أخبار وتقارير..«داعش» يتبنّى قتل ضابط روسي في داغستان...يمن 2016: صنعاء وعدن وما بينهما... هل يبقى اليمن سعيدًا بوحدته؟....المثقف العراقي غادر عزلته ونزل الشارع متظاهرًا...الجبير: التحالف الدولي تأكيد لرفض الإسلام للإرهاب.... 2016 عام مئوية سايكس ـ بيكو ومناسبات أخرى محرجة للغرب

اردوغان يتعهد حرباً بلا هوادة ضد المسلحين الأكراد ...واشنطن تُعدّ عقوبات جديدة ضد مؤسسات وأفراد في إيران والإمارات وهونغ كونغ..حريق قرب «برج خليفة» لم يمنع احتفالات دبي

تاريخ الإضافة الجمعة 1 كانون الثاني 2016 - 6:30 ص    عدد الزيارات 2269    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

يمن 2016: صنعاء وعدن وما بينهما... هل يبقى اليمن سعيدًا بوحدته؟
إيلاف...جمال شنيتر
وحدة اليمن على كف عفريت، حتى لو انتهت الحرب القائمة في هذه اللحظة. فعوامل الفرقة بين صنعاء وعدن قد تغلب كل النوازع إلى الاتحاد.
 جمال شنيتر: بالرغم من مرور ربع قرن على الوحدة بين اليمنين (الجمهورية العربية اليمنية الشمالية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الجنوبية)، فإن تلك الوحدة على كف عفريت. فقد عمل نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح خلال الوحدة على جمع التناقضات بحسب وجهات نظر مختلفة، فقائل يقول إنه تعمد تحويل هذه الوحدة إلى وحدة نهب واستقواء وضم وإلحاق، وآخرين يرونه استثمرها لصالح تعزيز مصالحه واللعب على المصالح المتقاطعة للمكونات اليمنية، حتى توجت معاول هدم تلك الوحدة بالحرب الجارية التي شنها صالح وحلفاءه الحوثيين على الجنوب خاصة واليمن عامة. وآخرون يقولون إن النظام السابق لا يمكن أن يحدد مستقبل اليمن، ويجب عدم استثمار أخطائه في تشكيل تيار يهدد وحدة اليمن.
 هذه الأمور أسهمت في تكوين تيار متزايد في الجنوب اليمني، لا سيما منذ العام 2007، وفي تعاظم الحركة الاحتجاجية المطالبة باستعادة دولة الجنوب السابقة، وانقسم اليمنيون في الشمال والجنوب امام تلك المطالب.
 صراع الوحدة والانفصال
 إلى ذلك، قال الباحث والكاتب السياسي علي محمد السليماني أن الوحدة اليمنية في الجهوية اليمانية فشلت قبل مضي أربع السنوات على ميلاد الوحدة التي قامت بين الشمال والجنوب عام 1990.
 واستعرض السليماني، في حديثه لـ"ايلاف"، مراحل الصراع السياسي حول الوحدة بين الشمال والجنوب خلال العقدين الماضيين، قائلًا: "شن اليمن الشقيق الحرب على الجنوب العربي ]يقصد جمهورية جنوب اليمن قبل الوحدة[ في 27 نيسان (ابريل) 1994، وفي 21 أيار (مايو) من نفس العام، اعلن الرئيس علي سالم البيض فك اﻻرتباط، لكن نظام صالح واصل حربه وتحقق له النصر على الجنوب لعدة اسباب، تتعلق بخلافات جنوبية – جنوبية سابقة، واصبح الجنوب تحت الاحتلال اﻻستيطاني اليمني وأصبح وجوده محل رفض شعبي جنوبي كامل، وفي 7 تموز (يوليو) 2007، انطلق الحراك الجنوبي السلمي الذي خاض كفاحًا سلميًا تم مواجهته بالإبادة الجماعية، وبمجازر بشرية ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني ضد فعاليات الحراك الجنوبي اﻻعزل، حتى شن اليمن بكل مكوناته وأسماء متنفذيه المتخفين خلف عنوان الحوثيين والعفاشيين حربه لتكريس الاحتلال متقمصًا مشروعًا صفويًا معاديًا للأمة العربية، فتحول الحراك السلمي إلى مقاومة جنوبية تمكنت بمساعدة الضربات الجوية للتحالف العربي من طرد الغزاة الجدد والمحتلين القدامى في 14 تموز (يوليو) من العام الجاري، وأصبح الجنوب العربي محطمًا، وبنيته التحتيه مدمرة".
 وأكد السليماني أن شعب الجنوب العربي لن يقبل ببقاء الاحتلال اليمني، وكما تصدى له وهو في أوج قوته سيتصدى له اليوم حتى قيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة.
 اليمن موحد
 من جهته، يقول جمال الغراب، رئيس تحرير موقع الفجر الجديد، إن اليمن سيظل موحدًا، "وكل ما هو حاصل في الساحة من حراك يطالب بالانفصال والتهويل الاعلامي بقرب فك الارتباط ومحاولة تأجيج الشارع الجنوبي باسم الاستقلال، كل ذلك من صناعة قوى داخلية لتحقيق مصالح تخدم مشاريعها وتوجهاتها".
 ويضيف الغراب لـ"ايلاف": "الانفصال ورقة تلعب بها القوى المتصارعة لحين الحصول على مآربها، وسنجد أن قادة من يدعون لانفصال الجنوب عن الشمال هم انفسهم من يدافعون عن الوحدة، ولنا شواهد عديدة".
 معادلات طائفية
 بدوره، أكد صالح الدويل باراس، الناشط السياسي في الحراك الجنوبي، وجود فرق بين الطائفة والطائفية، "فالطائفة نسق عبادي لا يخلو منه دين من الاديان، اما الطائفية فهي استقواء بالقوة لفرض امتيازات سياسية وغيرها لطائفة محددة، والحالتان موجودتان في اليمن الشمالي منذ مئات السنين، وفي اغلبها تمددت الزيدية في مناطق الشوافع بالاستقواء والهيمنة الطائفية".
 واستطرد باراس في حديثه لـ"ايلاف" قائلًا: "لا اعتقد أن مناطق اليمن الشافعي ستعود لبيت الطاعة الذي ظلت محجوبة فيه مئات السنين، فالزيدية لا تنمو الا بامتصاص الحياة من مناطق أخرى، لكن الحرب الاخيرة ستفرض عليها معادلات قد تحرمها هذا الامتصاص، فلو اقتنعت الزيدية بقدرة الشوافع في منعها من امتصاص الحياة من مناطقهم، سيكون هناك تعايش، اما اذا ظلت مصابة بعجرفة الاستقواء التاريخي الذي مارسه اسلافها، فلن يحدث تعايش. وبالنسبة إلى الجنوب، الدولة اليمنية في صنعاء، بزيديتها وحوثيتها وشافعيتها وسلفيتها واخوانيتها، تمثل مشروعًا واحدًا لاغتصاب الجنوب ونهبه واحتلاله".
 كلّه سنّي
 واستعرض الناشط السياسي في الحراك الجنوبي في حديثه العوامل الخارجية المشجعه على التوحد او الانقسام، قائلًا: "موقع الجنوب من العوامل التي تجعل الجوار السني استراتيجيًا، يسعى لاستقلال الجنوب الذي يخلو من طوائف الاقليات، فكلّه سني وهذه الميزة لا تتوافر حتى في دول الجوار السني ذاتها، ويعتبر مصدر أمان لتلك الدول، كما أن الهيمنة الايرانية على الخليج ومضايقه تشكل مخاوف استراتيجية لتلك الدول، ولن يكون متنفسها عبر دولة فيها قوة طائفية كبيرة في ظل يمن موحد، بل متنفسها في دولة تخلو تمامًا من الخطر الطائفي، وهذه الميزة لن تكون الا في جنوب مستقل، اما ما يشجع تلك الدول على بقاء الوحدة هو الكثافة البشرية وفقر الموارد في الشمال وهو فقر تتعمد كل انظمة صنعاء على اشاعته لابتزاز العالم".
 ويعتقد باراس أن عودة دولة الجنوب إلى الانفصال ستودي إلى تقليص الارهاب وتحجيم الجماعات الارهابية، "فالنخبة السياسية في الشمال عملت على دعم الارهاب واستيطانه في الجنوب لتخويف العالم من عودة استقلال الجنوب".
 الأقاليم تتكلم
 توقع الدكتور جلال سعيد باعوضة، عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني، استمرار الوحدة اليمنية بشكل جديد، وهو النظام الاتحادي الفيدرالي.
 وأضاف باعوضة، في سياق حديث لـ "إيلاف" قائلًا: "فترة بقاء الاقاليم ستحدد مستقبل اليمن، انقسام أم اتحاد".
 وحول مسالة التعايش بين الطوائف، يرى باعوضة أن لا اشكالية كبرى في ذلك الانقسام اذا حلت القضايا السياسية بين الساسة المتصارعين، وان الاقاليم الاتحادية ستحل المشكلة الطائفية.
 يضيف: "كتوجه اقليمي ودولي ثمة دعم لبقاء وحدة اليمن، لكن الدول لا تهمهم خريطة اليمن ما داموا يجدون مصالحهم ومنافعهم، لكن هناك بعض دول الاقليم تدرس كل الخيارات، بما فيها الانفصال، لعلمهم باستحالة بناء دولة مستقرة في الشمال، لكنهم يبحثون عن حليف مضمون في شمال اليمن".
 وحذر باعوضة من أن استمرار الوحدة اليمنية بالشكل الحالي يخدم الجماعات الارهابية ومن يقف خلفها، "ففي حال بقاء اليمن موحدًا، الرهان لن يكون على ضمانات داخلية، بل اقليمية، خصوصًا من السعودية، باعتبارها المتضرر الاكبر من تنامي الارهاب في اليمن".
 الوحدة خيار استراتيجي
 من ناحيته، قال الشيخ القبلي محمد أحمد الخولاني، وهو من مشايخ صنعاء، إن الوحدة اليمنية ظلت حلم اليمنيين في الشمال والجنوب منذ سنوات طويلة، "ومهما كانت الاخطاء التي ارتكبت باسمها، إلا أنه ينبغي التمسك بالوحدة باعتبارها خيارًا استراتيجيًا لليمنيين".
 وقال الخولاني في تصريح لـ"ايلاف" إن مؤتمر الحوار الوطني حل الكثير من الاشكالات التي شوهت الوحدة اليمنية، "فالفيدرالية قد تكون المخرج السليم لبقاء الوحدة اليمنية".
 واختتم الخولاني مشيدًا بما قدمه ابناء الجنوب من تضحيات كبيرة في سبيل اقامة الوحدة اليمنية قبل ربع قرن من الزمان.
ما بعد يناير 2016 غير ما قبله - الثقافة والسلطة
المثقف العراقي غادر عزلته ونزل الشارع متظاهرًا
إيلاف...محمد الغزي
المثقفون العراقيون في الغربة هل يعنيهم ان يدفنوا في بلادهم؟
الثقة مفقودة بين المثقف - المواطن والسلطة في العراق، فنرى مثقفي هذه البلاد غادرت عزلتها وانضمت إلى الشارع المحتج، في نزعة إنسانية ترفض التسلط.
بغداد: يودع العراقيون العام 2015 فيما يغادر المثقف العراقي عزلته من دائرة النخبة بنزوله إلى الشارع بين المتظاهرين. إنها لحظة ليست عابرة أن يشهد العام 2015، قبيل طي صفحاته الأخيرة، اجتماعين مهمين: الأول لفعاليات اكاديمية وفكرية تحت يافطة المبادرة الوطنية التي دعا لها المركز الوطني للتنمية، والثانية لتنسيقيات التظاهرات لتوحيد الاحتجاجات ومطالبها وشعاراتها وأطرها التنسيقية.
خطوة عابرة
قال مدير المركز العراقي للتنمية والديمقراطية غسان العطية لـ"ايلاف" إن لقاء شخصيات اكاديمية وفكرية مع شخصيات سياسية واتفاقها على تشكيل تيار عابر خطوة مهمة لتجاوز الانقسام الطائفي والعرقي وخطوة نحو مكافحة الفساد السياسي قبل الإداري، "فالأمر وصل إلى مستويات خطرة وباتت الدولة العراقية مهددة بالتفكك، واندلعت موجات الاحتجاج الشعبية الواسعة في وسط العراق وجنوبه لتفتح أبواب الاصلاح بعد أن وصلت العملية السياسية إلى أبواب مغلقة، لذلك باتت مساندة التظاهرات واجبًا وطنيا تاريخيًا، يستلزم الشروع بالعمل بشكل جماعي لبذل جهود ضاغطة من أجل ترشيد الحكم وتحقيق إصلاحات حقيقية في أدارة البلاد".
يضيف العطية: "نحاول أن نلعب دور الوسيط، او الجسر، وهنا اشبه حال المثقف او قوى الاعتدال التي يكون المثقف قطبها بالخيط في المسبحة، وربما يكون ارخص ما في المسبحة لكنه اهم ما فيها حبات المسبحة الثمينة هم الاخرون، لكن دورنا هو كيف نربط الاخرين ونعيد تشكيل المسبحة".
نماذج ثقافية
من جانب آخر، يقول الكاتب والباحث سهيل سامي نادر لـ"إيلاف" إن المثقفين في العراق لا يشكلون قوة مستقلة عن السياسة، "فالمثققفون لم يتعرفوا على بلدهم عن طريق تحليل تاريخي – اجتماعي، بل عن طريق نزعة إرادية مرة، واختزالات ذهنية مرة، وأسطورية وآديولوجية مرة ثالثة".
يضيف: "القوميون اعتقدوا دائمًا بوجود وحدة قومية في الماضي، فجعلوا من الماضي مبدأ مقارنة سياسية، لم يتبينوا الفرق البديهي بين وحدة امبراطورية من الطراز القديم، والوحدة القومية من الطراز الحديث، وعلى الرغم من تأثرهم بالفكر القومي الاوروبي، فإنهم في بيئتهم الثقافية المتخلفة طوروا لفظية ثورية ولم تدرس الحاضر بل احتقرته وأرادت تغييره بالقوة"، في حين أن الشيوعين، والحديث لنادر، قاموا بتنشيط الحياة السياسية في سياقات مباشرة بلا أفق، مع وجود أنموذج عالي التركيب يقع خارج التجربة، هو خليط من فكرة العدالة الاجتماعية وشن الحرب على الامبريالية مصدر كل الشرور، والتماهي مع دولة شمولية متعسفة أثبتت التجربة التاريخية فشلها.
ويتابع نادر تصنيفه المثقف العراقي: "سيّس الاسلاميون الدين في صراع يائس ضد الحداثة والتقدم، وحولوا الدين إلى سيرة فقهية عقائدية فاقدة للحياة، وهذه النماذج الثلاثة مارست دورها في العراق ولم تستطع غير إرجاعنا إلى الخلف، مقدمة خيارات فاشلة في كل شيء، فالمثقفون لم يكونوا لاعبين كبار بل ملتحقون في هذه الأطر".
دور مغيّب
وتحدث رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي عما وصفه ازمة الثقة بين المواطن والحكومة لافتًا إلى أنها "ازمة قائمة" منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، وراى أن دور المثقف مغيّب تجاه ما يعيشه العراق، مؤكدًا أن الوضع بحاجة إلى أصحاب الفكر والقلم وليس إلى السياسيين الذين فشلوا في إدارة العراق طوال السنوات المنصرمة.
أضاف: "ينبغي أن تولي الحكومة دورًا كبيرًا للمثقفين من أجل حل المشاكل التي تمر بها البلاد، لأن إشراك المثقفين يقوي سياسة الحوار والمناقشة، ويبقي البلاد بعيدة عن الازمات التي قد تتعرض لها، وغياب المثقف جعل المشاكل في تزايد مستمر".
الإعلامي رافد جبوري يقول: "للاسف لا يخطو العراق إلى بر الأمان في العام المقبل وان كنّا نتمنى ذلك، فالعراق فقد الزخم الذي اكتسبه في عام ٢٠١٤ حينما تعاطف العالم معه وتشكلت حكومة جامعة وممثلة لكل أطيافه".
ويرى جبوري، الذي عمل متحدثًا باسم رئيس الوزراء، أن هذه الحكومة حصلت على فرصة عظيمة الصيف الماضي للقيام بإصلاح حقيقي، حينما تحرك متظاهرون سلميون غير طائفيين كادوا أن يحطموا معادلة الطائفية والفساد وتضامنت معهم ودعمتهم مرجعية النجف، وكانت فرصة لإصلاح شامل على كل الأصعدة والمثقفون شكلوا جزءًا أساس من عملية التحفيز لهذه التظاهرات والإصلاحات".
إيمان مفقود
لكن علي حسين، الكاتب والصحفي في جريدة المدى، يرى أن المواطن فقد إيمانه بالوطن وتنحى جانبًا بسبب ادراكه أن الأمور وصلت إلى نقطة اللاعودة بسبب فقدان روح الثقة واحياء هذه الروح هي مهمة المثقف العراقي.
ويضيف: "إن معايير إعادة الثقة هي نزاهة المسؤول وحرصه على المال العام والمعيار الاخر هو الكفاءة وأن يلغي مبدأ أهل الثقة ليحل بدلًا منه مبدأ أهل المعرفة والدراية" مشيرا إلى انه بهذا يمكن أن نخطو نحو تصحيح في العام 2016.
ويرى عضو المجلس العراقي لحوار الأديان الباحث الدكتور سعد سلوم أن إعادة بناء الثقة عموديًا بين الفرد والسلطة ينبغي أن تتضمن مداخل متعددة، منها ما هو نفسي من خلال استعادة ثقة المجتمعات المحلية الساخطة حتى تثق في قدرة الدولة على ضمان حمايتها من العنف، وتحقيق العدالة وتهيئة الظروف من اجل مشاركتها العادلة في المجتمع. ومنها ما هو اقتصادي".
يضيف: "من الضروري أن يتضمن ذلك تحرير مناطق البلاد من قبضة داعش مع توفير موارد كافية لاصلاح البنية التحتية الأساسية وإصلاح نظام الخدمات، بحيث تتوافر بيئة جاذبة لتكون بديلًا عن الاندماج في المناطق التي تم النزوح اليها او التفكير في خيار الهجرة".
أكد أن المجلس السعودي ـ التركي لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
الجبير: التحالف الدولي تأكيد لرفض الإسلام للإرهاب
المستقبل.. (واس)
أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، الذي أطلقه ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بالرياض في 15 كانون الأول الماضي، يمثل تأكيداً لرفض الإسلام للإرهاب وأن هدفه وضع استراتيجية شاملة لمواجهته.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي الطيب البكوش عقد بمقر وزارة الخارجية التونسية أمس، أكد الجبير خلاله أن علاقات المملكة وتونس هي علاقات قديمة ومتينة وقوية مبنية على أسس الاحترام المتبادل وعلى رؤية إستراتيجية موحدة فيما يتعلق بمواجهة التطرف والإرهاب وفيما يتعلق بالعديد من القضايا .

وقال إنه تم خلال اجتماعه بمعالي وزير الخارجية التونسي بحث سبل دعم التعاون والتبادل الاقتصادي بين المملكة وتونس، معبراً عن أمله في أن تفضي هذه المحادثات إلى تعزيز وتكثيف العلاقات في هذا المجال .

وبشأن التحالف الذي تم تشكيله والذي انضمت إليه أكثر من 35 دولة إلى حينه، قال إنه «تحالف سيكون لكل الدول، هدفه مواجهة الإرهاب من نواح أمنية وعسكرية من جهة ومن ناحية فكرية من جهة أخرى«.

وأشار إلى أن الانضمام إلى التحالف طوعي وأن على كل دولة أن تختار ماذا ستقدمه من دعم أو ماذا ستطلبه من مساعدات من الدول الأخرى، مفيداً بأن التنسيق سيكون بين الدول الإسلامية في ما يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات وتوفير المعدات في المجال الأمني.

وشدد على أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب بدون توحيد الصف في ما يتعلق بالتعاون الدولي، مشيراً إلى أن دولة واحدة لا تستطيع أن تحارب الإرهاب وأن التحالف الدولي مهم جداً كما هو الشأن بالنسبة للتحالف الإسلامي .

وأكد وزير الخارجية السعودية أن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب يهدف أيضاً لإبراز أن الإسلام يرفض الإرهاب وأنه ضحية للإرهاب، مشيراً إلى أن الإسلام في مقدمة الحضارات التي تحارب.

ولفت إلى أن التعاون في ما يتعلق بالجانب الفكري في التصدي للفكر الإرهابي يكمن في بحث كيفية التصدي لهذا الفكر والخروج برسالة تناقض هذا الفكر المتطرف عن طريق الإعلام أو عن طريق العلماء أو عن طريق الوسائل الإعلامية الحديثة أو عن طريق التعليم، مؤكداً أن الهدف هو خلق إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب أمنياً وعسكرياً وفكرياً وتعليمياً ومادياً عن طريق قطع تمويل الإرهاب اجتماعياً؛ وأن تكون الخطة شاملة تستطيع الدول الإسلامية الأعضاء في هذا الحلف أن تستفيد من خبرات الآخرين في هذا المجال .

وأكد الجبير أن تونس ستستفيد من هذا التحالف لأنها تواجه مشاكل من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي الذي بدأ يأتي من سوريا إلى ليبيا وإلى تونس، مشيراً إلى أن تونس عانت من عمليات إرهابية في الماضي وأن تبادل المعلومات والخبرات والرسائل الفعالة سيخدمها، وفي الوقت نفسه ستستفيد المملكة التي عانت وتعاني من الإرهاب، وستتم الاستفادة من خبرات الدول الأخرى بما فيها تونس في الحصول على المزيد من المعرفة لمواجهة هذا الإرهاب وللحصول على مزيد من الخبرات وأفضل الوسائل لمواجهتها أمنياً أو مادياً أو فكرياً .

وتحدث الوزير السعودي عن اتفاق المملكة وتركيا على إنشاء مجلس تنسيق استراتيجي بين البلدين على مستوى رفيع، وقال «الهدف من وراء هذا المجلس أن يكون هناك تنسيق في المجالات المختلفة التي تربط بين البلدين سواءً كانت في المجال الأمني أو العسكري أو الاقتصادي أو المالي أو التعليمي أو غيرها من المجالات ليكون هناك تحرك استراتيجي منسق بين البلدين»، مشيراً إلى أن الهدف من وراء تأسيس هذا المجلس هو دفع العلاقات السعودية التركية إلى أفق أقوى وأفضل مما كانت عليه في الماضي لتصبح علاقات إستراتيجية .

وأضاف معاليه أنه تم التطرق أيضاً إلى أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وبحث سبل التعامل مع الأوضاع في العراق واليمن، بالإضافة إلى سبل إيجاد حل سلمي للأزمة في ليبيا وأهمية التصدي للتطرف والإرهاب وتكثيف الجهود بين الدول في هذا المجال .

وبشأن القضية الفلسطينية، أكد الجبير أن القضية الفلسطينية بالنسبة للدول العربية والإسلامية هي القضية الأولى ولا تزال، والمملكة كانت منذ عقود تسعى لحث المجتمع الدولي لإيجاد حل لهذه القضية مبني على قرارات الشرعية الدولية وعلى حل يؤدي إلى دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مشيراً إلى أن المملكة وضعت مبادرة الملك فهد في فاس في قمة 1981 ـ 1982، التي كانت تهدف لإيجاد حل سياسي ومحاولة لحث المجتمع الدولي على تبنيها .

وتابع أن «المملكة العربية السعودية أيدت اجتماع مدريد في 1991م من أجل الوصول إلى إقامة دولة فلسطينية، كما طرحت مبادرة السلام التي أصبحت مبادرة السلام العربية في قمة بيروت في عام 2002 والتي تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية«.

وشدد على أن المملكة لا تزال مستمرة في حث المجتمع الدولي واستخدام نفوذها مع كل الأصدقاء للوصول إلى تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، مشيراً إلى أن المملكة منذ بداية هذه الأزمة وهي تقف جنباً إلى جنب مع الأشقاء في فلسطين وأنها كانت دائماً من أقوى الداعمين للأشقاء الفلسطينيين مادياً وسياسياً ومعنوياً وستستمر على هذا النهج لحين تحقيق مطالب الأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .

وزير الخارجية التونسي أكد أن زيارة الجبير إلى تونس تبشر بكل خير بالنسبة لمستقبل العلاقات بين المملكة وتونس، مفيداً بأن هذه الزيارة ستكون بداية للقاءات سياسية واقتصادية وأمنية للتشاور باستمرار وبانتظام بين البلدين من أجل توحيد المواقف ووجهات النظر حول القضايا المشتركة والقضايا الإقليمية والدولية. وقال: «يمكن لي أن أؤكد أن ما تبادلناه أمس واليوم من حوار حول هذه القضايا جعلنا نعتقد أن مواقفنا متقاربة جداً حتى لا أبالغ وأقول أنها موحدة، لكن المهم أنها متقاربة جداً إلى حد أنه يمكن لنا أن نسهم معاً في النقلة النوعية التي نريدها في المنطقة خاصة فيما يتعلق ببؤر التوتر التي تضر بمصالح الشعوب العربية وتضر بالمصلحة القومية والأمن القومي العربي«.

وأشار البكوش إلى أن تطورات الأوضاع في المنطقة وتعقيداتها الإقليمية والدولية تحتم على البلدين تكثيف الاتصالات والتعاون والتشاور في المجال الاقتصادي والأمني وفي المجالات السياسية وغيرها .وعبر عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين المملكة وتونس وبالجهود المبذولة من أجل المصلحة ليس فقط مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين وإنما مصلحة الأمة العربية وخاصة في ما يتعلق ببؤر التوتر للخروج من أشكال العنف إلى الحلول السياسية التي تخدم مصالح الجميع .
 
حريق قرب «برج خليفة» لم يمنع احتفالات دبي
دبي، لندن، باريس، جاكرتا – «الحياة»، أ ف ب، رويترز 
شب حريق هائل في فندق «ذي أدريس» (العنوان) قرب «برج خليفة» الاكبر في العالم، قبيل احتفالات رأس السنة في دبي. وأعلنت حكومة دبي عدم وقوع اصابات في الفندق أو المباني المجاورة واستمرار الاحتفالات في المناطق المجاورة.
واندلع الحريق من الطابق رقم 20 في الفندق، وامتدت ألسنة اللهب إلى الأدوار الأخرى بفعل الرياح. وجرت عمليات اخلاء المبنى المحترق بنجاح، وكذلك بعض المباني المحيطة بموقع الحريق. وشاركت طائرات تابعة للدفاع المدني في عمليات الإطفاء، لكن سرعة الرياح تسببت في نشوب النيران في انحاء أخرى من الفندق.
وقالت ابتسام الكتبي رئيس «مركز الإمارات للسياسات» في دبي لتلفزيون «العربية» إن الازدحام الهائل من الجنسيات كافة في موقع الحادث، وسرعة الرياح ربما عرقلت بعض عمليات السيطرة على الحريق التي شاركت فيها اربع فرق اطفاء.
وأكدت الكتبي أن الحادث «ليس مدبرا»، مشددة على أن الاجراءات الأمنية في دبي تتسم بالدقة واليقظة.
وقال المدير العام للدفاع المدني اللواء راشد المطروشي، إن الحريق تحت السيطرة، وهو تركز في الواجهة الخارجية للفندق، ولم يمتد إلى الداخل.
وأشار إلى أن الفندق مجهز بأنظمة إطفاء آلية للسيطرة على النيران، مؤكدا أن الحريق لم يتسبب في وقوع أي إصابات.
وتجدث شهود عيان قرب «برج خليفة» عن كتل ضخمة من اللهب كانت تشاهد في الفندق.
واستبعد مسؤولون في دبي وجود اي شبهة ارهابية وراء الحادث وتحدثوا عن ماس كهربائي أو ما شابه كسبب للحريق.
وفي العالم خيمت المخاوف من اعتداءات إرهابية على الاحتفالات التقليدية برأس السنة، اذ فرضت حال الاستنفار العالمية، الحد من حجم الاحتفالات وصولاً الى الغائها أحياناً، وذلك من جاكرتا الى نيويورك، مروراً بموسكو وأنقرة وبروكسيل وباريس حيث ألغي تقليد إطلاق ألعاب نارية، احتراماً لذكرى ضحايا الاعتداءات الإرهابية في المدينة في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. والقى ذلك بظلاله على حركة السفر والسياحة في المناسبة، متسبباً بخسائر ضخمة لأصحاب المطاعم والفنادق والخدمات المرتبطة بها.
وفي بروكسيل ألغيت احتفالات بالكامل، فيما أعلنت السلطات البلجيكية اعتقال ستة للاشتباه بتخطيطهم لاعتداء إرهابي.
وأغلقت السلطات الروسية للمرة الأولى، الساحة الحمراء، مكان التجمع الرمزي لاحتفالات رأس السنة وسط موسكو، بسبب مخاوف من هجمات، ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمنياته برأس السنة شاكراً الجنود الروس الذين يحاربون «الارهاب الدولي» في سورية. واتخذت سلطات مدينة نيويورك اجراءات استثنائية لحماية حوالى مليون نسمة توافدوا ككل سنة الى ساحة «تايمز سكوير» للاحتفال بالعام الجديد.
ووضعت الأجهزة الأمنية في حال تأهب قصوى في دول عدة بينها تركيا حيث أحبطت السلطات هجوماً انتحارياً الأربعاء. ولوحظت تدابير أمنية مشددة في عواصم أوروبية من بينها لندن ومدريد حيث حددت الشرطة بـ25 الفاً، عدد الذين سمح لهم بالتوجه الى ساحة بويرتا ديل سول (باب الشمس) للمشاركة في احتفالات.
وترافق الانتقال الى 2016 مع إجراءات أمنية مشددة في عواصم آسيوية عدة، خصوصاً في جاكرتا حيث ظل مستوى الإنذار الأمني مرتفعاً جداً، بعدما أحبطت السلطات مخططاً لهجوم انتحاري ليلة رأس السنة. وأفادت تقارير رسمية أن الشرطة الإندونيسية اعتقلت أمس، ثلاثة رجال للاشتباه في صلتهم بتنظيم «داعش»، في إطار عملية في إقليم وسط سولاويزي لملاحقة مشبوه يتصدر لائحة المطلوبين في البلاد.
وأصدرت السفارة الأميركية في جاكرتا «رسالة طارئة» للمواطنين الأميركيين، حذرتهم فيها من أخطار أمنية محتملة في شواطئ السياح في جزيرة لومبوك خلال احتفالات رأس السنة.
وحرمت العاصمة الفرنسية باريس من الألعاب النارية من «باب اللياقة» على حد قول مصدر قريب من رئيسة بلدية المدينة آب ايدالغو. وأبقي على بعض الاحتفالات في جادة الشانزيلزيه، لكنها جرت بتقشف ووسط اجراءات أمنية مشددة.
ونشر حوالى 11 الف عنصر من الشرطة والجيش ورجال أطفاء في باريس ومحيطها، فيما تولى 1600 شرطي حماية جادة الشانزيليزيه حيث حصل أكبر تجمع سمح به في فرنسا منذ فرض حال الطوارئ اثر اعتداءات 13 تشرين الثاني.
وأعلن رئيس بلدية بروكسيل ايفان مايور إلغاء الاحتفالات التقليدية بالألعاب النارية وسط المدينة. وبرر ذلك بالقول: «من الأفضل ألا نجازف». ونفذت الشرطة في المدينة عمليات دهم في ستة مواقع وأخرى في الضواحي، أعلنت على أثرها مصادرة أجهزة كومبيوتر وهواتف محمولة ومعدات وأسلحة تستخدم في الألعاب الرياضية تطلق حبيبات بلاستيك مؤذية ولو كانت غير قاتلة.
تزامن ذلك مع إعلان الادعاء في بلجيكا أمس، إلقاء القبض على رجل خلال تفتيش منزل في بروكسيل الأربعاء، ليكون عاشر شخص تعتقله السلطات في ما يتصل باعتداءات باريس التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلاً. وأشار الادعاء الى أنه وجه للمعتقل الذي عرف باسم «أيوب ب.» (22 سنة) تهمتي القتل في عمل إرهابي والانتماء لمنظمة إرهابية. ويتركز جزء كبير من التحقيقات الخاصة باعتداءات باريس، على بلجيكا حيث كان يعيش انتحاريان من منفذي الاعتداءات وهما إبراهيم عبدالسلام وبلال الحدفي.
وألقت حال الاستنفار الأمني بظلالها على حركة السياحة والسفر في هذا الموسم وأيضاً على الحجوزات الفندقية، وكانت باريس الأكثر تأثراً في هذا المجال، إذ انخفضت الحجوزات لاحتفالات رأس السنة بنسبة تراوح بين 30 و40 في المئة، عما كانت عليه في الأعوام السابقة، كما أعلن عاملون في هذا القطاع. وكانت احتفالت السنة الجديدة بدأت في أوكلاند وكان ابرزها في سيدني.
 
سفير بريطاني: لو كنا ماكرين لكانت لدينا إمبراطورية حتى الآن
2016 عام مئوية سايكس ـ بيكو ومناسبات أخرى محرجة للغرب
إيلاف...عبد الاله مجيد
مع مرور نحو 100 عام على اتفاقية سايس بيكو ووعد بلفور، لا زالت الفوضى وعدم الاستقرار يهددان منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يدفع البعض إلى التساؤل هل تآمر الغرب على العرب؟
كان دبلوماسي بريطاني وآخر فرنسي يتحدثان خلال حفلة كوكتيل في عاصمة البلد العربي الذي يعملان فيه عن تركة بلديهما في الشرق الأوسط. واقترح الدبلوماسيان مازحين تشكيل فرقة جديدة لموسيقى الروك وتسميتها فرقة سايكس ـ بيكو ووعد بلفور.
 وإذا كان مقترح الدبلوماسيين نكتة فان اتفاقية سايكس ـ بيكو ووعد بلفور اللذين طُبخا في لندن وباريس خلال الأيام الأخيرة من الإمبراطورية العثمانية مهدا الطريق لتقسيم العالم العربي الى الدول القائمة اليوم وانشاء دولة اسرائيل واستمرار محنة الشعب الفلسطيني. وإذا كانت ذكرى الاتفاقية والوعد تتلاشى في الغرب مع اقتراب مئويتهما فانهما ما زالا يُحمَّلان مسؤولية المشاكل التي ابتلت بها منطقة الشرق الأوسط في وقت تشهد المنطقة اعمال عنف ومصائب لم تعهدها من قبل.
 وقال يوجين روغان الباحث في جامعة اوكسفورد ومؤلف العديد من الأعمال المهمة عن الشرق الأوسط لصحيفة الغارديان "ان هذا تاريخ لن تنساه الشعوب العربية ابدا لأنها ترى ان له علاقة مباشرة بالمشاكل التي تواجهها اليوم". 
 وكان مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" اعلنوا موت اتفاقية سايكس ـ بيكو يوم ازالوا الحدود العراقية ـ السورية لتأسيس خلافتهم رافعين اعلامهم السوداء على ما غنموه من عربات همفي الاميركية. ونفخ داعش حياة جديدة في تركة سايكس ـ بيكو بتسليط الضوء على موت الاتفاقية في حربه الدعاية. 
واسفرت الاتفاقية السرية بين السير مارك سايكس وفرانسوا جورج بيكو في ايار/مايو 1916 عن تقسيم الامبراطورية العثمانية الى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية ولم يُكشف عن الاتفاقية إلا حين نشرها البلاشفة في روسيا.
 وتنكث الاتفاقية على نحو صارخ بالوعود التي قدمها البريطانيون الى الشريف الحسين قبل الثورة العربية. ولم ترسم الاتفاقية حدود الدول العربية في حينه، بل جاء ذلك لاحقا ولكنها اصبحت رمزا لمكر الغرب وغدره.
 وتأكدت هذه النظرة الى الغرب بوعد بلفور عام 1917 متعهدا فيه بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين. 
 ويقف المسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية حائرين لا يعرفون كيف يحيون ذكرى الاتفاقية والوعد. فان احياء ذكراهما اصعب بكثير من الاحتفال بذكرى التضحيات التي قدمتها بريطانيا وحلفاؤها خلال الحرب العالمية الأولى في معارك مثل السوم وفلاندرز. ولكن اتفاقية سايكس ـ بيكو ووعد بلفور كانا حدثين سياسيين اورثا تركة متفجرة من المرارة والصراع.
 وطالب انصار القضية الفلسطينية باعتذار بريطانيا عن وعد بلفور، ولكن هذا يبدو مستبعدا. ويجري التركيز على اتفاقية سايكس ـ بيكو بسبب الرأي القائل ان الدول التي انبثقت عنها فقدت شرعيتها وتفككت في سنوات الربيع العربي. وهذا ما يؤكده كرد العراق الذين يديرون شؤون منطقتهم بأنفسهم منذ عام 1991 ولكنهم الاستثناء.
 وتبدو سوريا سائرة نحو التقسيم بعد خمس سنوات من الحرب الأهلية التي وضعت حدودها المرسومة بموجب اتفاقية سايكس ـ بيكو موضع تساؤل بعد اعلان داعش خلافته على رقعة من ارضها وارض العراق.
 ويقول الباحث روغان "ان اتفاقيات التقسيم التي عُقدت في زمن الحرب اورثت تركة من الامبرايالية وعدم ثقة العرب بسياسة القوى الكبرى والايمان بالمؤامرات (ما هي اتفاقيات التقسيم السرية إن لم تكن مؤامرات؟) التي حمَّلها العرب مسؤولية مصائبهم منذ ذلك الحين".
 ما زالت فلسطين جرحا فاغرا. وكتب المؤرخ الاميركي ذو الأصل الفلسطيني راشد خالد "ان الفترة التي مرت منذ وعد بلفور شهدت ما يعادل 100 مئة عام من الحرب ضد الشعب الفلسطيني". ولكن من المستبعد ان تذهب بريطانيا في مئوية الوعد ابعد من اعادة التأكيد على حل الدولتين.
 وسيكون 2016 ايضا عام تقرير تشيلكوت الذي طال انتظاره عن دور بريطانيا في غزو العراق عام 2003 الذي يشكل عاملا رئيسيا وراء ما تشهده المنطقة من دمار اليوم. ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحث في كلية لندن للاقتصاد توبي دوج قوله ان ما حققه داعش من مكاسب "لم يكن بسبب تركة الاستعمار الانكلو ـ فرنسي التي يمتد عمرها 100 سنة بل كان سببها مواطن الخلل في النظام السياسي" الذي أُقيم بعد غزو العراق. 
 كما سيشهد عام 2016 ذكرى أخرى محرجة لبريطانيا هي مرور 60 عاما على الهجوم الانكلو ـ فرنسي على مصر بمشاركة إسرائيل خلال ازمة السويس عام 1956. وهي واقعة أخرى تؤكد مكائد الغرب وعنجهيته التي ما زالت تُذكر في العواصم العربية بوصفها "العدواني الثلاثي" على مصر. 
واكد السفير البريطاني السابق في لبنان توم فليتشر قائلا "إن من الضروري ونحن نقترب من هذه المناسبات ان نعترف بهذا التاريخ ودورنا فيه ولكن من الضروري ايضا ألا يُتخذ دور الغرب شماعة تُعلق عليها كل مشكلة في المنطقة. فلو كنا ماكرين كما يظن البعض حتى الآن لكانت لدينا امبراطورية حتى الآن. وفي الحقيقة اننا يجب ان نحقق مزيدا من الأمن والعدالة والفرص في عموم الشرق الأوسط ـ وهذه هي المؤامرة التي يجب ان نكون طرفا فيها".
 
واشنطن تُعدّ عقوبات جديدة ضد مؤسسات وأفراد في إيران والإمارات وهونغ كونغ
طهران تنفي إطلاق صواريخ قرب سفن أميركية وفرنسية
الرأي..طهران، واشنطن - وكالات - أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان الولايات المتحدة بصدد اعداد عقوبات جديدة ضد مؤسسات وافراد في كل من ايران وهونغ كونغ والامارات بسبب ارتباطها ببرنامج طهران للصواريخ البالستية.
وستكون هذه اول عقوبات اميركية على طهران منذ الاتفاق الذي ابرمته في فيينا في يوليو الدول العظمى وايران حول برنامج طهران النووي والذي يقضي برفع عقوبات اخرى عن الجمهورية الاسلامية.
وأكدت الصحيفة ان وزارة الخزانة الاميركية تعد عقوبات ضد شبكتين مرتبطتين بايران ساعدتا في تطوير برنامجها للصواريخ البالستية.
وتمنع هذه العقوبات الاشخاص الماديين والمعنويين في الولايات المتحدة من القيام بأي اعمال مع الشركات والافراد المشمولين بها والذين ستجمد ايضا اموالهم اذا كانت موجودة في الولايات المتحدة او لدى مصارف اميركية.
واوضحت الصحيفة النيويوركية ان العقوبات تستهدف في الامارات شركة «مبروكة تريدينغ» ومالكها حسين بورناغشبند واللذين تتهمهما واشنطن بتزويد طهران بالياف كربون تدخل في صناعة الصواريخ البالستية.
واضافت ان واشنطن تعتقد ان بورناغشبند استخدم شركة تابعة مقرها هونغ كونغ لتأمين وشراء هذه المادة المقاومة للحرارة.
كذلك فان العقوبات الجاري تحضيرها تشمل ايضا خمسة مسؤولين ايرانيين بسبب عملهم في البرنامج الايراني البالستي.
من ناحية أخرى، نفت طهران امس، ان تكون نفذت تجربة اطلاق صواريخ قرب سفن اميركية وفرنسية في مضيق هرمز، كما اتهمها مسؤول اميركي.
وقال المسؤول في حرس الثورة الايراني الجنرال رمضان شريف في بيان، ان «القوة البحرية التابعة لحرس الثورة لم تنفذ خلال الاسبوع الماضي اي تجربة بينما يدعي الاميركيون ان صاروخا اطلق في منطقة مضيق هرمز».
واعلن مسؤول اميركي أول من أمس، ان البحرية الايرانية اجرت الاسبوع الماضي تجارب على اطلاق صواريخ سقط بعضها قرب سفن حربية اميركية وفرنسية. وقال: «نعتبر ان اطلاق النار على مسافة قريبة الى هذه الدرجة من السفن هو امر استفزازي للغاية».
واتهم شريف، أمس، الولايات المتحدة بالكذب. وقال «ان نشر مثل هذه الاكاذيب في الوضع الراهن هو بالاحرى نوع من الضغط النفسي». واضاف: «الامن والسلم في الخليج يكتسيان اهمية استراتيجية بالنسبة لإيران. ان الحرس يقوم في الوقت المطلوب ووفقا لأجندتنا بتمارين لتحسين جهوزية القوات الايرانية».
بدوره، اكد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حسين جابر الانصاري امس، ان طهران «سترد على اي تدخل من الولايات المتحدة ضد دفاعاتها». واضاف: «مثل هذه الاجراءات احادية وتعسفية وغير مشروعة وايران حذرت الولايات المتحدة من ذلك». وتابع «ليس هناك اي اجراء يمكن ان يحرم ايران من حقوقها الشرعية في تعزيز دفاعاتها وقدراتها في مجال الامن».
 
اردوغان يتعهد حرباً بلا هوادة ضد المسلحين الأكراد
المستقبل.. (رويترز)
تعهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس عدم التهاون في حملة عسكرية قال إنها قتلت هذا العام أكثر من ثلاثة آلاف معظمهم مسلحون أكراد في بعض من أعنف المعارك منذ اندلاع تمرد الأكراد قبل ثلاثة عقود.

وفي بيان بمناسبة السنة الجديدة، قال إردوغان إن تركيا تمتلك «الموارد والعزيمة» للتعامل مع حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح للمرة الاولى العام 1984 للضغط من أجل اقتناص قدر أكبر من الحكم الذاتي لجنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية.

وشغل العنف القوات المسلحة في تركيا وزاد من تعقيد المساعي الدولية لمحاربة «داعش» في سوريا حيث تخوض وحدات حماية الشعب الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني معارك مع التنظيم المتشدد. ويريد حلفاء تركيا الغربيون منها التركيز بشكل أكبر على خطر «داعش».

وقال إردوغان في إشارة الى حزب العمال الكردستاني ان «قواتنا الأمنية تواصل تطهير كل مكان من الإرهابيين. في الجبال وفي المدن وسنواصل ذلك«.

وشنت تركيا ما سمته «الحرب المتزامنة على الإرهاب» في تموز بهدف استهداف تنظيم «داعش» في سوريا والأكراد في الداخل. لكن جهودها انصبت بشكل أكبر بكثير على محاربة حزب العمال الكردستاني.

وانزلق جنوب شرق تركيا مرة أخرى إلى مستويات العنف التي شهدها خلال التسعينيات بعد هدنة استمرت عامين مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية. وانهارت تلك الهدنة في تموز. وقصفت طائرات حربية معسكرات حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وعبر الحدود في جبال شمال العراق بينما كثف الجنود مدعومون بدبابات حملة داخل تركيا لطرد المسلحين في الأسابيع الأخيرة.

وقال إردوغان إن الجيش التركي قتل 3100 مسلح داخل البلاد وخارجها منذ بداية 2015. ومنذ بدأ حزب العمال الكردستاني تمرده تركزت المعارك بشكل أساسي في الريف، لكن أعمال العنف الأخيرة ركزت على مناطق حضرية حيث أسس جناح الشبان في حزب العمال الكردستاني حواجز على الطرق وحفر خنادق لمنع قوات الأمن من الوصول.

وشكا سكان في بلدات مثل الجزيرة وسيلوبي اللتين شهدتا انفجارات ومعارك بالأسلحة في الأسابيع الأخيرة من أن عمليات الجيش تجري دون تمييز وأن حظر التجول المفروض على مدار الساعة أعاق حتى المرضى عن الوصول الى المستشفيات.

كما أضر العنف بحركة التجارة عبر الحدود التي كانت مزدهرة يوما. وقالت نقابة عمال النقل امس إن نحو عشرة آلاف من سائقي الشاحنات عالقون على الجانب العراقي من الحدود بسبب المخاوف الأمنية في سيلوبي والجزيرة. وفي إشارة واضحة الى خلاف مع بغداد بشأن نشر قوات تركية في شمال العراق، اوضح إردوغان ان تركيا ليست لديها مطامح في أي دولة أخرى وإن سيادة جيرانها ليست محل شك.

واتهم وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري تركيا أمس بعدم احترام اتفاق لسحب جنودها من الشمال. وقال إن العراق قد يلجأ الى العمل العسكري إذا أجبر على ذلك دفاعا عن سيادته.

واستعر النزاع الديبلوماسي بعد أن نشرت تركيا وحدة حماية مؤلفة من نحو 150 جنديا هذا الشهر معللة ذلك بتزايد المخاطر الأمنية قرب قاعدة عسكرية حيث يدرب جنودها فصيلا عراقيا لقتال «داعش». وقال إردوغان «لا نريد سوى أن يعيش أخوة لنا تاريخيا وثقافيا في سلام وأمان.»
«داعش» يتبنّى قتل ضابط روسي في داغستان
الرأي...موسكو - أ ف ب - تبنى تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) المتطرّف في بيان امس، اطلاق النار الذي ادى الى مقتل شخص وجرح 11 آخرين قرب موقع سياحي في جمهورية داغستان الروسية في القوقاز.
وأكد التنظيم في بيانه المنشور على موقع تويتر «تمكن جنود الخلافة بفضل الله من شن هجوم على منطقة يتواجد بها عدد من ضباط الاستخبارات الروسية في مدينة ديربينت جنوب داغستان». واكد البيان ان «ضابط استخبارات روسيا قتل وجرح عدد آخر»، بينما «عاد جنود الدولة الاسلامية الى مواقعهم سالمين».
وكان مجهولون فتحوا النار ليل الثلاثاء - الاربعاء على مجموعة اشخاص قرب اسوار قلعة ديربينت المدرجة منذ 2003 على لائحة التراث الانساني، ما ادى الى مقتل شخص واحد وجرح 11 آخرين.

المصدر: مصادر مختلفة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,046,390

عدد الزوار: 6,749,565

المتواجدون الآن: 99