الطفيلي لـ«المستقبل»: «حزب الله» سيحمل إرث الكثير من الدماء في سوريا ولبنان... توقيف 13 شخصاً بعد اشتباكات السعديات....مجلس التعاون يؤيد قرار السعودية بمراجعة علاقاتها مع لبنان

لبنان تحت تأثير صدمة القرار السعودي ومخاوف من «الآتي الأعظم»...مخاوف من تداعيات اقتصادية كارثية....بان يدين تصريحات نصر الله بشأن ضرب حاويات الأمونيا بحيفا

تاريخ الإضافة الأحد 21 شباط 2016 - 7:10 ص    عدد الزيارات 2040    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحريري في دار الفتوى.. والمجلس الشرعي الأعلى يحمّله «رسالة وفاء» إلى السعودية والحكومة مطالبة بإصلاح ما أفسدته «الخارجية»
المستقبل...
تخيّم على اللبنانيين في الوطن والمهجر العربي أجواء قلق مصحوبة بالأسف وحبس الأنفاس غداة القرار غير المسبوق الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بوقف المساعدات العسكرية والأمنية للبنان من ضمن جملة مقررات وضعتها في إطار «المراجعة الشاملة» للعلاقات مع الدولة اللبنانية رداً على مواقفها الرسمية غير المنسجمة مع «العلاقات الأخوية بين البلدين» في كل من مؤتمري القاهرة العربي وجدّة الإسلامي. ولأنّ القلق آخذ بالتعاظم خشية تعمّق الشرخ مع المملكة وعموم دول مجلس التعاون الخليجي الذي أعرب أمس عن تأييده للقرار السعودي بحق لبنان، مع ما قد ينتج عن ذلك من تداعيات كارثية على مصلحة البلد ومصالح أبنائه الحيوية سواءً المقيمين منهم في الوطن أو المحتضنين والمؤتمنين على أرزاق عوائلهم في الخليج العربي، تعالت الأصوات الوطنية خلال الساعات الماضية مطالبةً الحكومة بإصلاح ما أفسدته سياسات «الخارجية» العونية بالتكافل والتضامن مع عدائية «حزب الله» تجاه السعودية والعرب، في أسرع وقت ممكن لتطويق ذيول التدهور في العلاقات اللبنانية العربية الرسمية والحؤول دون مزيد من التطورات السلبية الدراماتيكية على مستوى هذه العلاقات سياسياً واقتصادياً.

وفي هذا الإطار، حضّ الرئيس سعد الحريري أمس الحكومة «على أن تتحرك باتجاه المملكة العربية السعودية» لبحث سبل حل الأزمة الناتجة عن المواقف المتخذة «في جامعة الدول العربية وفي كل المنابر الدولية ضد المملكة»، واصفاً الموقف اللبناني الرسمي في المؤتمر الإسلامي الأخير في جدّة إزاء موضوع الاعتداء على البعثة الديبلوماسية السعودية في إيران بأنه «موقف غير عربي وغير مفهوم»، مع تشديده في الوقت عينه على أنّ «الكلام المرفوض الذي يصدر عن المنابر سواءً من «حزب الله» أو آخرين باتجاه المملكة لا يمثل لبنان والسياسة اللبنانية».

الحريري، وبعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، جزم رداً على أسئلة الصحافيين بأنّ الحزب «والتيار الوطني الحر» يتحملان مسؤولية ما حصل مع السعودية، وأعرب عن أسفه لرفض الوزير جبران باسيل السير بالإجماع العربي، مؤكداً في المقابل على وجوب أن يكون موقف لبنان مع العرب وإجماعهم.

ولاحقاً، استقبل الحريري في بيت الوسط أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة المفتي دريان الذي توجّه إليه بالقول: «نحن نعوّل عليك كثيراً في إعادة ترتيب العلاقة اللبنانية - السعودية، فأنت الأجدى لتصحيح هذه العلاقات لأنّ المسلمين السنّة في لبنان وغالبية اللبنانيين هم أهل الوفاء للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وسائر دول الخليج، ونحن معكم يا دولة الرئيس لتوصلوا هذه الرسالة إلى المملكة من أعلى مجلس في الطائفة السنية، لأنّ مواقفنا هي مواقف داعمة لمن وقف معنا في أزماتنا». أما الحريري فكانت له كلمة مرحبة شدد فيها على ضرورة تكاتف الجهود السياسية والروحية في سبيل مواجهة خطر التطرف والتأكيد في المقابل على أهمية الاعتدال ومفاهيمه، مشيراً في الوقت عينه إلى ضرورة وحدة المسلمين باعتبارها الركيزة الأساس لوحدة لبنان. كما تطرق إلى قضية السجناء الإسلاميين داعياً إلى «الإسراع ببتّ محاكمة جميع الموقوفين من دون أي تلكؤ أو تأخير لتبرئة من تثبت براءته ومعاقبة من ارتكب أعمالاً إجرامية أو إرهابية».

«المستقبل»

تزامناً، عقدت كتلة «المستقبل» النيابية أمس اجتماعاً طارئاً برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة لمناقشة مستجدات العلاقات اللبنانية السعودية مؤكدةً في بيان أنّ قرار المملكة الأخير المتعلق بوقف الهبتين المقررتين سابقاً للجيش والقوى الأمنية إنما أتى «نتيجة الاستهانة والاستخفاف بالمصلحة الوطنية اللبنانية من قبل وزير الخارجية والتنكر لتاريخ السياسة الخارجية المستقرة والمعتمدة من قبل لبنان في علاقاته مع الدول العربية الشقيقة». وإذ نددت بهذه الارتكابات التي «مسّت بعروبة لبنان وانتمائه الحاسم للعالم العربي الذي عبّر عنه اللبنانيون في وثيقة الوفاق الوطني وفي الدستور»، نبهت الكتلة من «التفريط بمصالح اللبنانيين في العالم نتيجة تهجم «حزب الله» المسف بحق المملكة والدول الخليجية والعربية وتهوره ومغامراته غير المسؤولة والبعيدة عن مصالح لبنان واللبنانيين وعمله على تعطيل الهبتين السعوديتين منذ الإعلان عنهما»، داعيةً الحكومة في المقابل إلى «تأكيد الالتزام بالإجماع العربي والقيام بتحرك واجتماع فوري لمجلس الوزراء لمعالجة هذه الأزمة وإبقاء جلساتها مفتوحة، وكذلك إرسال وفد على أعلى المستويات إلى السعودية لمعالجة هذه الأزمة الخطيرة».

الجميل

كذلك دعا الرئيس أمين الجميل رئيس الحكومة تمام سلام إلى «وقفة مسؤولة، والحكومة إلى التضامن الكامل بما يؤمن معالجة الأمر سريعاً، والتأكيد للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عمق العلاقات بين بلدينا وتمسكنا بالمصالح السعودية والعربية»، داعياً «كل الأطراف السياسية إلى أن تقوم بمراجعة وجدانية لمواقفها والخروج بموقف وطني كامل حول هذا الموضوع».

جنبلاط

بدوره، جدّد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط مناشدة قيادة المملكة «إعادة النظر بقرارها»، ودعا «كل القوى اللبنانية إلى إعادة النظر بمواقفها تجاه الدول العربية والتأكيد على عروبة لبنان وعدم الخروج منها أو عليها (...) والامتناع عن إصدار مواقف تفاقم اضطراب العلاقات وانتكاستها» مع السعودية والعرب، معرباً عن أمله في «أن يكون ما حدث مجرد غمامة صيف عابرة كي تستعيد العلاقات اللبنانية- السعودية والعلاقات اللبنانية- الخليجية طبيعتها وتستأنف المسيرة المشتركة من التقارب العروبي الأخوي الصادق».

جعجع

من ناحيته، طالب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الحكومة بأن «تلتئم وتوجّه طلباً رسمياً إلى «حزب الله» بالامتناع عن مهاجمة السعودية تحت طائلة تنفيذ قانون العقوبات اللبناني»، داعياً إلى «تشكيل وفد رفيع المستوى قوامه نصف الحكومة الحالية مع رئيسها لزيارة المملكة والطلب منها إعادة استئناف مساعداتها إلى لبنان».

الخارجية

وفي الأثناء، حاولت وزارة الخارجية أمس النأي بنفسها عن مسببات الأزمة الناتجة أساساً عن قراراتها الخارجة عن الإجماع العربي، فأصدرت بياناً مطوّلاً تهجّمت فيه على المواقف الوطنية المنتقدة لهذه القرارات التي برّرتها بأنها جاءت مبنية على «البيان الوزاري وبالتنسيق مع رئيس الحكومة»، مؤكدةً في الوقت نفسه على «العلاقة التاريخية العميقة مع السعودية المبنيّة على روابط وثيقة بين الدولتين والشعبين»، كما تعهدت ببذل الجهود «لحماية هذه العلاقة مما يسيء إليها خارجاً عن إرادة الوزارة والحكومة»، مع تعويلها في هذا الإطار على «أهمية التفهّم السعودي لتركيبة لبنان وظروفه وموجبات استمرار عمل حكومته واستقراره».
رأى أن التوافق المسبق على رئيس تسلّط وإلغاء للآخرين... الطفيلي لـ«المستقبل»: «حزب الله» سيحمل إرث الكثير من الدماء في سوريا ولبنان
حاوره: علي الحسيني
حذّر الأمين العام السابق لـ»حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي من أن «حزب الله» الذي شارك في الفتنة السورية منذ بدايتها أي قبل ولادة التيارات المتشددة بسنوات تحت حجج وتبريرات متعددة ومتنوعة، سيحمل إرث الكثير من الدماء في سوريا ولبنان»، معتبراً أنه «حتّى الساعة يُمكن للحزب تجنّب الخسائر البرية المتزايدة في الحرب وتجنب تبعات الفتنة المذهبية على شيعة لبنان، من خلال إنسحابه من سوريا«، قبل أن يعود ويؤكد أن «قرار الإنسحاب هذا موجود في طهران التي تختلف حساباتها عن حسابات شيعة لبنان«.

ولفت في حديث إلى «المستقبل» إلى انه «اذا استمر النظام في طهران في سياسة القمع والتسلط وحجز الحريات والفساد، فإن الامور ذاهبة حتماً نحو انفجار ما قد يعيد مشهد سقوط الشاه»، وأكد أنه لم يكن يظن «ان البعض يُقّدم أهله وبلده طعمة للدول الكبرى لأن شعبه صرخ من الظلم وطلب بعض العدل». وتمنى «ان تُحوّل المساعدات التي كانت سترسلها السعودية إلى لبنان، للشعب السوري لكي يستطيع الدفاع عن نفسه».

وفي ما يلي نص الحوار:

[ هل تعتقدون أن الفرقاء اللبنانيين قادرون على انتخاب رئيس للجمهورية وتجاوز عقدة التوافق الخارجي؟

- يتنافس الزعماء اللبنانيون منذ قرون على خدمة الدول صاحبة النفوذ في المنطقة وخارجها، بهدف الاستقواء على اقرانهم المحليين. وبمفهوم الثقافة السياسية اللبنانية المعاصرة والقديمة، الزعيم العظيم والحاكم الفذ واللبناني الاول من يتحالف مع الشيطان ويغدر بأقرانه وأصدقائه وأعوانه فيثلم عيونهم ويمنعهم من الزواج والانجاب ويصادر املاكهم ويهدم بيوتهم ويقتلهم. هذه هي مدرسة زعماء لبنان الحديث والقديم، وما يشاهده اللبنانيون اليوم ليس اكثر من تكرار، مع تغيير بسيط في أسماء الأبناء والاحفاد الكرام.

لهذا رهنوا ارادتهم بإرادة الآخرين وخانوا المواطنين وسيبقى هذا حالهم، ولن يتمكنوا من انتخاب رئيس للبلاد بعيداً عن هذه المدرسة وبتقديري سيبقى البلد مشلولاً حتى نهاية الازمة في سوريا، وقد يستمر الشلل لأبعد من ذلك، حتى لو اتفقوا على رئيس.

[ كيف قرأتم معادلة السيد حسن نصرالله ضرورة التوافق المسبق على الجنرال ميشال عون رئيساً وإلا لا نصاب؟

- سياسة التوافق المسبق على الرئيس سياسة الخائف على مرشحه من عدم الوصول، والاصرار على التوافق المسبق على مرشح معين تسلط تعسفي والغاء لكل الآخرين والقبول بهكذا نوع من التوافق قبول بالإلغاء والتسلط.

[ ما هي قراءتكم للقرار الذي اصدرته المملكة العربية السعودية بإيقاف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني؟

- في الحقيقة اتمنى ان تُحوّل المنحة التي كانت مُعدة لتسليح الجيش اللبناني الى تسليح الشعب السوري ليتمكن من الدفاع عن نفسه في مواجهة الغزو الروسي الاجرامي. كما اطالب كل الدول الاسلامية والمسلمين بأن يقدموا ما يستطيعون من السلاح والرجال للدفاع عن سوريا العزيزة وطرد الجيش الروسي منها.

[ هل تتوقعون استمرار «حزب الله« في سياسته الحالية في لبنان وسوريا في حال اصبحت المعارضة السورية جزءا من النظام؟

- هذا يختلف باختلاف حجم التغيير في النظام السوري وحجم تأثير حلفاء الحزب في سياسة النظام وان كنت اتوقع ان دمشق ستتحول تدريجياً لغير صالح الحزب مما سيضعف الحزب حتى داخل طائفته، وسيحمل ارث الكثير من الدماء التي سقطت في سوريا وفي لبنان، وسيكون لهذا التغيير بالغ الاثر على وجود الحزب فضلا عن سياسته الحاضرة .

[ لكن ثمة من يعتقد أن مشاركة «حزب الله« في الحرب السورية حمت لبنان من وصول التكفيريين الى جونية، هل اثبتت التجربة لا سيما الاوضاع الامنية في لبنان خلال الاعوام الماضية صحة هذا الرأي؟

- الحديث عن خطر التكفيريين فيه الكثير من التهويل والتضليل لاسباب كثيرة منها: ان الحزب شارك في الفتنة السورية منذ بدايتها أي قبل ولادة التيارات السنية المتشددة بسنوات، في حينها كان يبرر مشاركته في القتال في سوريا الى جانب النظام بحماية بعض القرى الشيعية او الاضرحة، ثم بعد ذلك بحماية نظام الممانعة، وبعد ان فقدت هذه التبريرات تأثيرها، حمل راية مواجهة الارهاب التكفيري واليوم بعد الدخول الروسي على خط القتال، تحول مع حلفائه الى فصيل صغير تابع للدب الروسي، ولم يبق لهم الا الموت وتدمير المنطقة خدمة لمشاريع الدول الكبرى. وما يثير الذهول فرح البعض وحديثه عن انتصاراته ببركة الغزو الروسي الصليبي لسوريا وقتله لكل شيء حتى للأطفال والنساء في المستشفيات.

أضاف «كان الحريّ بهذا البعض وبكل مسلم بل من واجبهم الدفاع عن الشعب السوري وقتال المحتل الروسي، لان المحتل محتل سواء كان اميركياً او روسياً او صهيونياً، في سوريا او في فلسطين او في اي مكان آخر من بلاد المسلمين«.

وتابع: «ما كنت اظن ان البعض يقدم اهله وبلده طعمة للدول الكبرى لان شعبه صرخ من الظلم وطلب بعض العدل. وليس في الدنيا مغفل فضلاً عن عاقل يمكن ان يصدق ان بوتين يحارب في سوريا حتى يثبت خط الممانعة فيها ، ويمنع سقوطها في حضن اسرائيل، ثم يودعنا لننعم بالخير«.

وأردف: «أيها المسلمون واجبكم الدفاع عن الشعب السوري، ومقاومة المحتل الروسي كما هو واجبكم في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين . وحليف عدو الله الروسي في سوريا هو حليف عدو الله الصهيوني في فلسطين، اليست هذه بديهيات دين الله؟ ام ان هناك ديناً جديداً لم نسمع به يميز بين الاحتلالات، ويسمح بقتل اطفال المسلمين في سوريا واستباحة ارضها ويجب ان لا ننسى ان تنظيم الدولة الاسلامية ربيب حلف الممانعة ورضيعه خدم سياسته وسياسة الدول الكبرى وكان وبالاً على المعارضة السورية«.

[ بعد انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان، حصل انفتاح سني - شيعي في المنطقة نتيجة هذا الانتصار ثم عادت وتدهورت هذه العلاقة بعد تدخل الحزب في سوريا، برأيكم هل ممكن اعادة ترميم هذه العلاقة من جديد وكيف؟

- منذ قيام الجمهورية الاسلامية في ايران شهدت المنطقة فترات توتر مذهبي ملحوظ، لكن بعد تدخل مقاتلين شيعة من لبنان والعراق وايران في سوريا تحول التوتر الى فتنة خطيرة، وللخروج من هذه الفتنة على المقاتلين الشيعة الخروج فوراً من سوريا والوقوف الى جانب الشعب السوري المسلم الذي تسحقه آلة الحرب الروسية الصليبية.

وأوضح أنه «من المفيد معرفة أن المذهبيات، أو الفكر المذهبي ليس له ما يبرره في الاسلام ومن اراد ان يلتزم بحكم القرآن الكريم يجب ان يخرج من هذه المذهبيات ويلتزم بالاسلام دون زيادة او نقيصة احدثتها هذه المذهبيات، والقرآن الكريم يلزم المسلمين جميعاً ان يكونوا يداً واحدة تحكمهم نصوص القرآن الكريم.

[ برأيكم الى متى سيستمر «حزب الله« في الدفاع عن النظام السوري؟ وما هو مصيره في حال رحل الاسد ونظامه؟

- حتى تأتيه اوامر طهران بالانسحاب. ويمكن لتجنب الخسائر البرية المتزايدة في الحرب ولتجنب تبعات الفتنة المذهبية على شيعة لبنان، ان ينسحب الحزب من سوريا لكن كما هو معروف القرار في طهران، وحسابات طهران تختلف عن حسابات شيعة لبنان. ومن جهة اخرى فإن سياسة الحزب في السنوات الاخيرة ربطت بشكل غير منطقي بين مصير النظام السوري ومصير الحزب، وبات رحيل النظام السوري يشكل خطراً حقيقياً على استمرار الحزب في حين كان يمكن له ان يبقى منيعاً سواء بقي النظام او رحل.

[ هل تعتقدون ان سوريا ستعود الى ما قبل آذار 2011، ام أن سوريا الجديدة لا علاقة لها بسوريا القديمة؟ وهل ستتدخل الطائفة العلوية لمحاسبة الفاسدين الذين احتموا بها؟

- سوريا بعد سقوط اكثر من مليون قتيل، وبعد الدمار شبه الكامل لن تكون سوريا قبل آذار 2011، لا في السياسة ولا في غيرها، وطريقة التدخل الغربي تثير الرعب في المنطقة وقد تستنسخ نظام الفوضى العراقي في سوريا، لكن من الواضح ان نظام آل الاسد لن يبقى. ثانياً من المهم القول إنه وقبل التدخل الروسي كانت المعنويات في الحضيض، اليوم الوضع ليس بهذه الدرجة، لكن اصوات التغيير ما زالت موجودة، وبتقديري سيكون لها دور في فرض تعديلات على سياسة النظام.

[ بعد الكيماوي والبراميل المتفجرة واستخدام التجويع، وبعد مشاركة ميليشيات من لبنان والعراق فضلاً عن الطائرات الروسية للحؤول دون سقوط نظام الاسد، كيف ترون مستقبل الاوضاع في سوريا في ضوء الكر والفر بين المعارضة والنظام والمساعي الدولية لإنهاء الحرب السورية وآخرها جنيف3؟

- اثبتت الوقائع ان جنيف3 لم يكن للحل. والسياسة الاميركية في سوريا ما زالت سياسة تصعيد واشعال النار، بدليل التصعيد الروسي لدائرة العنف اثناء المفاوضات، والحديث عن حلف عسكري اسلامي يدخل سوريا للدفاع عن المعارضة. على اي حال هناك كلام عن حلول نأمل ان تكون صادقة لكن الوقائع تنذر بالشر.

[ هل ما زال النظام السوري مسيطراً على كامل سوريا كما يروّج الاعلام الحربي لـ»حزب الله«، ام ان هذا النظام انتهى الى غير رجعة؟

- سوريا ساحة حرب وجماعة النظام مثل كل الجماعات الاخرى، ولولا الدخول الروسي العنيف على خط المعارك لسُحق النظام وأعوانه، واذا استطاعت المعارضة التكيّف مع متغيرات المعركة وتمكنت من معالجة المتغير الروسي على الارض، وهو امر قد يحدث في اي لحظة، فسنشهد فصلاً مثيراً حقاً.

[ بعدما افشل النظام مؤتمر جنيف 3، الى اين تجنح الامور في سوريا؟

- الى مرحلة جديدة من عضّ الاصابع في الميدان.

[ كيف تنظرون الى مستقبل سوريا في ظل التدخل الروسي العسكري المباشر لصالح النظام، وهل بدأت فصائل الثورة تشعر بالهزيمة؟

- من الجيد هنا التذكير بأفغانستان التي تخوض حربها المستمرة منذ ثلاثة عقود ونصف مع السوفيات اولاً ومع الأميركان وأعوانهم ثانياً، ولم تركع بخلاف الآخرين، وسوريا ليست دون افغانستان، تستطيع ان تتعامل مع الغُزاة وتهزمهم بعون الله.

[ ما المطلوب عربياً لوضع حدّ للتدخلات الايرانية في الدول العربية ولإنقاذ اهالي الاحواز؟

- الضعيف يثير شهية الآخرين ويشجعهم على النيل منه والتدخل بشؤونه. وحتى نمنع الدول الكبرى من التدخل في شوؤن المنطقة، ونفرض على الدول الاقليمية احترام جيرانها، علينا ان نخرج من ضعفنا، واول خطوة في هذا الطريق هي ان نعمل لنوع من الفدرالية التي تجمعنا في كيان سياسي واحد مع حفظ خصوصية كل بلد، وكل كلام دون هذا عبث لا قيمة له ولا اثر.

[ هناك صراعات حقيقية بين المحافظين والاصلاحيين في ايران، هل يمكن ان تتحول هذه الصراعات الى ثورة على نسق ما شاهدنا في اكثر من دولة عربية؟

- اذا استمر النظام في طهران في سياسة القمع والتسلط وحجز الحريات والفساد، حتماً الامور ذاهبة نحو انفجار ما قد يعيد مشهد سقوط الشاه.

[ تبدو المنطقة على صفيح ساخن لصراع سني - شيعي لا سيما في اعقاب تدهور العلاقة بين طهران والرياض جراء الاعتداء على سفارة الاخيرة وقنصليتها في ايران.. هل من حلول تجنّب المنطقة انفجاراً مذهبياً لا يبقي ولا يذر؟

- الحلول معروفة لكن الرغبة غير موجودة والظاهر ان هناك من يرى من الحكام مصلحة أن تثبيت الانظمة لا يكون الا من خلال شد العصب المذهبي.

[ برأيكم هل أفاد التوقيع على الاتفاق النووي إيران؟

- حتما هناك فوائد اقتصادية وسياسية، لكن هناك ايضا خسائر سيادية.

[ لماذا لم تغير ايران سياستها في المنطقة العربية بعد هذا الاتفاق، وهل جرى تقاسم النفوذ معها في المنطقة؟

- ولماذا التغيير؟ التحالف بين ايران واميركا قديم بقدم التدخل الاميركي في افغانستان والعراق، والتوقيع على الاتفاق مجرد اعلان متأخر لزواج قديم.

[ هل تعتقدون ان قرار رفض ترشيح حفيد الخميني السيد حسن الخميني الى مجلس خبراء صيانة الدستور سيتم نقضه؟ وفي حال استمر في ترشيحه كيف ستكون تداعيات هذا القرار على الداخل الايراني؟

- رفض ترشيح السيد حسن الخميني لمجلس الخبراء خوف لا يبرره سوى الاحساس بالضعف وعدم الثقة بالنفس وهو نذير شؤم، آمل ان يستمر السيد حسن بالترشح، وآمل ان تخرج ايران من نفق الفساد والفتن المذهبية وان تكون عاملاً مفيداً تخدم وحدة المسلمين وقوتهم وآمل ان يلاقيها الاخرون في منتصف الطريق.
توقيف 13 شخصاً بعد اشتباكات السعديات
بيروت - «الحياة» 
استعادت منطقة السّعديات التي تربط بيروت بقرى الجنوب والشوف هدوءها صباح أمس، بعد اشتباكات ليلية بين عناصر من «سرايا المقاومة» ومسلحين وبعض أهالي المنطقة، استخدمت فيها الأسلحة الحربية الخفيفة والمتوسِّطة. وفرضت وحدات الجيش طوقاً وانتشاراً أمنياً حول المكان لتهدئة الوضع، كما سيّرت دوريات مكثفة وركّزت حواجز ثابتة وظرفية في أنحاء المنطقة. وأُعيد الوضع إلى طبيعته بعدما نفّذت عمليات دهم بحثاً عن المشاركين في الاشتباكات التي كانت انطلقت بعد حصول خلاف حوالى الثامنة مساء أول من أمس بين شبان من آل الأسعد، وآخرين من آل الرز، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام»، تطور إلى تبادل الشَّتائم وحال استنفار بين الجانبين ما لبث أن تحول إلى اشتباكات مسلحة من دون وقوع إصابات.
وأوقفت قوَّة من الجيش أمس، بعد «مداهمة أماكن عدد من المشتبه بتورطهم في الحادث، 10 لبنانيين وسوريين اثنين وفلسطينياً واحداً»، وفق بيان قيادة الجيش. وضبطت بندقية حربية ومسدسين وذخائر خفيفة وأعتدة عسكرية متنوعة وأجهزة اتّصال.
وكانت قيادة الجيش أصدرت بياناً أول من أمس، أكدت فيه حصول خلاف في السعديات بين أشخاص ينتمون إلى جهات حزبية، تطوّر إلى تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة والمتوسطة.
وتوقف «تيار المستقبل» في بيان «عند تمادي عناصر سرايا المقاومة التابعة لحزب الله في أكثر من منطقة لبنانية في ممارسات الاستفزاز وإثارة الفتنة، كما حصل في السعديات». وإذ اعتبر أن «إطلاق النار على المراكز الدينية وترويع الآمنين في بيوتهم هو ترهيب وترويع وتهديد للسلم الأهلي»، طالب «القضاء المختص بإنزال أقصى العقوبات بحق المتورطين». وأشاد بـ «التدخّل الحازم والحاسم للجيش والقوى الأمنية». وأكد أنه «ليس طرفاً في أي إشكال مسلَّح، كما حاول بعض الإعلام الذي يروج لسرايا المقاومة أن يروج، وأنه كان وسيبقى يؤكد دور الدولة ومؤسساتها الدستورية والأمنية الشرعية».
عاصفة تنديد بسياسات «حزب الله» وتيار عون
لبنان تحت تأثير صدمة القرار السعودي ومخاوف من «الآتي الأعظم»
جعجع يدعو الحكومة للطلب من «حزب الله» الامتناع عن مهاجمة المملكة تحت طائلة تنفيذ قانون العقوبات
* معلومات عن إبعاد الإمارات عدداً من اللبنانيين وسط مخاوف من توجه خليجي لاتخاذ إجراءات مشابهة
السياسة...بيروت – من عمر البردان:
لم يستفق لبنان بعد هول الصدمة التي أحدثها القرار السعودي بوقف تنفيذ هبة الـ4 مليارات دولار المخصصة لتسليح الجيش والقوى الأمنية، في الوقت الذي توالت المواقف التي حملت «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» برئاسة ميشال عون مسؤولية مباشرة عن القرار السعودي وتداعياته المتوقعة على مختلف الأصعدة، بعدما تحول وزير الخارجية جبران باسيل إلى مدافع عن سياسة «حزب الله» والمصالح الإيرانية، ضارباً بعرض الحائط دقة الظروف التي يواجهها لبنان ومتنصلاً من التزامات لبنان العربية وما ترتبه عليه لناحية الدفاع عن المصالح العربية المشتركة.
وتعاظمت المخاوف لدى اللبنانيين بعد تحذير وزير الداخلية نهاد المشنوق من «الآتي الأعظم»، حيث قال في تصريح ليل اول من امس ان «الخبر الأسوأ (هو) أنّ قرار المملكة العربية السعودية إجراء مراجعة شاملة لعلاقتها بلبنان، ومعها التضامن الإماراتي والبحريني والخليجي، هو أوّل الغيث»، محذّرا من «الآتي الأعظم، خصوصاً أنّها المرّة الأولى التي يواجه لبنان تحدّياً مصيرياً كهذا».
وأضاف إن «خروجنا عن عروبتنا قد ينزع الغطاء الأخير الذي يتفيّأ لبنان ظلّه، ما قد يشرّع أبوابنا على العواصف التي تحيط بنا من كلّ جانب وتهدّد الدول والكيانات».
ولليوم الثاني على التوالي، استمرت أمس، عاصفة التنديد بممارسات «حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، تجاه المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، وتحميلهما كامل المسؤولية عن القرار السعودي، حيث أكد في هذا الإطار رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أن «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» مسؤولان عن القرار السعودي، ونحن نقوم بالاتصالات اللازمة مع المملكة لحل الموضوع، مشدداً على أن «الكلام الذي يصدر عن منابر حزب الله، لا يمثل لبنان».
كذلك، طالبت كتلة «المستقبل» النيابية الحكومة بتحرك لمعالجة الأزمة مع المملكة التي لطالما دعمت لبنان واستقراره الاقتصادي، وتمنت الكتلة على الرياض أن تعيد النظر في قرارها.
واعتبر الأمين العام لـ»تيار المستقبل» أحمد الحريري أن قرار السعودية «يشكل تحذيراً للبنان، ويتطلّب موقفا واضحاً من الحكومة مجتمعة ورئيسها لإيجاد حلّ، وضبط وزير الخارجية ومواقفه التي لا تعبر عن رأي اللبنانيين، ولا عن رأي الحكومة مجتمعة، خصوصاً أن المواقف الأخيرة التي اتخذت في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الاسلامي كانت ضد مصلحة لبنان».
من جهته، طالب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «الحكومة بالاجتماع فوراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الهبة السعودية المخصصة للجيش اللبناني والقوى الأمنية التي نحن بأمس الحاجة اليها»، ودعاها الى «الإلتئام وتوجيه طلب رسمي الى «حزب الله»، لأنه لا حياء في الأمور السيادية، بالامتناع عن مهاجمة المملكة العربية السعودية تحت طائلة تنفيذ قانون العقوبات اللبناني، فضلاً عن وجوب تشكيل وفد رفيع المستوى قوامه نصف الحكومة الحالية مع رئيسها لزيارة المملكة وطرح الأمور كما هي والطلب من السعودية اعادة استئناف مساعداتها الى لبنان، وإلا تُعتبر الحكومة مقصرة».
بدوره، أكد رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل عن تخوفه من ان يدفع اللبنانيون في الخليج ثمن الغضب السعودي، مؤكداً «ضرورة أن يكون هناك موقف تضامني بالغ الوضوح مع المملكة على الصعيد السياسي».
كما دعا رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي جميع الافرقاء اللبنانيين الى مراجعة ما حصل، والتنبه الى خطورة اطلاق المواقف التي تسيء الى لبنان وعلاقاته التاريخية مع الاخوة العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، وتبعده عن الاجماع العربي الذي يشكل مظلة أمان واستقرار يحتاج إليهما لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وفي موقف شديد اللهجة، اعتبر النائب محمد كبارة ان «العقاب السعودي الخليجي للبنان هو نتيجة حتمية للسياسات الرسمية التي ابقت البلد تحت احتلال حزب السلاح الفارسي»، مشيراً إلى أن «لبنان ضحى بمصلحة شعبه وجيشه وحُرم من أكبر هبة تسليحية في تاريخه لأن حكوماته تعبر بغباء عن سياسات إيران المعادية للبنان وللعرب في آن».
وسط هذه الأجواء، أفادت معلومات في بيروت أن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت في الساعات الماضية إبعاد أكثر من 20 لبنانياً، معظمهم من بلدة الخيام الجنوبية وهم في غالبيتهم من آل عواضة، إضافة إلى عائلة من آل عواضة أيضاً لكن من مدينة بعلبك، وأمهلت هؤلاء 48 ساعة للمغادرة، وسط خشية من أن تعمد السلطات الإماراتية إلى إبعاد المزيد من اللبنانيين.
وأكدت معلومات لـ»السياسة»، أن المبعدين من الإمارات قد يفوق عددهم الـ20، في ظل وجود توجه خليجي لاتخاذ إجراءات مشابهة مع عدد من اللبنانيين الذين يثبت قربهم من «حزب الله»، في دول مجلس التعاون الخليجي، من دون أن يعني ذلك أن يكون هناك قرار من هذه الدول، بالتضييق على جميع اللبنانيين.
وقالت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ»السياسة»، إنه في حال إقدام دول خليجية أخرى على القيام بما قامت به الإمارات، فإن ذلك سيفاقم الأزمة أكثر بين لبنان والدول الخليجية ولن يكون بالتأكيد لمصلحة الأول، محملة المسؤولية لوزارة الخارجية اللبنانية ولمواقف وزيرها، وكذلك الأمر إلى الحكومة اللبنانية التي لم يكن تعاملها مع هذا الموضوع كما يجب تجاه الأشقاء الخليجيين.
بان يدين تصريحات نصر الله بشأن ضرب حاويات الأمونيا بحيفا
السياسة...نيويورك – الأناضول: دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التصريحات التي أدلى بها أمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، يوم الثلاثاء الماضي، وهدد فيها بـ»استهداف المدنيين الإسرائيليين بالصواريخ».
وقال ستيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إن «بان كي مون، يذكّر أطراف الصراع، جميع الأطراف، بالامتناع عن أي خطاب أو فعل، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات، ويشكل خطرا على الاستقرار».
وأضاف المتحدث «يدين الأمين العام، التصريحات التي أدلي بها الشيخ حسن نصر الله يوم 16 فبراير الجاري (الثلاثاء الماضي)، وهدد فيها باستهداف المدنيين الإسرائيليين باستخدام ترسانته الصاروخية».
وكان نصر الله قال إن «أي صاروخ سينزل على حاويات الأمونيا السام، في خليج حيفا هو أشبه بقنبلة نووية».
وأضاف إن «سكان حيفا، يخشون من هجوم قاتل على حاويات مادة الأمونيا، التي تحتوي على أكثر من 15 ألف طن من الغاز، والتي ستؤدي إلى موت عشرات آلاف السكان … هذا الأمر كقنبلة نووية تماماً، أي أن لبنان يمتلك قنبلة نووية اليوم، فأي صاروخ ينزل بهذه الحاويات هو أشبه بقنبلة نووية».
مخاوف من تداعيات اقتصادية كارثية
بيروت – «السياسة»:
تخوفت مصادر اقتصادية ومالية لبنانية رفيعة، من تداعيات كارثية للقرار السعودي، بوقف تنفيذ هبة الـ4 مليارات دولار لدعم الجيش اللبناني، على الاقتصاد اللبناني في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، مشيرة إلى أنه من غير المستبعد أن تعمد المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى، إلى سحب ودائعها المالية الموجودة في مصرف لبنان ووقف كل أشكال الدعم المالي للبنان، وهذا ما سيضع الأخير في موقف بالغ الصعوبة.
ونبهت المصادر إلى الانعكاسات السلبية التي قد تطال الأداء الاقتصادي في لبنان ووضع العملة الوطنية في حال اتخذت الدول الخليجية قراراً بسحب ودائعها من مصرف لبنان، أو باللجوء إلى إجراءات مالية تماشياً مع الموقف السعودي.
من جهته، اعتبر الوزير نبيل دو فريج أن القرار السعودي كارثي بالنسبة إلى الاقتصاد اللبناني وعلى الصعيد السياسي، مشيراً إلى أن من أساء إلى لبنان ليس السعودية، إنما «حزب الله».
إلى ذلك، يُنتظر أن يتوجه وزير المال علي حسن خليل إلى الولايات المتحدة في الأيام القليلة المقبلة، للقاء عدد من المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية للبحث معهم في موضوع تداعيات القرارات والإجراءات المالية الأميركية الأخيرة على لبنان ورجال الأعمال اللبنانيين، في ظل مخاوف من اشتداد الضغط الأميركي والدولي على لبنان واقتصاده.
ولهذه الغاية، غادر بيروت أمس، وفد برلماني لبناني، يضم النواب ياسين صابر، ومحمد قباني، وآلان عون، وباسم الشاب وروبير فاضل بتكليف من رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث ستكون للوفد لقاءات مع عدد من المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة.
مجلس التعاون يؤيد قرار السعودية بمراجعة علاقاتها مع لبنان
بيروت - «الحياة» 
أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن تأييدها التام لقرار المملكة العربية السعودية بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان، ووقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي اللبنانية. وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني: «إن دول مجلس التعاون تساند قرار المملكة العربية السعودية الذي جاء رداً على المواقف الرسمية للبنان التي تخرج عن الإجماع العربي ولا تنسجم مع عمق العلاقات الخليجية - اللبنانية، وما تحظى به لبنان من رعاية ودعم كبير من قبل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون».
وأكد أن «دول المجلس تعرب عن أسفها الشديد لأن القرار اللبناني أصبح رهينة لمصالح قوى إقليمية خارجية، ويتعارض مع الأمن القومي العربي ومصالح الأمة العربية، ولا يمثل شعب لبنان العزيز الذي يحظى بمحبة وتقدير دول المجلس وشعوبها، وهي تأمل أن تعيد الحكومة اللبنانية النظر في مواقفها وسياساتها التي تتناقض مع مبادئ التضامن العربي ومسيرة العمل العربي المشترك، وتؤكد استمرار وقوفها ومساندتها للشعب اللبناني، وحقه في العيش في دولة مستقرة آمنة ذات سيادة كاملة، وتتطلع إلى أن يستعيد لبنان عافيته ورخاءه الاقتصادي ودوره العربي الأصيل».
واستمرت تفاعلات القرار السعودي، وقف المساعدات العسكرية التي كانت مقررة بهبتي الـ3 بلايين دولار أميركي عبر فرنسا والبليون دولار التي كانت المملكة عهدت بها إلى زعيم تيار «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، لليوم الثاني على التوالي في بيروت أمس، وغلبت عليها مطالبة الحكومة بالتحرك في اتجاه المملكة لمعالجة الأزمة التي سببت اتخاذها هذا القرار، وبررتها الرياض «بعدم إدانة (لبنان) الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد... في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله لإرادة الدولة».
سلام
وفيما ملأت الوسط السياسي اللبناني تكهنات كثيرة حول الإجراءات الإضافية التي يمكن أن تلجأ إليها المملكة رداً على ما اعتبرته «المواقف التي يقودها ما يسمى حزب الله ضدها»، قالت مصادر مطلعة إن رئيس الحكومة تمام سلام يدرس الخطوات التي يمكن أن يتخذها لمعالجة الأزمة.
وحمّل الحريري أمس بعد اجتماعه إلى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، مسؤولية الأزمة مع الرياض إلى «حزب الله» و «التيار الوطني الحر»، قاصداً موقف وزير الخارجية جبران باسيل بالنأي بالنفس عن قراري الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إدانة التدخلات الإيرانية في شؤون المملكة. وقال الحريري: «نحن نقوم باتصالاتنا في هذا الشأن. هناك إجماع عربي، والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران علي خامنئي استنكر الموضوع الذي حدث بالسفارة، ووزير الخارجية جبران باسيل لا يريد أن يسير بالإجماع العربي».
واعتبرت كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها برئاسة النائب فؤاد السنيورة القرار السعودي «سيادياً لا يمكننا إلا احترامه»، لكنها رأت أنه «أتى نتيجة الاستهانة والاستخفاف بالمصلحة الوطنية اللبنانية من قبل وزير الخارجية رغم ما تضمنه البيان الوزاري للحكومة من نص واضح «بعدم تعريض لقمة عيش اللبنانيين للخطر». ودعت إلى اجتماع فوري لمجلس الوزراء لمعالجة هذه الأزمة، وإرسال وفد على أعلى المستويات إلى المملكة العربية السعودية لمعالجة هذه الأزمة الخطيرة». كما طالبت المملكة بإعادة النظر في قرارها.
ورأى الرئيس السابق أمين الجميل أن المواقف المتخذة في لبنان هي من نوع الانتحار و «المطلوب من لبنان التضامن مع المملكة العربية السعودية، التي ما أضرت يوماً بمصالح لبنان، بل كانت على الدوام المبادرة والداعمة للبنان في السياسة والأمن والمال والإنماء، من دون حساب أو تمنين». وتخوف من «أن يدفع اللبنانيون في الخليج ثمن الغضب السعودي». واعتبر الرئيس السابق ميشال سليمان أن «أبرز تداعيات قرار وقف الهبة السعودية سيتجلى في انعكاسها على الاستراتيجية الدفاعية... وإزاء القول إن «على السعودية وسائر دول الخليج أن تتفهمنا دائماً»، قال: «فلتتفهمنا مرة إيران، نحن عرب ولسنا فارسيين». ودعا الرئيس نجيب ميقاتي إلى التنبه إلى خطورة إطلاق المواقف التي تسيء إلى لبنان وعلاقاته التاريخية مع الإخوة العرب، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية». وناشد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، قيادة المملكة «إعادة النظر بقرارها لتمكين الجيش من مواجهة التحديات الإرهابية المتنامية لأن أي سلاح آخر لن يعوضه، فواهم من يظن أن سلاحاً آخر سيقدم إلى لبنان».
وذكّر بأنه «لطالما وقفت المملكة إلى جانب لبنان في أصعب الظروف وأقساها». وإذ تمنى أن يكون ما حصل مجرد غمامة صيف عابرة «نجدد شجبنا لبعض ردود الفعل والمواقف السياسية اللبنانية، وندعو كل القوى اللبنانية إلى إعادة النظر بمواقفها تجاه الدول العربية والتأكيد على عروبة لبنان وعدم الخروج منها أو عليها وهي التي كلف التفاهم الوطني حولها تضحيات كبرى».
ودعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الحكومة إلى «توجيه طلب رسمي إلى حزب الله بالامتناع عن مهاجمة المملكة»، معتبراً أنه «طفح كيل المملكة».
وخاطب المفتي دريان الحريري بالقول: «نحن نعوّل عليك كثيراً في إعادة ترتيب العلاقة اللبنانية - السعودية، فأنت الأجدى لتصحيح هذه العلاقات».
الخارجية اللبنانية
وأصدرت وزارة الخارجية بياناً اعتبرت فيه أن «الموقف السعودي المستجد لا يلغي الحرص الذي يبديه اللبنانيون المقيمون والموجودون في المملكة، بالحفاظ على العلاقة التاريخية» بين البلدين. وأعلنت أنها «كانت أول من بادر في لبنان الى إصدار موقف رسمي على لسان وزير خارجيتها دان فيه التعرض للبعثات الديبلوماسية السعودية في ايران ولأي تدخل في شؤونها»، مشيرة إلى أن هذا جرى تدوينه خطياً في مؤتمر وزراء الخارجية ومنظمة التعاون الإسلامي. وكررت أن الموقف الذي عبّر عنه وزير الخارجية «جاء مبنياً على البيان الوزاري وبالتنسيق مع رئيس الحكومة».
ورأى رئيس حزب «الاتحاد» الوزير السابق عبدالرحيم مراد أن «لبنان لا يحتمل مواقف تسيء إلى علاقاته العربية التي نص عليها اتفاق الطائف، وفي مقدمها العلاقة مع المملكة العربية السعودية التي كانت دائماً السباقة لفهم ظروف لبنان ودعمه». وقال إن قرار السعودية «ليس تخلياً عن لبنان وانما محاولة لتصحيح العلاقات معه».
الشغور الرئاسي
وطغت تفاعلات القرار السعودي على الحركة السياسية في شأن إنهاء الشغور الرئاسي والزيارات التي يقوم بها الحريري داعياً إلى تأمين النصاب لجلسة البرلمان المقررة في 2 آذار (مارس) المقبل، مجدداً دعمه ترشيح رئيس «المردة» سليمان فرنجية، وداعياً جعجع إلى سحب دعمه ترشيح العماد ميشال عون، فرد عليه جعجع: «ما رأيك أن تعمل العكس؟».
أزمة النفايات:عودة لخيار المطامر وتجاوب من الفرقاء لتأمينها في المناطق
بيروت - «الحياة» 
ترأس رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أمس، اجتماعاً استثنائياً في السراي الكبيرة للجنة الوزارية المكلفة درس ملف إدارة النفايات الصّلبة، بعدما عاد الملف إلى نقطة الصفر مع سقوط قرار الترحيل. وعرض المجتمعون ما آلت إليه الاتصالات في شأن الموضوع على أن يستكمل البحث بعد ظهر غد.
وكشف مصدر وزاري لـ «الحياة» أن سلام قال في بداية الجلسة أن الوضع «لم يعد يحتمل» بالنسبة إلى أزمة النفايات «ولماذا تبقى الحكومة إذا لا تستطيع إيجاد حلّ لها؟». وتحدّث عن «البهدلة التي وصلنا إليها في هذا الشّأن ولو كان هناك من الأساس استعداد لتسهيل إقامة المطامر لما كنا لجأنا إلى خيار التّرحيل الذي فشل. والآن علينا العودة إلى خيار المطامر في المناطق اللبنانية، والذي لا بديل عنه، لننهي هذه الأزمة».
وذكر المصدر أن «معظم الوزراء أدلوا بمداخلات أكّدت ضرورة العمل على إيجاد مطامر صحيّة وفقاً للخطّة التي كان وضعها الوزير أكرم شهيّب مع الخبراء البيئيين قبل 3 أشهر والاستعداد لبذل الجهد كل من منطقته لتحديد أماكن لهذه المطامر». كما دعا بعضهم إلى إقامة محارق وفق المواصفات البيئية. وأشار إلى أن «اللّجنة لم تبحث في المناطق التي يفترض اعتمادها لإقامة هذه المطامر لكن العبرة في التنفيذ، تاركة الأمر إلى اجتماع الغد».
وقال مصدر وزاري آخر لـ «الحياة» أن إجماع الوزراء على العودة إلى حل المطامر والاستعداد لتسهيل إقامتها في المناطق، أضفيا جواً أفضل من ذلك الذي ساد قبل بضعة أشهر حين كان هناك تشدد برفضها من فاعليات بعض الأقضية. وأوضح المصدر أن البحث يشمل الآن إعادة استخدام مطمر برج حمود ولو في شكل موقّت.
وتزامناً، نفَّذ عشرات الناشطين من حملة «بدنا نحاسب» اعتصاماً في ساحة رياض الصلح للاحتجاج على إمكان العودة إلى اعتماد المطامر الصحيّة. وهتف المعتصمون قبل أن يتوجّهوا إلى أمام منزل رئيس الحكومة تمام سلام: «اسمع اسمع يا تمام هيدا الشارع ما بنام»، «الشعب أخذ القرار في وجه السّرقة والاستهتار».
ورفعوا لافتات ترفض المطامر والمحارق وتطالب بخطّة بيئية وإطلاق حملات التوعية للفرز من المصدر.
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,810,197

عدد الزوار: 7,043,959

المتواجدون الآن: 82