وسط خلافات بين الحوثي وصالح التحالف العربي يسيطر على حرض الحدودية مع السعودية

في الوقت الذي يواصل فيه طيران التحالف العربي شن غاراته الجوية على مواقع لميليشيات الحوثيين جنوبي تعز باليمن، سيطرت القوات البرية على مدينة حرض في محافظة حجة الحدودية مع السعودية، في ظل بوادر خلاف واضح بين أعضاء المؤتمر الشعبي الذي يرأسه صالح والحوثيين.

 الرياض: تمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية مدعومة بقوات برية من التحالف العربي من السيطرة على مدينة حرض في محافظة حجة الحدودية مع السعودية، فيما أكدت مصادر إعلامية محلية أن قوات مشتركة من الجيش والمقاومة والتحالف تستعد لعملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير مدينة تعز جنوب غربي اليمن، انطلاقاً من قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج المجاورة.

 وشنت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية ، غارات استهدفت مواقع لميليشيات الحوثي وصالح في منطقتي بير الهذيل والمحاقرة، بمديرية سنحان مسقط رأس الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بمحافظة صنعاء "ريف"، كما شنت غارات على مواقع تمركز الحوثيين وقوات صالح في مديرية موزع غربي تعز، مستهدفة مخزن سلاح بمديرية المسراخ، وعربة عسكرية، و قصفت الطائرات أيضا غرفة عمليات الدفاع الجوي، شرق منطقة صبر جنوبي تعز.

رسالة إلى زعيم الحوثيين

وفي سياق متصل للأحداث داخل الأراضي اليمنية حمل القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، والدكتور بجامعة صنعاء، عادل الشجاع، زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، مسئولية إهدار دمه من قبل جماعته.

 ونشر شجاع على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، اليوم الجمعة، رسالة وجهها إلى عبدالملك الحوثي، قال فيها: "أحملك دمي الذي أهدره بعض من يزعمون أنهم من المسيرة القرآنية وهم متلبسون الجهل والفساد من رءوسهم إلى أخمص أقدامهم".

 وأضاف شجاع: "هناك الآلاف من المظلومين يقبعون في السجون لا لشيء سوى أنهم يختلفون مع جماعتك في التفكير أو أنه مسهم الضر من الفساد الذي عطل كل المؤسسات بمسميات اللجان الثورية، تخيل أن جامعة صنعاء تحكمها اللجنة الثورية، والجامعة كما تعلم هي عقل الأمة".

 وقال في الرسالة لزعيم الحوثيين: "نتمنى أن تقول لأتباعك أنك بشر تأكل كما نأكل وتذهب إلى الحمام كما نذهب وألا يبيحون دماء الناس استنادا إلى قداستك".

 المقاومة والقاعدة

وقال مسؤولون أمنيون، إن ستة أشخاص قتلوا في تبادل لإطلاق النار الجمعة بين القوات الموالية للحكومة اليمنية ومسلحين من القاعدة، كانوا يستقلون سيارة محملة بالأسلحة متجهين إلى عدن ثاني مدن البلاد.

 وقالت المصادر" إن حاجزا للمقاومة الشعبية في منطقة أحور الساحلية في محافظة أبين، أوقف سيارة تابعة لتنظيم القاعدة على متنها أسلحة كانت في طريقها إلى عدن، ما أدى إلى مشادات كلامية تحولت إلى اشتباك مسلح أسفر عن مقتل ثلاثة من المقاومة وثلاثة من القاعدة، مضيفة أن من بين قتلى القاعدة “قيادي متوسط، هو رئيس محكمة في المكلا، يدعى طالب الكثيري”، مشيرة إلى “توتر يسود الطرفين في منطقة أحور الساحلية”. بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

أعلنت السلطات السعودية ان ثلاثة مدنيين، بينهم طفلان، قتلوا في منطقة جازان في جنوب غربي المملكة، بقذائف اطلقت من اليمن.

واشار الناطق الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني في جازان الرائد يحيى عبدالله القحطاني، في بيان، الى «سقوط عدد من المقذوفات من داخل الأراضي اليمنية على الأحياء السكنية في مركز الموسم» في جازان، موضحاً ان ذلك ادى الى «وفاة ثلاثة أشخاص، بينهم طفلان، وإصابة 11 آخرين، بينهم تسعة أطفال، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم».

في غضون ذلك، نفى نائب سكرتير الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، عبدالله المغربي، رفْض السفير الروسي في صنعاء فلاديمير ديدوشكين، طلب علي صالح تدخّل موسكو لوقف القتال والقصف الجوي للتحالف في اليمن.

واشار في حديث الى«الراي» إلى أن الرسالة التي حملها السفير الروسي من علي صالح، وصلت إلى الرئيس الروسي الذي وجه حكومته بطلب وقف القتال في اليمن كمطلب اولي يتبعه طلب اخر هو تقديم روسيا مشروعاً لوقف القصف الجوي من قبل التحالف اثناء استئناف الحوار.

 

تمكنت المقاومة الشعبية ووحدات عسكرية من قوات الجيش الوطني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي وبدعم من طائرات التحالف خلال اليومين الماضيين من السيطرة على منفذ حرض الستراتيجي ومعسكر المحصام الواقع على مشارف مدينة حرض بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، كما سيطرت على معظم مدينة حرض بعد معارك عنيفة خلال الأيام الماضية مع قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي سقط فيها العشرات من الجانبين قتلى وجرحى.

وذكرت مصادر محلية، أن مسلحي الميليشيات تراجعوا باتجاه جبل النار بالتزامن مع فرض المقاومة وقوات الجيش حصارا على ميناء ميدي الستراتيجي الواقع غرب محافظة حجة على البحر الأحمر بعد سيطرتها على أجزاء من مديرية ميدي.

في غضون ذلك، أكد قيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، فضل عدم الكشف عن اسمه لـ»السياسة»، أن لواء مكونا من خمسة آلاف مجند من أبناء محافظة تعز يتلقى تدريبات عسكرية مكثفة على يد ضباط من قوات التحالف والجيش الوطني في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج تمهيداً لمشاركته في عملية تحرير محافظة تعز من الميليشيات.

وأوضح أن هؤلاء المجندين ينتمون إلى مختلف مديريات تعز ويتوقع أن يستمر تدريبهم نحو شهر إن لم يكن أكثر، مشيرا إلى أن هذا اللواء الجديد واللواء 35 مدرع المشارك حاليا في المواجهات سيصل عدد ضباطهما وأفرادهما إلى نحو عشرة آلاف مقاتل، إضافة إلى عشرة آلاف مقاتل من المقاومة سيوكل إليهم جميعاً مهمة تنفيذ العمليات القتالية لتحرير محافظة تعز من الميليشيات.

ولفت إلى أن المواجهات بين المقاومة والجيش الوطني وبين الميليشيات تواصلت في مناطق الدحي والأربعين في مدينة تعز والشقب في جبل صبر ومديرية القبيطة، متهما الميليشيات بأنها ما تزال تمنع وصول 171 ناقلة إغاثية مقدمة من برنامج الغذاء العالمي إلى أبناء تعز وتحتجزها عند مداخل تعز وفي محافظة الحديدة.

وفي محافظة شبوة بالشرق، أكدت مصادر عسكرية لـ»السياسة» أن قوات اللواء 19 مشاة استكملت أول من أمس، انتقالها إلى مديرية عسيلان آتية من منطقة العبر بوصول آخر كتيبتين من اللواء وتمركزهما في مقر شركة أوكسي النفطية في إطار استعدادات اللواء لتنفيذ هجوم لتحرير منطقة بيحان من ميليشيات صالح والحوثي.

وكشفت مصادر قبلية أن المقاومة الجنوبية في بيحان نظمت نفسها في كتائب مقاتلة تحمل أسماء «كتائب البيحاني» و»الحراك الجنوبي» و»سرايا البرق» وكتائب أخرى جاهزة لمشاركة قوات الجيش في تحرير بيحان من الميليشيات، في وقت أشارت مصادر أخرى إلى إبرام قبائل آل أسلم ومسلحي الحوثي في منطقة عين اتفاقا قضى بمغادرة الحوثيين المنطقة في مقابل السماح لهم بعمل نقطة تفتيش على الخط الرئيس الذي يربط عين ببيحان العليا ومحافظة مأرب.

وأشارت إلى أن الحوثيين اقتحموا مخازن غذائية تابعة لحزب «الإصلاح» في بيحان العليا وسمحوا للأهالي بنهبها.

من جانبها، أعلنت المقاومة في إقليم أزال سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات بهجومين نفذتهما أول من أمس، الهجوم الأول استهدف طاقما للميليشيات في منطقة رصابة شمال ذمار، والثاني استهدف مقراً للميليشيات في حارة الناصر وسط المدينة، كما نفذ مقاتلو المقاومة بمحافظة إب هجوما على نقطة مراقبة للميليشيات في نقيل سمارة أسفر عن قتلى وجرحى.

إلى ذلك، شن طيران التحالف سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت في صنعاء قاعة معرض اكسبو المملوكة للزعيم القبلي الموالي لهادي الشيخ حميد الأحمر، والتي يتمركز فيها الحوثيون، وقاعدة الديلمي الجوية ومصنع للبلاستيك ومعهد تقني في منطقة بني مطر غرب صنعاء وقرية بير الهذين في مديرية سنحان بمحافظة صنعاء الريف، كما شن غارات على مصنع بمحافظة الحديدة.

كما أحبطت القوات السعودية المشتركة، أمس، محاولة تسلل نحو 100 من عناصر ميليشيات الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.

وتصدت طائرات الأباتشي والمدفعية لمحاولة التسلل، ما أدى لسقوط عشرات القتلى من الميليشيات على المنطقة الحدودية بين السعودية واليمن.

وأعلنت السعودية مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلان، وإصابة 11 آخرين، في محافظة جازان جنوب غرب المملكة، بقذائف أطلقت من اليمن.

شنت مقاتلات التحالف العربي أمس غارات كثيفة على مواقع ومعسكرات مسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في صنعاء ومحيطها ومحافظات تعز والحديدة وإب، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المسلحين وتدمير آليات عسكرية ومخازن للصواريخ.

وأفاد شهود بأن الغارات طاولت «معسكر 48» في منطقة «السواد» جنوب صنعاء ومعسكر النهدين المطل على القصر الرئاسي وقاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء ومواقع أخرى قرب جبل عطان غرب العاصمة، وسمع دوي انفجارات ضخمة وشوهدت ألسنة النار تتصاعد من الأماكن المستهدفة. ووصلت الى عدن أمس دفعة من 1500 جندي يمني تم تدريبهم في اريتريا.

وفي محافظة إب ضرب الطيران معسكر «الحمزة» التابع لـ «قوات الحرس الجمهوري» الموالية للرئيس السابق، وأكدت مصادر المقاومة أن عشرات المسلحين قتلوا وجرحوا نتيجة الغارات التي ضربت المعسكر ومواقع قريبة منه حوّلها الحوثيون إلى أماكن لتدريب مليشياتهم.

وفي محافظة تعز استهدفت غارات التحالف معسكري الدفاع الجوي و»الاحتياط» ومخازن للأسلحة وصواريخ «كاتيوشا» في منطقة الحوبان وصالة شمال شرقي مدينة تعز، إلى جانب مخازن للذخيرة في منطقة الربيعي غرب المدينة، وأدى القصف إلى مقتل 25 حوثياً على الأقل.

وضرب الطيران مواقع المتمردين في مديرية الدريهمي التابعة لمحافظة الحديدة الساحلية، في وقت تشهد المناطق الشمالية الغربية من محافظة حجة في مديريتي حرض وميدي استمراراً للمعارك التي أحرز خلالها الجيش الموالي للحكومة تقدماً ملحوظاً في الأيام الأخيرة.

وفي محافظة عدن أكدت مصادر عسكرية وصول دفعة جديدة من القوات اليمنية المدربة إلى ميناء الزيت في منطقة البريقة قوامها ألف وخمسمئة جندي تقلوا تدريبات مكثفة على يد قوات التحالف في معسكرات أنشئت لهذا الغرض في إريتريا المجاورة، وكشفت المصادر أن هذه القوة سيتم نشرها لتعزيز الأمن في المدينة.

وقتل أربعة من مسلحي المقاومة الشعبية الجنوبية في محافظة أبين، في هجوم عناصر تنظيم «القاعدة» على حاجز أمني في منطقة «مثلث أحور»، استخدمت خلاله الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وأفادت مصادر المقاومة بأن المهاجمين لاذوا بالفرار بعد إصابة اثنين منهم.

ويسيطر مسلحو التنظيم على أجزاء واسعة من محافظة أبين بما فيها عاصمتها زنجبار وثاني أكبر مدنها «جعار» كما يسيطرون منذ نيسان (أبريل) الماضي على المكلا عاصمة محافظة حضرموت إضافة إلى انتشارهم في أجزاء من محافظتي شبوة ولحج شمال عدن.

وأصدر مجلس إدارة جامعة عدن أقدم جامعة يمنية أمس، قراراً بتعليق الدراسة في كل كلياتها ومراكزها العلمية، حتى يتم إيجاد معالجات ناجعة وحاسمة للتهديدات والانتهاكات الأمنية المتكررة التي تتعرض لها.

وفي رسالة بعثها المجلس إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، ونائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح، ومحافظ عدن، ومدير الأمن، حمّل مجلس الجامعة الحكومة والسلطات المحلية والأجهزة الأمنية في عدن مسؤوليتها السيادية والاجتماعية تجاه جامعة عدن، من أجل توفير الحماية الأمنية اللازمة وتأمين كليات الجامعة وهيئاتها التدريسية وموظفيها وطلابها.

وتمكنت القوات السعودية فجر أمس من قصف منصات لإطلاق الصواريخ كانت تستعد لإطلاق القذائف على محافظة الطوال الحدودية.

ورصدت الكاميرات الحرارية أعداداً من الحوثيين يسحبون جثث قتلاهم بعد المعركة التي بدأت منذ ظهر أول من أمس ولا تزال في محاولات يائسة للاعتداء على حدود السعودية ومحاولات التسلل.

وأعلنت السلطات السعودية ليل الخميس - الجمعة أن ثلاثة مدنيين بينهم طفلان قتلوا جنوب غربي المملكة بقذائف أطلقت من اليمن.

وأشار المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني في منطقة جازان الرائد يحيى عبدالله القحطاني إلى «سقوط عدد من المقذوفات من داخل الأراضي اليمنية على الأحياء السكنية بمركز الموسم» في محافظة جازان.

وقال إن ذلك أدى إلى «وفاة ثلاثة أشخاص بينهم طفلان وإصابة أحد عشر آخرين بينهم تسعة أطفال تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم». ونشرت المملكة بطاريات صواريخ باتريوت تهدف الى اعتراض الصواريخ البالستية التكتيكية.

إلى هنا في صحراء العَبر على أطراف الربع الخالي، في هذه البقعة الجغرافية البعيدة من أي ملامح حضارية أو مدنية نَزح أبناء محافظة الجوف، في مخيمات مزدحمة بنساء وأطفال وكهول مُفتقرة للحد الأدنى من وسائل العيش.

هؤلاء المُهجّرون المنسيُون الساقطون من حسابات أرباب الحرب وطاولات التفاوض هم الضحايا الحقيقيون للحرب الهوجاء التي تشُنها ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح على أي الحياة في المناطق التي يسيطرون عليها، لا ذنب لهم سوى وقوع مدنهم وقراهم البسيطة على مرمى نيران المدافع في حرب عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

هنا نصَب النازحون خيامهم في صحراء العبر، الواقعة شمال غربي محافظة حضرموت الحدودية مع السعودية، منذ أكثر من نصف عام، مفارقين الأهل والديار ومُتكبّدين صعوبة العيش في ظل وضع مأسوي. ويقدر عدد النازحين بأكثر من 4300 شخص بمعدل 800 أسرة، مقسمين على أربعة مخيمات.

ومع صعوبة العيش في تلك البقعة الجغرافية القاحلة، وتضاعف أعداد النازحين، يعاني الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ صعوبة التعايش مع البرد القارس، ناهيك عن الخسائر الكبيرة في الأرواح والحالات المرضية الحرجة.

وفي جولة ميدانية استطلعت «الحياة» آراء النازحين ورصدت معاناتهم المتجسدة في شح المسكن والمأكل والمشرب وغيرها من الحاجات المعيشية. قال جميل محمد: «نزحنا إلى هذه المنطقة منذ أكثر من سبعة أشهر، بسبب ما فعله الحوثيون وقوات صالح من دمار وخراب في بلادنا». وأضاف: «بعد تفاقم الحرب خرجنا بأقل الوسائل، لا نملك إلا إمكانات وأدوات بسيطة من خيام وفرش وصوف وشيء يقينا هذا البرد القارس». وأوضح: «أن العيش هنا أمر في غاية الصعوبة، خصوصاً مع فقدان الدخل المادي، لا نملك رواتب أو مصادر دخل غير بعض الأغنام والمواشي، هنا نجد صعوبة في نقل الماء وصعوبة في المسكن وتوفير الغذاء والدواء والأمور الصحية، إذ تبعد منا الأسواق والمستشفيات مسافات طويلة».

وفي رصد الانتهاكات الحاصلة في محافظة الجوف قال الشيخ جابر الرؤساء، أحد أعيان المحافظة لـ «الحياة»: «المشهد في محافظة الجوف سيّئ للغاية، إذ دُمرت الكثير من منازل السكان، ناهيك عن الخسائر الكبيرة التي لحِقت بشبان صغار راحوا ضحايا تلك الحرب الظالمة، حتى المساجد لم تسلم من التدمير والقصف المدفعي».

وأشار إلى صعوبة النزوح مع الحرب موضحاً أن «الذين نزحوا هم من القبائل المعروفة مثل قبيلة دهم الكبرى وذوي حسين وآل همدان وغيرها»، لافتاً إلى اضطرار رجال القبائل لإخراج أسرهم إلى أماكن أكثر أمان.

وقال محمد علي (13 سنة) لـ «الحياة»: «نزحنا من بيتنا إلى الصحراء ونعيش في خيام لا تقينا برودة ليلها ولا حر شمسها، تركنا بيتنا بعد أن دخل الحوثيون إلى مدننا وشوارعنا ونهبوا محتوياتها وملؤوا أرجاءها بالموت، والدي استشهد في الجبهة ولم نر له جثةً ولا قبراً نبكيه فيه... تماماً مثل الكثيرين من شباب القرية».

وبعد تفاقم الأوضاع المعيشية في المخيمات وصل العديد من المنظمات والمؤسسة الإغاثية والإنسانية لدعم النازحين والمخيمات لتخفف الأعباء إذ استطاعت تلك المنظمات بتدخلها الإغاثي العاجل رسم جملة من الابتسامات لدى الأطفال والأسر النازحة لعلها تساهم في تدفئة تلك الأجواء القارسة وتعطيهم أملاً للبقاء.

وأكد ممثل مؤسسة صلة للتنمية بحضرموت خالد بن شهاب لـ «الحياة»: «عانى النازحون من الكثير من الأوجاع، خصوصاً في هذه الصحراء ومع دخول الشتاء، إذ كان الكثير من النازحين يأوُون ويسكنون تحت الأشجار اليابسة».

اعتبر أمين عام «التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري» في اليمن عبدالله نعمان أن أي مساع لعقد جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلي الحكومة اليمنية وممثلي حزب «المؤتمر الشعبي»، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي، لن تكون مجدية.

وقال نعمان في تصريح خاص لـ»السياسة» إنه «من خلال خطابات صالح والحوثيين عبر وسائل الإعلام يتبين أنه ليس لديهم نوايا حسنة، وبالتالي فلا جدوى من عقد أي مفاوضات مقبلة، ما لم ينفذوا ما تم الاتفاق عليه لبناء الثقة»، مشدداً على أن لا أحد يفضل الحل العسكري، إلا أن «إرادات الانقلابيين هي إشعال الحريق في البلد حتى النهاية».

وأشار إلى أن الأحزاب السياسية في اليمن أسكتها رصاص البنادق، مضيفاً «عندما يتكلم الرصاص تسكت السياسة، فاللغة حالياً لغة رصاص لا لغة سياسة، وأعتقد أن أي كلام بشأن السياسة مرهون بمدى تنفيذ صالح والحوثيين خطوات بناء الثقة، المتمثلة في إطلاق المختطفين، ووقف إطلاق النار ورفع الحصار عن محافظة تعز، وطالما أن هذا لم يتحقق، فالكلام في السياسة لن يتحقق».

وقال «إذا استمرت الحرب فالمآسي ستستمر وستدمر اليمن حتى يصبح مثل سورية، وسيكون لذلك آثاره على وحدة اليمن وعلى استقرار البلد والنسيج الإجتماعي وعلى المحيط الإقليمي والدولي».

الرأي...الرياض - د ب أ - اعتقلت قوات الامن السعودية شخصا مطلوبا، قتل اثنين من رجال الشرطة، وأصاب مساعد قائد دورية المرور في القطيف شرق المملكة واثنين من العاملين يحملون الجنسية الهندية.

ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية، امس، عن اللواء منصور التركي المتحدث الامني لوزارة الداخلية السعودية، ان قوات الأمن قبضت على المطلوب للجهات الأمنية بعد توفر الأدلة على تورطه في اطلاق النار على احدى دوريات الأمن في محافظة القطيف، ما أدى إلى مقتل رجلي أمن، واطلاق النار على إحدى دوريات المرور في حي الخويلدية بمحافظة القطيف، من داخل منطقة زراعية، ما نتج عنه إصابة مساعد قائد دورية المرور، واثنين من المارة (من الجنسية الهندية)، وسيارة أحد المواطنين.

وذكرت الوكالة ان «قوات الامن القت القبض على المطلوب بعد توفر الأدلة على ارتكابه تلك الجرائم ومشاركته في اختطاف أحد المواطنين في بلدة تاروت في القطيف تحت تهديد السلاح والاتجاه به إلى منطقة زراعية في بلدة العوامية والاعتداء عليه بالضرب وتصويره واطلاق النار عليه قبل الإلقاء به ببلدة القديح».

وأعلن التركي أنه جرى إلقاء القبض على المطلوب في حوزته سلاح رشاش وحقيبة في داخلها مسدس وقناعين للوجه وقفازات لليدين ومخدر من مادة الحشيش و15 قرصاً من مادة الإمفيتامين المخدرة.

 

كان الدخان ما زال يتصاعد أمس من فندق فخم في دبي يقع في ناطحة سحاب من 63 طابقاً، حيث اندلع حريق قبيل الاحتفالات برأس السنة لأسباب لم تعرف بعد، في حين تجري السلطات تحقيقاً في ذلك، وتقول إن الحريق بدأ في الطبقة العشرين من فندق «داون تاون»، فيما كان آلاف الأشخاص، وبينهم عدد كبير من السياح، محتشدين في هذا الحي للاحتفال بالعام الجديد.

وتسبب هذا الحريق الكبير بالرعب في ضواحي ناطحة السحاب لكنه لم يسفر عن إصابات خطيرة. ولم تتم السيطرة بالكامل على النيران حتى بعد ظهر أمس.

وأغلقت الشوارع المؤدية إلى الفندق وكان فضوليون يتوقفون على مسافة منه لالتقاط صور.

ونشر المسؤول في الأجهزة اللواء ضاحي خلفان تميم على «تويتر» صورة يبدو فيها حريق صغير تحت أحد أطراف الجزء السفلي من البرج. وقال: «من هنا بدأت التحقيقات»، ولم يقدم مزيداً من التفاصيل.

والفندق الذي افتتح في 2008 وتملكه شركة «إعمار» العقارية العملاقة، هو البرج الأعلى الثامن عشر في دبي والثالث والتسعون في العالم. ويقع قرب برج خليفة، وهو أعلى برج في العالم حيث جرت حوله احتفالات السنة الجديدة من دون مشاكل خلال الليل. وأضاءت سماء دبي عشرات الأسهم النارية.

وأظهر شريط فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي أن الحريق تسبب في موجة ذعر بين الناس الذين كانوا موجودين في المركز التجاري قرب الفندق. وأكد شاهد أنه سمع «صراخاً كثيراً» وشاهد «كثيرين أصيبوا بالإغماء». بلغت الحصيلة الرسمية لعدد الضحايا 16 جريحاً أصيب 14 منهم بجروح طفيفة، فيما أصيب آخر بأزمة قلبية خلال إخلاء المبنى.

وروى مصور صحافي كان في الطبقة الثامنة والأربعين لالتقاط صور للأسهم النارية أنه بقي عالقاً في الفراغ طوال نصف ساعة. وخوفاً من أن يموت مختنقاً بالغازات السامة الناجمة عن النيران، أدرك أن «خياره الوحيد» هو أن يتعلق بالشرفة وينتظر الإغاثة. وقال: «رأيت حبلاً ثخيناً» مربوطاً بقضبان خارجية تستخدمها رافعات المكعبات في الفندق «فسحبت حوالى 30 متراً منه وثبته على حزامي وعلى معدات التصوير ونزلت».