اسرائيل أعلنت مصادرة سفينة في المتوسط تنقل أسلحة من ايران الى "حزب الله"

تاريخ الإضافة الخميس 5 تشرين الثاني 2009 - 5:32 ص    عدد الزيارات 3634    التعليقات 0    القسم دولية

        


قبيل ساعات من بدء الجمعية العمومية للامم المتحدة مناقشة تقرير غولدستون الذي يتهم اسرائيل بارتكاب انتهاكات ترقى الى جرائم حرب خلال هجومها على قطاع غزة اواخر العام الماضي، وغداة اعلان مسؤولين اسرائيليين ان حركة المقاومة الاسلامية "حماس" تملك صواريخ يمكن ان تصل الى تل ابيب، وفيما تجتاز المفاوضات "النووية" بين ايران والغرب مرحلة دقيقة، اعلنت اسرائيل انها اعترضت امس في البحر المتوسط سفينة تحمل "مئات الاطنان" من الاسلحة المرسلة من ايران الى "حزب الله" في لبنان عبر سوريا. وقالت ان الشحنة، وهي الاكبر من نوعها تصادرها الدولة العبرية، تضم صواريخ يمكن ان تصل الى مدن اسرائيلية. واعادت هذه العملية الى الاذهان مصادرة السفينة "كارين اي" عام 2002 عندما قالت اسرائيل انها كانت تحمل 50 طناً من الاسلحة الى السلطة الفلسطينية وما تلا ذلك من حصار لمقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية. وقد نفت دمشق وطهران الاتهامات الاسرائيلية المتعلقة بالسفينة التي تضاربت الروايات عن وجهتها.
وقال الجيش الاسرائيلي ان وثيقة ايرانية عثر عليها على متن السفينة تثبت ان شحنة الاسلحة كانت مرسلة من ايران، الا ان الوثيقة لم تعرض على الصحافيين شأن الاسلحة المصادرة في ميناء اشدود جنوب تل ابيب.
وصرح نائب قائد البحرية الاسرائيلية روني بن – يهودا بأنه على ضخامة حجم الشحنة، فإنها "نقطة من بحر" الاسلحة التي تشحن الى "حزب الله". واضاف: “عثرنا على عشرات الحاويات ومئات الاطنان من الاسلحة والذخائر المرسلة الى حزب الله والآتية من ايران".
واوضحت الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي اللفتنانت كولونيل افيتال ليبوفيتش: "ان شهادة الشحنة هي التي اظهرت انها آتية من ميناء ايراني. ان كل شهادات الشحن تمهر في المرفأ الذي تنطلق منه، وهذه الشحنة ممهورة في مرفأ ايراني".

 

الاعتراض

وجاء في بيان للبحرية الاسرائيلية ان مجموعة كوماندوس تابعة لها، اعترضت قبيل فجر الاربعاء سفينة "فرانكوب" التجارية التي ترفع علم انتيغوا على مسافة مئة ميل بحري (180 كيلومتراً) من سواحل اسرائيل، وان العملية جرت "قرب قبرص". وقال ان الكوماندوس عثر لدى تفتيش السفينة على معدات عسكرية مخبأة في شحنة مدنية، ثم اقتيدت السفينة الى مرفأ اشدود. واضاف ان قبطانها البولوني الجنسية لم يكن يعرف شيئاً عن محتوى الحملة، وانه ترك الكوماندوس الاسرائيلي يفتش السفينة. واشار الى انه لم يلجأ الى العنف خلال عملية الاعتراض.
وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان وحدة الكوماندوس ارغمت السفينة على التوقف اثر معلومات استخبارية وصلت الى الدولة العبرية بأنها تحمل صواريخ مضادة للطائرات تصفها اسرائيل بـ"سلاح يخرق التوازن" لانه يهدد الطائرات الحربية الاسرائيلية التي تخرق الاجواء اللبنانية. وافاد ان المعلومات الاستخبارية اكدت ان السفينة كانت محملة "بذخيرة وليس بمجرد عيارات نارية". واكد ان الاسلحة ايرانية وان وجهة السفينة كانت سوريا، حيث ستفرغ شحنة الاسلحة فيها ومن ثم تنقل الى ايدي "حزب الله" في لبنان.
واورد الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان السفينة ابحرت من ايران وتوقفت في اليمن قبل ان تعبر قناة السويس.
لكن مصدراً بحرياً في قبرص قال انه كان مقرراً ان ترسو السفينة في لبنان.
اما بيانات "اي آي لايف" لمتابعة السفن، فقالت انه كان من المفترض ان تصل السفينة الى ميناء دمياط المصري في الاول من تشرين الثاني الجاري، وانها شوهدت آخر مرة في 31 تشرين الاول بين لبنان وقبرص.
وتجدر الاشارة الى ان السفينة تملكها شركة "ريديري غيرد بارتلز" الالمانية للشحن البحري التي تتخذ ميناء هامبورغ مقراً لها.
وقال موظف في الشركة التي تشغل السفينة، إنه كان يفترض فيها ان تتوجه من مصر الى قبرص ثم الى لبنان وتركيا.

 

صواريخ وقذائف

وبعد ساعات من اقتياد السفينة الى أشدود، أخرج الجنود الاسرائيليون المئات من صناديق الذخيرة من الحاويات حيث كانت مخبأة خلف أكياس الاسمنت. وعرضت السلطات الاسرائيلية جزءاً من الاسلحة التي تضم قذائف صاروخية من مختلف الاحجام وقذائف هاون وقنابل يدوية وذخيرة لبنادق "إ ي كي 47". وتحمل أكثر الصناديق بيانات بالاسبانية والصينية والانكليزية.
وقال بن – يهودا انه لم يعثر في الشحنة على صواريخ أرض – جو أو صواريخ مضادة للدروع.
وأعلنت اسرائيل ان كميات نوعية وكميات الاسلحة التي على متن السفينة اكبر من تلك التي ضبطت على متن السفينة "كارين اي" في 2001.
وقال المراسل العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان "الجيش الاسرائيلي يستعد للقيام بحملة اعلامية ودعائية لاستغلال قضية السفينة في مواجهة تداعيات تقرير غولدستون".
واستمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في اسرائيل في جلسة له صباح أمس الى سلسلة تقارير عن ضبط السفينة والاتصالات الهادفة الى معاودة المفاوضات مع الفلسطينيين وتداعيات تقرير غولدستون.

 

نتنياهو

وأصدر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً جاء فيه ان هذه المصادرة "تقدم دليلاً جديداً... على ان ايران تواصل تزويد منظمات ارهابية تريد ضرب المدن الاسرائيلية وقتل المدنيين الاسلحة... لقد حان الوقت ليمارس المجتمع الدولي ضغوطاً على ايران لوقف أعمالها الاجرامية وليدعم اسرائيل عندما تدافع عن نفسها".
وفي وقت سابق أشاد نتنياهو بـ"أداء الجيش والبحرية والأجهزة الامنية في هذه العملية الرامية الى منع تسليم أسلحة تهدد المدن الاسرائيلية".

 

بيريس

وصرح الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بأنه "لا يساوره أدنى شك في ان السفينة التي تم اعتراضها قد توجهت من ايران ونقلت السلاح الى حزب الله". واضاف لدى زيارته احدى قواعد الجيش الاسرائيلي حيث شهد تمرينا مشتركا مع الجيش الاميركي لاعتراض صواريخ، واستمع الى شرح عن المناورات ان "جميع الاطراف ذوي الشأن ينفون ضلوعهم فيه، لكن العالم بأسره يشهد البون الشاسع القائم بين ما تقوله سوريا وايران وما تفعلانه".
 
 

باراك

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك إن ضبط السفينة "منع دخول أسلحة وصواريخ الى الحلبة الارهابية الشمالية".
ونقلت عنه الاذاعة الاسرائيلية العامة إن ضبط السفينة "هو نجاح آخر في الصراع غير المتوقف ضد محاولات أسلحة وتسلح هدفها تقوية الجهات الارهابية التي تهدد أمن اسرائيل".

 

سوريا وايران تنفيان

• في طهران، نفى وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ونظيره السوري وليد المعلم الاتهامات الاسرائيلية.
ونقل تلفزيون "برس" الايراني الحكومي الذي يبث بالانكليزية عن المعلم ان "السفينة لم تكن تحمل اسلحة ايرانية الصنع لسوريا او لايران"، لكنها كانت تحمل في الواقع سلعاً سورية الصنع مخصصة للاستهلاك في ايران. 

رام الله – من محمد هواش / طهران – الوكالات


المصدر: جريدة النهار

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,210,283

عدد الزوار: 6,940,570

المتواجدون الآن: 125