تمرد الحوثي.. دعم إيراني بلاحدود

تاريخ الإضافة السبت 17 تشرين الأول 2009 - 5:09 م    عدد الزيارات 4385    التعليقات 0    القسم عربية

        


بعد السابع من سبتمبر الماضي لم يعد تورط إيران بدعم التمرد الحوثي وتدخلها في شأن يمني داخلي بحاجة لأدلة دامغة أكثر من إعلان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي استعداد بلاده تقديم المساعدة "لإيقاف الاقتتال في محافظة صعدة"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء ، وقبله تأكيد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقوي في الـ(24) من أغسطس الماضي على حل مسألة صعده من خلال "الحل السلمي لأن سفك الدماء لا يمكن أن يكون حلاً"، وقبلهما بيوم واحد تشديد السفارة الإيرانية في البحرين "على الوحدة الوطنية للجمهورية اليمنية" وتأكيد السفارة أن بلادها "تساند أية حركة لتوحيد الصفوف للشعب اليمني الشقيق"، وكأنما الشعب اليمني غير موحد ولن تتحد صفوفه إلا بمساندة إيران (أية حركة) وليس شرطا أن تكون (حركة الحوثي).
هكذا يقرأ باحثون وسياسيون إعلان خارجية إيران "استعدادها المساعدة" في وقت ارتفع سقف الاتهامات اليمنية لجهات إيرانية حتى جاءت بلسان رئيس الدولة ما يشير إلى أن أدلة جديدة دامغة وقعت في أيدي الجهات المختصة ربما كان من شأنها حل لغز الحرص الإيراني على استقرار اليمن ووحدة اليمن، وكذا دعمه لأي حركة توحد الصفوف، وفك طلاسم الفزورة القائلة إن الدعم الإيراني المقدم للحوثيين يأتي عبر جمعيات دينية وليس عبر جهات رسمية!!.
وسبق لوزير الخارجية الإيراني منوشهرمتكي في أغسطس الماضي التعبير عن قلق بلاده إزاء أوضاع من أسماهم بـ"الشيعة" في اليمن.
وقال متكي - خلال استقبال السفير اليمني في طهران- : "تدعم إيران علاقات طيبة بين الحكومة اليمنية والحوثيين الشيعة في البلاد"، وأضاف: "يمكن للحكومة اليمنية والحوثيين اكتساب دعم بعضهما البعض من خلال التفاعل البناء"، وهو ما اعتبره محللون سياسيون اعترافاً إيرانياً لا يقبل الجدل بأن الحوثيين طرفاً مستقلاً عن الدولة، ولذلك فهي تدعمهم علانية بنفس القدر الذي تدعم فيه الحكومة اليمنية، كما أنها ترى بوجوب إقامة علاقة جوار طيبة بين (الحكومة والحوثيين).
ويبدو واضحاً هنا تجاوز الدعم الإيراني العسكري والمادي والإعلامي المقدم للمتمردين الحوثيين في صعدة إلى النطاق الدبلوماسي العلني، فلم تكتف خارجية إيران في مضمون تصريح وزيرها باختلاق الافتراءات في حديث "أوضاع الشيعة" ولا في التعامل مع الحوثيين وكأنهم كيان مستقل وليسوا متمردين، بل ذهبت الصفاقة الإيرانية لنصح الحكومة اليمنية بإقامة ما يشبه علاقة جوار بين الحكومة والطرف المستقل من خلال حديث "اكتساب دعم بعضهما البعض".
ومن يوم لآخر تتزايد شواهد وبراهين وأدلة الأصابع الإيرانية في تحريك فتنة صعدة (أسلحة، أموال، منشورات، تدريب، اعترافات، مبادرات ووساطات سرية وعلنية لإيقاف الحرب عند تضييق الخناق على المتمردين، دعم لوجستي وسياسي للمتمردين..الخ)، حتى بدا ذلك الدعم مثله مثل التفاح الإيراني في الأسواق اليمنية.
وتلقائيا تتناثر ملامح الدعم الإيراني لفتنة صعدة في أكثر من زاوية وتتكشف عراها في سلسلة أحداث وشواهد ميدانية وأحاديث مترابطة روحيا ولوجستيا – بشكل يكشف بوضوح عن حقيقة المشروع الذي تحاول إيران تنفيذه في المنطقة كلها وليس في اليمن فحسب.
والمتتبع للأحداث لا يجد بالغ عناء في اكتشاف التواطؤ الإيراني ومحاولة زعزعة المنطقة ككل وليس اليمن فقط فاليمن والعراق جزء من مخطط فارسي كبير يرتكز على تصنيع وتصدير المشاكل الطائفية ليسهل على إيران التغلغل داخل البؤر المتوترة وتمرير مشروعها التوسعي.
هذا المشروع المعلن رسميا الذي تبنته كافة الحكومات السياسية الإيرانية والذي يهدف إلى نشر التشيع الصفوي وترصد ميزانيات ماليه ضخمة لإنجاحه وبما يحقق مساعي التوسع والهيمنة على المنطقة و(إعادة المجد الفارسي) هذا المجد المفقود ظهر بجلاء- بعد 5 سنوات من إعلان فقدانه في قم – في حديث زعيم المتمردين الصريع حسين الحوثي بقوله: "وإن العرب هم هدموا حضارة الفرس، ولذلك لازم نعيد حضارة الفرس، لازم نستعيد مكانتها). وفقا لما كشفه مؤخراً القائد الميداني للتمرد سابقاً في بني معاذ الشيخ عبدالله المحدون.
ويبقى من المهم في هذه العجالة الإشارة إلى أن مشروع التمدد الإيراني جاء تنفيذا لتوصيات المؤتمر التأسيسي لشيعة العالم في مدينة قم الإيرانية، والذي أوصى بضرورة تعميم التجربة الشيعية التي قال إنها كانت ناجحة في العراق إلى باقي الدول العربية والإسلامية الأخرى منها "السعودية" و"الأردن" و"اليمن" و"مصر" و"الكويت" و"البحرين"، وذلك من خلال بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم عن طريق إدخال مجموعة من الأفراد داخل المؤسسات الحساسة العسكرية والأجهزة الأمنية ودعمها مالياً عن طريق تخصيص ميزانية خاصة بها.
وبرز الدور الإيراني مبكرا منذ أول اعتداء نفذه الحوثي على مواطنين وجنود الأمن عام 2004م حينما صدر بيان عن مجموعة من علماء الدين في إيران يحتجون على قيام الدولة بواجبها لحماية المواطنين، تبعه مطالبة متظاهرين كانوا مجتمعين أمام السفارة اليمنية بطرد السفير اليمني من طهران وتغيير اسم الشارع الذي تقع فيه سفارة اليمن إلى اسم الحوثي.
وأثار الدعم الإيراني لفتنة التمرد الحوثي المخاوف العربية من امتداد التدخل الإيراني في أكثر من دولة عربية وهو ما عبر عنه الأمين العام لجامعة الدول العربية.
ووصف الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية، والشأن الفلسطيني والعراقي واللبناني، وصفها بالخطيرة. مؤكداً في حديث صحفي نشرته (الجريدة) الكويتية في الـ2 من سبتمبر، إن هذه التدخلات يجب ألا تتم ولا تحدث.
وعزا موسى أسباب مشكلات العالم العربي إلى عوامل داخلية وخارجية. مشدداً على ضرورة إجراء حوار عربي جماعي مع إيران للتباحث حول القضايا الخلافية، وتبادل وجهات النظر بشأنها.
المصدر: (المؤتمر نت)


المصدر: المؤتمر نت

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,691,145

عدد الزوار: 6,908,731

المتواجدون الآن: 104