. أمّا إذا اتفق مجلس النواب على تقصير ولايته الحالية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، فوزارة الداخلية مُلزمة بالقانون، لكن لا أعتقد أننا سنصِل إلى هنا».
أبو زيد يخلف الحلو وعازار يخرق بلدياً واختيارياً.. ونسب اقتراع متدنّية في صور وبنت جبيل
صيدا وفيّة للرئيس الشهيد.. والحريري يشاركها فرحة الانتصار
المستقبل..
بعد عاصمة الوطن وقبل عاصمة الشمال، قالت عاصمة الجنوب كلمتها بصوت صيداوي مدوٍ وفاءً للرئيس الشهيد رفيق الحريري فكان الانتصار إنمائياً كاسحاً بفوز لائحة «إنماء صيدا» برئاسة المهندس محمد السعودي، ومع بدء صدور النتائج الأولية سارع الرئيس سعد الحريري إلى زيارة المدينة ليلاً ليشارك أهلها فرحة الانتصار متوجهاً إلى الرئيس الشهيد بالقول: هذه صيدا التي أحبتك.. دائماً وفية وأبية». أما في سائر الساحات البلدية جنوباً فسجلت المرحلة الانتخابية الثالثة ما قبل الأخيرة نسب اقتراع متدنية أربكت بشكل ملحوظ الماكينة الانتخابية لـ»حزب الله» لا سيما في صور وبنت جبيل، في حين كان الحدث نيابياً في جزين مع فوز مرشح «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» أمل أبو زيد بعضوية مجلس النواب خلفاً لعضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب الراحل ميشال الحلو.

إذاً عاشت صيدا ليل أمس أجواء عارمة بفرحة انتصار لائحة السعودي المدعومة من «تيار المستقبل« و«الجماعة الاسلامية« والدكتور عبد الرحمن البزري بفارق كبير في انتخابات المجلس البلدي للمدينة، إذ وحتى منتصف الليل جاءت نتيجة فرز 71 قلماً من أصل 100 قلم اقتراع لتسجل فارقاً تجاوز الثلاثة آلاف صوت بين آخر الفائزين من أعضاء لائحة «إنماء صيدا» وأول الخاسرين من لائحة «صوت الناس« المدعومة من «التنظيم الشعبي الناصري«، فيما بلغ عدد الأصوات التي حازها المهندس السعودي حتى منتصف الليل نحو عشرة آلاف صوت علماً أن الصناديق المتبقية تصبّ في معظمها لصالح اللائحة الفائزة.

وعلى وقع بدء صدور النتائج الأولية وإيقاع الاحتفالات الشعبية بالفوز وبنسبة المشاركة العالية التي لامست الـ48%، وصل الرئيس الحريري الى المدينة وتوجه مباشرة إلى دارة السيد شفيق الحريري حيث كانت في استقباله حشود من جمهور «تيار المستقبل» والمواطنين وفاعليات صيداوية تقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري والسعودي وأعضاء لائحته، وبعدما شق طريقه بصعوبة بين الجماهير المحتشدة توجّه الحريري بكلمة للصيداويين هنأهم فيها بهذا «العرس الديموقراطي»، وأردف مضيفاً: «نقول للرئيس الشهيد رفيق الحريري هذه صيدا التي أحبتك، ولبنان الذي أحبك من بيروت وإلى طرابلس. صيدا دائماً وفية وأبية وفيها أبطال وشجعان، صيدا برجالها ونسائها يحفظون دائماً رفيق الحريري في قلوبهم، ومشروع رفيق الحريري بإذن الله هو المشروع الذي يستنهض لبنان«. وإثر مغادرته المدينة، بقيت النائب بهية الحريري تتابع حتى ما بعد منتصف الليل صدور النتائج الأولية التي كانت ترِد تباعاً عن لجان الفرز وتظهر تدريجياً تقدم لائحة السعودي واتساع الفارق مع اللائحتين المنافستين.

صور وبنت جبيل

أما في منطقتي صور وبنت جبيل فجملة ملاحظات سُجّلت خلال الاستحقاق البلدي أربكت الماكينة الانتخابية لـ»حزب الله» بعضها متصل بنسب الاقتراع المتدنية لصالح لوائح الحزب ومنها ما هو مرتبط باتساع رقعة المنافسة التي واجهها من قبل لوائح مرشحي بعض العائلات والمستقلين تحت شعارات إنمائية بالإضافة إلى معارك أخذت طابعاً سياسياً تحت وطأة المواجهة اليسارية للوائح «حزب الله» و»حركة أمل» أو أخذت طابع التمرد الحزبي كما في جويا حيث شكل رئيس بلديتها حسين فضل الله المحسوب على «حزب الله» لائحة ائتلافية برئاسة حسين جشي لمواجهة لائحة الثنائي الشيعي، وكذلك في البازورية مسقط رأس أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله حيث شكل حزبيون ومستقلون مدعومون من العائلات لائحة في مواجهة لائحة الثنائي واستطاعت أن تسحب بعضاً من أصوات مناصري الطرفين. في وقت برز الخلاف الانتخابي بين الحزب والحركة في عدد من البلدات سيما في زبقين وحاريص وتبنين ما أدى في نهاية المطاف إلى سحب الحزب مرشحيه من المعركة في ظل تراجع حظوظ مرشحيه بالفوز، بينما لفتت خسارة لائحة «حزب الله» و»الأحباش» في كفرشوبا.

ونقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس لـ»المستقبل» أنهم لمسوا مواكبته الدقيقة لكل التفاصيل المتعلقة بمسار العملية الانتخابية، بحيث كان منهمكاً بتلقي التقارير والاتصالات الهاتفية على مدار ساعات عملية الاقتراع. وفي إطار مواكبته وباهتمام ملحوظ نسب الإقبال والاقتراع تباعاً في مختلف المدن والبلدات كل على حدة، كان بري يعيد تدني النسب في بعض القرى إلى نسب الهجرة الكبيرة بين أبنائها، في وقت لفت تنويهه بنسب الاقتراع المرتفعة في القرى السنيّة المتاخمة للحدود حيث بلغ بعضها ما يفوق الـ53%.

جزين

بلدياً أيضاً، فازت لائحة «كلنا لجزين» المدعومة من «التيار الوطني» و»القوات» و»الكتائب» والمحامي أمين إدمون رزق بمجلس البلدية، في حين أشارت النتائج الأولية بأن لائحة «الإنماء أولاً» المدعومة من المرشّح إبراهيم عازار وعائلات استطاعت أن تحرز خرقاً تراوح بين 3 و5 مقاعد باللائحة الفائزة بالاضافة الى خرق في لائحة المخاتير.

كذلك فاز المرشح أمل أبو زيد بالانتخابات النيابية الفرعية عن مقعد القضاء الشاغر بوفاة النائب الحلو ليكمل بذلك الولاية المتبقية للمجلس الممدد له حتى حزيران 2017. ومساءً زار رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل المكتب الانتخابي لأبو زيد بعد التأكد من فوزه على المرشح عازار ليعلن أنّ «جزين لن تعود إلى الاحتلال ولن تعود إلى الأسر السياسي»، مطالباً بانتخابات نيابية مبكرة «وفق قانون انتخابي جديد».
عاصمة الجنوب تنتصر بالمنافسة الديموقراطية
المستقبل...صيدا ـ رأفت نعيم
بنسبة اقتراع عالية بلغت حوالى 45 في المئة، نجحت صيدا في استحقاقها البلدي وفي تحويله الى عرس حقيقي للديمقراطية التي تجلت بأبهى صورة لها خلال اليوم الانتخابي الطويل الذي مر هادئا في عاصمة الجنوب فلم يعكر صفوه اي حادث او اشكال.

انتخابات المجلس البلدي لمدينة صيدا تنافست فيها ثلاث لوائح: «لائحة انماء صيدا« برئاسة المهندس محمد السعودي والمدعومة من تحالف تيار المستقبل والجماعة الاسلامية والدكتور عبد الرحمن البزري، لائحة «صوت الناس« برئاسة المهندس بلال شعبان والمدعومة من التنظيم الشعبي الناصري واللقاء الوطني الديمقراطي، ولائحة «احرار صيدا« وهي غير مكتملة برئاسة الدكتور علي الشيخ عمار.

وميزت هذه الانتخابات ثلاث علامات فارقة. فالى جانب نسبة المشاركة الكبيرة التي سجلتها المدينة والتي جاءت مفاجئة لكثير من المراقبين، نجحت صيدا في استحقاق الأمن الانتخابي كما بالروح الرياضية العالية التي تحلت بها اللوائح المتنافسة والقوى السياسية الداعمة لها بحيث كان مرشحو ومندوبو وناخبو هذه اللوائح يتواجدون في مراكز الاقتراع وداخل الأقلام في وقت واحد من دون ان يرافق ذلك اي اشكال او حتى احتقان. وتحولت الطرق التي تربط بين مراكز الاقتراع وباقي شوارع المدينة الى ما يشبه حلقة متصلة من الازدحام والتزاحم على اختيار الفريق الذي سيقود العمل البلدي في المدينة للسنوات الست الماضية، حيث بقيت عملية الاقتراع مستمرة حتى اغلاق الصناديق السابعة مساءً. وسجلت عمليات الفرز ليلا تقدما كبيرا للائحة انماء صيدا برئاسة السعودي.

كيف بدا اليوم الانتخابي الطويل في عاصمة الجنوب ؟.

عند السابعة صباحا فتحت صناديق الاقتراع المائة في 13 مركزا للذكور والاناث، موزعة على احياء المدينة الـ13. مراكز الاقتراع تقاسمت المشهد نفسه، مندوبو اللوائح يتوزعون على المداخل وفي باحات المراكز مرتدين القمصان والقبعات التي تحمل اسم وشعار هذه اللائحة او تلك وصورة هذا المرشح او ذاك. يوزعون قوائم المرشحين، بينما كان مندوبون آخرون للوائح يبكرون بالحضور الى داخل الأقلام لأخذ اماكنهم قبالة رؤساء الأقلام ليواكبوا بدء عملية الاقتراع بالتحقق من اسماء وسجلات الناخبين اولاً بأول . وجرت عملية الاقتراع في أقلام مخصصة للذكور وأخرى مخصصة للإناث داخل المركز الواحد، وفي كل قلم خصص صندوق للبلديات وآخر للمخاتير واستخدم العازل السري كما الحبر للبصمة والتوقيع بعد الاقتراع .

وفيما كان لافتا التزام معظم الناخبين بلوائحهم، حرص بعضهم على اعادة تشكيل لوائحهم بأنفسهم قبل دخولهم الى مركز الاقتراع، فيما لجأ آخرون الى تشطيب اسماء في هذه اللائحة او تلك واستبدالها بأخرى.

وحضر فريق من الجمعية اللبنانية من اجل ديمقراطية الانتخابات التي نشرت حوالي 25 مندوبا ثابتا لها في صيدا واكبوا عمليات الاقتراع في المراكز تحت اشراف منسق الجمعية في قضاء صيدا الزهراني رشيد حمتو. وشكا عدد كبير من الناخبين لا سيما كبار السن والمرضى، من كون معظم اقلام الاقتراع في الطوابق العليا للمراكز ما اضطر بعضم للإستعانة بأبنائهم او بمتطوعين لحملهم الى صناديق الاقتراع .

اليوم الانتخابي الطويل واكبته قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، بانتشار للأولى داخل مراكز الاقتراع، وللثاني في خارجها ومحيطها وعلى شكل دوريات راجلة ومؤللة في مختلف احياء وشوارع المدينة الرئيسية لا سيما حيث توجد مراكز الاقتراع، من دون ان تسجل اية اشكالات تذكر باستثناء العثور على عبوة وهمية على مقربة من مركز متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية صباحا.

الإقتراع بدأ كثيفاً خلال الساعات الثلاث الأولى حيث تخطت النسبة حتى العاشرة الـ12 في المائة. ثم استمر بوتيرة مرتفعة حتى الظهر ليخف قليلا ومن ثم يعود الى الارتفاع متفاوتا بين مركز وآخر، فوصل عند الخامسة الى 36 في المائة .

السنيورة: نتطلع الى المستقبل

رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الذي اقترع في مركز ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية في صيدا، قال في تصريح له اثر ادلائه بصوته: «اليوم هو عرس للديموقراطية والمنافسة الرياضية. وانتهز المناسبة لاقول: أشد على يد كل من تقدم إلى الانتخابات كمنتخب، وهذا يعبّر عن الحيوية في هذه المدينة من اجل ان يشاركوا في المنافسة الديموقراطية لخدمة الشأن العام وصيدا«.

أضاف: «موضوع مشاركة أبناء المدينة أساسي. ليس حقا للناخب أن يشارك بل هو واجب، وأؤكد لكل شخص ضرورة المشاركة لان الذي يتقاعس ويبتعد عن أن يعبر عن رأيه كأنه يحاول أن يجعل الآخرين يتكلمون باسمه. أقول لكل مواطن: شارك واختر من تريد ولكن عليك ان تشارك لان هذه الصورة يجب ان يعطيها كل مواطن صيداوي وهي ان يشارك في العملية ويعبر عن رأيه«.

وتابع: «بالنسبة إلى فريق لائحة «إنماء صيدا»، ارى ان هذا اليوم بالنسبة إليه هو التعبير الحقيقي عما قام به في السنوات الست الماضية عندما أتى أهل صيدا وشاركوا في الانتخاب وصوتوا للائحة التي مثلتهم فعليا بعملها وإنجازاتها التي روت قصة نجاح، وننظر إلى كل هذه الفترة الماضية وما قامت به البلدية من انجازات تخولها أن تعبر عن هذا النجاح من خلال دعم اهل صيدا وكل المبادرات التي قام بها نواب المدينة الحرصاء على مصلحة صيدا«.

وختم: «نتطلع اليوم الى المستقبل واستمرار هذا الاداء الناجح، وبالتالي هناك جملة من الامور على المدينة ان تحققها في الفترة المقبلة، وانا ارى ان هذا الفريق بقيادة السعودي قدم قصة نجاح ويقدم مشروع نجاح من خلال البرامج التي يعدها مع فريق عمله. أهمية هذا الفريق انه متضامن من اجل تحقيق هذه الاهداف«.

بهية الحريري: معركة انمائية للمدينة

من جهتها، النائب بهية الحريري التي أدلت بصوتها في مركز ثانوية صيدا الرسمية الثانية للبنات (مرجان) قالت ان صيدا برهنت انها تقوم بواجباتها. وان انتخابات صيدا ليست معركة تيار المستقبل او الجماعة او التنظيم او الدكتور عمار، بل هي معركة انمائية للمدينة التي انتخبت اليوم لإنمائها ومستقبلها وتطورها .

وردا على سؤال عن الرسالة التي توجهها الى الدكتور اسامة سعد، قالت الحريري: الدكتور اسامة صديقنا، وهذه عملية ديمقراطية وبالنهاية بعد الانتخابات كلنا سوية سنعود لنضع ايدينا بأيدي بعضنا البعض لننهض بمدينتنا لأن لا أحد يستطيع لوحده ان يكمل الطريق.
صور وبنت جبيل .. رسائل مباشرة الى الثنائي الشيعي
المستقبل..فادي البردان
مع اقفال صناديق الاقتراع في منطقتي صور وبنت جبيل قرأ عدد من المتابعين للشأن الانتخابي في هاتين المنطقتين عددا من الرسائل الموجهة للثنائية الشيعية ومن تلك القراءات ملاحظة تتعلق بتدني نسب الاقتراع في كل من صور وبنت جبيل حيث لم تتجاوز نسبة المقترعين في صور عتبة الـبالمئة والـ بالمئة في بنت جبيل.

واشار المتابعون الى ان تدني نسبة الاقتراع في هاتين المدينتين حيث الاولى من حصة «امل« والثانية من حصة «حزب الله« لا تدعو للتفاؤل بالنسبة إليهما وان كانت مصادرهما تشير الى ان انخفاض هذه النسبة ناجم عن عامل الاغتراب والهجرة في كل منهما.

اما الملاحظة الثانية للمتابعين فتلفت الى تجرؤ عدد من المرشحين المنفردين والمستقلين والحزبيين للمرة الاولى على الخروج من تحت عباءتهما والإعلان عن برامج انتخابية مختلفة عن برامج كل من الطرفين. وفي هذا السياق ترد أوساط «امل« و«حزب الله« ان هذا دليل اخر على عدم وجود الغاء وإقصاء لدينا، حسب قولها.

اما الملاحظة الثالثة للمتابعين فهي انه كان لهذه الانتخابات طابع سياسي وان لَبْس لبوس إنمائي وما يدل على ذلك ان معظم اللوائح المنافسة للوائح امل- حزب الله كانت لوائح يترأسها إما حزبيون يساريون وإما معارضون لسياسات الجانبين أقله على الصعيد الانمائي والخدماتي . ويكرر هؤلاء التناقض في تصريحي كل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد من جباع الذي قال ان لا طابع سياسيا للانتخابات البلدية فيما قال الوزير محمد فنيش من معروب ان هذه الانتخابات ليست بعيدة عن السياسة.

اما الملاحظة الرابعة التي توقف عندها المراقبون فهي الخلاف الخفي بين طرفي الثنائي في عدد من المدن والبلدات وضربوا على ذلك أمثلة خمسة:

في زبقين حيث شكل كل منهما لائحته. وفي حاريص حيث رفض رئيس لائحتها عماد سليمان احمد أعطاءهم اكثر من أربعة مرشحين بدلا من ستة. وفي تبنين حيث شكل رئيس البلدية الحالي نبيل فواز لائحته الكاملة من دون الرجوع لحزب الله الذي شكل لائحته الخاصة. وفي جويا حيث تمرد رئيس بلديتها حسين فضل الله المحسوب على الحزب على قرار الحزب والحركة تشكيل لائحة ائتلافية يترأسها رئيس مجموعة «وعد« حسين جشي وشكل لائحة منافسة اسماها قرار جويا . والبازورية حيث شكل حزبيون ومستقلون مدعومون من العائلات لائحتهم في مواجهة التحالف وانتصر لها مناصرون من الطرفين. وسادس هذه الأمثلة جاء من بلدة طورا حيث تآلف الطرفان لمواجهة لائحة يرأسها رئيس البلدية الحالي محمد دهيني المحسوب على امل والعائلات وانتصر لصالحه مناصرون من الطرفين.

ويخلص المتابعون الى القول ان ملاحظة خامسة جديرة بالاهتمام والتوقف عندها وهي مسارعة الحزب لتبني ترشيح عدد من المخاتير في صور، مستدركا الحركة لتأييد ترشيح ستة عشر مرشحا. ولفت هؤلاء الى ان هذا الامر ليس دليل عافية بين الطرفين بل قد يؤسس لطلاق رجعي مع «نقزة» لن يتم تخطيها بسهولة بينهما.

اما الملاحظة السادسة والتي تؤكد نوعا من العصبية في العلاقة بين فريقي التحالف فكانت اصدار المكتب الاعلامي لحزب الله في صور ظهر أمس بيانا اعلن فيه سحب مرشحيه في ثلاث من القرى جنوب الليطاني وهي زبقين وحاريص وتبنين تاركا للعائلات حرية الاختيار ليعقبه بعد اقل من ساعة ببيان يتمنى فيه سحب هذا البيان من التداول.

وعلى هامش العملية الانتخابية جنوب الليطاني يمكن التأكيد ان منطقتي صور وبنت جبيل قد نجحتا في تجاوز قطوع الانتخابات البلدية والاختيارية بسلام من دون ان يسجل اي حادث عليه «العين» حتى ساعات المساء وذلك رغم المنافسة الشديدة وذلك يعود لعامل أساسي واحد هو عين القوى الامنية من جيش وقوى امنية والتي نشرت عناصرها عند مداخل اقلام الاقتراع كما سيرت دوريات مؤللة في شوارع المدينة وفي كل المناطق الساحلية والداخلية وفي القرى الحدودية.
عائلات النبطية ترفض التهميش.. وضغوط على لائحة «كفررمان الغد»
المستقبل..باسمة عطوي
يشبّه الازدحام الذي غصت به ساحة النبطية أمس، بالازدحام الذي تتميز به أسبوعيا في سوق الاثنين الشعبي، لكن»عجقة» الأمس كانت على شرف «الانتخابات البلدية والاختيارية»، حيث تجمع عشرات من مندوبي المرشحين لتوزيع اللوائح على المارة والسيارات وإرشادهم إلى مراكز الاقتراع في المدينة وسط غابة من أعلام «حزب الله» و حركة أمل وصور المرشحين من كل اللوائح، وعلى وقع الاناشيد الحزبية الحماسية ووسط حضور كثيف للجيش وقوى الامن الداخلي وفريق الاسعاف التابع للهيئة الصحية الاسلامية، علما أن العملية الانتخابية في مدينة النبطية والبلدات الواقعة في قضائها، بدأت بشكل «سلس» فمنذ ساعات الصبح الاولى تأهب أهالي مدينة النبطية لممارسة حقهم الانتخابي، ويبلغ عدد الناخبين في مدينة النبطية وحدها 21851 موزعين على الاحياء الاربعة (البياض، السراي، الميدان وحي المسيحيين) حيث يوجد 38 قلم إقتراع. وتنافس في المدينة 35 مرشحا على 21 مقعدا، فكانت المواجهة بين لائحة مكتملة هي لائحة تحالف «حزب الله» و»أمل»، مقابل 3مرشحين للشيوعي، و9 مرشحين منفردين.

وفي بلدة النبطية الفوقا، التي يبلغ عدد ناخبيها 4725 خصص لهم 8 أقلام اقتراع، وبلغ عدد المرشحين للمجلس البلدي المؤلف من 15 عضوا 23 مرشحا، وتنافس فيها لائحة مكتملة لائحة «الوفاء والتنمية» (مكتملة) مقابل لائحة غير مكتملة، كما إحتدمت في البلدة أيضا المعركة على المخاتير حيث ترشح لمركزي مختار 5 مرشحين.

ورأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر خلال إدلائه بصوته في مهنية النبطية، أن «لبنان وعلى عكس دول المنطقة المحيطة به يتمتع بنعمة تتمثل بقدرة أهله على الانتخاب»، مؤكدا أنه «نموذج للديمقراطية»، وتمنى أن «يخرج لبنان من هذه المحنة وان يبقى هذا النموذج الذي نريده»، معتبرا أنه «للاسبوع الثالث على التوالي يسجل لبنان نجاحا كبيرا في إجراء انتخاباته البلدية والاختيارية»، موجها التحية الى»القيمين على هذا النجاح بإجراء الانتخابات«.

وشدد على «أننا كنواب سنكون في خدمة البلديات للعمل يدا بيد لأن هذه مسؤوليتنا»، لافتا الى أن «الائتلاف بين «حركة امل» و»حزب الله» أنتج الكثير من الامور التنموية وهناك سعي لتنفيذ مشاريع عديدة«.

وأكد محافظ النبطية القاضي محمود المولى، أنه «من الطبيعي أن تشهد الحركة الإنتخابية شكاوى عدة يبديها بعض المرشحين، التي نقوم بمعالجتها فور ورودها«.

وقال في حديث إلى «إذاعة لبنان»، أن «نسب الإقتراع تفاوتت بين قضاء وآخر، وقرية وأخرى، بحسب وتيرة التنافس التي تشهدها، لكن بالإجمال العملية الإنتخابية تسير بشكل ديموقراطي وسلس»، مضيفا ان «مهمتنا تسهيل وصول الناخب الى قلم الإقتراع، ليعبر عن رأيه، وهذا حق دستوري له«.

وكانت بلدة كفررمان، في الواجهة مع المنافسة الحامية في الانتخابات البلدية بين لائحتين، الاولى «التنمية والوفاء» المدعومة من «حزب الله» و»حركة امل»، و»كفررمان الغد» المدعومة من الحزب الشيوعي اللبناني المتحالف مع اليسار الديمقراطي ومع طليعة لبنان العربي الاشتراكي، مع العلم أن نسبة الإقتراع بلغت الـ 60 في المئة من أصل الناخبين البالغ عددهم 5770 بحسب الماكينات. وأشارت معلومات الى ان لائحة «الشيوعي» وجدت نفسها دون رئيس بعدما تبين انسحاب عبدالله علي ابو زيد منها، نتيجة ما اعتبره الشيوعي «ضغوط تعرض لها ابو زيد لابعاده خارج اللائحة«. كما لاحظ المراقبون «حركة تشطيب واسعة بين المقترعين كون الناخبين كانوا يتأخرون خلف الستار». ومن المرجح بحسب مصادر في البلدة، أن»تكون النسب متقاربة بين اللائحتين مع أرجحية بسيطة لتحالف «حزب الله» و»أمل«.

واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب عبد اللطيف الزين بعد ادلائه بصوته في بلدة كفررمان، أن «الإنتخابات هي إنتخابات صادقة وصالحة، ويسود الوئام والمحبة بين ابناء البلدة ولمصلحتها»، ورأى أن «الإنتخابات في النبطية وقضائها تسير بالشكل الذي نتمناه جميعا»، آملا «أن تظل المحبة رائدة ومظللة الجميع«.

في جباع تنافست «لائحة الوفاء والتنمية» (أمل وحزب الله) مكتملة ومرشحون مستقلون. واعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد بعد جولة له في مركز الانتخابات في مدرسة جباع الرسمية، «أن الانتخابات في محافظتي الجنوب والنبطية تجري في جو يهدف الى الانماء في هذه البلدات وتعزيز صمود الناس، والاقتراع يتم تحت سقف سياسي وهوية سياسية واضحة وطنية ومحددة تلتزم خيار المقاومة وتتبنى بنيتها وتحتضن مجاهديها وابطالها«.

وقال: «المعركة ليست سياسية على الاطلاق، المعركة إنمائية يتوافق الناس في كثير من البلدات ويبقى لبعض الناس ،ان يجربوا حظهم اذا لم يجدوا أسماءهم داخل اللوائح«.

وختم: «نحن كما نشاهد الأجواء هادئة والتنافس ناعم حتى الان ونأمل ان يستكمل هذا الاقتراع اليوم وسيكون غدا يوم آخر «.

وفي جرجوع، اختلف المشهد الانتخابي عن بقية قرى الاقليم حيث غاب التوافق بين حزب الله وامل على لائحة موحدة، وشكل كل طرف لائحته. كما شهدت بلدة الكفور اشكالا على خلفية مساعدة شابين لامرأة مسنة على صلة قرابة بهما، للدخول الى مركز الاقتراع، فاعترض احد مندوبي اللوائح على دخولهما وحصل تلاسن، سارعت القوى الامنية المولجة بحماية المركز على معالجته، دون ان تتأثر العملية الانتخابية في بقية اقلام الاقتراع بالمدرسة، فيما عادت لاحقا الانتخابات لتسير بشكل طبيعي.
مخالفات رصدتها «ديموقراطية الانتخابات»
بيروت - «الحياة» 
- لاحظت «الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات» في تقريرها «توثيق حالة رشوة في كفركلا واللافت أن قيمة الرشوة هي 10 آلاف ليرة لبنانية، وتسجيل بعض حالات الانتخاب خارج المعزل، على سبيل المثال، في المتوسطة الرسمية في القليعة وتوزيع بطاقات الهوية على الناخبين عند دخولهم إلى القلم رقم 6 في أحد أقلام حارة صيدا من قبل مندوبي حركة أمل ما يعني أن الهويات قد تم حجزها من قبل، وتركيب كاميرا موجهة إلى مركز الاقتراع في منطقة حومين الفوقا في النبطية».
جولة الجنوب اللبناني الانتخابية... معارك سياسية في «البلدية»
منازلات «غير متوازنة» في معاقل «الثنائي الشيعي»... وصراع أحجام في نيابية جزين الفرعية
 بيروت - «الراي»
صيدا شهدت اختباراً لشعبية الحريري و«التحالف المسيحي» امتحن تَماسُكه في القرى
أضفتْ الخصوصية الكبيرة التي تطبع الجنوب اللبناني بفعل إختزانه البيئة الحاضنة الأساسية للثنائية الشيعية «أمل» و«حزب الله» على امتداد هذه المحافظة، كما قوى سنية أساسية كـ «تيار المستقبل» في صيدا وقوى مسيحية نافذة كما في جزين، طابعاً حاراً على المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي أجريت امس وحوّلت الكثير من وجوه هذه الجولة الى استفتاءات سياسية للقوى الحزبية المنخرطة بقوة فيها.
وشكل هذا العامل عنواناً طاغياً على هذه الجولة، الأمر الذي جعل الأضواء تتركّز على بعض ملامح المحاولات الجريئة التي حاولت اختراق «النفوذ الحديدي» للثنائية الشيعية في مناطق النبطية وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، حيث خاض خصوصاً الحزب الشيوعي ومجموعات يسارية معارك في عشرات البلدات ضد ائتلاف «امل» و«حزب الله»، ولو من منطلق محاولاتٍ صعبة جداً لخرق لوائحهما في وقت كان أطلق زعيما الثنائية الرئيس نبيه بري والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، نفير الاستفتاء على الخط الذي يمثّله تحالفهما تحت عنوان «الوفاء والإنماء» اي المقاومة مقرونة بالإنماء.
وجاء توقيت الانتخابات عشية الذكرى السادسة عشرة لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي في 25 مايو 2000 ليشكل فرصة رمزية للثنائي الشيعي في تحويل الاستحقاق الانتخابي الى محطة لتجديد الولاء الشعبي للخط «المقاوم»، الذي يشهد مناخاً غير مسبوق لتضييق الخناق المالي عليه من خلال قانون العقوبات الاميركي الذي بدأت مصارف لبنان تلتزم به.
ورغم ان المشهد بدا محسوماً سلفاً لمصلحة لوائح «امل» و«حزب الله» من خلال الإقبال الكثيف للناخبين الشيعة على صناديق الاقتراع، فان ذلك لم يحجب ما أراد طرفا الثنائية الشيعية حجبه وتهميشه وهو تنامي عدوى «التجرؤ» على السلطة الحزبية التي تصادر إرادات التغيير في هذا المجتمع، والتي جسّدتها لوائح المعارضين في عشرات البلدات والقرى الحدودية والجنوبية، وخصوصاً في بلدة البازورية، وهي مسقط السيد نصر الله، الأمر الذي يجعل الساعات المقبلة بعد انتهاء عمليات فرز الأصوات محفوفة بالتشويق لمعرفة الأحجام التي تمكّن المعارضون من تحقيقها في هذه المنازلة غير المتوازنة.
اما على المستوى السني، فإن القوة الأساسية التي يمثّلها «تيار المستقبل» في مدينة صيدا بدت بدورها، وفي مفارقة غريبة، كأنها تواجه تحدياً مماثلاً ولو بظروف مختلفة لذاك الذي واجهته الثنائية الشيعية في مناطقها. بمعنى ان «تيار المستقبل» تَعامل مع انتخابات صيدا من منطلق استفتاء على خطه المعتدل وخدماته الانمائية حيث واجه خطر الاختراق من لائحتين منافستين إحداهما لخصمه التقليدي في المدينة «التنظيم الشعبي الناصري» والثانية لقوى إسلامية قريبة من الخط المتشدد الذي كان يمثله الشيخ أحمد الأسير، الموقوف منذ ان قُبض عليه في مطار بيروت محاولاً الهرب الى الخارج، والتفلت من ملاحقته قضائياً في معارك عبرا التي وقعت صيف 2013 مع الجيش اللبناني.
ولذا طغت على معركة صيدا ايضاً ملامح الاستفتاء الحاسم لخط «المستقبل» في الدرجة الأولى وسط ملامح تقدُّم هذا الخط، ولكن من دون إغفال أخطار تعرُّضه للخروق، وخصوصاً ان «المستقبل» يعاني أزمات ذاتية بينها واقع مالي صعب انعكس على تسريح أعداد من العاملين من أبناء صيدا في شركة اوجيه في السعودية، التي يملكها الرئيس سعد الحريري. ومع ذلك لم تُبْد اوساط «تيار المستقبل» في عاصمة الجنوب خشية من بلوغ هذه الصعوبات حد الفشل في انتخابات المدينة في نهاية اليوم الانتخابي مراهِنة على نسبة إقبال كثيفة لمناصري التيار.
اما بالنسبة الى «المقلب المسيحي» من الانتخابات الجنوبية، فإنها تمايزت عن الشركاء الآخرين بانتخابات مدينة جزين خصوصاً، ولو ان بلدات مسيحية في شرق صيدا ذات الأغلبيات المسيحية وكذلك في قضاء جزين وفي مرجعيون والقليعة الحدودية خاضت منافسات حادة، كانت بمثابة امتداد لما شهدته مناطق في جبل لبنان وزحلة سابقاً، لجهة تداخل العوامل الحزبية لاحزاب «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب» مع العوامل العائلية المحلية.
ذلك ان جزين خاضت بكثافة قياسية في نسبة الاقتراع معركة ملء المقعد النيابي الشاغر منذ اكثر من سنتين بوفاة احد نوابها السابقين ميشال الحلو الى جانب المعركة البلدية والاختيارية، ولو ان الاولى بدت طاغية على الثانية. وقد اصطف في المعركة الانتخابية النيابية الفرعية «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» وراء دعم المرشح القوي الأساسي أمل ابو زيد في مواجهة ثلاثة مرشحين آخرين ابرزهم ابراهيم عازار ابن النائب السابق سمير عازار الذي يحظى بمكانة قوية في جزين وكان من أبرز رموز التحالف مع الرئيس نبيه بري.
واذ بدا مرجحاً بقوة فوز أمل ابو زيد المرشح الاساسي للتيار الحر، الا ان النقطة الاساسية التي بدت شاغلة زعيمه العماد ميشال عون خلال ساعات النهار الانتخابي تركّزت على معرفة وجهة تصويت أنصار حركة «امل» باعتبار ان الرئيس بري ترك الحرية لهم في الانتخابات، بعدما قيل انه حاول النأي بنفسه عن التسبب بعامل خلاف إضافي مع عون، وخصوصاً ان ابراهيم سمير عازار محسوب ايضاً على بري. ويعود هذا الامر الحساس الى كون منطقة جبل الريحان ذات الغالبية الشيعية في جزين يمكنها ان تكون منطقة ترجيح النتائج النهائية للمعركة وان انصار «حزب الله» فيها سيصوّتون لمصلحة مرشح التيار الحر. اما اذا صبت أصوات أنصار حركة «امل» لمصلحة ابراهيم عازار فان الأمر سيتخذ طابعاً خطراً على مرشح التيار ولو مدعوماً من الأحزاب المسيحية و«حزب الله».
وفي موازاة الاختبار الآخر الذي شكّلته انتخابات جزين الفرعية خصوصاً للتحالف المستجدّ بين «القوات اللبنانية» و«التيار الحر» في محاولة لمحو الصورة المهتزّة التي ظهر عليها في انتخابات جبل لبنان البلدية الأحد الماضي ولا سيما في جونية، فإن رمزية انتهاء «فرعية جزين» الى انتخاب نائب جديد استقطبت الاهتمام باعتبار ان هذا النائب سيكون الوحيد غير الممدًّد له في البرلمان الذي مُدِّد له مرتين متتاليتين منذ العام 2009 ما سيعزز المناخ الضاغط لإسقاط كل ذريعة لعدم إجراء الاستحقاق النيابي في مواعيده بعد نحو عام او حتى قبل ذلك.

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

عمليات بحث مكثفة عن الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية المنكوبة ..السيسي: تحديد سبب تحطم الطائرة يستغرق وقتاً...“تليغراف”: انفجار داخلي وقع بجانب الطائرة الأيمن..مقتل 7 إرهابيين بمداهمات في سيناء وتوقيف 3 متورطين بهجمات في القاهرة و«الإخوان» ترحب بفصل العمل الدعوي عن السياسي

التالي

هاشم ثاتشي يمسِك برئاسة كوسوفو وعبوات الغاز تلاحقه في البرلمان..يلدرم يتعهد اتباع نهج أردوغان....كلفه أردوغان بعد قبول استقالة داود أوغلو.. يلدريم رئيساً للحكومة الـ65 في تاريخ تركيا

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,069,447

عدد الزوار: 7,053,814

المتواجدون الآن: 72