"الفراق" يُباعد بين تركيا وإسرائيل وأنقرة تستبعد التعاون العسكري حالياً

تاريخ الإضافة السبت 17 تشرين الأول 2009 - 5:53 ص    عدد الزيارات 4305    التعليقات 0    القسم دولية

        


اتجهت العلاقات التركية – الاسرائيلية أمس الى مزيد من التعقيد، إذ استبعد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أي عودة الى علاقات ثنائية جيدة بين الدولتين ما استمرت معاناة الفلسطينيين وظلت عملية السلام متوقفة، كما استبعد أي تعاون عسكري بين الجانبين في الوقت الحاضر.
وصرح في مؤتمر صحافي قبيل سفره الى البوسنة بأن "ما نريده هو انهاء المأساة الانسانية في غزة وتحريك جهود السلام على المسارين الفلسطيني والسوري على حد سواء، وخصوصاً اعطاء الأولوية مجدداً للسلام في المنطقة". وقال "إنه عندما نعود الى طريق السلام، ستعود علاقات الثقة هذه (مع اسرائيل) على المستوى الذي كانت عليه من قبل"، مشيراً الى ان الهجوم الاسرائيلي على غزة في نهاية العام الماضي وجه "ضربة قوية الى جهود السلام".
وتعليقاً على إلغاء أنقرة المشاركة الاسرائيلية في المناورات الجوية "نسر الأناضول" التي كان يفترض ان تبدأ الاثنين الماضي، قال داود أوغلو: "ما استمرت المأساة الانسانية في غزة، فلا يطلبن أحد منا الظهور" مع عسكريين اسرائيليين.
وذكّر بـ"الجهود الكبيرة" التي بذلتها أنقرة العام الماضي للتوسط بين سوريا واسرائيل في شأن مسألة هضبة الجولان المحتلة.
ولاحظ انه "على رغم انه لم يطلق أي صاروخ (فلسطيني) من غزة على اسرائيل منذ ثمانية أشهر، فان أولاد غزة محرومون المدارس والناس تفتقر الى منازل لتأوي اليها... كيف تبقى دولة مثل تركيا صامتة أمام هذا الموضوع؟".
وعن الانزعاج الاسرائيلي من مسلسل "الفراق" الذي يبثه التلفزيون التركي، قال ان وزارة الخارجية التركية ليست جهة استشارية للأعمال الدرامية، ولا تقوم ما يعرض على شاشات التلفزيون، وان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون التركية هي مؤسسة مستقلة. وأكد ان الاعلام التركي اعلام حر ومستقل، وتركيا ليست دولة رقابة ولا تتدخل إطلاقاً في ما تبثه وسائل الاعلام، مشيراً الى ان المسلسل من انتاج شركة خاصة، وانه على حد ما بلغه من معلومات، يجري مسؤولو الشركة المنتجة للعمل اتصالات مع اسرائيل.
ويؤدي ممثلون في مسلسل "الفراق" أدوار جنود اسرائيليين يشتبكون مع فلسطينيين في معارك بشوارع مدينة القدس.
وبثت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي لقطة من المسلسل الاربعاء يظهر فيها أب فلسطيني وهو يحمل طفلا فوق رأسه وجندي اسرائيلي يتعمد اطلاق النار على الرضيع. وبعد اطلاق الجندي النار على الرضيع تظهر عبارة "وان مينت" (دقيقة واحدة) التي استخدمها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في فورة غضبه خلال مشادته مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في منتدى دافوس في كانون الثاني الماضي.
وأكد نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج أن "الفراق" ليست له أجندة سياسية. وقال عن قناة "تي آر تي" التي تعرض المسلسل: "لا نريد أن تكون "تي آر تي" مصدرا لاثارة المشاكل الديبلوماسية لعرضها مثل هذا المسلسل... ننظر الى هذا المسلسل كسيناريو خيالي. وهناك بالتأكيد بعض الحقيقة فيه. وقد تكون هناك بعض المبالغة ايضا، لكنه مسلسل تلفزيوني في نهاية المطاف".
وسئل عن رفع المسلسل من العرض او ادخال تغييرات عليه، فأجاب: "لا نفكر حاليا في أي من هذه الامور". وذكّر بأن العلاقات بين تركيا واسرائيل "كانت قوية دوما ونعتقد تماما انها ستظل دوما قوية".

اتهامات لأردوغان

وفي تل أبيب، أوردت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية أن مسؤولين في وزارتي الخارجية الاسرائيلية والتركية تبادلا في الايام الاخيرة رسائل من أجل حل الازمة في العلاقات بين الدولتين، ووقف التصريحات الهجومية المتبادلة لاعادة العلاقات الى سابق عهدها. لكنها نقلت عن مسؤولين سياسيين اسرائيليين رفيعي المستوى ان "مشكلتنا الاساسية هي أردوغان نفسه، فهو مصدر التوتر وهو الذي يغذيه، ذلك أن كثيرين من المسؤولين في وزارة الخارجية والجيش في تركيا يعتقدون أنه ينبغي تليين التوجه (نحو اسرائيل) وإظهار التوازن".
 


المصدر: جريدة النهار

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,171,638

عدد الزوار: 6,938,552

المتواجدون الآن: 133