نصرالله: لن نسمح بالسيطرة على سوريا ..واعتبر حاويات الأمونيا في حيفا «قنبلة نووية لبنانية»...الحريري يقود حركة تَصاعُدية لجعل الانتخابات الرئاسية اللبنانية... أولوية

الحوار اليوم: لا رئاسة... قانون الإيجارات والتشريع... وإلى المطامر دُر...مسار الأزمة في سوريا سيحدِّد إتجاه الرياح الرئاسية في لبنان

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 شباط 2016 - 7:00 ص    عدد الزيارات 2256    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحوار اليوم: لا رئاسة... قانون الإيجارات والتشريع... وإلى المطامر دُر
الجمهورية..
لم يُسيَّل أيٌّ من المواقف والمبادرات خطواتٍ عملية بعد، وبدا أنّ الانتظار على جبهة الاستحقاق الرئاسي ما زال سيّد الموقف، في الوقت الذي نأى الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله بنفسه عن هذا الاستحقاق وعمّا حوله، مُترفّعاً عن ما سمّاه حملات التشويه، التي أكّد أنّه لن يردّ عليها إلّا بالإنجازات. في هذه الأجواء، ينعقد الحوار الوطني بين قادة الكتل النيابية في جولة جديدة في عين التينة اليوم، ولن يحضره الرئيس سعد الحريري الذي اتصَل برئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغ إليه أنّ رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة هو مَن سيَحضر، علماً أنّ هناك لقاءً متوقّعاً بينه وبين بري سيُعقد في أيّ وقت. ويُنتظر أن يغيب الاستحقاق الرئاسي عن هذا الحوار مرّةً جديدة ليحلّ مكانه ملفّ النفايات العائد بقوّة بعد فشل كلّ محاولات التصدير ـ وما أدراك ما هو التصدير ـ حيث يتوقّع أن يكون عنوان البحث في هذا الملف «إلى المطامر دُر». كذلك سيَبحث المتحاورون في ملف قانون الإيجارات وموضوع التشريع النيابي، خصوصاً أنّ المجلس النيابي يستعدّ للدخول في عَقده التشريعي الأوّل، ابتداءً من أوّل ثلثاء بعد 15 آذار المقبل.
ظلّت مواقف الحريري في مهرجان ذكرى 14 شباط في «البيال» وما تلاها من لقاءات سياسية على مستويات عدة، محور الاهتمام والمتابعة لدى كل الاوساط السياسية. إلّا أنّ المراقبين لم يرصدوا أيّ حراك جدّي يوحي بأنّ جلسة الانتخاب الرئاسي ذات الرقم 36 المقررة في الثاني من آذار، ستنتهي بانتخاب رئيس، على رغم الدعوات التي اطلقَها البعض للنزول الى المجلس لانتخاب أحد المرشحين الثلاثة المتنافسين: رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية وعضو «اللقاء الديموقراطي» النائب هنري حلو.

برّي

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس رداً على سؤال حول مدى إمكانية انعقاد جلسة يتنافس فيها المرشحون الثلاثة لانتخاب أحدِهم في ضوء كلام الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بهذا المعنى: «أنا أيضاً قلت الكلام نفسَه في الآونة الاخيرة، وهذا الكلام طبيعي قوله». وأبدى بري ارتياحَه الى عودة الحريري، واعتبَر أنّ من شأنها ان تساعد في تحريك العجلة السياسية والعمل على معالجة القضايا المطروحة. لكنّ مصادر نيابية استبعدَت حصول انتخاب رئيس في جلسة مكتملة النصاب ما لم يحصل توافق على هذا الرئيس. وقالت المصادر لـ»الجمهورية»: «إنّ لبنان تعوّدَ ان لا ينتخب رئيسَه إلّا بناءً على التوافق الداخلي والخارجي منذ ما قبل استقلاله عام 1943 وحتى اليوم».

الحريري

وفي الوقت الفاصل عن جلسة انتخاب الرئيس العتيد، كثّف الحريري حركته السياسية والديبلوماسية، وقال ردّاً على سؤال عمّا إذا كان يتّهم «حزب الله» بتعطيل الانتخابات الرئاسية: «علينا أن لا نقول إنّ الحزب لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، فالحزب في رأيي يَستمهل ويأخذ وقتَه». وأضاف: «في لبنان لدينا نظام ديموقراطي ولعبة ديموقراطية، وهناك ثلاثة مرشّحين، وعلينا النزول جميعاً الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس، فليربَح من يربح من هؤلاء ونحن سنهنّئه أياً كان». وأكّد انّ مِن حق رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع «ان يرشّح مَن يشاء لرئاسة الجمهورية، ونحن أحرار مِن جهتنا بترشيح من نشاء». وكان الحريري توّج حركته امس بترؤس اجتماع لكتلة «المستقبل»التي اعتبَرت انّ عودته الى لبنان تساهم في استعادة وحدة 14 آذار، وفي استعادة أولوية قضية إنهاء الشغور الرئاسي. وجدّدت تمسّكها بالدعوة التي أطلقها بوجوب مشاركة جميع النواب في جلسات مجلس النواب «من أجل ممارسة الحق والواجب الدستوري والطبيعي لنوّاب الأمّة في انتخاب رئيس الجمهورية». وأكّدت «ضرورة التزام الجميع بالقواعد الديموقراطية البرلمانية المستندة الى الدستور اللبناني، وبنتائج الانتخابات، ورفض منطق التعيين والتعطيل المستند والمستقوي بالسلاح غير الشرعي».
وإذ أقرّت بـ«أنّ هناك بعض الاختلافات والفروق في الرأي حول بعض القضايا والمسائل»، شدّدت على انّ عودة الحريري «أطلقت حيوية ودينامية جديدة ونشِطة في التقدّم على مسارات توحيد الرؤى وتمتين وحدة قوى 14 آذار».

نصرالله

وكان السيّد نصرالله وجّه التعزية والمواساة لكلّ محبّي وعائلة الرئيس رفيق الحريري في الذكرى السنوية لاستشهاده. وأعلن في خطابه خلال الذكرى السنوية التي أقامها الحزب للقادة الشهداء أنّه «لن يُسمح للجماعات الإرهابية ولا للولايات المتحدة وخلفَها السعودية وتركيا بالسيطرة على سوريا، كما أنه لن يُسمح لإسرائيل بأن تحقّق أحلامها وأهدافها». ولفت الى انّ اسرائيل تَعتبر «وجود الجماعات الارهابية في سوريا أفضل من بقاء النظام السوري القائم حالياً، لأنّ هذا النظام يشكّل خطراً على مصالحها وبقائها في المنطقة». وأوضَح أنّ «الرهان على الجماعات الارهابية بات غيرَ مضمون النتائج بالنسبة الى تركيا والسعودية، لذلك بدأوا بالحديث عن دخول بَرّي تحت عنوان «ائتلاف دولي» فهُم يعتقدون انّ هذا هو الخيار الذي يَجعلهم أقوياء في المفاوضات والبحث عن مكان بَعد كلّ هذه الخيبات». ورأى أنّ «السعوديين والأتراك يريدون إيجاد موطئ قدم لهم في سوريا، ولذلك هم جاهزون لأخذ المنطقة الى حرب إقليمية لتحقيق مصالحهم ولا يريدون أخذ سوريا إلى تسوية». وشدّد على «أنه لن يُسمح لكلّ الطواغيت من اميركا والسعودية وتركيا وغيرهم السيطرة على سوريا، كما لن يُسمح لإسرائيل بتحقيق أحلامها، وقال: «نحن من موقع الشراكة بالدم مع سوريا، نفتخر بأننا ساهمنا بمقدار جهدِنا وطاقتنا بمواجهة هذه المشاريع الخطيرة لمنع تحقيقها». واعتبر «أنّ شهداء المقاومة في سوريا هم كشهداء المقاومة في عدوان تمّوز الذي سقوا مشروع «الشرق الأوسط الجديد» لأن الاهداف والغايات نفسها، مجدّداً الوعد:»حيث يجب أن نكون سنكون». وتحدّثَ عن سعي إسرائيل المستمر لتشويه صورة المقاومة للقضاء عليها، وقال: «الحرب النفسية للعدوّ لن تنفعَ معنا، ونحن لن نستسلم ولن نضعف، وسنواصل جهدنا في عملية التجهيز والتطوير على كافة المستويات». وطمأنَ الى أنّ « في لبنان مقاومة قوية وقادرة وتملك قدرات دفاعية جديدة وقادرة أن تلحق الهزيمة بإسرائيل في أيّ حرب قادمة». كما اعتبر «أنّ الاسرائيلي يحسب ألفَ حساب قبل ان يفكّر في أيّ حرب مقبلة ضد لبنان».

«
التكتل»

في هذا الوقت، سأل تكتّل «الإصلاح والتغيير» بعد اجتماعه الاسبوعي أمس: «هل مِن تهميش أبلغُ مِن التهميش الذي يعيشه المكوّن المسيحي بعدما قال كلمته؟» وسأل: «عن أيّ ديموقراطية تتكلمون؟ هل أنتم حقاً جادّون في مطالبتكم باحترام الديموقراطية واتّهامنا بتعطيلها؟». وأعلنَ «رفض أيّ وصاية وخصوصاً تلك المتأتية من مخالفة اتفاق الطائف»، مؤكّداً «أنّ المسيحيين شركاء كاملون في السلطة».

روسيا

وحضر الاستحقاق الرئاسي في المواقف الديبلوماسية، حيث دعت روسيا إلى انتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن. وقال سفيرها ألكسندر زاسبكين من «بيت الوسط»: «نشجّع الجهات المعنية والأحزاب والفئات السياسية اللبنانية على ذلك، ولكنّ هناك حدوداً معينة نتصرّف مِن ضمنها لأنّ انتخاب الرئيس شأنٌ داخليّ لبناني، وتَقييمنا للوضع الآن أنّ هذا الموضوع يمكن أن يكون قراراً لبنانياً بغَضّ النظر عمّا يَحصل في المنطقة أو بغَض النظر عن نفوذ الأطراف الإقليمية والدولية، ونتمنّى أن يتم ذلك».

مصر

من جهته، شدّد السفير المصري محمد بدر الدين زايد على ضرورة وضع حدّ للشغور الرئاسي، مبدياً ارتياحه الى «الموقف الواضح والقوي الذي عبّر عنه الرئيس الحريري في هذا الشأن»، وقال: «نحن نؤمن بأنّ من الضروري في هذه المرحلة الاقليمية الدقيقة ان يُصار الى الانتهاء من هذه المسألة ليتمكّن لبنان من النهوض مجدداً» .

الأمم المتحدة

بدورها، أعلنَت الامم المتحدة دعمها «كلّ المبادرات الآيلة الى انتخاب رئيس للجمهورية». وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ بعد لقائها وزير المال علي حسن خليل إنّ «لبنان بحاجة الى مساءلة مستمرة على صعيد العملية السياسية والتوصّل الى اتّخاذ قرارات تصبّ في مصلحة لبنان والمواطنين اللبنانيين واللاجئين في البلاد، وما يمكن أن نقوم به أكثر بالتعاون لمساعدة لبنان على مواجهة التحدّيات الكبيرة في هذه الأوقات الحرجة».

جديد ملفّ سماحة

وقبل 24 ساعة على جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد غداً الخميس علمت «الجمهورية»، أنّ وزير العدل اللواء أشرف ريفي سيشارك في هذه الجلسة بعد وضع ملف إحالة الوزير السابق ميشال سماحة إلى المجلس العدلي على جدول الأعمال، وسيكون له موقف تِبعاً لمجريات المناقشات داخل الجلسة، على أن تكون الخيارات مفتوحة على كلّ الاحتمالات، علماً أنّ محكمة التمييز العسكرية تعقد تزامناً مع مجلس الوزراء جلسة للنظر في قضية سماحة.

ملفّ النفايات

وفي ملفّ النفايات تفاعل أمس ما نقلته وكالة «تاس» الروسية، وهي جهة إعلامية موثوقة، عن تزوير وثيقة رسمية تفيد أنّ روسيا الاتحادية وافقَت على استيراد نفايات لبنان، ما أحدثَ إرباكاً في التعاطي بملف النفايات، وفرضَ العودة الى لغة البحث عن مطامر في لبنان، بعدما أصيبَ الترحيل بانتكاسة.

زاسيبكين

وقال السفير الروسي الكسندر زاسبكين لـ«الجمهورية»: «بالنسبة الى الموقف الروسي نحن بالتأكيد نريد مساعدة لبنان في حل أزمة النفايات لكنّ الامور المتعلقة بالشركات والوثائق والمستندات يجب ان تكون تحت سقف القانون. الموضوع ليس سياسياً، بل هو موضوع يتعلّق بالشرعية الروسية والشرعية الدولية والمعاهدات المختصة. نحن في روسيا لدينا جهة مسؤولة هي «وكالة الخدمة الفيدرالية لمراقبة البيئة» وهي المعنية مباشرةً بهذه الملفات إنّما ليس لديّ لا معلومات ولا تفاصيل حول هذا الأمر. والسفارة الروسية ليس لها علاقة بالموضوع ولا بالوثائق المزوّرة، لأنّ لدينا في روسيا وزارة مختصّة ولا أستطيع ان اضيف شيئاً ولن اشاركَ في ترويج هذا الأمر أو توسيع دائرة النقاش حوله أو تأكيده أو نفيه». وأضاف زاسبكين: «في روسيا معايير خاصة لِما يمكن أن تستورده من النفايات أو ترفضه، ولأي منطقة ممكن ولأيّ منطقة غير ممكن. أنا اطلعت على النظام الإداري الخاص بنا، هناك بنود عدة يجب احترام الاصول القانونية فيها، فالأمر ليس سهلاً للحصول على الموافقة. هناك خبَراء يدرسون هذا الأمر لجهة المصانع للمعالجة وفقَ المعايير المطلوبة وشركات النقل وكلّ المعطيات».

مصادر خاصة

في الموازاة، شكّكت مصادر مواكبة لملف الترحيل بالتزوير، وقالت لـ«الجمهورية»:» إنّ الخبر نشرته جهة واحدة هي وكالة «تاس» الروسية التي نَقلت عن المسؤول الاعلامي في وزارة البيئة انّ الوثيقة التي جاءَتهم من السفارة اللبنانية في موسكو مزوّرة. إذا أردنا التدقيق بهذا الخبر، أوّلاً، سفارة لبنان في موسكو لا علاقة لها بالموضوع ولم يرسل لها أحد وثيقة، ولم يَطلب منها أحد تقديمَ وثيقة، وبالتالي ما هي الوثيقة التي يتحدّثون عنها؟ وزارة الخارجية في لبنان لم تدخل في موضوع الترحيل، وبالتالي من أدخَل سفارة لبنان في موسكو بهذا الملف؟. فالخبَر من أساسه يشوبه الغموض. ما هي هذه الوثيقة؟ وعمَّ تتحدّث؟ وما هو فحواها؟ ولم يَقل أحد إنّ الوثيقة التي أرسِلت الى وزير البيئة محمد المشنوق مزوّرة. ثانياً، من يتحدّث عن التزوير إنّما يهدف الى استعمال هذا التزوير، فكيف تزوّر ورقة من وزارة البيئة الروسية إذا كان ليس لها وجهة استعمال؟ وهذه علامة استفهام ثانية كبيرة؟ فالخبر يكتنفه الغموض». واعتبرَت المصادر أنّ الخبر الذي نشرَته وكالة «تاس» هو خبر مقلِق، لأنّ الوكالة تابعة لجهة رسمية. وأبدت اعتقادها «بأن لا تزوير حصَل لأنّ الورقة الموقّعة من وزير البيئة في روسيا تسلّمَها وزير البيئة في لبنان محمد المشنوق وكانت موقّعة وتحوّلت نسخة منها الى مجلس الإنماء والإعمار الذي رفضَ توقيعَها إلّا عند استلام النسخة الأصلية، الأمر الذي لم يحصل حتى الساعة، ما يَدفعنا الى التفكير بوجود مشكلة، وبالتالي فإننا نعتبر أنّ هذا الأمر ربّما يعود الى حسابات روسية داخلية، وقد خضَع الملف لترتيبات روسية داخلية مختلفة لأنّ الرسالة مرتبطة بشركة روسية ربّما يكون من بينها تغيير شركة «شينوك» التي أوكِلت إليها مهمّة ترحيل النفايات». ورأت المصادر «أنّ قرار الترحيل تعرّضَ لهزّة لكنّه لم يقع، وبالتالي فإنّ الأمور ستتّضح في الساعات المقبلة، فإمّا يعالَج سريعاً بين الجهات المختصة في لبنان وروسيا وإمّا العودة إلى لغة المطامر».
 
الحلقة المُفرَغة التي يدور في مدارها الإستحقاق الرئاسي ما تزال عصيّة على الكسر
مسار الأزمة في سوريا سيحدِّد إتجاه الرياح الرئاسية في لبنان
الإهتمام الدولي باستقرار لبنان هدفه الإبقاء على النازحين فيه وتجنّب مغادرتهم بإتجاه أوروبا
اللواء...بقلم حسين زلغوط
ما من شك أن عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت قد حرّكت المياه السياسية الراكدة، وأعطت قوة دفع لحركة التواصل التي برزت في أعقاب «التسوية الباريسية»، وتبنّي سمير جعجع ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، غير أن هذا الواقع لا يشي بإمكانية تحقيق الانتخابات الرئاسية في وقت قريب كون أن التفاهم على مرشّح معيّن لم يتم، وكذلك لا يوجد توافق على النزول إلى المجلس لكي تأخذ العملية الديموقراطية طريقها في انتخاب مرشّح من المرشّحين الثلاثة المعلنة أسماؤهم، وبذلك فإن الحلقة المفرغة التي يدور في مدارها الاستحقاق الرئاسي ما تزال عصيّة على الكسر بفعل العوامل الداخلية والخارجية التي هي في وضعها الحالي ليست لصالح ملء الشغور الرئاسي.
وإذا كانت الحركة الدبلوماسية في اتجاه «بيت الوسط» بالأمس قد ركّزت على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت، فإنه لوحظ أن هؤلاء السفراء تجاهلوا العامل الإقليمي والدولي الذي له تأثيره في هذا الاستحقاق معتبرين أنه استحقاق داخلي، وبذلك دلالة واضحة على أن لبنان ما زال غائباً عن الأجندة الخارجية وأن الوقت في تقدير هؤلاء لم يحن بعد لأي تدخّل من وراء البحار في الانتخابات الرئاسية التي باتت لصيقة إلى حدّ كبير بمجريات الأحداث في المنطقة.
إن أي مراقب لمسار التطورات السياسية اليومية في لبنان يُدرك تماماً بأن الاستحقاق الرئاسي لم يدخل فعلياً بعد مدار المقاربة الجدّية، سيّما وأن كل فريق معني بهذا الاستحقاق يرصد ما يجري في المنطقة لكي يبني على الشيء مقتضاه، على الرغم من المواقف المعلنة الداعية إلى لبننة هذا الاستحقاق.
وفي هذا المجال يؤكّد مصدر سياسي مراقب أن لا انتخابات رئاسية في لبنان في النصف الأول من هذا العام، وأن كل ما يجري بهذا الخصوص لن يؤدي إلى ولوج الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، لا بل إن بعض المعطيات تفيد بأن الحركة السياسية التي جرت منذ أسابيع وحتى الآن زادت الأمور تعقيداً وكرّست تأثير العامل الخارجي في هذا الاستحقاق.
ويجزم هذا المصدر بأن إنجاز الانتخابات الرئاسية بإرادة لبنانية فقط أصبح مستحيلاً، وأن الاتكاء على العامل الإقليمي أو الدولي في هذه الآونة لن يفضي إلى شيء كون أن لبنان على المستوى السياسي غائب عن الأولويات لدى دول القرار في المنطقة، وأن الاهتمام الدولي الملاحظ بلبنان لا يتخطى مسألة النازحين من باب أن المجتمع الدولي يحرص على الإبقاء على لبنان مستقراً لكي لا يغادره النازحون في اتجاه الدول الأوروبية وهذا بحدّ ذاته يشكّل خطراً من أن تكون هناك محاولات دولية لإبقاء هؤلاء النازحين حيث هم، إذ أن المؤتمرات الدولية التي تُعقد للبحث في هذا الملف لا تأتي على ذكر إمكانية وضع خارطة طريق لعودة النازحين إلى وطنهم، وهو ما يشكّل قنبلة موقوتة بالنسبة إلى لبنان بفعل رزوحه تحت وطأة أزمة مالية واقتصادية واجتماعية لم يألفها حتى إبّان الحرب الأهلية التي عصفت به.
ويؤكّد المصدر أنه لا يمكن لأي متعاطٍ بالشأن السياسي اللبناني أن يُنكر مدى تأثير الدور السعودي والإيراني على الاستحقاقات اللبنانية الكبرى، وما دامت العلاقة بين الرياض وطهران على هذا القدر من التأزم فإن ذلك يعني أن الاستحقاق الرئاسي غير مقدّر له الخروج في وقت قريب من الحلقة المفرغة التي لن يكون في مقدور أي من القوى السياسية اللبنانية كسرها.
ولهذا فإن المصدر يؤكّد بأن المسار الذي تسلكه الأزمة السورية هو من سيحدّد إتجاه الرياح الرئاسية في لبنان، وأن أي تعويل على انتخاب رئيس بمعزل عن هذا الواقع يبقى أضغاث أحلام، فما يجري في سوريا والنتيجة التي ستنتهي إليها الأزمة في هذا البلد هي من سترسم معالم المرحلة المقبلة ليس للبنان وحسب بل لدول المنطقة كافة، معرباً عن اعتقاده بأنه من المبكر الوصول إلى هذا الأمر بفعل التعقيدات القوية المحيطة بهذه الأزمة والتي على ما يبدو مقبلة على مزيد من التفاقم.
وأمام هذا كلّه فإن المصدر يرى أن الحراك السياسي الحاصل حالياً فيه منفعة على المستوى الداخلي كما حال الحوار الثنائي والموسّع، غير أن ذلك لن يكون للإنتقال من حالة اللااستقرار السياسي وانعدام التوازن الحاصل على الساحة السياسية، مما يحفّز على ضرورة الانتقال من مرحلة الترقّب والانتظار الى مرحلة العمل من خلال تفعيل العمل الحكومي وإعادة ضخ الدماء في شرايين المجلس النيابي حيث أن هناك العشرات من المشاريع الموجودة في الأدراج وتحتاج إلى مناقشة وإقرار، ناهيك أيضاً عن ضرورة التعاطي بجدّية مع الانتخابات البلدية وعدم تعميم لغة التمديد على هذا الاستحقاق الحيوي خصوصاً وأن هناك العشرات من البلديات المنحلّة والعدد نفسه من البلديات التي لا تعمل في الوقت الذي لبنان بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التنمية.
الحريري يقود حركة تَصاعُدية لجعل الانتخابات الرئاسية اللبنانية... أولوية
«14 آذار» ردّت الكرة إلى ملعب «8 آذار»
 بيروت - «الراي»
مصادر «المستقبل» لـ«الراي»: لقاء جعجع - الحريري نجح في إدارة التباينات ضمن الرؤية الاستراتيجية لـ «14 آذار»
يشهد «بيت الوسط» في وسط بيروت منذ ثلاثة ايام حركة كثيفة للغاية أعادت الدينامية بقوّة الى مقر الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري بفعل عودته الثالثة الى بيروت منذ العام 2011 حين غادرها عقب إطاحة قوى «8 آذار» بالحكومة التي كان يترأسها.
ولعل أفصح تعبير عما أحدثتْه عودة الحريري يتمثل في برنامج استقبالات زعيم «المستقبل» وتحركاته وزياراته خارج بيت الوسط الذي كان استقبل اول من امس مثلاً غالبية سفراء الدول المؤثرة غربياً وعربياً، ومن أبرزهم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية والإمارات وممثلة الامين العام للأمم المتحدة في لبنان وآخرين، قبل ان يجتمع امس بسفراء روسيا ومصر والأردن.
كما ان هذه الحركة قرنها الحريري بزيارات قام بها الاثنين بدءاً من السرايا الحكومية مروراً برئيس حزب الكتائب سامي الجميل، قبل ان يختم يومه الماراثوني بالزيارة التي استقطبت الوهج والأضواء لمعراب حيث مقر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع منهياً الإشكال الواسع والصاخب الذي حصل عقب احتفال احياء ذكرى 14 فبراير اي اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
واذ استكمل الحريري امس، لقاءاته الدائرية الواسعة، بدا واضحا ان زعيم «تيار المستقبل» نجح في شكلٍ واضح في تحريك ركود المشهد الداخلي بقوّة من خلال عودته في توقيتٍ شديد الحساسية اولاً بالنسبة الى تياره من خلال استنهاضه، ومن ثم من خلال نشوء ملامح موقف متطور لقوى «14 آذار» لا يبلغ حدود التوافق على إنهاء التباينات بينها حول الترشيحات لرئاسة الجمهورية وانما ينظّم هذه التباينات ويديرها بما يعيد الكرة الى مرمى التزام اللعبة الدستورية.
وقد برز ذلك بوضوح من خلال مسارعة الحريري الى احتواءٍ عاجلٍ للترددات السلبية للغاية التي برزت عبر الغضب الواسع لمناصري «القوات اللبنانية» بسبب الملاحظة اللاذعة التي وجّهها الحريري الى جعجع في خطابه يوم الاحد حول تأخر المصالحة المسيحية - المسيحية اي بين رئيس «القوات» والعماد ميشال عون وتحبيذه لو انها تمت قبل عقود لكانت وفّرت الكثير على المسيحيين واللبنانيين.
وبدت زيارة الحريري ليل الاثنين لمعراب بمثابة وضْع حدٍ سريع للحؤول دون تَصاعُد الغضب «القواتي»، الأمر الذي ساعد موقف جعجع نفسه في ترسيخه من خلال رفضه كل ما سيق في حقّ الحريري وتأكيده انه لا يقبل في ايّ شكل بإدراج الزيارة الحريرية في إطار الإعتذار.
غير ان الأهمّ في هذا السياق ان الحريري وجعجع رسما من خلال لقاء معراب الليلي الذي استمرّ نحو ثلاث ساعات وتخلله عشاء، ملامح اكتمال موقف مبدئي موحّد لقوى «14 آذار» كافة يقوم على نقطتيْن محوريتيْن: الاولى التسليم بوجود ثلاثة مرشحين لرئاسة الجمهورية هم زعيم «التيار الوطني الحر» العماد عون المؤيَّد من جعجع، ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية المدعوم من الحريري، والنائب هنري حلو مرشح النائب وليد جنبلاط. والنقطة الثانية هي دعوة فريق «8 آذار» الى النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد مع تأكيد الحريري ان لا فيتو على أحد بمَن في ذلك العماد عون و«الفائز نهنئه» وان لا مقاطعة من «المستقبل» للجلسات في أيّ من الأحوال، وهو الموقف الذي لاقاه فيه جعجع بإعلانه أنّه «لم يعد لدى فريق (8 آذار) حجّة في حال كان يعتبر الجنرال عون مرشّحه الأول للتغيّب عن الجلسة، ولو أنّ سعد الحريري لا يريد التصويت له، وهذا حقّه».
وفيما أبدت أوساط نيابية في «المستقبل» عبر «الراي» ارتياحها للقاء معراب وما تخلله من تأكيد على وجوب ان تأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها في الانتخابات الرئاسية بعيداً عن منطق فرض مرشح واحد وعلى حقّ كل مكوّن في «14 آذار» بترشيح أو انتخاب مَن يريد، مؤكدة ان عودة الحريري أعادت الاعتبار للتوافُقات الاستراتيجية بين مكوّنات تحالف «ثورة الارز» وانها تطغى على اي تباينات حول الترشيحات الرئاسية، اعلن الحريري امس في دردشة مع الصحافيين ان اللقاء مع جعجع «كان جلسة مصارحة قلنا خلالها الامور كما درجت العادة بيننا»زي ما هيي، موضحاً ان كلاً منهما بقي على موقفه في ما خصّ الترشيحات»ولكن التواصل المباشر لن ينقطع»، مذكراً»بأن المهمّ انتخاب رئيس ولينزل الجميع الى البرلمان وينتخبوا واحداً من المرشحين الثلاثة او أكثر وسنهنىء الفائز»، ومعتبراً رداً على مَن يراهنون على ان»المستقبل»سيقاطع جلسات الانتخاب بحال انسحب فرنجية ان هذا»رهان غير صحيح وليراهنوا قدر ما يشاؤون».
واذ رأى ان المصالحة التي تمت بين جعجع وعون امر جيد»ونحن نعتبر ان من حق الحكيم الدستوري ان يرشح من يريد وحقي انا ان ارشح مَن اريد»، قال رداً على سؤال:»لا اريد القول ان «حزب الله» لا يريد رئيساً بل هو يستمهل ويأخذ وقته».
وتبعاً لذلك، تشير المعطيات المتوافرة عن حركة الحريري ولقاءاته ان ثمة ضغطاً تَصاعُدياً سيتواصل في مطالبة»8 آذار»ولا سيما منها الثنائي»حزب الله»و»التيار الحر»بالمشاركة في جلسة الانتخاب المقبلة المحدَّدة في 2 مارس ما دام هذا الفريق حظي بمرشحيْن منه هما عون وفرنجية، وهو امر يعني حشْر قوى»8 آذار»ولا سيما منها الثنائي المقاطِع للجلسات (الحزب وعون)، ولو ان الهدف ليس حشْره بل دفعه الى كسر التعطيل المتواصل لانتخابات الرئاسة.
ومع ذلك يُستبعد تماماً ان تكون الجلسة الانتخابية التي ستحمل الرقم 36 في 2 مارس مختلفة عن سابقاتها (رغم ان الحريري سيحضرها)، لان حركة الحريري أثارت مزيداً من الريبة والتوجس لدى الفريق المؤيد لترشيح العماد عون في تحالف»8 آذار»وخصوصاً بعدما التقى جعجع، الداعم لعون، مع الحريري على المطالبة الضاغطة للفريق الآخر بالنزول الى البرلمان. ثم ان الثنائي»حزب الله»و»التيار الحر»يخشى بوضوح ان يُنصب في جلسة 2 مارس فخّ لانتخاب فرنجية بالذات الذي في حال مشاركة نواب»التيار الحر»و»حزب الله»في الجلسة ستتوافر غالبية النصاب القانوني لانعقادها (86 نائباً من اصل 128 يتألف منهم البرلمان)، وتالياً سيكون الاحتمال المرجح انتخاب فرنجية لان لديه غالبية مرجحة حالياً على الاقل، الأمر الذي يُستبعد معه اي تغيير في مقاطعة الجلسة.
وفي اي حال بدت الأوساط السياسية امس في ترقُّب ورصْد لما سيصدر من مواقف عن الامين العام لـ»حزب الله»السيد حسن نصرالله في ذكرى القادة العسكريين للحزب كما لموقف»تكتل التغيير والاصلاح» برئاسة عون حيال مواقف الحريري ولو ان الجميع ترقّبوا مواقف سلبية من مجمل ما أعلنه الحريري لا سيما في ظل حملته الحادة على ايران ورفضه ان يكون لبنان ولاية ايرانية.
صادق على فتوى إعدام جندييْن لبنانييْن
«الأمن العام» يعتقل قيادياً «شرعياً» في «النصرة»
بيروت - «الراي»
أعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني انها أوقفت خمسة سوريين «لانتمائهم الى تنظيم ارهابي» وهم: (هـ.م)، (م.م)، (ا.س)، (ر.م) و(م.ع).
وأشارت المديرية في بيان لها الى ان توقيف الخمسة جاء «في إطار متابعة نشاطات المجموعات الإرهابية والخلايا النائمة التابعة لها وبعد عملية رصد دقيق وبناء لإشارة النيابة العامة المختصة»، موضحة انه بنتيجة التحقيق «اعترف الخمسة بانتمائهم الى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وأنهم يؤلفون خلية مهمتها تنفيذ عمليات تفجير بواسطة سيارات مفخخة».
واضاف البيان: «اعترف (هـ.م) أنه قيادي شرعي بمنطقة القلمون وعرسال وترأس خلال العام 2014، مجموعة مسلحة شاركت في معارك عرسال ضد الجيش اللبناني وقامت بخطف عسكريين، بالاضافة إلى مصادقته على الفتوى الشرعية بإعدام الجندييْن (اللبنانييْن) محمد حمية وعلي بزال (أعدمتهما«النصرة») وتصويره لعملية إعدام الجندي حمية التي نفذها الموقوف السوري (ع.ل) الملقب بـ«أبو عائشة الشرعي».
 
نصرالله: لن نسمح بالسيطرة على سوريا ..واعتبر حاويات الأمونيا في حيفا «قنبلة نووية لبنانية»
المستقبل..
أشار الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى أن «في لبنان مقاومة قوية وذات عنفوان ومقدرات جديدة ودفاعية وهجومية، وهي قادرة على إلحاق الهزيمة بإسرائيل في أي حرب قادمة«، لافتاً إلى أن «أحد الخبراء الإسرائيليين يقول إن سكان حيفا يخشون من هجوم قاتل على حاويات مادة الأمونيا، التي تحتوي على أكثر من 15 ألف طن من الغاز والتي ستؤدي الى موت عشرات آلاف السكان، أي أن لبنان اليوم يمتلك قنبلة نووية وأي صاروخ ينزل بهذه الحاويات هو أشبه بقنبلة نووية«، مشيراً إلى أنه «لن يُسمح لا لداعش ولا للنصرة ولا للقاعدة ولا لأميركا أن يسيطروا على سوريا«.

وزعم خلال الاحتفال المركزي الذي أقامه «حزب الله» بذكرى الشهداء القادة بعنوان «مقاومة لا تُهزم»، في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية أمس، أن «تقديم إيران كعدو وكذلك نظام الأسد وحزب الله، وتجاهل العدو الحقيقي وهو إسرائيل، يظهر أن هناك تطابقاً بين الأدبيات الإسرائيلية وبعض الإعلام العربي وخصوصاً السعودي والخليجي«، مشيراً إلى أن «الإسرائيلي يعتبر أن تطورات المنطقة فرصة ذهبية ليقدم نفسه صديقاً لأهل السنة في العالم العربي والإسلامي، وهو في مرحلة من المراحل قدم نفسه صديقاً وحامياً للمسيحيين في لبنان وسوريا، وحامياً للشيعة في لبنان عام 1982 بوجه الفلسطينيين، ولكن الوقاحة وصلت أن يُقدم نفسه صديقاً وحليفاً وحامياً لأهل السنة«.

وقال: «وفي الذكرى الـ11 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري نرى من واجبنا الأخلاقي رغم الخصومة السياسية مع بعض ورثته، أن نتوجه بتجديد التعزية والتعبير عن مشاعر المواساة في هذه الذكرى، التي نتأمل أن يأتي يوم وتجمع اللبنانيين«.

وتابع اتهاماته فاعتبر أن «الإسرائيليين ومعهم حكومات عربية، يدفعون بقوة باتجاه الحديث عن الصراع السني الشيعي، والتصوير أن كل ما يجري في المنطقة هو صراع سني شيعي، والحقيقة هو صراع سياسي كما في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان، فالعنوان الطائفي يخدم مصالحهم«، معتبراً أنه «يتم استغلال الظروف لنقل بعض العلاقات من تحت الطاولة الى فوق الطاولة، والعناق والمصافحة نجدها في ميونيخ مع السعوديين والخليجيين«.

وفي السياق نفسه سأل: «هل تقبلون صديقاً أيتها الحكومات العربية ما زال يحتل أرضاً سنية؟ هل تصادقون كياناً أرتكب أهول المجازر في التاريخ بحق أهل السنة؟ من الذين يمنع عودة ملايين الفلسطينيين الى ديارهم؟«.

وتابع: كيف يتعرض الفلسطينيون للمهانة في كل ساعة وكل يوم أليسوا من أهل السنة؟ كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تُقدم إسرائيل على أنها صديق وحامٍ، ما هذا الخداع الذي يمارسه الإعلام العربي ويخترعون أعداء آخرين. كيف تتخذ إسرائيل صديقاً وحليفاً وحامياً وهي التي فعلت ما فعلت. كل الذين قتلوا واستشهدوا واعتقلوا من أبناء الشعوب العربية ألم تكن أغلبيتهم الساحقة من أهل السنة؟، لافتاً إلى أن «هذا الأمر يجب أن يواجه بجدية. هذه مسؤولية العلماء والناس، أن يرفضوا التضليل والتآمر، وإلا فلسطين ستضيع الى الأبد، والمقدسات الإسلامية والمسيحية ستضيع أيضاً الى الأبد«.

وادعى أن «إسرائيل تلتقي بقوة مع السعودي والتركي، إسرائيل تتفق مع السعودية وتركيا على أنه لا يجب ولا يجوز أن يسمح بأي حل يؤدي الى بقاء بشار الأسد ونظامه حتى لو حصلت تسوية ومصالحة وطنية سورية سورية«، معتبراً أن «هذا الأمر مرفوض سعودياً وتركياً وإسرائيلياً، لذلك هم يعطلون المفاوضات ويعيقون ذهاب الوفود، ويضعون شروطاً مسبقة ويرفعون الأسقف التي لم تعد مقبولة أوروبياً وأميركياً، ولا مشكلة لهم باستمرار الحرب، ويعتبرون أي مصالحة وطنية خطراً يرفضونه وخصوصاً على إسرائيل«.

وقال: «لن يُسمح لا لداعش ولا للنصرة ولا للقاعدة ولا لأميركا أن يسيطروا على سوريا، ولا لإسرائيل أن تحقق أحلامها وأهدافها. ستبقى سوريا عمود خيمة المقاومة في سوريا، ونحن نصنع جنباً الى جنب مع الجيش السوري الانتصار تلو الانتصار، في الأيام الآتية والسنوات الآتية والقرون الآتية، وسوف نبقى حيث يجب أن نكون، وسنصنع الانتصارات«، مشيراً إلى أن «إسرائيل تعاطت مع الأحداث السورية بأنها فرصة لتغيير النظام وحلقة الفصل الأساسية وعمود خيمة المقاومة، لذلك هم من اليوم الأول كانوا جزءاً من المعركة على سوريا استخباراتياً ولوجسيتياً، وقدموا تسهيلات عبور في أكثر من مكان في لبنان والأردن، وكانت إسرائيل من خلف الستار تحضر كل ما يمكن أن يحرض ضد سوريا«.

وزعم «أننا أمام انتصارات كبيرة في محورنا، لا أتحدث عن نصر كامل بل تطورات ميدانية هائلة وضخمة. في ريف اللاذقية، هناك قريتان قبل حسم المعركة، في ريف حلب هناك انهيارات كبيرة للجماعات المسلحة والجيش السوري يدخل الى بعض المدن من دون قتال«، معتبراً أن هذا الأمر «يدل أن هناك مساراً جديداً في سوريا والمنطقة، وهذا فتح الباب أمام مستجد جديد له انعكاس على سوريا والعالم«.

ورأى أن «هذه الهزائم دفعت بالسعودية وتركيا الى تدخل بري لمحاربة داعش وضمن الائتلاف الدولي بقيادة أميركا، هذا تطور مهم جداً إذا حصل وإذا لم يحصل«، زاعماً «أنهم يريدون أن يجدوا موطئ قدم لهم في مواجهة المحور الآخر، أي هم جاهزون أن يأخذوا المنطقة الى حرب إقليمية وحرب عالمية، وليسوا جاهزين أن يقبلوا بتسوية حقيقية في سوريا«.
نصر الله يتجاهل دعوة الحريري لانتخاب رئيس
بيروت - «الحياة» 
هاجم الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله المملكة العربية السعودية وتركيا أمس لموقفهما في سورية. لكن كتلة «المستقبل» النيابية حيت «الجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية لإنقاذ الشعب السوري من أهوال القتل والتهجير الطائفي، ولمحاربة الإرهاب، وفرض الملاذ الآمن للمهجَّرين». واعتبرت الكتلة التي اجتمعت برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بعد مرور سنة على غيابه عن لبنان، أن «ليس من الطبيعي أن يكون بعض الأطراف الدولية والإقليمية والميليشيات الأجنبية تقتل وتخرّب وتقصف في سورية وأن لا يكونَ هناك طرفٌ عربيٌّ يعمل من أجل السلام وحماية الإنسان والانتماء العربي لسورية». (راجع ص5)
وأسف نصرالله لأن «تقدَّم إيران كعدو، وكذلك النظام السوري وحزب الله، ويتجاهل العدو الحقيقي وهو إسرائيل»، وقال: «هناك تطابق بين الأدبيات الإسرائيلية وبعض الإعلام العربي، فالإسرائيلي يعتبر أن تطورات المنطقة فرصة ذهبية ليقدم نفسه صديقاً لأهل السنة في العالم العربي والإسلامي، وهو في مرحلة من المراحل قدم نفسه صديقاً وحامياً للمسيحيين، وحامياً للشيعة في لبنان عام 1982 بوجه الفلسطينيين، ولكن الوقاحة وصلت الى أن يقدم نفسه صديقاً وحليفاً وحامياً لأهل السنة».
وانتقد نصر الله استعداد السعودية لإدخال قوات مع تركيا إلى سورية، وقال: «إذا أتوا مليح وإذا لم يأتوا مليح...». وزاد: «نحن أمام انتصارات لمحورنا وفشل للآخرين وهزائم متلاحقة للغير، ولا أتحدث عن نصر كامل بل تطورات ميدانية هائلة وضخمة، وانهيارات كبيرة للجماعات المسلحة، وهذا يدل على أن هناك مساراً جديداً في سورية والمنطقة فتح الباب أمام مستجد جديد له انعكاس على سورية والعالم». وتحدث عن إسقاط مشروع الإمبراطورية العثمانية.
وإذ عزا نصر الله إعلان السعودية وتركيا الاستعداد لإرسال قوات إلى سورية، إلى فشل مشروع إسقاط النظام، أشار إلى أن «الكثير من الدول جاهزة لأن تأخذ المنطقة إلى حرب إقليمية وحرب عالمية، وليست جاهزة لأن تقبل بتسوية حقيقية في سورية».
وأضاف: ليعلم الجميع أن الإرادة انتصرت حتى الآن، وهي على رغم النزيف قوية جداً على مستوى القيادة والجيش والقوى الشعبية والحلفاء، ولن يسمح لإسرائيل ولا لتركيا ولا لأميركا ولا لداعش ولا للنصرة ولا للقاعدة بأن تسيطر على سورية، التي ستبقى عمود خيمة المقاومة... ونحن في حزب الله ومن موقع التضحيات نفتخر بأننا ساهمنا بجهدنا في مواجهة هذه المشاريع الخطيرة على سورية ولبنان والمنطقة وإفشالها، وشهداؤنا في سورية هم تماماً كشهدائنا في حرب تموز والميدان هو نفسه والانتصارات هي نفسها، ونحن أقوى التزاماً بهذا الخيار ونجدد القول: حيث يجب أن نكون سنكون في الأيام والسنوات والعقود والقرون الآتية وسنصنع الانتصارات».
وتناول نصرالله، الذي تحدث في ذكرى اغتيال الأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي والقيادي في الحزب عماد مغنية والشيخ راغب حرب، ووسط إطلاق نار كثيف من أنصاره في بيروت والضاحية الجنوبية، عن تهديدات إسرائيل وحديث مسؤوليها عن قدرات «حزب الله» وتطور إمكاناته وصواريخه، معتبراً أن هذه «حرب نفسية لن تجدي معنا». وأضاف: «الذي يمنع حرباً ثالثة هو وجود مقاومة وحضن لها والجيش الوطني، وأقول لكم من جهد عماد مغنية لديكم في لبنان مقاومة قوية وحضور ومقدرات جديدة دفاعية وهجومية قادرة على أن تلحق الهزيمة بإسرائيل في أي حرب قادمة». وقال: «أحد الخبراء الإسرائيليين يقول إن سكان حيفا يخشون من هجوم قاتل على حاويات مادة الأمونيا التي تحوي أكثر من 15 ألف طن من الغاز، والتي ستؤدي الى موت عشرات آلاف السكان، الشعور هناك صعب جداً والحكومة الإسرائيلية تهمل 800 ألف شخص، هذا الأمر كقنبلة نووية تماماً، أي أن لبنان اليوم يملك قنبلة نووية، وصواريخ عدة تنزل بهذه الحاويات هي أشبه بقنبلة نووية، وهذا نموذج واحد غير النماذج المتبقية».
وكان نصر الله أشار إلى أنه في «الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري من واجبنا الأخلاقي في الحد الأدنى، على رغم الخصومة السياسية مع بعض ورثته، أن نتوجّه إلى كل عائلته ومحبّيه بتجديد التعزية والتعبير عن مشاعر المواساة في هذه الذكرى، التي نأمل بأن يأتي يوم تصبح فيه قادرة على جمع اللبنانيين جميعاً».
وتجاهل نصرالله انتخابات الرئاسة اللبنانية في ضوء المواقف التي أطلقها زعيم تيار «المستقبل» الرئيس الحريري منذ عودته الأحد الماضي، رافضاً مقاطعة الحزب و «التيار الوطني الحر» جلسات الانتخاب، وداعياً إلى نزول الكتل النيابية إلى البرلمان وفق ما ينص عليه الدستور والنظام الديموقراطي لانتخاب رئيس للجمهورية «وليربح من يربح ونحن سنهنئه أيا كان».
ولفت قول الحريري أمس رداً على سؤال عما إذا كان يتهم «حزب الله» بتعطيل الانتخابات الرئاسية: «علينا أن لا نقول إن الحزب لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، فالحزب برأيي يستمهل ويأخذ وقته». وأكدت كتلة «المستقبل» ضرورة «الالتزام الكامل من الجميع بالقواعد الديموقراطية البرلمانية المستندة إلى الدستور اللبناني، وبنتائج الانتخابات، ورفض منطق التعيين والتعطيل المستند والمستقوي بالسلاح غير الشرعي».
 

المصدر: مصادر مختلفة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,161,358

عدد الزوار: 6,758,055

المتواجدون الآن: 135